مائتين وعشرين ، وقوله منه : أي من سليم ، وقوله كلاهما : أي خلف وخلاد ، وقوله : اغترف من الاغتراف : وهو تناول الماء باليد : أي أنهما أخذا القراءة من سليم بلا واسطة لما كان بحرا من بحور القراءة.
ثمّ (الكسائيّ)الفتى عليّ |
|
عنه أبو الحارث والدّوريّ |
هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن تميم بن فيروز الكسائي الكوفي ، كان إمام الناس في القراءة في زمانه وأعلمهم بالقراءات وبالنحو ولغة العرب ، رحل إليه الخلق وكثر عليه الآخذون حتى كان يجمعهم في مجلس واحد ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ ؛ وكان ذا كرم وحشمة وجاه عريض ، أدب الخليفتين الأمين والمأمون ، مات سنة مائة وتسع وثمانين وبه تم القراء السبعة.
وأبو الحارث : هو الليث بن خالد البغدادي ، كان ثقة محققا للقراءة قيما بها ضابطا ، مات سنة مائتين وأربعين.
والدّوري : هو أبو عمر حفص بن عمر المتقدم (١) عن أبي عمرو ، وقوله : الفتى : الكريم السخي ، وعنه : أي رويا عنه بلا واسطة.
ثمّ (أبو جعفر)الحبر الرّضى |
|
فعنه عيسى وابن جمّاز مضى |
هو أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني تابعي جليل ، أخذ القراءة عن الصحابة ، وكان كبير القدر ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة. وقال أبو الزناد : لم يكن بالمدينة أقرأ للسنة من أبي جعفر. وقال مالك : كان أبو جعفر رجلا صالحا. وقال نافع : لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف ، فما شك أحد ممن حضره أنه نور القرآن ؛ ورؤي في المنام على صورة حسنة ، فقال : بشر أصحابي وكل من قرأ القرآن على قراءتي أن الله قد غفر لهم ، مات سنة مائة وثلاثين ، وهو ثامن القراء بالنسبة إلى هذا الترتيب.
__________________
(١) الصحيفة ـ ٨ ـ السطر «١٠».