وكقوله : (وأن هذا صراطي مستقيما (١) ، وصراط الله (٢) ، وهذا صراط علي) (٣).
والصّاد كالزّاي (ضـ) فا الأوّل (قـ) ف |
|
وفيه والثّاني وذي اللاّم اختلف |
أي والصاد التي قرأ بها الباقون في الصراط ، وصراط كيف وقع جعلها كالزاي يعني أشمها الزاي : أي خلطها بها خلف عن حمزة ، وأما خلاد فقد اختلف عنه ، فروى عنه بعضهم الإشمام في الأول من الفاتحة فقط ، وروى بعضهم الإشمام في الأول ، والثاني من الفاتحة أيضا فحسب ، وروى بعضهم المعرف باللام فقط ، وروى بعضهم عدم الإشمام مطلقا وهذه الأربعة المذكورة تخرج من قوله : وفيه والثاني الخ قوله : (ضفا) أي كثر ونما وطال ، يشير إلى كثرة مجيء الصاد مشمة في هذا اللفظ وغيره ، وأنه لغة للعرب فاشية قوله : (قف) يجوز أن يكون بضم القاف على أنه أمر من قاف أثرهم يقوفه إذا أتبعه : أي أتبع هذه القراءة فإنها مأثورة ، ويجوز أن يكون بفتح القاف فيكون فاؤه مشددة خففت للوقف فيكون إشارة إلى قوتها. لأن القاف (٤) اليابس القوي يبسه قوله : (فيه) أي في الأول والثاني : أي مع الثاني فيكون الإشمام له فيهما ، وفي اللام : أي المحلى بلام التعريف حيث وقع في الفاتحة وغيرها اختلف : أي اختلف الرواة عن خلاد في ذلك كله من الإشمام وعدمه ، فلا يكون له إشمام في شيء من ذلك ، أو يكون الإشمام فيها وهذا واضح فليتأمل.
وباب أصدق (شفا)والخلف غ) ر |
|
يصدر (غـ)ث (شفا) المصيطرون (ضـ)ر |
لما ذكر الإشمام في الصاد في الصراط وبابه استطرد ما وقع فيه الخلاف في الإشمام ، فقال : وباب أصدق ، يعني بالباب الصنف : أي ما وقع فيه الصاد الساكنة وبعده دال مثل أصدق وتصديق ؛ وجملته اثنا عشر صادا : اثنان في النساء ، وثلاثة في الأنعام ؛ وسبعة في سبع سور : الأنفال ويونس ويوسف والحجر والنحل والقصص وإذا زلزلت ، فقرأها بالإشمام حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه ، والباقون بالصاد الخالصة ؛ ووجه الإشمام كما تقدم في الصراط ، فإن الدال حرف مجهور كالطاء قوله : (شفا) أي أبرأ وصحح : يعني أنه
__________________
(١) « سراطي ».
(٢) « سراط الله ».
(٣) « سراط عليّ ».
(٤) نحو : القف.