آية ، وأن إثباتها في رسم المصاحف كإثبات همزة الوصل فلذلك أثبتوها في الابتداء وحذفوها في الوصل ؛ ووجه السكت الإيذان بانقضاء السورة قوله : (نصف) اسم من الإنصاف ، والنصف من الرجال والنساء : من هو بين الحداثة والكبر ، والنصف الشيب رأسه وغيره : أي بلغ نصفه قوله : (دم) لفظ أمر ، والمراد به الدعاء للقارئ بالبقاء وطول العمر. وثق من الثقة : أي وكن واثقا حسن الرجاء. قوله : (رجا) هو الأمل ممدود وقصر ضرورة. قوله : (وصل) أي السورة بالسورة.
فاسكت وصل والخلف (كـ)ـم (حماجـ)لا |
|
واختير للسّاكت في ويل ولا |
عطف الخلف على الوصل والسكت ليعلم أن من ذكر بعده له الوجهان وضدهما وهو البسملة ، فيكون لكل من المذكورين وهم ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق الأوجه الثلاثة ، وهي السكت والوصل والبسملة ، ويبقى الأصبهاني عن ورش مثل قالون كما تقرر في الخطبة ، وقد تقدم لقالون البسملة ، وكم هنا خبرية : أي كم كشف شيئا ممنوعا لا يوصل إليه قوله : (جلا) أي كشف قوله : (واختير الخ) مع صدر البيت الآتي : يعني أن بعض أهل الأداء اختار في السورة التي أولها ويل ولا ، يريد « ويل للمطففين » و « ويل لكل همزة » و « ولا أقسم بيوم القيامة ، و « لا أقسم بهذا البلد » البسملة لمن سكت من القراء وهم : خلف وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق ، والسكت عمن وصل منهم ، وهم : حمزة وخلف وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق ؛ ووجه ذلك البشاعة (١) التي تكون في الوصل إذا قال : « وأهل المغفرة لا ، ولله ويل ، وادخلي جنتي لا ، وتواصوا بالصبر ويل ».
بسملة والسّكت عمّن وصلا |
|
وفي ابتدأ السّورة كلّ بسملا |
وهذا الموضع الثاني من مواضع البسملة ، وهو ابتداء السورة فأجمع القراء على البسملة فيه إلا سورة براءة كما سيأتي في البيت الآتي :
__________________
(١) قصد بالبشاعة الإشكال في أذن السامع فقد يظن أن القارئ يلحن أو قد يتوهم السامع معنى مغايرا للمعنى الأصلي.