(الذي أؤتمن) (١) ونحوه بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة (ولقاءنا ائت) (٢) بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة ، وكذلك سائر همزات الوصل ، وكذلك لا يقف إلا على منفصل رسما ، ولا يبتدأ إلا بمنفصل في الرسم أيضا كما سيأتي بيانه في باب الوقف على مرسوم الخط قوله : (والقطع كالوقف الخ) يشير إلى مسألة جليلة قلّ من نبه عليها وهو الفرق بين القطع والوقف ، فالقطع عبارة عن قطع القراءة رأسا ، فهو انتهاء القراءة كالمعرض عن القراءة ، أو المنتقل منها من حالة إلى حالة أخرى كالقطع على حزب أو عشر أو أربع أو نحو ذلك ، فهو كالوقف حيث لا يجوز إلا على تام سواء كان تاما أم كافيا أم حسنا ، ويجب فيها أيضا رعاية الرسم إلا أنه يشترط فيه أن لا يكون إلا على رأس آية ، وذلك بخلاف الوقف فإنه يكون على رأس الآية وعلى أبعاضها كما تقدم. والوقف عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة ، وينبغي معه البسملة في فواتح السور ، كما ينبغي الاستعاذة في القطع كما سيأتي في بابها.
والسّكت من دون تنفّس وخص |
|
بذي اتّصال وانفصال حيث نص |
أي المصطلح عليه عند أئمة القراءة.
ولما ذكر الوقف وأقسامه والقطع وحكمه شرع في بيان السكت وتعريفه لتعرف معناه وتفرق بينه وبين الوقف والقطع ، وإن كان المتقدمون يطلقون كلا منهما على الآخر ، فالسكت عبارة عن قطع الصوت زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس ، وقد اختلفت عبارة أئمة القراء في التأدية بما يدل على طول زمن السكت وقصره والمشافهة تحكم ذلك بحقه ، وهو مخصوص بما اتصل رسما نحو : الأرض ، والآخرة ، وشيء ، وقرآن ، وبما انفصل نحو (قد أفلح) ، (٣) (وقل أوحى) (٤) و (من راق) (٥) وبين السورتين حيث نص عليه أئمة القراءة ووردت به الرواية وذلك بخلاف الوقف والقطع كما تقدم قوله : (حيث نص) أي نص عليه أئمة القراءة رحمهم الله تعالى.
__________________
(١) سورة البقرة الآية «٢٨٣».
(٢) سورة الأحقاف الآية «٤».
(٣) سورة المؤمنون الآية «١» وفي غيرها.
(٤) سورة الجن الآية «١» وفي غيرها.
(٥) سورة القيامة الآية «٢٧».