قوله تعالى : (فمكث غير بعيد) قرأه بفتح الكاف عاصم وروح ، والباقون بضمها وهما لغتان.
ألاّ ألا ومبتلى قف يا ألا |
|
وابدأ بضمّ اسجدوا (ر)ح (ثـ)ـب (غـ)ـلا |
أي قرأ الكسائي وأبو جعفر ورويس عن يعقوب بتخفيف ألا موضع قراءة غيرهم ألا جعله حرف تنبيه نحو « ألا أن أولياء الله » فهو في تقدير ألا يا هؤلاء اسجدوا وهو كلمات فمن ثم فصل وقفا قوله : (ومبتلي الخ) أراد أن يبين هذه الكلمات المتصلة ليفصل بعضها من بعض كما هي منفصلة تقديرا فقال إذا ابتليت بالوقف : أي إذا اختبرت وسئلت عن ذلك على وجه الامتحان ، أو أراد بالابتلاء الاضطرار إلى ذلك لانقطاع نفس ، فلك أن تقف على « ألاّ » لأنه حرف مستقل لا اتصال له بما بعده بخلافها إذا شددت كما في قراءة الجماعة ، ولك أن تقف على « يا » لأنها حرف ندا والمنادى هنا محذوف فهذا موضع الاختبار لأن الياء متصلة بالفعل لفظا وخطا ، وأما الوقف على ألا فلا يحتاج إلى اختبار إذ لا يخفي أنه كلمة وكذلك الوقف على اسجدوا ، فلما كان قوله مبتلا يحتمل الأمرين ذكر موجبهما على كل واحد من التقديرين ثم قال : وابدأ بضم : أي ابدأ اسجدوا بضم همزة الوصل لأنه فعل أمر من المضارع المضموم الوسط ، والباقون بتشديد اللام ويسجدوا كلمة واحدة فلذلك لم ينفصل.
يخفون يعلنون خاطب (عـ)ـن (ر)قا |
|
والسّوق ساقيها وسوق اهمز (ز)قا |
يريد (يعلم ما تخفون وما تعلنون) قرأهما حفص والكسائي بالخطاب ، والباقون بالغيب قوله : (السوق) يريد « بالسوق والأعناق ، وكشفت عن ساقيها ، فاستوى على سوقه » بهمز الألف والواو وهمزة ساكنة قنبل ، (١) وزاد له في حرفي ص والفتح وجها آخر وهو ضم الهمزة قبل الواو ، والباقون بغير همزة في الثلاثة ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
سؤق عنه ضمّ تا تبيّتن |
|
لام تقولنّ ونونى خاطبن |
قوله : (ضم تا تبيتن) أي (لنبيتنه وأهله ثم لنقولن) بالخطاب في الفعلين
__________________
(١) « السّوق ، سأقها ، سؤقها ».