حزين اطمئن عند ذكري وذكر بي من يطمئن إلي واعبدني ولا تشرك بي شيئا وتحر مسرتي إني أنا السيد الكبير إني خلقتك من نطفة « مِنْ ماءٍ مَهِينٍ » من طينة أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة فكانت بشرا فأنا صانعها خلقا فتبارك وجهي وتقدس صنيعي ليس كمثلي شيء وأنا الحي الدائم الذي لا أزول.
يا موسى كن إذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا عفر وجهك لي في التراب واسجد لي
______________________________________________________
الجوهري : لذذت الشيء بالكسر لذاذا ولذاذة أي وجدته لذيذا.
قوله : « اطمأن » عند ذكري الاطمئنان : السكون والمراد طمأنينة القلب عما يزعجه من الشكوك والشبهات ودواعي الشهوات.
قوله : « وتحر » التحري : الطلب قوله تعالى : « مِنْ ماءٍ مَهِينٍ » المهين : الحقير والقليل والضعيف.
قوله : « ممشوجة » أي مخلوطة من أنواع ، والمراد إني خلقتك من نطفة وأصل تلك النطفة حصل من شخص خلقته من طينة الأرض وهو آدم عليهالسلام وأخذت طينته من جميع وجه الأرض المشتملة على ألوان وأنواع مختلفة كما روي (١) عن أمير المؤمنين عليهالسلام أن الله تعالى بعث جبرئيل وأمره أن يأتيه من أديم الأرض أي وجهها بأربع طينات ، طينة بيضاء وطينة حمراء وطينة غبراء وطينة سوداء ، وذلك من سهلها وحزنها. الخبر ، وفي خبر ابن سلام (٢) عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه سأله عن آدم لم سمي آدم عليهالسلام؟ قال : لأنه خلق من طين الأرض وأديمها. قال : فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟ قال : بل من الطين كله. ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال : التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر ، وفيه أزرق وفيه عذب ، وفيه ملح ، وفيه خشن ، وفيه لين ، وفيه أصهب فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن ، وفيهم أبيض ، وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود وهو على ألوان التراب. تمام الخبر ، ويحتمل أن يكون المراد التراب الذي يذر في النطفة في الرحم على ما ورد به الأخبار.
__________________
(١) نهج البلاغة : تحقيق صبحي الصالح : ص ٤٢ « الخطبة ـ ١ » باختلاف والبرهان في تفسير القرآن ج ١ ص ٧٨ ح ٩ و ١٠.
(٢) بحار الأنوار. ج ٦٠ ص ٢٤٤.