والحام ويستقسمون بالأزلام عامهين عن الله عز ذكره حائرين عن الرشاد مهطعين إلى البعاد وقد « اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ » وغمرتهم سوداء الجاهلية ورضعوها جهالة و
______________________________________________________
الفحل إذا أنتجت من صلبه عشرة أبطن ، قالوا : قد حمي ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه ، ولا يمنع من ماء ولا مرعى انتهى ، وقد ذكر المفسرون واللغويون لكل منها معاني أخرى لا طائل في ذكرها.
قوله عليهالسلام : « ويستقسمون بالأزلام » قال الشيخ الطبرسي (١) « ره » : هي قداح كانت لهم مكتوب على بعضها أمرني ربي وعلى بعضها نهاني ربي ، وعلى بعضها غفل ، فمعنى الاستقسام بالأزلام طلب معرفة ما يقسم له بالأزلام مما لم يقسم له بالأزلام ، وقيل : هو الميسر وقسمتهم الجزور على القداح العشرة فالقذ له سهم والتوأم له سهمان ، والمسبل له ثلاثة أسهم والنافس له أربعة أسهم ، والحلس له خمسة أسهم ، والرقيب له ستة أسهم ، والمعلى له سبعة أسهم والسفيح والمنيح والوعد لا أنصباء لها وكانوا يدفعون القداح إلى رجل يقسمها ، وكان ثمن الجزور على من لم يخرج هذه الثلاثة التي لا أنصباء لها ، وهو القمار الذي حرمه الله تعالى ، وقيل هو الشطرنج والنرد.
قوله عليهالسلام : « عامهين عن الله » قال الجزري (٢) : العمة في البصيرة كالعمى في البصر.
قوله عليهالسلام : « مهطعين إلى العباد » يقال : أقطع في عدوه أي أسرع أي سرعين إلى ما يبعدهم عن الله ، وعن الحق والرشاد.
قوله عليهالسلام : « قد استحوذ » قال الجوهري : استحوذ عليه الشيطان أي غلب وهذا جاء بالواو على أصله كما جاء استروح واستصوب ، وقال أبو زيد : هذا الباب كله يجوز أن يتكلم به على الأصل تقول العرب استصاب واستصوب ، واستجاب واستجوب ، وهو قياس مطرد عندهم (٣).
قوله عليهالسلام : « وغمرتهم سوداء الجاهلية » لعلمه (٤) من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي الجاهلية السوداء ، ويشبه الجهل والكفر والضلال بالسواد ، ويحتمل أن يكون
__________________
(١) مجمع البيان ج ٣ ص ١٥٨ باختلاف يسير وتلخيص « المائدة : ٣ ».
(٢) النهاية : ج ٣ ص ٣٠٤. (٣) الصحاح ج ٢ ص ٥٦٣.
(٤) في النسخة المخطوطة « لعله ».