مع عظم الفاقة غدا هيهات هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب فما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم وما شر بشر بعده الجنة وما خير بخير بعده النار وكل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية وعند تصحيح الضمائر تبدو الكبائر تصفية العمل أشد من العمل وتخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد هيهات لو لا التقى لكنت أدهى العرب
______________________________________________________
قوله : « مع عظم الفاقة غدا » أي في القيامة إلى أجر المصيبة.
قوله عليهالسلام : « وما تناكرتم » أي ليس تناكركم وتباغضكم إلا لذنوبكم إذ لا منازعة في الطاعات ، ويحتمل أن يراد بالذنوب الأخلاق الذميمة التي هي ذنوب القلب ، وتورث التناكر كالحسد والكبر والحقد وحب الدنيا ، ويحتمل أن يكون المراد بالتناكر الجهل بالحق وفضل الطاعات.
قال الفيروزآبادي (١) : تناكر : تجاهل والقوم تعادوا وتناكره جهله.
قوله عليهالسلام : « فما أقرب الراحة » أي في الذنوب والمعاصي من التعب في الآخرة أو المراد سرعة تقلب أحوال الدنيا.
قوله عليهالسلام : « كل نعيم دون الجنة » أي غيرها أو عندها أي بالنسبة إليها وكذا في الفقرة الثانية.
قوله عليهالسلام : « وعند تصحيح الضمائر » أي إذا أراد الإنسان تصحيح ضميره عن النيات الفاسدة والأخلاق الذميمة تبدو له العيوب الكبيرة العظيمة الكامنة في النفس والأخلاق الذميمة الجليلة التي خفيت عليه تحت أستار الغفلات.
قوله عليهالسلام : « من طول الجهاد » أي المجاهدة مع الأعادي الظاهرة أو السعي في الطاعات.
قوله عليهالسلام : « لكنت أدهى العرب » الدهى : الفكر وجودة الرأي والمراد هنا المكر والحيل الباطلة.
__________________
(١) القاموس المحيط : ج ٢ ص ١٤٨.