ترجمة الإمام الحسين عليه السلام

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

ترجمة الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: محمّد الطباطبائي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-7528-91-4
الصفحات: ٢٥٤

فيذهب ليخرج الفتيلة باصبعه ، قال : فأخذت النار باصبعه ، قال : فمدّها إلى فيه فأخذت بلحيته ، قال : فاحضر إلى الماء حتى ألقى نفسه.

قال : فرأيته يتوقد فيه حتّى صار حممة!

[١٦٤] ـ أخبرنا مرجى بن الحسن التاجر ، قال : أخبرنا محمّد بن علي ، قال : أخبرنا أبو الفضل بن أحمد ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عثمان ، قال : حدّثنا أبو الحسن بن سهل ، قال : حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن عمر ، قال : حدّثنا سليمان بن منصور ، قال : حدّثنا علي بن عاصم ، عن حصين قال : كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن علي ـ رضوان الله عليه ـ فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا.

قال عليّ بن عاصم : قلت لحصين : مثل من كنت يومئذ؟ قال : رجل متأهل [ ٨٣ ـ ب ].

[١٦٥] ـ أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ـ في كتبهم إلي ـ قال الفراوي : أخبرنا أبو بكر البيهقي ، وقال السلمي : حدّثنا أبو بكر الخطيب وقال ابن السمرقندي : أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي ، قالوا : أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدّثنا يعقوب ، قال : حدّثنا سليمان ابن حرب ، قال : حدّثنا حماد بن زيد ، قال :

حدّثني جميل بن مرّة قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل ، فنحروها وطبخوها ،

__________________

(١٦٤) مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام لابن المغازلي : ص ٣٨٤ رقم ٤٣٤.

(١٦٥) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخه برقم ٣٠٩ إسنادا ولفظا.

وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٠.

ورواه الحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٣٥ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٤ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١٣.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة : ٦ / ٤٧٢ ، وعنه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٦.

الصواعق المحرقة : ١١٦ ، سمط النجوم العوالي : ٣ / ٧٧ ، مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : ٢ / ١٠٣ رقم ٢٠.

١٨١

قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا!

[١٦٦] ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي ـ قراءة عليه ـ قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العبّاسي ـ ببغداد ـ قال : حدّثنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد الله المكّي ، قال : حدّثنا محمّد بن زنبور ، قال : حدّثني أبو بكر ـ يعني ابن عياش ـ قال الكلبي :

رأيت سنان بن أنس الذي قتل الحسين ـ عليه‌السلام ـ يحدث في المسجد ، شيخ كبير قد ذهب عقله!

[١٦٧] ـ أنبأنا أبو نصر القاضي ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ، قال : أخبرنا جدّي

__________________

(١٦٦) روى ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من كتابه الطبقات الكبرى : رقم ٣٢٠ : قال : أخبرنا علي ابن محمّد ، عن علي بن مجاهد ، عن حنش بن الحارث ، عن شيخ من النخع ، قال : قال الحجّاج : من كان له بلاء فليقم ، فقام قوم فذكروا.

وقام سنان بن أنس ، فقال : أنا قاتل حسين ، فقال : بلاء حسن! ورجع سنان إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله ، فكان يأكل ويحدث في مكانه!.

(١٦٧) رواه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات برقم ٣١٧ ، بلفظ : لا تسبّوا عليّا ، يا لهفتا على أسهم رميته بهنّ يوم الجمل مع ذاك لقد قصرن والحمد لله عنه ...

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق بطريقين : رقم ٣١٠ بطريقه عن ابن سعد ورقم ٣١١ بهذا الطريق.

وحكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الامة : ٢٦٧ عن ابن سعد.

ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ٢١١ رقم ٥٧ مختصرا عن عمر بن شبه ، عن أبي عاصم عن قرة ابن خالد.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨٣٠ من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل.

وأخرجه أحمد بن حنبل في فضائل علي عليه‌السلام من كتابه فضائل الصحابة : ٢ / ٥٧٤ رقم ٩٧٢ وقال محقّقه : إسناده صحيح.

ورواه عن أحمد في المناقب محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : ١٤٥ ، وعن عبد الله بن أحمد الحافظ

١٨٢

القاضي أبو المفضل يحيى بن عليّ بن عبد العزيز ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن محمّد ابن أبي العلاء ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزاز ، قال : حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ، قال : حدّثنا أبو قلابة ، قال : حدّثنا أبو عاصم وأبو عامر [ ٨٤ ـ ألف ] قالا : حدّثنا قرّة بن خالد السدوسي ، قال :

سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : لا تسبّوا أهل هذا البيت أو أهل بيت النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فإنّه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة ، قال : ما ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله ـ يعني الحسين ـ!!

فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره ، قال أبو رجاء : فأنا رأيته.

[١٦٨] ـ أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال : أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن البناء ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سياوش الكازروني قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ قال : قرأ على أبي بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي وأنا حاضر قال : حدّثنا أبو بكر موسى بن إسحاق

__________________

الكنجي في كفاية الطالب : ٤٤٤.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦ ، وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١٣ ، تهذيب الكمال : ٦ / ٤٣٦ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٤ ، سمط النجوم : ٣ / ٧٧ ، مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥١.

وقال ابن حجر في الصواعق : وأخرج أحمد : انّ شيخا قال : قتل الله الحسين بامتناعه عن بيعة يزيد! فرماه الله بكوكبين في عينيه فعمي. ينابيع المودة : ٣ / ٢٤ رقم ٤٥.

(١٦٨) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٣٩٨ ، وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٧.

وروى نحوه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ٢ / ١١٧ رقم ٥٢ عن ابن رماح ، قال : لقيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين عليه‌السلام فكان الناس يأتونه ويسألونه عن سبب ذهاب بصره ...

وحكاه الواقدي عن ابن رماح أيضا كما في تذكرة الخواص : ٢٨١ ، ورواه ابن حجر المكّي في الصواعق المحرقة : ١١٧ عن سبط ابن الجوزي ، ورواه بهذا الاسناد ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ص ٤٠٥ رقم ٤٥٩.

١٨٣

الأنصاري قال : حدّثنا هارون بن حاتم أبو بشر قال : حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، عن ثابت بن إسماعيل ،

عن أبي النضر الجرمي قال : رأيت رجلا سمج العمى ، فسألته عن سبب ذهاب بصره؟

فقال : كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلمّا جاء الليل رقدت ، فرأيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في المنام بين يديه طست فيها دم وريشة في الدم ، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخطبها بين أعينهم فاتي بي.

فقلت : يا رسول الله! والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم! قال : أفلم تكثر عدوّنا؟! وأدخل إصبعيه في الدم ـ السبّابة والوسطى ـ وأهوى بها إلى عيني ، فأصبحت وقد [ ٨٤ ـ ب ] ذهب بصري.

[١٦٩] ـ وقال حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال : حدّثنا الفضيل بن الزبير قال :

كنت جالسا فأقبل رجل فجلس إليه رائحته رائحة القطران فقال له : يا هذا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قطّ قال : فما هذه الرائحة؟

قال : كنت ممّن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلمّا جنّ عليّ الليل رقدت ، فرأيت في نومي رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ومعه علي ، وعلي يسقي القتلى من أصحاب الحسين ، فقلت له : اسقني فأبى.

فقلت : يا رسول الله! مره يسقيني ، فقال : ألست ممّن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول الله! والله ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم! ولكنّي كنت أبيعهم أوتاد الحديد.

فقال : يا علي! اسقه ، فناولني قعبا مملوا قطرانا ، ولم أزل أبول القطران أيّاما ، ثمّ انقطع ذلك البول عنّي وبقيت الرائحة في جسمي.

فقال له السدي : يا عبد الله! كل من برّ العراق واشرب من ماء الفرات ، فما أراك تعاين

__________________

(١٦٩) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام برقم ٣٩٧ ، وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٧.

ورواه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ٢ / ١١٦ رقم ٥٠ بإسناد آخر ولفظ قريب عن الحسن البصري.

١٨٤

محمّدا أبدا.

[١٧٠] ـ أنبأنا ابن طبرزد ، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال : أخبرنا عبد الصمد بن علي قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد بن إسحاق قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد قال : حدّثنا عمي قال : حدّثنا ابن الأصبهاني قال : حدّثنا شريك ، عن عطاء بن السائب.

عن علقمة بن وائل ـ أو وائل بن علقمة ـ أنّه شهد ما هناك ، قال : قام رجل فقال : أفيكم الحسين؟ قالوا : نعم ، قال : أبشر بالنار! قال : أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع ، من أنت؟ قال : أنا حويزه.

قال : اللهم حزه إلى النار! فنفرت به الدابة [٨٥] فتعلّقت به رجله في الركاب ، فو الله ما بقي عليها منه إلاّ رجله!

[١٧١] ـ أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي ـ فيما أذن لنا أن نرويه عنه ـ قال : أخبرنا علي بن أبي محمّد قال : أخبرنا أبو محمّد ابن الأكفاني ـ شفاها ـ قال : حدّثنا عبد العزيز بن أحمد قال :

حدّثنا أسد بن القاسم الحلبي قال : رأى جدّي صالح بن الشحام بحلب ـ رحمه‌الله ـ

__________________

(١٧٠) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام : رقم ٣١٨ بالإسناد واللفظ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨٤٩ ، ورواه عنهما الكنجي في كفاية الطالب : ٤٣٥ وقال : رواه غير واحد من أهل السير والتواريخ.

ورواه عن الطبراني الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٣.

وأخرجه ابن أبي شيبه في المصنّف : ١٥ / ٩٨ رقم [١٩٢١٦] اسنادا ولفظا ، ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه : ٥ / ٤٣١ بإسناد آخر ولفظ أطول من طريق أبي مخنف لوط بن يحيى ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي ، عن أخيه مسروق بن وائل.

ورواه الحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٣٨.

والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ١٤٤ وقال : خرّجه ابن بنت منيع ، وأورده ابن ماكولا في الاكمال ـ باب حويزة ـ : ٢ / ٥٧١.

(١٧١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٣٩٩ إسنادا ولفظا ، وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٧.

ورواه المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٤٧ في ترجمة الحسين عليه‌السلام ، ورواه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٣٧ عن ابن عساكر.

١٨٥

وكان صالحا ديّنا (١) في النوم كلبا أسود وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره.

فقلت : هذا كلب عطشان! دعني اسقه ماء أدخل فيه الجنة ، وهممت لأفعل ذلك ، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه ، يا صالح لا تسقه ، هذا قاتل الحسين ابن علي اعذّبه بالعطش إلى يوم القيامة!

[١٧٢] ـ أخبرنا أبو نصر ـ إذنا ـ قال : أخبرنا علي قال : أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم قال : أخبرنا أبو الفضل الرازي قال : أخبرنا جعفر بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : أخبرنا العبّاس بن محمّد مولى بني هاشم قال :

حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال : حدّثنا علي ـ ويكنّى أبا إسحاق ـ ، عن عامر بن سعد البجلي ، قال : لمّا قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في المنام فقال : إن رأيت البراء بن عازب فاقرأه منّي السّلام ، وأخبره أنّ قتلة الحسين بن علي في النّار ، وإن كاد الله أن يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم (٢)!

قال : فأتيت البراء فأخبرته ، فقال : صدق رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من رآني في المنام فقد رآني (٣) ، فإنّ الشيطان لا يتصوّرني (٤).

__________________

(١) وفي المصدر : وكان صل لحاد ، والصحيح ما أثبتناه تبعا لغيره من المصادر.

(١٧٢) ترجمة الامام الحسين من تاريخ دمشق : رقم ٣٩٦ ، مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٦ ، تهذيب الكمال : ٦ / ٤٤٦ ، مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام لابن المغازلي : ٧٩ رقم ١١٨.

ورواه السمهودي في جواهر العقدين كما في الينابيع : ٣ / ٤٤ رقم ٥٧.

(٢) روى عن اسماعيل بن زياد.

قال : إنّ عليا عليه‌السلام قال للبراء بن عازب ذات يوم : يا براء! يقتل ابني الحسين وأنت حيّ لا تنصره! فلما قتل الحسين عليه‌السلام كان البراء بن عازب يقول : صدق والله علي بن أبي طالب ، قتل الحسين ولم أنصره. ثم يظهر على ذلك الحسرة والندم!

نقلا عن كتاب الارشاد للشيخ المفيد.

(٣) وروى ابن سعد باسناده عن عاصم بن كليب قال : حدّثني أبي أنّه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من رآني في النوم فقد رآني ، فإنّ الشيطان لا ينتحلني ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام رقم ٣٥.

(٤) كذا في الأصل ، وفي « س » : يتصور بي وهو الصحيح كما جاء في كنز العمال.

١٨٦

[ روايات متفرقة ]

[١٧٣] ـ أنبأنا أبو نصر قال : أخبرنا علي قال [ ٨٥ ـ ب ] أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله بن عبد الله المصري ، وأبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني بهراة قالا : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي قال : أخبرنا أبو محمّد ابن أبي شريح قال : حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال : حدّثنا أبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا أبو خالد الأحمر قال : حدثني رزيق قال :

حدّثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت : ما يبكيك؟

قالت : رأيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا!

__________________

(١٧٣) أخرجه الترمذي في سننه : ٥ / ٦٥٧ رقم ٣٧٧١ عن أبي سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر عن رزين وقال : هذا حديث غريب!

ورواه عن الترمذي ابن الأثير في جامع الأصول : ٩ / ٣٥ رقم ٦٥٦٧ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء : ص ٢٠٨ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق : رقم ٣٢٧ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٣٣ وقال : هذا لفظ الترمذي في جامعه ، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ، وذكره الحاكم في مستدركه.

ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ١٤٨ عن الترمذي والبغوي.

سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١٦ ، تهذيب الكمال : ٦ / ٤٣٩ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٦ ، اسد الغابة : ٢ / ٢٣ ، البداية والنهاية : ٨ / ٢٠٠ ، تيسير الوصول : ٣ / ٢٧٧ ، وسيلة المتعبدين : ج ٥ ـ ق ٢ ـ ص ٢٢٧ ، مصابيح السّنة للبغوي : ٤ / ١٩٤ رقم ٤٨٣٠ ، الباعوني في جواهر المطالب : ٢ / ٢٩٨ عن الترمذي باسناده ولفظه.

١٨٧

قال علي : رواه الترمذي عن الأشج إلاّ انّه قال رزين ، وهو الصواب.

[١٧٤] ـ أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي ، وحدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي قال : أخبرنا أبو المعالي ابن صابر قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال : أخبرنا رشأ بن نظيف قال : أخبرنا الحسن بن إسماعيل قال : أخبرنا أحمد بن مروان (١) قال : حدّثنا أحمد بن محرز قال : حدّثنا الحماني قال :

قال الأعمش : أحدث رجل من أهل الشام على قبر الحسين بن علي فأبرص من ساعته.

[١٧٥] ـ أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ.

وحدّثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن قالا : أخبرنا أبو القاسم النسيب قال أخبرنا رشأ بن نظيف.

وأخبرنا أبو عبد الله بن الملثم قال أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن حمد الارتاحي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفراء ـ إجازة ـ قال : أخبرنا عبد العزيز بن [٨٦] الحسن بن إسماعيل الضراب قالا : أخبرنا الحسن بن إسماعيل الضراب قال : حدّثنا أحمد بن مروان قال : حدّثنا يوسف بن عبد الله الحلواني قال : حدّثنا عثمان بن الهيثم قال :

__________________

(١٧٤) ترجمه الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق : رقم ٣٤٤.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١٢٨ رقم ٢٨٦٠ بإسناده عن إسحاق ابن إبراهيم عن جرير عن الأعمش بلفظ ( خرئ رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي رضي‌الله‌عنه فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام ومرض وفقر ).

وبلفظه وإسناده رواه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٣٤٥ ، والحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٤٤ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧ ، وصحّح رجاله ، والذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١٧ ، والبلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ٢٢٨ رقم ٨٩.

(١) في أواخر الجزء (٣) من كتاب المجالسة ص ٦٦.

١٨٨

كان رجل بالبصرة من بني سعد وكان قائدا من قوّاد عبيد الله بن زياد ، فسقط من السطح فانكسرت رجلاه ، فدخل عليه أبو قلابة فعاده ، فقال له : أرجو أن يكون ذلك خيره.

فقال له : يا با قلابة! وأيّ خيره في كسر رجليّ جميعا؟! فقال : ما ستره الله عليك أكثر!

فلمّا أن كان بعد ثلاث ورد عليه كتاب ابن زياد يسأله الخروج فيقاتل الحسين بن علي ـ عليهما‌السلام ـ قال : فقال له : قد أصابني ما أصابني!

قال ذلك الرسول : فما كان إلاّ سبعا حتّى وافى الخبر بقتل الحسين ـ رضي‌الله‌عنه ـ فقال الرجل : رحم الله أبا قلابة! لقد صدق ، إنّه كان خيرة لي!

[١٧٦] ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن منصور بن محمّد السمعاني ، وأخبرنا عليّ بن عبد المنعم بن الحدّاد قال : أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال : أخبرنا أبو بكر السمعاني ـ إجازة ـ قال : أخبرنا أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الصفار قال : أخبرنا الوليد بن بكر العمري قال : أخبرنا عليّ بن أحمد بن زكريا قال : حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال : حدثني أبي قال : ويروي عنه ـ يعني عبد الملك بن عمير ـ أنه قال :

رأيت عجبا! رأيت رأس الحسين ـ رضي‌الله‌عنه ـ أتي به حتّى وضع بين يدي عبيد الله ابن زياد ثمّ رأيت [ ٨٦ ـ ب ] (١)

__________________

(١) الظاهر أنّ الرواية ناقصة وننقل هنا ما رواه الحافظ الطبراني في معجمه الكبير : ٣ / ١٣٤ رقم ٢٨٧٦ قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عبيد بن اسماعيل الهباري ، ثنا سعيد بن سويد ، عن عبد الملك بن عمير قال : دخلت على عبيد الله بن زياد واذا رأس الحسين بن علي رضي‌الله‌عنه قدّامه على ترس ، فو الله ما لبثت إلاّ قليلا حتّى دخلت على المختار فاذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس! فو الله ما لبثت إلاّ قليلا حتى دخلت على مصعب بن الزبير واذا رأس المختار على ترس! فو الله ما لبثت إلاّ قليلا حتى دخلت على عبد الملك بن مروان واذا رأس مصعب بن الزبير على ترس!

١٨٩

[١٧٧] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن حمد بن حامد الارتاحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عمر الموصلي الفرا ـ إجازة لي ـ قال : أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال وستّ الموفّق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمّد المرابطة قال أبو إسحاق : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي ـ قراءة عليه وأنا اسمع ـ قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الانطاكي ـ قراءة عليه ـ وقالت خديجة : قرأ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن بندار الاذني الأنطاكي ـ وأنا شاهدة أسمع ـ قال : أخبرني جدّي القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بندار قالا : حدّثنا أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل الاديب بأنطاكية قال : حدّثنا أبو فروة قال : حدّثنا أبو الجواب قال : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق.

عن عمرو بن بعجة قال : أوّل ذلّ دخل على الإسلام قتل الحسين وادّعاء معاوية زيادا.

[١٧٨] ـ وقال : حدّثنا محمود قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن داود قال : وحدثني محمّد

__________________

أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦ ، وقال : رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه وقال : ما كان لها ولا عمل الاّ الرءوس!!

وروى نحوه سبط ابن الجوزي في التذكرة عن عبيد بن عمير.

(١٧٧) المعجم الكبير للطبراني : ٣ / ١٣٢ رقم ٢٨٧٠ ، مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦ : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : ٢ / ٥٢ رقم ٢١.

وروى ابن سعد في ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام رقم ١٦٩ باسناده عن عمرو بن بعجة أنّه قال : أول ذلّ دخل على العرب موت الحسن بن علي.

(١٧٨) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى لابن سعد : رقم ٢٩٥.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١٣٤ رقم ٢٨٧٦.

ورواه عن الطبراني الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

وروى ابن سعد حديثا آخر أيضا في الطبقات : رقم ٢٩٤ عن الواقدي ـ محمّد بن عمر ـ قال : حدّثنا عطاء بن مسلم ، عن من أخبره ، عن عاصم أبي النجود عن زرّ بن حبيش ، قال : أوّل رأس رفع على خشبة رأس الحسين.

١٩٠

ابن سعد قال : حدثني الواقدي قال : حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي.

عن الشعبي ، قال : أوّل رأس حمل في الإسلام على خشبة رأس الحسين بن علي.

[١٧٩] ـ أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا : أخبرنا أبو الخير القزويني قال : أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر البيهقي والحيري وأبوي عثمان الصابوني والبحيري قالوا : أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال : حدّثنا أبو محمّد العلوي ـ يعني يحيى بن محمّد بن أحمد بن [٧٨] زبارة ـ قال : حدّثنا أبو محمّد العلوي صاحب فاخر النسب ببغداد قال : حدّثنا أبو محمّد إبراهيم بن علي الرافقي ـ من ولد أبي رافع مولى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : حدّثنا الحسن بن علي الحلواني عن عليّ بن معمر ، عن إسحاق بن عباد ، عن المفضل بن عمر الجعفي قال : سمعت جعفر بن محمّد يقول : حدّثني أبي محمّد بن علي قال :

حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال : لمّا قتل الحسين بن علي ـ عليهما‌السلام ـ جاء غراب فوقع في دمه وتمرغ ، ثمّ طار إلى المدينة ،

فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ـ وهي الصغرى ـ ونعب ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول :

نعب الغراب فقلت من

تنعاه ويلك يا غراب؟

قال الامام فقلت من؟

قال الموفق للصواب

قلت الحسين؟ فقال لي

حقّا لقد سكن التراب (١)

__________________

وعن ابن سعد بإسناده ولفظه ، رواه الطبري في تاريخه : ٥ / ٣٩٤.

ورواه أبو الفرج ابن الجوزي في الردّ على المتعصّب العنيد : ص ٤٠.

(١٧٩) فرائد السمطين : ٢ / ١٦٣ رقم ٤٥١ ، مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : ٢ / ١٠٥ رقم ٢٧ ، وفيه بعد ذكر الأبيات : ( قال محمّد بن علي عليه‌السلام : فنعته لأهل المدينة ، فقالوا : جاءت بسحر بني عبد المطلب ، فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه‌السلام ).

(١) في مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : قلت الحسين فقال لي ملقى على وجه التراب.

١٩١

ان الحسين بكربلاء

بين الأسنّة والضراب

فابك الحسين بعبرة

ترضي الاله مع الثواب

ثمّ استقلّ به الجناح

فلم يطق ردّ الجواب

فبكيت مما حلّ بي

بعد الوصي المستجاب

* * *

١٩٢

[ حديث الشجرة المباركة ونوح

الجن للحسين عليه السلام ]

[١٨٠] ـ أخبرنا أبو المظفر حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد القزويني قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن عبد الله الارغياني ـ إذنا ـ قال : أخبرنا القاضي الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني قال : أخبرنا جدّي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين الفقيه ، قال : أخبرنا أبو العبّاس عبيد الله بن جعفر الحضري قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد أبو محمّد الأنصاري ، قال : أخبرنا عمارة بن زيد ، قال : أخبرنا بكر بن حارثة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عيسى ابن عمر ، عن عبد الله بن عمرو الخزاعي.

عن هند بنت النجود قالت : نزل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بخيمة خالته أمّ معبد (١) ومعه أصحاب له ، فكان في امره في الشاة ما قد عرفه الناس ، فقال في الخيمة هو

__________________

(١٨٠) رواه الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار ونصوص الأخبار : ١ / ٢٨٥ وفيه : عن هند بنت الجون! والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ٢ / ١١١ رقم ٤٤

(١) اشتهرت بكنيتها واسمها عاتكة بنت خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة الخزاعية وهي اخت جيش بن خالد ، من بني عمرو بن خزاعة.

وكان منزلها بقديد ، نزل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين هاجر إلى المدينة ، هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهما عبد الله بن أريقط حين مروا على خيمتها.

١٩٣

وأصحابه حتّى ابرد وكان يوم قائظ شديد حرّه.

فلمّا قام من رقدته دعا بماء ، فغسل يديه فانقاهما ثمّ مضمض فاه ، ومجه إلى عوسجة كانت إلى جنب خالته ثلاث مرّات ، واستنشق واستنثر ثلاثا ثلاثا إلى أن قالت : ثمّ مسح رأسه ما أقبل منه وأدبر مرّة واحدة ، ثمّ غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما ، والله ما عاينت أحدا فعل ذلك قبله ، وقال : « إنّ لهذه العوسجة لشأنا »!

ثمّ فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك ، ثمّ قام فصلّى ركعتين ، فعجبت وفتيات الحي من ذلك ، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصلّيا قبله!

فلمّا كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عادية قامتها [٨٩] وخضد الله شوكها ، وساحت عروقها ، وكثرت أفنانها ، واخضرت ساقها وورقها ، واثمرت بعد ذلك واينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ، ورائحة العنبر وطعم الشهد ،

والله ما أكل منه ـ يعني جائع ـ إلاّ شبع ، ولا ظمآن إلاّ روي ، ولا سقيم إلاّ برئ ، ولا ذو حاجة وفاقة إلاّ استغنى ، ولا أكل من ورقها ناقة ولا شاة إلاّ درّ لبنها ، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل بنا ، واخصبت بلادنا وامرعت!

فكنّا نسمّي تلك الشجرة « المباركة » ، وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها ، ويتزوّدون في الأسفار ، ويحملون معهم في الأرضين القفار ، فتقوم لهم مقام الطعام والشراب ،

__________________

وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ، ثمّ تسقي وتطعم ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد خرج من الغار ليلة الاثنين في السحر ، وقال يوم الثلاثاء بقديد. وحلب الرسول صلّى الله عليه وسلّم شاة لها فشربوا من لبنها وذبحت لهم وطحنت لهم فأكلوا. وقدمت أم معبد بعد ذلك إلى المدينة فأسلمت ، وكانت فصيحة بليغة.

انظر طبقات ابن سعد : ٨ / ٢١١ ، والاصابة : ٨ / ٢٨١ ، والاستيعاب : ١٩٥٨.

وقديد ـ بالتصغير ـ موضع قريب من مكة على طريق المدينة كان ينزل فيه قوم من بني خزاعة. نقلا من كلام المحقق الدكتور سليم النعيمي في هامش ربيع الأبرار.

١٩٤

فلم تزل كذلك على ذلك حتّى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط واصفر ورقها ، فأحزننا ذلك وفزعنا له ، فما كان إلاّ قليل حتّى جاء نعي رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم ، وكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك العظم والطعم والرائحة ، وأقامت على ذلك ثلاثين ،

فلمّا كان ذات يوم أصبحنا فإذا هي قد أشوكت من أوّلها إلى آخرها ، وذهبت غضارة عيدانها ، وتساقط جميع ثمرها ، فما كان إلاّ يسيرا حتّى بلغنا مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فما اثمرت بعد ذلك قليلا ولا كثيرا فانقطع ثمرها ، فلم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ، ونداوي به مرضانا ، ونستشفي به من أسقامنا ،

فأقامت على ذلك مدّة وبرهة طويلة ثمّ أصبحنا يوما وإذا بها قد انبعت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابل [ ٨٩ ـ ب ] يقطر ماء كماء الحم ، فعلمنا قد حدث حدث عظيم! فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقّع الداهية ، فلمّا أظلم الليل علينا سمعنا نداء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة وضجّة ، وسمعنا صوت باكية تقول :

أيا بن الوصيّ ويا ابن البتول

ويا بقيّة السادة الأكرمينا

ثم كثرت الرنّات والأصوات ، فلم نفهم كثيرا ممّا كانوا يقولون! فأتانا بعد ذلك قتل الحسين بن علي ـ عليهما‌السلام ـ ويبست الشجرة وجفّت ، وكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك ، فذهبت واندرس أثرها.

قال أبو محمّد الانصاري : فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فحدّثته هذا الحديث فلم ينكره ، وقال :

حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن امّه سعدى بنت مالك الخزاعية : أنّها أدركت تلك الشجرة ، وأكلت من ثمرها على عهد عليّ بن أبي طالب ، وانها سمعت في تلك الليلة نوح الجنّ ، فحفظت من قول جنيّة منهنّ قالت :

يا ابن الشهيد ويا شهيد عمّه

خير العمومة جعفر الطيّار

١٩٥

عجب لمصقول أصابك حدّه

في الوجه منك وقد علاك غبار (١)

[١٨١] ـ أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو السعود ابن المجلى ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : حدّثنا عبد المحسن بن محمّد ـ لفظا ـ قال أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد بن محمّد الدهان قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي قال : حدّثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي قال : حدّثنا إبراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطاهر [٩٠] البزّاز قال : حدّثنا ابن لقمان قال : حدّثنا الحسين بن إدريس قال : حدّثنا هاشم بن هاشم عن امّه ، عن أمّ سلمة قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحسين يوم قتل وهنّ يقلن :

أيّها القاتلون ظلما حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السماء يدعو عليكم

من نبيّ ومرسل وقتيل

__________________

(١) ذكر أخطب خوارزم في مقتل الحسين عليه‌السلام مع اضافة ، وهي :

قال دعبل : فقلت في قصيدة لي تشتمل على هذين البيتين :

زر خير قبر بالعراق يزار

واعص الحمار فمن نهاك حمار

لم أزورك يا حسين لك الفدا

قومي ومن عطفت عليه نزار؟

ولك المودّة في قلوب ذوي النهى

وعلى عدوك مقتة ودمار

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمّه

خير العمومة جعفر الطيّار

عجبا لمصقول أصابك حدّه

في الوجه منك وقد علاه غبار

(١٨١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق برقم ٣٣٥ اسنادا ولفظا.

ورواه عن ابن عساكر بإسناده ولفظه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٤٣.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية في موضعين : ٨ / ١٩٨ بإسناده عن هشام بن الكلبي ، وفي : ٨ / ٢٠١ بهذا الإسناد.

ورواه عن هشام بن محمّد الطبري في تاريخه : ٥ / ٤٦٧ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الامّة : ٢٧٠ ، وأورده ابن الأثير في الكامل في التاريخ : ٤ / ٩٠ ، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٤ ، وابن حجر المكي في الصواعق : ١١٥.

وقريبا منه نظما ونثرا رواه الباعوني في جواهر المطالب : ٢ / ٢٩٦ ، سمط النجوم العوالي : ٣ / ٨٣ ، مقتل الخوارزمي : ٢ / ١٠٨.

١٩٦

قد لعنتم على لسان ابن داود

وموسى وصاحب الإنجيل

[١٨٢] ـ أنبأنا أبو نصر محمّد بن هبة الله بن الشيرازي قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال : أنبأنا أبو علي الحدّاد وجماعة قالوا : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة قال :

أخبرنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن عباد الخطابي قال : حدّثنا سويد بن سعيد قال : حدّثنا عمرو بن ثابت.

عن حبيب بن أبي ثابت قال : قالت أم سلمة : ما سمعت نوح الجنّ منذ قبض النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إلاّ الليلة ، وما أرى ابني إلاّ قد قتل ـ يعني الحسين ـ فقالت لجاريتها اخرجي فسلي ، فأخبرت انّه قد قتل ، وإذا جنيّة تنوح :

ألا يا عين فاحتفلي بجهد

ومن تبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا

إلى متجبر في ملك عبد

__________________

(١٨٢) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق : رقم ٣٣٦ ، وفي مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٧ / ١٥٤.

ورواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١٣١ رقم ٢٨٦٩.

وعنه الكنجي في كفاية الطالب : ٤٤٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩.

ورواه الحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٤١ ، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٧ عن أبي نعيم.

أورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الامّة : ٢٩٦.

ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ١٥٠ ولكن لم يذكر البيتين من الشعر ثمّ قال : خرجه الملاّ في سيرته.

هذا ، ولكنّ الخطيب الخوارزمي أورد هاتين البيتين في مقام آخر ، قال في كتابه مقتل الحسين عليه‌السلام : ١ / ٣٢٣ رقم ٧ ما هذا لفظه :

قال : ولمّا نزل الحسين بالخزيميّة ، قام بها يوما وليلة ، فلمّا أصبح جاءت إليه اخته ( زينب بنت علي ) فقالت له : يا أخي! ألا اخبرك بشيء سمعته البارحة؟ فقال لها : وما ذاك يا اختاه؟ فقالت : إني خرجت البارحة في بعض الليل لقضاء حاجة ، فسمعت هاتفا يقول :

ألا يا عين فاحتفلي بجهد

فمن يبكي على الشهداء بعدي

على قوم تسوقهم المنايا

بمقدار إلى إنجاز وعد

ومثله ابن الاعثم في الفتوح : ٢ / ١٢٨ ثمّ قال : فقال لها الحسين : يا أختاه! المقضي هو كائن.

١٩٧

[١٨٣] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بالقاهرة قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد ابن حمد الأرتاحي قال : أخبرنا أبو الحسن بن الفراء ـ إجازة لي ـ قال : أنبأنا أبو إسحاق الحبال وستّ الموفق خديجة المرابطة قال : أبو إسحاق أخبرنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد الطرسوسي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار [ ٩٠ ـ ب ] ـ قراءة عليه ـ وقالت : خديجة قرأ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن بندار ـ وأنا شاهدة أسمع ـ قال : أخبرني جدّي أبو الحسن علي بن الحسين قالا : أخبرنا محمود ـ يعني ابن محمّد الأديب ـ قال : حدّثنا الحنفي قال : حدّثنا صلت بن مسعود ، عن سفيان قال :

أخبرنا أبو جناب قال : حدّثنا الجصاصون أنّهم سمعوا الجنّ تنوح على الحسين ـ رضي‌الله‌عنه ـ :

__________________

(١٨٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بطريقين : رقم ٢٨٦٦ من طريق محمّد بن عثمان ابن أبي شيبه ، ورقم ٢٨٦٥ بلفظ : سمع من الجن يبكون على الحسين ..

ورواه عن الطبراني الحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٤٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩ وضعّف سنده!

وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٢٦٩ مرسلا بلفظ : قال [ أي الزهري ] وممّا حفظ من قول الجنّ : مسح النبي ...

وروى ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام : رقم ٣٣٧ بإسناده عن عمر بن شبّه عن عبيد بن عباد ، عن عطاء بن مسلم.

عن أبي جناب الكلبي قال : أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بها : بلغني أنكم تسمعون نوح الجن؟ قال : ما تلقى حرّا ولا عبدا إلاّ أخبرك أنّه سمع ذاك! قال : قلت : وأخبرني ما سمعت أنت؟ قال : سمعتهم يقولون : مسح الرسول ...

وبهذا الإسناد واللفظ رواه الحافظ المزي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٤١ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١٦ ، ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء : ص ٢٠٨ عن ثعلب في أماليه ، وفي الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٧ عن أبي نعيم.

ورواه الباعوني الشافعي في جواهر المطالب : ٢ / ٢٩٧ ، سمط النجوم العوالي : ٣ / ٧٨ ، مقتل الخوارزمي : ٢ / ١٠٨ رقم ٣٥.

١٩٨

مسح النبي جبينه

فله بريق في الخدود

أبواه من عليا معد

جدّه خير الجدود

[١٨٤] ـ أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمّد ، عن عمّه عليّ بن الحسن قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع قال : أخبرنا عبد الوهاب بن محمّد قال : أخبرنا الحسن بن محمّد قال : أخبرنا أحمد بن محمّد قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد قال : حدثني أبو عبد الله التيمي قال : حدّثنا علي بن عبد الحميد الشيباني.

عن أبي مزيد الفقيمي قال : كان الجصّاصون إذا خرجوا في السحر سمعوا نوح الجن على الحسين :

مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود

أبواه في عليا قريش

جدّه خير الجدود

قال فأجبتهم :

خرجوا به وفدا إليه

فهم له شرّ الوفود

قتلوا ابن بنت نبيّهم

سكنوا به نار الخلود

[١٨٥] ـ أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو البركات الأنماطي ـ

__________________

(١٨٤) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق : رقم ٣٣٨ ، والبداية والنهاية : ٨ / ٢٠٠.

وقال أبو الفرج ابن الجوزي في التبصرة : ٢ / ١٦ :

قال ابن بطّة : وحدّثنا أبو ذر الباغندي ، حدّثنا حماد بن الحسين الوراق ، قال : سمعت علي بن أخي شعيب ابن حرب يقول : ناحت الجنّ على الحسين بن علي فقالت جنيّة :

جاءت نساء الحي يبكين شجيّات

ويلطمن خدودا كالدنانير نقيّات

و يلبسن ثياب السود بعد القصبيّات

وروينا في حديث أنه حفظ من قول الجنّ : مسح النبيّ جبينه ... وذكر الأبيات ، انتهى.

(١٨٥) رواه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام برقم ٣١٩ ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق برقم ٣٣٣ بهذا الإسناد ، ورقم ٣٣٢ بطريقه عن عبد الله بن أحمد ، عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن عمّار.

١٩٩

إجازة [٩١] إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا ثابت بن بندار ، قال : أخبرنا محمّد بن علي الواسطي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد البابسيري قال : أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عفان بن مسلم قال : حدّثنا حماد بن سلمة قال : حدّثنا عمّار بن أبي عمّار ،

عن أمّ سلمة قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحسين.

[١٨٦] ـ قال : وأخبرنا أبي قال : وسمعت الواقدي قال : لم تدرك أم سلمة قتل الحسين ، ماتت سنة ثمان وخمسين (١).

__________________

وأخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة : ٢ / ٧٧٦ رقم ١٣٧٣ ، ورواه عنه ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ٢٠١.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني : ١ / ٣٠٨ رقم ٤٢٥ ، والبوصيري في اتحاف السادة ـ كتاب المناقب ـ رقم ٧٥٧٢.

ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٦ عن الحاكم والبيهقي ، وفي تاريخ الخلفاء : ص ٢٠٨ عن أبي نعيم في الدلائل.

وخرّجه ابن الضحّاك كما في ذخائر العقبى : ١٥٠.

ورواه ابن حجر في الاصابة : ١ / ٣٣٥ ، وفي المطالب العالية : ٤ / ٧١ رقم ٣٩٩١ ، وفي تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٥.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير بطريقين : رقم ٢٨٦٢ عن علي بن عبد العزيز عن الحجّاج عن حماد ، ورقم ٢٨٦٧ من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل.

ورواه عن الطبراني الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٩ وقال : رجاله رجال الصحيح.

تهذيب الكمال : ٦ / ٤٤١ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١٦ ، مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٥٣ ، سمط النجوم العوالي : ٣ / ٧٨.

(١٨٦) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام لابن عساكر : رقم ٣٣٣.

مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٧ / ١٥٤.

(١) أمّ سلمة أمّ المؤمنين ، وقد اختلف في اسمها واسم أبيها ، والظاهر أن اسمها هند ، كما نصّ عليه ابن عبد البر وعليه جماعة من العلماء ، وكذا يوجد الاختلاف في تاريخ وفاتها : ففي طبقات ابن سعد والمستدرك للحاكم وصفوة الصفوة والمعارف لابن قتيبة وذيل تاريخ الطبري : انّها توفيّت بالمدينة في ذي القعدة سنة

٢٠٠