ترجمة الإمام الحسين عليه السلام

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

ترجمة الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: محمّد الطباطبائي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-7528-91-4
الصفحات: ٢٥٤

علي بن سرور المقدسيان بدمشق ، وأبو بكر محمّد بن عمر بن يوسف بن محمّد بن بهروز البغدادي بمعرة النعمان ، وأبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي بحلب قالوا : أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الابري الكاتبة قالت : أخبرنا أبو الفوارس طراد ابن محمّد بن علي الزينبي قالوا : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران العدل ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا [ ٤٩ ـ ألف ] قال حدّثنا محمّد بن عباد بن موسى ، عن محمّد بن مسعر اليربوعي قال :

قال علي بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه ـ للحسين بن علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ : كم بين الإيمان واليقين؟ قال : أربع أصابع ، قال : بيّن ، قال : اليقين ما رأته عينك ، والإيمان ما سمعت اذنك وصدقت به ، قال : أشهد أنّك ممّن أنت منه ( ذرية بعضها من بعض ).

[٧١] ـ أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن يحيى بن حكيم : قال : أخبرنا أبو الفرح يحيى بن ياقوت بن عبد الله قال : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي قال : أخبرنا أبو الحسين ابن النقور قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي قال : وجدت في كتاب والدي ـ رحمه‌الله ـ :

حدّثني أبو الحسن علي بن جعفر بن زيد من ولد عقيل بن أبي طالب قال :

قيل للحسين بن علي ـ عليه‌السلام ـ : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال : أصبحت كثير الذنوب قبيح العيوب ، فلا أدري أيّهما أشكر! أقبيح ما يستر ، أم عظيم ما يغفر؟

[٧٢] ـ قال أبو عبد الله : وفيه ـ يعني كتاب والده ـ حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الواسطي قال : حدثني أحمد بن أبي القاسم عن أبيه قال :

كتب أخ للحسين بن علي ـ عليه‌السلام ـ إلى الحسين كتابا يستبطيه في مكاتبته! قال : فكتب إليه الحسين :

يا أخي! ليس تأكيد المودّة بكثرة المزاورة ، ولا بمواترة المكاتبة ، لكنّها في القلب ثابتة وعند النوازل موجودة ، وقد قال في ذلك أوس بن حجر (١) :

__________________

(١) أوس بن حجر بن مالك التميمي ، أبو شريح ، شاعر تميم في الجاهليّة أو من كبار شعرائها عمّر طويلا

٨١

ليس أخوك الدائم الوصل بالذي

يذمّك إن ولى ويرضيك مقبلا

[ ٤٩ ـ ب ] ولكنه النائي إذا كنت آمنا

وصاحبك الأذى إذ الامر أعضلا

[٧٣] ـ أخبرنا أبو الفضل المرجى بن أبي الحسن بن هبة الله بن عزال قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن علي بن أحمد الكتاني قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله العجمي قال : أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عليّ قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عثمان بن سمعان قال : أخبرنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بحثل قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سعيد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الحسن بن عمارة ، عن زياد الحارثي قال : سمعت الحسين بن علي ـ رضوان الله عليه ـ يقول : من أتى مسجدا لا يأتيه الاّ الله تعالى ، فذاك ضيف الله تعالى حتّى يخرج منه.

[٧٤] ـ [ ٥٠ ـ ب ] أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن. ح.

وحدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد قال : أنبأنا أبو المعالي ابن صابر قالا : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم العلوي قال : أخبرنا رشا بن نظيف قال : أخبرنا الحسن بن إسماعيل الضراب قال : أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال : حدّثنا محمّد بن يونس قال حدّثنا الأصمعي ،

عن ابن عون قال : كتب الحسن إلى الحسين يعيب عليه عطاء الشعراء! قال : فكتب

__________________

ولم يدرك الاسلام ، الاعلام للزركلي : ٢ / ٣١.

(٧٣) تقدّم إسنادا ولفظا برقم ٦٥.

(٧٤) أخرجه ابن عساكر بطريقين عن ابن عون بالارقام ١٩٨ و ١٩٩ ، وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٢٩ والحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٧ ، وقال : رواها يحيى بن معين عن ابن عون ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ٢٠٨.

ورواه مرسلا ابن صبّاغ المالكي في كتابه الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة : ١٧٧.

ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ١ / ٢١٤ رقم ١٤ بطريقه عن يحيى بن معين عن الأصمعي.

٨٢

إليه : إنّ خير المال ما وقى العرض.

[٧٥] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد القاضي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه قال : أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الحديد قال : أخبرنا جدّي أبو بكر ابن أبي الحديد قال : أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال : سمعت عمر بن شبة يقول :

سمعت أبا الحسن المدائني يقول : جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا! فلمّا أتى على الحسن ثلاثة أيام تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين وهو جالس ، فأكبّ على رأسه فقبّله ، فلمّا جلس الحسن قال له الحسين :

إنّ الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنّك أحقّ بالفضل منّي ، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحقّ به.

* * *

__________________

(٧٥) ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر : رقم ١٩٧ وفي مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٢٩.

البداية والنهاية لابن كثير : ٨ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

٨٣
٨٤

[ نبذة من مكارم أخلاقه ، وما أنشده عليه السلام من الشعر ]

[٧٦] ـ انبأنا عمر بن طبرزد قال : أنبانا أبو غالب ابن البنا عن أبي محمّد الجوهري قال : أخبرنا أبو عمر ابن حيوية قال : أخبرنا أحمد بن معروف قال : حدّثنا الحسين بن الفهم قال : حدّثنا محمّد بن سعد قال : أخبرنا محمّد بن عمر. قال : حدّثني عبد الله بن جعفر.

عن أبي عون قال : لمّا خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة مرّ بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له : أين؟ فداك [ ٥١ ـ ألف ] أبي وأمّي قال : أردت مكة ، قال : وذكر له أنّه كتب إليه شيعته بها.

فقال له ابن مطيع : إنّ بئري هذا قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء ، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة؟ قال : هات من مائها ، فأتى من مائها في الدلو فشرب منه ثمّ تمضمض ثمّ ردّه في البئر فأعذب وأمها (١).

[٧٧] ـ أنبأنا أبو نصر محمّد بن هبة الله ابن الشيرازي قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن

__________________

(٧٦) رواه ابن سعد في ترجمة ابن مطيع من كتابه الطبقات الكبرى : ٥ / ١٤٥ ، وأخرجه عن ابن سعد بلفظه واسناده الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق برقم ٢٠١.

وفي مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٧ / ١٣٠.

(١) أمهى حافر البئر : اذا استقصى في الحفر وبلغ الماء ، النهاية : ٤ / ٣٧٧.

(٧٧) ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام من الطبقات لابن سعد : رقم ٢٩٢.

قال المحقق الطباطبائي قدس‌سره في تعليقته عليه :

٨٥

الحسن الحافظ قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال : أخبرنا أبو محمّد الشيرازي قال : أخبرنا أبو عمر الخرّاز قال : أخبرنا أبو الحسن الخشّاب قال : أخبرنا الحسين بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن سعد قال : أخبرنا علي بن محمّد عن أبي الأسود العبدي ،

عن الأسود بن قيس العبدي قال : قيل لمحمّد بن بشير الحضرمي : قد أسر ابنك بثغر الريّ قال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أحبّ أن يوسر ولا أن أبقى بعده.

فسمع قوله الحسين فقال له : رحمك الله أنت في حلّ من بيعتي! فاعمل في فكاك ابنك ، قال : أكلتني السباع حيّا إن فارقتك!

قال : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.

[٧٨] ـ أنبأنا أبو نصر قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم الحافظ قال : أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصري قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني قال : أخبرنا رشاء بن نظيف المقري ـ اجازة ـ قال : حدّثنا القاضي أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي قال : [ ٥١ ـ ب ] حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الناقد قال : حدثني أبو القاسم مسعود ـ يعني ابن عبد الله ـ قال : حدثني حميد بن إبراهيم المعافري قال :

سمعت عبد الله بن عبد الله المديني يذكر عن أبيه عن جدّه وكان مولى للحسين بن عليّ

__________________

( رواه ابن عساكر برقم ٢٠٠ عن ابن سعد ، وفيه أيضا : محمّد بن بشير ، كما هو كذلك في أصلنا من الطبقات ، لكنّ الظاهر أنّ كلمة ( محمّد بن ) زائدة ، وإنّما قاله الحسين عليه‌السلام لبشير بن عمرو الحضرمي الكندي : إنّ ابنك عمر اسر بثغر الري ...

وكذا ورد هذا الاسم ( بشير بن عمرو ) في أنساب الأشراف : ص ١٩٦ ، وفي تاريخ الطبري : ٥ / ٤٤٤ ورد اسمه مشكولا بالضمّ والفتح مصغّرا.

ورواه ابن العديم ... وفيه أيضا محمّد بن بشير ).

أقول : ورواه أيضا الحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٧ ، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٢٩.

(٧٨) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام برقم ٢٠٥.

وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣١.

٨٦

ابن أبي طالب : أنّ سائلا خرج ذات ليلة يتخطى.

قال الحافظ أبو القاسم : وأخبرنا أبو القاسم ابن السوسي قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد ابن علي بن الفرات ـ قراءة عليه ـ قال : أخبرنا أبي ـ اجازة ـ قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي بمصر ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن ابن إبراهيم الليثي الشافعي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد قال : حدّثنا هارون بن محمّد قال : حدّثنا قعنب بن المحرز قال : حدّثنا الأصمعي ، عن أبي عمرو بن العلاء.

عن الذيال بن حرملة قال : خرج سائل يتخطى أزمة المدينة حتّى أتى باب الحسين بن علي ، فقرع الباب وأنشأ يقول :

لم يخب اليوم من رجاك ومن

حرّك من خلف بابك الحلقه

وأنت جود وأنت معدنه

أبوك قد (١) كان قاتل الفسقة (٢)

قال : وكان الحسين بن علي واقفا يصلّي ، فخففّ من صلاته وخرج إلى الأعرابي ، فرأى عليه أثر ضرّ وفاقة ، فرجع ونادى بقنبر فأجابه : لبيك يا ابن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : ما تبقّى معك من نفقتنا؟ قال : مائتا درهم أمرتني بتفرّقها في أهل بيتك.

قال : فهاتها ، فقد أتى من هو أحقّ بها منهم ، فأخذها وخرج ، فدفعها إلى الأعرابي وأنشأ يقول :

[ ٥٢ ـ ألف ] خذها وإنّي إليك معتذر

واعلم بأنّي عليك ذو شفقه

لو كان في سيرنا عصا تمد

إذا كانت سمانا عليك منذ فقه

لكن ريب المنون ذو نكد

والكف منّا قليلة النفقة (٣)

__________________

(١) وفي الأصل : ما كان قاتل الفسقة! والصحيح ما أثبتناه وفاقا لغيره من المصادر.

(٢) وله اضافة كما في بعض المصادر ، وهي :

لو لا الذي كان من أوائلكم

كانت علينا الجحيم منطبقة

(٣) توضيح بعض المفردات :

قوله « عصا » لعلّ العصا كناية عن الإمام والحكم ، قال الجوهري : قولهم : لا ترفع عصاك عن أهلك ، يراد به

٨٧

قال : فأخذها الأعرابي وولّى وهو يقول :

مطهّرون نقيّات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

فأنتم أنتم الأعلون عندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويّا حين تنسبه

فما له في جميع الناس مفتخر

لفظهما متقارب.

[٧٩] ـ أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن الخليل بن عبد الله الدمشقي الحافظ قال : أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمّد بن الحسن الحمّال قال : أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين بن فاذشاه قال : أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي قال : حدّثنا أبو شعيب الحراني قال : حدّثنا عمر بن شبّة قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا عمرو بن ثابت.

قال : سمعت سكينة بنت الحسين تقول : عوتب أبي الحسين بن علي في أمّي ، فقال أبي الحسين :

__________________

: الأدب ، وإنّه لضعيف العصا ، أي الترعية ، ويقال أيضا : إنّه لليّن العصا ، أي رفيق حسن السياسة لما ولّي ، انتهى.

أي : لو كان في سيرنا في هذه الغداة ولاية وحكم أو قوّة لأمست يد عطائنا عليك صبابة ، و « السماء » كناية عن يد الجود والعطاء ، و « الاندفاق » الانصباب ، و « ريب الزمان » حوادثه.

( نقلا عن عوالم المحدّث البحراني قدس‌سره.

(٧٩) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ٢٠٩ قال : وممّا أنشده الزبير بن بكّار من شعره [ عليه‌السلام ] في امرأته الرباب ... وذكر الأبيات.

وأوردها سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٢٦٥ ، وأبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين : ص ٩٠ في ترجمة عبد الله بن الحسين عليه‌السلام ، وفي الأغاني : ١٦ / ١٣٩ في ترجمة الحسين عليه‌السلام ، روى الحديث بإسناده عن عمرو بن ثابت عن مالك بن أعين.

وذكر الأبيات أيضا الدار قطني في المؤتلف والمختلف : ص ١١٣٧ ، والبلاذري في أنساب الأشراف : ٢ / ١٩٦.

وابن سعد في اوائل ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات : ص ١٨ ، وعنه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ١ / ٢١٠ ، والباعوني الشافعي في جواهر المطالب : ٢ / ٣١٦.

٨٨

لعمرك إنّني لاحبّ دارا

تضيّفها سكينة والرباب

احبّهم وابذل جلّ مالي

وليس للائم فيها عتاب

[٥٢ـ ب] ولست لهم وان غضبوا مطيعا

حياتي أو تغيبني التراب

وقد ذكرنا في ترجمة الرباب (١) في آخر الكتاب أنّها كانت مع الحسين ـ رضي‌الله‌عنه ـ يوم الطفّ ، وأنّها رجعت إلى المدينة مصابة مع من رجع ، فخطبها الأشراف من قريش فقالت : والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فعاشت بعده سنة لم يظلّها سقف بيت حتّى بليت وماتت كمدا.

[٨٠] ـ أنبأنا القاضي أبو نصر محمّد بن هبة الله ابن الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي ابن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه قال : أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي قال : حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي قال : حدّثنا محمّد بن المؤمل الحارثي قال :

حدّثنا الأعمش : أنّ الحسين بن علي قال :

كلّما زيد صاحب المال مالا

زيد في همّه وفي الأشغال

قد عرفناك يا منغّصة العيش

ويا دار كلّ فان وبال

ليس يصفو لزاهد طلب الزهد

إذا كان مثقلا بالعيال

[٨١] ـ وأنبأنا القاضي أبو نصر قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو بكر بن

__________________

(١) لم أجد ترجمة للرباب في كتاب بغية الطالب في مراجعة خاطفة.

(٨٠) ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : رقم ٢٠٩ ، وفي مختصره لابن منظور : ٧ / ١٣٢ ، البداية والنهاية لابن كثير : ٨ / ٢٠٩.

وأورده الباعوني في جواهر المطالب : ٢ / ٣١٥.

(٨١) أورده الحافظ ابن عساكر : رقم ٢٠٨ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ٢٠٩.

٨٩

المزرقي قال : أخبرنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبري قال : أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيّوب قال : أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل [ ٥٣ ـ ألف ].

قال : أنشدني عبد الله بن إبراهيم وذكر أنّه للحسين بن علي :

اغن عن المخلوق بالخالق

تغن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله

فليس غير الله من رازق

من ظنّ أنّ الناس يغنونه

فليس بالرحمن بالواثق

أو ظنّ أنّ المال من كسبه

زلّت به النعلان من خالق

[٨٢] ـ أنبأنا أبو الحسن ابن المقير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز قال : أنشدنا المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي قال : أنشدنا محمّد بن علي الصوري قال : أنشدني أبو القاسم علي بن محمّد بن شهدك الاصبهاني بصور للحسين بن علي :

لئن كانت الدنيا تعدّ نفيسة

فدار ثواب الله أعلى وأنبل

وإن كانت الأبدان للموت أنشئت

فقتل سبيل الله بالسيف أفضل

وإن كانت الأرزاق شيئا مقدّرا

فقلّة سعي المرء في الكسب أجمل

وإن كانت الأموال للترك جمعت

فما بال متروك به المرء يبخل

[٨٣] ـ أنبأنا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو الفتوح

__________________

والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ١ / ٢١٤ رقم ١٣ ، والباعوني الشافعي في جواهر المطالب : ٢ / ٣١٥ بروايته عن أبو بكر ابن حامد.

(٨٢) ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : رقم ٢١١ ، وفي مختصره لابن منظور : ٧ / ١٢٣ ، وفي البداية والنهاية : ٨ / ٢٠٩.

وأورده ابن الأعثم في الفتوح : ٢ / ١٢٩ ، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ١ / ٣٢١ رقم ٥ في ضمن لقائه عليه‌السلام مع الفرزدق الشاعر ( بالشقوق ) ، وفي : ٢ / ٣٨ عن السلامي في تاريخه.

وذكر الأبيات أيضا الباعوني في كتابه جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ٢ / ٣١٦ ، وابن طلحة في مطالب السؤل : ٢٥٧.

(٨٣) أخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ٢١٠ في ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام من تاريخه ، وابن كثير في البداية

٩٠

عبد الخلاّق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد. قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن عمير العميري قال : حدّثنا أبو زكريّا يحيى بن عمّار ابن يحيى بن عمّار الشيباني ـ املاء ـ قال : سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس قال : قرأت على الحارث بن عبيد الله.

عن إسحاق بن إبراهيم ، [ ٥٣ ـ ب ] قال :

بلغني أنّ الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع ، فطاف بها وقال :

ناديت سكّان القبور فاسكتوا

وأجابني عن صمتهم ندب الحشا

قالت أتدري ما صنعت بساكني

مزّقت ألحمهم وخرّقت الكسا

وحشوت أعينهم ترابا بعد ما

كانت تأذّى باليسير من القذا

أمّا العظام فإنّني فرّقتها

حتّى تباينت المفاصل والشوا

قطّعت ذا من ذا ومن هذا كذا

فتركتها رمما يطول بها البلى

* * *

__________________

والنهاية : ٨ / ٢٠٩.

والباعوني في جواهر المطالب : ٢ / ٣١٥ وفي مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٧ / ١٣٢.

٩١
٩٢

[ إخبار الله تعالى النبي الأكرم

صلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادته عليه‌السلام ]

[٨٤] ـ أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن طبرزد ، عن أبي غالب ابن البناء قال : أخبرنا

__________________

(٨٤) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢١٣ ، والبزّار في مسنده : ٣ / ١٠١ رقم ٨٨٤ ، وفي كشف الأستار : ٣ / ٢٣١ رقم ٢٦٤١ ، والطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨١١ ، وأبو يعلى الموصلي في مسنده : ١ / ٢٩٨ رقم ٣٦٣.

ورواه أحمد بن حنبل في مسنده : ١ / ٨٥ ، ورواه عن أحمد جماعة منهم : الذهبي في تاريخ الاسلام في حوادث سنة ٦١ : ص ١٠٢ ، وفي سير اعلام النبلاء : ٣ / ٢٨٨ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٩٩ ، والعصامي المكي في سمط النجوم العوالي : ٣ / ٨٣.

وأورده الهيثمي وفي مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٧ وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجى بهذا.

وأخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المصنّف : ١٥ / ٩٨ رقم [١٩٢١٤] ، والمحبى الطبري في ذخائر العقبى : ص ١٤٨ وفيهما : عبد الله بن يحيى!

والمزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٧ بهذا الاسناد وفي ص ٤٠٨ بإسناد آخر ، وابن حجر في تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٤٧.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني : ١ / ٣٠٨ رقم ٤٢٧ من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة كالطبراني في الكبير.

والبوصيري في إتحاف السادة المهرة ـ كتاب المناقب ـ : رقم ٧٥٧١ ، وقال : رواه أبو بكر ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وأبو يعلى بسند صحيح.

٩٣

أبو الغنائم ابن المأمون قال : أخبرنا أبو القاسم ابن حبابة قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي قال : حدّثني يوسف بن موسى القطّان قال : حدّثنا محمّد بن عبيد قال : حدّثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي ،

عن عبد الله بن نجى (١) عن أبيه : أنّه سافر مع عليّ بن أبي طالب وكان صاحب مطهرته ، فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفّين نادى علي : صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله ، بشطّ الفرات!

قلت : ومن ذا أبو عبد الله؟

قال : دخلت على رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وعيناه تفيضان ، فقلت : يا نبيّ الله! أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟

قال : بل قام من عندي جبريل قبل ، فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات ، وقال : هل لك أن اشمّك من تربته؟

قال قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم ـ يعني ـ أملك عيني أن فاضتا.

[٨٥] ـ أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد المكتب قال : أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين

__________________

وروى نحوه ابن سعد في الطبقات في ترجمة الحسين عليه‌السلام بإسناده عن عامر الشعبي : رقم ٢٧٤ ، وعن ابن سعد سبط ابن الجوزي في التذكرة : ص ٢٥٠.

ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٦ عن أبي نعيم ، وفي الجامع الصغير : رقم ٢٨١ موجزا عن ابن سعد بلفظ ( أخبرني جبريل انّ حسينا يقتل بشاطئ الفرات ).

ورواه أبو الفرج ابن الجوزي في التبصرة : ٢ / ١٣.

(١) عبد الله بن نجيّ بن سلمة الحضرمي الكوفي ، ذكره ابن حبان في الثقات : ٥ / ٣٠ ، ووثقه النسائي كما في تهذيب الكمال : ١٦ / ٢٢٠.

(٨٥) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : ١ / ١٤١ ـ ١٤٢ ، ورواه عن الخطيب ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ٢٠١ ، والحافظ ابن عساكر في ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام من تاريخه برقم ٢٨٦.

وعن الخطيب وابن عساكر الحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ص ٤٣٦.

٩٤

قال : أخبرنا أبو طالب ابن غيلان قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي قال : حدّثنا محمّد بن شداد المسمعي قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ،

عن ابن عباس قال : أوحى الله تعالى إلى محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إنّي قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

[٨٦] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة [ ٥٤ ـ ألف ] قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني قال : سمعت القاضي أبا الفتح إسماعيل بن عبد الجبّار بن محمّد الماكي من أصله العتيق بقزوين يقول : سمعت أبا يعلى

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٧٨ ، والذهبي في تلخيص المستدرك وصحّحه على شرط مسلم ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأخرجه أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي في الغيلانيات : رقم ٣٨٧.

ورواه ابن الجوزي في المنتظم : ٥ / ٣٤٦ ، ورواه عنه سبطه في تذكرة الخواص : ص ٢٨٠.

ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٦ ، وابن حجر في الصواعق : ١١٩ عن الحاكم ، وأبو عبد الله الملاّ في سيرته وسيلة المتعبدين : ج ٥ ـ ق ٢ ـ ص ٢٢٨ ، والعصامي المكّي في سمط النجوم العوالي : ٣ / ٨٧ قائلا بأنّ الحاكم أخرجه بطرق متعدّدة.

والمتقّي الهندي في كنز العمّال : ١٢ / ١٢٧ رقم ٣٤٣٠.

ورواه المزيّ في تهذيب الكمال : ٨ / ٤٣١ ، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٤.

أقول : وسيأتي بالاسناد والمتن برقم ١٣٤.

(٨٦) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الامام الحسين عليه‌السلام برقم ٢٢٦.

وأخرجه أحمد في المسند : ٦ / ٢٩٤ ، وفي فضائل الصحابة : ٢ / ٧٧٠ رقم ١٣٥٧ ، وقال محقّقه : إسناده صحيح.

ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٠ ، وفي تاريخ الاسلام حوادث سنة ٦١ ه‍ ـ : ص ١٠٣ وقال :

إسناده صحيح ورواه أحمد والناس.

والمتقي الهندي في كنز العمال : ١٢ / ١٢٦ رقم ٣٤٣١٥ عن الخليلي في الإرشاد.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٩٩ عن الإمام أحمد ، وقال : وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أمّ سلمة.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٧ وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

٩٥

الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول : أخبرنا محمّد بن الحسن بن الفتح الصوفي قال : حدّثنا أبو عروبة الحراني قال : حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : حدّثنا ابن عمّي أحمد قال : حدّثنا وكيع ، عن عبد الله بن سعد بن أبي هند.

عن عائشة وأمّ سلمة : أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ دخل عليهما وهو يبكي قالتا : فسألناه عن ذلك؟

فقال : إنّ جبريل أخبرني أنّ ابني الحسين يقتل وبيده تربة حمراء فقال : هذه تربة تلك الأرض.

[٨٧] ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال : أخبرنا محمّد ابن محمّد بن عبد الرحمن الكشميهني.

وأخبرنا عليّ بن عبد المنعم بن عليّ بن الحداد قال : أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا : أنبانا أبو بكر محمّد بن منصور بن محمّد السمعاني قال : أخبرنا الشيخ أبو غالب محمّد بن الحسن قال : أخبرنا أبو علي ابن شاذان قال : أخبرنا عبد الخالق بن الحسن السقطي قال : حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال : حدّثنا يحيى الحماني قال : حدّثنا سليمان بن بلال ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب بن حنطب ، عن أمّ سلمة قالت : دخل عليّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال لي : احفظي الباب لا يدخل عليّ أحد ، فسمعت نحيبه فدخلت ، فاذا الحسين بين يديه ، فقلت : والله يا رسول الله ما رأيته حين دخل!

فقال : إنّ جبريل كان عندي آنفا فقال لي : يا محمّد أتحبّه؟ فقلت : يا جبريل! أما من حبّ الدنيا فنعم ، قال : فإنّ أمّتك ستقتله [ ٥٤ ـ ب ] بعدك ، تريد أن أريك تربته يا محمد؟ فدفع إليّ هذا التراب.

قالت أمّ سلمة : فأخذته فجعلته في قارورة ، فاصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما.

[٨٨] ـ قالا : أنبانا أبو بكر السمعاني قال : أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد

__________________

(٨٨) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨١٩ بالاسناد واللفظ ، ورواه عنه الهيثمي في

٩٦

المطرز قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمرو قال : حدّثنا أبو حصين محمّد بن الحسين قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدّثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب (١).

عن أمّ سلمة قالت : كان النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : جالسا ذات يوم في بيتي فقال :

لا يدخلنّ عليّ أحد! فانتظرت فدخل الحسين ، فسمعت نشيج النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يبكي ، فاطّلعت فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت به حتّى دخل!

قال النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : إنّ جبريل كان معنا في البيت. فقال : أتحبّه؟ فقلت : من حبّ الدنيا فنعم ، فقال : إنّ أمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبريل من ترابها ، فأراه النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ.

فلمّا أحيط بالحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : أرض كربلاء ، قال : صدق رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أرض كرب وبلاء!

[٨٩] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر الاصبهاني قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الطيوري قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر قال : أخبرنا أبو أحمد الدهان قال : حدّثنا أبو علي الحافظ قال : حدّثنا محمّد بن علي قال : حدّثنا سليمان بن عمر قال : حدّثنا أبي ، عن أبي المهاجر ، عن عباد ابن إسحاق ، عن هاشم [ ٥٥ ـ ألف ] بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب ،

__________________

مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٨ ، والمتّقي الهندي في كنز العمال : ٣٤٣١٦.

(١) ذكره ابن حبّان في الثقات : ٥ / ٤٥٠.

(٨٩) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام برقم ٢٢٢ ، والبيهقي في دلائل النبوّة : ٦ / ٤٦٨ مع اختلاف في اللفظ ، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٨٩ مع اختلاف يسير بطريقين عن هاشم بن هاشم.

والحافظ المزي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٩ ، روى نحوه بإسناد آخر وقال : وفي الباب عن عائشة ، وزينب بنت جحش ، وأمّ الفضل بنت الحارث ، وأبي أمامة الباهلي ، وأنس بن الحارث وغيرهم.

٩٧

عن أمّ سلمة قالت : دخل عليّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بيتي فقال : لا يدخل عليّ أحد! قالت : فسمعت صوته فدخلت ، فإذا عنده حسين بن علي ، فإذا هو حزين يبكي فقلت : مالك يا رسول الله؟

قال : أخبرني جبريل ـ عليه‌السلام ـ أن أمّتي تقتل هذا بعدي ، فقلت : ومن يقتله؟

فتناول مدرة ، فقال : أهل هذه المدرة يقتلونه.

[٩٠] ـ أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي قال : أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل ابن عيسى بن شعيب السجزي قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد الداوودي قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خريم الشاشي قال : حدّثنا عبد بن حميد قال : أخبرنا عبد الرزّاق قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبى هند ، عن أبيه قال :

قالت أمّ سلمة : كان النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نائما في بيتي ، فجاء حسين يدرج ، قالت : فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه.

قالت : ثم غفلت في بيتي ، فدبّ فدخل فقعد على بطنه ، قالت : فسمعت نحيب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فجئت فقلت : والله يا رسول الله ما علمت به!

فقال : إنّما جاءني جبريل ـ عليه‌السلام ـ وهو على بطني قاعد ، فقال لي : أتحبّه؟

فقلت : نعم. قال : إنّ أمّتك ستقتله ، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال : فقلت : بلى ، قال : فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة ، قالت :

__________________

(٩٠) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢٢٧.

ورواه البوصيري في اتحاف السادة ـ كتاب المناقب ـ : رقم ٧٥٧٣ ، وقال : رواه عبد بن حميد بسند صحيح ، وأحمد بن حنبل مختصرا عن عائشة أو أمّ سلمة على الشكّ.

وبمعناه ذكره ابن حجر في المطالب العالية رقم ٣٩٩٩.

أقول : إنّ هذه الروايات الحاكية لبكاء النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله على ريحانته قتيل العبرات بأرض كرب وبلاء عليه‌السلام تدلّ على جواز البكاء والنوح والحداد على الميت عند من يحتج بسيرته صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال الله تعالى ( ولَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).

٩٨

وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي!

[٩١] ـ أنبانا أبو المحاسن سليمان بن البانياسي [ ٥٥ ـ ب ] قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال : أخبرنا أبو علي الحداد وغيره ـ إجازة ـ قالوا : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة قال : حدّثنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني عبادة بن زياد الأسدي قال : حدّثنا عمرو بن ثابت ، عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ،

عن أمّ سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فى بيتي ، فنزل جبريل فقال : يا محمّد إن امتّك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ بيده إلى الحسين ، فبكى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وضمّه إلى صدره ،

ثمّ قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم : وديعة عندك هذه التربة ، فشمّها رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وقال : ريح كرب وبلاء.

قال : وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يا أمّ سلمة! إذا تحوّلت هذه التربة دما فاعلمي انّ ابني قد قتل.

قال : فجعلتها أمّ سلمة في قارورة ، ثم جعلت تنظر إليها كلّ يوم تعني وتقول : إنّ يوما تحوّلين دما ليوم عظيم.

قلت : وقد ذكر أبو حاتم ابن حبّان حديث إخبار ملك القطر ـ عليه‌السلام ـ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بقتل الحسين ـ عليه‌السلام ـ في المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع ورفعه إلى أنس بن مالك ـ رضي‌الله‌عنه (١) ـ.

__________________

(٩١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢٢٣ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨١٧.

ورواه عنهما الحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٢٦ ، وعن الطبراني الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٩.

ورواه المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٨ بطريقين ، وابن حجر في تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٤٧ وقال ـ كما في تهذيب الكمال.

وفي الباب عن عائشة ، وزينب بنت جحش ، وأمّ الفضل بنت الحارث ، وأبي أمامة وأنس بن الحارث وغيرهم.

(١) وهو الحديث الآتي بعد هذا ـ أي رقم ٩٢ ـ.

٩٩

[٩٢] ـ أخبرنا به أبو روح عبد المعزّ بن محمّد بن أبي الفضل ـ فى كتابه إلينا من هراة غير مرّة ـ قال : أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعد بن أبي العباس الجرجاني قال : أخبرنا الحاكم أبو الحسن عليّ بن محمّد بن علي البحّاثي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن هارون ، قال : أخبرنا أبو حاتم محمّد بن حبان البستي قال : أخبرنا الحسن [ ٥٦ ـ ألف ] بن سفيان قال : حدّثنا شيبان بن فروخ قال : حدّثنا عمارة بن زاذان قال : حدّثنا ثابت ،

عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر ربّه أن يزور النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فأذن له ، فكان في يوم أمّ سلمة ، فقال النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : احفظي علينا الباب لا يدخل أحد!

فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي فطفر فاقتحم ففتح الباب فدخل ، فجعل يتوثّب على ظهر النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وجعل النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يتلثّمه ويقبّله ، فقال له الملك : أتحبّه؟ قال : نعم.

قال : أما إنّ امتّك ستقتله ؛ إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال : نعم ، فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه إيّاه ، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته أمّ سلمة

__________________

(٩٢) مورد الضمآن : ٢٢٤١ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : ٨ / ٢٦٢ رقم ٦٧٠٧.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام برقم ٢١٦ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨١٣.

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده : ٦ / ١٢٩ رقم ٣٤٠٢ وقال محققه : إسناده حسن.

ورواه عنهما البوصيري في اتحاف السادة : رقم ٧٥٧٥.

وفي مسند أحمد : ٣ / ٢٤٢ و ٢٦٥ ، ورواه عن أحمد ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٩٩ ، واليافعي في مرآة الجنان : ١ / ١٣٤ ، والعصامي في سمط النجوم العوالي : ٣ / ٨٣.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٧ ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى.

ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ١٤٦ ، والبيهقي في دلائل النبوة : ٦ / ٤٩٦ بطريقين عن أنس ، والسيوطي في الخصائص : ٢ / ١٢٥.

وأبو نعيم في دلائل النبوة : ٧٠٩ رقم ٤٩٢ ، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال : ١٣ / ٦٥٧ رقم ٣٧٦٦٩.

ورواه الحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٧ ، وابن حجر في الصواعق : ص ١١٥ عن البغوي.

١٠٠