ترجمة الإمام الحسين عليه السلام

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]

ترجمة الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:

كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي [ ابن العديم ]


المحقق: محمّد الطباطبائي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-7528-91-4
الصفحات: ٢٥٤

فجعلته في ثوبها.

قال ثابت : كنّا نقول : إنها كربلاء.

[٩٣] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن سين قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن حامد الأرتاحي قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين الفراء ـ إجازة لي ـ قال : أنبانا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال ، وستّ الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمّد بن إبراهيم المرابطة. قال أبو إسحاق : أخبرنا أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد الطرسوسي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار ـ قراءة عليه ـ وقالت خديجة : قرأ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن بندار الأذني وأنا شاهدة أسمع قال : أخبرني جدّي القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسين قالا : حدّثنا أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل الأديب ، قال : حدّثنا الكزبراني قال : حدّثنا عبد الله بن رجاء قال : حدّثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ،

عن أنس : أنّ ملك المطر استأذن أن يزور رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وذلك يوم أمّ سلمة ، فقال لي النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : انظر أن لا يدخل علينا أحد حتى يخرج!

فجاء الحسين فدخل فجعل مرّة يثب على ظهر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو يقبّله ويلثّمه ، فقال له الملك : أتحبّه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمّتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ فقبض كفّه فإذا تربة حمراء.

[٩٤] ـ وقال : حدّثنا محمود قال : حدّثنا الكزبراني قال : حدّثنا غسان بن مالك. قال : حدّثنا عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بمثله.

[٩٥] ـ أنبانا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، قال : أنبانا أبو علي

__________________

(٩٣) رواه بهذا الاسناد البوصيري في اتحاف السادة برقم ٧٥٧٦ عن أحمد بن حنبل ، والبزّار كما في كشف الأستار باب مناقب الحسين عليه‌السلام : رقم ٢٦٤٢.

رواه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٥ عن البيهقي وأبي نعيم.

(٩٥) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام برقم ٢١٩.

١٠١

الحداد وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو بكر ابن ريذه قال : أخبرنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي قال : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي قال : حدّثنا عليّ ابن الحسن بن واقد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أبو غالب ،

عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لنسائه : لا تبكّوا هذا الصبي ـ يعني حسينا ـ قال : فكان يوم أمّ سلمة فنزل جبريل ، فدخل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الداخل وقال لأم سلمة : لا تدعي أحدا يدخل عليّ! فجاء الحسين فلمّا نظر إلى النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أمّ سلمة فاحتضنته وجعلت [ ٥٦ ـ ب ] تناغيه وتسكته ، فلمّا اشتدّ في البكاء خلّت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، فقال جبريل للنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : انّ أمّتك ستقتل ابنك هذا! فقال النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم : يقتلونه وهم مؤمنون بي؟! قال : نعم يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا.

فخرج رسول الله [ صلّى الله عليه وسلّم ] قد احتضن حسينا كاسف البال مهموما ، فظنّت أمّ سلمة أنّه غضب من دخول الصبي عليه!

فقالت : يا نبيّ الله! جعلت لك الفداء! إنّك قلت لنا لا تبكّوا هذا الصّبي ، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك ، فجاء فخلّيت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس ، فقال لهم : إنّ أمّتي يقتلون هذا.

وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبيّ الله! يقتلونه وهم مؤمنون؟! قال : نعم هذه تربته فأراهم إيّاها.

__________________

وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٣.

ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام ـ حوادث سنة ٦١ ه‍ ـ : ص ١٠٣ عن الطبراني ، وفي سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٨٩ وقال : إسناده حسن.

والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٩ عن الطبراني ، وأشار إليه الحافظ المزي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٠.

١٠٢

[ إخبار أمير المؤمنين عليه السلام بشهادته ]

[٩٦] ـ وقال : أخبرنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا عليّ بن عبد العزيز قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس.

عن عمار الدّهني قال : مرّ علي على كعب ، فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجفّ عرق خيولهم حتى يردوا على محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، فمر حسن فقالوا : هذا يا با إسحاق؟ قال : لا.

فمرّ حسين فقالوا هذا؟ قال : نعم.

[٩٧] ـ قال : وحدّثنا سليمان قال : حدّثنا محمّد بن محمّد التمّار البصري قال : حدّثنا

__________________

(٩٦) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨٥١.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢٤١.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٣ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ٤٤٥ عن الطبراني.

ورواه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات برقم ٢٧٨.

ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٠ ، والحافظ المزيّ في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٠ ، وابن حجر في تهذيبه : ٢ / ٨ ـ ٣٤٧.

(٩٧) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨١٧.

ومن طريقه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق برقم ٢٤٢.

ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩١ ، وابن جرير الطبري في تاريخه : ٥ / ٣٩٣.

الكامل في التاريخ لابن الأثير : ٤ / ٩٠.

مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٧ / ١٣٥.

١٠٣

محمّد بن كثير العبدي قال : حدّثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرّحمن ، عن العلاء ابن أبي عائشة ، عن أبيه ،

عن رأس الجالوت قال : كنّا نسمع أنّه يقتل بكربلاء ابن نبي ، فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها [ ٥٧ ـ ألف ] فلمّا قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هيئتي.

[٩٨] ـ أنبأنا سليمان بن البانياسي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن إسحاق قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد البغوي قال : حدّثني محمّد بن ميمون الخيّاط قال : حدّثنا سفيان عن عبد الجبّار بن العبّاس : سمع عون بن أبي جحيفة ، قال : إنّا لجلوس عند دار أبي عبد الله الجدلي ، فأتانا مالك بن صحار الهمداني قال : دلوني على منزل فلان ، قال : قلنا : ألا نرسل إليه فيجيء ، إذ جاء فقال : أتذكر إذ بعثنا أبو مخنف إلى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات فقال :

ليحلن هاهنا ركب من آل رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يمرّ بهذا المكان فيقتلونهم ، فويل لكم منهم وويل لهم منكم.

[٩٩] ـ قال الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو طالب عليّ بن عبد الرحمن قال : أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال : أخبرنا أبو محمّد ابن النحّاس قال : أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال : حدّثنا أبو علي الحسن بن عليّ بن محمّد بن هاشم الأسدي النحّاس قال : حدّثنا منصور بن واقد الطنافسي قال : حدّثنا عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق.

عن كدير (١) الضبي قال : بينا أنا مع عليّ بكربلاء بين أشجار الحرمل أخذ بعرة ففركها ثمّ

__________________

(٩٨) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام لابن عساكر : رقم ٢٣٦.

(٩٩) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ٢٣٩ ، وسيأتي نظيره عن هرثمة بن سلمى برقم ١٢٤ ، فانظر التخريجات هناك.

(١) كدير ـ بضمّ الكاف وفتح الدال التي تليها وراء في آخره ـ فهو كدير الضبي يختلف في صحبته ، روى عنه أبو إسحاق ، الإكمال لابن ماكولا : ٧ / ١٦٤.

١٠٤

شمّها ، ثمّ قال : ليبعثنّ الله من هذا الموضع قوما يدخلون الجنّة بغير حساب.

[١٠٠] ـ أنبأنا أحمد بن أزهر بن السبال في كتابه ، عن أبي بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري قال : أخبرنا أبو محمّد الجوهري قال : أخبرنا أبو عمر ابن حيويه قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : حدّثنا [ ٥٧ ـ ب ] الحسين بن الفهم قال : أخبرنا محمّد بن سعد قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ،

عن عليّ قال : ليقتلنّ الحسين بن علي قتلا ، وإنّي لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريبة من النهرين.

* * *

__________________

وانظر : المؤتلف والمختلف للدار قطني : ١٩٦٠ ، ميزان الاعتدال : ٣ / ٤١٠ ، الاستيعاب : ١٣٣٢ رقم ٢٢٢٦ ، أسد الغابة : ٤ / ٤٦٢ رقم ٤٤٣٣ ، والضبّي : بفتح ضاد وشده موحده نسبة إلى ضبة بن ادّ ، المغني في ضبط أسماء الرجال : ١٥٦.

(١٠٠) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى لابن سعد : رقم ٢٧٥.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١١٧ رقم ٢٨٢٤ ، وابن أبي شيبه في المصنّف : ١٥ / ٩٧ رقم [١٩٢١٢] ، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال : ١٣ / ٦٧٣ رقم ٣٧٧٢٠.

ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام ـ حوادث سنة ٦١ ه‍ ـ : ص ١٠٤ ، وفي سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٠ ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٠ وقال : رجاله ثقات.

( وأخرجه أبو عمرو بن السماك عثمان بن أحمد في جزء من حديثه ضمن المجموع رقم ٢٩٧ حديث في الورقة ٨٨ ب عن الحسن بن سلام عن عبيد الله بن موسى ).

١٠٥
١٠٦

[ لقاء ابن عباس ، ابن عمر وابن الزبير

بالإمام الحسين عليه السلام ]

[١٠١] ـ أنبأنا أبو الحسن عليّ بن المفضل قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمّد السّلفي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد بن البسري قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله السّكري قال : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار قال : حدّثنا أحمد ابن منصور الرّمادي ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق قال : حدّثنا ابن عينية ، عن إبراهيم بن ميسرة ،

عن طاوس قال : سمعت ابن عباس يقول : استشارني الحسين بن علي ـ عليهما‌السلام ـ بالخروج بمكة ، قال : فقلت : لو لا أن يزرئ بى أو بك لنشبت يدي في رأسك ، قال : فقال : ما أحبّ أن تستحلّ بي ـ يعني مكة ـ.

__________________

(١٠١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام برقم ٢٤٣ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير : رقم ٢٨٥٩ ، والحافظ ابن أبي شيبه في المصنّف : ١٥ / ٩٦ رقم [١٩٢١١] ، والبلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٤٧ رقم ٧ ، ويعقوب بن سفيان البسوي في المعرفة والتاريخ : ١ / ٥٤١.

ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ـ حوادث سنة ٦١ ه‍ ـ : ص ١٠٦ ، وفي سير اعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٢ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٥٩ ، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص ١٥٠ ، والمتّقي الهندي في كنز العمّال : ١٣ / ٦٧٢ رقم ٣٧٧١٦ عن ابن أبي شيبة.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٢ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

أمالي المحاملي : ٢٢٦ رقم ٢١٥.

١٠٧

قال : يقول طاوس : وما رأيت أحدا أشدّ تعظيما للمحارم من ابن عباس ، لو أشاء أن أبكي لبكيت.

[١٠٢] ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد ـ إجازة ـ قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي في كتابه ، قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ المقرئ قال : أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه قال : حدّثنا شبابة بن سوار قال : حدّثنا يحيى بن سالم الأسدي قال :

سمعت الشعبي يقول : كان ابن عمر قدم المدينة ، فاخبر أنّ الحسين بن علي قد توجّه [ ٥٨ ـ ألف ] إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فقال : أين تريد؟ قال : العراق ، ومعه طوامير وكتب ، فقال : لا تأتهم ، فقال : هذه كتبهم وبيعتهم.

فقال : إنّ الله عزّ وجلّ خيّر نبيّه بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يرد الدّنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، والله لا يليها أحد منكم أبدا! وما صرفها الله عزّ وجلّ عنكم إلاّ للذي هو خير لكم ، فارجعوا! فأبى ، وقال : هذه كتبهم وبيعتهم.

قال : فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل!.

[١٠٣] ـ أخبرنا أبو نصر محمّد بن هبة الله القاضي ـ فيما أذن لنا فى روايته عنه ـ قال :

__________________

(١٠٢) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ٦ / ٤٧٠ ، وعنه السيوطي في الخصائص الكبرى : ٢ / ١٢٦.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢٤٦ بالإسناد واللفظ ، ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٦٣ رقم ٢٢.

الاحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : ٩ / ٥٨ رقم ٦٩٢٩ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٣ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ٣٥٦ ، كشف الأستار عن زوائد البزّار : باب مناقب الحسين عليه‌السلام : رقم ٢٦٤٣ بهذا الاسناد ورقم ٢٦٤٤ بإسناد آخر ، مورد الضمآن : رقم ٢٢٤٢ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٦٠ ، العقد الفريد : ٤ / ٣٥١ ، ذخائر العقبى : ١٥٠ ، جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب : ٢ / ٢٧٥.

(١٠٣) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام لابن عساكر : رقم ٢٤٧ ، وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٦ ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦٠ عن يحيى بن معين.

١٠٨

أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن الدمشقي قال : أخبرنا أبو محمّد ابن طاوس قال : أخبرنا أبو القاسم ابن أبي العلاء قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزي قال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي. ح.

قال : وأخبرنا ابن أبي العلاء قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن حمزة بن محمّد بن حمزة الحراني قال : حدّثنا سليم بن حيان ـ وقال : الحراني : سليمان ـ عن سعيد بن ميناء قال :

سمعت عبد الله بن عمرو (١) ، يقول : عجل حسين قدره! عجل حسين قدره! والله لو أدركته ما كان ليخرج إلاّ أن يغلبني ، ببني هاشم فتح ، وببني هاشم ختم ، فاذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان (٢)!

[١٠٤] ـ انبأنا أبو حفص عمر بن محمّد عن أبي غالب أحمد ، وأبي عبد الله يحيى ، ابني الحسن ابن البناء قالا : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة قال : أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن ابن العباس ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدّثنا الزبير بن بكار قال : حدثني عمّي مصعب بن عبد الله قال : أخبرني من سمع [ ٥٨ ـ ب ] هشام بن يوسف الصغاني يقول :

عن معمر ، قال : وسمعت رجلا يحدّث عن الحسين بن علي قال : سمعته يقول : لعبد الله بن الزبير : أتتني بيعة أربعين ألفا يحلفون لي بالطلاق والعتاق من أهل الكوفة ـ أو قال : من أهل العراق ـ ، فقال له عبد الله بن الزبير : أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك!

قال هشام بن يوسف : فسألت معمرا عن الرجل؟ فقال : هو ثقة.

قال عمّي : وزعم بعض الناس أنّ عبد الله بن العباس هو الذي قال هذا.

[١٠٥] ـ أخبرنا أبو هاشم عبد المطّلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد

__________________

(١) كذا في الأصل وفي « س » ، وفي لفظ ابن عساكر وابن منظور : عبد الله بن عمر.

(٢) كفى في وهن قوله ملك جماعة من الهاشميين ( والله متمّ نوره ولو كره المشركون ).

(١٠٤) أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢٤٩ اسنادا ولفظا.

ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ١٥١ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦١ ، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ : ٢ / ٧٥٣ بإسناد آخر ولفظ قريب عن بشر بن غالب.

(١٠٥) رواه ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام من تاريخه برقم ٢٥٢ بالاسناد واللفظ ، وبرقم ٢٥٣

١٠٩

عبد الكريم بن محمّد بن منصور السمعاني قال : أخبرنا أبو النجح يوسف بن شعيب القاضي قال : أخبرنا أبو الغنائم بن هبة الله الرندي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمّد الفارسي قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله البيع قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي العقيلي قال : حدثني جدّي يحيى ابن الحسين قال : حدّثني الزبير بن بكّار قال : حدثني محمّد بن فضالة ، عن أبي مخنف قال : حدّثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق.

عن أبي سعيد المقبري قال : والله لرأيت الحسين بن علي وإنّه ليمشي بين رجلين ، يعتمد على هذا مرّة وعلى هذا مرّة أخرى حتّى دخل مسجد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو يقول متمثّلا :

لا ذعرت السوام في فلق الصبح

مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم اعطى مخافة الموت ضيما

والمنايا يرصدنني أن احيدا

قال : فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلاّ قليلا حتى يخرج ، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة.

* * *

__________________

بإسناده عن زبير بن بكّار ، عن محمّد بن الضحّاك قال :

خرج الحسين بن علي من مكة إلى العراق ، فلمّا مرّ بباب المسجد قال : لاذعرت ... وبهذا الاسناد الثاني رواه ابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦٦.

ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : ٣ / ١٥٦ رقم ١٤ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٢٣٧.

وأورده المسعودي في مروج الذهب : ٣ / ٥٤ ، قال : وطولب الحسين بالبيعة ليزيد بالمدينة فسام التأخير ، وخرج يتهادى بين مواليه ويقول ... وذكر البيتين.

مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٦ ، مقتل الخوارزمي : ١ / ٢٧٠ ذكره بحذف السند.

تاريخ الطبري : ٥ / ٣٤٢ ، الكامل : ٤ / ١٧.

١١٠

[ الحسين عليه السلام يعزم على الخروج

وجماعة ينهونه ـ برواية محمد بن سعد ـ ]

[١٠٦] ـ أنبأنا أحمد بن أزهر بن السيال قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري [ ٥٩ ـ ألف ] في كتابه قال : أخبرنا الحسن بن علي الشاهد قال : أخبرنا محمّد بن العباس الخزاز قال : أخبرنا أحمد بن معروف قال : حدّثنا الحسين بن فهم الفقيه قال : حدّثنا محمّد بن سعد قال : أخبرنا محمّد بن عمر قال : حدّثنا ابن أبي ذئب قال : حدثني عبد الله بن عمير مولى أمّ الفضل.

قال : وأخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي عن أبيه.

قال : وأخبرنا يحيى بن سعد بن دينار السعدي عن أبيه.

قال : وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي وجرة السعدي عن عليّ بن حسين.

قال : وغير هؤلاء أيضا قد حدّثني.

قال محمّد بن سعد : وأخبرنا علي بن محمّد عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه.

__________________

(١٠٦) ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات لابن سعد : رقم ٢٨٢.

ورواه عن ابن سعد أيضا الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسين عليه‌السلام برقم ٢٥٤ ، والذهبي في سير اعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٣ ، والحافظ المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٢ ـ ٤١٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦١ ، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ٧ / ١٣٦ ـ ١٤٣ ، كلّهم في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام.

١١١

وعن لوط بن يحيى الغامدي ، عن محمّد بن بشير الهمداني وغيره.

وعن محمّد بن الحجاج ، عن عبد الملك بن عمير.

وعن هارون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه.

وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد عن الشعبي.

قال ابن سعد : وغير هؤلاء أيضا قد حدّثني في هذا الحديث بطائفة ، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين ـ رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته ـ ،

قالوا : لمّا بايع معاوية بن أبي سفيان الناس ليزيد بن معاوية ، كان الحسين بن علي بن أبي طالب ممّن لم يبايع له.

وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية ، كلّ ذلك يأبى ، فقدم منهم قوم إلى محمّد بن الحنفيّة فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى ، وجاء إلى الحسين وأخبره بما عرضوا عليه ، وقال : إنّ القوم إنمّا يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا.

فأقام حسين على ما [ ٥٩ ـ ب ] هو عليه من الهموم ، مرّة يريد أن يسير إليهم ومرّة يجمع الإقامة.

فجاء أبو سعيد الخدري فقال : يا أبا عبد الله! إنّي لكم ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب ، والله ما لهم نيّات ، ولا عزم أمر ، ولا صبر على السيف.

قال : وقدم المسيّب بن نجبة الفزاري وعدّة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن ، فدعوه إلى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا رأيك ورأي أخيك ، فقال : إنّي أرجو أن يعطي الله أخي على نيّته في حبّه الكفّ وأن يعطيني على نيّتي في حبّي جهاد الظالمين.

وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية : إني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة ، وأظنّ يومكم من حسين طويلا.

١١٢

فكتب معاوية إلى الحسين : انّ من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أنبئت أنّ قوما من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق من قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّق الله! واذكر الميثاق ، فإنك متى تكدني أكدك!

فكتب إليه الحسين : أتاني كتابك ، وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله ، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافا ، وما أظنّ لي عند الله عذرا فى ترك جهادك ، وما أعلم [ ٦٠ ـ ألف ] فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الامّة.

فقال معاوية : إن أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسدا.

وكتب إليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه : إنّي لأظنّ أنّ في رأسك نزوة! فوددت أن أدركها فاغفرها لك.

[١٠٧] ـ قال : وأخبرنا علي بن محمّد ، عن جويرية بن أسماء ، عن نافع بن شيبة قال :

لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم ، فأخذ بخطام راحلته فأناخ به ثم سارّه حسين طويلا وانصرف ، فزجر معاوية راحلته ، فقال له يزيد : لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك! قال : دعه لعلّه يطلبها من غيري فلا يسوغه فيقتله (١).

رجع الحديث إلى الأول.

قالوا : ولمّا حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية ، فأوصاه بما أوصاه به وقال : انظر حسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فإنّه أحبّ الناس إلى الناس ، فصل رحمه وارفق به ، يصلح لك أمره ، فإن يك منه شيء فإني أرجو أن يكفكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه!

__________________

(١٠٧) أخرجه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات برقم ٢٨٣ ، وعنه الحافظ ابن عساكر برقم ٢٥٥ ، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٩٥ ، والمزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤٠٥.

ومن قوله : ( قالوا : ولمّا حضر معاوية .. إلى آخره ، رواه المزّي في تهذيب الكمال : ٦ / ٤١٤ ـ ٤٢٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٨ / ١٦٢ إلى ١٦٥.

(١) سير اعلام النبلاء : ٣ / ١٩٨ ، تهذيب ابن بدران : ٤ / ٢٣٧.

١١٣

وتوفّي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستّين ، وبايع الناس ليزيد ، فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أوس العامري ـ عامر بن أوفى ـ إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو على المدينة ـ : ان ادع الناس فبايعهم ، وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أوّل من تبدأ به الحسين بن علي ، فإن أمير المؤمنين ـ رحمه‌الله ـ عهد إلىّ في أمره الرفق به واستصلاحه.

فبعث الوليد من ساعته ـ نصف الليل ـ إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير [ ٦٠ ـ ب ] فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد! فقالا : نصبح وننظر ما يصنع الناس.

ووثب الحسين فخرج ، وخرج معه ابن الزبير وهو يقول : هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة.

وقد كان الوليد أغلظ للحسين ، فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه.

فقال الوليد : إن هجنا بأبي عبد الله إلاّ أسدا ، فقال له مروان أو بعض جلسائه : أقتله! قال : انّ ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف.

فلمّا صار الوليد إلى منزله قالت له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام :

أسببت حسينا؟! قال : هو بدأ فسبّني ، قالت : وإن سبّك حسين تسبّه؟! وان سبّ أباك تسبّ أباه؟! قال : لا.

وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد! وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقال المسوّر بن مخرمة : عجل [ أبو ] عبد الله ، وابن الزبير الآن يلفته ويرجيه إلى العراق ليخلو بمكّة.

فقد ما مكّة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطّلب ، ولزم ابن الزبير الحجر ، ولبس المعافري وجعل يحرّض الناس على بني أميّة.

وكان يغدو ويروح إلى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق! ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك ، فكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ويقول : لا تفعل.

وقال له عبد الله بن مطيع (١) : أي فداك أبي وأمي! متّعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق ،

__________________

(١) ولقاء الإمام عليه‌السلام مع عبد الله بن مطيع جاء في مصادر كثيرة ، منها : أنساب الاشراف : ٣ / ١٥٥ ، المنتظم :

١١٤

فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا وعبيدا.

ولقيهما عبد الله بن [ ٦١ ـ ألف ] عمر ، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة (١) بالأبواء منصرفين من العمرة ، فقال لهما ابن عمر : أذكّركما الله إلاّ رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس! وتنظرا ، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذّا ، وإن افترق عليه كان الذي تريدان!

وقال ابن عمر لحسين : لا تخرج ، فإنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خيّره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وأنك بضعة منه ولا تنالها ـ يعني الدنيا ـ فاعتنقه وبكى وودّعه.

فكان ابن عمر يقول : غلبنا حسين بن علي بالخروج ، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرّك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس ، فإنّ الجماعة خير!!

وقال له ابن عبّاس : أين تريد يا ابن فاطمة؟ قال : العراق وشيعتي ، فقال : إنّي لكاره لوجهك هذا ، تخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتّى تركهم سخطة وملّة لهم ، أذكّرك الله أن تغرر بنفسك.

وقال أبو سعيد الخدري : غلبني الحسين بن علي على الخروج وقد قلت له : اتّق الله في نفسك! وألزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك (٢)!!

__________________

٥ / ٣٢٧ ، الأخبار الطوال : ٢٣٠ ، الكامل : ٤ / ٤١ ، تاريخ الاسلام ـ ط القاهرة ـ ٢ / ٣٤٢ ، عقد الفريد : ٤ / ٣٧٦ وعنه في جواهر المطالب : ٢ / ٢٦٣ ، وذكره بمعناه ابن خلدون في تاريخه : ٣ / ٢٧ ذيل عنوان ( مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله ).

(١) « هو عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي الزرقيّ ـ بضمّ الزاي وفتح الراء ، نسبة إلى بني زريق ، مصغّرا ـ

ترجم له في اسد الغابة : ٣ / ٢٤٠ وقال : ولد بأرض الحبشة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال ابن حجر في الإصابة : ٢ / ٣٤٩ : ذكره الباوردي في الصحابة وأورد من طريقه خبرا في صفة علي موقوفا.

وبنو عمّه هم : خالد بن الوليد وابنه عبد الرحمن وأضرابهم من المنافقين من مبغضي علي عليه‌السلام ».

(٢) ( لقد جوزي أبو سعيد الخدري عن إمامه يزيد! خيرا يوم الحرّة حيث صرعه جيشه على الأرض

١١٥

وقال أبو واقد الليثي : بلغني خروج الحسين فأدركته بملل ، فناشدته الله أن لا يخرج ، فإنّه يخرج في غير وجه خروج ، إنّما يقتل نفسه ، فقال : لا أرجع.

وقال جابر بن عبد الله : كلّمت حسينا فقلت : اتّق الله! ولا تضرب الناس بعضهم ببعض! فو الله ما حمدتم ما صنعتم ، فعصاني (١).

وقال سعيد بن المسيّب : لو أنّ حسينا [ ٦١ ـ ب ] لم يخرج لكان خيرا له.

وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ، ولكن شجّعه على ذلك ابن الزبير.

وكتب إليه المسور بن مخرمة : إيّاك أن تغترّ بكتب أهل العراق ، ويقول لك ابن الزبير الحق بهم فإنّهم ناصروك ، إيّاك أن تبرح الحرم ، فإنهم إن كانت لهم بك حاجه فسيضربون آباط الإبل حتى يوافوك فتخرج في قوّة وعدّة ، فجزاه خيرا وقال : استخير الله في ذلك.

وكتب إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظّم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة! وتخبره أنّه إنمّا يساق إلى مصرعه ، وتقول : أشهد لحدّثتني عائشة أنّها سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول : يقتل حسين بأرض بابل.

فلما قرأ كتابها قال : فلا بدّ لي إذا من مصرعي ، ومضى.

وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال : يا ابن عمّ! إنّ الرحم تضارني

__________________

ونتفوا لحيته شعرة شعرة.

ولا بدّ أن يكون في الابكار المفتضات يوم أباح المدينة لجيشه ثلاثة أيام غير واحدة من قرائب أبي سعيد وأرحامه ).

(١) ( هذا تقوّل على جابر وافتراء! فإنّ جابرا يجلّ عن مثل هذا الكلام وقد ورد في رواياتنا في مدحه عن الصادق عليه‌السلام : كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت.

وقد شهد هو صفين مع أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فكيف ينسب إليه هذا الهذيان؟!

ثمّ كان جابر رحمه‌الله أوّل من زار قبر الحسين عليه‌السلام ، قصده من المدينة إلى كربلاء ووافاه يوم الأربعين من مصرعه عليه‌السلام.

ولعلّه صدر عن بعض الامويين أو الخوارج أو بعض المنافقين فنسبه الراوي خطأ إلى جابر! ».

١١٦

عليك ، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟

قال : يا أبا بكر! ما أنت ممّن يستغشّ ولا يتّهم فقل ، قال : قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك ، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا ، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ، ويخذلك من أنت أحبّ إليه ممّن ينصره ، فاذكّرك الله في نفسك.

فقال : جزاك الله يا ابن عم خيرا فقد اجتهدت (١) ، ومهما يقضي الله من أمر يكن.

فقال أبو بكر : إنّا لله ، عند الله نحتسب أبا عبد الله.

وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إليه كتابا يحذّره أهل الكوفة ويناشده [ ٦٢ ـ ألف ] الله أن يشخص إليهم.

فكتب إليه الحسين : إنّي رأيت رؤيا (٢) ، ورأيت فيها رسول الله وأمرني بأمر أنا ماض له ، ولست بمخبر بها أحدا حتى الاقي عملي (٣).

وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص : إنّي أسأل الله أن يلهمك رشدك ، وأن يصرفك عمّا يرديك.

بلغني إنّك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق ، فانّي أعيذك بالله من الشقاق! فإن كنت خائفا فأقبل إليّ ، فلك عندي الأمان والبرّ والصلة.

فكتب إليه الحسين : إن كنت أردت بكتابك إليّ برّي وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ، وإنّه لم يشاقق من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلمين ، وخير الأمان أمان الله ، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده. (٤)

__________________

(١) في مصدره ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ـ هكذا : فلقد اجتهدت رأيك.

(٢) ( قال ابن الأثير في أسد الغابة : ١ / ٢١ : فنهاه جماعة ، منهم : أخوه محمّد بن الحنفيّة وابن عمر وابن عباس وغيرهم ، فقال : رأيت رسول الله في المنام وأمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر ).

( ٣ و ٤ ) مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : ١ / ٣١٢ ، وأورده ابن الأعثم الكوفي في الفتوح بلفظ قريب ، وفيه : كتب إليه سعيد بن العاص!

١١٧

وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يخبره بخروج الحسين إلى مكة ، وبحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنّوه بالخلافة ، وعندك منهم (١) خبرة وتجربة ، فإن كان فعل هذا فقد قطع وأشبح القرابة! وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه ، فاكففه عن السعي في الفرقة!

وكتب بهذه الابيات إليه وإلى من بمكّة والمدينة من قريش :

يا أيّها الراكب الغادي لطيبة (٢)

على عذافرة في سيرها قحم

ابلغ قريشا على نأي المزار بها

بيني وبين حسين الله والرحم

وموقف بفناء البيت أنشده

عهد الاله وما توفى به الذمم

[ ٦٢ ـ ب ] عنيتم قومكم فخرا بامّكم

أمّ لعمري حصان برّة كرم

هي التي لا يداني فضلها أحد

بنت الرسول وخير الناس قد علموا

وفضلها لكم فضل وغيركم

من قومكم لهم في فضلها قسم

إنّي لأعلم أو ظنّا كعالمه

والظنّ يصدق أحيانا فينتظم

أن سوف يترككم ما تدّعون بها

قتلى تهاداكم العقبان والرخم

يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت

ومسكوا بجبال السّلم واعتصموا

قد غرّت الحرب من قد كان قبلكم

من القرون وقد بادت بها الامم

فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا

فربّ ذي بذخ زلّت به القدم (٣)

__________________

(١) في الطبقات : وعندك علم منهم ...

(٢) في الطبقات : مطيته.

(٣) أورد الأبيات كلّها ابن الاعثم في الفتوح وأضاف :

قال : فنظر أهل المدينة إلى هذه الأبيات ، ثمّ وجهوا بها وبالكتاب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما ، فلمّا نظر فيه علم أنه كتاب يزيد بن معاوية ، فكتب الحسين الجواب :

بسم الله الرّحمن الرّحيم ( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ، والسّلام. الفتوح : ٢ / ١٢٦.

١١٨

قال : فكتب إليه عبد الله بن عبّاس : إنّي لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه ، ولست أدع النصيحة له في كلّ ما يجمع الله به الالفة ويطفئ به النائرة.

ودخل عبد الله بن عبّاس على الحسين فكلّمه ليلا طويلا ، وقال : أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة ، لا تأتي العراق وإن كنت لا بدّ فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقي الناس وتعلم على ما يصدرون ، ثم ترى رأيك.

وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستّين ، فأبى الحسين إلاّ أن يمضي إلى العراق.

فقال له ابن عباس : والله إنّي لأظنّك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته ، والله إنّي لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

فقال أبا العباس : إنّك شيخ قد كبرت ، فقال ابن عباس (١) : لو لا أن [ ٦٣ ـ ألف ] يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، ولو أعلم أنا إذا تناصينا أقمت لفعلت ، ولكن لا أخال ذلك نافعي.

فقال له الحسين : لأن اقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ أن تستحلّ بي ـ يعني مكة ـ قال : فبكى ابن عباس وقال : أقررت عين ابن الزبير ، فذاك الذي يسلي بنفسي عنه.

ثم خرج عبد الله بن عبّاس من عنده وهو مغضب وابن الزبير على الباب ، فلمّا رآه قال : يا ابن الزبير! قد أتى ما أحببت ، قرّت عينك ، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز.

يا لك من قبّرة بمعمر

خلا لك الجوّ فبيضي واصفري

و نقّري ما شئت أن تنقّري (٢)

__________________

وذكر الأبيات أيضا : سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٢٣٨ ، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام : ١ / ٣١٣ ، وأبو أحمد الحاكم في الاسامي والكنى : ٤ / ٢٤٩.

(١) تقدّم هذا الكلام من ابن عباس في رواية مستقلة برقم (١٠١) وذكرنا مصادره في الهامش فراجع إن شئت.

(٢) البيت لطرفة بن العبد ، وراجع قصّته في مجمع الأمثال : ١ / ٢٣٩ وحياة الحيوان ( القبرة ) ، وربّما نسب إلى كليب بن ربيعة ، راجع لسان العرب : ٣٨٥ / ٢٠.

١١٩

وبعث حسين إلى المدينة ، فقدم عليه من خفّ معه من بني عبد المطّلب وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم ، وتبعهم محمّد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكّة ، وأعلمه أنّ الخروج ليس له برأي يومه هذا ، فأبى الحسين أن يقبل.

فحبس محمّد بن علي ولده فلم يبعث معه أحدا منهم! حتّى وجد الحسين في نفسه على محمّد ، وقال : أترغب بولدك عن موضع أصاب فيه؟

فقال محمّد : وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك ، وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم.

وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم ، فخرج متوجّها إلى العراق في أهل بيته وستّين شيخا من أهل الكوفة ، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجّة سنة ستّين.

فكتب مروان إلى عبيد الله بن زياد : أمّا بعد ، فإنّ الحسين بن علي قد توجّه إليك [ ٦٣ ـ ب ] وهو الحسين بن فاطمة ، وفاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وتالله ما أحد يسلّمه الله أحبّ إلينا من الحسين! فايّاك أن تهيج على نفسك ما لا يسدّه شيء ، ولا تنساه العامّة ولا تدع ذكره ، والسلام عليك.

وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص : أمّا بعد! فقد توجّه إليك الحسين ، وفي مثلها تعتق ، أو تكون عبدا يسترق كما تسترق العبيد (١).

* * *

__________________

وذكره ابن الأعثم مع اضافة وهي :

قد رفع الفخ فما ذا تحذري

لا بدّ من أخذك يوما فاصبري.

وانظر أنساب الأشراف : ٣ / ١٦٢ ، تاريخ الطبري : ٥ / ٣٨٤ ، الكامل في التاريخ : ٤ / ٣٩ ، المنتظم : ٥ / ٣٢٨ ، تذكرة الخواصّ : ٢٤٠ ، البداية والنهاية : ٨ / ١٦٠ ، الفصول المهمة : ١٨٧ وتاريخ الخلفاء : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.

(١) في الطبقات : وفي مثلها تعتق ، أو تسترقّ كما تسترقّ العبيد ، وسيأتي نظيره فى الحديث (١١٢) فيما كتبه يزيد الى ابن زياد.

١٢٠