تهذيب الأحكام - ج ٣

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

تهذيب الأحكام - ج ٣

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : الفقه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٣٧

المقربون وأنبياؤك المرسلون وعبادك الصالحون ان تصلي على محمد وآل محمد ، وان تقبل مني كلما تقربت به اليك فيه ، وتتفضل علي بتضعيف عملي وقبول تقربي وقرباتي واستجابة دعائي وهب لي من لدنك رحمة واعتق رقبتي من النار ، وآمني يوم الخوف من كل فزع ومن كل هول اعددته ليوم القيامة ، اعوذ بحرمة وجهك الكريم وبحرمة نبيك وبحرمة الاوصياء ان يتصرم هذا اليوم ولك قبلي تبعة تريد ان تؤاخذني بها أو خطيئة تريد ان تقتصها مني لم تغفرها لي ، اسألك بحرمة وجهك الكريم يا لا إله إلا انت بلا إله إلا انت ان ترضى عني وان كنت قد رضيت عني فزد فيما بقي من عمري رضى ، وان كنت لم ترض عني فمن الان فارض عني يا سيدي ومولاي الساعة الساعة الساعة ، واجعلني في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي هذا المجلس من عتقائك من النار عتقا لا رق بعده. اللهم اني اسألك بحرمة وجهك الكريم ان تجعل يومي هذا خير يوم عبدتك فيه منذ اسكنتني الارض اعظمه اجرا وأعمه نعمة وعافية وأوسعه رزقا وأبتله عتقا من النار وأوجبه مغفره واكمه رضوانا وأقربه إلى ما تحب وترضى ، اللهم لا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك وارزقني العود فيه ثم العود فيه حتى ترضى عني وترضي كل من له قبلي تبعة ولا تخرجني من الدنيا إلا وأنت عني راض ، اللهم اجعلني من حجاج بيتك الحرام في هذا العام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنبهم المستجاب دعاؤهم المحفوظين في أنفسهم وأديانهم وذراريهم وأموالهم وجميع ما أنعمت به عليهم ، اللهم اقلبني من مجلسي هذا وفى يومي هذا وفي ساعتي هذه مفلحا منجحا مستجابا دعائي مرحوما صوتي مغفورا ذنبي ، اللهم واجعل فيما شئت وأردت وقضيت وحتمت وأنفذت أن تطيل عمري وان تقوي ضعفي وتجبر فاقتي وان تعز ذلي وتؤنس وحشتي وان تكثر قلتي وان تدر رزقي في عافية ويسر وخفض عيش وتكفيني كل ما اهمني من امر آخرتي ، ولا تكلني إلى نفسي فاعجز عنها ولا إلى الناس فيرفضوني

١٤١

وعافني في بدني وأهلي وولدي وأهل مودتي وجيراني واخواني وذريتي ، وان تمن علي بالامن ابدا ما ابقيتني ، توجهت اليك بمحمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقدمتهم اليك امامي وامام حاجتي وطلبتي وتضرعي ومسألتي فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والاخرة فانك مننت علي بمعرفتهم واختم لي بها السعادة انك على كل شئ قدير فانك وليي ومولاي وسيدي وربي وإلهي وثقتي ورجائي ومعدن مسألتي وموضع شكواي ومنتهى رغبتي ، فلا يخيبن عليك دعائي يا سيدي ومولاي ولا تبطلن طمعي ورجائي لديك فقد توجهت اليك بمحمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم وقدمتهم اليك امامي وامام حاجتي وطلبتي وتضرعي ومسألتي واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، فانك مننت علي بمعرفتهم فاختم لي بها السعادة انك على كل شئ قدير ، اللهم ولا تبطل عملي وطمعي ورجائي يا إلهي ومسألتي واختم لي بالسعادة والسلامة والاسلام والامن والايمان والمغفرة والرضوان والشهادة والحفظ ، يا منزولا به كل حاجة يا الله ـ ثلاث مرات ـ انت لكل حاجة ولي فتول عاقبتها ولا تسلط علينا احدا من خلقك بشئ لا طاقة لنا به من امر الدنيا ، وفرغنا لامر الاخرة ، يا ذا الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد وتحنن على محمد وآل محمد كافضل ما صليت وباركت وترحمت وسلمت وتحننت ومننت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد) وتدعو وأنت متوجه إلى المصلى بما رواه.

(٣١٦) ٤٨ ـ محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن الحسن ابن محبوب عن مالك بن عطيه عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : ادع في العيدين ويوم الجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا الدعاء (اللهم من تهيأ وتعبأ واعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجوائزه وفواضله ونوافله فاليك

١٤٢

يا سيدي وفادتي وتهيئتي وتعبئتي واعدادي واستعدادي رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك فلا تخيب اليوم رجائي ، يا من لا يخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل فاني لم آتك اليوم بعمل صالح قدمته ولا شفاعة مخلوق رجوته ولكن اتيتك مقرا بالظلم والاساءة لاحجة لي ولا عذر ، فاسألك يا رب ان تعطيني مسألتي وتقلبني برغبتي ولا تردني مجبوها ولا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم ارجوك للعظيم اسألك يا عظيم ان تغفر لي العظيم لا إله إلا أنت ، اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقني خير هذا اليوم الذي شرفته وعظمته وتغسلني فيه من جميع ذنوبي وخطاياي وزدني من فضلك انك أنت الوهاب).

٧ ـ باب صلاة الغدير

(٣١٧) ١ ـ الحسين بن الحسن الحسيني قال : حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدثنا علي بن الحسين العبدي قال : سمعت ابا عبد الله الصادق عليه‌السلام يقول : صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش انسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات ، وهو عيد الله الاكبر ، وما بعث الله عزوجل نبيا قط إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته ، واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفي الارض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ، من صلى فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة يسأل الله عزوجل ، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة وعشر مرأت قل هو الله احد وعشر مرات آية الكرسي وعشر مرات انا أنزلناه ، عدلت عند الله عزوجل مائة الف حجة ومائة الف عمرة ، وما سأل الله عزوجل حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الاخرة إلا قضيت

١٤٣

كائنة ما كانت الحاجة ، وان فاتتك الركعتان والدعاء قضيتهما بعد ذلك ، ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن اطعم فئاما وفئاما وفئاما فلم يزل يعد إلى ان عقد بيده عشرا ثم قال اتدري كم الفئام؟ قلت : لا قال : مائة الف كل فئام ، كل له ثواب من اطعم بعددها من النبيين والصديقين والشهداء في حرم الله عزوجل وسقاهم في يوم ذي مسغبة ، والدرهم فيه بالف الف درهم قال : لعلك ترى ان الله عزوجل خلق يوما أعظم حرمة منه ، لا والله لا والله لا والله ثم قال : وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا (الحمد لله الذي اكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده الينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين). ثم قال : وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول : (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد). ثم تقول بعد ذلك (اللهم اني اشهدك وكفي بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك وارضك بانك انت الله الذي لا إله إلا انت المعبود الذي ليس من لدن عرشك إلى قرار ارضك معبود يعبد سواك إلا باطل مضمحل غير وجهك الكريم ، لا إله إلا أنت المعبود فلا معبود سواك تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، وأشهد ان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك ورسولك ، وأشهد ان عليا صلوات الله عليه امير المؤمنين ووليهم ومولاهم ، ربنا اننا سمعنا بالنداء وصدقنا المنادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ نادى بنداء عنك بالذي امرته به ان يبلغ ما انزلت إليه من ولاية ولي أمرك فحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه ، وانه ان بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، ومن كنت وليه فعلي وليه ، ومن كنت نبيه فعلي أميره ، ربنا فقد اجبنا داعيك

١٤٤

النذير المنذر محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك ورسولك إلى علي بن ابي طالب عليه‌السلام الذي انعمت عليه وجعلته مثلا لبني اسرائيل انه امير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم الدين ، فانك قلت ان هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل ، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الانام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي اليك على بصيرة هو ومن اتبعه ، وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه ، فاشهد يا إلهي انه الامام الهادي المرشد الرشيد علي امير المؤمنين ، الذي ذكرته في كتابك فقلت وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ، لا اشرك معه اماما ولا اتخذ من دونه وليجة ، اللهم فانا نشهد انه عبدك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر وصراطك المستقيم وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجتك البالغة ولسانك المعبر عنك في خلقك والقائم بالقسط من بعد نبيك وديان دينك وخازن علمك وموضع سرك وعيبة علمك وامينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاق رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله من جميع خلقك وبريتك ، شهادة بالاخلاص لك بالوحدانية بانك أنت الله الذي لا إله إلا انت وان محمدا عبدك ورسولك وعليا امير المؤمنين ، وان الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك وفضلك على جميع خلقك وبريتك فانك قلت وقولك الحق اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ، اللهم فلك الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك إذ هديتنا لموالاة وليك الهادي من بعد نبيك المنذر ورضيت لنا الاسلام دينا بموالاته وأتممت علينا نعمتك التي جددت لنا عهدك وميثاقك وذكرتنا ذلك وجعلتنا من اهل الاخلاص والتصديق بعهدك وميثاقك ومن اهل الوفاء بذلك ، ولم تجعلنا من الناكثين والجاحدين والمكذبين بيوم الدين ، ولم تجعلنا من اتباع المغيرين والمبدلين والمنحرفين والمبتكين آذان الانعام

(ـ ١٩ ـ التهذيب ـ ج ٣ ـ)

١٤٥

والمغيرين خلق الله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله وصدهم عن السبيل وعن الصراط المستقيم) واكثر من قولك في يومك وليلتك ان تقول : (اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمكذبين بيوم الدين من الاولين والاخرين اللهم فلك الحمد على انعامك علينا بالذي هديتنا إلى ولاية ولاة امرك من بعد نبيك الائمة الهداة الراشدين الذين جعلتهم اركانا لتوحيدك واعلام الهدى ومنار التقوى والعروة الوثقى وكمال دينك وتمام نعمتك فلك الحمد آمنا بك وصدقنا بنبيك واتبعنا من بعده النذير المنذر ووالينا وليهم وعادينا عدوهم وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين إلى يوم الدين ، اللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف. الميعاد يا من هو كل يوم في شان أن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤول عنها عبادك فانك قلت وقولك الحق ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ، وقلت وقفوهم انهم مسئوولون ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر والسراج المنير واكملت الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك ايانا وجعلتنا من اهل الاجابة وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك ، فانك قلت واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهد هم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ، اللهم بلى شهدنا بمنك ولطفك بانك انت الله لا اله إلا أنت ربنا ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلي امير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ، اللهم فكما كان من شأنك ان أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك ان تصلي على محمد وآل محمد ، وان تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك واكملت ديننا وأتممت علينا نعمتك وجعلتنا من اهل الاجابة والاخلاص بوحدانيتك ومن اهل الايمان والتصديق بولاية أوليائك والبرائة من أعدائك وأعداء أوليائك

١٤٦

الجاحدين المكذبين بيوم الدين ، وان لا تجعلنا من الغاوين ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين واجعل لنا قدم صدق مع النبيين وتجعل لنا مع المتقين اماما إلى يوم الدين ، يوم يدعى كل اناس بامامهم ، واحشرنا في زمرة الهداة المهديين ، وأحينا ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا وعلينا لك واجعل لنا مع الرسول سبيلا وثبت لنا قدم صدق في الهجرة ، اللهم واجعل محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت لنا حلول جنتك برحمتك والمثوى في دارك والانابة إلى دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ، ربا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك وأمرتنا أن تكون مع الصادقين ، فقلت : اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ، وقلت اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لاوليائك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ، اللهم اني اسألك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا ان تبارك لنا في يومنا هذا الذي اكرمتنا فيه ، وان تتم علينا نعمتك وتجعله عندنا مستقرا ولا تسلبناه أبدا وتجعله مستودعا ، فانك قلت مستقر ومستودع فاجعله مستقرا ولا تجعله مستودعا ، وارزقنا نصر دينك مع ولي هاد منصور من اهل بيت نبيك ، واجعلنا معه وتحت رايته شهداء صديقين في سبيلك وعلى نصرة دينك) ثم تسأل بعدها حاجتك للدنيا والاخرة فانها والله مقضية في هذا اليوم.

٨ ـ باب صلاة الاستسقاء

(٣١٨) ١ ـ روى عبد الرحمن بن كثير عن الصادق عليه‌السلام

__________________

ـ ٣١٨ ـ الفقيه ج ١ ص ٣٣٢.

١٤٧

انه قال : إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل ، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية ، وإذا جار الحكام في القضاء امسك القطر من السماء ، وأذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين.

(٣١٩) ٢ ـ وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : إذا غضب الله تعالى على امة ثم لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها ، وقصرت أعمارها. ولم تربح تجارها ، ولم تزك ثمارها ، ولم تعذب أنهارها ، وحبس عنها أمطارها ، وسلط عليها أشرارها.

(٣٢٠) ٣ ـ محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن عثمان ابن عيسى عن حماد السراج قال : ارسلني محمد بن خالد إلى ابي عبد الله عليه‌السلام اقول له ان الناس قد اكثروا علي في الاستسقاء فما رأيك في الخروج غدا؟ فقلت ذلك لابي عبد الله عليه‌السلام فقال لي : قل له ليس الاستسقاء هكذا فقل له يخرج فيخطب الناس ويأمرهم بالصيام اليوم وغدا ويخرج بهم اليوم الثالث وهم صيام ، قال : فاتيت محمدا فاخبرته بمقالة ابي عبد الله عليه‌السلام فجاء فخطب الناس وأمرهم بالصيام كما قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، فلما كان في اليوم الثالث ارسل إليه ما رأيك في الخروج؟ وفي غير هذه الرواية انه أمره ان يخرج يوم الاثنين فيستسقي.

(٣٢١) ٤ ـ الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبد الله بن بكير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في الاستسقاء قال : يصلي ركعتين ويقلب رداءه الذي على يمينه فيجعله على يساره والذي على يساره على يمينه ويدعو الله فيستسقي.

(٣٢٢) ٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى

__________________

ـ ٣١٩ ـ الفقيه ج ١ ص ٣٣٢.

ـ ٣٢٢ ـ الكافي ج ١ ص ١٢٨.

١٤٨

عن يونس عن محمد بن مسلم والحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن ايوب عن احمد بن سليمان جميعا عن مرة مولى خالد قال : صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي : انطلق إلى ابي عبد الله عليه‌السلام فسله ما رأيك؟ فان هؤلاء قد صاحوا الي فاتيته فقلت له ما قال لي فقال لي : قل له فليخرج ، قلت له متى يخرج جعلت فداك؟ قال : يوم الاثنين ، قلت له كيف يصنع؟ قال : يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يخرج يوم العيدين وبين يديه المؤذنون في ايديهم عنزهم حتى إذا انتهى إلى المصلى صلى بالناس ركعتين بلا اذان ولا إقامة ، ثم يصعد المنبر فيقلب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره والذي على يساره على يمينه ، ثم يستقبل القبلة فيكبر الله مائة تكبيرة رافعا بها صوته ، ثم يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته ، ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته ، ثم يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة ثم يرفع يديه فيدعو ثم يدعون فاني لارجو ان لا يخيبوا ، قال : ففعل فلما رجعنا قالوا هذا من تعليم جعفر عليه‌السلام ، وفي رواية يونس فما رجعنا حتى همتنا أنفسنا.

(٣٢٣) ٦ ـ وعنه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن الحكم عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن صلاة الاستسقاء قال : مثل صلاة العيدين يقرأ فيهما ويكبر فيهما يخرج الامام فيبرز إلى مكان نظيف في سكينة ووقار وخشوع ومسألة ويبرز معه الناس فيحمد الله ويمجده ويثنى عليه ويجتهد في الدعاء ويكثر من التسبيح والتهليل والتكبير ، ويصلي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء ومسألة واجتهاد ، فإذا سلم الامام قلب ثوبه وجعل الجانب الذي على المنكب الايمن على المنكب الايسر والذي على الايسر على الايمن فان النبي صلى الله عليه

__________________

ـ ٣٢٣ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٥٢ وفيه صدر الحديث ، الكافي ج ١ ص ١٢٩.

١٤٩

وآله كذلك صنع.

(٣٢٤) ٧ ـ محمد بن علي بن محبوب عن علي بن السندي عن محمد ابن عمرو بن سعيد عن محمد بن يحيى الصيرفي عن محمد بن سفيان عن رجل عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن تحويل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رداءه إذا استسقى قال : علامة بينه وبين اصحابه يحول الجدب خصبا.

(٣٢٥) ٨ ـ عنه عن محمد بن خالد البرقي عن ابن ابي عمير عن ابي البختري عن ابي عبد الله عليه‌السلام عن ابيه عن علي عليه‌السلام انه قال : مضت السنة انه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء ولا يستسقى في المساجد إلا بمكة.

(٣٢٦) ٩ ـ الحسين بن سعيد عن صفوان اخبرني موسى بن بكر أو عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن ابي عبد الله عليه‌السلام عن ابيه عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى للاستسقاء ركعتين وبدأ بالصلاة قبل الخطبة وكبر سبعا وخمسا وجهر بالقراءة. وقدر روى ان الخطبة قبل الصلاة روى ذلك :

(٣٢٧) ١٠ ـ الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة ويكبر في الاولى سبعا وفي الاخرى خمسا. قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب : والعمل على الرواية الاولى اولى ، لان

__________________

ـ ٣٢٤ ـ الكافي ج ١ ص ١٢٩ الفقيه ج ١ ص ٣٣٨.

ـ ٣٢٦ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٥١ الكافي ج ١ ص ١٢٩ الفقيه ج ١ ص ٣٣٠ بتفاوت في الاخيرين.

ـ ٣٢٧ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٥١.

١٥٠

ما قدمناه من الاخبار تضمن انه يصلي الاستسقاء كما يصلي العيدين ، وقد بينا فيما مضى ان صلاة العيدين الخطبة بعدها ، فيجب ان تكون هذه الصلاة جارية مجراها ، ويستحب ان يقرأ بهذه الخطبة بعد صلاة الاستسقاء.

خطبة الاستسقاء

(٣٢٨) ١١ ـ روي ان امير المؤمنين عليه‌السلام خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال : (الحمد لله سابغ النعم ، ومفرج الهم وبارئ النسم ، الذي جعل السماوات لكرسيه عمادا ، والجبال أو تادا ، والارض للعباد مهادا ، وملائكته على ارجائها وحملة عرشه على امطائها ، (١) وأقام بعزته اركان العرش ، وأشرق بضوءه شعاع الشمس ، واطفأ بشعاعه ظلمه الغطش (٢) وفجر الارض عيونا ، والقمر نورا ، والنجوم بهورا ، (٣) ثم علا فتمكن ، وخلق فأتقن ، وأقام فتهيمن ، فخضعت له نخوة المستكبر ، وطلبت إليه خلة المتمسكن ، اللهم فبدرجتك الرفيعة ومحلتك المنيعة وفضلك البالغ وسبيلك الواسع أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد كما دان لك ، ودعا إلى عبادتك وأوفي بعهودك ، وأنفذ احكامك ، واتبع أعلامك ، عبدك ونبيك وأمينك على عهدك إلى عبادك ، القائم باحكامك ، ومؤيد من اطاعك ، وقاطع عذر من عصاك اللهم فاجعل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله اجزل من جعلت له نصيبا من رحمتك ، وانضر

__________________

ـ ٣٢٨ ـ الفقيه ج ١ ص ٣٣٥.

(١) الامطاء جمع مطاوزان عصا وهو الظهر ، والضمير هنا عائد للارض والسماوات.

(٢) الغطش : الظلام.

(٣) البهور : مأخوذ من البهر بمعنى الغلبة فيقال بهر القمر الكواكب إذا أضاء وغلب ضوؤه ضوئها.

١٥١

من اشرق وجهه بسجال (١) عطيتك ، واقرب الانبياء زلفة يوم القيامة عندك ، وأوفرهم حظا من رضوانك ، وأكثر هم صفوف امة في جنانك ، كما لم يسجد للاحجار ولم يعتكف للاشجار ، ولم يستحل السباء (٢) ، ولم يشرب الدماء ، اللهم خرجنا اليك حين فاجأتنا المضائق الوعرة ، والجأتنا المحابس العسرة وعضتنا علائق الشين ، تأثلت (٣) علينا لواحق المين ، واعتكرت علينا حدابير (٤) السنين ، واخلقتنا مخائل الجود ، واستظمأنا لصوارخ القود ، (٥) فكنت رجاء المبتئس والثقة للملتمس ، ندعوك حين قنط الامام ومنع الغمام وهلك السوام ، يا حي يا قيوم عدد الشجر والنجوم والملائكة الصفوف والعنان المكفوف (٦) وان لا تردنا خائبين ولا تؤاخذنا باعمالنا ولا تحاصنا بذنوبنا وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنساق والنبات المونق وامنن على عبادك بتنويع الثمرة وأحيي بلادك ببلوغ الزهرة واشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درها سحابا وابلا سريعا عاجلا ، تحيي به ما قد مات وترد به ما قد فات وتخرج به ما هو آت ، اللهم اسقنا غيثا ممرعا طبقا مجلجلا (٧) متتابعا خفوقه (٨) منبجسة بروقه مرتجسه هموعه (٩) وسيبه مستدر وصوبه

__________________

(١) السجال : جمع سجل كفلس الدلو العظيمة إذا كان فيها ماء قل أو كثر وهو مأخوذ هنا على نحو الاستعارة.

(٢) السباء : بالكسر والمد الخمر.

(٣) التأثل : مأخوذ من تأثل الشئ إذا تأصل وتعظم واجتمع.

(٤) الحدابير : جمع حدبار بالكسر وهي النقة الضامرة التي بدا عظم ظهرها من الهزال وفي المقام تشبيه السنين المجدبة المقحطة بها.

(٥) القود : بالفتح فالسكون الخيل.

(٦) المكفوف : أي السحاب الممنوع من المطر.

(٧) المجلجل : من الجلجلة وهي شدة الصوت واسم لصوت الرعد.

(٨) الخفوق : هو الاضطراب.

(٩) الهموع : بالضم السيلان.

١٥٢

مستبطر (١) لا تجعل ظله علينا سموما وبرده علينا حسوما وضوءه علينا رجوما وماءه اجاجا ونباته رمادا رمددا (٢) ، اللهم انا نعوذ بك من الشرك وهو اديه (٣) والظلم ودواهيه ، والفقر ودواعيه ، يا معطي الخيرات من أماثلها ، ومرسل البركات من معادنها منك الغيث المغيث وأنت الغياث المستغاث ونحن الخاطئون وأهل الذنوب وأنت المستغفر الغفار نستغفرك للجهالات من ذنوبنا ونتوب اليك من عوام خطايانا اللهم فارسل علينا (٤) ديمة مدرارا واسقنا الغيث واكفا (٥) مغزارا غيثا واسعا وبركة من الوابل نافعة ، تدافع الودق بالودق (٦) دفاعا ، ويتلو القطر منه القطر ، غير خلب (٧) برقه ولا مكذب رعده ولا عاصفة جنايبه (٨) بل ريا يغص بالري ربابه (٩) وفاض فانصاع به سحابه ، وجرى اثار هيدبه جنابه (١٠) سقيا منك محيية مروية محفلة مفضلة زاكيا نبتها ناميا زرعها ، ناضرا عودها ، ممرعة آثارها. جارية الخصب والخير على أهلها ، تنعش بها الضعيف من عبادك وتحيي بها الميت من بلادك ، وتنعم بها المبسوط من رزقك ، وتخرج بها المخزون من رحمتك وتعم بها من نأى من خلقك ، حتى يخصب لامراعها المجدبون ، ويحيا ببركتها المسنتون (١١) وتترع بالفيعان غدرانها

__________________

(١) المستبطر : أي الممتد.

(٢) الرمدد : بالكسر المتناهي في الاحتراق.

(٣) الهوادي : الاوائل والبوادي.

(٤) الديمة : المطر الذى ليس فيه رعد ولا برق.

(٥) الواكف : المطر المنهل.

(٦) الودق : بسكون الدال المطر.

(٧) الخلب : بانضم والتشديد البرق الذى لا غيث فيه.

(٨) الجنايب : جمع واحدها جنوب وهي ريح تخالف الشمال مهبها من مطلع سهيل إلى مطلع الثريا.

(٩) الرباب : السحاب الابيض وقيل هو السحاب الذى ركب بعضه بعضا.

(١٠) الهيدب : من السحاب المتدلي الذي يدنو من الارض إذا أراد الودق كنأنه خيوط والجناب : الفناء والناحية. وفي الفقيه حبابه والحباب بالفتح معظم الماء والفقا قيع التي تعلو الماء.

(١١) المسنتون : من أصابهم الجدب والقحط.

١٥٣

وتورق ذرى الاكام زهراتها (١) ، ويدهام (٢) بذرى الاكام شجرها ، وتستحق بعد اليأس شكرا ، منة من مننك مجللة ونعمة من نعمك مفضلة على بريتك المؤملة وبلادك المغربة وبهايمك المعملة ، ووحشك المهملة ، اللهم منك ارتجاؤنا واليك مآبنا فلا تحبسه عنا لتبطنك سرائرنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، فانك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد) ثم بكى عليه‌السلام فقال : (سيدي صاخت جبالنا وأغبرت أرضنا ، وهامت دوابنا ، وقنط ناس منا أو من قنط منهم وتاهت البهائم ، وتحيرت في مراتعها ، وعجت عجيج الثكلى على أولادها ، وملت الدوران في مراتعها ، حين حبست عنها قطر السماء ، فرق لذلك عظمها ، وذهب لحمها وذاب شحمها ، وانقطع درها اللهم ارحم انين الانة ، وحنين الحانة ارحم تحيرها في مراتعها وأنينها في مرابضها).

٩ ـ باب صلاة الكسوف

(٣٢٩) ١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن عمرو ابن عثمان عن علي بن ابي عبد الله قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يقول : انه لما قبض ابراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جرت ثلاث سنن أما واحدة فانه لما مات انكسفت الشمس ، فقال الناس : انكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له لا ينكسفان

__________________

(١) زهراتها : نسخة في بعض المخطوطات رجواتها.

(٢) يدهام : يسود ، وروضة مدهام أي شديدة الخضرة المتناهية فيها كالسوداء لشدة خضرتها.

ـ ٣٢٩ ـ الكافي ج ١ ص ١٢٩.

١٥٤

لموت احد ولا لحياته فإذا انكسفتا أو واحده منهما فصلوا ثم نزل فصلى بالناس صلاة الكسوف.

(٣٣٠) ٢ ـ حماد بن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم قالا قلنا لابي جعفر عليه‌السلام هذه الرياح والظلم التي تكون هل يصلى لها؟ فقال : كل أخاويف السماء من ظلمة أو ريح أو فزع فصل له صلاة الكسوف حتى يسكن.

(٣٣١) ٣ ـ الحسين بن سعيد عن ابن ابي نجران عن محمد بن حمران قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : وقت صلاة الكسوف في الساعة التي تنكسف عند طلوع الشمس وعند غروبها ، قال : وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : هي فريضة.

(٣٣٢) ٤ ـ وعنه عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم قال قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك ربما ابتلينا بالكسوف بعد المغرب قبل العشاء الاخرة فان صلينا الكسوف خشينا ان تفوتنا الفريضة ، فقال : إذا خشيت ذلك فاقطع صلاتك واقض فريضتك ثم عد فيها ، قلت : فإذا كان الكسوف آخر الليل فصلينا صلاة الكسوف فاتتنا صلاة الليل فبأيتهما نبدأ؟ فقال : صل صلاة الكسوف واقض صلاة الليل حين تصبح.

(٣٣٣) ٥ ـ الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن رهط عن كليهما عليهما‌السلام ، ومنهم من رواه عن احدهما عليهما‌السلام ان صلاة كسوف الشمس والقمر والرجفة والزلزلة عشر ركعات وأربع سجدات صلاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والناس خلفه في كسوف الشمس ففرغ حين فرغ وقد انجلى كسوفها ، ورووا ان الصلاة في هذه الايات كلها سواء وأشدها وأطولها كسوف الشمس تبدأ فتكبر بافتتاح الصلاة ثم تقرأ أم الكتاب وسورة ثم تركع ثم ترفع رأسك من الركوع

__________________

ـ ٣٣٠ ـ ٣٣١ ـ الكافي ج ١ ص ١٢٩ واخرج الاول الصدوق في الفقيه ج ١ ص ٣٤٦.

١٥٥

فتقرأ أم الكتاب وسورة ثم تركع الثانية ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقرأ أم الكتاب وسورة ثم تركع الثالثة ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقرأ أم الكتاب وسورة ثم تركع الرابعة ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقرأ ام الكتاب وسورة ، ثم تركع الخامسة فإذا رفعت رأسك قلت سمع الله لمن حمده ثم تخر ساجدا فتسجد سجدتين ، ثم تقوم فتصنع مثل ما صنعت في الاولى ، قال قلت : وإن هو قرأ سورة واحدة في الخمس ركعات ففرقها بينها؟ فقال : اجزأه أم الكتاب في أول مرة وان قرأ خمس سور قرأ مع كل سورة ام الكتاب ، والقنوت في الركعة الثانية قبل الركوع إذا فرغت من القراءة ثم تقنت في الرابعة مثل ذلك ثم في السادسة ثم في الثامنة ثم في العاشرة والرهط الذين رووه الفضيل وزرارة وبريد ومحمد بن مسلم.

(٣٣٤) ٦ ـ وعنه عن فضالة عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : صلاة الكسوف إذا فرغت قبل ان تنجلي فأعد.

(٣٣٥) ٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد ابن مسلم قالا سألنا أبا جعفر عليه‌السلام عن صلاة الكسوف كم ركعة هي؟ وكيف نصليها؟ فقال : هي عشر ركعات وأربع سجدات ، تفتتح الصلاة بتكبيرة وتركع بتكبيرة وترفع رأسك بتكبيرة إلا في الخامسة التي تسجد فيها فتقول : سمع الله لمن حمده ، وتقنت في كل ركعتين قبل الركوع وتطول القنوت والركوع على قدر القراءة والركوع والسجود ، فإذا فرغت قبل أن ينجلي فاقعد وادعو الله حتى ينجلي فان تجلى قبل ان تفرغ من صلاتك فأتم ما بقي تجهر بالقراءة ، قال قلت : كيف القراءة فيها؟ فقال : ان قرأت سورة في كل ركعة فاقرأ فاتحة الكتاب ، فان نقصت من السورة شيئا فاقرأ من

__________________

ـ ٣٣٥ ـ الكافي ج ١ ص ١٢٩.

١٥٦

حيث نقصت ولا تقرأ فاتحة الكتاب ، قال : وكان يستحب فيها ان يقرأ بالكهف والحجر إلا ان يكون إماما يشق على من خلفه ، فان استطعت ان تكون صلاتك بارزا لا يجنك بيت فافعل : وصلاة كسوف الشمس اطول من صلاة كسوف القمر وهما سواء في القراءة والركوع والسجود.

(٣٣٦) ٨ ـ الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن محمد عن حريز قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا انكسف القمر ولم تعلم به حتى اصبحت ثم بلغك ، فان كان احترق كله فعليك القضاء ، وان لم يكن احترق كله فلا قضاء عليك.

(٣٣٧) ٩ ـ الحسين بن سعيد عن حماد عن حريز عمن اخبره عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا انكسف القمر فاستيقظ الرجل فكسل ان يصلي فليغتسل من غد وليقض الصلاة ، وان لم يستيقظ ولم يعلم بانكساف القمر فليس عليه الا القضاء بغير غسل. قال محمد بن الحسن : والذي رواه :

(٣٣٨) ١٠ ـ محمد بن سنان عن ابن مسكان عن عبيد الله الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن صلاة الكسوف نقضي إذا فاتتنا؟ قال : ليس فيها قضاء وقد كان في ايدينا انها تقضى. فالمراد بهذا الخبر انه إذا لم يحترق القرص كله واما مع احتراقه كله فلا بد من القضاء حسب ما قدمناه ويزيده بيانا ما رواه : (٣٣٩) ١١ ـ الحسين بن سعيد عن حماد عن حريز عن زرارة ومحمد

__________________

ـ ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٥٣.

ـ ٣٣٩ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٥٤ الكافي ج ١ ص ٢١٩.

١٥٧

ابن مسلم عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا انكسفت الشمس كلها واحترقت ولم تعلم وعلمت بعد ذلك فعليك القضاء ، وان لم تحترق كلها فليس عليك قضاء. فهذا الخبر والذي قدمناه من رواية حريز جاءا مفصلين وحديث ان لا قضاء عليه مجمل والحكم بالمفصل على المجمل أولى.

١٠ ـ باب أحكام فوائت الصلاة

قال الشيخ رحمه‌الله : (ومن فاتته صلاة بخروج وقتها قضاها كما فاتته ولم يؤخرها إلا ان يمنع منه تضيق وقت فرض ثان عليه). قد بينا فيما مضى ان من فاتته صلاة فليصلها أي وقت ذكرها ما لم يخف فوت صلاة وفيه كفاية ، والذي يزيده بيانا ما رواه :

(٣٤٠) ١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : إذا نسيت صلاة أو صليتها بغير وضوء وكان عليك قضاء صلوات فابدأ بأولهن فأذن لها وأقم ثم صلها ثم صل ما بعدها باقامة إقامة لكل صلاة ، قال : وقال أبو جعفر عليه‌السلام : وان كنت قد صليت الظهر وقد فاتتك الغداة فذكرتها فصل أي ساعة ذكرتها ولو بعد العصر ، ومتى ما ذكرت صلاة فاتتك صليتها ، وقال : ان نسيت الظهر حتى صليت العصر فذكرتها وانت في الصلاة أو بعد فراغك فانوها الاولى ثم صل العصر فانها هي اربع صليتها مكان اربع ، وان ذكرت انك لم تصل الاولى وأنت في صلاة العصر وقد صليت منها ركعتين فصل الركعتين الباقيتين وقم فصل

__________________

ـ ٣٤٠ ـ الكافي ج ١ ص ٨٠.

١٥٨

العصر ، وان كنت ذكرت انك لم تصل العصر حتى دخل وقت المغرب ولم تخف فوتها فصل العصر ثم صل المغرب ، وان كنت قد صليت المغرب فقم فصل العصر ، وان كنت قد صليت من المغرب ركعتين ثم ذكرت العصر فانوها العصر ثم سلم ثم صل المغرب ، وان كنت قد صليت العشاء الاخرة ونسيت المغرب فقم فصل المغرب ، وان كنت ذكرتها وقد صليت من العشاء الاخرة ركعتين أو قمت في الثالثة فانوها المغرب ثم سلم ثم قم فصل العشاء الاخرة ، وان كنت قد نسيت العشاء الاخرة حتى صليت الفجر فصل العشاء الاخرة ، وان كنت ذكرتها وأنت في ركعة أو في الثانية من الغداة فانوها العشاء ، ثم قم فصل الغداة وأذن وأقم ، وان كانت المغرب والعشاء قد فاتتاك جميعا فابدأ بهما قبل ان تصلي الغداة إبدأ بالمغرب ثم العشاء ، وان خشيت ان تفوتك الغداة ان بدأت بهما فابدأ بالمغرب ثم بالغداة ثم صل العشاء ، وان خشيت ان تفوتك صلاة الغداة ان بدأت بالمغرب فصل الغداة ثم صل المغرب والعشاء ابدأ بأولهما لانهما جميعا قضاء أيهما ذكرت فلا تصلهما إلا بعد شعاع الشمس ، قال قلت : لم ذاك؟ قال : لا نك لست تخاف فوته.

(٣٤١) ٢ ـ وعنه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن ابي جعفر عليه‌السلام انه سئل عن رجل صلى بغير طهور أو نسي صلاة لم يصلها أو نام عنها فقال : يقضيها إذا ذكرها في أي ساعة ذكرها من ليل أو نهار ، فإذا دخل وقت الصلاة ولم يتم ما قد فاته فليقض ما لم يتخوف ان يذهب وقت هذه الصلاة التي قد حضرت وهذه أحق فليقضها ، فإذا قضاها فليصل ما قد فاته مما قد مضى ولا يتطوع بركعة حتى يقضي الفريضة كلها.

(٣٤٢) ٣ ـ محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة

__________________

ـ ٣٤١ ـ الكافي ج ١ ص ٨٠ الاستبصار ج ١ ص ٢٨٦.

١٥٩

عن حريز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل صلى الصلوات وهو جنب اليوم واليومين والثلاث ثم ذكر بعد ذلك قال : يتطهر ويؤذن ويقيم في أولهن ثم يصلي ويقيم بعد ذلك في كل صلاة فيصلي بغير اذان حتى يقضي صلاته.

قال الشيخ رحمه‌الله : (ومن فاتته صلاة الجمعة صلاها اربعا).

يدل على ذلك ما رواه :

(٣٤٣) ٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عمن لم يدرك الخطبة يوم الجمعة قال : يصلي ركعتين فان فاتته الصلاة فلم يدركها فليصل اربعا وقال : إذا ادركت الامام قبل ان يركع الاخيرة فقد ادركت الصلاة فان انت ادركته بعد ما ركع فهي الظهر اربع.

(٣٤٤) ٥ ـ محمد بن احمد بن يحيى عن يوسف بن الحرث عن محمد ابن عبد الرحمن العرزمي عن ابيه عبد الرحمن عن جعفر عن ابيه عن جابر عن علي عليه‌السلام قال : من ادرك الامام يوم الجمعة وهو يتشهد فليصل اربعا ومن ادرك ركعة فليضف إليها اخرى يجهر فيها.

(٣٤٥) ٦ ـ والذي رواه الحسين بن سعيد عن فضالة والنضر عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : الجمعة لا تكون إلا لمن ادرك الخطبتين. فمحمول على انه لا يكون له ثواب من ادرك الخطبتين دون ان تجب عليه اعادة اربع ركعات.

__________________

ـ ٣٤٣ ـ الكافي ج ١ ص ١١٩ الفقيه ج ١ ص ٢٧٠ وفيه (انها بمنزلة الظهر اربعا) ـ ٣٤٤ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٢١ الكافي ج ١ ص ١١٩ ـ ٣٤٥ ـ الاستبصار ج ١ ص ٤٢٢.

١٦٠