قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الآلوسي والتشيع

الآلوسي والتشيع

111/445
*

المحمّدي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو كان على إطلاقه موجبا للتفضيل لزم أن يكون الرهبان وأمثالهم أفضل من سليمان ويوسف عليه‌السلام.

وأما ثامنا : فلأن تعزير الأمير عليه‌السلام للمغالين في محبته لا يوجب تفضيله على عيسى عليه‌السلام لأن المغالين في حبّ الأمير عليه‌السلام قد أظهروا الكفر والفسق بمرأى منه ومسمع فتمكن من الانتقام منهم ، وغلاة عيسى عليه‌السلام الّذين كانوا قائلين بالتثليث ظهروا بعد أن رفع إلى السّماء وفي القرآن : ( قالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ ) [ المائدة : ٧٢ ] فردّ عليهم ما زعموه ووبخهم غاية التوبيخ.

وأما تاسعا : فإن ما ذكر في ولادة عيسى عليه‌السلام غلط محض وكذب صريح ، لأن الأصح أن مولده بيت لحم ، وقيل فلسطين ، وقيل مصر ، وقيل دمشق ولم يقل أحد من المؤرخين إن مريم عليهم‌السلام قد جاءها المخاض في المسجد الأقصى ، ولئن سلّم ذلك فمن أين علم أنها أخرجت بالوحي ، وأما القول بأنه قد أوحي إلى فاطمة بنت أسد بأن تضع في الكعبة فقول يضحك الثكلى وتضع منه الحبلى ، والصحيح في ذلك أن عادة الجاهلية أن تفتح باب الكعبة في اليوم الخامس عشر من رجب ويدخلون جميعهم للزيارة ، وكانت العادة أن النساء يدخلن قبل الرجال بيوم أو يومين ، وقد كانت فاطمة قريبة الوضع فاتفق أن ولدت هناك ، على أن ولادة الأمير عليه‌السلام في الكعبة لو أوجبت تفضيله على عيسى عليه‌السلام لأوجبت تفضيله على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا قائل به ، لأوجبت تفضيل حكيم بن خزام بن خويلد ابن أخ أم المؤمنين خديجة عليهم‌السلام على سائر الأنبياء عليهم‌السلام وقد ولد في الكعبة وبطلان ذلك غير خفي ».

المؤلف : وأنت تجد أيها القارئ خلال هذه المزاعم المطلقة التي لا يقودها إلاّ القول الكذب من البغض لعليّ عليه‌السلام والجحد لفضائله وجوها من الفساد :

القصص التأريخية لا يحكم بكذبها مطلقا

الوجه الأول : قوله : « إنهم يذكرون في كتب التأريخ حكايات موضوعة وخرافات عجيبة ».