وقولك إنّ الاختفاء مخافة |
|
من القتل شيء لا يجوّزه الحجر |
فقل لي لما ذا غاب في الغار أحمد |
|
وصاحبه ( الصدّيق ) إذ حسن الحذر |
ولم أمرت أمّ الكليم بقذفه |
|
إلى نيل مصر حين ضاقت به مصر |
وكم من رسول خاف أعداه فاختفى |
|
وكم أنبياء من أعاديهم فرّوا |
أيعجز ربّ الخلق عن نصر دينه |
|
على غيرهم كلاّ فهذا هو الكفر |
وهل شاركوه في الّذي قلت إنّه |
|
يؤول إلى جبن الإمام وينجر |
فإن قلت هذا كان فيهم بأمر من |
|
له الأمر في الأكوان والحمد والشّكر |
فقل فيه ما قد قلت فيهم فكلّهم |
|
على ما أراد الله أهواؤهم قصر |
ومن جميع ما تلوناه عليك تعرف فساد ما أدلى به الخصم في كتابه الذي يلقاه يوم القيامة منشورا : ( اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) [ الإسراء : ١٤ ].
مهلا أيها الآلوسي ولا تبتهج بما سوّدت به صحيفة أعمالك فإن ما أوردته من الوجوه حجّة لنا عليك لا لك ، والحقّ يدوم وإن طالت الأيام والباطل مخذول وإن نصره أقوام ، وهيهات هيهات أن تستر السّماء بالأكمام والحقّ أضحى من ذكاء وأجلى من شمس الضحى.
سابعا : قوله : « لأن استتار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الغار لم يكن لإخفاء دعوة النبوّة ».
فيقال فيه : إذا جاز للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الاختفاء خوفا من أعدائه جاز لابنه المهدي عليهالسلام أن يختفي خوفا من أعدائه لكونهما واحدا موضوعا فيكونان واحدا حكما.
وأما قول الآلوسي : « لم يكن الاستتار لإخفاء دعوة النبوّة » فخارج عن الموضوع ، لأن الكلام كان في جواز الاختفاء خوف الأعداء ودعوة النبوّة والإمامة لا تخفى باختفائهما البتة ، فلا يكون الاختفاء سببا لذهاب الدعوة ولذهاب الإمامة حتّى يقال إن الاختفاء لم يكن لإخفاء الدعوة على زعم الخصم.