الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

المؤلف:

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي


المحقق: علي حاجي آبادي وعبّاس جلالي نيا
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-444-212-1
الصفحات: ٢١٦

الفاضل المقداد

اسمه ونسبه :

أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الأسديّ ، المعروف في كتب الفقه والكلام ب «الفاضل المقداد» و «الفاضل السيوريّ» ، ويعرف أيضا ب «السيوريّ الحلّيّ الأسديّ» (١) ؛ فهو ـ من الوجهة الجغرافيّة ـ يعزى إلى قرية «السّيور» في الحلّة بالعراق ، ومن الوجهة النّسبيّة ينتمي إلى قبيلة «أسد» المشهورة (٢).

مولده ووفاته :

مولده بالحلّة ، ولم نعثر فيما بين أيدينا من المصادر على تاريخ ولادته ، لكنّ ما لا ريب فيه أنّه عاش في عقود من القرن الثامن والرّبع الأوّل من القرن التاسع ؛ إذ كانت وفاته سنة ٨٢٦ في النجف (٣) ، ودفن في مقابرها (٤).

ويظهر أنّ الشيخ ركن الدين محمّد بن عليّ الجرجانيّ معرّب كتاب «الفصول النصيريّة» للخواجة نصير الدين الطوسيّ هو جدّ الفاضل المقداد ، وقد قام الحفيد بشرح ما عرّبه جدّه ، وسمّاه

__________________

١ ـ روضات الجنّات ٧ / ١٧١.

٢ ـ تنقيح المقال ٣ / ٢٤٥ ، اللّوامع الإلهيّة : صفحة ط.

٣ ـ كانت وفاته في ضاحي نهار الأحد السادس والعشرين من جمادى الآخرة.

٤ ـ احتمل مؤلّف روضات الجنّات ٧ / ١٧٥ أنّه دفن في برّيّة شهروان بغداد ، المعروفة عند أهل تلك الناحية بمقبرة مقداد.

٢١

«الأنوار الجلاليّة» (١). وذكر جدّه ركن الدين هذا أيضا في كتابه «إرشاد الطالبين» (٢).

منزلته العلميّة :

يظهر علوّ مقامه في العلم ووفرة اطّلاعه من كثرة تصانيفه الرائعة في العلوم المختلفة ، من الفقه والتفسير والكلام ، جاء في مقدّمة نضد القواعد : كان مدقّقا في تحقيقاته ومتضلّعا في استنباطاته ، وكان من الذين سهروا الليالي وأحكموا الأصول المبادي ، جمعوا الفوائد ونضدوا القواعد ، ونقّحوا شرايع الإسلام وبيّنوا الحلال والحرام ، جوّدوا البراعة إلى تجريد البلاغة ، أسدوا الطالبين إلى صراط المسترشدين ، واستضاءوا من الأنوار الجلاليّة ، واستناروا من اللوامع الإلهيّة ، واستكشفوا الكنوز العرفانيّة من الآيات القرآنيّة والاحاديث النبويّة ، والآثار الولويّة (٣).

وقد وصفه كلّ من تعرّض لترجمته بأوصاف التحقيق والتدقيق ، وصرّحوا بكونه من العلماء المحقّقين ومن المتكلّمين المدقّقين. وفي تعبيراتهم عنه بالفاضل المقداد وفي الكتب الفقهيّة غالبا بالفاضل السيوريّ ، وفي اهتمامهم بآرائه ، ونظريّاته في المسائل الفقهيّة والمباحث الكلاميّة دلالة واضحة على إذعانهم لمقامه العلميّ الشامخ.

ما قيل فيه :

قال عنه الشيخ الحرّ العامليّ : كان عالما فاضلا متكلّما محقّقا مدقّقا (٤). وقال المحقّق التستريّ في «المقابس» : الفاضل الفقيه المتكلّم الوجيه المحقّق المدقّق النبيه ، جمال الدين وشرف المعتمدين (٥).

وقال صاحب الروضات : هو الذي يعبّر عنه في فقهيّات متأخّري أصحابنا بالفاضل

__________________

١ ـ أعيان الشيعة ١٠ / ١٣٤.

٢ ـ إرشاد الطالبين في شرح نهج المسترشدين : ٥٧.

٣ ـ نضد القواعد : ٧ (المقدّمة).

٤ ـ أمل الآمل : ٢ : ٣٢٥.

٥ ـ المقابس : ١٤.

٢٢

السيوريّ ، وينقل عن كتابه في آيات الأحكام كثيرا (١).

وقال العلّامة المجلسيّ في «البحار» عند توثيق المصادر : الشيخ الأجلّ المقداد بن عبد الله ، من أجلّة الفقهاء ، وتصانيفه في نهاية الاعتبار والاشتهار (٢).

وقال عمر رضا كحّالة في «معجم المؤلّفين» : المقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الحلّيّ الأسديّ ، فقيه أصوليّ متكلّم مفسّر (٣).

وقال خير الدين الزركليّ في «الأعلام» : مقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الحلّيّ الأسديّ ، فقيه إماميّ من تلاميذ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي (٤).

وذكر غيرهم من أصحاب التراجم هذا الرّجل في مؤلّفاتهم ومصنّفاتهم.

أساتذته :

١ ـ الشهيد الأوّل : من أكابر أساتذته الفقيه المتضلّع الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن الشيخ جمال الدين مكّيّ ابن الشيخ شمس الدين محمّد بن حامد بن أحمد النبطيّ العامليّ الجزينيّ المشهور ب «الشهيد الأوّل» ، المستشهد في ١٩ شهر جمادى الأولى سنة ٧٨٦.

وقد حضر الفاضل درسه واستفاد منه حتّى صار من أكبر تلاميذه. جاء في مقدّمة «اللّوامع» : كان من مشاهير تلامذة الشهيد والراوين عنه ، له اختصاص وحظوة عند الأستاذ ، وولع بالبحث والتنقيب عنده. ومن ذلك عمد إلى كتاب شيخه «القواعد والفوائد» ورتّبه على أحسن ترتيب ، وسمّاه : «نضد القواعد» ، كما أنّه سأله أو كاتبه في مسائل عديدة خلافيّة فأجاب عنها ، فسمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بكتاب «المسائل المقدادية» (٥).

__________________

١ ـ روضات الجنّات ٧ : ١٧١.

٢ ـ البحار ١ : ٤١.

٣ ـ معجم المؤلّفين ١٢ : ٣١٨.

٤ ـ الأعلام للزركليّ ٧ : ٢٨٢.

٥ ـ اللوامع الإلهيّة : صفحة كا.

٢٣

٢ ـ فخر المحقّقين

لا ريب أنّ الفاضل أدرك الشيخ فخر المحقّقين ابن آية الله العلّامة ، وهو استاذ شيخه الشهيد. ويبعد أن لا يستفيد منه اللهم إلّا أن لا يكون في زمن فخر المحقّقين قابلا للاستفادة منه ؛ فإنّ فخر المحقّقين توفّي سنة ٧٧١ ه‍ ، وبين وفاته ووفاة الفاضل خمسة وخمسون سنة ، ولكنّ الفاضل شرح رسالة واجب الاعتقاد في أيّام حياة فخر المحقّقين ، كما يظهر ذلك من نقل قول فخر المحقّقين في باب التسليم من هذه الرسالة بقوله : وأفتى بالوجوب على ما نقله عن شيخه العلّامة ولده مولانا فخر الدين محمّد أدام الله أيّامه (١). فمن كان قادرا على شرح الرسالة المذكورة في أيّام حياة فخر المحقّقين فهو مؤهّل في الظاهر للحضور عنده والاستفادة من محاضراته العلميّة ؛ ولذلك صرّح في «ماضي النجف» أنّ من أساتذته فخر المحقّقين (٢).

٣ ـ السيّد ضياء الدين عبد الله الأعرجيّ صاحب كتاب «منية اللّبيب في شرح التّهذيب» (٣).

تلاميذه والراوون عنه :

١ ـ الشيخ تاج الدين الحسن بن محمّد بن راشد الحلّيّ ، ناظم كتاب «الجمانة البهيّة في نظم الألفيّة الشهيديّة». قال صاحب الذريعة : إنّ الناظم يروي الألفيّة عن شيخه المقداد ، وفي ظهر نسخة منه تقريظ استاذ الناظم وهو الفاضل المقداد بخطّه ، وهو الذي أرّخ وفاة شيخه سنة ٨٢٦ ه‍ (٤).

٢ ـ الشيخ العالم الفاضل زين الدين علي بن الحسين بن علالة ، أجازه في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة ٨٢٢ ه‍ (٥).

٣ ـ الشيخ حسين بن علاء الدين مظفّر بن فخر الدين بن نصر الله القمّيّ (٦).

٤ ـ المولى شمس الدين محمّد بن شجاع القطّان الأنصاريّ الحلّيّ ، صاحب كتاب «معالم

__________________

١ ـ الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد ، ضمن كتاب كلمات المحقّقين : ٤٠٦.

٢ و ٣ ـ ماضي النجف ٣ : ٣٨٠.

٤ ـ الذريعة ٥ : ١٣١.

٥ ـ الذريعة ١ : ٤٢٩.

٦ ـ التنقيح الرائع : ٣٠ (المقدّمة).

٢٤

الدين في فقه آل ياسين» المعروف بابن القطّان ، صرّح صاحب الذريعة بأنّه تلميذ الفاضل المقداد (١).

٥ ـ الشيخ جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ المتوفّى سنة ٨٤١ ه‍ (٢).

٦ ـ شيخ مشايخ الشيعة في زمانه الشيخ أبو الحسن عليّ بن هلال الجزائريّ ، تلميذ ابن فهد وأجلّ مشايخ المحقّق الكركيّ والمجيز له في سنة ٩٠٩ ه‍.

وقد عدّه في مقدّمة «كنز العرفان» من تلامذة الفاضل. وقال القاضي الطباطبائيّ في مقدّمة «اللّوامع الإلهيّة» : روايته عنه بلا واسطة بعيدة ؛ لأنّ تاريخ وفاة السيوريّ في سنة ٨٢٦ ، وأجاز عليّ بن هلال المحقّق الثاني الكركيّ في سنة ٩٠٩ ، فلا يمكن أن يروي عن السيوريّ بلا واسطة ، بل روايته عن السيوريّ بواسطة الشيخ الزاهد العارف العالم أبي العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ المتوفّى سنة ٨٤١ ه‍ (٣). وردّه في مقدّمة «التنقيح» بأنّ هذه الفاصلة من السنين بينهما لا تخلّ بالأمر ؛ لأنّه يمكن أن يدرك ابن هلال الجزائريّ الفاضل المقداد في صغر سنّه ويأخذ منه الإجازة (٤).

آثاره وتأليفاته :

كتب رحمة الله عليه مؤلّفات ورسائل كثيرة في مختلف العلوم ، ومن بينها كتب مشهورة قيّمة ما تزال موضع عناية العلماء إلى اليوم ، وهي :

١ ـ آداب الحجّ ، نقل صاحب الذريعة عن الرياض أنّه قال : رأيته في أردبيل بخطّ تلميذ المصنّف الشيخ زين الدين عليّ بن الحسن بن علالة ، وعلى ظهره إجازة المصنّف (٥).

__________________

١ ـ الذريعة ٢١ : ١٩٩.

٢ ـ التنقيح الرائع : ٣٠ (المقدّمة).

٣ ـ اللوامع الإلهيّة : صفحة كج.

٤ ـ التنقيح الرائع : ٣١ (المقدّمة).

٥ ـ الذريعة ١ : ١٧.

٢٥

٢ ـ الأدعية الثلاثون من أدعية النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام (١).

٣ ـ الأربعون حديثا ، قال في الذريعة نقلا عن الرياض : ألّفها لولده عبد الله ، رأيتها ببلدة أردبيل وعليها خطّه وإجازته ، وتاريخ تأليفه يوم الجمعة حادي عشر جمادى الأولى سنة ٧٩٤ ه‍ (٢).

٤ ـ إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين ، وهو شرح «نهج المسترشدين في اصول الدين» تأليف العلّامة الحلّيّ. فرغ منه آخر نهار الخميس الحادي والعشرين من شعبان سنة ٧٩٢ ه‍.

٥ ـ الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد في الأصول والفروع للعلّامة الحلّيّ ، قال : فقد بيّنت في هذه المقالة واجب الاعتقاد على جميع العباد ، وشرحه الفاضل المقداد اصولا وفروعا. وقال في ديباجته : سمّيته بكتاب «الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد» ، وبهذا اندفع ما قيل في تسمية الكتاب ب «نهج السداد» كما قال القاضي الطباطبائيّ في مقدّمة اللوامع (٣) ، أو «مهج السداد» كما قال في ريحانة الأدب (٤). طبع في ضمن مجلّد سمّي ب «كلمات المحقّقين» ، مشتمل على ثلاثين رسالة. وطبع مفردا في مجمع البحوث الإسلاميّة التابع للآستانة الرضويّة المقدّسة.

٦ ـ الأنوار الجلاليّة للفصول النصيريّة ، هذا هو الكتاب النفيس الذي بين يدي القارئ الكريم ، وسيأتي البحث حوله عند تعريف الكتاب إن شاء الله تعالى.

٧ ـ تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة ، في علمي المعاني والبيان. والتجريد من تصانيف العالم الربانيّ كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ المتوفّى سنة ٦٧٩ ه‍ ، ويقال له : «أصول البلاغة».

٨ ـ التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع ، هو أمتن كتاب في الفقه الاستدلاليّ ، والمتن هو «المختصر النافع» الذي هو اختصار الشرائع للمحقّق الحلّيّ المتوفّى سنة ٦٧٦ ه‍. والتنقيح شرح وبيان لوجه تردّداته في المختصر. وهو شرح تامّ من الطهارة إلى الديات. وقد طبع أخيرا

__________________

١ ـ الذريعة ١ : ٣٩٦.

٢ ـ الذريعة ١ : ٤٢٩.

٣ ـ اللوامع الإلهيّة : صفحة به.

٤ ـ ريحانة الأدب ٤ : ٢٨٤ ط. تبريز.

٢٦

في أربع مجلّدات.

٩ ـ جامع الفوائد في تلخيص القواعد ، وكأنّه بعد ما نضد كتاب شيخه الشهيد «القواعد الفقهيّة» وسمّاه «نضد القواعد» لخّصه ثانيا وسمّاه «الجامع الفوائد في تلخيص القواعد» (١).

١٠ ـ شرح سي فصل ، للمحقّق قدس‌سره في النّجوم والتقويم الرقميّ (٢).

١١ ـ شرح ألفيّة الشهيد ، قال المحدّث البحرانيّ في اللؤلؤة : وله شرح على ألفيّة الشهيد ، كما نسبه إليه بعض مشايخنا المعاصرين (٣).

١٢ ـ شرح مبادئ الأصول ، وسمّاه في الذريعة ب «نهاية المأمول». والمتن هو مختصر في اصول الفقه تصنيف آية الله العلّامة جمال الدين الحسن بن يوسف الحلّيّ المتوفّى سنة ٧٢٦ ه‍.

١٣ ـ الفتاوى المتفرّقة ، ذكر في مقدّمة إرشاد الطالبين ، نقلا عن رياض العلماء (٤).

١٤ ـ كنز العرفان في فقه القرآن ، كتاب قيّم في شرح آيات الأحكام ، وهو من أتقن الكتب حول آيات الأحكام كان مطرحا لأنظار العلماء قديما وحديثا ، رتّبه على مقدّمة ، وكتب بترتيب كتب الفقه ، وخاتمة.

١٥ ـ اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة ، قال في الروضات : وكتاب اللوامع من أحسن ما كتب في الكلام على أجمل الوضع وأسدّ النظام (٥).

وقد طبع بتحقيق واهتمام القاضي الطباطبائيّ ، مع تحقيقات جيّدة.

١٦ ـ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر للعلّامة قدّس الله روحه. هو كتاب صغير الحجم كثير المعنى ، مشهور متداول عند الطلّاب بحثا وتدريسا منذ تأليفه إلى اليوم في مدّة أكثر من خمسمائة عام.

١٧ ـ نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإماميّة ، وهو كتاب بديع ، رتّب فيه قواعد شيخه الشهيد على ترتيب أبواب الفقه والأصول.

__________________

١ ـ كنز العرفان : ١٢ (المقدّمة).

٢ ـ ريحانة الأدب ٤ : ٢٨٣.

٣ ـ لؤلؤة البحرين : ١٧٣.

٤ ـ إرشاد الطالبين : ١٩ (المقدّمة).

٥ ـ روضات الجنّات ٧ : ١٧٢.

٢٧

١٨ ـ الأسئلة المقداديّة ، قال صاحب الذريعة : وهي سبع وعشرون مسألة سألها من شيخه الشهيد محمّد بن مكّيّ وكتب جواباتها (١).

١٩ ـ تفسير مغمضات القرآن ، ذكر في ريحانة الأدب (٢).

__________________

١ ـ الذريعة ٢ : ٩٢.

٢ ـ ريحانة الأدب ٤ : ٢٨٢.

٢٨

التعريف بالكتاب

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة. والفصول النصيريّة فارسيّ في اصول الدين للخواجة نصير الدين الطوسيّ ، مرتّب على أربعة فصول في التوحيد ، والعدل ، والنبوّة ، والمعاد. وترجم من الفارسيّة إلى العربيّة على يد العلّامة ركن الدين محمّد بن عليّ الأسترآباديّ الجرجانيّ جدّ الفاضل المقداد ، كما صرّح به في خطبة الكتاب بقوله : إلى أن اتّفق للمولى العلّامة السعيد والجدّ الحميد ركن الملّة والدين محمّد بن عليّ الجرجانيّ محتدا والأسترآباديّ منشأ ومولدا قدّس الله روحه ونوّر ضريحه الاستضاءة بأشعّة أنوارها والعثور على فوائدها وأسرارها فكساها من رياش لباس العربيّة.

وهذا العالم الجليل من تلامذة العلّامة الحلّيّ ، وعرّب عدّة من تصانيف المحقّق الطوسيّ ك «أساس الاقتباس» و «أوصاف الأشراف». ومن مؤلّفاته : «الأبحاث في تقويم الأحداث» في الردّ على الزيديّة وإثبات الأئمّة الاثنى عشر. وقد ذكر القاضي الطباطبائيّ في مقدّمة «اللوامع» نقلا عن أعيان الشيعة فهرست تصانيفه ، وعدّ ثلاثين كتابا منها.

وعلى الفصول المعرّبة شروح كثيرة ، ذكر صاحب الذريعة أكثر من عشرة شروح عليه (١). ومن جملة الشروح هذا الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم لشارحه الفاضل المقداد.

__________________

١ ـ الذريعة ١٣ : ٣٨٣ ـ ٣٨٥.

٢٩
٣٠

النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب

اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب وتصحيحه على أربع نسخ بنحو التلفيق ، وهي كما يلي :

١ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الآستانة الرضويّة المقدّسة برقم (٣٤٧) ، مكتوبة بخطّ النسخ ، فرغ من كتابتها عليّ بن خليل بن موسى البيروتيّ بمدرسة الحلّة يوم الجمعة أوّل شهر المحرّم الحرام سنة ٨٥٧ ه‍. وقفها على المكتبة الميرزا رضا خان النائينيّ في عام ١٣١١ ه‍. ش ، وقد رمزنا لها بالحرف «ن».

٢ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الآستانة الرضويّة المقدّسة برقم (٩٦٤٢) ، مكتوبة بخطّ النسخ ، وقفها على المكتبة خان بابا مشار في عام ١٣٤٦ ه‍. ش. تاريخ كتابتها مجهول ، ولكن يبدو أنّها كتبت بعيد عصر المؤلّف. وفي آخرها كتاب «الفصول النصيريّة» وقد رمزنا لها بالحرف «خ».

٣ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الآستانة الرضويّة المقدّسة برقم (٩١٢٩) ، جاء في آخرها : تمّت الرسالة بعون الملك الوهّاب في ١٨ شهر رمضان المبارك بيد ابن حاجي سلطان ميرك أمير بيك. وقد رمزنا لها بالحرف «م».

٤ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة «فرهنگ مشهد» برقم (٢٠ الف) وقد رمزنا لها بالحرف «ح».

هذا ، ولم نغفل في بعض الموارد عن الرجوع إلى عدّة نسخ أخرى من «الفصول النصيريّة» محفوظة في مكتبة الآستانة الرضويّة المقدّسة العامرة ، وقد أشرنا إلى هذا في الهامش. كما اتّفق

٣١

في موارد غيرها مراجعة نسخ أخرى من «الأنوار الجلاليّة» ولم نشر إليها في الهامش ؛ لتطابقها مع النسخ المعتمدة.

وإنّه لحقّ علينا أنّ نتقدّم بجزيل الشكر لسماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ إلهيّ الخراسانيّ لإشرافه على تحقيق الكتاب.

ختاما نسأل الله تبارك وتعالى بالتضرّع والابتهال أن يتقبّل منّا هذا القليل ، ونشكره على توفيقه إيّانا ، ونرجو بمنّه وكرمه أن يجعله ذخرا لنا يوم الحساب ، ويغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ويثبّت أقدامنا على طريقة أهل البيت عليهم‌السلام ، إنّه قريب مجيب ، والحمد لله ربّ العالمين.

علي حاجي آبادي عبّاس جلالي نيا

(قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلاميّة)

٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

٣٧

٣٨

٣٩

٤٠