الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي

الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة

المؤلف:

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي


المحقق: علي حاجي آبادي وعبّاس جلالي نيا
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ١
ISBN: 964-444-212-1
الصفحات: ٢١٦

لم نحتج إلى جواب هذه الهذيانات.

أقول : هذه الشبهة متوقّفة على حكاية قول الفلاسفة في هذا الباب ، فنقول : مذهب أرسطو أنّ النفس حادثة صادرة من العقل الفعّال ، وهو العاشر. وقد تقدّم حكاية قولهم في كيفيّة صدور الموجودات عن البارئ تعالى (١) ، بناء منهم على أنّ الواحد لا يصدر عنه إلّا واحد. وحدوث النفس مشروط باعتدال المزاج ، والمزاج كيفيّة حاصلة من تفاعل العناصر بعضها في بعض ، بأن تفعل كيفيّة أحدهما في مادّة الآخر فتكسر صرافة كيفيّتها.

وقال أيضا باستحالة اجتماع نفسين على بدن واحد ، وهو ضروريّ ؛ فإنّ كلّ واحد يجد نفسه واحدة. وأيضا لو اجتمع على بدن واحد نفسان لزم وحدة الاثنين فتكون الذات ذاتين ، وهو محال.

إذا تقرّر هذا قالوا : لو وقعت الإعادة ـ كما ذكرتم من الجمع بعد التفريق ـ فلا بدّ حينئذ من اعتدال المزاج. وإذا اعتدل المزاج استحقّ فيضان النفس عليه من العقل الفعّال ، وعلى قولكم تعاد إليه نفسه الأولى. فيلزم اجتماع نفسين على بدن واحد ، وهو محال لما تقدّم.

والجواب أنّ هذا الكلام كلّه مبنيّ على أنّ البارئ تعالى موجب ، وأنّ الواحد لا يصدر عنه إلّا واحد ونحن قد بيّنّا من قبل بطلان المسألتين معا ، وأثبتنا الفاعل المختار ، فلا ضرورة لنا إلى جواب هذه الهذيانات.

قال : أصل ـ الثواب والعقاب الموعودان دائمان ، وكلّ من استحقّ الثواب بالإطلاق خلّد في الجنّة ، وكلّ من استحقّ العقاب بالإطلاق خلّد في النار ، وكلّ من لم يستحقّهما كالصّبيان والمجانين والمستضعفين لم يحسن من الكريم المطلق تعذيبهم ، فيدخلون الجنة أيضا. وأمّا من جمع بين الاستحقاقين فإن كان متوعّدا عليه توعّدا مطلقا لا بعينه أمكن بالإمكان العامّ أن يعفو الله تعالى عنه بفضله وكرمه ؛ لأنّه وعده به مع حسنه ، وخلف الوعد قبيح. وأيضا الغرض من خلقه إثابته ، فمعاقبته نقض غرضه. وإن لم ينله عفوه ، أو كان متوعّدا عليه بالتعيين ، فإمّا أن يحبط أحد

__________________

١ ـ يراجع ص : ٧٨.

١٨١

الاستحقاقين بالآخر ، أولا. والثاني إمّا أن يثاب ثمّ يعاقب ، أو بالعكس.

أقول : لمّا فرغ من مباحث المعاد شرع في توابعه ، وهي مسائل الوعد والوعيد.

فالثواب : هو النفع المستحقّ المقارن للتعظيم والإجلال ، فبقيد الاستحقاق خرج التفضّل ، وبمقارنة التعظيم خرج العوض. والعقاب : هو الضرر المستحقّ المقارن للاستخفاف والإهانة. وهما دائمان في الأصل ؛ لأنّهما لطفان في وقوع الطاعة وارتفاع المعصية فدوامهما أدخل في اللطفيّة. ولأنّ الثواب والمدح معلولان للطاعة ، والعقاب والذمّ معلولان للمعصية ، والمدح والذمّ دائمان ودوام أحد المعلولين يستلزم دوام الآخر ؛ لأنّ دوام المعلول دليل على تحقّق العلّة وتحقّق العلّة يستلزم تحقّق المعلول الآخر.

إذا عرفت هذا فنقول : كلّ من استحقّ الثواب بالإطلاق أي لا يكون استحقاقه للثواب مشروطا بأخذ قصاص أو شفاعة من له الشفاعة ـ وذلك المؤمن الذي لم يشب إيمانه بظلم ـ فإنّه يدخل الجنّة ويخلد فيها ؛ لوجود العلّة الدائمة ، وهي الإيمان. ودوام العلّة يستلزم دوام المعلول. وكلّ من استحقّ العقاب بالإطلاق أي لم يحصل له سبب يدخل به الجنّة ـ كالكافر ـ فإنّه يدخل النار ويخلد فيها ؛ لأنّ انتفاء السبب يستلزم انتفاء المسبّب. وما بعد الدنيا من دار إلّا الجنّة أو النار ، فيدخل النار ويكون مخلّدا فيها. وكلّ من لم يستحقّ الثواب ولا العقاب ـ كالصّبيان والمجانين والبله الذين لا يتمكّنون من الفهم أصلا ـ لم يجز من الكريم المطلق أي الذي ليس فيه بخل ولا احتياج بوجه من الوجوه أن يعذّبهم ، بل يدخلهم الجنّة تفضّلا منه تعالى ، سواء كان آباء الصبيان مؤمنين أو كافرين. وأمّا من جمع بين الاستحقاقين أي صدر منه ما يستحقّ به الجنّة وما يستحقّ به النار ـ كالمؤمن الفاسق ـ فلا يخلو إمّا أن يكون متوعّدا على ما يستحقّ به النار توعّدا مطلقا لا بعينه أي يكون ذنبه صغيرا ، أو لا أي يكون متوعّدا عليه توعّدا معيّنا كالكبيرة.

فإن كان الأوّل أمكن بالإمكان العامّ أي ليس بممتنع لا بالذات ولا بالغير أن يعفو الله تعالى عنه ؛ لأنّه تعالى وعد بالعفو ، وهو حسن وخلف الوعد قبيح. وأيضا الغرض من إيجاده إيصال الثواب إليه فمعاقبته نقض غرضه. وهذا أيضا متّجه في القسم المتوعّد عليه بعينه ، فإنّه لا مانع من ذلك.

١٨٢

قال بعض الفضلاء المعاصرين هنا : لو قال المصنّف : أمكن بالإمكان الخاصّ ، كان أولى ؛ لأنّ العفو جائز لا واجب ، والمناسب للجواز هو الإمكان الخاصّ أي الذي ليس بضروريّ الوجود ولا العدم.

قلت : العفو وإن كان جائزا في الأصل لكن قد يلحقه الوجوب لوجهين :

الأوّل : أنّ من أسمائه تعالى العفوّ الغفور ، ولا يتحقّق معناهما إلّا بالعفو عن العاصي ، خرج الكافر بالإجماع فبقي ما عداه ، وهو المطلوب.

الثاني : ما أشار إليه المصنّف ، وهو أنّه تعالى وعد بالعفو ، وخلف الوعد قبيح فيكون الوفاء واجبا ، فعلى هذين يكون إيراد الإمكان العامّ أولى.

وإن كان الثاني أو إنّه لم يعف عن القسم الأوّل ، فلا يخلو إمّا أن يسقط أحد الاستحقاقين بالآخر أو لا. والثاني إمّا أن يثاب ثمّ يعاقب أو بالعكس ، أي يعاقب ثمّ يثاب. فالأقسام ثلاثة : فالأوّل هو الإحباط (١) ، ويجيء بيان بطلانه. والثاني أيضا باطل ؛ لأنّ الإجماع حاصل على أنّ من دخل الجنّة لا يخرج منها ، فتعيّن الثالث ، فيكون عقابه منقطعا وهو المطلوب.

وورد في النقل صحّة ذلك كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يخرجون من النار وهم كالحمم أو الفحم ، فيراهم أهل الجنّة فيقولون : هؤلاء جهنّميّون! فيؤمر بهم فيغمسون في عين الحيوان ، فيخرجون ووجوههم كالبدر» (٢).

قال : حلّ شكّ ـ المذهب الأوّل وهو إسقاط أحد الاستحقاقين بالآخر مذهب الوعيديّة ، وهم لا يجوّزون العفو إلّا في الصغائر. فمذهب أبي عليّ (٣) أنّ الاستحقاق

__________________

١ ـ الإحباط هو خروج فاعل الطاعة عن استحقاق المدح والثواب إلى استحقاق الذمّ والعقاب ، والتكفير هو خروج فاعل المعصية عن استحقاق الذمّ والعقاب إلى استحقاق المدح والثواب. إرشاد الطالبين : ٤٢١.

والاحباط في اصطلاح المتكلّمين : خروج الثواب والمدح اللّذين يستحقّهما العبد المطيع عن كونهما مستحقّين بذمّ وعقاب أكبر منهما لفاعل الطاعة. هامش أوائل المقالات : ٩٩.

٢ ـ بهذا المضمون ينظر : مسند أحمد ٣ : ٧٧ ، ٩٠ ، ٩٤ ، ١٢٥ ، ١٨٣ ، ٣٩١. ومن طريق الخاصّة ، ينظر : البحار ٨ : ٣٦١.

٣ ـ محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام الجبائيّ ، أبو عليّ. من أئمّة المعتزلة ورئيس علماء الكلام في عصره ، وإليه نسبة الطائفة الجبائيّة. مات سنة ٣٠٣ ، العبر ١ : ٤٤٥ ، شذرات الذهب ٢ : ٢٤١ ، الأعلام للزركليّ ٦ : ٢٥٦.

١٨٣

الزائد يحبط الناقص ويبقى هو بكماله ، وهو الإحباط.

ومذهب ابنه أبي هاشم أنّه لا يبقى من الزائد بعد التأثير إلّا الفاضل عن قدر الناقص ، والباقي يسقط بالناقص ، وهو الموازنة. ويكون الحكم للفاضل استحقاق ثواب كان أو استحقاق عقاب.

أقول : الوعيديّة هم الذين لا يجوّزون العفو عن الكبيرة ، ويقولون بدوام عقابها إن كانت هي الفاضلة بعد الإسقاط. واختلفوا على قولين :

أحدهما : قول أبي عليّ ، وهو أنّ الاستحقاق الزائد يسقط الناقص ويبقى هو ، كما لو كان أحد الاستحقاقين عشرة أجزاء والآخر خمسة ، فإنّ الخمسة تسقط وتبقى العشرة أيّ شيء كانت.

وثانيهما : قول أبي هاشم ، وهو أنّه لا يبقى من الزائد بعد التأثير إلّا الفاضل عن قدر الناقص ، والباقي من الزائد يسقط في مقابلة الناقص كما في مثالنا المذكور ؛ فإنّها تسقط خمسة في مقابلة خمسة ، فتبقى خمسة أيّ شيء كانت طاعة أو معصية. ويسمّى الأوّل القول بالإحباط ، والثاني القول بالموازنة (١).

قال : والمذهبان باطلان ؛ لابتنائهما على تأثير الاستحقاق وتأثّره ، وذلك غير معقول ؛ لأنّ الاستحقاق أمر إضافيّ ، والإضافات لا توجد في الخارج ، وإلّا لزم التسلسل ، وما لا يوجد لا يعقل تأثيره وتأثّره. وإن قلنا بوجوده ، قلنا : إمّا أن يوجد الاستحقاقان معا أولا ، فالأوّل يقتضي أن لا يكونا ضدّين ، وذلك ينافي مذهبهم.

وأيضا لا يكون أحدهما أولى بالتأثير في الإحباط من الآخر ، وإذا أحبط أحدهما بالآخر في الموازنة فكيف يحبط الآخر به؟ إذ تأثير المعدوم في الموجود غير معقول.

والثاني لا يعقل تأثير أحدهما في الآخر. ولا يرد علينا الأضداد ؛ فإنّا لم نحكم بتأثّر

__________________

١ ـ قالت الوعيديّة من المعتزلة وغيرهم : إنّ صاحب الكبيرة إن لم يتب كان مخلّدا في النار. ثمّ اختلفوا ، فقال أبو عليّ الجبائيّ بالإحباط ، وهو أنّه إذا أقدم على كبيرة أحبطت الكبيرة جميع أعماله الصالحة المتقدّمة ، ويكون معاقبا على ذلك الذنب أبدا. وقال ابنه أبو هاشم بالموازنة ، وهو أن تتوازن أعماله الصالحة وذنوبه الكبائر ، ويكون الحكم للأغلب.

الذخيرة في علم الكلام : ٣٠٦ ، قواعد العقائد للمحقّق الطوسيّ : ٥٠ ، كشف الفوائد : ٩٥ ، كشف المراد : ٣٢٧ ، إرشاد الطالبين : ٤٢١.

١٨٤

كلّ واحد منهما بالآخر.

أقول : لمّا بيّن الإحباط والموازنة شرع في إبطالهما ، فقال : «والمذهبان باطلان».

وبيان ذلك موقوف على بيان وجود الإضافات كالاخوّة والجوار والأبوّة والبنوّة وعدمها ، فنقول : قالت الحكماء بوجودها ، لأنّ الابوّة مثلا نقيض اللاابوّة ، ولا ابوّة عدميّ ؛ لأنّ العدم جزء مفهومه ، ونقيض العدميّ وجوديّ.

وقالت المتكلّمون بعدمها ؛ لأنّها لو كانت موجودة في الخارج ـ مع أنّها عرض ـ فتفتقر إلى محلّ يكون لها إضافة إلى ذلك المحلّ ، فنقول فيها كما قلنا في الأولى ، ويلزم التسلسل وهو باطل. قالوا : ودليل الحكماء لا يستلزم ثبوتها خارجا ، وإن كان ولا بدّ فيدلّ على الثبوت الذهنيّ.

إذا تقرّر هذا فنقول : لا شكّ أنّ الاستحقاق أمر إضافيّ ؛ لأنّه لا يعقل إلّا مقيسا إلى مستحقّ ومستحقّ. وما لا يعقل إلّا مع غيره يكون عرضا إضافيّا ، فإمّا أن نقول بعدم الإضافات أو بوجودها ، وعلى التقديرين لا يتمّ المذهبان.

أمّا الأوّل : فلأنّ التأثير والتأثّر إنّما يعقلان في الامور الوجوديّة ، فعلى تقدير عدم الاستحقاق كيف يعقل تأثيره وتأثّره؟ ومذهبكم مبنيّ على ذلك ، والمبنيّ على الباطل باطل.

وأمّا الثاني : فالاستحقاقان اللّذان وقع بينهما التأثير والتأثّر إمّا أن يوجدا معا أو على التعاقب ، والأوّل باطل لوجهين :

الأوّل : يلزم أن لا يكونا متضادّين ؛ إذ لو كانا ضدّين لما اجتمعا ؛ لما تقدّم أنّ الضدّين لا يجتمعان لكن مذهبهم مبنيّ على تضادّ الاستحقاقين ، وإلّا لما كان هناك ضرورة إلى القول بذلك.

الثاني : إذا كانا موجودين معا فاختصاص أحدهما بالتأثير والآخر بالتأثّر يفتقر إلى مخصّص ، وليس ، فلا يكون أحدهما أولى. وشيء آخر في الموازنة ، وهو أنّه إذا أسقط أحدهما الآخر صار معدوما ، فكيف يعقل تأثيره في الأوّل وقد صار معدوما ؛ لشهادة

١٨٥

صريح العقل بأنّ المعدوم لا يكون مؤثّرا؟.

والثاني وهو أن يوجدا على التعاقب ، فباطل أيضا لاستحالة كون المعدوم أثرا أو مؤثّرا.

قوله : «ولا يرد علينا الأضداد» جواب سؤال مقدّر يرد على قوله باستحالة تأثير أحد الاستحقاقين في الآخر حال وجودهما معا أو تعاقبهما. وتقريره : أنّكم قائلون بمثل ذلك في المزاج وتفاعل المتضادّات فيه كالحارّ والبارد ، وإذا اجتمعا وجدت بينهما كيفيّة متوسّطة في المزاج ؛ فإنّ الحارّ يؤثّر في البارد ويكسر سورته (١) ، ثمّ البارد يؤثّر في الحارّ ويكسر سورته (٢) ، وإذا جاز مثل ذلك في الأضداد فلم لا يجوز هنا في الطاعة والمعصية؟

أجاب بالفرق ؛ فإنّ الأضداد لا يؤثّر أحدهما في الآخر حتّى يصير المغلوب غالبا ، بل صورة كلّ واحد منهما تؤثّر في مادّة الآخر ، بخلاف مذهبكم ؛ فإنّ عندكم كلّ واحد من الاستحقاقين مؤثّر في الآخر.

قال : وأمّا المذهب الثاني ـ وهو أن يثاب ثمّ يعاقب ـ فمتروك بالإجماع فلم يبق إلّا الثالث ، وهو أن يعاقب عقابا منقطعا ثمّ يخلد في الجنّة ، وهو الحقّ المناسب للعدل. وما عبّر عنه بالميزان ، فهو كناية عن العدل في الجزاء.

أقول : قد مرّ بيان المذهب الثاني وبطلانه ، فلا حاجة إلى إعادته. فلم يبق إلّا الوجه الثالث ، وهو المناسب للعدل ؛ لأنّ فيه توفية لكلّ من الاستحقاقين مقتضاه ، ولقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٣).

قوله : «وما عبّر عنه بالميزان ...» إلى آخره. جواب سؤال مقدّر تقريره : أنّه ورد في النقل الصحيح ذكر الميزان كما في القرآن في قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (٤). وكذا في الأخبار الصحيحة ، وأنّ له كفّتين.

أجاب بالحمل على العدل في الجزاء ، وإلّا فالطاعة والمعصية عرضان فكيف

__________________

١ ـ «ن» : صورته.

٢ ـ «ن» : صورته.

٣ ـ الزلزلة / ٧.

٤ ـ الأنبياء / ٤٧.

١٨٦

يوزنان؟.

قال : هداية ـ شفاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل الكبائر ثابتة ؛ لأنّ من جوّز العفو لهم جوّز الشفاعة ، ومن لم يجوّز لم يجوّز. ولمّا بطل المذهب الثاني ، ثبت الأوّل.

أقول : اتّفقت الامّة على ثبوت الشفاعة لنبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لقوله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (١). قال المفسّرون : إنّه مقام الشفاعة (٢).

ثمّ اختلفوا في متعلّق الشفاعة ، فقالت الوعيديّة (٣) : إنّها في زيادة المنافع والدرجات ؛ بناء منهم على عدم جواز العفو عن الفاسق.

وقالت الأشاعرة وأصحابنا : إنّها في إسقاط العقاب عن أهل الكبائر.

قال المصنّف : لمّا كان قول الوعيديّة مبنيّا على مذهبهم بعدم جواز العفو وعلى القول بتحتّم العقاب والتخليد ـ وقد أبطلناه ـ فيبطل تفسيرهم للشفاعة ويثبت ما قلناه ، وهو الحقّ لدلالة القرآن والخبر.

أمّا الأوّل : فقوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) (٤). والفاسق مؤمن لما يأتي من تفسير الإيمان ، فيدخل فيمن امر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالاستغفار لهم. فإن كان الأمر للوجوب فلا يتركه ؛ لعصمته. وإن كان للنّدب فكذلك ؛ لرأفته بنا ورحمته ، فإذا سأل المغفرة فيعطاها لقوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥).

وأمّا الثاني : فالخبر الذي تلقّته الامّة بالقبول والإذعان ، وهو قوله : «ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» (٦). ولا اعتبار بردّ أبي الحسين البصريّ له ، وروايته

__________________

١ ـ الإسراء / ٧٩.

٢ ـ تفسير العيّاشيّ ٢ : ٣١٤ ، تفسير القمّيّ ٢ : ٢٥ ، تفسير التبيان ٦ : ٥١٢ ، تفسير الطبريّ ١٥ : ١٤٤ ـ ١٤٥ ، التفسير الكبير ٢١ : ٣١ ، تفسير القرطبيّ ١٠ : ٣٠٩ ، الدرّ المنثور ٤ : ١٩٧.

٣ ـ الوعيديّة داخلة في الخوارج ، وهم يزعمون أنّ الإيمان جميع الطاعات ، وأنّ الكفر جميع المعاصي ، وهم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار. ويقابلهم المرجئة القائلون بأنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. مقالات الإسلاميّين ١ : ١٢٠ ، الملل والنحل ١ : ١٠٥ ، ١٢٥.

٤ ـ محمّد / ١٩.

٥ ـ الضّحى / ٥.

٦ ـ مجمع البيان ١ : ١٠٤ ، البحار ٨ : ٣٠ ، من طريق العامّة ينظر : سنن الترمذيّ ٤ : ٦٢٥ الحديث ٢٤٣٥ ، مسند أحمد ٣ : ٢١٣.

١٨٧

بمعارضته باطلة بإجماع أكثر الأمّة.

قال : فائدة ـ الإيمان تصديق ما يجب تصديقه من دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. وهذا التفسير أقرب إلى موضوعه اللغويّ من تفسير الوعيديّة. وأهل الكبائر مصدّقون ، فهم مؤمنون ، فيستحقّون الثواب الدائم ؛ لأنّه عوض من الإيمان.

أقول : هنا مسألتان :

الأولى : الإيمان لغة : التصديق قال الله تعالى : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) (١). أي بمصدّق. وشرعا ، قالت الكراميّة : هو التلفّظ بالشهادتين (٢). وهو باطل لقوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) (٣).

وقالت الوعيديّة : هو فعل الواجبات وترك المحرّمات. وهو باطل أيضا لقوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٤). والعطف يقتضي المغايرة ، ولقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (٥).

وقيل : اعتقاد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان. ويحمل على الكامل.

والحقّ أنّه التصديق مطلقا ؛ لأنّه لغة كذلك. والنقل على خلاف الأصل ، فهل هو باللسان والقلب معا؟ قال المصنّف في تجريده (٦) وبعض شيوخنا : نعم ، لقوله تعالى :

(وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) (٧). فلا يكون القلب وحده كافيا ولا اللسان وحده لقوله تعالى : (لَمْ تُؤْمِنُوا) (٨). كما تقدّم. وفيه نظر ؛ لأنّ اليقين القلبيّ من غير إذعان غير كاف ، فجاز أن يكون ذمّهم لعدم الإذعان ، ولهذا لم يقل : وصدّقتها أنفسهم. والحقّ ما اختاره

__________________

١ ـ يوسف / ١٧.

٢ ـ الملل والنحل ١ : ١٠٣.

٣ ـ الحجرات / ١٤.

٤ ـ البقرة / ٢٧٧.

٥ ـ الأنعام / ٨٢.

٦ ـ كشف المراد : ٣٣٩.

٧ ـ النمل / ١٤.

(٨) ـ الحجرات / ١٤.

١٨٨

المصنّف هنا ، وهو أنّه التصديق القلبيّ لا غير لقوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) (١). وقوله تعالى : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٢). فيكون حقيقة فيه ، فلو اطلق على غيره لزم الاشتراك أو المجاز ، وهما على خلاف الأصل. نعم ، الإقرار باللسان كاشف عنه ، والأعمال الصالحة ثمراته.

الثانية : الفاسق فاعل الكبيرة هل يسمّى مؤمنا؟ قالت الوعيديّة : لا ، لفعله الكبيرة التي تركها جزء الإيمان. ولكنّه ليس بكافر عندهم لإقراره بالشهادتين (٣) ، فله حينئذ منزلة بين المنزلتين. والحقّ أنّه مؤمن لما فسّرناه من حقيقة الإيمان ، وهو مصدّق حينئذ فهو مؤمن. وإذا كان مؤمنا كان مستحقّا للثواب الدائم ، لأنّه عوض إيمانه. ولقوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٤).

قال : تبصرة ـ الوحوش تحشر كما وعد ؛ للانتصاف وإيصال أعواض الآلام إليها ، كما يليق بعدله. وكذلك المكلّفون وغير المتكلّفين يوصل إليهم أعواض آلامهم ومشقّاتهم ، ويحاسب الجميع محاسبة حقّه.

أقول : قوله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٥) ، يدلّ على عموم الحشر لكلّ حيوان.

وفي التحقيق كلّ من له حقّ من ثواب أو عوض ، أو عليه حقّ من عقاب أو عوض يجب بعثه وإيصال حقّه إليه أو أخذ الحقّ منه ، سواء كان من المكلّفين أو من غيرهم من إنسان أو حيوان. فهنا فوائد :

الأولى : الألم المبتدأ الصادر عنه تعالى في حقّ الإنسان وغيره يجب فيه أمران :

أحدهما : اللطفيّة إمّا للمتألّم كما في حقّ المكلّف ، أو لغيره كألم الأطفال والبهائم ؛ ليخرج بذلك عن العبث.

__________________

١ ـ المجادلة / ٢٢.

٢ ـ الحجرات / ١٤.

٣ ـ الملل والنحل ١ : ١٢٠.

٤ ـ يونس / ٢.

٥ ـ الأنعام / ٣٨.

١٨٩

وثانيهما : العوض ، ليخرج بذلك عن الظلم. والعوض نفع مستحقّ خال عن التعظيم والإجلال ، ولا يجب دوامه ولا يجب حصوله في الدنيا بل يجوز ، فإذا لم يوصل إليه يجب بعثه للإيصال.

الثانية : الألم الصادر عن غيره تعالى إمّا من مكلّف أو غيره. فإن كان من مكلّف يجب عليه تعالى الانتصاف للمتألّم من المؤلم ، بنقل أعواضه إلى المتألّم لقدرته تعالى وعدله. هذا إذا لم يكن بأمره تعالى أو إباحته ، فإن كان كذلك فعليه تعالى. وإن كان صادرا عن غير مكلّف كالحيوان الأعجم أو المجنون فالحقّ أنّ العوض عليه تعالى ؛ لأنّه بتمكين المؤلم ، وبأنّه لم يخلق له عقلا زاجرا يكون كالمغري ، فلو لم يجب العوض عليه لزم الظلم.

وقيل : يكون على المؤلم (١) لقوله عليه‌السلام : «ينتصف للجمّاء (٢) من القرناء (٣)» (٤).

وقيل : لا عوض لعدم التكليف (٥). وهما ضعيفان.

الثالثة : الحساب ، قيل : هو إيقاف الله تعالى لعبده على أعماله الصالحة والطالحة ليعرّفه استحقاق الجزاء على الصالحة والمؤاخذة على الطالحة. وهو غير متصوّر إلّا في حقّ من له تعقّل وفهم. فقول المصنّف : «يحاسب الجميع» فيه نظر ؛ إذ من الجميع الوحوش وغير المكلّفين ، واولئك ليس لهم تعقّل. اللهم إلّا أن يريد بالمحاسبة إيصال حقوقهم إليهم ، فيكون إطلاق لفظ الحساب مجازا.

قال : ختم ونصيحة ـ حيث وفينا بما وعدنا به ، فلنقطع الكلام على نصيحة : وهي أنّ من نظر بعين عقله في خلقته وشاهد هذه الحكم في بنيته ، يجب عليه أن يعرف

__________________

١ ـ نسبه العلّامة إلى ابن أبي عليّ. كشف المراد : ٢٦٢.

٢ ـ الجمّاء : التي لا قرن لها. الصحاح ٥ : ١٨٩١ ، النهاية لابن الأثير ، ١ : ٣٠٠ ، المصباح المنير ١ : ١١٠ ، لسان العرب ١٢ : ١٠٨.

٣ ـ القرناء خلاف الجمّاء. المصباح المنير ٢ : ٥٠٠.

٤ ـ بمضمونه روايات من الخاصّة والعامّة ، فمن الخاصّة ، ينظر : مجمع البيان ٢ : ٢٩٨ ، وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : الكافي ٢ : ٤٤٣ الحديث ١ ، تفسير نور الثقلين ٥ : ٥١٥ الحديث ١٣. ومن العامّة ينظر : مسند أحمد ١ : ٧٢ وج ٢ : ٢٣٥ ، ٣٢٣ ، ٣٦٣ ، ٤٤٢.

٥ ـ كشف المراد : ٢٦٢.

١٩٠

غرض الخالق في خلقه بفضله ، ولا يضيعه بتفريطه وجهله ، وإلّا شقي شقاء متينا (١) وخسر خسرانا مبينا. وفّقنا الله تعالى وإيّاكم لسعادة الدار الآخرة ، بمحمّد وعترته الطاهرة.

أقول : ختم المصنّف رحمه‌الله رسالته هذه بهذه النصيحة ، ومضمونها الحثّ على عبادة الله تعالى والقيام بحقّه بحسب الجهد والطاقة ؛ وذلك لأنّه إذا نظر بعين عقله أي بفكره وبصيرته في خلقته وما اودع فيها من الحكم والإتقان كما قال سبحانه : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) (٢) ، فإنّه يظهر له تفصيلا بيان ما تقدّم تحقيقه إجمالا ؛ وذلك لأنّ كلّ جزء من أجزاء بدنه وأعضائه له خاصّة وفائدة تترتّب عليه ولا تحصل في غيره ولا تتحقّق بدون وجوده على ذلك الوجه وعلى ذلك الوضع. ومن وقف على علم التشريح عرف حقيقة ذلك ، وما ذلك إلّا تقدير عزيز عليم وتدبير قادر حكيم ، يفعل لأغراض وغايات ترجع إلى المكلّفين ، فيجب عليهم شكره والقيام بواجب حقّه. وقد نبّههم على المطلوب منهم وهو يعلم أنّ أولي البصائر منهم لذلك عارفون وله يعقلون ، فقال : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٣) ، إشفاقا عليهم ، وتذكيرا وتجديدا لنعمه لديهم. فمن قام بذلك فقد فاز فوزا عظيما وأدرك رضوانا جسيما ، ومن لم يقم بذلك شقي شقاء متينا وخسر خسرانا مبينا. جعلنا الله وإيّاكم من الفائزين لمقام القيام بحقوق الملك العلّام ، والاستعداد لحلول دار السلام ، والحشر في زمرة محمّد نبيّه سيّد الأنام صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مصابيح الظلام ، وخلفائه الكرام.

ولنقطع الكلام لله حامدين ، ولآلائه شاكرين ، وبالتقصير معترفين ، ومن الخطايا مستغفرين ، وعلى محمّد وآله مصلّين ، والحمد لله وحده ، والصلاة على محمّد وآله الطاهرين. وكتب مصنّفه المقداد بن عبد الله بن السّيوريّ الأسديّ ، ثامن شهر رمضان من سنة ثمان وثمانمائة ، ربّ اختم بالخير يا كريم.

__________________

١ ـ متينا أي شديدا. المصباح المنير : ٥٦٢.

٢ ـ الروم / ٨.

٣ ـ الذاريات / ٥٦.

١٩١
١٩٢

الفهارس العامّة

. فهرس الآيات القرآنيّة الشريفة

. فهرس الأحاديث والروايات الشريفة

. فهرس الأشعار

. فهرس الطوائف والفرق

. فهرس الكتب المذكورة في المتن

. فهرس أعلام الكتاب

. فهرس الموضوعات

١٩٣
١٩٤

فهرس الآيات القرآنيّة الشريفة

«حرف الألف»

(أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ...)....................................................... ١٧٨

(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ...)........................ ١٣٦

(أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ...)...................................... ١٦٨

(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ...).......................... ١١٢

(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ...).................................................. ١٠٦

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ ...)................................... ١١٥

(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ...)..................................... ١١٨

(الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ...)........................................... ١١٩

(إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ...)................................ ١٣٨

(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ...)...................... ١٧٨

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ...)............................................. ١٦٨

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...)...................................... ١٨٨

(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ...)........................................ ١٦٤

(إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ...)................................. ١٠٢

(إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ ...)...................................................... ١١٧

١٩٥

(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ ...)................................. ١١٧

(أَلا تَسْتَمِعُونَ ...)......................................................... ١٠١

(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ...).......................................... ١٨٩

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ...)............................................... ١٩١

(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ...)................................ ١١١

«حرف التاء»

(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ...)...................................... ٧٢

«حرف الذال»

(ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ ...)............................................... ١١٢

(ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ...).......................................... ١١٨

«حرف الراء»

(رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ...) ٩٢

(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ...)....................... ١٠١

(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ...)....................... ١٠٢

(رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ...)............................................. ١٠١

(رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ...)............................................. ١١٦

«حرف السين»

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ...).................................... ١١١

١٩٦

«حرف العين»

(عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ...)..................................... ١٨٧

«حرف الفاء»

(فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ...)................................................... ١٥٢

(فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ...).......................................... ١٥٢

(فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ ...)....................................... ١٣٨

(فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي ...)........................................... ٩٢

(فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ ...)......................................... ٩٢

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ...)......................................... ١٨٦

(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ...)...................................... ١٥٦

«حرف القاف»

(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ...)............... ١٠٣ ، ١٨٨

«حرف الكاف»

(كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ...)...................................... ١١٨ ، ١٨٠

(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ...)..................................................... ١٨٠

«حرف اللّام»

(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ...)..................................... ٨٩

(لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ...)..................... ١١٧

١٩٧

«حرف الواو»

(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ...).................................. ١٨٧

(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ...)..................................... ١١٠

(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها ...)......................................... ١٠٩

(وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ...).................................................... ١٦٨

(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ...)...................................... ١٦٤

(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ...)................................................. ١١٨

(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ...)............................ ١٨٩

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ...)............................... ١١٢

(وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ...)............................ ١٣٨

(وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ...)........................................ ١٨٨

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ...)..................................................... ٩٢

(وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ...)......................................................... ١٥٥

(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ...).................................................. ١٧٤

(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ ...)....................................... ١٧٧

(وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ...).................................................... ٨٩

(وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ...).................................................. ١٦٢

(وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ...).............................................. ١١٧

(وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ...)............................................... ١١٧

(وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ ...)............................................... ١٣٧

(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ...).......................................... ١٨٧

(وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ...).......................................... ١٨٩

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ...)................................. ١٥٦

(وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ ...)...................................... ١٨٨

(وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ...)............................ ١٣٦ ، ١٩١

(وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ...)............................. ١٣٦

١٩٨

(وَما رَبُّ الْعالَمِينَ ...)...................................................... ١٠١

(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ...)............................ ١٨٩

(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ...).......................... ١١٥

(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ...)..................................... ١٨٦

(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ...).............................. ١٧٧

«حرف الياء»

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...)............................ ١٦٢

(يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ...).................................................... ١٥٥

١٩٩

فهرس الأحاديث والروايات الشريفة

ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي........................................... ١٨٧

إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا................................................. ١١٨

الفقر فخري وبه أفتخر........................................................ ١٠٨

أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي...................................................... ١٦٢

إنّكم سترون ربّكم يوم القيامة.................................................... ٩٢

إنّه ليغان على قلبي وإنّي لأستغفر الله............................................ ١٠٧

إنّي تارك فيكم الثقلين................................................... ١٦٤ ـ ١٦٥

سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين............................................ ١٦٢ ـ ١٦٣

قد أجبت دعاءك في إسماعيل................................................... ١٦٤

لا تجتمع أمّتي على خطاء...................................................... ١٦٠

لا نبيّ بعدي................................................................. ١٥٥

ليس ذلك بعلم غيب ، إنّما هو علم............................................. ١٦٨

ما لعليّ ونعيم يفنى ولذّة لا تبقى................................................ ١٠٨

من أخلص لله أربعين صباحا.................................................... ١٠٧

نعم ، اثنا عشر عدد نقبا بني إسرائيل............................................ ١٦٣

نيّة المؤمن خير من عمله....................................................... ١٠٤

هذا خليفتى عليكم............................................................ ١٦٢

هم خلفائي يا جابر........................................................... ١٦٢

٢٠٠