كنز الولد

ابراهيم بن الحسين الحامدي

كنز الولد

المؤلف:

ابراهيم بن الحسين الحامدي


المحقق: مصطفى غالب
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٤٢

العذاب الأدنى ذكره الله تعالى إلى قيام القائم ، فإذا حان قيامه استخرجت نفوس الظلمة من أول الزمان والأضداد مثل نفس الحارث بن مرة ضد آدم ، وقابيل وعوج (١) وعناق ومثل يغوث ويعوق ونسرا (٢). ومثل النمرود بن كنعان ، وفرعون وهامان ، وقارون (٣) ويهودا. ومثل أبي لهب وأبي جهل بن هشام ، وأبي بن خلف. ومثل الفحشاء والمنكر والبغي ومثل اللعناء معاوية وعمرو بن العاص ، ويزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم وولده عبد الملك وأتباعهم وأشباههم من بني أمية المراق ، وآل العباس الفساق ، وجذبها مغناطيسها الذي هو التنين ، وصارت فيه إلى أوان ذلك. ثم أنزلت إلى الأرض وتشبثت بما يأكله البشر «إلى ما تعود نطفا ، ثم إلى القامة الألفية فتنحصر» (٤) وهي بخلق مشوهة منكرة موحشة مقفرة ، عند ظهور القائم ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحضور المقامات الفاضلة ، فتباكت على ما فعلت وقدمت. ثم يؤمر بقتلهم ، وأتباعهم يكونون في المسبوخ.

ثم تعود إلى السحيق ، ثم تستحيل جميعا تلك الأضداد المردة ومن سار بسيرهم أو أحبهم ، أو تعصب لهم ومعهم ، وهي تتصاعد بخارا ودخانا ، وهي تجتمع إلى البرزخ الظلماني الذي هو العقدة النحسة ضد النيرين وهذا بالعيان أنّه يضاد مركز النوراني المجتمع عند النيرين. إذا العداوة حاصلة وذلك بالبرهان الجلي أن جلود الوحوش مثل الأسود والذياب إذا عمل منها جلد لبعض آلة الريح ، وضرب عليه (٥) تخرقت جلود الطبل والصحاف ، وإن ترك منها جلدين في جلود الأنعام تحركت وانتفضت وهي ميتة ، للعداوة الأصيلة الواقعة على الحي والميت. فإذا صارت مجتمعة بكليتها أهبطت ظلمانية

__________________

(١) عوج : عود في ط.

(٢) ونسرا : في نسل في ط.

(٣) قارون : سقطت في ط.

(٤) سقطت هذه الجملة المحصورة بين قوسين من النسخة ج.

(٥) عليه : سقطت في ط.

٣٠١

وطبائع شيطانية إلى العذاب الأكبر الذي هو أسفل سافلين ، التي تحت الصخرة المذكورة بسجين في أسفل الأرض. وتلتصق بها ، وتنشئها العناية الإلهية في الصورة التي قدمنا ذكرها أصنافا لا تحد ولا تعد ، ولا يعلم بعذابها ونحسها (١) وكونها إلّا المدبر للأمس. ويحصل مع من هو في العذاب وفي الأكوار والأدوار في كهوف وغيران وهي كالبوطة لوهج النيران ، وهي كباريت وزاجات ، أعني المغارات.

وقد قدمنا القول على ذلك وصورناه نحن في موضعه نريد إعادة الصورة وهي هكذا (٢) ، والفلك من أعلى الأرض منكوس ومن أسفلها ثابتها ومن قطر بها عرض فهو أعلى الفلك وعالم الكون والفساد ، وعلى هذه الهيئة نعوذ بالله من العذاب.

فمغاراتها وكهوفها فمن أجل ذلك أن الهواء إذا تموج تحت الأرض واشتد الريح ، وامتلأ من هذه الكهوف كهف اهتزت الأرض ووقعت الزلازل والرجف على قدر كثرته وقلته وضعفه وقوته ، وصورة الأرض هكذا في وسط الفلك والكواكب من ظاهرها الفوقاني منكوسة لثبات ما ينشأ على وجه الأرض ومن باطنها التحتاني ثابت ، القمر إلى ناحيتها وذلك للاعوجاج صور أهل العذاب الأكبر وعقابهم ، وفي القطرين عرضا ، وكل ذلك حكمة بالغة ، وقدرة باهرة ، وقدر المقدر المدبر. ذلك كذلك لكون الأفلاك بالأرض دائرة ، وهي من جميع نواحيها صلدة ملساء ، لأن لا منها شيء على الفلك ولا ما يسأل. بل رطوبة كبريتية تتوهج بالحرارة المحرقة المغنية. وإن تلك الصور على غير الصور التي على وجه الأرض لأنها مشوهة (٣) مسخمة مقبوحة ملعونة ببعدها عن الأزل. فهي لا تموت ولا تحيا أبد الآبدين ودهر الداهرين.

__________________

(١) ونحسها : ونحسا لها في ط.

(٢) انظر الصورة في صفحة ٨١.

(٣) مشوهة : مشوجة في ج.

٣٠٢

قال سيدنا حميد الدين نضر الله وجهه ورزقنا شفاعته عن قول الله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (١). كلّا : حرف تحقيق لما يتلوه. إن كتاب الفجار ، يقول : إن نفس الفجار الذين يخالفون أمر الله تعالى فيما أمر به يكذبونه ، ويتركون العبادتين ، ويخلون بها. والواحدة منهما لفي سجين. يقول : لفي البعد الأبعد من النهاية الأولة التي هي العليون على ما سبق ذكره. وهو الشقاوة المعرب عنها بالسجين الذي به يعذب المجرمون ، كالحبس في دار الطبيعة الذي فيها يعذب المذنبون. وهو على ما ذكر أهل التفسير صخرة في أسفل سافلين. وما أدراك ما سجين ، يقول : ما تعلم أن السجين ما هو ؛ كتاب مرقوم صفة له يقول : هو نفس مرقومة رهينة بما اكتسبته من الأعمال والمعارف لا في رضى الله تعالى ولا في طاعة أولياء الله جامعة لأمثالها كالأرض المرقومة بكونها جامعة لجميع الصور الواقعة تحت الإحساس يلحقها العذاب بما ينطوي من أحوالها من صنوف الإمام كما تحدث في موجودات الأرض من الاستحالات التي جعلت مثالا للعذاب.

وهذا كناية عن تلك الأنفس الخبيثة المفارقة فأما من كان في مسالكهم فسحقا لأصحاب السعير (٢) ، وتعسا لهم ، وبعدا لما يحصل لهم من قبل الانتقال في زمرة صاحب الدور السابع من صنوف الغموم والتعريض لكل بلاء بما اختاروا لأنفسهم من العمل بغير ما أمر الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ومن كان أخانا حقا وقف عند ذلك على المعنى فيه ، والمعين المنصوص بذكره ، فيخاف أن يؤول أمره إلى أن يكون في البعد الأبعد من القدس «وأهله وجوار ربّ العزّة فيتحذر من التقصير في الأعمال المفروضة وفي إنشاء السعادة

__________________

(١) سورة : ٨٣ / ٧ ، ٨ ، ٩ ، ١٠.

(٢) السعير : سقطت في ط.

٣٠٣

بمعرفة الأمور المكنونة. ثم يحذر كل الحذر بعد الدنو من الأزل أن يبعد بأخذه الأمر بالهوينا مغترا بالأجل فيحصل بتركه الاعتلاق بأحكام العبادتين فيما لا يكون شبيه إلا بالتركيب السوي من البشر يحصل في النار كيف تدب اطاعها فيه فيفصل أجزاء لحمه وعظامه ، فيحدث عن ذلك الآلام في كلمة فيرتد من تركيبه عكسا وقهقريا ونقصا إلى المراتب دونه ، نعوذ بالله من غفلة تستدعي ذلك إنّه الخسران المبين ؛ هذا غاية البيان.

وقال أيضا : وأمّا النفوس الخبيثة العاطلة عن الخير العالمة بغير ما أمر الله ورسوله به قائمة بأجسامها قائمة على مرتبة ما من أول حالها ، فإذا بطل أجسامها عادت سالكة في مهاوي العقاب والظلمة فلا تزال في العذاب من الاستحالة في نهاية إلى أن تحصل في الدرك الأسفل من النار والنهاية الأبعد من الملاذ فيفعل الله تعالى بها من بعد ما يشاء. وهذا الفصل يدل على أن هذه النفوس المستحيلة تستحيل من حالة إلى حالة من أدون الجنس البشري ، إلى ما دونه من جنس واحد بعد جنس وإلى نوع بعد نوع إلى أن تنتهي إلى أسفل سافلين.

وقد ضرب لذلك مثلا بقوله : سبيل العصاة وعصيانهم للنطقاء والأوصياء والأئمة والنجباء عليهم‌السلام ، وتابعيهم كسبيل أهل بلدة وخيمة وبيئة ، فيرسل إليهم سلطان البلد طبيبا يداويهم ويحميهم ممّا يضرهم ، فمن قبل قوله وعمل بأمره خلص من علته ، وكان من علتهم ، وكان مع الأصحاء عند السلطان في الملاذ والخيرات ، ومن عصى الطبيب» (١) ، ولم يقبل ما يحميه إياه. ولم يتناول أدويته ، وظهر به الجدري واعتاض من حسن لونه وحمرة وجنته وحشة وسوادا ، ومن حسن صورته قبحا ، ومن حسن بزته تشقق جلده ، ومن حركته وذهابه ومجيئه زمانة ، ومن طيب ريحه نتنا ، ومن طهارته ونظافته

__________________

(١) سقطت الأسطر الموضوعة بين قوسين من النسخة ج.

٣٠٤

بلادة وقذارة ، ومن حب الناس بغضا ، ومن مزار أهله وأقاربه في القرب منه بعدا ، ومن قدرته في كل أحواله ضعفا ، وذلك بانتفاخ جلده ممّا خرج عليه من البثور (١). فسلوكه في ذلك سلوك أهل الويل وانطماس عينيه ومنافذ منخريه وحلقه ، وضيق نفسه ، وانقطاع مأكله عنه ، وتقيح (٢) كل بدنه ، وتغير رائحته. فصار يريد أن يخاطب أهله وأعزته يشكو إليهم ما هو فيه ، فلا يمكن لفساد آلته ، واستيلاء علته ، وأن يستدعي ماء يشربه فلا يقدر ، لاستحالة أعضائه عن الإجابة ، فيتحسر عن تركه قبول أمر الطبيب ونبذه عظته له وراء ظهره ، ويندم عليه ، فيهم نفسه بقلة من القبول بعد أن تصبح له ، ولم يقدر وقد حصلت له ثمرة أفعاله يدب بها في مفاصله وعظامه ، وعروقه وأعضائه الألم ليله ونهاره ، ينام الناس وهو في الوجع يتقلب لا ينام ولا يفارقه ذلك ما دام أرض وسماء ، ولا يموت فيستريح ، ولا يبرأ من علته فيفيق ، يرفع طرفه فيرى الأصحاء في الغرف المنيفة عليه يطلعون ، فيتحسر على ما هو فيه ، فنعوذ بالله. (وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ) (٣) الآية. فهل يعادل هذه البلية بلية؟ لا والله ، وإنّه لصائر إلى ما هو أشد (٤) من مقاساة أذى الهوام والعقاب.

وهذا الفصل أيضا حقق ما أشرنا إليه بقوله : يرفع طرفه فيرى الأصحاء في الغرف المنيفة عليه يطلعون. فأوجب أنّه في سلسلة العذاب ، فالأصحاء يعني به الجنس البشري في الغرف المنيفة عليه يطلعون لأنّه عارف بعلمه ، عارف بما هو فيه من التعب والنصب ، نادم على ما فرط. ولو لم يكن العذاب محسوسا ومعروفا ، ولم يكن له حقيقة ولا مضرة. والغرف المنيفة عليه التي هي أهل الصحة فيها ما يعاينهم فيه من النعم الدنياوية من

__________________

(١) البثور : الثبور في ط.

(٢) تقيح : تقبح في ط.

(٣) سورة ٧ / ٥٠.

(٤) أشد : أشهد في ط.

٣٠٥

الملابس والمآكل والمشارب والفواكه الهنيئة ، والخيرات السنية التي هم عنها مبعدون ومقصون. وذلك مشاهد في الاعتبار المعاين ، كرجل يكون صاحب ثروة ونعمة وغناء وراحة وأفراح ومسار متتابعة ، ثم تطرقه محنة من المحن الدنياوية ، سلط عليه من يعتقله ويسجنه ويضيق عليه ، بعد أخذ ماله ، وسقوط جاهه ، ويصير في عذاب وتعب ونصب ونكال وألم وسفاهة وسهر وجوع وعطش ، يرفع طرفه إلى من هو يعرفه من الخالصين مما هو بصدده ، فيتحسر على ما كان فيه ، ويذكر ما كان فيه من النعمة والراحة ، ويندم على خطيئته التي أوجبت كونه فيما هو فيه ، فذلك كذلك.

وقال أيضا مقدم الذكر : ومن أشرك وعصى واستكبر في العبادة ففرط وقصر ، فتح له باب من الجحيم ، فتصير أعماله السيئة حيوانا يؤذيه ويروعه ، فيكون في وحشة وفزع إلى يوم القيامة. وقوله نضر الله وجهه : ومن كان مصرّا على ارتكاب المعاصي والكبائر فليستبشر بما تعقبه خمرة اعتقاده وفعله ، من الخمار الطويل ، والندامة والعويل ، أبد الآبدين. وليعلم أن نفسه بما تحيط به من هذه المعالم الإلهية المبنية تكتسب صورة تربطها إلى العقول البرية ، فيبقى (١) بذلك بقاء سرمدا. وهي في ذاتها بتركها حكم العبادة والتوفر على إصلاح الأخلاق بالأحكام الشرعية وتركها العبادة الناموسية والتقصير في الوفاء بها ذات صورة مباينة للصورة التي اكتسبتها بالإحاطة بما أحاطت به من المعارف الإلهية فتصير ذات صورتين له متضادتين ، صورة من حيث تصورت وجوب العلم والاكتفاء (٢) بما علمت تشبه صورة الملائكة المقدسة لربها ، وصورة من حيث تصورت جواز ترك العمل والاستغناء عنه تشبه صورة البهائم والوحوش التي «لا تعبد ربها فتصير هذه الصورة التي» (٣) اكتسبتها بمعرفة

__________________

(١) فيبقى : فيتبقى في ط.

(٢) الاكتفاء : الاستكفاء في ج.

(٣) سقطت الكلمات الموضوعة داخل قوسين من ج.

٣٠٦

الحدود حافظة للذات من أن تفنى ؛ وتلك الصورة الأخرى التي اكتسبتها باقية فيها لبقائها فيحدث من وجود الصورتين الآلام ، ويا لها من الآلام ، آلام يود واحدها الفرار والخلاص (١) وأنّى له ذلك ، وقد تحصل في حيز الأزل والقيام ، وانتقل من قضية الإمكان ، إلى قضية الوجود والدوام ، فيظلم جوهره وقتما يألم أحدهما بالآخر ، فترد النفس بهاتين النهايتين على أهوال عظيمة ، وظلمة هاوية ، فتبقى متحيرة ، فلا هي تحيا حياة كلية ، ولا هي تفنى فتستريح استراحة أبدية كما قال تعالى : (لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) (٢). يقاسي ألم العذاب في ذاتها من جهة شمس البرية في المدينة الملكية التي بنتها الأنوار القدسية في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

وهذا الفصل بين الرموز التي كشفنا معانيها. فقوله وذلك من جهة شمس البرية في المدينة الملكية ، يعني المقام القائم في كل دور ، الذي هو شمس دوره ، فمن أنكره وتكبر عنه وعصى ، وقع في عين الخطإ وهبط من السوي الألفي ونزل في العذاب السرمد أبد الآبدين. والمدينة الملكية التي بنتها الأنوار القدسية في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. المدينة : الدعوة ، والأنوار التي بنتها النطقاء والأوصياء والأئمة وتابعوهم. واليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة هو القائم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي دوره خمسون ألف سنة ، فيقيم هذا المعذب في العذاب الأدنى الأليم في مدة أدوار حدود الستر إلى قيامه عليه‌السلام ، وكان في العذاب الأكبر إلى وفاء الكور الأعظم. وذلك بعد حساب القائم كما قال تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ. فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ. يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ. إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ. يَوْمَ

__________________

(١) والخلاص : سقطت في ج.

(٢) سورة : ٢٠ / ٧٤.

٣٠٧

تُبْلَى السَّرائِرُ. فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) (١) فهذا الرجع يدل على ما حققناه من عودة الأضداد يوم تبلى السرائر بقيام القائم صلوات الله عليه.

وقال الله تعالى : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (٢) وقوله تعالى : (فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ. أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ. قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ. بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) (٣).

وقوله تعالى : (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٤) وقال تعالى : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ. يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ. إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ. يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ) (٥). وذلك أنّه لا بد من العرض وحضور رؤساء أهل الطاعة لفصل الخطاب ووجوب الثواب ، وحضور رؤساء (٦) أهل الطاعة والعصيان ، وعرضهم بأفعالهم لوجوب العقاب والعذاب.

وقد جاء عن سيدنا المؤيد أعلى الله قدسه ما يؤيد ذلك ويصححه باتفاق في المعاني والألفاظ قال : وكل نفس خالفت وقصرت ، وجهلت وضلت ، وهفت (٧) إلى حطام الدنيا العاجلة وارتكاب الشهوات الفانية البهيمية ، صارت صورتها صورة إبليسية شيطانية مخالفة صورة الأصلين ؛ فلا تصير ملكا ، ولا تقدر أن ترتقي إلى العلى ، بل هي مخلدة في العذاب أبدا.

__________________

(١) سورة ٨٦ / ٤ ، ٥ ، ٦ ، ٧ ، ٨ ، ٩.

(٢) سورة : ٣٦ / ٧٨ ، ٧٩.

(٣) سورة : ٥٠ / ٢ ـ ٥.

(٤) سورة : ٥٠ / ١٥.

(٥) سورة : ٥٠ / ٤١ ـ ٤٤.

(٦) رؤساء : سقطت في ط.

(٧) وهفت : سقطت في ط.

٣٠٨

ومسكنها ومنقلبها إلى ما منه جسمها ، ونفسه الحسية النامية وهي إدراك سبعة فيها يعذب أهل التقصير والخلاف وسائر طوائف الأعراف من المفرطين في الطاعة ومعرفة حدود دين الله عزوجل ، المحرفين المبدلين ، من طوائف الملحدين الغالين من أمم سائر المرسلين ، فهذه دارهم ومقامهم أبد الآبدين ، ولكل (١) أحد منهم فيها الغسلين والمهل ، وشجر الزقوم ، وسائر ما يقع عليه الضرر والأذية ، والنتن من الأطعمة المربية (٢) التي لا توصف ولا تحد ، وهو اجتماع ما يقع عليه الألم والوجع من سائر أوصاف البلايا والآلام والأوجاع على اختلافها وتباين أوصافها ، وهو واجد جميع الأسقام ما اتصل إليها ، وتجد آلامها باقية مخلدة نادمة بما فارقها من نور العقل.

فهذا الفصل جاء به في كتاب المسألة والجواب ، يجانس به كلام سيدنا حميد الدين مساعدا محققا بأن النفس الخبيثة مخلدة في العذاب أبد الآبدين ومسكنها ومنقلبها إلى ما منه جسمها.

ونفسه النامية ، وهي إدراك سبعة فيها يعذب أهل التقصير والانحراف ، وهذه الإدراك السبعة : أولها هبوطها من الصراط السوي البشري السني العربي إلى آخر القميص من الزنج شبه الناس والغنم والذباب والزيلع وأشباههم. والثاني إلى الوحوش بما في البر والبحر المشاكل للتركيب السوي ، مثل القردة والنسناس والديبة والغول والغدار وأمثال ذلك. والثالث : إلى سباع البر والبحر ، مثل الأسود والأنمار والذياب ، وكل ذي ناب ومخلب. والرابع : إلى الهوام ممّا في البر والبحر ، مثل الأفاعي والحيات والعقارب ، وأمثال ذلك. والخامس : إلى الطير ممّا في البر والبحر ، ممّا يشاكله ذوات الجوارح. والسادس : إلى النبات المخضور القاتل للحيوان. والسابع : إلى الرجز الذي

__________________

(١) ولكل : سقطت في ط.

(٢) المربية : المزبية في ج.

٣٠٩

هو المعدن السبخ ، والحجر الوسخ. فهذه سبعة أدراك ملعونة محظورة ، فذلك كذلك.

ثم قال أيضا : فإذا قام القائم على ذكره السلام يوم القيامة بموجب شرط القيامة أن يموت الناس أجمعين ، لأن مثله يحيي ويميت. يحيي بالعلم الحياة الأبدية. وإذا وجب من خالفه القتل فقتله. فيمر إلى النار خالدا فيها. وإن ورد على النفس الناطقة ما ينافي جوهرها عما وجوده في دار الطبيعة وعالم الجسم وما يجري هذا المجرى مما يحرص عليه ذوو العقول السخيفة ، والآراء الناقصة ، من الطباع البهيمية واتباع النفوس الحسية ، صار ذلك صورة لها ، وتصير مدبرة لنفس الحس ، بتبعتها لها. فعند المفارقة ، يكون مصيرها إلى ما كان يلائمها من الملإ الأعلى ، والصورة إلى ما يجانسها من الدار الدنيا. وكلاهما عن موقع نظره ممنوع ، وعن مركزه مدفوع ، المركزين الروحاني والجسماني. فيكون محصورا مأمورا إلى أشد العذاب بالصورة الحسية المكتسبة ، مردودا لا مخلص لأحدهما من الآخر أبد الدهر ، ولا تقدر (١) أن تجاوز مركزها بما تشبثت به من كدورات الدنيا وميلها إلى شهواتها ، ومطاوعتها لنفس الحس تصير في حيز الحسية من الكثافة لا تقدر على بلوغ غايتها ، فتبقى في العذاب الشديد. فنعوذ بالله من الشقوة بعد النعمة ، ونسأله أن يجعلنا من الحافظين لحدود الله الذين بهم النجاة للأنفس في الآخرة ، ومن تعداهم فقد ظلم نفسه.

وهذا الفصل واضح البرهان بأن النفس الناطقة تصير مدبرة لنفس الحس بتبعتها لها ، فعند مفارقتها يصير بصيرها ما كان يلائمها من الملإ الأعلى الذي ذكره أنّه روحاني. هم أهل الحق الذين فارقهم ، يعرفهم بتلألؤ (٢) أنوارهم ، ويعرفونه بالحس الذي عكس إليه.

وأما الجسماني ، فهو القامة الألفية الذي كان يلائمه ، وهبط منه فهو

__________________

(١) تقدر : يقدر في ط.

(٢) بتلألؤ : بتلالي في ط.

٣١٠

ممنوع عن الرجوع إلى المركزين ، ويصير في حيز الحسية من الكثافة كما ذكرنا من تأويل الادراك. فلطيفه لا يفارق كثيفه. فمرة يكون اللطيف كثيفا ، والكثيف لطيفا ، حس ونماء متردد في قناطير العذاب. ومعنى قوله : فتصير الناطقة مدبرة لنفس الحس ، أن الناطقة هي القابلة للعلم الحقيقي ، وليست شيئا غير الحسية ، فإذا غلبت عليها الشهوات البهيمية ، وتكبرت وعصت وخالفت الأوامر الناموسية فهي تسمى القوة الغضبية وهي التي تجري من الإنسان مجرى الدم ، وهي الإبليسية.

فإذا غلب قوة النطق لعنت ، وأبعدت إلى الدرك الأول الذي قدمنا ذكره وهو يسمى الرجس ، وإلى الثاني وهو يسمى الركس. وإلى الثالث وهو يسمى العكس. وإلى الرابع وهو يسمى الخرس. وإلى الخامس وهو يسمى النجس. وإلى السادس وهو يسمى النكس. وإلى السابع وهو يسمى الوكس. ثم إلى الذي هو العذاب الأكبر في أسفل سافلين من الصخرة مركز سجين الذي بيناه فيما تقدم به الكلام. فهذه أبواب النيران كما قال تعالى : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (١). كما قال مولانا الصادق صلوات الله عليه رمزا واضحا : لتمنعن مساجدكم يهودكم ونصاراكم وصبيانكم أو ليمسخنكم الله قردة وخنازير ركعا وسجدا.

وقال سيدنا المؤيد قدس الله سرّه : فالنفس العاصية تبقى تحت النقص وناظرة إلى مقرها ، لا تصل إليه وتنظر إلى الموضع الذي كانت فيه لا تقدر أن ترجع إليه لتنال ما ضيعت في وقت كونها فيه. فذلك هو العذاب المبين والويل الطويل بما صنعت ، وتتمنى الرجوع حتى تعمل كما قال سبحانه : (رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها) (٢). فيجب على هذا الإنسان أن ينظر من أين جاء وبما جاء وما

__________________

(١) سورة : ١٥ / ٤٤.

(٢) سورة : ٢٣ / ١٠٠ ، ١٠١.

٣١١

أمر به أن يعمل وإلى أين يرجع؟ ومن قوله نضر الله وجهه : وإياك ثم إيّاك والرسوخ في قعر جهنّم ، لأن الكثيف أبدا يطلب الرسوخ إلى أسفل كما قال سبحانه : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (١) وقال : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢).

فاسمع أيها الأخ وانتبه عمّا نهيت عنه تكن من الفائزين ، وإيّاك من فتن هذا العالم المنكوس فإنها عن قليل تزول حيث لا تنفع الحسرة والندامة. عصمنا الله وإياك من شباك الشيطان ، ومعصية الرحمن ، وثبتنا وإيّاك على طاعة وليه إمام الزمان فإنّه حبل الله المتين ، طرفه بيد الله وطرفه بأيدينا ، فمن تمسك به نجا وبلغ إلى سدرة المنتهى ، ومن تركه هوى إلى قعر جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ، وذلك عذاب ما وراءه منابة لأنّه لا يقضي عليه الموت فيستريح ، ولا يحيا مع الأحياء فينعم ، فهو أبد الآبدين في شقاء وعذاب. (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (٣).

وقال أيضا : فإذا لم تتعلم النفس العلم بما يوجبه الحق ، وانفصلت عن دار العمل وخروج الأنفس من حد القوة إلى حد الفعل بالعلم والعمل ، بقيت خاسرة حزينة مذمومة خائفة من يوم الجزاء ، عارفة بالعقوبة ، كثر حزنها بما تخلفت ، وما كسبت بذاتها ، ولا أجر لها في الثواب إذ كانت جاهلة بالأشياء التي من أجلها تعاقب. فتأمل رحمك الله ما أنت فيه اليوم لغد ، لا تبع الباقي بالفاني ، وتزود من علوم الأئمة الطاهرين عليهم‌السلام لنجاة النفس الناطقة وخلودها في الجنان أبد الآبدين ودهر الداهرين. ولا تغرّنّك الحياة الدنيا وزهرتها فإنّها زخرف غرور عن قليل تبور.

__________________

(١) سورة : ٩٥ / ٤ ، ٥.

(٢) سورة : ٢٦ / ٢٢٧.

(٣) سورة : ٢٢ / ١٠.

٣١٢

فرغ الكتاب وختمته بالحمد لله ربّ العالمين والشكر له على ما أعطى وأولى ، المؤيد لعباده الموحدين ، لا إله إلّا هو أكرم الأكرمين ، وأشهد أنّه الحق المبين ، وأشهد أن محمدا رسوله المكين ، سيد الأولين والآخرين.

وأشهد أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وصيّه والخليفة من بعده بأمر الله ووحيه ومشيئته وخيرته ، صلى الله عليه وعلى آله صلاة دائمة باقية وعلى آلهما الطيبين الطاهرين ، وعلى مولانا وولي عصرنا الإمام الطيب أبي القاسم أمير المؤمنين وعلى آبائه وأبنائه ، ونعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.

«فرغ نساخته يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى من سنة خمس وخمسين وخمسمائة في دار ط* ه من محلات ٤٣٨ ع حماه الله وحرسه ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، وأستغفر الله وأتوب إليه وأتوكل عليه وأفوض أمري إليه هو أمانة مصونة مكنونة مخزونة لا يقف عليه من لا يستحقّه. مولاي أنت عالم السرائر إني ما أردت بتأليف ذلك ونظمه إلا رضى وجهك الكريم تعريفا بالتوحيد ، ودالا على مراتب الحدود لا أبغي بذلك الحطام العاجل بل الثواب الآجل إنّك الرازق المفضل المتطول» (١).

__________________

(١) سقطت هذه الأسطر التي وردت في آخر النسخة «م» من ج وط ، وجاء في نهاية النسخة ط أنه وقع الفراغ من تحريرها في أول ليلة من رجب عند صلاة الصبح سنة ١٢٠٧ من الهجرة النبوية على صاحبها الشفيع الأعظم وآله أفضل الصلاة والتحية.

٣١٣
٣١٤
٣١٥
٣١٦

فهرست الأعلام

أ

آد ـ ٢٠٦ : ١٨ ؛ ٢٠٨ : ١٦

آدم ـ ٣٤ : ٧ ؛ ٦٩ : ١٥ ؛ ٧٦ : ٦ ؛ ١٠٩ : ٦ ؛ ١٣٥ : ١ ؛ ١٣٦ : ١٣ ؛ ٢٠٤ : ٨ ؛ ٢٠٦ : ١٨ ؛ ٢٠٧ : ١٥ ؛ ٢٠٧ : ١٦ ؛ ٢١٠ : ٧ ؛ ٢١٧ : ٨ ؛ ٢١٧ : ١٥ ؛ ٢١٩ : ١١ ؛ ٢٢٥ : ٢ ؛ ٢٤٠ : ١٨ ؛ ٢٤٨ : ٢٠ ؛ ٢٤٩ : ٤ ؛ ٢٤٩ : ١٧ ؛ ٢٥٠ : ١١ ؛ ٢٥٣ : ١٣ ؛ ٢٥٦ : ٤ ؛ ٢٥٤ : ٣ ؛ ٢٦١ : ٣ ؛ ٢٦١ : ٦ ؛ ٢٦١ : ١١ ؛ ٢٦١ : ١٢ ؛ ٢٦٢ : ٥ ؛ ٢٦٢ : ١٤ ؛ ٢٦٤ : ٢ ؛ ٢٦٤ : ٤ ؛ ٢٦٨ : ١٦ ؛ ٢٦٩ : ١٧ ؛ ٢٩٤ : ١٢ ؛ ٢٩٧ : ٥ ؛ ٣٠١ : ٢

آل طه ويس ـ ٣ : ٤ ؛ ١٦٦ : ٥

آل العباس ـ ٣٠١ : ٧

آمنة ـ ٢١٢ : ١٣

ابليس ـ ٢٩٤ : ١٢

ابن حمدون ـ ١٧٥ : ١

ابن مريم ـ ٢١١ : ١٩ ؛ ٢١٢ : ١

أبو بكر ـ ٢١٤ : ١٤

أبو التمام ـ ٢٠٣ : ٤

أبو جهل بن هشام ـ ٣٠١ : ٤

أبو ذر ـ ١٩٥ : ٩

أبو طالب ـ ٢٠٦ : ١٩ ؛ ٢٠٩ : ١٣ ؛ ٢٠٩ : ١٩ ؛ ٢١٠ : ١ ؛ ٢١١ : ١٧ ؛ ٢١٤ : ٩

أبو لهب ـ ٣٠١ : ٤

أبو يعقوب السجستاني ـ ١٦ : ٥ ؛ ٢٤٨ : ١٨ ؛ ٢٥٣ : ٩ ؛ ٢٥٨ : ١٤ ؛ ٢٦٢ : ١٩ ؛ ٢٦٤ : ٢

أبي بن خلف ـ ٣٠١ : ٥

أبي بن كعب ـ ٢١٠ : ٧ ؛ ٢١٠ : ١٩ ؛

ابراهيم ـ ٢ : ١٥ ؛ ٢٠٤ : ٣ ؛ ٢٠٥ : ٧ ؛ ٢٠٦ : ١٨ ؛ ٢٠٨ : ١ ؛ ٢٠٩ : ١٤ ؛ ٢١٠ : ١٠ ؛ ٢١٦ : ٤ ؛ ٢١٧ : ٩ ؛ ٢١٩ : ١٢ ؛ ٢٢٢ : ١٦ ؛ ٢٢٢ : ١٩ ؛ ٢٢٥ : ٢ ؛ ٢٤٠ : ١٩ ؛ ٢٥٣ : ١٩ ؛ ٢٦١ : ٨ ؛ ٢٦١ : ١٣ ؛ ٢٦٢ : ١٣ ؛

٣١٧

٢٦٤ : ٧ ؛ ٢٦٨ : ١٧ ؛ ٢٦٩ : ١٨

أدد ـ ٢٠٨ : ١٦

اسحاق ـ ٢٠٩ : ١٤ ؛ ٢١٨ : ٧ ؛ ٢٦٤ :

١٤

اسرافيل ـ ٣٣ : ١٦ ؛ ١٦٥ : ١٣ ؛ ١٦٥ : ١٤

اسماعيل بن ابراهيم ـ ٢٠٤ : ٣ ؛

٢٠٨ : ١٠ ؛ ٢٠٨ : ١٢ ؛ ٢٠٩ :

١٤ ؛ ٢١٦ : ١٢ ؛ ٢١٨ : ٧ ؛ ٢٦٤ : ١٤

اسماعيل بن جعفر ـ ١٩٢ : ١٢ ؛ ٢٥٧ : ٢

أم معبد ـ ٢١٣ : ١١

الياس ـ ٢٠٩ : ٢

ب

الباقر ـ ٩ : ٨ ؛ ١٩٥ : ١٠ ؛ ٢١١ : ٢ ؛ ٢١١ : ٦ ؛ ٢١١ : ٨

بحيرا ـ ٢١٠ : ١١ ؛ ٢١٠ : ٢٠ ؛ ٢١٤ :

١ ؛ ٢١٤ : ٢

بنو أمية ـ ٣٠١ : ٧

ج

جابر ـ ٢١٣ : ١٣

جابر بن عبد الله ـ ١٩٥ : ١٠ ؛ ٢١١ ٦ ؛ ٢١٣ : ١٢

جبرائيل ـ ٣٣ : ١٦ ؛ ١٦٥ : ١١ ؛ ٢١٣ : ٢٠ ؛ ٢١٤ : ١٦

جرجس ـ ٢٠٩ : ١٠

جعفر بن محمد ـ ١٣٥ : ٤ ؛ ٢٥٧ : ٢

جعفر بن منصور ـ ٤٣ : ٢ ؛ ٤٤ : ٨ ؛ ١٧٥ : ١ ؛ ١٩٢ : ١١ ؛ ١٩٤ : ٩ ؛ ٢٠٧ : ١٤ ؛ ٢٠٨ : ١١ ؛ ٢١٨ : ٢ ؛ ٢١٩ : ١٥

ح

الحسن بن علي ـ ٢٠٨ : ٤ ؛ ٢١١ : ٢ ؛ ٢١١ : ٤ ؛ ٢٥٧ : ١ ؛ ٢٨٦ : ١١

الحسين ـ ١٩٥ : ٩ ؛ ٢١١ : ٢ ؛ ٢١١ :

٤ ؛ ٢١١ : ٧ ؛ ٢٥٧ : ١

حمل ـ ٢٠٨ : ١٤

حميد الدين ـ ١٤ : ٥ ؛ ١٥ : ١٤ ؛

٣١٨

١٧ : ١٠ ؛ ١٩ : ١٦ ؛ ٢٦ : ٤ ؛ ٣٦ : ١٠ ؛ ٣٩ : ١٣ ؛ ٤٤ : ٦ ؛ ٤٦ : ١٦ ؛ ٤٨ : ٣ ؛ ٤٩ : ١٦ ؛ ٥٢ : ٥ ؛ ٥٥ : ١٥ ؛ ٥٧ : ١٨ ؛ ٥٨ : ١٠ ؛ ٥٨ : ١٤ ؛ ٧٠ : ٨ ؛ ٧١ : ١٧ ؛ ٨٤ : ١٠ ؛ ٨٦ : ٩ ؛ ٨٨ : ١٢ ؛ ١٢٩ : ٢٠ ؛ ١٥٤ : ١١ ؛ ١٦١ : ٣ ؛ ١٦٤ : ٧ ؛ ١٧٦ :

١ ؛ ١٧٨ : ١٧ ؛ ١٨٠ : ١٨ ؛ ١٨٣ : ٦ ؛ ١٨٤ : ١٦ ؛ ١٨٦ : ٢١ ؛ ١٨٧ : ٣ ؛ ١٨٩ : ٩ ؛ ١٩٣ : ٨ ؛ ٢٢٨ : ١٤ ؛ ٢٣١ : ١ ؛ ٢٤٤ : ١٥ ؛ ٢٤٧ : ٥ ؛ ٢٦٣ : ١٤ ؛ ٢٧٦ : ١٣ ؛ ٢٧٩ : ٢٠ ؛ ٢٨٧ :

٥ ؛ ٣٠٣ : ١ ؛ ٣١٠ : ١١

حواء ـ ٧٦ : ٦

خ

خديجة بنت خويلد ـ ١٧٩ : ١٥ ؛ ٢١٠ :

١٣ ؛ ٢١٠ : ١٤ ؛ ٢١٢ : ١ ؛ ٢١٤ : ٣ ؛ ٢١٦ : ٣ ؛ ٢١٦ : ٤ ؛ ٢١٦ : ٦ ؛ ٢١٦ : ٨ ؛ ٢١٦ : ٩ ؛

٢١٦ : ١٣ ؛ ٢١٦ : ١٦

خزيمة ـ ٢٠٦ : ١٩ ؛ ٢٠٩ : ٣ ؛ ٢٠٩ : ٤

الخضر ـ ٢١١ : ١٩

ز

زيد بن أسامة ـ ٢١٠ : ١٠ ؛ ٢١٠ : ٢٠

زيد بن عمرو ـ ٢١٠ : ٨ ؛ ٢١٠ : ١٩

س

سام ـ ٢٠٨ : ١

سارة ـ ٢١٦ : ٤

سلمان ـ ١٩٥ : ٨ ؛ ٢١٣ : ٥ ؛ ٢١٥ :

سليمان ـ ٢١٢ : ٣ ؛ ٢٢٥ : ٥ ؛ ٢٢٥ :

٦ ؛ ٢٢٥ : ٧ ؛ ٢٢٥ : ٨

سلامان ـ ٢٠٨ : ١٤

سيف بن ذي يزن ـ ٢١٣ : ٤

٣١٩

ش

شمعون ـ ٢٠٨ : ٢

شيت ـ ٢٠٧ : ١٦

ص

الصادق ـ ٢٥ : ٨ ؛ ١٣٥ : ٤ ؛ ١٥١ : ٩ ؛ ١٦٥ : ١ ؛ ١٨٧ : ٤ ؛ ١٩٥ : ٧ ؛ ٢٠٢ : ١٣ ؛ ٢٠٣ : ٥ ؛ ٢١٩ :

١٦ ؛ ٢٢١ : ١٨ ؛ ٢٢٧ : ٤

صالح ـ ٢٠٦ : ١٨

ط

الطيب أبو القاسم ـ ٣ : ٥ ؛ ١٦٦ : ٥ ؛

٢٠٨ : ٦ ؛ ٣١٣ : ٦

ع

عبد الملك بن مروان ـ ٣٠٢ : ٦

عبد الله بن محمد ـ ٢٠٨ : ٥

عبد مناف ـ ٢٠٩ : ٨ ؛ ٢٠٩ : ١١

عبد المطلب ـ ٢٠٩ : ٩ ؛ ٢٠٩ : ١٢ ؛ ٢٠٩ : ١٥ ؛ ٢٠٩ : ١٧ ؛ ٢٠٩ : ١٨

عبد الله ـ ٢٠٩ : ١٢

عبد الله بن سبأ ـ ٢١٥ : ١١

عبد الله بن ميمون ـ ٢١١ : ١٥

عدنان ـ ٢٠٩ : ١

العزيز ـ ٢٠٨ : ٦

علي بن الحسين ـ ٢٥٧ : ١

علي بن أبي طالب ـ ٩ : ١٦ ؛ ٩٩ : ٦ ؛

١٦٥ : ٢ ؛ ٢١١ : ٢ ؛ ٢١٤ : ١٧ ؛ ٢١٦ : ٧ ؛ ٢١٦ : ١٠ ؛ ٢١٦ : ١٥ ؛ ٢١٧ : ٥ ؛ ٢١٨ : ٤ ؛ ٢١٨ : ٥ ؛ ٢١٨ : ١٠ ؛ ٢١٨ : ١٨ ؛ ٢١٩ :

١٣ ؛ ٢١٩ : ٢٠ ؛ ٢٢٠ : ٧ ؛ ٢٢١ : ١٢ ؛ ٢٢١ : ١٩ ؛ ٢٢٢ :

١٩ ؛ ٢٢٥ : ٤ ؛ ٢٥٤ : ١٤ ؛ ٣١٣ : ٤

علي بن حسن ـ ١٣٤ : ٣

عمرو بن نفيل ـ ٢١٠ : ٩ ؛ ٢١٠ : ١٠ ؛ ٢١٠ : ٢٠

عمر ـ ٢١٥ : ١٤

عمرو بن العاص ـ ٣٠١ : ٥

٣٢٠