٨ ـ بصيرة
فى ذكر يوسف عليهالسلام
ويثلّث سينه (١) ، وهو اسم أعجمىّ غير منصرف للعلّتين (٢). وقيل : مشتقّ (٣) من الأسف ، فيوسف بكسر السّين يفعل من آسف يوسف إذا أحزن وأهمّ وأغضب ، لأنّه آسف أباه بفراقه. ويوسف بفتح السّين لأن إخوته حزّنوه بفراق أبيه. وقيل : أصله يأسف بفتح الياء والسّين ، يفعل من الأسف ، لأنه أسف فى الغربة والملكة. وفى بعض الآثار : لمّا (٤) أخرج الله الذرّيّة من ظهر آدم وعرض عليه أمثال الذر ، أراه (٥) فى الطبقة السّادسة شخصا مهيبا من الرّجال ، على وجهه بهجة الجمال ، قد توّج بتاج الوقار ، وهو مرتد برداء الكرامة ، متّزر بإزار الشرف ، عليه قميص (٦) البهاء ، وفى يده قضيب الملك ، وعلى يمينه سبعون ألف ملك ، وعلى يساره هكذا ، وخلفه أمم الأنبياء ، لهم زجل (٧) بالتسبيح ، وبين يديه شجر السّعادة يدور (٨) معه حيثما دار. فقال آدم يا ربّ من هذا الّذى أبحت له بحبوحة الكرامة ، وأنزلته (٩) هذه الدّرجة العالية؟ قال الله تعالى : هذا ابنك المحسود من (١٠) إخوته ؛ يا آدم انحله (١١) وسمّه ، فنحله ثلثى جمال أولاده ، وضمّه إلى صدره ، وقبّل ما بين عينيه وقال : يا بنىّ لا تأسف [فأنت يوسف](١٢) ، فأوّل من سمّاه بهذا الاسم آدم. وقيل إنّ يوسف ورث الجمال من إسحاق ، وإسحاق ورثه من أمّه سارة ، وسارة ورثت من أمّها حوّاء.
__________________
(١) فى التاج مع الهمز وغيره ، ونص الجوهرى : قال الفراء : يوسف ويوسف ويوسف ثلاث لغات وحكى فيه الهمز أيضا ، وقرأ طلحة بن مصرف «لقد كان فى يؤسف» بالهمز وكسر السين كما فى العباب.
(٢) العلمية والعجمة.
(٣) على قول من يرى أنه ليس بأعجمى
(٤) عن قصص الأنبياء للثعلبى رواية عن كعب الأحبار والعبارة فيه : إن الله تعالى مثل لآدم ذريته بمنزلة الذر فأراه الأنبياء عليهمالسلام نبيا نبيا.
(٥) ا ، ب : أتى والمثبت من قصص الأنبياء للثعلبى ، وعليه يتسق النص مع نصب كلمة شخص الذى يجب رفعه مع أتى.
(٦) فى ا ، ب : فى نض (تحريف) وما أثبتناه عن الثعلبى والعبارة فيه مقمصا بقميص البهاء.
(٧) زجل : صوت رفيع عال
(٨) الثعلبى : تزول معه حيثما زال ، وتحول معه حيثما حال
(٩) فى الثعلبى : ورفعته الدرجة العالية
(١٠) فى الثعلبى : المحسود على ما آتيته
(١١) انحله : هب له نحلا أى عطية تخصه بها.
(١٢) تكملة من الثعلبى والسياق يقتضيها