في مذاهب اللّااسلاميّين البابيّة ـ البهائيّة ـ القاديانيّة

عامر النجّار

في مذاهب اللّااسلاميّين البابيّة ـ البهائيّة ـ القاديانيّة

المؤلف:

عامر النجّار


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-115-X
الصفحات: ٢٥٢

وباقتدارهم قدرته ، وسلطانهم سلطته ، وبجمالهم وسنائهم بهجته" (١).

إنهم بشر من البشر فقد قال الله تعالى على لسان الرسل : (قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) (٢). ويقول تعالى نافيا عن رسله صفة الألوهية : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ) (٣) ويقول تعالى على لسان نبيه : (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) (٤).

وهذا التعنت وتأويل النصوص على غير مرادها هدفه القول بنبوته وألوهيته فى الوقت ذاته ، لكنه أخطأ الطريق ، ولم يستطع ولن يستطيع عاقل قط أن يقول بغير ختم النبوة بمحمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذلك ما عجز عن إثبات غيره عشرات الأدعياء من قبله خلال التاريخ ولكنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أبدا فقد قال تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٥). فبمحمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أكمل الله الدين به ، وأتم نعمته على المؤمنين ، ورضى لهم الإسلام دينا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٦).

__________________

(١) السابق ، ص ٨٨.

(٢) سورة إبراهيم : ١١.

(٣) سورة آل عمران : ٧٩.

(٤) سورة الإسراء : ٩٣.

(٥) سورة الأحزاب : ٤٠.

(٦) سورة المائدة : ٣.

١٠١

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلى : " ألا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس نبى بعدى" [رواه البخارى].

وهذا هو إجماع المسلمين" فمن أنكره وادعى لنفسه أو لغيره النبوة بعد رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقد انسلخ من الإسلام ، وكان من الغاوين" (١). وصدق الله تعالى حين قال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر : ٩].

موقف البهائية من المعجزات :

يرى البهائيون أن المعجزات الحسية ليست قرينة قوية على صدق الأنبياء والمرسلين ، فالمعجزة عندهم ليست شرطا فى النبوة أو فى الدلالة على صدق النبي ، فيقول الجرفادقانى البهائى : " إن العجائب والمعجزات من الأدلة التأييدية لا من البراهين الذاتية الأصلية وإن دلالتها ثانوية على أحقية مظاهر أمر الله لا دلالة أولية" (٢).

وهذا يعنى أن البهائية يرون أن المعجزة دلالتها ثانوية وليست أساسية مع أن المعجزة عند أهل العلم وأهل الحق وعلماء المسلمين جميعا هى" أمر خارق للعادة مقرون بالتحدى مع عدم المعارضة ، قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول الله" (٣).

__________________

(١) محمد الخضر حسين : رسائل الإصلاح ، مكتبة القدس ، مصر ١٣٥٨ ه‍ ، ٣ / ١٠٥.

(٢) الجرفادقانى (أبو الفضل محمد بن محمد رضا) المعروف بفضل الله الإيراني : الحجج البهية ، مطبعة السعادة بمصر ، ١٣٤٣ ه‍ ١٩٢٥ م ، ص ٧٥ ـ ٧٦.

(٣) الإيجى (عضد الدين القاضى عبد الرحمن بن أحمد) : المواقف فى علم الكلام ، مكتبة المتنبى ، القاهرة ، ص ٣٣٩.

١٠٢

ويعرفها الجرجانى بأنه" أمر خارق للعادة ، داعية إلى الخير والسعادة مقرونة بدعوى النبوة قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول الله" (١).

فالإجماع على أن المعجزة ضرورية لكل نبى ورسول حتى يستطيع أن يقدم لقومه الدليل على صدق دعواه بأنه رسول من عند الله تعالى ، فكل الأنبياء والمرسلين أصحاب معجزات حسية تشهد بنبوتهم وصدق رسالتهم.

الحقيقة إن البهائيين اتخذوا من محاولتهم هدم عقيدة ختم النبوة سبيلا إلى إنكار معجزات الأنبياء ، بل يقول داعيتهم الجرفادقانى فى الدرر البهية على فرض صحة هذه المعجزات ، فإنه لم يرها غير أعداد قليلة من أقوام هؤلاء الأنبياء فيقول : هب أن موسى كما تزعم اليهود فلق البحر ، وجفف النهر ، وبدل العصا بحية تسعى ، وأخرج اليد البيضاء وغيرهما من الآيات الكبرى ، وأن المسيح له المجد أحيا ميتا ، وأبرأ أكمها ، وشفى أبرصا فإن تلك الآيات لو صحت على الظاهر لم يرها غير نفوس معدودة من الجمهور" (٢).

وهكذا فإننا نرى أن داعية البهائية لم يفهم حقيقة معجزات الأنبياء أو أنه يحاول الخلط والكذب على الله تعالى فمن الحقائق المعروفة مثلا أن معجزة موسى كانت السبب المباشر فى إيمان سحرة فرعون : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى. فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى). [طه : ٦٩ ـ ٧٠]

__________________

(١) الجرجانى (السيد الشريف على بن محمد بن على السيد الزين) : التعريفات ، طبعة مصطفى البابى الحلبى ، مصر ١٣٥٧ ه‍ ١٩٥٧ م ، ص ١٩٥.

(٢) الجرفادقانى : الدرر البهية : ص ٧٠.

١٠٣

فمعجزة العصا هى التى جعلت السحرة يؤمنون بموسى ، وقول الله تعالى : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) الفاء هنا برهان أكيد على أن السحرة آمنوا فور مشاهدتهم معجزة موسى خصوصا وأن التوراة لم تكن نزلت بعد على موسى.

والإمام الجوينى فى إثبات معجزات الأنبياء قال فى كتابه الإرشاد : " يقول النبي فى مخاطبة من سبق اعتقاده للإلهية قد علمتم أن ابتعاث النبي غير منكر عقلا ، وأنا رسول الله إليكم ، وآية صدقى ، أنكم تعلمون تفرد الرب بالقدرة على إحياء الموتى ، وتعلمون أن الله عالم" بسرنا وعلانيتنا" وما نخفيه من سرائرنا ، ونبديه من ظواهرنا ، وإنما أنا رسول الله إليكم ، فإن كنت صادقا ، فاقلب يا رب هذه الخشبة حية تسعى ، فإذا انقلبت ـ كما قال ـ وأهل الجمع عالمون بالله تعالى ، فحينئذ يعلمون على الضرورة أن الرب تعالى قصد بإبداع ما أبدع تصديقه ، ومن كان غائبا عن المجلس الموصوف ، فبلغه ما جرى شارك الحاضرين فى العلم بالرسالة ، وإن لم يحس حالا" (١).

ومعنى ذلك أن هناك علاقة وثيقة وتامة بين الرسول والمعجزة ، فإتيان المعجزة على يديه يعنى تأييد الله تعالى له ، وتصديق قومه له.

رأى الدين فى البهائية :

ـ أفتى الشيخ سليم البشرى شيخ الأزهر بكفر ميرزا عباس زعيم البهائيين ، ونشر ذلك فى جريدة مصر الفتاة ، بالعدد ٦٩٢ فى ٢٧ / ١٢ / ١٩١٠ م.

__________________

(١) الجوينى : الإرشاد ، طبعة الخانجى ، مصر ، ص ٣٢٩.

١٠٤

ـ صدر حكم قضائى فى ٣٠ / ٦ / ١٩٤٩ م من محكمة المحلة الكبرى الشرعية بمصر بطلاق امرأة اعتنق زوجها البهائية لأنه مرتد.

ـ أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فى ٢٣ / ٩ / ١٩٤٧ م وفى ٣ / ٩ / ١٩٤٩ م فتوى بردة من يعتنق البهائية.

ـ صدرت فتوى من دار الإفتاء المصرية فى ١١ / ٣ / ١٩٣٩ م وفى ٢٥ / ٣ / ١٩٦٨ م وفى ١٣ / ٤ / ١٩٥٠ بأن البهائيين مرتدون. وفى ٨ من ديسمبر سنة ١٩٨١ م ببطلان عقد الزواج بين المسلمة والبهائى.

ـ حكمت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة فى القضية رقم ١٩٥ لسنة ٤ قضائية بتاريخ ١١ / ٦ / ١٩٥٢ بأن البهائيين مرتدون.

ـ صدر قرار جمهورى بالقانون رقم ٢٦٣ لسنة ١٩٦٠ بحل المحافل البهائية ووقف نشاطها فى مصر.

ومن فتاوى لجنة الفتوى بالأزهر" إن مذهب البهائية باطل ليس من الإسلام فى شيء" بل إنه ليس من اليهودية ولا النصرانية ، ومن يعتنقه من المسلمين يكون مرتدّا خارجا عن دين الإسلام ، فإن هذا المذهب قد اشتمل على عقائد تخالف الإسلام ، ويأباها كل الإباء ، منها ادعاء النبوة لبعض زعماء هذا المذهب ، وادعاء أن هذا المذهب ناسخ لجميع الأديان إلى غير ذلك.

ومن المقرر شرعا أن المرتد لا يرث المسلم ولا غيره ، وعلى ذلك فمعتنق مذهب البهائية لا يرث غيره مطلقا" (١).

__________________

(١) مجلة الأزهر : ملحق المجلة ، شعبان ، ١٤٠٥ ه‍.

١٠٥

المبحث الخامس

شريعة البهاء

إن شريعة البهاء من صنع البهاء ؛ ولهذا فهى مليئة بأخطاء البشر لأنها بعيدة عن السماء ، وخالق الأرض والسماء ، وخالق كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يصفون ، فشرائع السماء لا تدعو أبدا إلى عبادة البشر كما نادى البهاء بعبادته بدعوى ألوهيته ، ومن ذلك فرض على أتباعه عبوديته ، يقول فى كتابه المسمى الأقدس : " يا ملأ الإنشاء ، اسمعوا نداء مالك الأسماء ، إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم أنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالى العليم الحكيم ..." (١).

وفى جرأة عجيبة يقول : " من توجه إلى قد توجه إلى المعبود كذلك فصّل فى الكتاب وقضى الأمر من لدن الله رب العالمين" (٢). فالبهاء هو رب البهائيين الأعلى ، ولا رب سواه فهم يقولون فى دروسهم : " إنه اليوم استوى على عرش الربوبية الكبرى ، جمال الأقدس الأبهى (البهاء) ، ويتجلى على أهل الأرض بكل أسمائه الحسنى وصفاته العليا" (٣).

وهكذا نلاحظ أنها شريعة تدعو إلى تقديس البهاء ومن كتابهم دروس الديانة ما نصه : " إنه لا بد من توجه القلب عند الذكر والدعاء إلى

__________________

(١) البهاء : الأقدس ، الفقرة ٢٨٢.

(٢) المرجع السابق ، الفقرة ٢٨٢.

(٣) أحمدى ، جلال الدين شمس : تنوير الألباب لإبطال دعوة البهاء والباب ، طبعة مصر ، ص ٢٧.

١٠٦

بهاء الله ؛ لأن جميع أدعيتنا وكل أسرارنا معه ، ولا يوجد سميع للدعوات ، ومجيب لها غيره" (١).

وقال ميرزا حيدر على فى كتابه بهجة الصدور ص ٣٦٧ : " نحن أهل البهاء نعتقد ونوقن بألوهية البهاء العديم المثال الحى القيوم الّذي لا يزول ولا يفنى" (٢).

ويقول جلال الدين شمس أحمدى : " ولا يخجل البهائيون من ادعائهم أنهم يعتقدون بكتاب الله ، القرآن الكريم ، مع انهم فى نفس الوقت يكذبونه فى جميع أعمالهم ، وأفعالهم وينقضون شريعة محمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم يدعون ألوهية البهاء" (٣).

إن البهاء يعتبر أن شريعته ناسخة للإسلام والأديان السابقة عليه ، وأن كتابه ناسخ لكل الكتب السابقة ، قال فى كتابه الأقدس : " قل تالله الحق ، لا يغنيكم اليوم كتب العالم ، ولا ما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب الّذي ينطق فى قطب الإبداع أنه لا إله إلا أنا العليم الحكيم" (٤).

وقال أيضا عنه : " من يقرأ آية من آياته لخير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين" (٥).

إن شريعة البهاء وضعها واحد من أعدى أعداء الإسلام فى محاولة خبيثة لهدم قواعد الدين الحق وشريعته العظيمة ، ودعوى البهاء أن شريعة

__________________

(١) المرجع السابق ، ص ٢٧

(٢) المرجع السابق ، ص ٢٧

(٣) المرجع السابق ، ص ٢٧

(٤) البهاء : الأقدس ، ص ٤٥

(٥) المرجع السابق ، ص ٣٧

١٠٧

الإسلام شريعة لا تصلح لهذا الزمان دعوى لا أساس لها من الصحة فقد شهد لها كبار رجال القانون فى العالم.

قبلة البهائيين :

قبلتهم عكا حيث قبر البهاء ، والحقيقة أن قبلتهم تغيرت بتغير ظروف البهاء ، فأيام أن كان مسجونا فى طهران كان سجن طهران قبلة البهائيين ، وأيام أن كان فى بغداد كانت قبلتهم بغداد ، وحينما كان فى أدرنة كانت قبلتهم أدرنة ، ولما دفن فى عكا أصبحت قبلتهم عكا.

يقول البهاء فى كتابه الأقدس مناشدا أستاذه فى الزندقة والخروج على الإسلام الباب : " يا ملأ البيان القوا الرحمن ثم انظروا ما أنزله فى مقام آخر ... إنما القبلة من يظهره الله (يقصد البهاء نفسه) متى ينقلب تنقلب إلى أن يستقر ، كذلك نزل من لدن مالك القدر .." (١).

وقد بين خليفته ابنه عبد البهاء عباس أفندى فى جوابه لسؤال حول قبلة البهائية بأنها حيث قبر أى حيث توجد مقبرته فى عكا فقال : " أما بخصوص محل التوجه فإنه مقبرته المقدسة (أى مقبرة البهاء بعكا) بنص قطعى إلهى ، الّذي جعله مكانا للملإ الأعلى ، روحى وذاتى وكينونتى لترابه الفداء ، والتوجه إلى غير ذلك العتبة المقدسة لا يجوز ، إياك إياك إلى غيره .. لعمرى إنه لمسجد الأقصى ، وسدرتى المنتهى ، وجنتى العليا ، ومقصدى الأعلى" (٢). ويكفى خروجا عن الإسلام تحويل قبلة المسلمين من مكة المكرمة إلى عكا حيث قبر البهاء.

__________________

(١) البهاء : الأقدس ، فقرة ٢٩٢.

(٢) الخاورى ، گنجينه حدود وأحام (فارسى) (خزينة حدود وأحكام) ، ص ٢٠ ـ ٢١.

١٠٨

ولقد أشار البهاء بنفسه إلى قبلة أتباعه بأنها حيث يوجد مقره الأخير ويدفن فقال : " وعن غروب شمس الحقيقة والتبيان (أى حين يموت) (١) المقر الّذي قدرناه لكم إنه لهو العزيز العلام" (٢).

ويقول فى الأقدس : " وإذا أردتم الصلاة ولوا وجوهكم شطرى الأقدس المقام الّذي جعله الله مطاف الملأ الأعلى ومقبل أهل مدائن البقاء ، ومصدر الأمر لمن فى الأرض والسماوات" (٣).

إن البهائيين يولون وجوههم جهة معبودهم البهاء الّذي لم يستطع أن يخلص نفسه من السجن أيام كان سجينا ، والّذي كان يخاف من الناس ، فأى إله هذا الّذي يخشى خلقه وعبيده ، ويقول وهو مسجون : " أنا المظلوم المرمى فى السجن الأعظم ، والغريب الّذي لم يخلص من الأعداء ، ولن يخلص" (٤).

وما أعظم قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج : ٧٣ ـ ٧٤].

والحقيقة" إن أعمال البهائيين وسجودهم على قبر مؤسس البهائية ، وطوافهم حوله ، واعتقادهم أن البهاء سميع الدعوات ومجيبها ، والعليم بما

__________________

(١) وهل هناك إله يموت؟.

(٢) البهاء : الأقدس ، فقرة ١٥.

(٣) البهاء : الأقدس ، فقرة ١٤.

(٤) البهاء : كلمات إلهية مجموعة ، لوح باسم المقتدر على ما يشاء ، طبعة باكستان ، ص ٤٦

١٠٩

كان وما يكون ، إن كل هذه الأمور تدل دلالة واضحة على أنهم سبقوا المشركين الوثنيين فى عبادة الأموات ، أهل القبور الذين لا يملكون لأنفسهم ضرّا ولا نفعا ، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا" (١).

الوضوء :

قال البهاء عن أحكام الوضوء : " يغسل فى كل يوم يديه ، ثم وجهه ويقعد مقبلا إلى الله ، ويذكر خمسا وتسعين مرة الله أبهى" (٢).

وقال عن التيمم : " ومن لم يجد الماء ، يذكر خمس مرات بسم الله الأطهر ، ثم يشرع فى العمل" (٣).

والوضوء عند البهائية لا ينقض بحدث أصغر أو أكبر ، فالجماع لا ينقض الوضوء ، ولا ما يخرج من السبيلين ناقض ، ولا غير ذلك أبدا على الإطلاق بل قال البهاء : " قد حكم الله بالطهارة على ماء النطفة رحمة من عنده على البرية" (٤).

الصلاة :

عدد الصلوات عند البهائيين ثلاث مرات فى اليوم حين الزوال ، وفى البكور والآصال ، وعدد ركعات كل صلاة ثلاث ركعات يقول البهاء : " قد كتب عليكم الصلاة تسع ركعات لله منزل الآيات ، حين الزوال ، فى البكور والآصال ، وعفونا عدة أخرى أمرا فى كتاب الله إنه لهو الآمر

__________________

(١) أحمدى ، جلال الدين شمس : تنوير الألباب ، ص ٢٧.

(٢) البهاء : الأقدس ، ص ٦.

(٣) البهاء : الأقدس ، ص ٤.

(٤) البهاء : الأقدس ، ص ٤٢

١١٠

المقتدر المختار" (١).

ومن أجل أن يكسب البهاء مزيدا من الأتباع فقد يسر أمر الصلاة على طائفته ، فإنه غفر للعجوز والمريض ألا يصلوا ، وكذلك للمسافر ألا يصلى ، فقط عليه أن يسجد سجدة واحدة ، يقول البهاء : " عفى المسافرون عن الصلاة ، والصوم ، وجعل بدل الصلاة سجدة واحدة" (٢). ويقول فى سجدته سبحان الله ، وقال : " من كان فى نفسه ضعف من المرض أو الهرم عفا الله عنه (أى الصلاة والصوم) فضلا من عنده إنه لهو الغفور الكريم" (٣).

ومع أن المفروض أن يؤدى البهائى هذه الركعات التسع فى اليوم ، فى ثلاث صلوات ، كل صلاة ثلاث ركعات ، إلا أن أى بهائى يمكنه أن يؤدى صلاة واحدة من هذه الصلوات التى تسمى الكبرى والوسطى والصغرى ففى إجابة أحد السائلين لعبد البهاء عباس : هل تجب الصلوات الثلاثة كما نزل فى الأقدس أم لا؟ قال : " إن الصلوات الثلاثة ليست بواجبة بل تكفى منها الواحدة" (٤).

وهكذا فإن أمر الصلاة هين عند البهائيين ، فللبهائى أن يتكاسل عن أدائها ، ويتهاون فلا يصلى ، ولا تجب عليه الصلاة ، يقول عبد البهاء عباس أفندى : " عند التكسر والتكاسل لا يجوز الصلاة ولا يجب وهذا حكم الله من قبل ومن بعد" (٥).

__________________

(١) البهاء : الأقدس ، فقرة ١٣

(٢) البهاء : الأقدس ، فقرة ٣١

(٣) البهاء : الأقدس ، فقرة ٢٤

(٤) الخاورى : خزينة حدود وأحكام ، ص ٢٦

(٥) الخاورى : خزينة حدود وأحكام ، ص ٤٧

١١١

فمرة يقول عبد البهاء عباس ابن البهاء بأن الصلاة" أساس الأمر الإلهي ، وأعظم الفرائض حيث قال : " اعلم أن الصلاة لازمة مفروضة ولا عذر للإنسان بأى حال من الأحوال من عدم إجرائها إلا إذا كان معتوها أو منعه منها مانع قهرى فوق العادة" (١). ويقول : " الصلاة أساس الأمر الإلهي وسبب الروح وحياة القلوب الرحمانية" (٢). ومرة يسقطها بالكلية عن المتكاسلين فعند التكاسل : " لا يجوز الصلاة ولا يجب". وطبعى أنه أيسر على الإنسان أن يتكاسل ولا يصلى فعبد البهاء يزعم أن" هذا حكم الله من قبل ومن بعد ، طوبى للسامعين والسامعات ـ حسب زعمه ـ والعاملين والعاملات ، الحمد لله منزل الآيات ومظهر البينات" (٣).

كيفية أداء الصلاة عند البهائيين :

ذكر البهاء فى كتابه أدعية محبوب صورة أداء الصلاة عند طائفته وملخصها كما ذكر صاحب تنوير الألباب : " إن المصلى البهائى لا يقرأ شيئا مما نقرأه نحن فى صلواتنا كسورة الفاتحة ، والتسبيحات ، والتحيات ، والتشهد ، والصلاة على رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بل يقرأ ما ابتدعه بهاء الله من عند نفسه ، وذلك أن المصلى يقف متوجها شطر عكا بعد أن يلتفت يمنة ويسرة ، ويقرأ بضع كلمات ، ثم يرفع يديه للدعاء ، وبعدها يسجد ، ويقول كلمات أخرى ثم يقول بعدها : الله أبهى ، عوضا عن الله أكبر ، ويكررها ثلاث مرات ، ويركع بعدها ثم يقف للدعاء وهو رافع يديه ، ثم يسجد وبعد السجود يبقى قاعدا لقراءة بعض الكلمات.

__________________

(١) أسلمنت : بهاء الله والعصر الجديد ، ص ٩٦.

(٢) الخاورى : خزينة حدود وأحكام ، ص ١١

(٣) الخاورى : خزينة حدود وأحكام ، ص ٤٧

١١٢

وبذلك تنتهى الركعة الثانية ، وبعدها ينهض واقفا للركعة الثالثة ، وهى الركعة الأخيرة ؛ صلاتهم ثلاث ركعات ، فيفعل مثل ما فعل فى الركعة الثانية إلا أنه فى هذه الركعة يقول قبل السجود : الله أبهى ثلاث مرات ، ثم يقعد بعد السجود ويقرأ بضع كلمات ، وتنتهى بذلك الصلاة .. والصلاة المذكورة تسمى عندهم بالصلاة الكبيرة ، والصلاة الصغيرة هى أنهم يقومون متوجهين إلى روضة بهاء الله ، ويركعون ، ثم يقعدون ، ويقرءون فى هذه الحالات الكلمات التى أمر بهاء الله بتلاوتها" (١).

وبالطبع فإن أى مسلم يلاحظ ببساطة شديدة أن البهاء ابتدع لهم طريقة فى أداء الصلاة تختلف عن كيفية أداء الصلاة عند المسلمين ، بل فيها خروج واضح عن تعاليم الإسلام بشأن كيفية الصلاة.

وتؤدى الصلاة عندهم فرادى ، وصلاة الجماعة لا تجوز إلا عند الصلاة على الميت ، وذلك طبقا لتعاليم البهاء فى أقدسه ، ولكن ابنه عباس أفندى أباح للبهائيين بعد وفاة أبيه صلاة الجماعة .. ولهذا نجد اختلافا بين الابن وأبيه فى شريعة البهائية مما يبرهن لكل صاحب نظر أنها نحلة ابتدعها من افترى على الله كذبا.

الصوم عند البهائية :

الصوم عند البهائية يكون فى شهر سموه بشهر العلاء ، وهذا الشهر هو آخر الشهور فى السنة البهائية ، والسنة البهائية تتكون من تسعة عشر شهرا ، والشهر ينقسم إلى تسعة عشر يوما ، وقد جعل البهاء النيروز عيدا لأتباعه ، والنيروز يكون أول الربيع فى ٢١ مارس على ما ذكرنا من قبل.

__________________

(١) أحمدى ، جلال الدين شمس ، تنوير الألباب ، طبع بالمطبعة الهندية بشارع الدواوين بمصر ، طبعة ١٩٣٥ م ، ص ٢٩

١١٣

يقول البهاء فى الأقدس : " يا قلمى الأعلى قل يا ملأ الإنشاء قد كتبنا عليكم الصيام أياما معدودات ، وجعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها" (١).

والصوم عند البهائية مجرد الامتناع عن الأكل والشرب من مطلع الشمس إلى غروبها ، ولم يقرر البهاء أكثر من ذلك ، ولم يوضح لأتباعه غير ذلك المفهوم للصوم ، وهذا يعنى عندهم أن الجماع فى فترة الصيام لا يفسد الصوم ، فالصوم عند البهاء مجرد الكف عن الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى أفولها .. يقول البهاء : " كفوا أنفسكم من الطلوع إلى الغروب كذلك حكم المحبوب من لدن الله المقتدر المختار" (٢).

وقال أيضا فى أقدسه : " كفوا أنفسكم عن الأكل والشرب من الطلوع إلى الأفول ، إياكم أن يمنعكم الهوى عن هذا الفضل الّذي قدر فى الكتاب" (٣).

ورغم أنه أمر أتباعه بالصيام إلا أنه أفرغ هذا الأمر من الوجوب وجعله كأن لم يكن ، فإنه رفع الصوم عن المتكاسل ، وعن المريض والحامل ، والمرضع ، والعجوز ، وعن النساء حين يجدن الدم ، ومن يقوم بأعمال صعبة شاقة ، كذلك يوم عيد الشيرازى ، والبهاء المازندرانى ، ويوم المبعث وهو يوم إعلان دعوة الباب الشيرازى للبابية.

هكذا نلاحظ أن الصوم كالصلاة ، يمكن لأى بهائى أن لا يؤديهما ، ألم يقل البهاء من قبل : " من كان فى نفسه ضعف من المرض أو الهرم عفا عنه ـ الصلاة والصوم ـ فضلا من عنده إنه لهو الغفور الكريم" (٤).

__________________

(١) البهاء : الأقدس ، فقرة ٤٠

(٢) الخاورى : خزينة حدود وأحكام ، ص ٤٩

(٣) البهاء : الأقدس ، فقرة ٤٧

(٤) البهاء : الأقدس ، فقرة ٢٤

١١٤

وقال : " ليس على المسافر والمريض والحامل والمرضع حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده إنه لهو العزيز الوهاب" (٢).

" وعند التكاسل لا يجوز الصلاة والصوم وهذا حكم الله من قبل ومن بعد" (٣). ونحن نتساءل .. على من يبقى حكم الصوم بعد ذلك؟!!.

الزكاة عند البهائية :

قال البهاء فى كتابه الأقدس : " قد كتب عليكم تزكية الأقوات وما دونها بالزكاة ، هذا ما حكم به منزل الآيات ، فى هذا الرق المنيع" (٤).

ولما سئل عن نصابها قال : " سوف نفصل لكم نصابها إذا شاء الله وأراد ، إنه يفعل ما يشاء بعلم من عنده إنه لهو العلام الحكيم" (٥).

ولما لم يستطع إله البهائية تحديد نصاب الزكاة قال : " يعمل فى الزكاة كما نزل فى الفرقان" (٦). يقصد القرآن الكريم .. وهذه معلومة خاطئة فالسنة المطهرة هى التى بينت نصاب الزكاة وشروطها وأنواعها لا القرآن الكريم ، وهذا يؤكد لنا مدى بعده عن نصوص القرآن الكريم .. لكننا بعد ذلك نلاحظ أن تقديس البهائيين للرقم ١٩ جعله يقرر لهم أنه من يملك مائة مثقال من الذهب يؤخذ منه تسعة عشر مثقالا.

وينقل محمد فاضل فى كتابه الحراب فى صدر الباب والبهاء ما ذكره محمد مهدى خان فى كتابه مفتاح باب الأبواب من كتاب الأقدس للبهاء مع

__________________

(٢) البهاء : الأقدس ، فقرة ٤٤

(٣) الخاورى : خزينة حدود وأحكام ، ص ٣٧

(٤) البهاء : الأقدس ، فقرة ٣٥٠

(٥) البهاء : الأقدس ، فقرة ٣٥١

(٦) البهاء : الأقدس ، فقرة ٣٥١

١١٥

تعليق مهدى خان ، فيذكر قول البهاء : " والّذي يملك مائة مثقال من الذهب فتسعة عشر مثقالا لله فاطر السماوات وإياكم يا قوم أن تمنعوا أنفسكم عن هذا الفضل العظيم قد أمرناكم بهذا بعد أن كنا أغنياء عنكم ، وعن كل من فى السماوات والأرض ... يا قوم لا تخونوا فى حقوق الله ، ولا تصرفوا فيها إلا بعد إذنه (يقصد إذنه هو) كذلك قضى الأمر فى الألواح ، وفى هذا اللوح المنيع (إلى أن يقول) قد حضرت لدى العرش (يقصد نفسه) عرائض شتى من الذين آمنوا وسألوا فيها الله رب ما يرى وما لا يرى رب العالمين ، لذا نزلنا اللوح بطراز الأمر لعل الناس بأحكام ربهم يعملون ، وكذلك سئلنا من قبل سنين متواليات ، وأمسكنا القلم حكمة من لدنا إلى أن حضرت كتب من أنفس معدودات فى تلك الأيام ؛ لذا أجبناهم بالحق بما يحيى به القلوب" (١).

وقال محمد مهدى خان : " يظهر من هذه الأقوال أنه لو لا إلحاح المؤمنين به ، لما كان ينزل هذه الأحكام وما كان يؤسس دينه ، ويلزم عباده باتباعه ، وهذا شأن بديع من الألوهية الجديدة يختلف عن شئون الآلهة القديمة" (٢).

الحج عند البهائية :

الحج عندهم هو الحج إلى البيت الّذي سكن فيه البهاء المازندرانى ببغداد ، والمسكن الّذي عاش فيه الباب الشيرازى بشيراز.

__________________

(١) محمد فاضل : الحراب فى صدر البهاء والباب ، ص ٢٧٨

(٢) المرجع السابق : ص ٢٧٩

١١٦

قال البهاء فى لغة ركيكة : " وارفعن البيتين فى المقامتين والمقامات التى فيها استقر عرش ربكم الرحمن" والمراد من البيتين اللذين أمر بطوافهما والحج إليهما بيت على محمد الباب فى شيراز ، والبيت الّذي كان يسكن فيه بهاء الله ببغداد" (١).

وكذلك أمر بهاء الله رجلا من أتباعه اسمه محمد فى كتابه مبين ص ٢٢٥ ـ ص ٢٢٨ ، بقوله ـ : " يا محمد إذا خرجت من ساحة العرش عكا اقصد زيارة البيت ببغداد ، من قبل ربك ، وإذا حضرت تلقاء الباب قف وقل يا بيت الله الأعظم ، زين جمال القدم بهاء الله .. ما لى يا عرش الله أرى تغير حالك واضطربت أركانك ، وما لى أراك الخراب .... يا بيت الله إن هتك المشركون ستر حرمتك لا تحزن ، يسمع نداء من يزورك ، ويطوف حولك" (٢).

والحج واجب على الرجال دون النساء عند البهائية .. يقول البهاء فى أقدسه : " قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء ، عفا الله عنهن رحمة من عنده ، إنه لهو المعطى الوهاب" (٣).

والعجيب فى الأمر أن البهاء فى كتبه المختلفة لم يحدد زمنا للحج ، ولا كيفية أداء مناسك الحج لأتباعه البهائيين ، ولا سائر أعمال الحج.

يقول إحسان إلهى ظهير : " وأطرف من ذلك أن البيتين لا يوجد لهما أثر ؛ لأن حكومة إيران هدمت تلك الدار التى سكنها الباب الشيرازى ،

__________________

(١) أحمدى ، جلال الدين شمس ، تنوير الألباب لإبطال دعوة البهاء والباب ، طبع بالمطبعة الهندية بشارع الدواوين بمصر ، طبعة ١٩٣٥ م ، ص ٣٢

(٢) المرجع السابق ، ص ٣٢

(٣) البهاء : الأقدس ، فقرة ٦٨.

١١٧

كما أن الدار التى كانت فى بغداد والتى أقام فيها حسين المازندرانى (بهاء الدين) لم تبق فى ملكهم ، فالحكومة حظرت نشاطات البهائيين فى العراق ، وحلت المجالس والمحافل البهائية ، ولم تسمح لأى بهائى بالدخول فى دار الحج ببغداد. ويقصد البهائيون فى حجهم مدفن البهاء بعكا لقوله السابق : " قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت (يقصد هنا مدفنه بعكا) دون النساء" (١).

عدة الشهور والأيام عند البهائية

قال البهاء : " إن عدة الشهور تسعة عشر شهرا فى كتاب الله قد زين أولها بهذا الاسم المهيمن على العالمين" (٢). ويقصد نفسه فأول الشهور عندهم شهر البهاء.

وقد خالف بهذا شريعة الإسلام ، وبدّل الشهور وأسماءها والله تعالى يقول فى محكم تنزيله : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [التوبة : ٣٦].

فكيف يدعى : " إن عدة الشهور تسعة عشر شهرا فى كتاب الله" وقد اقتفى البهاء خطوات الباب فى تقسيم السنة ـ كما يقول محمد فاضل : " فجعلها تسعة عشر شهرا ، وكل شهر تسعة عشر يوما ، وسمى الأيام الباقية التى يتم بها الحول ٣٦٦ يوما على الحساب الشمسى وهى خمسة أيام سماها أيام البهاء" (٣) ، وهو مستفاد من طائفة الباطنية ، ولكن بتصرف

__________________

(١) إحسان إلهى ظهير : البهائية نقد وتحليل ، ص ١٧٠ ، ١٧٣.

(٢) البهاء : الأقدس ، ص ٣٤.

(٣) محمد فاضل : الحراب فى صدر البهاء والباب ، ص ٢٧٤ ـ ٢٧٦.

١١٨

يسير وجعل لكل شهر من شهور السنة اسما خاصّا به ، فالأول اسمه (بهاء) والثانى (جلال) ، والثالث (جمال) ، والرابع (عظمة) ، والخامس (نور) ، والسادس (رحمة) ، والسابع (كلمات) ، والثامن (كمال) ، والتاسع (أسماء) ، والعاشر (عزة) ، والحادى عشر (مشيئة) والثانى عشر (علم) ، والثالث عشر (قدرة) ، والرابع عشر (قول) ، والخامس عشر (سائل) ، والسادس عشر (شرف) ، والسابع عشر (سلطان) ، والثامن عشر (ملك) ، والتاسع عشر (علاء) وبه يتم الحول .. وجعل لكل يوم من أيام الأسبوع اسما خاصّا به أيضا : فالأول (جلال) ، والثانى (جمال) ، والثالث (كمال) ، والرابع (فضال) ، والخامس (عدال) ، والسادس (استجلال) ، والسابع (استقلال) وبه تتم أيام الأسبوع".

وكل هذا ابتداع لا أساس له فى عقائد المسلمين ومبادئهم ، ولكن البهاء أراد أن ينخر فى مبادي المسلمين ، فاخترع لهم نحلته الباطلة .. وشاء الله أن يقيض للإسلام والمسلمين من يكشف لهم ضلال البهاء والبهائية.

١١٩

المحرمات عند البهائيين :

يقول البهاء : " قد حرمت عليكم أزواج آبائكم" (١). أى أن البهاء اقتصر على تحريم أزواج الآباء فقط ، أما باقى الأقارب فحلال للرجل أن ينكحهن كالأخوات ، والعمات ، والخالات ، وبنات الأخ ، وبنات الأخت ، وأمهات الرضاعة ، وأخوات الرضاعة ، فلم يحرم إلا أزواج الآباء كما نص فى كتابه الأقدس ، ولم يبين البهاء ولا ابنه العباس ، ولا شوقى أفندى الرجل الثالث فى كتبهم المحرمات سوى أزواج الآباء ، حتى أن عباس عبد البهاء أفتى فى مكاتيبه بأنه لا يحرم نكاح الأقارب ما دام البهائيون قلة ضعفاء ، ولما تقوى البهائية وتزداد نفوسها عندئذ يندر وقوع الزواج بين الأقارب" (٢).

ويعلق جلال الدين شمس أحمدى على قول البهاء فى أقدسه : " قد حرمت عليكم أزواج آبائكم" إنا نستحى أن نذكر حكم الغلمان" أى حكم اللواطة بالغلمان فيقول : " إن اكتفاء البهاء بتحريم أزواج الآباء فقط وسكوته عن بقية المحرمات التى ذكرها القرآن المجيد ، دليل قاطع على أنه يجوز عند البهائيين نكاح البنات ، والأخوات ، وخلافهما ، مما لا يجوز فى أى شريعة من الشرائع السماوية الموجودة ، ثم إننا لا نعلم شريعته الجديدة ، خصوصا وأن هذا المرض الخبيث يفتك فى الأخلاق فتكا مريعا فى الشرق والغرب ، وإن سكوته عن بيان الحكم فى هذا الأمر القبيح جعل بعض أتباعه يرتكبه بحجة أن البهاء لم ينص على تحريمه كما ذكر ذلك مبلغهم السابق

__________________

(١) البهاء : الأقدس ، فقرة ٢٣٥.

(٢) مكاتيب عبد البهاء : ترجمة عربية ، طبعة مصر ، ٣ / ٣٧٠

١٢٠