الشيخ عزيز الله العطاردي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
بنى اميّة ، يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله.
يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا فى زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدّى الحسين غفر الله له ذنوبه البتة ، ثم إنّهعليهالسلام نهض ، وضرب سترا بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين عليهالسلام ثمّ التفت إلىّ وقال لى : يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّا ، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتى وأنشأت أقول :
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلا |
|
وقد مات عطشانا بشطّ فرات |
إذا للطمت الخدّ فاطم عنده |
|
وأجريت دمع العين فى الوجنات |
أفاطم قومى يا ابنة الخير واندبى |
|
نجوم سماوات بأرض فلاة |
قبور بكوفان واخرى بطيبة |
|
واخرى بفخّ نالها صلواتى |
قبور ببطن النهر من جنب كربلا |
|
معرّسهم فيها بشطّ فرات |
توافوا عطاشا بالعراء فليتنى |
|
توفّيت فيهم قبل حين وفاتى |
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم |
|
سقتنى بكأس الثّكل والفضعات |
إذا فخروا يوما أتوا بمحمّد |
|
وجبريل والقرآن والسّورات |
وعدّوا عليّا ذا المناقب والعلا |
|
وفاطمة الزهراء خير بنات |
وحمزة والعباس ذا الدّين والتّقى |
|
وجعفرها الطيّار فى الحجبات |
اولئك مشؤمون هندا وحربها |
|
سميّة من نوكى ومن قذرات |
هم منعوا الآباء من أخذ حقّهم |
|
وهم تركوا الأبناء رهن شتات |
سأبكيهم ما حجّ لله راكب |
|
وما ناح قمرىّ على الشجرات |
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة |
|
فقد آن للتسكاب والهملات |
بنات زياد فى القصور مصونة |
|
وآل رسول الله منهتكات |
وآل زياد فى الحصون منيعة |
|
وآل رسول الله فى الفلوات |
ديار رسول الله أصبحن بلقعا |
|
وآل زياد تسكن الحجرات |
وآل رسول الله نحف جسومهم |
|
وآل زياد غلّظ القصرات |
وآل رسول الله ترمى نحورهم |
|
وآل زياد ربّة الحجلات |
وآل رسول الله تسبى حريمهم |
|
وآل زياد آمنوا السربات |
إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم |
|
أكفّا من الأوتار منقبضات |
سأبكيهم ما ذرّ فى الأرض شارق |
|
ونادى منادى الخير للصلوات |
وما طلعت شمس وحان غروبها |
|
وباللّيل أبكيهم وبالغدوات (١) |
٥٦ ـ عنه :
رأيت فى بعض مؤلّفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثى فأحببت إيرادها : للشيخ الخليعىّ :
لم أبك ربعا للأحبّة قد خلا |
|
وعفا وغيّره الجديد وأمحلا |
كلّا ولا كلّفت صحبى وقفة |
|
فى الدار إن لم أشف ضبّا علّلا |
ومطارح النادى وغزلان النّقا |
|
والجزع لم أحفل بها متغزّلا |
وبواكر الأظعان لم أسكب لها |
|
دمعا ولا خلّ نآى وترحّلا |
لكن بكيت لفاطم ولمنعها |
|
فدكا وقد أتت الخؤن الأوّلا |
إذ طالبته بإرثها فروى لها |
|
خبرا ينافى المحكم المتنزّلا |
لهفى لها وجفونها قرحى وقد |
|
حملت من الأحزان عبئا مثقلا |
وقد اغتدت منفيّة وحميّها |
|
متطيّرا ببكائها متثقّلا |
تخفى تفجّعها وتخفض صوتها |
|
وتظلّ نادبة أباها المرسلا |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٥٧.
تبكى على تكدير دهر ما صفا |
|
من بعده وقرير عيش ما حلا |
لم أنسها إذ أقبلت فى نسوة |
|
من قومها تروى مدامعها الملا |
وتنفّست صعدا ونادت أيّها |
|
الأنصار يا أهل الحماية والكلا |
أترون يا نجب الرّجال وأنتم |
|
أنصارنا وحماتنا أن نخذلا |
ما لي وما لدعىّ تيم ادّعى |
|
إرثى وضلّ مكذّبا ومبدّلا |
أعليه قد نزل الكتاب مبيّنا |
|
حكم الفرائض أم علينا نزّلا |
أم خصّه المبعوث منه بعلم ما |
|
أخفاه عنّا كى نضلّ ونجهلا |
أم أنزلت آى بمنعى إرثه |
|
قد كان يخفيها النبيّ إذا تلا |
أم كان فى حكم النبيّ وشرعه |
|
نقص فتممّه الغوىّ وكمّلا |
أم كان دينى غير دين أبى فلا |
|
ميراث لى منه وليس له ولا |
قوموا بنصرى إنّها لغنيمة |
|
لمن اغتدى لى ناصرا متكفّلا |
واستعطفوه وخوّفوه وأشهدوا |
|
ذلّى له وجفاه لى بين الملا |
إن لجّ فى سخطى فقد عدم الرّضى |
|
من ذى الجلال وللعقاب تعجّلا |
أو دام فى طغيانه فقد اقتنى |
|
لعنا على مرّ الزّمان مطوّلا |
أين المودّة والقرابة يا ذوى الا |
|
يمان ما هذا القطيعة والقلا |
أفهل عسيتم إن تولّيتم بأن |
|
تمضوا على سنن الجبابرة الاولى |
وتنكّبوا نهج السبيل بقطع ما |
|
أمر الاله عباده أن يوصلا |
ولقد أزالكم الهوى وأحلّكم |
|
دار البوار من الجحيم وأدخلا |
ولسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا |
|
ولدى بر مضاء الطفوف مجدّلا |
فى فتية مثل البدور كواملا |
|
عرض المحاق بها فأضحت آفلا |
وأقوم من خلل اللّحود حزينة |
|
والقوم قد نزلت بهم غير البلا |
ويروعنى نقط القنا بجسومهم |
|
ويسوؤنى شكل السيوف على الطلى |
فاقبّل النحر الخضيب وأمسح |
|
الوجه التريب مضمّخا ومرمّلا |
ويقوم سيّدنا النبيّ ورهطه |
|
متلهّفا متأسّفا متقلقلا |
فيرى الغريب المستضام النازح |
|
الأوطان ملقى فى الثّرى ما غسّلا |
وتقوم آسية وتأتى مريم |
|
يبكين من كربى بعرصة كربلا |
ويطفن حولى نادبات الجنّ إشفا |
|
قا علىّ يفضن دمعا مسبلا |
وتضجّ أملاك السماء لعبرتى |
|
وتعجّ بالشكوى إلى ربّ العلى |
وأرى بناتى يشتكين حواسرا |
|
نهب المعاجر والهات ثكّلا |
وأرى إمام العصر بعد أبيه فى |
|
صفد الحديد مغلّلا ومعلّلا |
وأرى كريم مؤمّلى فى ذابل |
|
كالبدر فى ظلم الدّياجى يجتلى |
يهدى إلى الرّجس اللّعين فيشتفى |
|
منه فؤاد بالحقود قد امتلا |
ويظلّ يقرع منه ثغرا طالما |
|
قدما ترشّفه النبيّ وقبّلا |
ومضلّل أضحى يوطّئ غدره |
|
ويقول وهو من البصيرة قد خلا |
لو لم يحرّم أحمد ميراثه |
|
لم يمنعوه أهله وتأوّلا |
فأجبته : اصر بقلبك أم قذا |
|
فى العين منك عدتك تبصرة الجلا |
أوليس أعطاها ابن خطّاب لحيد |
|
رة الرّضا مستعتبا متنصلا |
أتراه حلّل ما رآه محرّما |
|
أم ذاك حرّم ما رآه محلّلا |
يا راكبا تطوى المهامة عيسه |
|
طىّ الرّدا وتجوب أجواز الفلا |
عرّج بأكناف الغرىّ مبلّغا |
|
شوق ونادبها الإمام الأفضلا |
ومن العجيب تشوّقى لمزار من |
|
لم يتّخذ إلّا فؤادى منزلا |
فاحبس وقل يا خير من وطئ الثرى |
|
وأعزّهم جارا وأعذب منهلا |
لو شئت قمت بنصر بضعة أحمد |
|
الهادى بعقد عزيمة لن تحللا |
ورميت أعداء الرّسول بجمرة |
|
من حدّ سيفك حرّها لا يصطلى |
لكن صبرت لأن تقام عليهم |
|
حجج الإله ولن ترى أن تعجلا |
كيلا يقولوا إن عجلت عليهم |
|
كنّا نراجع أمرنا لو أمهلا |
مولاى يا جنب الاله وعينه |
|
يا ذا المناقب والمراتب والعلا |
إحياؤك العظم الرّميم وردّك |
|
الشمس المنيرة والدّجى قد أسبلا |
وخضوعها لك فى الخطاب وقولها |
|
يا قادرا يا قاهرا يا أوّلا |
وكلام أصحاب الرّقيم وردّهم |
|
منك السلام وما استنار وما انجلى |
وحديث سلمان ونصرته على |
|
أسد الفرات وعلم ما قد أشكلا |
لا يستفزّ ذوى النّهى ويقلّ من |
|
أن يرتضى ويجلّ من أن يذهلا |
أخذ الاله لك العهود على الورى |
|
فى الذّرّ لما أن برا وبك ابتلى |
فى يوم قال لهم : ألست بربّكم |
|
وعلىّ مولاكم معا؟ قالوا : بلى |
قسما بوردى من حياض معارفى |
|
وبشربى العذب الرحيق السلسلا |
ومن استجارك من نبىّ مرسل |
|
ودعا بحقّك ضارعا متوسّلا |
لو قلت إنّك ربّ كلّ فضيلة |
|
ما كنت فيما قلته متنحّلا |
أو بحت بالخطر الّذي أعطاك ربّ |
|
العرش كادونى وقالوا قد غلا |
فاليك من تقصير عبدك عذره |
|
فكثير ما انهى يراه مقلّلا |
بل كيف يبلغ كنه وصفك قائل |
|
والله فى علياك أبلغ مقولا |
ونفائس القرآن فيك تنزّلت |
|
وبك اغتدى متحلّيا متجمّلا |
فاستجلها بكرا فأنت مليكها |
|
وعلى سواك تجلّ من أن تجتلى |
ولئن بقيت لأنظمنّ قلائد |
|
ينسى ترصعها النّظام الأوّلا |
شهد الاله بأنّني متبرّئ |
|
من حبتر ومن الدّلام ونعثلا |
وبراءة الخلعىّ من عصب الخنا |
|
تبنى على أنّ البرا أصل الولا (١) |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٥٨.
٥٧ ـ عنه :
قصيدة لابن حمّاد رحمهالله :
مصاب شهيد الطفّ جسمى أنحلا |
|
وكدّر من دهرى وعيشى ما حلا |
فما هلّ شهر العشر إلّا تجدّدت |
|
بقلبى أحزان توسّدنى البلى |
وأذكر مولاى الحسين وما جرى |
|
عليه من الأرجاس فى طفّ كربلا |
فو الله لا أنساه بالطفّ قائلا |
|
لعترته الغرّ الكرام ومن تلا |
ألا فانزلوا فى هذه الأرض واعلموا |
|
بأنّى بها أمسى صريعا مجدّلا |
واسقى بها كأس المنون على ظما |
|
ويصبح جسمى بالدّماء مغسّلا |
ولهفى له يدعو اللّئام تامّلوا |
|
مقالى يا شرّ الأنام وأرذلا |
ألم تعلموا أنّى ابن بنت محمّد |
|
ووالدى الكرّار للدّين كمّلا |
فهل سنّة غيّرتها أو شريعة |
|
وهل كنت فى دين الاله مبدّلا؟ |
أحلّلت ما قد حرّم الطّهر أحمد |
|
أحرّمت ما قد كان قبل محلّلا |
فقالوا له : دع ما تقول فانّنا |
|
سنسقيك كأس الموت غصبا معجّلا |
كفعل أبيك المرتضى بشيوخنا |
|
ونشفى صدورا من ضغائنكم ملا |
فأثنى إلى نحو النساء جواده |
|
وأحزانه منها الفؤاد قد امتلا |
ونادى ألا يا أهل بيتى تصبّروا |
|
على الضرّ بعدى والشدائد والبلا |
فانّى بهذا اليوم أرحل عنكم |
|
على الرّغم منّى لا ملال ولا قلا |
فقوموا جميعا أهل بيتى وأسرعوا |
|
اودّعكم والدّمع فى الخدّ مسبلا |
فصبرا جميلا واتّقوا الله إنّه |
|
سيجزيكم خير الجزاء وأفضلا |
فأثنى على أهل العناد مبادرا |
|
يحامى عن دين المهيمن ذي العلا |
وصال عليهم كالهزير مجاهدا |
|
كفعل أبيه لن يزلّ ويخذلا |
فمال عليه القوم من كلّ جانب |
|
فألقوه عن ظهر الجواد معجّلا |
وخرّ كريم السبط يا لك نكبة |
|
بها أصبح الدّين القويم معطّلا |
فأرتجت السّبع الشداد وزلزلت |
|
وناحت عليه الجنّ والوحش فى الفلا |
وراح جواد السّبط نحو نسائه |
|
ينوح وينعى الظامئ المترمّلا |
خرجن بنيّات البتول حواسرا |
|
فعاينّ مهر السبط والسّرج قد خلا |
فأدمين باللّطم الخدود لعقده |
|
وأسكبن دمعا حرّه ليس يصطلى |
ولم أنس زينب تستغيث سكينة |
|
أخى كنت لي حصنا حصينا وموئلا |
أخى يا قتيل الأدعياه كسر تنى |
|
وأورثتني حزنا مقيما مولا |
أخى كنت أرجو أن أكون لك الغدا |
|
فقد خبت فيما كنت فيه اؤمّلا |
أخى ليتنى أصبحت عميا ولا أرى |
|
جبينك والوجه الجميل مرمّلا |
وتدعو إلى الزهراء بنت محمّد |
|
أيا أمّ ركني قد وهى وتزلزلا |
أيا أمّ قد أمسى حبيبك بالعرا |
|
طريحا ذبيحا بالدّماء مغسّلا |
أيا أمّ نوحي فالكريم على القنا |
|
يلوّح كالبدر المنير إذ انجلى |
ونوحي على النحر الخضيب واسكبي |
|
دموعا على الخدّ التّريب المرمّلا |
ونوحي على الجسم التّريب تدوسه |
|
خيول بني سفيان في أرض كربلا |
ونوحي على السّجاد فى الأسر بعده |
|
يقاد الى الرّجس اللّعين مغلّلا |
فيا حسرة ما تنقضي ومصيبة |
|
إلى أن نرى المهديّ بالنصر أقبلا |
إمام يقيم الدين بعد خفائه |
|
إمام له ربّ السّماوات فضّلا |
أيا آل طه يا رجائي وعدّتي |
|
وعونى أيا أهل المفاخر والعلا |
يمينا بأنّي ما ذكرت مصابكم |
|
أيا سادتي إلّا أبيت مقلقلا |
فحزني عليكم كلّ آن مجدّد |
|
مقيم إلى أن أسكن الترب والبلا |
عبيدكم العبد الحقير محمّد |
|
كئيب وقد أمسى عليكم معوّلا |
يؤمّلكم يا سادتى تشفعوا له |
|
إذا ما أتى يوم الحساب ليسألا |
فو الله ما أرجو النّجاة بغيركم |
|
غدا يوم آتي خائفا متوجّلا |
إذا فرّ منّي والدي ومصاحبى |
|
وعاينت ما قدّمت في زمن الخلا |
ومنّوا على الحضّار بالعفو في غد |
|
لأنّ بكم قدري وقدرهم علا |
عليكم سلام الله يا آل أحمد |
|
سلام على مرّ الزّمان مطوّلا |
٥٨ ـ عنه :
أقول : لبعض تلامذة والدي الماجد نوّر الله ضريحه ، وهو محمّد رفيع بن مؤمن الجيلىّ تجاوز الله عن سيّئاتهما وحشر هما مع ساداتهما مراثي مبكية حسنة السّبك ، جزيلة الألفاظ ، سألنى إيرادها لتكون لسان صدق له فى الآخرين وهي هذه :
كم لريب المنون من وثبات |
|
زعزعتني في رقدتي وثباتي |
كيف لى والحمام أغرق فى النز |
|
ع ولا يخطئ الّذي فى الحياة |
نفسى المقتضى مسرّة نفسى |
|
فى بلوغ منيّتى خطواتى |
كيف يلتذّ عاقل لحياة |
|
هى أمطى الرّحال نحو الممات |
هل سليم المذاق يشها ويستصفى |
|
اجاجا فى وهدة الكدرات |
هذه دار رحلة غبّ حلّ |
|
كالّتى فى الطريق وسط الفلاة |
لا مكان الثواء والطمن والأ |
|
من من الأخذ بغتة والبيات |
بئست الدّار إذ قد اجتمعت فيها |
|
صنوف الأكالب الضّاريات |
ذلّ فيها اولو الشرافة والمجد |
|
وغرّت أراذل العبلات |
دور أهل الضّلال فيها استجدّت |
|
ورسوم الهدى عفت داثرات |
افّ للدار هذه ثمّ تبّا |
|
لا أرى عندها مكان الثبات |
كالبغاة الزناة آل زياد |
|
نطف العاهرين والعاهرات |
أترى من يقول ذاك افتراه |
|
أو رمى المحصنين والمحصنات |
لا وربّ المقام والبيت والحجر |
|
وجمع والخيف والعرفات |
هل سمعت الّذي تواتر معنى |
|
من نبىّ الورى بنقل الثقات |
إن من كان مبغضا لعلىّ |
|
فهو لا شكّ خائن الأمّهات |
ما وجدنا أشدّ بغضا وحقدا |
|
من عبيد الغريق فى اللّعنات |
كافر فاسق دعىّ خبيث |
|
فاجر ظالم شقىّ وعات |
نال آل الرسول من ذلك الرجس |
|
رزايا قد هدّت الرّاسيات |
يا لها من مصيبة رقّ فيها |
|
قلب كلّ الأنام حتّى العداة |
يا لها من مصيبة صاح فيها |
|
فرق الجنّ صيحة الثاكلات |
يا لها من مصيبة أسبلت دمع |
|
الاولى ما بكوا لدى النازلات |
لهف قلبى لسادة الخلق إذ هم |
|
ذلّلوا فى إسار قوم طغاة |
لهف قلبى ولجّة البغى هاجت |
|
فأمالت باللّطم سفن النجات |
لهف قلبى لفتية كبدور |
|
خسفت من تراكم الظلمات |
لهف قلبى لنسوة شبه حور |
|
أخرجت من حظائر القادسات |
وكأنّى بزينب وهى تدعو |
|
امّها بالنحيب والزّفرات |
آه وا سوأتاه يا أمّ قومى |
|
فاثكلينا مجامع النّائحات |
هل ترينا الحسين منعفر الخدّ |
|
وأوداجه غدت شاخبات |
هل ترينا الحسين مات عليلا |
|
يا بس الحلق وهو عند الفرات |
يا أبى يا أبا الضعاف اليتامى |
|
يا مغيث اللهيف فى الطائحات |
لو رأيت الحسين بين الأعادى |
|
كغريب فى الأكلب العاويات |
طارد ما يصول قدّامه إذ |
|
عضّه فى الوراء آخر عات |
مستغيث يقول هل من مغيث |
|
أو خليل مؤانس وموات |
ليت فى القوم من يدين بدينى |
|
ليت فى القوم من يصلّى صلاتى |
علّكم أيّها العصابة صمّ |
|
صمما نالكم من الأمّهات |
أنتم جاحدوا نبوّة جدّى |
|
أنتم عابدوا منات ولات |
هل بكم من مروّة المرء شيء |
|
أو حياء النساء لا وحياتى |
أهل بيت الرّسول فى شرق الموت |
|
ليبس الشّفاه واللهوات |
أنتم مظهروا دهاء وزهو |
|
ونشاط بحبس ماء الفرات |
أهل بيت الرّسول فى الطفّ صرعى |
|
ذو بطون خميصة ضامرات |
أنتم فى تنعّم ورفاه |
|
من لذيذ اللّحوم والمرقات |
أنتم فى الرحيب مجتمع الشمل |
|
وآل الرسول رهن شتات |
أين ترحيبكم أبيدت قراكم |
|
بنزيل دعوتم دعوات |
أين إيفاء ما كتبتم إلينا |
|
ووعدتم لنا به وعدات |
ويلكم ما جوابكم إذ دعاكم |
|
يوم فصل الخصام قاضى القضاة؟ |
فعليكم لعن الإله وبيلا |
|
ما تلظّى السّعير باللهبات |
ثمّ لعن الرّسول فالخلق طرّا |
|
كلّ لعن مستتبع اللّعنات |
وعلى من بكى لنا أو تباكى |
|
صلوات من ربّنا دائمات |
ربّ هذا القصيد قد نظم الجيلىّ |
|
فانظمه فى عداد الرّثاث |
وتجاوز عن سيّئات جناها |
|
يوم يدعى يا غافر السيّئات (١) |
٥٩ ـ عنه :
روى فى بعض كتب المناقب القديمة بإسناده عن البيهقيّ ، عن علىّ بن محمّد الأديب يذكر باسناد له أنّ رأس الحسين بن على عليهماالسلام لمّا صلب بالشّام أخفى خالد
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٦٦.
ابن عفران وهو من أفضل التّابعين شخصه من أصحابه ، فطلبوه شهرا حتّى وجدوه فسألوه عن عزلته ، فقال : أما ترون ما نزل بنا؟ ثمّ أنشأ يقول :
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمّد |
|
مترمّلا بدمائه ترميلا |
وكأنّما بك يا ابن بنت محمّد |
|
قتلوا جهارا عامدين رسولا |
قتلوك عطشانا ولم يترقّبوا |
|
فى قتلك التنزيل والتأويلا |
ويكبّرون بأن قتلت وإنّما |
|
قتلوا بك التكبير والتهليلا (١) |
٦٠ ـ عنه باسناده :
أخبرنى سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمىّ ، عن محيى السّنة أبى الفتح إجازة قال : أنشدنى أبو الطيّب البابلىّ أنشدنى أبو النجم بدر بن إبراهيم بالدّينور للشافعى محمّد بن إدريس :
تأوّب همّى والفؤاد كئيب |
|
وأرقّ نومي فالرّقاد غريب |
وممّا نفى جسمى وشيّب لمّتي |
|
تصاريف أيّام لهنّ خطوب |
فمن مبلغ عنّي الحسين رسالة |
|
وإن كرهتها أنفس وقلوب |
قتيلا بلا جرم كأنّ قميصه |
|
صبيغ بماء الأرجوان خضيب |
وللسّيف إعوال وللرّمح رنّة |
|
وللخيل من بعد الصّهيل نحيب |
تزلزلت الدّنيا لآل محمّد |
|
وكادت لها صمّ الجبال تذوب |
يصلّى على المهدىّ من آل هاشم |
|
ويغزى بنوه إنّ ذا لعجيب |
لئن كان ذنبي حبّ آل محمّد |
|
فذلك ذنب لست منه أتوب (٢) |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٥٣.
(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٣.
٦١ ـ عنه بإسناده :
أخبرنى أبو منصور الدّيلميّ ، عن أحمد بن علىّ بن عامر الفقيه أنشدني أحمد ابن منصور بن عليّ القطيعي المعروف بالقطّان ببغداد لنفسه :
يا أيّها المنزل المحيل |
|
غاثك مستخفر هطول |
أودى عليك الزّمان لمّا |
|
شجاك من أهله الرّحيل |
لا تغترر بالزّمان واعلم |
|
أنّ يد الدّهر تستطيل |
فانّ آجالنا قصار |
|
فيه وآمالنا تطول |
تفنى اللّيالى وليس يفنى |
|
شوقي ولا حسرتي تزول |
لا صاحب منصف فأسلو |
|
به ولا حافظ وصول |
وكيف أبقى بلا صديق |
|
باطنه باطن جميل |
يكون فى البعد والتّداني |
|
يقول مثل الّذي أقول |
هيهات قلّ الوفاء فيهم |
|
فلا حميم ولا وصول |
يا قوم ما بالنا جفينا |
|
فلا كتاب ولا رسول |
لو وجدوا بعض ما وجدنا |
|
لكاتبونا ولم يحولوا |
لكنّ خانوا ولم يجودوا |
|
لنا بوصل ولم ينيلوا |
قلبى قريح به كلوم |
|
أفتنه طرفك البخيل |
أنحل جسمى هواك حتّى |
|
كأنّه حصرك النّحيل |
يا قاتلي بالصّدود رفقا |
|
بمهجة شفّها غليل |
غصن من البان حيث مالت |
|
ريح الخزامى به تميل |
يسطو علينا بغنج لحظ |
|
كأنّه مرهف صقيل |
كما سطت بالحسين قوم |
|
أراذل ما لهم اصول |
يا أهل كوفان لم غدرتم |
|
بنا وكم أنتم نكول؟ |
أنتم كتبتم إليّ كتبا |
|
وفي طريّاتها ذحول |
فراقبوا الله فى خباي |
|
فيه لنا فتية غفول |
وأمّ كلثوم قد تنادي |
|
ليس الّذي حلّ بي قليل |
تقول لمّا رأته : خلّوا |
|
قد خسفت صدره الخيول |
جاشت بشطّ الفرات تدعو : |
|
ما فعل السّيد القتيل؟ |
أين الّذي حين أرضعوه |
|
ناغاه في المهد جبرئيل |
أين الّذي حين غمّدوه |
|
قبّله أحمد الرّسول |
أين الّذي جدّه النبيّ |
|
وأمّه فاطم البتول |
أنا ابن منصور لي لسان |
|
على ذوي النّصب يستطيل |
ما الرّفض ديني ولا اعتقادي |
|
ولست عن مذهبى أحول (١) |
٦٢ ـ عنه :
قال : ولد عبل الخزاعيّ رحمهالله :
أسبلت دمع العين بالعبرات |
|
وبتّ تقاسي شدّة الزّفرات |
وتبكى لآثار لآل محمّد |
|
فقد ضاق منك الصدر بالحسرات |
ألا فابكهم حقّا وبلّ عليهم |
|
عيونا لريب الدّهر منسكبات |
ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم |
|
وداهية من أعظم النكبات |
سقى الله أجداثا على أرض كربلا |
|
مرابيع أمطار من المزنات |
وصلّى على روح الحسين حبيبه |
|
قتيلا لدى النهرين بالفلوات |
قتيلا بلا جرم فجيعا بفقده |
|
فريدا ينادى أين أين حماتى |
أنا الظامئ العطشان فى أرض غربة |
|
قتيلا ومطلوبا بغير ترات |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٤.
وقد رفعوا رأس الحسين على القنا |
|
وساقوا نساء ولّها خفرات |
فقل لابن سعد عذّب الله روحه |
|
ستلقى عذاب النّار باللّعنات |
سأقنت طول الدّهر ما هبّت الصبا |
|
وأقنت بالآصال والغدوات |
على معشر ضلّوا جميعا وضيّعوا |
|
مقال رسول الله بالشّبهات (١) |
٦٣ ـ عنه :
قال : ولد عبل أيضا رحمهالله :
يا أمّة قتلت حسينا عنوة |
|
لم ترع حقّ الله فيه فتهتدي |
قتلوه يوم الطفّ طعنا بالقنا |
|
وبكلّ أبيض صارم ومهنّد |
ولطال ما ناداهم بكلامه |
|
جدّى النبيّ خصيمكم في المشهد |
جدّي النبيّ أبي عليّ فاعلموا |
|
والفخر فاطمة الزكية محتدي |
يا قوم إنّ الماء يشربه الورى |
|
ولقد ظمئت وقلّ منه تجلّدي |
قد شعّني عطشي وأقلقني الّذي |
|
ألفاه من ثقل الحديث المؤيد |
قالوا له هذا عليك محرّم |
|
هذا حلال من يبايع للغبيّ |
فأتاه سهم من يد مشئومة |
|
من قوس ملعون خبيث المولد |
يا عين جودى بالدموع وجوّدي |
|
وابكي الحسين السّيد بن السّيد (٢) |
٦٤ ـ قال : ولبعضهم :
إن كنت محزونا فما لك ترقد |
|
هلّا بكيت لمن بكاه محمّد |
هلّا بكيت على الحسين ونسله |
|
إنّ البكاء لمثلهم قد يحمد |
لتضعضع الاسلام يوم مصابه |
|
فالجود يبكي فقده والسؤدد |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٥.
(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٦.
أنسيت إذ سارت إليه كتائب |
|
فيها ابن سعد والطّغاة الجحّد |
فسقوه من جرع الحتوف بمشهد |
|
كثر العداة به وقلّ المسعد |
ثمّ استباحوا الصائنات حواسرا |
|
والشمل من بعد الحسين مبدّد |
كيف القرار وفى السبايا زينب |
|
تدعو المسايا جدّنا يا أحمد |
هذا حسين بالحديد مقطّع |
|
متخضّب بدمائه مستشهد |
عار بلا كفن صريع فى الثرى |
|
تحت الحوافر والسنابك مقصد |
والطّيبون بنوك قتلى حوله |
|
فوق التراب ذبائح لا تلحد |
يا جدّ قد منعوا الفرات وقتّلوا |
|
عطشا فليس لهم هنالك مورد |
يا جدّ من ثكلي وطول مصيبتي |
|
ولما أعانيه أقوم وأقعد (١) |
٦٥ ـ قال : ولد عبل أيضا رحمهالله :
منازل بين أكناف الغريّ |
|
إلى وادي المياه إلى الطويّ |
لقد شغل الدّموع عن الغواني |
|
مصاب الأكرمين بني عليّ |
أيا أسفي على هفوات دهر |
|
تضاءل فيه أولاد الزكيّ |
ألم تقف البكاء على حسين |
|
وذكرك مصرع الحبر التقيّ |
ألم يحزنك أنّ بني زياد |
|
أصابوا بالترات بني النبيّ |
وأنّ بني الحصان يمرّ فيهم |
|
علانية سيوف بني البغيّ (٢) |
٦٦ ـ قال : وللرضيّ الموسوي نقيب النقباء البغداديّ :
سقى الله المدينة من محلّ |
|
لباب الودق بالنّطف العذاب |
وجاد على البقيع وساكنيه |
|
رخيّ البال ملآن الوطاب |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٦.
(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٧.
وأعلام الغريّ وما أساخت |
|
معالمها من الحسب اللّباب |
وقبرا بالطفوف يضمّ شلوا |
|
قضى ظمأ إلى برد الشراب |
وبغدادا وسامرّا وطوسا |
|
هطول الودق منخرق العباب |
بكم في الشعر فخري لا بشعري |
|
وعنكم طال باعي في الخطاب |
ومن أولى بكم منّي وليّا |
|
وفي أيديكم طرف انتسابي (١) |
٦٧ ـ قال : ولأبي الحسن علىّ بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيتعليهمالسلام :
وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان |
|
تهمي عليه ضلوعي قبل أجفان |
أرض إذا نفحت ريح العراق بها |
|
أتت بشاشتها أقصى خراسان |
ومن قتيل بأعلى كربلاء على |
|
جهد الصّدى فتراه غير صديان |
وذي صفائح يستسقي البقيع به |
|
رىّ الجوانح من روح ورضوان |
هذا قسيم رسول الله من آدم |
|
قدّا معا مثل ما قدّا الشّراكان |
وذاك سبطا رسول الله جدّهما |
|
وجه الهدى وهما فى الوجه عينان |
وا خجلتا من أبيهم يوم يشهدهم |
|
مضرّجين نشاوى من دم قان |
يقول : يا أمّة حفّ الضلال بها |
|
فاستبدلت للعمى كفرا بإيمان |
ما ذا جنيت عليكم إذا أتيتكم |
|
بخير ما جاء من آي وفرقان |
ألم أجركم وأنتم فى ضلالتكم |
|
على شفا حفرة من حرّ نيران |
ألم اؤلّف قلوبا منكم مزقا |
|
مثارة بين أحقاد وأضغان |
أما تركت كتاب الله بينكم |
|
وآية الغرّ فى جمع وقرآن |
ألم أكن فيكم غوثا لمضطهد |
|
ألم أكن فيكم ماء لظمآن |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٧.
قتلتم ولدى صبرا على ظمأ |
|
هذا وترجون عند الحوض إحسانى |
سبيتم ثكلتكم امّهاتكم |
|
بنى البتول وهم لحمى وجثمانى |
مزّقتم ونكثتم عهد والدهم |
|
وقد قطعتم بذاك النكث أقرانى |
يا ربّ خذ لي منهم إذ هم ظلموا |
|
كرام رهطى وراموا هدم بنيانى |
ما ذا تجيبون والزهراء خصمكم |
|
والحاكم الله للمظلوم والجانى |
أهل الكساء صلاة الله ما نزلت |
|
عليكم الدّهر من مثنى ووحدان |
أنتم نجوم بنى حوّاء ما طلعت |
|
شمس النهار وما لاح السّماكان |
ما زلت منكم على شوق يهيّجنى |
|
والدّهر يأمرنى فيه وينهانى |
حتّى أتيتك والتوحيد راحلتى |
|
والعدل زادى وتقوى الله إمكانى |
هذى حقائق لفظ كلّما برقت |
|
ردّت بلألائها أبصار عميان |
هى الحلى لبنى طه وعترتهم |
|
هى الرّدى لبنى حرب ومروان |
هى الجواهر جاء الجوهرىّ بها |
|
محبّة لكم من أرض جرجان (١) |
٦٨ ـ عنه قال : ولعلىّ بن الحسين الدّاودي من قصيدة طويلة انتخبت منها :
بنو المصطفى المختار أحمد طهّروا |
|
وأثنى عليهم محكم السورات |
بنو حيدر المخصوص بالدّرجات |
|
من الله والخوّاص فى الغمرات |
فروع النبيّ المصطفى ووصيّه |
|
وفاطم طابت تلك من شجرات |
وسائلة لم تسكب الدّمع دائبا |
|
وتقذف نارا منك فى الزّفرات؟ |
فقلت على وجه الحسين وقد ذرت |
|
عليه السوافى ثائر الهبوات |
فقد غرقت منه المحاسن فى دم |
|
واهدى للفجّار فوق قناة |
وحلّئ عن ماء الفرات وقد صفت |
|
موارده للشاء والحمرات |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٨.
على أمّ كلثوم تساق سبيّة |
|
وزينب والسّجاد ذى الثفنات |
اصيبوا بأطراف الرّماح فاهلكوا |
|
وهم للورى أمن من الهلكات |
بهم عن شفير النار قد نجى الورى |
|
فجازوهم بالسيف ذى الشفرات |
فيا أقبرا حطّت على أنجم هوت |
|
وفرّقن فى الأطراف مغتربات |
وليس قبورا هنّ بل هى روضة |
|
منوّرة مخضرة الجنبات |
وما غفل الرّحمن عن عصبة طغت |
|
وما هتكت ظلما من الحرمات |
أمقروعة فى كلّ يوم صفاتكم |
|
بأيدى رزايا فتن كلّ صفات |
فحتّام ألقى جدّكم وهو مطرق |
|
عضيض وألقى الدّهر غير موات |
فيا ربّ غيّر ما تراه معجّلا |
|
تعاليت يا ربّى عن الغفلات (١) |
٦٩ ـ قال : وللصاحب كافى الكفاة إسماعيل بن عبّاد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات :
بلغت نفسى مناها بالموالى آل طاها |
|
برسول الله من حاز المعالى وحواها |
وببنت المصطفى من أشبهت فضلا أباها |
|
وبحبّ الحسن البالغ فى العليا مداها |
والحسين المرتضى يوم المساعى إذ حواها |
|
ليس فيهم غير نجم قد تعالى وتناهى |
عترة أصبحت الدّنيا جميعا فى حماها |
|
ما يحدّث عصب البغى بأنواع عماها |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨١.
أروت الأكبر بالسمّ وما كان كفاها |
|
وانبرت تبغى حسينا وعرته وعراها |
منعته شربة والطير قد أروت صداها |
|
فأفاتت نفسه يا ليت روح قد فداها |
بنته تدعو أباها اخته تبكى أخاها |
|
لو رأى أحمد ما كان دهاه ودهاها |
ورأى زينب إذ شمر أتاها وسباها |
|
لشكى الحال إلى الله وقد كان شكاها |
وإلى الله سيأتى وهو أولى من جزاها (١) |
٧٠ ـ وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :
ما لعلىّ العلا أشباه |
|
لا والّذي لا إله إلّا هو |
مبناه مبنى النبيّ تعرفه |
|
وابناه عند التفاخر ابناه |
لو طلب النجم ذات أخمصه |
|
أعلاه والفرقدان نعلاه |
يا بأبى السيّد الحسين وقد |
|
جاهد فى الدّين يوم بلواه |
يا بأبى أهله وقد قتلوا |
|
من حوله والعيون ترعاه |
يا قبّح الله أمّة خذلت |
|
سيّدها لا تريد مرضاه |
يا لعن الله جيفة نجسا |
|
يقرع من بغضه ثناياه (٢) |
٧١ ـ وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :
برئت من الأرجاس رهط أميّة |
|
لما صحّ عندى من قبيح غذائهم |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٢.
(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٣.
ولعنهم خير الوصيّين جهرة |
|
لكفرهم المعدود فى شردائهم |
وقتلهم السادات من آل هاشم |
|
وسبيهم عن جرأة لنسائهم |
وذبحهم خير الرّجال أرومة |
|
حسين العلا بالكرب فى كربلائهم |
وتشتيتهم شمل النبيّ محمّد |
|
لما ورثوا من بغضه فى فنائهم |
وما غضبت إلّا لأصنامها الّتي |
|
اديلت وهم أنصارها لشقائهم |
أيا ربّ جنّبنى المكاره واعف عن |
|
ذنوبى لما أخلصته من ولائهم |
أيا ربّ أعدائي كثير فزدهم |
|
بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم |
أيا ربّ من كان النبيّ وأهله |
|
وسائله لم يخش من غلوائهم |
حسين توصّل لى إلى الله إنّنى |
|
بليت بهم فادفع عظيم بلائهم |
فكم قد دعونى رافضيّا لحبّكم |
|
فلم ينثني عنكم طويل عوائهم (١) |
٧٩ ـ وللصاحب أيضا من قصيدته منتخبة :
يا أصل عترة أحمد لولاك لم |
|
يك أحمد المبعوث ذا أعقاب |
ردّت عليك الشمس وهي فضيلة |
|
بهرت فلم تستر بكفّ نقاب |
لم أحك إلّا ما روته نواصب |
|
عادتك فهي مباحة الأسلاب |
عوملت يا تلو النبيّ وصنوه |
|
بأوابد! جاءت بكلّ عجاب |
قد لقّبوك أبا تراب بعد ما |
|
باعوا شريعتهم بكفّ تراب |
أتشكّ في لعني أميّة بعد ما |
|
كفرت على الأحرار والأطياب |
قتلوا الحسين فيا لعولي بعده |
|
ولطول حزني أو أصير لما بي |
فسبوا بنات محمّد فكأنّما |
|
طلبوا ذحول الفتح والأحزاب |
رفقا ففي يوم القيامة غنية |
|
والنار باطشة بصوت عقاب (٢) |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٣.
(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٤.