مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٣

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

بنى اميّة ، يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله.

يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا فى زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدّى الحسين غفر الله له ذنوبه البتة ، ثم إنّهعليه‌السلام نهض ، وضرب سترا بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين عليه‌السلام ثمّ التفت إلىّ وقال لى : يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّا ، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتى وأنشأت أقول :

أفاطم لو خلت الحسين مجدّلا

وقد مات عطشانا بشطّ فرات

إذا للطمت الخدّ فاطم عنده

وأجريت دمع العين فى الوجنات

أفاطم قومى يا ابنة الخير واندبى

نجوم سماوات بأرض فلاة

قبور بكوفان واخرى بطيبة

واخرى بفخّ نالها صلواتى

قبور ببطن النهر من جنب كربلا

معرّسهم فيها بشطّ فرات

توافوا عطاشا بالعراء فليتنى

توفّيت فيهم قبل حين وفاتى

إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم

سقتنى بكأس الثّكل والفضعات

إذا فخروا يوما أتوا بمحمّد

وجبريل والقرآن والسّورات

وعدّوا عليّا ذا المناقب والعلا

وفاطمة الزهراء خير بنات

وحمزة والعباس ذا الدّين والتّقى

وجعفرها الطيّار فى الحجبات

اولئك مشؤمون هندا وحربها

سميّة من نوكى ومن قذرات

هم منعوا الآباء من أخذ حقّهم

وهم تركوا الأبناء رهن شتات

سأبكيهم ما حجّ لله راكب

وما ناح قمرىّ على الشجرات

فيا عين بكيهم وجودي بعبرة

فقد آن للتسكاب والهملات

بنات زياد فى القصور مصونة

وآل رسول الله منهتكات

٤٤١

وآل زياد فى الحصون منيعة

وآل رسول الله فى الفلوات

ديار رسول الله أصبحن بلقعا

وآل زياد تسكن الحجرات

وآل رسول الله نحف جسومهم

وآل زياد غلّظ القصرات

وآل رسول الله ترمى نحورهم

وآل زياد ربّة الحجلات

وآل رسول الله تسبى حريمهم

وآل زياد آمنوا السربات

إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم

أكفّا من الأوتار منقبضات

سأبكيهم ما ذرّ فى الأرض شارق

ونادى منادى الخير للصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها

وباللّيل أبكيهم وبالغدوات (١)

٥٦ ـ عنه :

رأيت فى بعض مؤلّفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثى فأحببت إيرادها : للشيخ الخليعىّ :

لم أبك ربعا للأحبّة قد خلا

وعفا وغيّره الجديد وأمحلا

كلّا ولا كلّفت صحبى وقفة

فى الدار إن لم أشف ضبّا علّلا

ومطارح النادى وغزلان النّقا

والجزع لم أحفل بها متغزّلا

وبواكر الأظعان لم أسكب لها

دمعا ولا خلّ نآى وترحّلا

لكن بكيت لفاطم ولمنعها

فدكا وقد أتت الخؤن الأوّلا

إذ طالبته بإرثها فروى لها

خبرا ينافى المحكم المتنزّلا

لهفى لها وجفونها قرحى وقد

حملت من الأحزان عبئا مثقلا

وقد اغتدت منفيّة وحميّها

متطيّرا ببكائها متثقّلا

تخفى تفجّعها وتخفض صوتها

وتظلّ نادبة أباها المرسلا

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٥٧.

٤٤٢

تبكى على تكدير دهر ما صفا

من بعده وقرير عيش ما حلا

لم أنسها إذ أقبلت فى نسوة

من قومها تروى مدامعها الملا

وتنفّست صعدا ونادت أيّها

الأنصار يا أهل الحماية والكلا

أترون يا نجب الرّجال وأنتم

أنصارنا وحماتنا أن نخذلا

ما لي وما لدعىّ تيم ادّعى

إرثى وضلّ مكذّبا ومبدّلا

أعليه قد نزل الكتاب مبيّنا

حكم الفرائض أم علينا نزّلا

أم خصّه المبعوث منه بعلم ما

أخفاه عنّا كى نضلّ ونجهلا

أم أنزلت آى بمنعى إرثه

قد كان يخفيها النبيّ إذا تلا

أم كان فى حكم النبيّ وشرعه

نقص فتممّه الغوىّ وكمّلا

أم كان دينى غير دين أبى فلا

ميراث لى منه وليس له ولا

قوموا بنصرى إنّها لغنيمة

لمن اغتدى لى ناصرا متكفّلا

واستعطفوه وخوّفوه وأشهدوا

ذلّى له وجفاه لى بين الملا

إن لجّ فى سخطى فقد عدم الرّضى

من ذى الجلال وللعقاب تعجّلا

أو دام فى طغيانه فقد اقتنى

لعنا على مرّ الزّمان مطوّلا

أين المودّة والقرابة يا ذوى الا

يمان ما هذا القطيعة والقلا

أفهل عسيتم إن تولّيتم بأن

تمضوا على سنن الجبابرة الاولى

وتنكّبوا نهج السبيل بقطع ما

أمر الاله عباده أن يوصلا

ولقد أزالكم الهوى وأحلّكم

دار البوار من الجحيم وأدخلا

ولسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا

ولدى بر مضاء الطفوف مجدّلا

فى فتية مثل البدور كواملا

عرض المحاق بها فأضحت آفلا

وأقوم من خلل اللّحود حزينة

والقوم قد نزلت بهم غير البلا

ويروعنى نقط القنا بجسومهم

ويسوؤنى شكل السيوف على الطلى

٤٤٣

فاقبّل النحر الخضيب وأمسح

الوجه التريب مضمّخا ومرمّلا

ويقوم سيّدنا النبيّ ورهطه

متلهّفا متأسّفا متقلقلا

فيرى الغريب المستضام النازح

الأوطان ملقى فى الثّرى ما غسّلا

وتقوم آسية وتأتى مريم

يبكين من كربى بعرصة كربلا

ويطفن حولى نادبات الجنّ إشفا

قا علىّ يفضن دمعا مسبلا

وتضجّ أملاك السماء لعبرتى

وتعجّ بالشكوى إلى ربّ العلى

وأرى بناتى يشتكين حواسرا

نهب المعاجر والهات ثكّلا

وأرى إمام العصر بعد أبيه فى

صفد الحديد مغلّلا ومعلّلا

وأرى كريم مؤمّلى فى ذابل

كالبدر فى ظلم الدّياجى يجتلى

يهدى إلى الرّجس اللّعين فيشتفى

منه فؤاد بالحقود قد امتلا

ويظلّ يقرع منه ثغرا طالما

قدما ترشّفه النبيّ وقبّلا

ومضلّل أضحى يوطّئ غدره

ويقول وهو من البصيرة قد خلا

لو لم يحرّم أحمد ميراثه

لم يمنعوه أهله وتأوّلا

فأجبته : اصر بقلبك أم قذا

فى العين منك عدتك تبصرة الجلا

أوليس أعطاها ابن خطّاب لحيد

رة الرّضا مستعتبا متنصلا

أتراه حلّل ما رآه محرّما

أم ذاك حرّم ما رآه محلّلا

يا راكبا تطوى المهامة عيسه

طىّ الرّدا وتجوب أجواز الفلا

عرّج بأكناف الغرىّ مبلّغا

شوق ونادبها الإمام الأفضلا

ومن العجيب تشوّقى لمزار من

لم يتّخذ إلّا فؤادى منزلا

فاحبس وقل يا خير من وطئ الثرى

وأعزّهم جارا وأعذب منهلا

لو شئت قمت بنصر بضعة أحمد

الهادى بعقد عزيمة لن تحللا

ورميت أعداء الرّسول بجمرة

من حدّ سيفك حرّها لا يصطلى

٤٤٤

لكن صبرت لأن تقام عليهم

حجج الإله ولن ترى أن تعجلا

كيلا يقولوا إن عجلت عليهم

كنّا نراجع أمرنا لو أمهلا

مولاى يا جنب الاله وعينه

يا ذا المناقب والمراتب والعلا

إحياؤك العظم الرّميم وردّك

الشمس المنيرة والدّجى قد أسبلا

وخضوعها لك فى الخطاب وقولها

يا قادرا يا قاهرا يا أوّلا

وكلام أصحاب الرّقيم وردّهم

منك السلام وما استنار وما انجلى

وحديث سلمان ونصرته على

أسد الفرات وعلم ما قد أشكلا

لا يستفزّ ذوى النّهى ويقلّ من

أن يرتضى ويجلّ من أن يذهلا

أخذ الاله لك العهود على الورى

فى الذّرّ لما أن برا وبك ابتلى

فى يوم قال لهم : ألست بربّكم

وعلىّ مولاكم معا؟ قالوا : بلى

قسما بوردى من حياض معارفى

وبشربى العذب الرحيق السلسلا

ومن استجارك من نبىّ مرسل

ودعا بحقّك ضارعا متوسّلا

لو قلت إنّك ربّ كلّ فضيلة

ما كنت فيما قلته متنحّلا

أو بحت بالخطر الّذي أعطاك ربّ

العرش كادونى وقالوا قد غلا

فاليك من تقصير عبدك عذره

فكثير ما انهى يراه مقلّلا

بل كيف يبلغ كنه وصفك قائل

والله فى علياك أبلغ مقولا

ونفائس القرآن فيك تنزّلت

وبك اغتدى متحلّيا متجمّلا

فاستجلها بكرا فأنت مليكها

وعلى سواك تجلّ من أن تجتلى

ولئن بقيت لأنظمنّ قلائد

ينسى ترصعها النّظام الأوّلا

شهد الاله بأنّني متبرّئ

من حبتر ومن الدّلام ونعثلا

وبراءة الخلعىّ من عصب الخنا

تبنى على أنّ البرا أصل الولا (١)

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٥٨.

٤٤٥

٥٧ ـ عنه :

قصيدة لابن حمّاد رحمه‌الله :

مصاب شهيد الطفّ جسمى أنحلا

وكدّر من دهرى وعيشى ما حلا

فما هلّ شهر العشر إلّا تجدّدت

بقلبى أحزان توسّدنى البلى

وأذكر مولاى الحسين وما جرى

عليه من الأرجاس فى طفّ كربلا

فو الله لا أنساه بالطفّ قائلا

لعترته الغرّ الكرام ومن تلا

ألا فانزلوا فى هذه الأرض واعلموا

بأنّى بها أمسى صريعا مجدّلا

واسقى بها كأس المنون على ظما

ويصبح جسمى بالدّماء مغسّلا

ولهفى له يدعو اللّئام تامّلوا

مقالى يا شرّ الأنام وأرذلا

ألم تعلموا أنّى ابن بنت محمّد

ووالدى الكرّار للدّين كمّلا

فهل سنّة غيّرتها أو شريعة

وهل كنت فى دين الاله مبدّلا؟

أحلّلت ما قد حرّم الطّهر أحمد

أحرّمت ما قد كان قبل محلّلا

فقالوا له : دع ما تقول فانّنا

سنسقيك كأس الموت غصبا معجّلا

كفعل أبيك المرتضى بشيوخنا

ونشفى صدورا من ضغائنكم ملا

فأثنى إلى نحو النساء جواده

وأحزانه منها الفؤاد قد امتلا

ونادى ألا يا أهل بيتى تصبّروا

على الضرّ بعدى والشدائد والبلا

فانّى بهذا اليوم أرحل عنكم

على الرّغم منّى لا ملال ولا قلا

فقوموا جميعا أهل بيتى وأسرعوا

اودّعكم والدّمع فى الخدّ مسبلا

فصبرا جميلا واتّقوا الله إنّه

سيجزيكم خير الجزاء وأفضلا

فأثنى على أهل العناد مبادرا

يحامى عن دين المهيمن ذي العلا

وصال عليهم كالهزير مجاهدا

كفعل أبيه لن يزلّ ويخذلا

فمال عليه القوم من كلّ جانب

فألقوه عن ظهر الجواد معجّلا

٤٤٦

وخرّ كريم السبط يا لك نكبة

بها أصبح الدّين القويم معطّلا

فأرتجت السّبع الشداد وزلزلت

وناحت عليه الجنّ والوحش فى الفلا

وراح جواد السّبط نحو نسائه

ينوح وينعى الظامئ المترمّلا

خرجن بنيّات البتول حواسرا

فعاينّ مهر السبط والسّرج قد خلا

فأدمين باللّطم الخدود لعقده

وأسكبن دمعا حرّه ليس يصطلى

ولم أنس زينب تستغيث سكينة

أخى كنت لي حصنا حصينا وموئلا

أخى يا قتيل الأدعياه كسر تنى

وأورثتني حزنا مقيما مولا

أخى كنت أرجو أن أكون لك الغدا

فقد خبت فيما كنت فيه اؤمّلا

أخى ليتنى أصبحت عميا ولا أرى

جبينك والوجه الجميل مرمّلا

وتدعو إلى الزهراء بنت محمّد

أيا أمّ ركني قد وهى وتزلزلا

أيا أمّ قد أمسى حبيبك بالعرا

طريحا ذبيحا بالدّماء مغسّلا

أيا أمّ نوحي فالكريم على القنا

يلوّح كالبدر المنير إذ انجلى

ونوحي على النحر الخضيب واسكبي

دموعا على الخدّ التّريب المرمّلا

ونوحي على الجسم التّريب تدوسه

خيول بني سفيان في أرض كربلا

ونوحي على السّجاد فى الأسر بعده

يقاد الى الرّجس اللّعين مغلّلا

فيا حسرة ما تنقضي ومصيبة

إلى أن نرى المهديّ بالنصر أقبلا

إمام يقيم الدين بعد خفائه

إمام له ربّ السّماوات فضّلا

أيا آل طه يا رجائي وعدّتي

وعونى أيا أهل المفاخر والعلا

يمينا بأنّي ما ذكرت مصابكم

أيا سادتي إلّا أبيت مقلقلا

فحزني عليكم كلّ آن مجدّد

مقيم إلى أن أسكن الترب والبلا

عبيدكم العبد الحقير محمّد

كئيب وقد أمسى عليكم معوّلا

يؤمّلكم يا سادتى تشفعوا له

إذا ما أتى يوم الحساب ليسألا

٤٤٧

فو الله ما أرجو النّجاة بغيركم

غدا يوم آتي خائفا متوجّلا

إذا فرّ منّي والدي ومصاحبى

وعاينت ما قدّمت في زمن الخلا

ومنّوا على الحضّار بالعفو في غد

لأنّ بكم قدري وقدرهم علا

عليكم سلام الله يا آل أحمد

سلام على مرّ الزّمان مطوّلا

٥٨ ـ عنه :

أقول : لبعض تلامذة والدي الماجد نوّر الله ضريحه ، وهو محمّد رفيع بن مؤمن الجيلىّ تجاوز الله عن سيّئاتهما وحشر هما مع ساداتهما مراثي مبكية حسنة السّبك ، جزيلة الألفاظ ، سألنى إيرادها لتكون لسان صدق له فى الآخرين وهي هذه :

كم لريب المنون من وثبات

زعزعتني في رقدتي وثباتي

كيف لى والحمام أغرق فى النز

ع ولا يخطئ الّذي فى الحياة

نفسى المقتضى مسرّة نفسى

فى بلوغ منيّتى خطواتى

كيف يلتذّ عاقل لحياة

هى أمطى الرّحال نحو الممات

هل سليم المذاق يشها ويستصفى

اجاجا فى وهدة الكدرات

هذه دار رحلة غبّ حلّ

كالّتى فى الطريق وسط الفلاة

لا مكان الثواء والطمن والأ

من من الأخذ بغتة والبيات

بئست الدّار إذ قد اجتمعت فيها

صنوف الأكالب الضّاريات

ذلّ فيها اولو الشرافة والمجد

وغرّت أراذل العبلات

دور أهل الضّلال فيها استجدّت

ورسوم الهدى عفت داثرات

افّ للدار هذه ثمّ تبّا

لا أرى عندها مكان الثبات

كالبغاة الزناة آل زياد

نطف العاهرين والعاهرات

٤٤٨

أترى من يقول ذاك افتراه

أو رمى المحصنين والمحصنات

لا وربّ المقام والبيت والحجر

وجمع والخيف والعرفات

هل سمعت الّذي تواتر معنى

من نبىّ الورى بنقل الثقات

إن من كان مبغضا لعلىّ

فهو لا شكّ خائن الأمّهات

ما وجدنا أشدّ بغضا وحقدا

من عبيد الغريق فى اللّعنات

كافر فاسق دعىّ خبيث

فاجر ظالم شقىّ وعات

نال آل الرسول من ذلك الرجس

رزايا قد هدّت الرّاسيات

يا لها من مصيبة رقّ فيها

قلب كلّ الأنام حتّى العداة

يا لها من مصيبة صاح فيها

فرق الجنّ صيحة الثاكلات

يا لها من مصيبة أسبلت دمع

الاولى ما بكوا لدى النازلات

لهف قلبى لسادة الخلق إذ هم

ذلّلوا فى إسار قوم طغاة

لهف قلبى ولجّة البغى هاجت

فأمالت باللّطم سفن النجات

لهف قلبى لفتية كبدور

خسفت من تراكم الظلمات

لهف قلبى لنسوة شبه حور

أخرجت من حظائر القادسات

وكأنّى بزينب وهى تدعو

امّها بالنحيب والزّفرات

آه وا سوأتاه يا أمّ قومى

فاثكلينا مجامع النّائحات

هل ترينا الحسين منعفر الخدّ

وأوداجه غدت شاخبات

هل ترينا الحسين مات عليلا

يا بس الحلق وهو عند الفرات

يا أبى يا أبا الضعاف اليتامى

يا مغيث اللهيف فى الطائحات

لو رأيت الحسين بين الأعادى

كغريب فى الأكلب العاويات

طارد ما يصول قدّامه إذ

عضّه فى الوراء آخر عات

مستغيث يقول هل من مغيث

أو خليل مؤانس وموات

٤٤٩

ليت فى القوم من يدين بدينى

ليت فى القوم من يصلّى صلاتى

علّكم أيّها العصابة صمّ

صمما نالكم من الأمّهات

أنتم جاحدوا نبوّة جدّى

أنتم عابدوا منات ولات

هل بكم من مروّة المرء شيء

أو حياء النساء لا وحياتى

أهل بيت الرّسول فى شرق الموت

ليبس الشّفاه واللهوات

أنتم مظهروا دهاء وزهو

ونشاط بحبس ماء الفرات

أهل بيت الرّسول فى الطفّ صرعى

ذو بطون خميصة ضامرات

أنتم فى تنعّم ورفاه

من لذيذ اللّحوم والمرقات

أنتم فى الرحيب مجتمع الشمل

وآل الرسول رهن شتات

أين ترحيبكم أبيدت قراكم

بنزيل دعوتم دعوات

أين إيفاء ما كتبتم إلينا

ووعدتم لنا به وعدات

ويلكم ما جوابكم إذ دعاكم

يوم فصل الخصام قاضى القضاة؟

فعليكم لعن الإله وبيلا

ما تلظّى السّعير باللهبات

ثمّ لعن الرّسول فالخلق طرّا

كلّ لعن مستتبع اللّعنات

وعلى من بكى لنا أو تباكى

صلوات من ربّنا دائمات

ربّ هذا القصيد قد نظم الجيلىّ

فانظمه فى عداد الرّثاث

وتجاوز عن سيّئات جناها

يوم يدعى يا غافر السيّئات (١)

٥٩ ـ عنه :

روى فى بعض كتب المناقب القديمة بإسناده عن البيهقيّ ، عن علىّ بن محمّد الأديب يذكر باسناد له أنّ رأس الحسين بن على عليهما‌السلام لمّا صلب بالشّام أخفى خالد

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٦٦.

٤٥٠

ابن عفران وهو من أفضل التّابعين شخصه من أصحابه ، فطلبوه شهرا حتّى وجدوه فسألوه عن عزلته ، فقال : أما ترون ما نزل بنا؟ ثمّ أنشأ يقول :

جاءوا برأسك يا ابن بنت محمّد

مترمّلا بدمائه ترميلا

وكأنّما بك يا ابن بنت محمّد

قتلوا جهارا عامدين رسولا

قتلوك عطشانا ولم يترقّبوا

فى قتلك التنزيل والتأويلا

ويكبّرون بأن قتلت وإنّما

قتلوا بك التكبير والتهليلا (١)

٦٠ ـ عنه باسناده :

أخبرنى سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمىّ ، عن محيى السّنة أبى الفتح إجازة قال : أنشدنى أبو الطيّب البابلىّ أنشدنى أبو النجم بدر بن إبراهيم بالدّينور للشافعى محمّد بن إدريس :

تأوّب همّى والفؤاد كئيب

وأرقّ نومي فالرّقاد غريب

وممّا نفى جسمى وشيّب لمّتي

تصاريف أيّام لهنّ خطوب

فمن مبلغ عنّي الحسين رسالة

وإن كرهتها أنفس وقلوب

قتيلا بلا جرم كأنّ قميصه

صبيغ بماء الأرجوان خضيب

وللسّيف إعوال وللرّمح رنّة

وللخيل من بعد الصّهيل نحيب

تزلزلت الدّنيا لآل محمّد

وكادت لها صمّ الجبال تذوب

يصلّى على المهدىّ من آل هاشم

ويغزى بنوه إنّ ذا لعجيب

لئن كان ذنبي حبّ آل محمّد

فذلك ذنب لست منه أتوب (٢)

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٥٣.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٣.

٤٥١

٦١ ـ عنه بإسناده :

أخبرنى أبو منصور الدّيلميّ ، عن أحمد بن علىّ بن عامر الفقيه أنشدني أحمد ابن منصور بن عليّ القطيعي المعروف بالقطّان ببغداد لنفسه :

يا أيّها المنزل المحيل

غاثك مستخفر هطول

أودى عليك الزّمان لمّا

شجاك من أهله الرّحيل

لا تغترر بالزّمان واعلم

أنّ يد الدّهر تستطيل

فانّ آجالنا قصار

فيه وآمالنا تطول

تفنى اللّيالى وليس يفنى

شوقي ولا حسرتي تزول

لا صاحب منصف فأسلو

به ولا حافظ وصول

وكيف أبقى بلا صديق

باطنه باطن جميل

يكون فى البعد والتّداني

يقول مثل الّذي أقول

هيهات قلّ الوفاء فيهم

فلا حميم ولا وصول

يا قوم ما بالنا جفينا

فلا كتاب ولا رسول

لو وجدوا بعض ما وجدنا

لكاتبونا ولم يحولوا

لكنّ خانوا ولم يجودوا

لنا بوصل ولم ينيلوا

قلبى قريح به كلوم

أفتنه طرفك البخيل

أنحل جسمى هواك حتّى

كأنّه حصرك النّحيل

يا قاتلي بالصّدود رفقا

بمهجة شفّها غليل

غصن من البان حيث مالت

ريح الخزامى به تميل

يسطو علينا بغنج لحظ

كأنّه مرهف صقيل

كما سطت بالحسين قوم

أراذل ما لهم اصول

يا أهل كوفان لم غدرتم

بنا وكم أنتم نكول؟

٤٥٢

أنتم كتبتم إليّ كتبا

وفي طريّاتها ذحول

فراقبوا الله فى خباي

فيه لنا فتية غفول

وأمّ كلثوم قد تنادي

ليس الّذي حلّ بي قليل

تقول لمّا رأته : خلّوا

قد خسفت صدره الخيول

جاشت بشطّ الفرات تدعو :

ما فعل السّيد القتيل؟

أين الّذي حين أرضعوه

ناغاه في المهد جبرئيل

أين الّذي حين غمّدوه

قبّله أحمد الرّسول

أين الّذي جدّه النبيّ

وأمّه فاطم البتول

أنا ابن منصور لي لسان

على ذوي النّصب يستطيل

ما الرّفض ديني ولا اعتقادي

ولست عن مذهبى أحول (١)

٦٢ ـ عنه :

قال : ولد عبل الخزاعيّ رحمه‌الله :

أسبلت دمع العين بالعبرات

وبتّ تقاسي شدّة الزّفرات

وتبكى لآثار لآل محمّد

فقد ضاق منك الصدر بالحسرات

ألا فابكهم حقّا وبلّ عليهم

عيونا لريب الدّهر منسكبات

ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم

وداهية من أعظم النكبات

سقى الله أجداثا على أرض كربلا

مرابيع أمطار من المزنات

وصلّى على روح الحسين حبيبه

قتيلا لدى النهرين بالفلوات

قتيلا بلا جرم فجيعا بفقده

فريدا ينادى أين أين حماتى

أنا الظامئ العطشان فى أرض غربة

قتيلا ومطلوبا بغير ترات

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٤.

٤٥٣

وقد رفعوا رأس الحسين على القنا

وساقوا نساء ولّها خفرات

فقل لابن سعد عذّب الله روحه

ستلقى عذاب النّار باللّعنات

سأقنت طول الدّهر ما هبّت الصبا

وأقنت بالآصال والغدوات

على معشر ضلّوا جميعا وضيّعوا

مقال رسول الله بالشّبهات (١)

٦٣ ـ عنه :

قال : ولد عبل أيضا رحمه‌الله :

يا أمّة قتلت حسينا عنوة

لم ترع حقّ الله فيه فتهتدي

قتلوه يوم الطفّ طعنا بالقنا

وبكلّ أبيض صارم ومهنّد

ولطال ما ناداهم بكلامه

جدّى النبيّ خصيمكم في المشهد

جدّي النبيّ أبي عليّ فاعلموا

والفخر فاطمة الزكية محتدي

يا قوم إنّ الماء يشربه الورى

ولقد ظمئت وقلّ منه تجلّدي

قد شعّني عطشي وأقلقني الّذي

ألفاه من ثقل الحديث المؤيد

قالوا له هذا عليك محرّم

هذا حلال من يبايع للغبيّ

فأتاه سهم من يد مشئومة

من قوس ملعون خبيث المولد

يا عين جودى بالدموع وجوّدي

وابكي الحسين السّيد بن السّيد (٢)

٦٤ ـ قال : ولبعضهم :

إن كنت محزونا فما لك ترقد

هلّا بكيت لمن بكاه محمّد

هلّا بكيت على الحسين ونسله

إنّ البكاء لمثلهم قد يحمد

لتضعضع الاسلام يوم مصابه

فالجود يبكي فقده والسؤدد

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٥.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٦.

٤٥٤

أنسيت إذ سارت إليه كتائب

فيها ابن سعد والطّغاة الجحّد

فسقوه من جرع الحتوف بمشهد

كثر العداة به وقلّ المسعد

ثمّ استباحوا الصائنات حواسرا

والشمل من بعد الحسين مبدّد

كيف القرار وفى السبايا زينب

تدعو المسايا جدّنا يا أحمد

هذا حسين بالحديد مقطّع

متخضّب بدمائه مستشهد

عار بلا كفن صريع فى الثرى

تحت الحوافر والسنابك مقصد

والطّيبون بنوك قتلى حوله

فوق التراب ذبائح لا تلحد

يا جدّ قد منعوا الفرات وقتّلوا

عطشا فليس لهم هنالك مورد

يا جدّ من ثكلي وطول مصيبتي

ولما أعانيه أقوم وأقعد (١)

٦٥ ـ قال : ولد عبل أيضا رحمه‌الله :

منازل بين أكناف الغريّ

إلى وادي المياه إلى الطويّ

لقد شغل الدّموع عن الغواني

مصاب الأكرمين بني عليّ

أيا أسفي على هفوات دهر

تضاءل فيه أولاد الزكيّ

ألم تقف البكاء على حسين

وذكرك مصرع الحبر التقيّ

ألم يحزنك أنّ بني زياد

أصابوا بالترات بني النبيّ

وأنّ بني الحصان يمرّ فيهم

علانية سيوف بني البغيّ (٢)

٦٦ ـ قال : وللرضيّ الموسوي نقيب النقباء البغداديّ :

سقى الله المدينة من محلّ

لباب الودق بالنّطف العذاب

وجاد على البقيع وساكنيه

رخيّ البال ملآن الوطاب

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٦.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٧.

٤٥٥

وأعلام الغريّ وما أساخت

معالمها من الحسب اللّباب

وقبرا بالطفوف يضمّ شلوا

قضى ظمأ إلى برد الشراب

وبغدادا وسامرّا وطوسا

هطول الودق منخرق العباب

بكم في الشعر فخري لا بشعري

وعنكم طال باعي في الخطاب

ومن أولى بكم منّي وليّا

وفي أيديكم طرف انتسابي (١)

٦٧ ـ قال : ولأبي الحسن علىّ بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيتعليهم‌السلام :

وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان

تهمي عليه ضلوعي قبل أجفان

أرض إذا نفحت ريح العراق بها

أتت بشاشتها أقصى خراسان

ومن قتيل بأعلى كربلاء على

جهد الصّدى فتراه غير صديان

وذي صفائح يستسقي البقيع به

رىّ الجوانح من روح ورضوان

هذا قسيم رسول الله من آدم

قدّا معا مثل ما قدّا الشّراكان

وذاك سبطا رسول الله جدّهما

وجه الهدى وهما فى الوجه عينان

وا خجلتا من أبيهم يوم يشهدهم

مضرّجين نشاوى من دم قان

يقول : يا أمّة حفّ الضلال بها

فاستبدلت للعمى كفرا بإيمان

ما ذا جنيت عليكم إذا أتيتكم

بخير ما جاء من آي وفرقان

ألم أجركم وأنتم فى ضلالتكم

على شفا حفرة من حرّ نيران

ألم اؤلّف قلوبا منكم مزقا

مثارة بين أحقاد وأضغان

أما تركت كتاب الله بينكم

وآية الغرّ فى جمع وقرآن

ألم أكن فيكم غوثا لمضطهد

ألم أكن فيكم ماء لظمآن

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٧.

٤٥٦

قتلتم ولدى صبرا على ظمأ

هذا وترجون عند الحوض إحسانى

سبيتم ثكلتكم امّهاتكم

بنى البتول وهم لحمى وجثمانى

مزّقتم ونكثتم عهد والدهم

وقد قطعتم بذاك النكث أقرانى

يا ربّ خذ لي منهم إذ هم ظلموا

كرام رهطى وراموا هدم بنيانى

ما ذا تجيبون والزهراء خصمكم

والحاكم الله للمظلوم والجانى

أهل الكساء صلاة الله ما نزلت

عليكم الدّهر من مثنى ووحدان

أنتم نجوم بنى حوّاء ما طلعت

شمس النهار وما لاح السّماكان

ما زلت منكم على شوق يهيّجنى

والدّهر يأمرنى فيه وينهانى

حتّى أتيتك والتوحيد راحلتى

والعدل زادى وتقوى الله إمكانى

هذى حقائق لفظ كلّما برقت

ردّت بلألائها أبصار عميان

هى الحلى لبنى طه وعترتهم

هى الرّدى لبنى حرب ومروان

هى الجواهر جاء الجوهرىّ بها

محبّة لكم من أرض جرجان (١)

٦٨ ـ عنه قال : ولعلىّ بن الحسين الدّاودي من قصيدة طويلة انتخبت منها :

بنو المصطفى المختار أحمد طهّروا

وأثنى عليهم محكم السورات

بنو حيدر المخصوص بالدّرجات

من الله والخوّاص فى الغمرات

فروع النبيّ المصطفى ووصيّه

وفاطم طابت تلك من شجرات

وسائلة لم تسكب الدّمع دائبا

وتقذف نارا منك فى الزّفرات؟

فقلت على وجه الحسين وقد ذرت

عليه السوافى ثائر الهبوات

فقد غرقت منه المحاسن فى دم

واهدى للفجّار فوق قناة

وحلّئ عن ماء الفرات وقد صفت

موارده للشاء والحمرات

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٧٨.

٤٥٧

على أمّ كلثوم تساق سبيّة

وزينب والسّجاد ذى الثفنات

اصيبوا بأطراف الرّماح فاهلكوا

وهم للورى أمن من الهلكات

بهم عن شفير النار قد نجى الورى

فجازوهم بالسيف ذى الشفرات

فيا أقبرا حطّت على أنجم هوت

وفرّقن فى الأطراف مغتربات

وليس قبورا هنّ بل هى روضة

منوّرة مخضرة الجنبات

وما غفل الرّحمن عن عصبة طغت

وما هتكت ظلما من الحرمات

أمقروعة فى كلّ يوم صفاتكم

بأيدى رزايا فتن كلّ صفات

فحتّام ألقى جدّكم وهو مطرق

عضيض وألقى الدّهر غير موات

فيا ربّ غيّر ما تراه معجّلا

تعاليت يا ربّى عن الغفلات (١)

٦٩ ـ قال : وللصاحب كافى الكفاة إسماعيل بن عبّاد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات :

بلغت نفسى مناها بالموالى آل طاها

برسول الله من حاز المعالى وحواها

وببنت المصطفى من أشبهت فضلا أباها

وبحبّ الحسن البالغ فى العليا مداها

والحسين المرتضى يوم المساعى إذ حواها

ليس فيهم غير نجم قد تعالى وتناهى

عترة أصبحت الدّنيا جميعا فى حماها

ما يحدّث عصب البغى بأنواع عماها

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨١.

٤٥٨

أروت الأكبر بالسمّ وما كان كفاها

وانبرت تبغى حسينا وعرته وعراها

منعته شربة والطير قد أروت صداها

فأفاتت نفسه يا ليت روح قد فداها

بنته تدعو أباها اخته تبكى أخاها

لو رأى أحمد ما كان دهاه ودهاها

ورأى زينب إذ شمر أتاها وسباها

لشكى الحال إلى الله وقد كان شكاها

وإلى الله سيأتى وهو أولى من جزاها (١)

٧٠ ـ وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :

ما لعلىّ العلا أشباه

لا والّذي لا إله إلّا هو

مبناه مبنى النبيّ تعرفه

وابناه عند التفاخر ابناه

لو طلب النجم ذات أخمصه

أعلاه والفرقدان نعلاه

يا بأبى السيّد الحسين وقد

جاهد فى الدّين يوم بلواه

يا بأبى أهله وقد قتلوا

من حوله والعيون ترعاه

يا قبّح الله أمّة خذلت

سيّدها لا تريد مرضاه

يا لعن الله جيفة نجسا

يقرع من بغضه ثناياه  (٢)

٧١ ـ وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :

برئت من الأرجاس رهط أميّة

لما صحّ عندى من قبيح غذائهم

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٢.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٣.

٤٥٩

ولعنهم خير الوصيّين جهرة

لكفرهم المعدود فى شردائهم

وقتلهم السادات من آل هاشم

وسبيهم عن جرأة لنسائهم

وذبحهم خير الرّجال أرومة

حسين العلا بالكرب فى كربلائهم

وتشتيتهم شمل النبيّ محمّد

لما ورثوا من بغضه فى فنائهم

وما غضبت إلّا لأصنامها الّتي

اديلت وهم أنصارها لشقائهم

أيا ربّ جنّبنى المكاره واعف عن

ذنوبى لما أخلصته من ولائهم

أيا ربّ أعدائي كثير فزدهم

بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم

أيا ربّ من كان النبيّ وأهله

وسائله لم يخش من غلوائهم

حسين توصّل لى إلى الله إنّنى

بليت بهم فادفع عظيم بلائهم

فكم قد دعونى رافضيّا لحبّكم

فلم ينثني عنكم طويل عوائهم (١)

٧٩ ـ وللصاحب أيضا من قصيدته منتخبة :

يا أصل عترة أحمد لولاك لم

يك أحمد المبعوث ذا أعقاب

ردّت عليك الشمس وهي فضيلة

بهرت فلم تستر بكفّ نقاب

لم أحك إلّا ما روته نواصب

عادتك فهي مباحة الأسلاب

عوملت يا تلو النبيّ وصنوه

بأوابد! جاءت بكلّ عجاب

قد لقّبوك أبا تراب بعد ما

باعوا شريعتهم بكفّ تراب

أتشكّ في لعني أميّة بعد ما

كفرت على الأحرار والأطياب

قتلوا الحسين فيا لعولي بعده

ولطول حزني أو أصير لما بي

فسبوا بنات محمّد فكأنّما

طلبوا ذحول الفتح والأحزاب

رفقا ففي يوم القيامة غنية

والنار باطشة بصوت عقاب (٢)

__________________

(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٣.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨٤.

٤٦٠