مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٣

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن الحكم بن المسكين الثقفى ، عن أبى بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليه‌السلام قال : قال أبو عبد الله الحسين بن على عليهما‌السلام أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الا استعبر (١).

٤ ـ المفيد باسناده ، عن جابر : عن أبى جعفر ، عن علىّ بن الحسين ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام ، عن النبيّ عليه‌السلام قال : حدّثنى جبرئيل أنّ الله عزوجل أهبط ملكا الى الارض فأقبل ذلك الملك يمشى حتّى وقع الى باب دار رجل فاذا رجل يستأذن على باب الدار ، فقال له الملك ، ما حاجتك الى ربّ هذه الدار؟ قال : أخ لى مسلم زرته فى الله ، قال : والله ما جاء بك الا ذاك؟ قال : ما جاءنى الّا ذاك ، قال : فانّى رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول : وجبت لك الجنّة ، قال : فقال : إنّ الله تعالى يقول : ما من مسلم زار مسلما فليس إيّاه يزور بل ايّاى يزور وثوابه علىّ الجنّة (٢).

٥ ـ أبو جعفر الطوسى ، أخبرنا جماعة ، عن أبى المفضل ، قال : حدّثنا أبو أحمد بن محمّد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر بن محمّد العلوى العريضى بحرّان قال : حدّثنا محمّد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى عماى علىّ بن موسى والحسين بن موسى ، عن أبيهما موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على عليهم‌السلام ، عن النبيّ عليه‌السلام قال: يوحى الله عزوجل الى الحفظة الكرام لا تكتبوا على عبدى المؤمن عند ضجره شيئا (٣).

٦ ـ عنه ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد الشافعى قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبى ، قال : حدّثنا عبد الله

__________________

(١) أمالى الصدوق : ٨٣.

(٢) الاختصاص : ٢٦.

(٣) أمالي الطوسى : ٢ / ١٨٤.

١٤١

ابن شبيب ، قال : حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علىّ بن أبى طالب ، قال : حدثني الحسين بن على بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كان لا يحلّ لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرق حتّى تغيّره (١).

٧ ـ روى المجلسى : عن كتاب قضاء الحقوق : عن ابن مهران ، قال : كنت جالسا عند مولاى الحسين بن على عليهما‌السلام فأتاه رجل فقال : يا ابن رسول الله إنّ فلانا له علىّ مال ويريد أن يحبسنى ، فقال : عليه‌السلام : والله ما عندى مال أقضى عنك ، قال : فكلّمه قال : فليس لى به أنس ولكنّى سمعت أبى أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : قال رسول الله عليه‌السلام من سعى فى حاجة أخيه المؤمن فكأنّما عبد الله تسعة آلاف سنة ، صائما نهاره ، قائما ليله (٢).

٨ ـ الخطيب ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعى حدّثنى ابراهيم بن محمّد بن الحسن السامرى ، حدّثنا أبو بدر عبّاد بن الوليد الغبرى حدّثنا أبو فاطمة ، حدّثنا اليمان بن يزيد ـ وكان من خيار النّاس ـ عن محمّد بن حمير ، عن محمّد بن علىّ ، عن أبيه ، عن جدّه حسين عليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

إنّ أصحاب الكبائر من موحّدى الأمم كلهم الّذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين ، من دخل النار منهم فى الباب الاوّل من جهنّم ، لا تزرق أعينهم ولا تسوّد وجوههم ، ولا يقرنون ، ولا يغلون بالسلاسل ، ولا يجرعون الحميم ، ولا يلبسون القطران ، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد ، وصورهم على النار من أجل السجود (٣)

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٥٤.

(٢) البحار : ٧٤ / ٣٥١.

(٣) تاريخ بغداد : ٦ / ١٥٦.

١٤٢

١٠ ـ باب المواعظ

١ ـ روى ابن شعبة مرسلا ، عن الامام الحسين بن على عليهما‌السلام أنّه قال : اعتبروا أيّها النّاس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار ، إذ يقول : (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ) وقال : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) ـ الى قوله ـ (لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) وإنمّا عاب الله ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد ، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة ممّا يحذرون والله يقول : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ).

وقال : (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة منه ، لعلمه بأنّها إذا أدّيت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها وصعبها وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دعاء الى الاسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفيء والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها فى حقّها.

ثمّ أنتم أيّتها العصابة عصابة بالعلم مشهورة وبالخير مذكورة وبالنصيحة معروفة وبالله فى أنفس الناس مهابة يهابكم الشريف ويكرمكم الضعيف ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يدلكم عنده ، تشفعون فى الحوائج اذا امتنعت من طلّابها وتمشون فى الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر أليس كلّ ذلك إنمّا نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحقّ الله وإن كنتم عن أكثر حقّه تقصرون فاستخففتم بحقّ الأئمّة.

فأمّا حقّ الضعفاء فضيعتم ، فأمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم فلا مالا بذلتموه ولا نفسا خاطرتم بها للّذى خلقها ولا عشيرة عاديتموها فى ذات الله ، أنتم تتمنّون على

١٤٣

الله جنّته ومجاورة رسله وأمانا من عذابه ، لقد خشيت عليكم أيّها المتمنّون على الله أن تحلّ بكم نقمة من نقماته لأنّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضّلتم بها ومن يعرف بالله لا تكرمون وأنتم بالله فى عباده تكرمون وقد ترون عهود الله منقوصة فلا تفزعون وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون وذمّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله محقورة.

والعمى والبكم والزمن فى المدائن مهملة لا ترحمون ولا فى منزلتكم تعلمون ولا من عمل فيها تعنون وبالادّهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون ، كلّ ذلك ممّا أمركم الله من النهى والتناهى وأنتم عنه غافلون وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك بأن مجارى الامور والأحكام على أيدى العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه ، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة وما سلبتم ذلك الّا بتفرّقكم عن الحقّ واختلافكم فى السنة بعد البيّنة الواضحة.

لو صبرتم على الاذى وتحمّلتم المؤنة فى ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر وإليكم ترجع ولكنّكم مكنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم امور الله فى أيديهم يعملون بالشبهات ويسيرون فى الشهوات ، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة الّتي هى مفارقتكم ، فأسلمتم الضعفاء فى أيديهم فمن بين مستعبد مقهور ، وبين مستضعف على معيشة مغلوب ، يتقلّبون فى الملك بآرائهم ويستشعرون الخزى بأهوائهم.

اقتداء بالأشرار وجرأة على الجبّار ، فى كلّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة ، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس ، فمن بين جبّار عنيد وذى سطوة على الضعفة شديد ، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد ، فيا عجبا وما لي لا أعجب والأرض غاش غشوم ومتصدق ظلوم ، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم ، فالله الحاكم فيما فيه تنازعا والقاضى بحكمه فيما شجر بيننا.

١٤٤

اللهمّ انّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافسا فى سلطان ولا التماسا من فصول الخصام لكن لنرى المعالم من دينك وتظهر الاصلاح فى بلادك ويأمن المظلومون من عبادك ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك فانّكم تنصرونا وتنصفونا قوى الظلمة عليكم ، وعملوا فى إطفاء نور نبيّكم وحسبنا الله وعليه توكّلنا وإليه أنبأنا وإليه المصير (١).

٢ ـ عنه ، قال الحسين عليه‌السلام أوصيكم بتقوى الله واحذركم أيامه وأرفع لكم أعلامه فكان المخوف قد أفد بمحول وروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم ، فبادروا بصحّة الأجسام فى مدّة الأعمار كأنّكم ببغات طوارقه فتنقلكم من ظهر الارض الى بطنها ومن علوّها الى أسفلها ومن أنسها إلى وحشتها ، ومن روحها وضوئها الى ظلمتها ، ومن سعتها إلى ضيقها. حيث لا يزار حميم ولا يعاد سقيم ولا يجاب صريخ. أعاننا الله وإيّاكم على أهوال ذلك اليوم ونجينا وإيّاكم من عقابه وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.

عباد الله فلو كان قصر مرماكم ومدى مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه ، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه ، لا وزير له يمنعه ولا ظهير عنه يدفعه ، و«يومئذ (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) أوصيكم بتقوى الله فانّ الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عمّا يكره إلى ما يحبّ ويرزقه من حيث لا يحتسب فاياك أن تكون ممّن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه ، فانّ الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنّة ولا ينال ما عنده الّا بطاعته ان شاء الله (٢).

٣ ـ عنه ، مرسلا عن الامام الحسين عليه‌السلام خطابا لأهل الكوفة : أمّا بعد

__________________

(١) تحف العقول : ١٧١.

(٢) تحف العقول : ١٧٣.

١٤٥

فتبّا لكم أيّتها الجماعة وترحا ، استنصرتمونا ولهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا كان فى أيماننا وحششتم نارا اقترحناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم إلبا لفا على أوليائكم ويدا لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ولا لأمل أصبح لكم فيهم وعن غير حدث كان منّا ولا رأى يفيل عنّا ، فهلّا لكم الويلات ، تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأى لم يستحصف.

لكن استسرعتم إليها كتطائر الدبا وتداعيتم عنها كتداعى الفراش ، فسحقا وبعد الطواغيت الامّة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان ومحرّفى الكلام ومطفئ السنن وملحقى العهرة بالنسب ، المستهزئين الّذين جعلوا القرآن عضين ، والله انّه لخذل فيكم معروف ، قد وشجت عليه عروقكم وتأذرت عليه أصولكم ، فكنتم أخبث ثمرة شجا للناظر ، وأكلة للغاصب ، ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا.

ألا وإن الدعى ابن الدعى قد ركز منّا بين اثنتين بين السلة والذلّة ، وهيهات منّا الدنيئة يأبى ذلك الله ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وانوف حميّة ونفوس أبية ، وأن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام وإنّى زاحف إليهم بهذه الاسرة على كلب العدوّ وكثرة العدد ، وخذلة الناصر ، ألا وما يلبثون الا كريثما يركب الفرس حتّى تدور رحا الحرب تعلّق النحور ، عهد عهده الىّ أبى عليه‌السلام فاجمعوا أمركم ثمّ كيدون فلا تنظرون ، إنّى توكّلت على الله ربى وربّكم ، ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها إن ربّى على صراط مستقيم (١).

٤ ـ الصدوق باسناده ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام قال : ان أعمال هذه الامّة ما من صباح الّا وتعرض على الله تعالى (٢).

٥ ـ عنه باسناده ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام ، انّه قال من سرّه أن ينسأ فى

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٣.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

١٤٦

أجله ويزاد فى رزقه فليصل رحمه (١).

٦ ـ عنه باسناده ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام أنّه قال : وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب : أنا الله لا إله الّا أنا ومحمّد نبيى ، وعجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئنّ؟ وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب؟ (٢).

٧ ـ روى الشيخ المفيد باسناده قال : قال الصادق عليه‌السلام : حدّثنى أبى ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : انّ رجلا من أهل الكوفة كتب الى أبى الحسين بن على عليهما‌السلام يا سيّدى أخبرنى بخير الدنيا والآخرة ، فكتب صلوات الله عليه : بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فانّ من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكّله الله الى الناس والسلام (٣).

٨ ـ قال المجلسى ، روى أنّ الحسين بن على عليهما‌السلام جاءه رجل وقال : أنا رجل عاص ، ولا أصبر عن المعصية فعظنى بموعظة فقال عليه‌السلام : افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت ، فأول ذلك : لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت ، والثانى : اخرج من ولاية الله واذنب ما شئت ، والثالث : اطلب موضعا لا يراك الله واذنب ما شئت ، والرابع : اذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ما شئت ، والخامس : اذا أدخلك مالك فى النار فلا تدخل فى النار واذنب ما شئت. (٤)

٩ ـ عنه عن الدرة الباهرة : قال الحسين بن على عليه‌السلام : ان حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم. (٥)

١٠ ـ قال عليه‌السلام : اللهم لا تستدر جنى بالإحسان ، ولا تؤدبنى بالبلاء. (٦)

__________________

(١) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

(٣) الاختصاص : ٢٢٥.

(٤) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٦.

(٥) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٦.

(٦) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

١٤٧

١١ ـ عنه قال عليه‌السلام : من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم (١).

١٢ ـ قال عليه‌السلام : مالك ان لم يكن لك كنت له ، فلا تبق عليه فانه لا يبقى عليك ، وكله قبل أن يأكلك (٢).

١٣ ـ عنه عن كنز الكراجكى : قال الحسين بن على عليه‌السلام يوما لابن عباس : لا تتكلّمن فيما لا يعنيك فانى أخاف عليك الوزر ، ولا تتكلّمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا ، فربّ متكلم قد تكلم بالحق فعيب ، ولا تمارينّ حليما ولا سفيها ، فان الحليم يقليك ، والسفيه يؤذيك ، ولا تقولن فى أخيك المؤمن اذا توارى. عنك الا ما تحبّ أن يقول فيك اذا تواريت عنه ، واعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالاجرام ، مجزىّ بالاحسان ، والسلام (٣).

١٤ ـ عنه بلغه عليه‌السلام كلام نافع بن جبير فى معاوية وقوله : «انه كان يسكنه الحلم وينطقه العلم» فقال : بل كان ينطقه البطر ويسكنه الحصر (٤).

١٥ ـ عنه عن اعلام الدين : قال الحسين بن على عليهما‌السلام : اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوا النعم فتتحول الى غيركم ، واعلموا أن المعروف مكسب حمدا ومعقب أجرا ، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا ، يسرّ الناظرين ويفوق العالمين ، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار ، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله تعالى عنه كرب الدنيا والآخرة ، من أحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين (٥).

١٦ ـ عنه قال : تذاكروا العقل عند معاوية فقال الحسين عليه‌السلام : لا يكمل العقل الا باتباع الحقّ ، فقال معاوية : ما فى صدوركم الا شيء واحد (٦).

١٧ ـ عنه قال عليه‌السلام : لا تصفن لملك دواء فان نفعه لم يحمدك وان ضرّه

__________________

(١) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٢) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٣) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٤) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٥) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٦) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

١٤٨

اتّهمك (١).

١٨ ـ عنه قال عليه‌السلام : ربّ ذنب أحسن من الاعتذار منه (٢).

١٩ ـ قال عليه‌السلام : مالك ان لم يكن لك كنت له منفقا ، فلا تنفقه بعدك فيكن ذخيرة لغيرك وتكون أنت المطالب به المأخوذ بحسابه ، اعلم أنك لا تبقى له ، ولا يبقى عليك ، فكله قبل أن يأكلك (٣).

٢٠ ـ عنه قال عليه‌السلام : دراسة العلم لقاح المعرفة ، وطول التجارب زيادة فى العقل ، والشرف التقوى ، والقنوع راحة الأبدان ، ومن أحبك نهاك ، ومن أبغضك أغراك (٤).

٢١ ـ عنه قال عليه‌السلام : من أحجم عن الرأى وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه (٥)

٢٢ ـ الحافظ ابو نعيم حدثنا القاضى أبو بكر محمّد بن عمر بن مسلم الحافظ ثنا محمّد بن الحسين بن حفص وعلى بن الوليد بن جابر : قالا : ثنا على بن حفص بن عمر ثنا الحسن بن الحسين عن يزيد بن على عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن على بن الحسين ، عن الحسين بن على ، عن على بن أبى طالب عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال لى جبرئيل عليه‌السلام يا محمّد أحبب من شئت فانك مفارقه ، واعمل ما شئت فانك ملاقيه ، وعش ما شئت فانك ميت ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أوجز لي جبريل فى الخطبة (٦).

٢٣ ـ عنه ، حدّثنا القاضى أبو بكر محمّد بن عمر بن مسلم إملاء حدثنا القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن على بن أبى طالب ، حدثني أبى عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه عن على بن الحسين عن الحسين بن

__________________

(١) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٢) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٣) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٨.

(٤) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٨.

(٥) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٨.

(٦) حلية الاولياء : ٣ / ٢٠٢.

١٤٩

على عليهم‌السلام.

قال رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام خطيبا على أصحابه فقال : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم.

قد نسينا كلّ واعظة ، وأمنّا كل جائحة ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، طوبى لمن طاب مكسبه وصلحت سريرته وحسنت علانيته واستقامت طريقته ، طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة ، وأنفق مما جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وطوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعدل عنها الى بدعة ، ثم نزل (١).

٢٤ ـ قال ابو اسحاق القيروانى : خطب الحسين بن على عليه‌السلام غداة اليوم الذي استشهد فيه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا عباد الله اتّقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر ، فان الدنيا لو بقيت على أحد أو بقى عليها أحد ، لكانت الأنبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضاء وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للفناء ، فجديدها بال ونعيمها مضمحل ، وسرورها مكفهرّ ، منزل قلعة ، ودار قلعة فتزوّدوا فانّ خير الزاد التقوى واتّقوا الله لعلّكم تفلحون (٢).

١١ ـ باب الزهد

١ ـ المفيد باسناده قال : حدّثنى أبو حفص عمر بن محمّد.

__________________

(١) حلية الاولياء : ٣ / ٢٠٢.

(٢) زهر الآداب : ١ / ١٠٠.

١٥٠

قال : حدّثنا علىّ بن مهرويه القزوينى ، قال : حدّثنا داود بن سليمان الغازى ، قال : حدّثنا الرضا علىّ بن موسى ، قال : حدّثنا أبى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على ، قال : حدّثنى أبى علىّ بن الحسين ، قال : حدّثنى أبى الحسين بن على ، قال : حدّثنى أبى علىّ بن أبى طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتانى ملك ، فقال : يا محمّد انّ ربّك يقرئك السلام ويقول إن شئت جعلت لك بطحاء مكّة ذهبا ، قال : فرفعت رأسى إلى السماء وقلت يا ربّ أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك (١).

٢ ـ عنه باسناده ، قال : حدّثنا أبو جعفر عمر بن محمّد المعروف بابن الزيّات ، قال : حدّثنا علىّ بن مهرويه القزوينى ، قال : حدّثنا داود بن سليمان الغازى ، قال : حدّثنا الرضا علىّ بن موسى ، قال : حدّثنى أبى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على ، قال : حدّثنى أبى على بن الحسين قال : حدّثنى أبى الحسين بن على عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض الأمل وترك طلب الدنيا (٢).

٣ ـ الصدوق ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علىّ بن أسد الأسدي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن العامرىّ ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى بن عبيد ، قال : حدّثنا سليمان بن عمرو ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، عن امّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرغبة فى الدنيا تكثر الهمّ والحزن ، والزهد فى الدنيا يريح القلب والبدن (٣).

٤ ـ عنه حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن على بن أسد الأسدي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن العامرى ، قال : حدّثنا ابراهيم بن عيسى بن عبيد

__________________

(١) أمالي المفيد : ٨٠.

(٢) أمالي المفيد : ١٩٠.

(٣) الخصال : ٧٣.

١٥١

السدوسى ، قال : حدّثنا سليمان بن عمرو عن عبد الله بن حسن بن حسن بن على ، عن امّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انّ صلاح أول هذه الامّة بالزهد واليقين ، وهلاك آخرها بالشحّ والأمل (١).

١٢ ـ باب القرآن

١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم أو غيره ، عن سيف بن عميرة ، عن رجل ، عن جابر ، عن مسافر ، عن بشر بن غالب الأسدي ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام قال : من قرأ آية من كتاب الله عزوجل فى صلاته قائما يكتب له بكلّ حرف مائة حسنة ، فاذا قرأها فى غير صلاة كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات ، وإن استمع القرآن كتب الله له بكلّ حرف حسنة ، وان ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح ، وإن ختمه نهارا صلّت عليه الحفظة حتّى يمسى وكانت له دعوة مجابة وكان خيرا له ممّا بين السماء إلى الأرض ، قلت : هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأ؟ قال : يا أخا بنى أسد إنّ الله جواد ماجد كريم ، إذا قرأ ما معه أعطاه الله ذلك(٢)

٢ ـ الصدوق حدثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله قال : حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمّد بن مروان ، عن سعد بن طريف ، عن أبى جعفر الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ عشر آيات فى ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مأتى

__________________

(١) الخصال : ٧٩.

(٢) الكافى : ٢ / ٦١١

١٥٢

آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار والقنطار خمسون ألف مثقال ذهب ، والمثقال أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد وأكبرها ما بين السماء والأرض (١).

٣ ـ روى الهيتمى باسناده عن الحسين بن على عليهما‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة (٢).

من سورة الانفال

٤ ـ روى المجلسى عن كفاية الأثر ، عن محمّد بن عبد الله بن المطلب الشيبانى ، عن محمّد بن هارون الدينورى ، عن محمّد بن العباس المصرى ، عن عبد الله بن ابراهيم الغفارى ، عن حريز بن عبد الله الحذاء ، عن اسماعيل بن عبد الله قال : قال الحسين بن على عليهما‌السلام : لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن تأويلها ، فقال : والله ما عنى بها غيركم ، وأنتم أولو الأرحام ، فاذا مت فأبوك علىّ أولى بى وبمكانى ، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به ، فاذا مضى الحسن فأنت أولى به ، قلت ، يا رسول الله فمن بعدى أولى بى؟ فقال : ابنك علىّ أولى بك من بعدك ، فاذا مضى فابنه محمّد أولى به من بعده ، فاذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى به بمكانه من بعده.

فاذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده ، فاذا مضى موسى فابنه علىّ أولى به من بعده ، فإذا مضى علىّ فابنه محمّد أولى به من بعده ، فاذا مضى محمّد ، فابنه

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٦.

(٢) مجمع الزوائد : ١٦١.

١٥٣

علىّ أولى به من بعده ، فاذا مضى على فابنه الحسن أولى به من بعده ، فاذا مضى الحسن وقعت الغيبة فى التاسع من ولدك ، فهذه الأئمّة التسعة من صلبك ، أعطاهم الله علمى وفهمى طينتهم من طينتى ، ما لقوم يؤذوننى فيهم؟ لا أنالهم الله شفاعتى (١).

٥ ـ الحسكانى أخبرنا الحسن بن محمّد الأشتر ، قال : حدثني أبى عن محمّد بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن حسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن على عليهم‌السلام قال : نحن المستضعفون ، ونحن المقهورون ، ونحن عترة رسول الله فمن نصرنا فرسول الله نصر ، ومن خذلنا فرسول الله خذل ، ونحن وأعداءنا نجتمع (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً) الآية (٢).

من سورة يونس

٦ ـ الصدوق حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى ، قال : حدثنا أبى ، عن أحمد بن على الأنصاري ، عن أبى ، عن أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروى ، قال : سأل المأمون يوما على بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، فقال : له يا ابن رسول الله ما معنى قول الله عزوجل : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ).

فقال الرضا عليه‌السلام : حدثني أبى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على ، عن أبيه على بن أبى طالب عليه‌السلام ، ان المسلمين قالوا الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو اكرهت يا رسول الله من

__________________

(١) بحار الانوار : ٣٦ / ٣٤٣.

(٢) شواهد التنزيل : ٤٣٤.

١٥٤

قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوينا عل عدونا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لألقى الله عزوجل ببدعة لم يحدث الىّ فيها شيئا وما أنا من المتكلفين ، فأنزل الله تبارك وتعالى يا محمّد : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) على سبيل الالجاء والاضطرار فى الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس فى الآخرة ، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا منى ثوابا ولا مدحا.

لكنى أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ، ليستحقوا منى الزلفى والكرامة ودوام الخلود فى جنة الخلد : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) وأما قوله عزوجل : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن الا باذن الله واذنه أمره لها بالإيمان ، ما كانت مكلفة متعبدة وإلجاؤه ايّاها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها ، فقال المأمون : فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك (١).

من سورة ابراهيم

٧ ـ محمّد بن يعقوب ، بإسناده عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : سمعت على بن الحسين عليه‌السلام يقول : ان رجلا جاء الى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرنى ان كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا حسين أجب الرجل.

فقال الحسين : أما قولك : أخبرنى عن الناس ، فنحن الناس ، ولذلك قال الله تعالى ذكره فى كتابه (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) فرسول الله صلّى الله

__________________

(١) التوحيد : ٣٤١.

١٥٥

عليه وآله الّذي أفاض الناس ، وأما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منّا ولذلك قال ابراهيم عليه‌السلام : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) وأما قولك : النسناس : فهم السواد الأعظم وأشار بيده الى جماعة الناس ثم قال : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (١)

من سورة الاسراء

٨ ـ الصدوق حدثنا أبو القاسم على بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الكوفى ، قال : حدثنا سهل بن زياد الأدمى ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى ، قال : حدثني سيّدى على بن محمّد بن علىّ الرضا ، عن أبيه ، محمّد بن على ، عن أبيه الرضا ، عن آباء ، عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ان أبا بكر منى بمنزلة السمع ، وأنّ عمر منى بمنزلة البصر ، وأن عثمان منى بمنزلة الفؤاد ، قال : فلما كان من الغد دخلت إليه ، وعنده أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبو بكر وعمر وعثمان ، فقلت له : يا أبت سمعتك تقول فى أصحابك هؤلاء قولا ، فما هو؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيّى هذا وأشار الى على بن أبى طالب عليه‌السلام ثم قال :

ان الله عزوجل يقول (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) ثم قال: وعزة ربى أن جميع امتى موقوفون يوم القيامة ومسئولون عن ولايته وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)  (٢)

__________________

(١) الكافى : ٨ / ٢٤٤.

(٢) عيون اخبار الرضا : ١ / ٣١٣.

١٥٦

من سورة الكهف

٩ ـ العياشى باسناده ، عن يزيد بن هارون قال : دخل نافع بن الازرق المسجد الحرام والحسين بن على عليه‌السلام مع عبد الله بن عباس جالسان فى الحجر ، فجلس إليها ، ثم قال : يا بن عباس صف لى إلهك الذي تعبده ، فأطرق ابن عباس طويلا مستبطأ بقوله ، فقال له الحسين : الىّ يا ابن الأزرق المتورّط فى الضلالة المرتكن فى الجهالة ، اجيبك عما سألت عنه.

فقال : ما اياك سألت فتجيبني ، فقال له ابن ابن عباس : مه عن ابن رسول الله ، فانه من أهل بيت النبوة ومعدن الحكمة ، فقال له صف لى فقال : أصفه بما وصف به نفسه ، وأعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتزق ، وبعيد غير مقص يوحد ولا يتبعض لا إله الا هو الكبير المتعال.

قال : فبكى ابن الازرق بكاء شديدا ، فقال له الحسين عليه‌السلام : ما يبكيك؟ قال : بكيت من حسن وصفك ، قال : يا بن الازرق انى أخبرت أنك تكفر أبى وأخى وتكفرنى ، قال له نافع : لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام ، فلما بدلتم استبدلنا بكم.

فقال له الحسين عليه‌السلام : يا بن الأزرق أسألك عن مسألة ، فأجبنى عن قول الله لا إله الا هو : (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) من حفظ فيهما؟ قال فأيّهما أفضل أبويهما أم رسول الله وفاطمة ، قال : بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فما حفظهما حتى حيل بيننا وبين الكفر ، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال : قد نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون (١)

__________________

(١) تفسير العياشى : ٢ / ٣٣٧.

١٥٧

من سورة الحج

١٠ ـ الصدوق ، حدثنا أبو محمّد عمار بن الحسين الأسروشني رضى الله عنه ، قال: حدثني على بن محمّد بن عصمة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الطبرى بمكّة ، قال : حدثنا أبو الحسن بن أبى شجاع البجلى ، عن جعفر بن عبد الله الحنفى ، عن يحيى ابن هاشم ، عن محمّد بن جابر ، عن صدقة بن سعيد عن النضر بن مالك قال : قلت للحسين بن على بن أبى طالب عليهما‌السلام : يا أبا عبد الله حدّثنى عن قول الله عزوجل : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : نحن وبنى اميّة اختصمنا فى الله عزوجل ، قلنا صدق الله وقالوا : كذب الله فنحن وايّاهم الخصمان يوم القيامة (١).

من سورة العنكبوت

١١ ـ الحافظ الحسكانى ، حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله ، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفى أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز ، عن أبى حضيرة بن مخارق ، عن عبيد الله بن الحسين ، عن أبيه عن جدّه ، عن الحسين بن على ، عن علىّ عليهما‌السلام قال : لما نزلت : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ) الآية» قلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة قال : يا علىّ انّك مبتلى ومبتلى بك (٢).

من سورة مريم

١٢ ـ روى ابن شهرآشوب باسناده عن علىّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : خرجنا

__________________

(١) الخصال : ٤٢.

(٢) شواهد التنزيل : ٤٣٨.

١٥٨

مع الحسين ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه ، الّا وذكر يحيى بن زكريّا وقال يوما : من هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى اهدى الى بغىّ من بغايا بنى إسرائيل (١).

من سورة يس

١٣ ـ الصدوق حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ ، قال : حدّثنا عيسى بن محمّد العلوى ، قال : حدّثنا أحمد بن سلّام الكوفى قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثنا الحارث بن الحسن ، قال : حدّثنا أحمد بن اسماعيل بن صدقة ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفر محمّد بن على الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال : لما انزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما ، فقالا : يا رسول الله هو التوراة قال : لا قالا : فهو الا نجيل؟ قال : لا قالا : فهو القرآن؟ قال : لا ، قال : فأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو هذا انّه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء (٢).

من سورة الشورى

١٤ ـ فرات ، حدّثنا عبد السلام بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحارث الهاشمى ، قال : حدّثنا الحكم بن سنان الباهلى ، عن أبى جريج ، عن عطاء بن أبى رياح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين عليه‌السلام أخبرينى جعلت فداك بحديث أحدث واحتجّ به على الناس.

قالت أخبرنى أبى أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان نازلا بالمدينة وأنّ من آتاه عن

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٠٥.

(٢) معانى الاخبار : ٩٥.

١٥٩

المهاجرين مرسوا أن يفرضوا لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب وانا آتيناك لنفرض فى أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك.

قال : فاطرق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله طويلا ثمّ رفع رأسه فقال : انّى لم أومر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا انطلقوا فانّى لم أومر بشيء وان أمرت به أعلمتكم قال : فنزل جبرئيل فقال : يا محمّد انّ ربّك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وقد أنزل الله عليهم فريضة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

فخرجوا وهم يقولون ما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يذلّ له الاشياء ويخضع له الرقاب ما دامت السماوات والارض لبنى عبد المطلب ، قال : فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى علىّ بن أبى طالب ان اصعد المنبر وادع الناس ، ثمّ قل : أيّها النّاس من انتقص أجيرا أجره فليتبوّأ مقعده من النار ومن دعى الى غير مواليه فليتبوّأ مقعده من النار ، ومن انتضى من والديه فليتبوّأ مقعده من النار.

قال : فقام رجل وقال : يا أبا الحسن ما لهنّ من تأويل ، فقال : الله ورسوله أعلم ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال رسول الله ويل لقريش من تأويلهنّ ثلاث مرّات ، ثمّ قال: يا علىّ انطلق فأخبرهم أنّى الأجير الذي أثبت الله مودّته من السماء ، أنا وأنت مولى المؤمنين وأنا وأنت أبوا المؤمنين ، ثمّ خرج رسول الله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والأنصار.

فلمّا اجتمعوا قال : يا أيها الناس إنّ عليّا أوّلكم أيمانا بالله وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأعلمكم بالقضية وأقسمكم بالسويّة وأرحمكم بالرعيّة وأفضلكم عند الله مزية ، ثمّ قال : انّ الله مثل لى امّتى فى الطين وعلّمنى أسمائهم كما علّم آدم الاسماء كلّها ثمّ عرضهم ، فمرّ بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلىّ وشيعته وسألت ربّى أن يستقيم امتى على علىّ من بعدى.

١٦٠