مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٣

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

١٠ ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان البصرى الهنائى ، قال : حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد الشرقى ، قال : حدّثنى أبو الازهر أحمد بن الأزهر بن منيع ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهرى ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : كنت عند الحسين بن على عليهما‌السلام اذ دخل علىّ بن الحسين الأصغر ، فدعاه الحسين عليه‌السلام وضمه إليه ضما وقبل ما بين عينيه ثمّ قال : بأبى أنت ما أطيب ريحك وأحسن خلقك فيداخلنى من ذلك.

فقلت : بأبى وأمّى يا ابن رسول الله ان كان ما نعوذ بالله أن نراه فيك فالى من؟ قا : الى علىّ ابنى هذا ، هو الإمام وأبو الأئمّة. قلت : يا مولاى هو صغير السنّ؟ قال : نعم ان ابنه محمّد يؤتمّ به وهو ابن تسع سنين ثمّ يطرق قال : ثمّ يبقر العلم بقرا. قال : وقبض صلوات الله عليه وقد تمّ عمره ستة وخمسين سنة وخمسة أشهر ودفن بكربلاء (١).

١١ ـ أبو جعفر الطبرى الامامى : أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين ابن الحسن بن بابويه ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبى جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن علىّ ما جيلويه قال : حدّثنى عمّى محمّد بن أبى القاسم ، عن محمّد بن علىّ الكوفىّ ، عن علىّ بن عثمان ، عن محمّد بن الفرات ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليه‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان علىّ بن أبى طالب خليفة الله وخليفتى وحجّة الله وحجّتى ، وباب الله وبابى ، وصفيّ الله وصفيى ، وحبيب الله وحبيبى ، وخليل الله وخليلى ، وسيف الله وسيفى ، وهو أخى وصاحبى ووزيرى ووصيّى محبّه محبّى ، ومبغضه مبغضى ، ووليّه وليّى وعدوّه عدوّى ، وحربه حربى ، وسلمه سلمى

__________________

(١) كفاية الاثر : ٢٣٤.

١٠١

وقوله قولى ، وأمره أمرى وزوجته ابنتى وولده ولدى ، وهو سيّد الوصيّين وخير أمّتى أجمعين(١).

١٢ ـ عنه ، بهذا الاسناد قال : حدّثنا الحسن بن محمّد الهاشمى الكوفى ، قال : حدثنا فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفى ، قال : حدّثنا محمّد بن ظهير ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن الحسين بن أخى يونس البغدادى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشلى ، قال : حدّثنا على بن موسى الرّضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على ، عن أبيه علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام ، عن النبيّ عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن الله جلّ جلاله أنّه سبحانه قال :

أنا الله لا إله الّا أنا خلقت الخلق بقدرتى فاخترت منهم من شئت من أنبيائى واخترت من جميعهم محمّدا حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا الى خلقى وخليقتى واصطفيت عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومودّيا عنه من بعده الى خلقى وعبادى وبين لهم كتابى ويسير فيهم بحكمى وجعلته العلم الهادى من الضلالة وبابى الّذي أوتى منه وبيتى الذي من دخله كان آمنا من نارى وحصنى الّذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهى الّذي من توجّه إليه لم أصرف وجهى عنه وحجّتى فى السموات والارضين على جميع من فيهنّ من خلقى.

لا أقبل عمل عامل منهم الّا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولى ، وهو يدى المبسوطة على عبادى وهو النقمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادى فمن أحببته من عبادى وتوليته عرفته ولايته فبعزّتى حلفت وبجلالى أقسمت أنّه لا يتولّى عليّا عبد من عبادى الا زحزحته عن النار وأدخلته الجنّة ولا يبغضه عبد من عبادى ويعدل عن ولايته الّا أدخلته النار وبئس المصير (٢)

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٣٧.

(٢) بشارة المصطفى : ٣٧.

١٠٢

١٣ ـ عنه ، أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن على ، عن عمّه أبى جعفر محمّد بن على بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدثنا أبى عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن العبّاس بن معروف ، عن الحسن بن زيد ، عن اليعفورى ، عن عيسى بن عبد الله العلوى ، عن أبيه ، عن أبى جعفر محمّد بن على الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليّى ووصيّى وصاحبى وخليفتى على أهلى وامّتى علىّ بن أبى طالب ، ومن سرّه أن يلج النار فليتولّ غيره فوعزة ربّى وجلاله أنّه لباب الله الّذي لا يؤتى الّا منه وأنّه الصراط المستقيم ، وأنّه الذي يسأل الله عزوجل عن ولايته يوم القيامة (١).

١٤ ـ عنه ، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو على الحسن بن أبى جعفر الطوسى رحمه‌الله ، عن أبيه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : أخبرنا المظفّر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبى الفلج قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمى ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الرازى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبى زكريّا الموصلى ، عن جابر ، عن أبى جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلىّ عليه‌السلام : إنّك أنت الذي احتج الله بك فى ابتداء الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم : ألست بربّكم قالوا بلى ، قال : ومحمّد رسولى قالوا : بلى ، قال وعلىّ أمير المؤمنين فأبى الخلق جميعا الّا استكبارا وعتوا عن ولايتك إلّا نفر قليل وهم أقلّ القليل وهم أصحاب اليمين (٢).

١٥ ـ عنه ، أخبرنا والدى أبو القاسم ، علىّ بن محمّد بن علىّ الفقيه رحمه‌الله وعمّار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمّار رحمهم‌الله جميعا ، عن إبراهيم بن نصر

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٤٠.

(٢) بشارة المصطفى : ١٤٣.

١٠٣

الجرجانى ، عن السيّد الزّاهد محمّد بن حمزة الحسينى رحمهم‌الله ، عن أبى عبد الله الحسين بن علىّ بن بابويه عن أخيه الشيخ السعيد الفقيه أبى جعفر محمّد بن علىّ بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا أبو الحسن علىّ بن عيسى المجاور فى مسجد الكوفة قال : حدّثنا اسماعيل بن رزين بن أخى دعبل بن على الخزاعى عن أبيه قال : حدّثنى علىّ بن موسى الرضا قال : حدّثنى أبى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، قال : حدثني أبى علىّ بن الحسين قال حدّثنى أبى الحسين بن على.

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا على أنت المظلوم بعدى ، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك يا علىّ أنت الّذي تنطق بكلامى وتتكلّم بلسانى بعدى فويل لمن ردّ عليك وطوبى لمن قبل كلامك ، يا على أنت سيّد هذه الامّة بعدى وأنت إمامها وخليفتى عليها ومن فارقك فارقنى يوم القيامة ومن كان معك كان معى يوم القيامة يا على أنت أوّل من آمن بى وصدّقنى وأوّل من أعاننى على أمرى وجاهد معى عدوّى وأنت أوّل من صلّى معى والنّاس يومئذ فى غفلة الجهالة.

يا على أنت أوّل من تنشق عنه الأرض معى وأنت أوّل من يبعث معى وأنت أوّل من يجوز الصراط معى وإنّ ربّى جلّ جلاله اقسم بعزّته لا يجوز عقبة الصراط الّا من كان معه براءة بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك وأنت أوّل من يرد حوضى تسقى منه اولئك وتذود عنه أعدائك وأنت صاحبى اذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبّنا فيهم ، وأنت أوّل من يدخل الجنّة وبيدك لوائي لواء الحمد وهو سبعون شقّة الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر وأنت صاحب شجرة طوبى فى الجنّة أصلها فى دارك وأغصانها فى دور شيعتك ومحبّيك (١).

١٦ ـ عنه ، باسناده قال حدّثنا أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين بن موسى ،

__________________

(١) بشارة المصطفى : ١٥٢.

١٠٤

حدّثنا محمّد بن على العلوى ، عن عمّه محمّد بن أبى القاسم ، عن محمّد بن على الكوفى ، عن عامر بن كثير السراج ، عن أبى الجارود ، عن ثابت بن أبى صفية ، عن علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال إنّ الله فرض عليكم طاعتى ونهاكم عن معصيتى وأوجب عليكم اتّباع أمرى وفرض عليكم من طاعة علىّ بعدى ما فرضه من طاعتى ونهاكم عن معصيته ما نهاكم عن معصيتى ، وجعل عليّا أمير المؤمنين أخى ووزيرى ووصيّي ووارثى وهو منّى وأنا منه ، حبّه ايمان وبغضه كفر ، ومحبّه محبّى ومبغضه مبغضى وهو مولى من أنا مولاه وأنا مولى كلّ مسلم ومسلمة وأنا وإيّاه أبوا هذه الامّة (١).

١٧ ـ عنه باسناده ، عن الحسن بن أحمد المالكىّ ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبى محمود ، عن علىّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عن الحسين بن على ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على أنت المظلوم بعدى فويل لمن ظلمك واعتدى عليك ، وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك يا على أنت المقاتل بعدى فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك يا على أنت الّذي تنطق بكلامى وتتكلّم بلسانى بعدى ، فويل لمن ردّ عليك وطوبى لمن قبل كلامك يا علىّ أنت سيّد هذه الأمة بعدى وأنت إمامها وخليفتى عليها من فارقك فارقنى يوم القيامة ، ومن كان معك كان معى يوم القيامة.

يا علىّ أنت أوّل من آمن بى وصدّقنى وأنت أوّل من أعاننى على أمرى وجاهد معى عدوّى ، وأنت أوّل من صلّى معى والناس يومئذ فى غفلة الجهالة ، يا على أنت أوّل من تنشق عنه الأرض معى ، وأنت أوّل من يبعث معى وأنت أوّل من يجوز الصراط معى ، وإنّ ربّى عزوجل أقسم بعزّته لا يجوز عقبة الصراط الّا من معه براءة بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك ، وأنت أوّل من يرد حوضى ، تسقى

__________________

(١) بشارة المصطفى : ١٩٦.

١٠٥

منه أولياءك وتذود أعداءك وأنت أوّل من يدخل الجنّة وبيدك لوائى وهو لواء الحمد ، وهو سبعون شقة الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى فى الجنّة أصلها فى دارك ، وأغصانها فى دور شيعتك ومحبّيك (١).

١٨ ـ أبو سعيد عباد ، عن عمرو بن ثابت ، عن محمّد بن عبد الله بن عقيل عن فاطمة بنت الحسين قالت جاء رجل من بنى أسد الى أبى عليه‌السلام ، فقال ما بال القوم يأمروك على أبيك ولم يؤمرونه فقال : ان القوم تعاهدوا وتواثقوا أن لا يولّوها أبى (٢).

١٩ ـ الموفّق الخوارزمى باسناده ، عن الامام محمّد بن أحمد بن شاذان ، حدّثنى محمّد بن على بن الفضل بن زيّات ، عن علىّ بن بديع الماجشون ، عن إسماعيل بن أبان الورّاق ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن علىّ بن الحسين ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل علىّ جبرئيل عليه‌السلام صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا ، فقلت : حبيبى ما لي أراك فرحا مستبشرا ، فقال : يا محمّد وكيف لا أكون فرحا مستبشرا ، وقد قرّت عينى بما أكرم الله أخاك ووصيّك وإمام أمّتك علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام فقلت وبم أكرم الله أخى ووصيّى وإمام أمّتى؟ قال : باهى الله بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتى انظروا الى حجّتى فى أرضى على عبادى بعد نبيّى محمّد فقد عفر خدّه فى التراب تواضعا لعظمتى أشهدكم أنّه إمام خلقى ومولى بريتى (٣)

__________________

(١) بشارة المصطفى : ١٧٢

(٢) اصل أبى سعيد العصفرى : ١٧.

(٣) مناقب الخوارزمى : ٢٢٨.

١٠٦

٦ ـ باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام

١ ـ البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن جماعة ، عن بشر بن غالب الأسدي ، قال : حدّثنى الحسين بن علىّ عليهما‌السلام ، قال : قال لى : يا بشر بن غالب ، من أحبّنا لا يحبّنا الّا لله ، جئنا نحن وهو كهاتين ، وقدّر بين سبّابتيه ، ومن أحبّنا لا يحبّنا الّا للدنيا فانّه اذا قام قائم العدل وسع عدله البرّ والفاجر (١).

٢ ـ الصفّار ، حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن علىّ بن النّعمان ، عن ابن مسكان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : أنّ حبابة الوالبيّة كانت إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هى الى الحسين عليه‌السلام ، وكان امرأة شديدة الاجتهاد وقد يبس جلدها ، على بطنها من العبادة ، وإنّها خرجت مرّة ومعها ابن عمّ لها غلام فدخلت به على الحسين عليه‌السلام فقالت له جعلت فداك فانظر هل تجد ابن عمّى هذا فيما عندكم وهل تجده ناج قال : فقال نعم ، نجده عندنا ونجده ناج (٢).

٢ ـ عنه ، حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن ابن سنان ، أو غيره ، عن بشير ، عن حمران ، عن جعيد الهمدانيّ ممّن خرج مع الحسين عليه‌السلام بكربلاء ، قال : فقلت للحسين عليه‌السلام : جعلت فداك بأىّ شيء تحكمون؟ قال : يا جعيد بحكم آل داود ، فاذا عيينا عن شيء تلقا نابه روح القدس (٣).

٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أحمد بن مهران ـ رحمه‌الله ـ رفعه وأحمد بن

__________________

(١) المحاسن : ٦١.

(٢) بصائر الدرجات : ١٧١.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٥٢.

١٠٧

إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار الشيبانى قال : حدّثنى القاسم بن محمّد الرازى قال : حدّثنا علىّ بن محمّد الهرمزانى ، عن أبى عبد الله الحسين بن على عليهما‌السلام قال : لمّا قبضت فاطمة عليها‌السلام دفنها أمير المؤمنين سرّا وعفا على موضع قبرها ، ثمّ قام فحوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : السلام عليك يا رسول الله عنّى والسلام عليك عن ابنتك وزائر تك والبائتة فى الثرى ببقعتك والمختار الله ، لها سرعة اللّحاق بك.

قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبرى وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلّدى ، إلّا أنّ لى فى التأسي بسنّتك فى فرقتك موضع تعزّ ، فلقد وسدتك فى ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحرى وصدرى ، بلى وفى كتاب الله لى أنعم القبول ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله ، أما حزنى فسرمد ، وأمّا ليلى فمسهّد وهم لا يبرح من قلبى ، أو يختار الله لى دارك الّتي أنت فيها مقيم ، كمد مقيّح ، وهم مهيج سرعان ما فرّق بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر أمّتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال.

فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلا ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين ، سلام مودّع لا قال ولا سئم ، فان أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين ، واه واها والصبر أيمن وأجمل ، ولو لا غلبة المستولين لجعلت المقام واللّبث لزاما معكوفا ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزيّة ، فبعين الله تدفن ابنتك سرّا وتهضم حقّها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلّى الله عليك وعليها‌السلام والرضوان (١)

__________________

(١) الكافى : ١ / ٤٥٨.

١٠٨

٤ ـ الصدوق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن رزمة القزوينى ، قال حدّثنا أحمد بن عيسى العلوى الحسينى ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : حدّثنا حبيب ابن الأرطاة ، عن محمّد بن ذكوان ، عن عمرو بن خالد ، قال : حدّثنى زيد بن علىّ عليه‌السلام وهو آخذ بشعره قال : حدّثنى أبى علىّ بن الحسين وهو آخذ بشعره قال حدّثنى الحسين بن على وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثنى علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره ، قال : من آذى شعرة منّى فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله عزوجل ومن آذى الله جلّ وعزّ لعنه الله ملء السماء وملء الأرض (١).

٥ ـ عنه ، حدّثنا أبى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكى ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبى محمود ، عن علىّ بن موسى الرضا ، عن أبيه ، موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا علىّ أنت المظلوم بعدى فويل لمن ظلمك واعتدى عليك وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك ، يا علىّ أنت المقاتل بعدى ، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك ، يا علىّ أنت الذي تنطق بكلامى وتتكلّم بلسانى بعدى ، فويل لمن ردّ عليك وطوبى لمن قبل كلامك.

يا علىّ أنت سيد هذه الامّة بعدى وأنت إمامها وخليفتى عليها من فارقك فارقنى يوم القيامة ، ومن كان معك كان معى يوم القيامة ، يا علىّ أنت أوّل من آمن بى وصدّقنى وأنت أوّل من أعاننى على أمرى وجاهد معى عدوّى وأنت أوّل من صلّى معى ، والناس يومئذ فى غفلة الجهالة ، يا على أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض معى وأنت أوّل من بحوز الصراط معى ، وأن ربّى عزوجل أقسم بعزّته أنّه لا يجوز عقبة الصراط الّا من معه براءة بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك.

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٩٩.

١٠٩

أنت أوّل من برد حوضى تسقى منه أولياءك وتذود عنه أعدائك ، وأنت صاحبى اذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبّينا فتشفع فيهم ، وأنت أوّل من يدخل الجنّة وبيدك لوائى ، وهو لواء الحمد وهو سبعون شقّة الشقّة ، منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى فى الجنّة أصلها فى دارك وأغصانها فى دور شيعتك ومحبّيك ، قال : إبراهيم بن أبى محمود : فقلت للرضا : يا ابن رسول الله إنّ عندنا أخبارا فى فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام وفضلكم أهل البيت وهى من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم ، أفندين بها؟

فقال : يا ابن أبى محمود ، لقد أخبرنى أبى ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أصغى الى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق عن الله عزوجل فقد عبد الله ، وان كان الناطق عن إبليس فقد عبد ابليس ، ثم ، قال الرضا : يا ابن أبى محمود انّ مخالفينا وضعوا أخبارا فى فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام ، أحدها الغلو وثانيها التقصير فى أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فاذا سمع الناس الغلوّ فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيّتنا واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، واذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا.

قد قال الله عزوجل : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) يا ابن أبى محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا ، فانّه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، ان أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ثمّ يدين بذلك ويبدأ ممّن خالفه ، يا ابن أبى محمود احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة (١).

٦ ـ عنه ، باسناده ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام ، قال : قال لى بريدة أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلّم على أبيك بإمرة المؤمنين (٢).

__________________

(١) عيون اخبار الرضا : ١ / ٣٠٣.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٦٨.

١١٠

٧ ـ عنه ، حدّثنا محمّد بن عمر الجعابى الحافظ البغدادى ، قال : حدّثنى أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن علىّ بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام قال : حدّثنى على بن موسى الرضا ، قال : حدّثنى أبى موسى ، قال : حدّثنى أخى إسماعيل ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن على عليهم‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عن جبرئيل ، عن الله تعالى ، قال : من عادى أوليائى فقد بارزنى بالمحاربة ، ومن حارب أهل بيت نبيّى فقد حلّ عليه عذابى ومن تولّى غيرهم فقد حلّ عليه غضبى ، ومن أعز غيرهم فقد آذانى ، ومن آذانى فله النار (١).

٨ ـ محمّد بن الأشعث باسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علىّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علىّ بن أبى طالب عليهم‌السلام ، قال : انّ فاطمة عليهما‌السلام لمّا ماتت غسلها علىّ بن أبى طالب وأوصت بذلك إليه (٢).

٩ ـ روى الصدوق باسناده ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : للحسين عليه‌السلام : يا بنىّ قم فاصعد المنبر وتكلّم بكلام لا تجهلك قريش من بعدى فيقولون : إنّ الحسين بن علىّ لا يبصر شيئا ، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك ، فصعد الحسين عليه‌السلام المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة موجزة ، ثمّ قال : معاشر الناس سمعت جدّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : إنّ عليّا هو مدينة هدى فمن دخلها نجا ومن تخلّف عنها هلك ، فوثب إليه علىّ فضمّه إلى صدره وقبّله ، ثمّ قال : معاشر الناس أشهدوا انّهما فرخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووديعته الّتي استودعنيها وأنا أستودعكموها ، معاشر الناس ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سائلكم عنهما (٣).

١٠ ـ روى المفيد باسناده ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبى عمير ، عن

__________________

(١) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٦٨.

(٢) الاشعثيات : ١٦٨.

(٣) التوحيد : ٣٠٧.

١١١

رجاله قال قيل للحسين بن على عليهما‌السلام : أين دفنتم أمير المؤمنين؟ فقال خرجنا به ليلا على مسجد الأشعث حتّى خرجنا به إلى الظّهر بجنب الغريين فدفناه هنك (١).

١١ ـ فرات قال : حدّثنى عبيد بن كثير معنعنا ، عن عطاء بن أبى رياح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين عليه‌السلام ، جعلت فداك أخبرنى بحديث أحدّث به وأحتجّ به على الناس قالت : نعم ، أخبر أبى أنّ النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث الى علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام أن أصعد المنبر ، وادع الناس إليك ، ثمّ قل : أيّها الناس من انتقص أجيرا أجره فيتبوأ مقعده من النار ، ومن ادّعا إلى غير مواليه فيتبوأ مقعده من النار ومن انتقم من والديه فيتبوّأ مقعده من النار.

قال فقال الرجل يا ابا الحسن ما لهنّ من تأويل؟ فقال : الله ورسوله أعلم ثمّ أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال رسول الله ويل لقريش من تأويلهنّ ثلاث مرّات ثمّ قال : يا علىّ انطلق فأخبرهم أنى أنا الأجير الذي أثبت الله مودّته من السماء ، وأنا وأنت مولى المؤمنين ، وأنا وأنت أبو المؤمنين ، ثمّ خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا معشر قريش والمهاجرين.

فلمّا اجتمعوا قال : يا أيّها الناس إنّ عليّا أوّلكم إيمانا بالله ، وأقومكم بالله وأوفاكم بعهد الله وأعلمكم بالقضيّة وأقسمكم بالسوية وأرحمكم بالرعيّة وأفضلكم عند الله مزية ، ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل أمّتى فى الطين وأعلمنى بأسمائهم كما علّم آدم الأسماء كلّها فمرّ بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلىّ وشيعته وسألت ربّى أن يستقيم امّتى على علىّ من بعدى فأبى ربّى إلّا أن يضل من يشاء.

ثمّ ابتدأنى ربّى فى علىّ عليه‌السلام ، بسبع خصال : أما أوّلهنّ فانّه أوّل من تنشق عنه الارض معى ولا فخر وأمّا الثانية فانّه يذود عن حوضى كما يذود الرعاة غريبة الإبل ، والثالثة فان من فقراء شيعة علىّ ليشفع فى مثل ربيعة ومضر ، وأمّا الرابعة

__________________

(١) الارشاد : ١٢.

١١٢

فانّه أول من يقرع باب الجنة معى ولا فخر ، وأمّا الخامسة فانّه يزوّج من الحور العين ولا فخر ، وأمّا السادسة فانّه أوّل من يسكن معى فى علّيين ، ولا فخر ، وأمّا السابعة ، فانّه أوّل من يسقى من رحيق المختوم «ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون» (١).

١٢ ـ المفيد ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات ، قال حدّثنى علىّ بن اسماعيل ، قال : حدّثنا محمّد بن خلف ، قال : حدّثنا الحسين الأشقر ، قال : حدّثنا قيس ، عن ليث بن أبى سليم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى ، عن الحسين بن علىّ عليهما‌السلام ، قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الزموا مودّتنا أهل البيت فانّه من لقى الله وهو يحبّنا دخل الجنّة بشفاعتنا ، والذي نفسى بيده لا ينتفع عبد بعلمه الّا بمعرفتنا (٢).

١٣ ـ عنه ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابى يوم الاثنين لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن على بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام قال : حدّثنى أبى ، قال : حدثني الرضا علىّ بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ابن علىّ عن أبيه أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام قال : قال لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا على بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم ، عليكم بالصبر ، فانّ العاقبة للمتّقين أنتم حزب الله وأعدائكم حزب الشيطان ، طوبى لمن أطاعكم وويل لمن عصاكم أنتم حجة الله على خلقه والعروة الوثقى ، من تمسّك بها اهتدى ومن تركها ضلّ أسأل الله لكم الجنّة لا يسبقكم أحد الى طاعة الله فأنتم أولى بها (٣).

١٤ ـ عنه حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين ، قال : حدّثنا أبى ، قال :

__________________

(١) تفسير فرات : ٨٥.

(٢) أمالى المفيد : ١٥.

(٣) أمالي المفيد : ٧١.

١١٣

حدّثنا أحمد بن ادريس ، قال : محمّد بن عبد الجبّار ، عن القاسم بن محمّد الرازى ، عن على بن الهرمزان ، عن علىّ بن الحسين بن على ، عن أبيه الحسين عليه‌السلام قال : لما مرضت فاطمة بنت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وصّت الى علىّ عليه‌السلام أن يكتم أمرها ويخفى خبرها ولا يؤذن أحد بمرضها ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمهما‌الله على استسرار بذلك كما وصّت به.

فلمّا حضرتها الوفاة وصّت أمير المؤمنين عليه‌السلام أن يتولّى أمرها ويدفنها ليلا ويعفى قبرها فتولى ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ودفنها وعفى موضع قبرها ، فلمّا نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن فارسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه الى قبر رسول الله عليه‌السلام فقال السلام عليك يا رسول الله منّى والسلام عليك من ابنتك الى آخر الحديث الذي رويناه عن الكافى(١).

١٥ ـ الطوسى : عن شيخه رحمه‌الله قال : اخبرنا أبو الحسن علىّ بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا محمّد بن أبى الثلج قال : أخبرنى عيسى بن مهران قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا قال : حدثني كثير بن طارق قال : سألت زيد بن علىّ بن الحسين عليهم‌السلام ، عن قول الله تعالى : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً)؟ قال : يا كثير انّك رجل صالح ولست بمتّهم وانّى أخاف عليك أن تهلك ، ان ، كلّ امام جائر فان اتباعهم اذا أمر بهم الى النار نادوا باسمه.

فقالوا : يا فلان يا من أهلكنا هلمّ فخلصنا ممّا نحن فيه ، ثمّ يدعون بالويل والثبور ، فعندها يقال لهم (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) ، ثمّ قال زيد بن على رحمه‌الله : حدّثنى أبى علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىّ عليه‌السلام يا علىّ أنت وأصحابك فى الجنّة ، أنت وأتباعك يا علىّ فى الجنّة (٢)

__________________

(١) أمالي المفيد ، ١٧٢.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٥٦.

١١٤

١٦ ـ عنه أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا الحسين بن عتبة الكندى ، قال : حدّثنا بكّار بن بشر ، قال : حدّثنا حمزة الزيات ، عن عبد الله بن شريك ، عن بشر بن غالب ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام قال : من أحبّنا لله ، وردنا نحن وهو على نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا ـ وضمّ اصبعيه ـ ومن أحبّنا للدنيا ، فان الدنيا تسع البرّ والفاجر (١).

١٧ ـ عنه ، باسناده ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ الباقر عن أبيه ، عن جدّه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله عليه‌السلام : من أراد التوسّل الىّ ، وأن يكون له عندى يد أشفع له بها يوم القيمة فليصل أهل بيتى ويدخل السرور عليهم (٢).

١٨ ـ أبو جعفر الطبرى الإمامي : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن عمّه محمّد ابن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن على ، عن عمّه الشيخ أبى جعفر محمّد بن على بن بابويه رضى الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن عبد الله ابن سعيد قال : أخبرنا عمر بن أحمد بن حمران القشيرىّ قال : أخبرنا المغيرة ابن محمّد بن مهلّب قال : أخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن مهلّب ، قال : أخبرنا عبد الغفّار ابن محمّد بن كثير الكلابى الكوفى عن عمر بن ثابت ، عن جابر ، عن أبى جعفر محمّد ابن علىّ بن الحسين عن علىّ بن الحسين ، عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حبّى وحبّ أهل بيتى نافع فى سبع مواضع أهوالهنّ عظيمة : عند الوفاة وفى القبر ، وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط (٣).

١٩ ـ عنه ، باسناده قال حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس ، قال : حدّثنى أبى

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٢٥٩.

(٢) أمالي الطوسى : ٢ / ٣٧.

(٣) بشارة المصطفى : ٢١.

١١٥

عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن عمران بن علىّ بن عمر بن زيد ، عن عمّه محمّد بن عمر ، عن أبيه ، عن علىّ بن الحسين بن على الرازى فى درب مسلخكاه بالرى فى ذى القعدة سنة ثمان عشرة وخمسمائة إملاء من لفظه قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين ابن محمّد بن نصر الحلوانى فى داره غرّة ربيع الآخر سنة احدى عشرة وثمانين وأربعمائة بكرخ بغداد إملاء من لفظه.

قال : حدّثنى الشريف الاجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم على ابن الحسين الموسوى رضى الله عنه فى داره ببغداد فى بركة زلزل فى شهر رمضان سنة تسع وعشرين وأربعمائة قال حدّثنى أبى الحسين بن موسى ، قال : حدّثنى أبى موسى بن محمّد قال : حدثني أبى محمّد بن موسى ، قال : حدّثنى أبى موسى بن ابراهيم قال : حدّثنى أبى ابراهيم بن موسى ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على بن الحسين ، قال : حدّثنى أبى علىّ بن الحسين قال : حدّثنى أبى الحسين بن على ، قال : حدّثنى جابر بن عبد الله الانصارى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زيّنوا مجالسكم بذكر علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام (١).

٢٠ ـ عنه ، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبد الوهّاب بن عيسى الرازى بها رحمه‌الله قراءة عليه فى صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو سعيد محمّد بن احمد النيشابوريّ قال : أخبرنا أبو على أحمد بن الحسين الحافظ بقراءتى عليه ، قال : حدّثنى أبو الحسن محمّد بن أحمد قراءة عليه ، قال : حدّثنى أبى قال : حدّثنى محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنى محمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدّثنى أحمد بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى ، قال : حدّثنى علىّ بن المغيرة ومحمّد بن يحيى الخثمعي ، قالا حدّثنا محمّد بن بهلول العبدى ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٧٣.

١١٦

علىّ ، عن أبيه ، قال : حدّثنى أبى الحسين بن على عليهما‌السلام.

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لمّا أسرى بى الى السماء وانتهى بى الى حجب النور كلّمنى ربّى جلّ جلاله وقال لى يا محمّد بلغ علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام منّى السلام وأعلمه أنّه حجّتى بعدك على خلقى به أسقى العباد الغيث وبه أدفع عنهم السوء وبه أحتجّ عليهم يوم يلقونى ، فايّاه فليطيعوا ولأمره فليأتمروا ، وعن نهيه فلينتهوا أجعلهم عندى فى مقعد صدق وأبيح لهم جنانى وإن لا يفعلوا أسكنتهم نارى مع الأشقياء من أعدائى ثمّ لا أبالى (١).

٢١ ـ عنه ، أخبرنا الشيخ الامام أبو على الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسى رضى الله عنه ، بقراءتى عليه فى شهر رمضان سنة احدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسى رحمه‌الله ، قال أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السامرىّ ، قال : حدّثنى عمّى عمر بن يحيى الفحّام ، قال : حدّثنى عبد الله بن أحمد بن عامر ، قال : حدّثنى أبى أحمد بن عامر الطائى.

قال : حدّثنا علىّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : حدّثنى أبى موسى بن جعفر عليه‌السلام ، قال : حدّثنى أبى جعفر محمّد عليه‌السلام ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على عليهما‌السلام قال حدّثنى أبى علىّ بن الحسين قال حدثني أبى الحسين بن على ، عن أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة المحبّ لأهل بيتى والموالى لهم والمعادى فيهم والقاضى لهم حوائجهم والساعى لهم فيما ينوبهم من أمورهم (٢).

٢٢ ـ عنه ، باسناده قال : حدثنا موسى بن جعفر بن محمّد بن علىّ بن الحسين ابن علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام قال : حدّثنا أبى ، عن أبيه ، عن جدّه الحسين بن علىّ ،

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٩٥.

(٢) بشارة المصطفى : ١٧٠.

١١٧

قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذا عطس قال له : علىّ عليه‌السلام رفع الله ذكرك ، واذا عطس علىّ عليه‌السلام قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعلى الله كعبك (١).

٢٣ ـ عنه ، باسناده ، حدّثنا الحسن بن علىّ بن عمر بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن علىّ بن أبى طالب عليهم‌السلام ، قال : حدّثنا محمّد بن سلّام الكوفى ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الواسطى ، قال : حدّثنى محمّد بن صالح ، ومحمّد بن الصلت ، قال : حدّثنا عمر بن يونس اليمامى ، عن الكلبى ، عن أبى صالح ، عن ابن عبّاس قال دخل الحسين بن علىّ على أخيه الحسن بن على عليهما‌السلام فى مرضه الّذي توفّى فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخى قال : أجدنى أوّل يوم من الآخرة وآخر يوم من أيّام الدنيا.

واعلم انّى لا أسبق أجلى وانّى وارد على أبى وجدّى عليهما‌السلام على كره منّى لفراقك وفراق اخوتك وفراق الأحبة واستغفر الله من مقالتى وأتوب إليه بل على محبّة منّى للقاء رسول الله وأمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليهما الصلاة والسلام ، وأمى فاطمة وحمزة وجعفر وفى الله عزوجل خلف من كلّ هالك وعزاء من كلّ مصيبة ودرك من كلّ ما فات رأيت يا أخى كبدى آنفا فى الطشت ولقد عرفت من دهانى ومن أين أتيت فما أنت صانع به يا أخى.

فقال الحسين عليه‌السلام أقتله والله قال : فو الله لا أخبرك به أبدا حتّى ألقى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكن اكتب يا أخى هذا ما أوصى به الحسن بن على بن أبى طالب الى أخيه الحسين بن على عليهما‌السلام أوصى إليه أنّه يشهد أن لا إله الّا الله وحده لا شريك له ، وأنّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له فى الملك ولا ولىّ له من الذلّ وانّه خلق كلّ شيء فقدّره تقديرا وأنّه أولى من عبد وأحقّ من حمد ، من أطاعه رشد ومن عصاه غوى ومن تاب إليه اهتدى.

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٣١٨.

١١٨

فانّى أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلى ، وولدى وأهل بيتك ان تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفا ووالدا وأن تدفنى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانّى أحقّ به وببيته ممّن أدخل بيته بغير إذنه ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال : الله تعالى فيما أنزله على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فى كتابه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) فو الله ما أذن فى الدخول عليه فى حياته ولا جاءهم الإذن فى ذلك من بعد وفاته ونحن مأذون لنا فى التصرّف ، فيما ورثناه من بعده ، فان أبت عليك الامرأة فأنشدك بالقرابة التي قرب الله عزوجل منا والرّحم الماسّة من رسول الله أن لا تهريق فىّ محجمة دم حتّى نلقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده ثمّ قبض عليه‌السلام.

قال ابن عبّاس فدعانى الحسين عليه‌السلام وعبد الله بن جعفر وعلىّ بن عبد الله ابن العبّاس فقال اغسلوا ابن عمّكم فغلسناه وحنّطناه والبسناه أكفانه ، ثمّ خرجنا به حتّى صلّينا عليه فى المسجد وأنّ الحسين أمر أن يفتح البيت فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبى سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان وقالوا يدفن أمير المؤمنين عثمان الشهيد القتيل ظلما بالبقيع بشر مكان ويدفن الحسن مع رسول الله لا يكون ذلك أبدا حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح وينفد النبل.

فقال الحسين عليه‌السلام : والله الذي حرّم مكة للحسن بن على بن فاطمة أحق برسول الله صلى الله وبيته ممّن أدخل بيته بغير اذنه وهو والله أحقّ به من حمّال الخطا يا مسير أبى ذرّ الفاعل بعمار ما فعل وبعبد الله ما صنع الحامى الحمى المؤدى طريد رسول الله صلى الله وإله لكنكم صرتم بعده الأمراء وتابعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء قال فحملناه فاتينا به قبر أمه فاطمة عليه‌السلام فدفناه الى جنبها.

قال ابن عباس : فكنت أول من انصرف فسمعت اللغط وخفت أن يعجل

١١٩

الحسين على من قد أقبل فرأيت شخصا فعلمت الشر فيه فأقبلت مبادرا فاذا أنا بعائشة فى أربعين راكبا على بغل مرحل تقدّمهم وتأمرهم بالقتال فلمّا رأتنى قالت إلىّ يا ابن عبّاس لقد اجترأتم علىّ فى الدنيا تؤذوننى مرّة بعد اخرى تريدون أن تدخلوا بيتى من لا أهوى ولا احبّ فقلت وا سوأتاه يوم على بغل ويوم على جمل تريدين ان تطفئ نور الله وتقاتلى أولياء الله وتحوّلى بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه.

ارجعى فقد كفى الله عزوجل المؤنة ودفن الحسن عليه‌السلام الى جانب أمه فلم يزدد من الله تعالى الّا قربا ، وما ازددتم والله منه الّا بعدا يا سوأتاه انصر فى فقد رأيت ما سرّك قال : فقطبت فى وجهى ونادت بأعلى صوتها أو ما نسيتم الجمل يا ابن عبّاس انّكم لذو؟؟؟ أحقاد ، فقلت أم والله ما نسيته أهل السماء فكيف ينساه أهل الارض فانصرفت وهى تقول :

فألقت عصاها واستقرّت بها النوى

كما قرّ عينا بالاياب المسافر (١)

٢٤ ـ أبو جعفر المشهدى باسناده ، عن علىّ بن الحسين ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : اشتكى الحسن بن علىّ بن أبى طالب عليهما‌السلام وبرىء ، ودخل بعقبة مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسقط فى صدره ، فضمّه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : فداك جدّك تشتهى شيئا؟ قال : نعم ، أشتهى خربزا ، فأدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يده تحت جناحه ثمّ هزّه الى السقف. قال حذيفة : فأتبعته بصرى ، فلم ألحقه ، وانّى لأراعى السقف ليعود منه ، فاذا هو قد دخل من الباب وثوبه من طرف حجره معطوف ، ففتحه بين يدى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان فيه بطيختان ، ورمّانتان ، وسفرجلتان ، وتفاحتان فتبسّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : الحمد لله الذي جعلكم مثل خيار بنى اسرائيل ، ينزل إليكم رزقكم من جنّات النّعيم ، امض فداك جدّك وكل أنت وأخوك وأبوك وأمّك ، واخبأ لجدّك

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٣٣٤.

١٢٠