معجم البلدان - ج ٣

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٣

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠

خلت الزّعازع من بني المسعود ،

فعهودهم منها كغير عهود

حلّت بها آل الزّريع وإنّما

حلّت أسود في مكان أسود

زَعْبَلُ : بالفتح ثمّ السكون ، وباء موحدة ، ولام ، ويقال : زعبل فلان إذا أعطى عطيّة قليلة : وهو موضع قرب المدينة ، قال أبو ذيّال اليهودي البلوي يبكي على اليهود :

ولم تر عيني مثل يوم رأيته

بزعبل ما اخضرّ الأراك وأثمرا

وأيّامنا بالكبس قد كان طولها

قصيرا وأيّاما بزعبل أقصرا

فلم تر من آل السّموأل عصبة

حسان الوجوه يخلعون المؤزّرا

وزعبل ، بالفتح : ماء ونخل لبني الخطفى.

الزَّعْبَلَةُ : ماء ونخل لبني مازن باليمامة.

زَعْرٌ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره راء ، كذا ضبطه نصر وقال : موضع بالحجاز ، والزّعر ، بالتحريك : قلة الشعر ، ورجل أزعر ، ولعله مخفف منه.

زَعْريماش : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وراء مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة ثمّ ميم ، وآخره شين : محلّة من محالّ سمرقند.

الزَّعْفَرانيّةُ : عدّة مواضع تسمّى بهذا الاسم ، منها : الزعفرانية قرية على مرحلة من همذان ، منها محمد ابن الحسين بن الفرج يعرف بأبي العلاء أبو ميسرة الزعفراني ، روى عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد ابن سلمة الحرّاني وطالوت بن عبّاد ، روى عنه محمد ابن سليمان الحضرمي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي وغيرهما ، وكان صدوقا عالما بالحديث ، ومنها الزعفراني الشاعر الذي يقول :

إذا وردت ماء العراق ركائبي

فلا حبّذا أروند من همذان

والزعفرانية : قرية قرب بغداد تحت كلواذى ، منها الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، نزل بغداد وإليه ينسب درب الزعفراني وأكثر المحدّثين ببغداد منسوبون إلى هذا الدرب ، وهو الذي قرأ على الشافعي محمد بن إدريس ، رضي الله عنه ، كتبه القديمة ، قال له الشافعي : من أيّ العرب أنت؟ فقال : ما أنا بعربيّ إنّما أنا من قرية يقال لها الزعفرانية ، قال : فقال لي أنت سيد هذه القرية ، وكان ثقة ، ومات في سنة ٢٦٠.

الزَّعْلاء : من حصون اليمن فيما استولى عليه بنو حبيش ، بينه وبين صنعاء نحو يومين.

الزَّعْلُ : اسم موضع ، بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، والزّعل ، بالتحريك : النشاط والأشر.

باب الزاي والغين وما يليهما

زَغَابَةُ : بالفتح في الأوّل ، وبعد الألف باء موحدة ، قال ابن إسحاق : ولما فرغ رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم ، من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف وزغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ، ورواه أبو عبيد البكري الأندلسي زعابة بضم الزاي وعين مهملة ، وذكره الطبري محمد بن جرير فقال : بين الجرف والغابة ، واختار هذه الرواية وقال : لأن زغابة لا تعرف ، وليس الأمر كذلك فإنه قد روي في الحديث المسند أنّه ، عليه الصلاة والسلام ، قال في ناقة أهداها إليه أعرابيّ فكافأه بست بكرات فلم يرض فقال ، عليه الصلاة والسلام : ألا تعجبون

١٤١

لهذا الأعرابي ، أهدى إليّ ناقتي أعرفها بعينها ذهبت مني يوم زغابة وقد كافأته بست فسخط ، الحديث ، وقد جاء ذكر زغابة في حديث آخر فكيف لا يكون معروفا؟ فالأعرف إذا عندنا زغابة ، بالغين معجمة.

زَغاوَةُ : بفتح أوّله ، وفتح الواو ، قيل : هو بلد في جنوبي إفريقية بالمغرب ، وقيل : قبيلة من السودان جنوبي المغرب ، وفيهم يقول أبو العلاء المعرّي :

بسبع إماء من زغاوة زوّجت

من الروم في نعماك سبعة أعبد

وقال أبو منصور : الزغاوة جنس من السودان ، والنسبة إليهم زغاويّ ، وقال ابن الأعرابيّ : الزغي رائحة الحبش ، وقال المهلبي : ولزغاوة مدينتان يقال لإحداهما مانان وللأخرى ترازكي ، وهما في الإقليم الأوّل ، وعرضهما إحدى وعشرون درجة ، قال : ومملكة الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حدّ المشرق منها مملكة النوبة الذين بأعلى صعيد مصر بينهم مسيرة عشرة أيام ، وهم أمم كثيرة ، وطول بلادهم خمس عشرة مرحلة في مثلها في عمارة متصلة ، وبيوتهم جصوص كلّها وكذلك قصر ملكهم ، وهم يعظمونه ويعبدونه من دون الله تعالى ويتوهمون أنّه لا يأكل الطعام ، ولطعامه قومة عليه سرّا يدخلونه إلى بيوته لا يعلم من أين يجيئونه به ، فإن اتفق لأحد من الرعية أن يلقى الإبل التي عليها زاده قتل لوقته في موضعه ، وهو يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه ، وشرابه يعمل من الذّرة مقوّى بالعسل ، وزيّه لبس سراويلات من صوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرفيعة من الصوف الأسماط والخزّ السوسي والديباج الرفيع ، ويده مطلقة في رعاياه ويسترقّ من شاء منهم ، أمواله المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل ، وزروع بلدهم أكثرها الذّرة واللوبياء ثمّ القمح ، وأكثر رعاياه عراة مؤتزرون بالجلود ، ومعايشهم من الزروع واقتناء المواشي ، وديانتهم عبادة ملوكهم يعتقدون أنّهم الذين يحيون ويميتون ويمرضون ويصحّون ، وهي من مدائن البلماء وقصبة بلاد كاوار على سمت الشرق منحرفا إلى الجنوب.

الزَّغْباء : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وباء موحدة ممدودة ، بلفظ تأنيث الأزغب ، والزّغب : الشّعيرات الصفر على ريش الفرخ ، وفراخ زغب ، ورجل أزغب الشعر ، ورقبة زغباء : وهو جبل من جبال القبلية ، عن أبي القاسم الزمخشري.

زَغْبَةُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : اسم قرية بالشام ، واشتقاقه من الذي قبله كأنّه نقل عن زغبة واحدة الزّغب ثمّ سكّن ، قال الشاعر يذكره :

عليهن أطراف من القوم لم يكن

طعامهم حبّا بزغبة أغبرا

عليهن أي على الخيل ، أطراف ، جمع طرف : وهو الكريم من الفتيان.

زَغْرَتان : من قرى هراة ، ينسب إليها أبو محمد خالد ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد المديني الهروي أحد الشهود المعدّلين بها ، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال : سمع أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي ، قال : وأجاز لي ، وأبو عبد الله محمد بن الحسن الزغرتاني ، سمع أحمد بن سعيد ، روى عنه أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي الهروي.

زُغَرُ : بوزن زفر ، وآخره راء مهملة ، قال أبو منصور : قال اللحياني زخرت دجلة وزغرت أي مدّت ، وزغر كلّ شيء : كثرته والإفراط فيه ، قال أبو صخر :

١٤٢

بل قد أتاني ناصح عن كاشح

بعداوة ظهرت ، وزغر أقاول

كذا نقلته من خطه سواء ، قال : وزغر قرية بمشارف الشام ، وإياها عنى أبو دؤاد الإيادي حيث قال :

ككتابة الزّغريّ غشّا

ها من الذّهب الدّلامص

قال : وقيل زغر اسم بنت لوط ، عليه السلام ، نزلت بهذه القرية فسميت باسمها ، وقال حاتم الطائي :

سقى الله ربّ الناس سحّا وديمة

جنوب السراة من مآب إلى زغر

بلاد امرئ لا يعرف الذّمّ بيته ،

له المشرب الصافي ولا يطعم الكدر

وجاء ذكر زغر في حديث الجسّاسة ، وهي دابّة في جزائر البحر تتجسّس الأخبار وتأتي بها إلى الدّجّال وتسمّى دابّة الأرض ، وعين زغر تغور في آخر الزمان ، وهي من علامات القيامة ، روى الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت : خرج علينا رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم ، في حرّ الظهيرة فخطبنا وقال : إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن لحديث حدّثينه تميم الداري منعني سروره القائلة ، حدثني أن نفرا من قومه أقبلوا في البحر فأصابهم ريح عاصف فألجأتهم إلى جزيرة فإذا هم بدابّة ، قالوا لها : ما أنت؟ قالت : أنا الجسّاسة ، قلنا : أخبرينا الخبر ، قالت : إن أردتم الخبر فعليكم بهذا الدير فإن فيه رجلا بالأشواق إليكم ، قال : فأتيناه ، فقال : أنّى نبغتم؟ فأخبرناه ، فقال : ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا : تدفق بين جوانبها ، قال : ما فعلت نخل عمّان وبيسان؟ قلنا : يجتنيها أهلها ، قال : فما فعلت عين زغر؟ قلنا : يشرب منها أهلها ، قال : فلو يبست نفذت من وثاقي فوطئت بقدمي كلّ منهل إلّا مكّة والمدينة ، وحدثني الثقة أن زغر هذه في طرف البحيرة المنتنة في واد هناك ، بينها وبين البيت المقدس ثلاثة أيّام ، وهي من ناحية الحجاز ، ولهم هناك زروع ، قال ابن عبّاس ، رضي الله عنه : لما هلك قوم لوط مضى لوط ، عليه السلام ، وبناته يريدون الشام فماتت الكبرى من بناته وكان يقال لها ريّة فدفنت عند عين هناك فسميت باسمها عين ريّة ، ثمّ ماتت بعد ذلك الصغرى وكان اسمها زغر فدفنت عند عين فسميت عين زغر ، وهذه في واد وخم رديء في أشأم بقعة إنما يسكنه أهله لأجل الوطن وقد يهيج فيهم في بعض الأعوام مرض فيفني كلّ من فيه أو أكثرهم ، فحدثني الوزير الأكرم ، أطال الله بقاءه ، قال : بلغني أن في بعض الأعوام هاج بهم ذلك حتى أهلك أكثرهم ، وكان هناك دار من أعيان منازلهم وفيها جماعة تزيد على العشرة أنفس فوقع فيهم الموت واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلّا رجل واحد فرجع يوما من المقبرة فدخل تلك الدار فاستوحش وحده فجلس على دكة هناك وأفكر ساعة ثمّ رفع رأسه قبل السماء وقال : يا ربيبي وعزّتك لئن استمررت على هذا لتفنينّ العالم في مدّة يسيرة ولتقعدن على عرشك وحدك ، وقيل : قال لتقعدن على عرشك وحيدك ، هكذا قال بالتصغير في ربي ووحدك لأن من عادة تلك البلاد إذا أحبّوا شيئا خاطبوه بالتصغير على سبيل التحنّن والتلطّف.

زَغَنْدانُ : بفتح أوّله وثانيه ، وسكون النون ، ودال مهملة ، وآخره نون : قرية قرب سنج من نواحي مرو على ستة فراسخ منها.

زغموا : بلد قديم على غربي الفرات فيه آثار قلعة وعمارة عظيمة دثرت كلّها ، بينها وبين البيرة ميل أو زيادة ، وفيها آثار قنطرة كانت على الفرات بقي منها آثار

١٤٣

كرسيها ، وكان اسم المحدث كينوك.

زَغْوَانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ثمّ واو ، وآخره نون ، قال ابن الأعرابي : الزغي رائحة الحبش ، فإن كان عربيّا فهو فعلان منه ، قيل : هو جبل بإفريقية ، قال أبو عبيد البكري : بالقرب من تونس في القبلة جبل زغوان ، وهو جبل منيف مشرف يسمى كلب الزقاق لظهوره وعلوّه واستدلال السائرين به أينما توجّهوا ، فإنّه يرى على مسيرة الأيام الكثيرة ، ولعلوّه يرى السحاب دونه ، وكثيرا ما يمطر سفحه ولا يمطر أعلاه ، وأهل إفريقية يقولون لمن يستثقلونه : أثقل من جبل زغوان وأثقل من جبل الرصاص! وهو على تونس ، وقال الشاعر يخاطب حمامة أرسلها من القيروان إلى تونس :

وفي زغوان فاستعلي علوّا ،

وداني في تعاليك السحابا

ويزعمون أن فيه قرى كثيرة آهلة كثيرة المياه والثمار ، وفيه مأوى الصالحين وخيار المسلمين ، وبغربي جبل زغوان مدينة الأربس.

الزُّغَيْبَةُ : بلفظ تصغير الزّغب ، وقد تقدم تفسيره ، وما أظن هذه المواضع سميت بذلك إلّا لقلّة نبتها كأنّهم شبّهوه بالزّغب وهو الشعر القليل والريش : وهو ماء بشرقي سميراء في طريق الحاج.

باب الزاي والفاء وما يليهما

زِفْتَا : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، وتاء مثناة من فوقها ، مقصور : بلد بقرب الفسطاط من مصر ، ويقال له منية زفتا أيضا ، وقرب شطّنوف ، ويقال لها زفيتة أيضا.

باب الزاي والقاف وما يليهما

زَقَا : بفتح أوّله ، والقصر ، وهو منقول عن الفعل الماضي من زقا الصّدى يزقو أو يزقي زقاء إذا صاح : وهو ماء لبني غنيّ بينه وبين ماء آخر لهم يقال له مذعا قدر ضحوة ، قال شاعرهم :

ولن تردي مذعا ولن تردي زقا

ولا النّقر إلّا أن تجدّي الأمانيا

الزُّقَاقُ : بضم أوّله ، وآخره مثل ثانيه ، وهو في الأصل طريق نافذ وغير نافذ ضيق دون السكة ، وأهل الحجاز يؤنثونه وبنو تميم يذكّرونه ، والزقاق : مجاز البحر بين طنجة ، وهي مدينة بالمغرب على البرّ المتصل بالإسكندرية والجزيرة الخضراء ، وهي في جزيرة الأندلس ، قال الحميدي : وبينهما اثنا عشر ميلا ، وذلك هو المسمّى الزقاق ، قال محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم : قال لي الشيخ عفّان بن غالب الأزدي السبّي سعة البحر هناك ستة وثلاثون ميلا وهي اثنا عشر فرسخا ، وهو أعلم به لأن سبتة على البحر المذكور وهي مولده وبها إقامته ومنشؤه ، قال محمد بن طرخان : وقال لي أبو عامر العبدري وأبو بكر مكبول بن فتوح الزناتي وأبو محمد عبد الله بن محمد بن محرز الواحدي : قول الحميدي وسعة البحر هناك اثنا عشر ميلا صحيح وهو أضيق موضع فيه ، وأوسع موضع فيه نحو ثمانية عشر ميلا ، والذي ذكره عفان غلط ، وقال الفقيه المرادي المتكلم القيرواني بعد خلاصه من بحر الزقاق ووصوله إلى مدينة سبتة :

سمعت التجار وقد حدّثوا

بشدّة أهوال بحر الزّقاق

فقلت لهم : قرّبوني إليه

أنشّفه من حرّ يوم الفراق

١٤٤

فلمّا فعلت جرت أدمعي ،

فعاد كما كان قبل التّلاق

زُقاقُ ابن واقِفٍ : في شعر هدبة بن خشرم العذري :

فلم تر عيني مثل سرب رأيته

خرجن علينا من زقاق ابن واقف

تضمّخن بالجاديّ حتى كأنّما ال

أنوف ، إذا استعرضتهنّ ، رواعف

خرجن بأعناق الظّباء وأعين ال

جآذر وارتجّت لهنّ الرّوادف

فلو أنّ شيئا صاد شيئا بطرفه

لصدن بألحاظ ذوات المطارف

قال : ومرّ أبو الحارث جمين يوما بسوق المدينة فخرج رجل من زقاق ابن واقف بيده ثلاث سمكات قد شقّ أجوافهنّ وقد خرج شحمهن ، فبكى أبو الحارث وقال : تعس الذي يقول :

فلم تر عيني مثل سرب رأيته

خرجن علينا من زقاق ابن واقف

وانتكس ولا انجبر ، والله لهذه الثلاث سمكات أحسن من السرب الذي وصفه ، وقال أبو الفرج الأصبهاني : أحسب هذا الخبر مصنوعا لأنّه ليس في المدينة زقاق يقال له زقاق ابن واقف ولا بها أيضا سمك كما وصف ولكني رويت كما روي ، قلت : إن هذا تحكّم منه ودعوى وقد تتغيّر أسماء الأماكن حسب تغيّر أهلها وبين زمان أبي الحارث جمين وزمان أبي الفرج دهر ، وعلى ذلك فقد روي هذا الخبر عن الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار عن عمّه.

زُقاقُ القنادِيلِ : محلّة بمصر مشهورة فيها سوق الكتب والدفاتر والظرائف كالآبنوس والزجاج وغير ذلك ممّا يستظرف ، قال أبو عبد الله القضاعي : قال الكندي : سمّي بذلك لأنّه كان منازل الأشراف وكانت على أبوابهم القناديل وكان يقال له زقاق الأشراف لأن عمرو بن العاص كان على طرفه ممّا يلي الجامع وكعب بن ضبة العبسي على طرفه الآخر ممّا يلي سوق بربر ودار نخلة داره ، وكعب هذا هو ابن بنت خالد بن سنان العبسي ، وقيل : هو ابن أخيه ، وهو الذي زعمت عبس أنّه كان نبيّا قبل محمد رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم.

زُقاقُ النارِ : بمكة مجاور لجبل زرزر ، وكلاهما يشرف على الدار المعروفة التي كانت ليزيد بن منصور الحميري خال المهدي.

زَقَوْقَا : بفتح أوّله وثانيه ، وبعد الواو الساكنة قاف أخرى ، مقصور : ناحية بين فارس وكرمان ، عن نصر.

باب الزاي والكاف وما يليهما

زَكَان بفتح أوّله ، وبعد الألف نون : من قرى صغد سمرقند بين رزمان وكمرجة.

زِكْت : بكسر الزاي ، وسكون الكاف ، وآخره تاء مثناة من فوق : موضع ، عن العمراني.

زَكْرَام : مدينة في جنوبي إفريقية سكانها من زناتة ، وهي قصبة مملكة تادمك.

زَكْرَم : إمّا قرية بإفريقية أو الأندلس وإمّا قبيلة من البربر ، قال السلفي : أنشدني أبو القاسم ذربان بن عتيق بن تميم الكاتب قال : أنشدني أبو حفص العروضي الزكرمي بإفريقية ممّا قاله بالأندلس وقد طولب بمكس يتولاه يهوديّ :

يا أهل دانية لقد خالفتم

حكم الشّريعة والمروّة فينا

١٤٥

ما لي أراكم تأمرون بضدّ ما

أمرت ، ترى نسخ الإله الدينا

كنّا نطالب لليهود بجزية ،

وأرى اليهود بجزية طلبونا

ما إن سمعنا مالكا أفتى بذا

لا لا ولا من بعده سحنونا

هذا ولو أن الأئمة كلّهم

حاشاهم بالمكس قد أمرونا

ما راجب مثلي لوكس عدله

لو كان يعدل وزنه قاعونا

ولقد رجونا أن ننال بعدلكم

رفدا يكون على الزمان معينا

فالآن نقنع بالسّلامة منكم ،

لا تأخذوا منّا ولا تعطونا

زَكِيّةُ : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، وتشديد ياء النسبة ، يقال : زكا الزّرع يزكو زكاء ، ممدود ، أي نما ، وغلام زكيّ وجارية زكيّة أي زاك : قرية جامعة من أعمال البصرة بينها وبين واسط ، وقد نسب إليها نفر من أهل العلم عدادهم في البصريين ، عن الحازمي.

باب الزاي واللام وما يليهما

الزَّلّاقَةُ : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، وقاف ، أصله من قولهم مكان زلق أي دحض ، وزلقت رجله تزلق زلقا ، والزّلّاقة : الموضع الذي لا يمكن الثبوت عليه من شدّة زلقه ، والتشديد للتكثير ، والزّلّاقة : أرض بالأندلس بقرب قرطبة كانت عندها وقعة في أيام أمير المسلمين يوسف بن تاشفين مع الأذفنش ملك الأفرنج مشهورة.

زَلّالَةُ : مثل الذي قبله في الوزن ، وعوض القاف لام ، والمعنى أيضا متقارب كأن الأقدام تزلّ فيه كثيرا : وهو عقبة بتهامة على المناقب وبها صخرة اقتحمها العقيلي بناقته لأنّهم خاطروه على ذلك.

زُلْفَةُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وفاء ، والزلفة والزّلفى القربة والمنزلة : وهو ماء شرقي سميراء ، قال عبيد بن أيّوب اللّصّ :

لعمرك إنّي يوم أقواع زلفة

على ما أرى خلف القنا لوقور

أرى صارما في كفّ أشمط ثائر

طوى سرّه في الصدر فهو ضمير

وقال عبد الرحمن بن حزن :

سقى جدثا بين الغميم وزلفة

أحمّ الذّرى واهي العزالي مطيرها

إذا سكنت عنها الجنوب تجاوبت

جلاد مرابيع السّحاب وخورها

وإنّي لأصحاب القبور لغابط

بسوداء إذ كانت صدى لا أزورها

كأنّ فؤادي يوم جاء نعيّها

ملاءة قزّ بين أيد تطيرها

زَلَمُ : بالتحريك ، إن كان عربيّا فأصله أنّه منقول من الزلم وهو القدح ، من قوله :

بات يقاسيها غلام كالزّلم

أو من الزّلم وهو الزّنم الذي يكون خلف الظلف : وهو جبل قرب شهرزور ينبت فيه حبّ الزلم الذي يصلح لأدوية الباءة ، ولا يوجد في غيره ، وأظنّها معرّبة على هذا.

زَلُولُ : بفتح أوّله ، وتكرير اللام ، وهو فعول من الزلل : مدينة في شرقي أزيلى بالمغرب.

١٤٦

باب الزاي والميم وما يليهما

زَماخِيرُ : بفتح أوّله ، وبعد الألف خاء مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت ، وراء مهملة ، وهو جمع زمخرة ، وهو النّشّاب الطويل ، والزمخرة المرأة الزانية : وهي قرية على غربي النيل بالصعيد الأدنى من عمل إخميم.

زَمّارَاء : موضع جاء به ابن القطاع في كتاب الأبنية.

زِمّانُ : بكسر أوّله ، وتشديد ثانيه ، وآخره نون ، محلّة بني زمّان : بالبصرة منسوبة إلى القبيلة ، وهو زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ ابن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، وأمّا اشتقاقه فيحتمل أن يكون من باب زممت الناقة فيكون فعلان ، ويحتمل أن يكون فعّالا من باب الزمن ، والأوّل أعلى على قياس مذهب سيبويه فيما فيه حرفان ثانيهما مضعّف وبعدهما الألف والنون فقياسه أن تكون الألف والنون زائدتين كرمّان وحمّان ، وليس هذا كالذي يكون قبل الألف والنون ثلاثة أحرف أصول كحمدان وعثمان لأن هذا لا يختلف في زيادتهما فيه ، وزمّان ممّا ارتجل للتعريف كحمدان وغطفان ، وليس بمعروف زمّان في الأجناس.

زَمَخْشَرُ : بفتح أوّله وثانيه ثمّ خاء معجمة ساكنة ، وشين معجمة ، وراء مهملة : قرية جامعة من نواحي خوارزم ، إليها ينسب أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري النحوي الأديب ، رحمه الله ، وفيه يقول الأمير أبو الحسن عليّ بن عيسى بن حمزة بن وهاس الحسني العلوي يمدحه ويذكر قريته :

 وكم للإمام الفرد عندي من يد

وهاتيك ممّا قد أطاب وأكثرا

أخي العزمة البيضاء والهمّة التي

أنافت به علّامة العصر والورى

جميع قرى الدنيا سوى القرية التي

تبوّأها دارا فداء زمخشرا

وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ

إذا عدّ في أسد الشّرى زمخ الشرا

فلولاه ما ضنّ البلاد بذكره ،

ولا طار فيها منجدا ومغوّرا

فليس ثناه بالعراق وأهله

بأعرف منه بالحجاز وأشهرا

وحدث الزمخشري وقال : أمّا المولد فقرية من قرى خوارزم مجهولة يقال لها زمخشر ، سمعت أبي قال : اجتاز بزمخشر أعرابيّ فسأل عن اسمها واسم كبيرها فقيل له زمخشر والرّدّاء ، فقال : لا خير في شرّ وردّ ، ولم يلمم بها ، وقد ذكرت الزمخشري وأخباره في كتاب الأدباء.

زَمْزَمُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وتكرير الميم والزاي : وهي البئر المباركة المشهورة ، قيل : سميت زمزم لكثرة مائها ، يقال : ماء زمزم وزمازم ، وقيل : هو اسم لها وعلم مرتجل ، وقيل : سميت بضمّ هاجر أم إسماعيل ، عليه السلام ، لمائها حين انفجرت وزمّها إيّاه ، وهو قول ابن عبّاس حيث قال : لو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء ، وقيل : سميت بذلك لأن سابور الملك لما حج البيت أشرف عليها وزمزم فيها ، والزمزمة : كلام المجوس وقراءتهم على صلاتهم وعلى طعامهم ، وفيها يقول القائل :

١٤٧

زمزمت الفرس على زمزم ،

وذاك في سالفها الأقدم

وقيل : بل سميت زمزم لزمزمة جبرائيل ، عليه السلام ، وكلامه عليها ، وقال ابن هشام : الزمزمة عند العرب الكثرة والاجتماع ، وأنشد :

وباشرت معطنها المدهثما ،

ويمّمت زمزومها المزمزما

وقال المسعودي : والفرس تعتقد أنّها من ولد إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، وقد كانت أسلافهم تقصد البيت الحرام وتطوف به تعظيما لجدها إبراهيم وتمسكا بهديه وحفظا لأنسابها ، وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك ، وكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزمزم على هذه البئر ، وفي ذلك يقول الشاعر في القديم من الزمان :

زمزمت الفرس على زمزم ،

وذاك في سالفها الأقدم

وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام :

وما زلنا نحجّ البيت قدما ،

ونلقي بالأباطح آمنينا

وساسان بن بابك سار حتى

أتى البيت العتيق بأصيدينا

وطاف به وزمزم عند بئر

لإسماعيل تروي الشاربينا

ولها أسماء ، وهي : زمزم وزمّم وزمّزم وزمازم وركضة جبرائيل وهزمة جبرائيل وهزمة الملك ، والهزمة والركضة بمعنى ، وهو المنخفض من الأرض ، والغمزة بالعقب في الأرض يقال لها هزمة ، وهي سقيا الله لإسماعيل ، عليه السلام ، والشّباعة وشباعة وبرّة ومضنونة وتكتم وشفاء سقم وطعام طعم وشراب الأبرار وطعام الأبرار وطيّبة ، ولها فضائل كثيرة ، روي عن جعفر الصادق ، رضي الله عنه ، أنّه قال : كانت زمزم من أطيب المياه وأعذبها وألذها وأبردها فبغت على المياه فأنبط الله فيها عينا من الصفا فأفسدتها ، وروى ابن عباس عن النبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ، وماء زمزم لما شرب له ، قال مجاهد : ماء زمزم إن شربت منه تريد شفاء شفاك الله وإن شربته لظمإ روّاك الله وإن شربته لجوع أشبعك الله ، وقال محمد بن أحمد الهمذاني : وكان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا ، وفي قعرها ثلاث عيون : عين حذاء الركن الأسود ، وأخرى حذاء أبي قبيس والصفا ، وأخرى حذاء المروة ثمّ قلّ ماؤها جدّا حتى كانت تجمّ ، وذلك في سنة ٢٢٣ أو ٢٢٤ ، فحفر فيها محمد بن الضحاك ، وكان خليفة عمر بن فرج الرّخّجي على بريد مكّة وأعمالها ، تسعة أذرع فزاد ماؤها واتسع ثمّ جاء الله بالأمطار والسيول في سنة ٢٢٥ فكثر ماؤها ، وذرعها من رأسها إلى الجبل المنقور فيه أحد عشر ذراعا وهو مطويّ والباقي فهو منقور في الحجر ، وهو تسعة وعشرون ذراعا ، وذرع تدويرها أحد عشر ذراعا ، وسعة فمها ثلاثة أذرع وثلثا ذراع ، وعليها ميلا ساج مربعان فيهما اثنتا عشرة بكرة ليستقى عليها ، وأوّل من عمل الرخام عليها وفرش أرضها بالرخام المنصور ، وعلى زمزم قبة مبنية في وسط الحرم عن باب الطواف تجاه باب الكعبة ، وفي الخبر : أن إبراهيم ، عليه السلام ، لما وضع إسماعيل بموضع الكعبة وكرّ راجعا قالت له هاجر : إلى من تكلنا؟ قال : إلى الله ، قالت : حسبنا الله ، فرجعت وأقامت عند ولدها حتى نفد ماؤها وانقطع درّها فغمها ذلك

١٤٨

وأدركتها الحنة على ولدها فتركت إسماعيل في موضعه وارتقت على الصفا تنظر هل ترى عينا أو شخصا ، فلم تر شيئا فدعت ربّها واستسقته ثمّ نزلت حتى أتت المروة ففعلت مثل ذلك ، ثمّ سمعت أصوات السباع فخشيت على ولدها فأسرعت تشتد نحو إسماعيل فوجدته يفحص الماء من عين قد انفجرت من تحت خده ، وقيل : بل من تحت عقبه ، قيل : فمن ذلك العدو بين الصفا والمروة استنانا بهاجر لما عدت لطلب ابنها لخوف السباع ، قالوا : فلمّا رأت هاجر الماء سرّت به وجعلت تحوطه بالتراب لئلا يسيل فيذهب ولو لم تفعل ذلك لكان عينا جارية ، ولذلك قال بعضهم :

وجعلت تبني له الصفائحا ،

لو تركته كان ماء سافحا

ومن الناس من ينكر ذلك ويقول : إن إسماعيل حفره بالمعاول والمعالجة كسائر المحفورات ، والله أعلم ، وقد كان ذلك محفورا عندهم قبل الإسلام ، وقالت صفية بنت عبد المطلب :

نحن حفرنا للحجيج زمزم

سقيا نبيّ الله في المحرّم

ركضة جبريل ولمّا يفطم

قالوا : وتطاولت الأيّام على ذلك حتى غوّرت تلك السيول وعفتها الأمطار فلم يبق لزمزم أثر يعرف ، فذكر محمد بن إسحاق فيما رفعه إلى عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أن عبد المطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتي فأمر بحفر زمزم ، فقال : وما زمزم؟ قالوا : لا تنزف ولا تهدم ، تسقي الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدّم ، عند نقرة الغراب الأعصم ، فغدا عبد المطلب ومعه الحارث ابنه ليس له يومئذ ولد غيره فوجد الغراب ينقر بين إساف ونائلة ، فحفر هنالك فلمّا بدا الطيّ كبّر فاستشركته قريش وقالوا : إنّها بئر أبينا إسماعيل ولنا فيها حق ، فأبى أن يعطيهم حتى تحاكموا إلى كاهنة بني سعد بأشراف الشام ، فركبوا وساروا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نفد ماؤهم فظمئوا وأيقنوا بالهلكة فانفجرت من تحت خف عبد المطلب عين من ماء فشربوا منها وعاشوا وقالوا : قد ، والله ، قضي لك علينا أن لا نخاصمك فيها أبدا ، إن الذي سقاك الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ، فانصرفوا ، فحفر زمزم فوجد فيها غزالين من ذهب وأسيافا قلعية كانت جرهم دفنتها عند خروجهم من مكّة ، فضرب الغزالين بباب الكعبة وأقام عبد المطلب سقاية زمزم للحاج ، وفيه يقول حذيفة بن غانم :

وساقي الحجيج ثمّ للخير هاشم

وعبد مناف ذلك السيّد الفهر

طوى زمزما عند المقام فأصبحت

سقايته فخرا على كلّ ذي فخر

وفيه يقول خويلد بن أسد بن عبد العزّى وفيه ما يدل على أن زمزم أقدم من إسماعيل ، عليه السلام :

أقول ، وما قولي عليكم بسبّة :

إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم

حفيرة إبراهيم يوم ابن هاجر ،

وركضة جبريل على عهد آدم

زُمَّزْمُ : بضم أوّله ، وتشديد ثانيه وفتحه ، وزاي أخرى ساكنة ، وآخره ميم : موضع بخوزستان من نواحي جنديسابور ، لفظة عجمية.

زُمُلْقُ : بضم أوّله وثانيه ، وسكون اللام ، وآخره قاف : قرية قريبة من سنج من قرى مرو ، وهي

١٤٩

الآن خراب ، وقد نسب إليها نفر من العلماء ، عن السمعاني.

الزِّمْلِقَى : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، وكسر اللام ، وقاف ، مقصور : من قرى بخارى ، عن العمراني.

زَمْلَكَانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح اللام ، وآخره نون ، قال السمعاني أبو سعد : هما قريتان إحداهما ببلخ والأخرى بدمشق ، ونسب إليهما ، وأمّا أهل الشام فإنّهم يقولون زملكا ، بفتح أوّله وثانيه ، وضم لامه ، والقصر ، لا يلحقون به النون : قرية بغوطة دمشق ، منها جماهير بن أحمد بن محمد ابن حمزة أبو الأزهر الزّملكاني الدمشقي شيخ أبي بكر المقري ، قال الحافظ أبو القاسم : جماهير بن محمد بن أحمد بن حمزة بن سعيد بن عبيد الله بن وهيب بن عبّاد بن سمّاك بن ثعلبة بن امرئ القيس ابن عمرو بن مازن بن الأزد بن الغوث أبو الأزهر الغسّاني الزملكاني من أهل زملكا ، حدث عن هشام بن عمار وعمرو بن محمد بن الغاز والوليد بن عتبة وأحمد بن الحواري ومحمود بن خالد ورحيم وإسماعيل بن عبد الله السكري القاضي والمؤمل بن إهاب ، روى عنه الفضل بن جعفر وأبو علي الحسن ابن علي بن الحسن المري المعروف بالشحيمة وأبو سليمان بن زير وأبو بكر المقري وأبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر الزملكاني الأزدي ، وأبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة وأبو بكر أحمد بن عبد الوهاب الصابوني وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السّني وأبو عمرو أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم المزاحمي الصوري وإسماعيل بن أحمد بن محمد الخلّالي الجرجاني وجعفر بن محمد بن الحارث المراغي نزيل نيسابور ومحمد بن سليمان الربعي البندار وجمح ابن القاسم وعلي بن محمد بن سليمان الطوسي وعمر ابن علي بن الحسن العتيكي الأنطاكي ، وهو هاشم المؤدب ، ومولده سنة ٢١٣ ، ومات لثلاث بقين من المحرم سنة ٣١٣ ، وكان ثقة مأمونا ، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن محمد أبو الفرج الزملكاني الإمام ، حدث عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي وتمّام بن محمد الرازي وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن هلال الجبّائي ، روى عنه أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني الصوفي نزيل بيت المقدس وأبو الحسن علي بن الخضر السّلمي ، وتوفي في جمادى الأولى سنة ٤٢١.

زَمَلُكَا : هو الذي قبله.

زُمُّ : بضم أوّله ، وتشديد الميم ، منقول عن فعل الأمر من زمّ البعير والناقة أي اخطمهما ثمّ أعرب ، قيل : هي بئر لبني سعد بن مالك ، وقال أبو عبيدة السّكوني : زمّ ماء لبني عجل فيما بين أداني طريق الكوفة إلى مكّة والبصرة ، قال عيينة بن مرداس المعروف بابن فسوة :

إذا ما لقيت الحيّ سعد بن مالك

على زمّ فانزل خائفا أو تقدّم

أناس أجارونا فكان جوارهم

شعاعا كلحم الجازر المتقسّم

لقد دنّست أعراض سعد بن مالك

كما دنّست رجل البغيّ من الدّم

لهم نسوة طلس الثياب مواجن ،

ينادين : من يبتاع قردا بدرهم؟

وقال الأعشى :

وما كان ذلك إلّا الصّبا ،

وإلّا عقاب امرئ قد أثم

١٥٠

ونظرة عين على غرّة

محل الخليط بصحراء زمّ

زَمُّ : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، قال أبو منصور : الزّمّ فعل من الزّمام ، يقال : زممت الناقة أزمّها زمّا ، والصحيح أنّها كلمة عجمية عرّبت وأصلها التخفيف به يلفظ بها العجم : بليدة على طريق جيحون من ترمذ وآمل ، نسب إليها نفر من أهل العلم ، منهم : يحيى بن يوسف بن أبي كريمة أبو يوسف الزّمّي ، حدث ببغداد عن شريك بن عبد الله وإسماعيل ابن عياش وسفيان بن عيينة وغيرهم ، روى عنه محمد ابن إسماعيل البخاري وأبو حاتم الرازي وابن أبي الدنيا وغيرهم ، وكان ثقة صدوقا ، مات سنة ٥٢٥ ، وقيل سنة ٥٢٦ ، وقيل سنة ٥٢٩. قال نصر : زمّ بلدة بحرية أظنها بين البصرة وعمان ، كذا قال.

زِمِنْدَاوَر : بكسر أوّله وثانيه ، ونون ، وفتح الواو ، والراء : ولاية واسعة بين سجستان والغور ، وهو المسمّى بالداور ، وهذا اللفظ معناه أرض الداور ، وقال بعضهم : إنّها مدينة ولها رستاق بين بست وبكراباذ ، وهي كثيرة البساتين والمياه الجارية.

زَمْهَرُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الهاء ، وآخره راء : واد في بلاد الهند.

زُمَّيْخُ : بضم أوّله ، وتشديد ثانيه وفتحه ، وياء مثناة من تحت ، وآخره خاء معجمة ، وعربيته من زمخ بأنفه إذا شمخ ، وهو فعيّل على وزن سكّيت : وهي كورة من بيهق من أعمال نيسابور.

الزُّمَيْلُ : تصغير زمل : موضع في ديار بكر ، قال : إلى عنصلاء بالزّميل وعاسم وفي الفتوح : الزميل عند البشر بالجزيرة شرقي الرصافة أوقع فيه خالد ببني تغلب ونمير وغيرهم في سنة ١٢ أيّام أبي بكر ، وقال أبو مقرّر :

ألا سالي الهذيل وما يلاقي

على الحدثان من نعت الحروب

وعتّابا فلا تنسي وعمرا

وأرباب الزميل بني الرّقوب

ألم نفتقهم بالبشر طعنا

وضربا مثل تفتيق الضروب

وقال أيضا :

ويقبل بالزميل وجانبيه ،

وطاروا حيث طاروا كالدموك

وأجلوا عن نسائهم فكنّا

بها أولى من الحيّ الرّكوك

باب الزاي والنون وما يليهما

الزَّنّاءُ : بلفظ صفة الرجل الكثير الزناء : موضع ذكره أبو تمام في شعره عن العمراني.

زَنَاتَةُ : بفتح أوّله ، وبعد الألف تاء مثناة من فوق : ناحية بسرقسطة من جزيرة الأندلس ، عن الغرناطي الأنصاري من كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد العزيز الزناتي ، سمع كتاب الاستيعاب لابن عبد البر من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن ثابت القرطبي سنة ٥٣٣.

زُنّارُ ذِمار : كورة من كور اليمن.

زَنَانِيرُ : بلفظ جمع زنّار النصارى ، قال أبو منصور : قال أبو عمرو الزنانير الحصى الصغار ، قال أبو زبيد :

ونحن للظمء ممّا قد ألمّ بها

بالهجل منها كأصوات الزنانير

واحدها زنّير وزنّار ، وقال العمراني : هي أرض قرب جرش ، ذكره لبيد في شعره فقال :

١٥١

لهند بأعلى ذي الأغرّ رسوم

إلى أحد كأنّهنّ وشوم

فوقف فسلّيّ فأكناف ضلفع

تربّع فيه تارة وتقيم

بما قد تحلّ الواديين كليهما

زنانير منها مسكن فتدوم

وقال ابن مقبل :

يا دار سلمى خلاء لا أكلّفها

إلّا المرانة كيما تعرف الدينا

تهدي زنانير أرواح المصيف لها ،

ومن ثنايا فروخ الكور تأتينا

قالوا : الزنانير ههنا رملة ، والكور جبل.

زَنْبَرُ : بوزن عنبر : محلّة بمصر ، عن العمراني ، وإليها فيما أحسب ينسب أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو ابن إدريس بن عكرمة الزّنبري مصريّ ، روى عن الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، روى عنه أبو ذرّ عمّار بن محمد بن مخلد التميمي وأبو القاسم الطبراني ، ومات سنة ٣٣٣.

زُنْبَقُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وباء موحدة مفتوحة ، وآخره قاف : صقع بالبصرة في جانب الفرات ودجلة ، عن نصر ، وهو على وزن غندر.

زَنْجَانُ : بفتح أوّله وسكون ثانيه ثمّ جيم ، وآخره نون : بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها ، وهي قريبة من أبهر وقزوين ، والعجم يقولون زنكان بالكاف ، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والحديث ، فمن المتقدمين : أحمد ابن محمد بن ساكن الزنجاني ، روى عن إسماعيل بن موسى ابن بنت السري وغيره ممّن لا يحصى كثرة ، وكان عثمان بن عفّان ، رضي الله عنه ، سنة ٢٤ ولّى البراء بن عازب الرّيّ فغزا أفتحها ثمّ قزوين وملكها ثمّ انتقل إلى زنجان ففتحها عنوة ، وممّن ينسب إلى زنجان عمر بن علي بن أحمد أبو حفص الزنجاني الفقيه ، قدم دمشق وسمع بها أبا نصر بن طلّاب وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمد السمناني قاضي الموصل وكان سمع منه ببغداد ، روى عنه أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن جريضة المالكي ، وكان قرأ الفقه على أبي الطيّب الطبري والكلام على أبي جعفر السمناني وصنّف كتابا سمّاه المعتمد ، وذكر الشريف أبو الحسن الهاشمي أنّه كان يدّعي أكثر ممّا يحسن ويخطئ في كثير ممّا يسأل عنه ، ومات ببغداد في جمادى الأولى سنة ٤٥٩ ودفن إلى جنب ابن سريج ، وممّن ينسب إلى زنجان سعد بن علي بن محمد بن عليّ بن الحسين الزنجاني أبو القاسم الحافظ ، طاف في الآفاق ولقي الشيوخ بديار مصر والشام والسواحل وسكن في آخر عمره مكّة وجاور بها وصار شيخ الحرم ، وكان إماما حافظا متقنا ورعا تقيّا كثير العبادة صاحب كرامات وآيات ، وكان الناس يرحلون إليه ويتبركون به ، وكان إذا خرج إلى الحرم يخلو للمطاف كانوا يقبلون يده أكثر ممّا كانوا يقبلون الحجر الأسود ، سمع أبا بكر محمد بن عبيد الزنجاني بها وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن مطيف الفراء وأبا علي الحسين بن ميمون ابن عبد الغفار بن حسنون الصدفي وأبا القاسم مكّيّ ابن علي بن بنان الحمال بمصر وأبا الحسن علي بن سلام ابن الإمام الغربي بها وأبا الحسن محمد بن علي بن محمد البصري الأزدي وغيرهم ، روى عنه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وابن طاهر المقدسي ، قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي : سمعت الفقيه أبا محمد هيّاج بن عبيد الحطّيني إمام الحرم

١٥٢

ومفتيه يقول : يوم لا أرى فيه سعد بن علي الزنجاني لا أعتقد أني عملت فيه خيرا ، وكان هيّاج يعتمر كل يوم ثلاث عمر ويواصل الصوم ثلاثة أيام ويدرّس عدّة دروس ومع هذا كان يعتقد أن نظره إلى الشيخ سعد والجلوس بين يديه أفضل من سائر عمله ، وذكر المقدسي قال : دخلت على الشيخ سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره فأخذت يده وقبلتها ، فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه : يا أبا الفضل لا تضيّق صدرك ، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب يقال : بخل أهوازيّ وحماقة شيرازيّ وكثرة كلام رازيّ ، ومات بمكّة سنة ٤٧٠.

زُنْجُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره جيم : من قرى نيسابور ، عن العمراني ، وقال أبو سعد في التحبير أبو نصر أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس الزنجي الصفّار من أهل نيسابور والد الإمام عمر الصفّار ، سمعت منه ومن زوجته دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ، وكان شيخا متميّزا عالما سديدا بسيرة صالحة يسكن ناحية زنج من أرباع نيسابور ، سمع أبا سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي الكشميهني وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقري وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، وذكر آخرين ، وكانت ولادته في شعبان سنة ٤٤٩ بنيسابور ، وتوفي في طريق قرية زيروان من نواحي زنج في أوّل شهر رمضان سنة ٥٣٣.

زَنْدَانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة ، وآخره نون ، بلفظ تثنية الزند الذي للكفّ والزند الذي يقتدح به ، قال نصر : ناحية بالمصيصة ، ذكر خليفة بن خيّاط أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح غزاها في سنة ٣١ ، وقال العمراني : زندان قرية بمالين ، وبمرو أيضا قرية تعرف بزندان.

زَنْدَجَانُ : سمع فيها محبّ الدين بن النجار وعرفها بالجيم ، كذا هو في التحبير ، قال عبد الغني بن أحمد ابن محمد الدارمي الزندجاني الصوفي : أبو اليمن المعروف بكردبان من أهل زندجان إحدى قرى بوشنج ، كان شيخا صالحا عفيفا ، سمع بهراة أبا إسماعيل الأنصاري وأبا عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري ، كتب عنه ببوشنج ، ومات بقرية زندجان يوم الأربعاء الثامن عشر من رجب سنة ٥٤٥.

زَنْدَخانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الدال ، وخاء معجمة ، وآخره نون : قرية على فرسخ من سرخس حصينة ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو حنيفة النعمان بن عبد الجبّار بن عبد الحميد بن أحمد الحنفي الزندخاني أبو أبي الحارث عبد الحميد ، سمع محمد بن عبد الله العياضي ، وكانت وفاته في حدود سنة ٥٠٠ ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن أبي نصر أبو عبد الله الزندخاني خال أبي سعد من أهل سرخس من بيت الرياسة والتفقه ، سمع بمرو أبا علي إسماعيل ابن أحمد بن الحسن البيهقي ، سمع منه أبو سعد وقال : كان مولده في حدود سنة ٤٩٠ ، وقتل في وقعة الغزّ بسرخس في ذي القعدة سنة ٥٤٩ ، ومحمد بن أحمد ابن أبي حنيفة النعمان أبو الفتح بن أبي الفضل الزندخاني السرخسي ، كان فقيها ، سمع السيد أبا الحسن محمد ابن محمد بن زيد الحسيني الحافظ وأبا الفتح مسعود بن سهل بن حمك الحمكي وأبا منصور محمد بن عبد الملك ابن الحسن المظفّري ، كتب عنه أبو سعد ، ومولده في ثامن عشر ذي الحجة سنة ٤٦٤.

زَنْدُ : بلفظ زند الكف أو زند القداحة : قرية ببخارى ، عن السمعاني ، ينسب إليها أبو بكر محمد

١٥٣

ابن أحمد بن حمدان بن عازم الزندي ، عن ابن ماكولا وأبي سعد ، وقيل : إنّه نسبة إلى زندنه اختصر منه ، وقال نصر : زند ، بعد الزاي نون ساكنة ودال مهملة ، جبل نجديّ. وزند أيضا ، قال العمراني : زند ، بفتحتين ، قرية بقنّسرين لبني أسد ، وقيل بالباء ، وقد ذكر ، قلت : والنون خطأ وصوابه بالباء الموحدة من تحت وإنّما ذكر للتجنيب.

زَنْدَرامش : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، اسم مركب ، وبعد الدال المفتوحة راء مهملة ، وآخره شين معجمة.

زَنْدَرْمِيثن : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة مفتوحة ، وراء ساكنة ، وميم مكسورة ، وياء مثناة من تحت ساكنة ، وثاء مثلثة مفتوحة ، وآخره نون : من قرى بخارى.

زَنْدَرُوذ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الدال المهملة ، وراء مهملة مضمومة ، وواو ساكنة ، وآخره ذال معجمة : نهر مشهور عند أصبهان عليه قرى ومزارع ، وهو نهر عظيم أطيب مياه الأرض وأعذبها وأغذاها.

زَنْدَوَرْد : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة ، وواو مفتوحة ، وراء ساكنة ، ودال مهملة : مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة واسط ، وينسب إليها طسّوج عمل بكسكر ، وله ذكر في الفتوح ، ويقال : إن سميّة أمّ زياد وأبي بكرة أصلها منه ، عن ابن الكلبي ، قال : كان النوشجاني قد جذم فعالجه أطبّاء الفرس فلم يصنعوا شيئا فقيل له إن بالطائف طبيبا للعرب ، فحمل إليه هدايا منها سميّة أمّ زياد وأتى إليه ، فداواه فبرأ فوهبها له مع الهدايا ، وكانت سميّة من أهل زندورد ، وإليها ينسب الحسن بن حيدرة بن عمر الزندوردي الفقيه ، سمع أبا بكر محمد بن داود بن علي الأصبهاني وغيره ، سمع منه الحاكم بمكّة ، توفي سنة ٣٥٣ في جمادى الأولى ، وكان المنصور لما عمر بغداد نقل أبواب الزندورد فنصبها على مدينته ، ودير الزندورد ببغداد مشهور ، قد ذكر في الديرة ، وقيل : إن الزندورد من بناء الشياطين لسليمان بن داود ، عليه السلام ، وأبوابها من صنعتهم ، وكانت أربعة أبواب.

زَنْدَنَه : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة مفتوحة ، ونون : قرية كبيرة من قرى بخارى بما وراء النهر ، بينها وبين بخارى أربعة فراسخ في شمالي المدينة ، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن سعيد بن حاتم بن عطية بن عبد الرحمن البخاري الزّندني ، حدث عن سعيد بن مسعود وعبيد الله بن واصل ، روى عنه محمد بن حمزة بن يافث ، ومات سنة ٣٢٠ ، وإلى هذه القرية تنسب الثياب الزندنجية ، بزيادة الجيم ، وهي ثياب مشهورة.

زَنْدَةُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة : مدينة بالروم من فتوح أبي عبيدة بن الجرّاح ، رضي الله عنه.

زَنْدِينا : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وبعد الدال المهملة ياء مثناة من تحت ثمّ نون ، وألف مقصورة : قرية من قرى نسف بما وراء النهر.

زَنْقُ : مدينة بالأندلس نسب إليها الزنقيّ المتكلم.

زُنْقُبٌ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وقاف ، وآخره باء موحدة ، علم مرتجل لا أصل له في النكرات : وهو ماء لبني عبس ، عن العمراني ، وقال نصر :

١٥٤

زنقب ماء ببلاد يربوع بالقوارة لبني سليط بن يربوع ، وأنشد الأصمعي :

وليس لهم بين الجناب مفازة

وزنقب إلّا كلّ أجرد عنتل

مع أبيات ذكرت في جوّ ، ووجدتها في شعر بني مازن لابن حبيب زنقب ، بضم الزاي ، وهو قوله لمخارق بن شهاب :

كأنّ الأسود الزّرق في عرصاتها

بأرماحنا بين القرين وزنقب

زُنَيْمٌ : من نواحي اليمامة ، عن الجوهري.

باب الزاي والواو وما يليهما

زَوَابي : بعد الألف باء موحدة مكسورة ، وياء منقوطة ، في العراق أربعة أنهر : نهران فوق بغداد ونهران تحتها ، يقال لكل واحد منها الزاب ، وقد ذكرت في بابها ، وتجمع الزوابي على غير قياس ، وقياسه أزواب أو زيبان.

الزَّوَاخي : بوزن القوافي ، وهو مهمل في استعمالهم : قرية من أعمال مخلاف حراز ثمّ من أعمال النجم في أوائل اليمن ، وإليها ينسب عامر بن عبد الله الزواخي صاحب الدعوة ، عن الصليحي.

زُوَاخُ : بضم أوّله ، وآخره خاء معجمة ، إن كان عربيّا فهو مرتجل لأنّه مهمل في استعمالهم : موضع ، عن ابن دريد ، ووجدته عن الزمخشري بفتح أوّله.

زُوَاطُ : بضم أوّله ، وبعد الألف طاء ، يقال : زوّطوا إذا عظّموا اللّقم ، والزّياط الجلبة : وهو اسم موضع.

زَوَالَقَنْج : بفتح أوّله ، وبعد الألف لام مفتوحة ، وقاف ، ونون ، وجيم : محلّة بقرية سنج من قرى مرو ، والله أعلم.

زَوَاني : بفتح أوّله ، وبعد الألف نون ، وياء منقوصة ، بلفظ جمع زانية : ثلاث قارات قبل اليمامة ، والقارة : الأكمة ، عن نصر.

زَوَاوَةُ : بفتح أوّله ، وبعد الألف واو أخرى : بليد بين إفريقية والمغرب.

زَوْبَلَةُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وباء موحدة مفتوحة ، ولام : موضع ، عن العمراني وضبطه كذا.

زَوْخَةُ : رملة في قول ابن مقبل :

ونخل بزوخة إذ ضمّه

كثيبا عوير فضمّ الخلالا

زَوْراءُ : تأنيث الأزور ، وهو المائل ، والازورار عن الشيء : العدول عنه والانحراف ، ومنه سميت القوس الزوراء لميلها ، وبه سميت دجلة بغداد الزوراء ، والزوراء : أرض كانت لأحيحة بن الجلاح ، وفيها يقول :

استغن أو مت ولا يغررك ذو نسب

من ابن عمّ ولا عمّ ولا خال

يلوون ما عندهم عن حقّ جارهم

وعن عشيرتهم والمال بالوالي

فاجمع ولا تحقرن شيئا تجمّعه ،

ولا تضيعنّه يوما على حال

إنّي أقيم على الزّوراء أعمرها ،

إنّ الحبيب إلى الإخوان ذو المال

بها ثلاث بناء في جوانبها ،

فكلّها عقب تسقى بإقبال

كلّ النّداء إذا ناديت يخذلني ،

إلّا ندائي ، إذا ناديت ، يا مالي

ما إن أقول لشيء حين أفعله

لا أستطيع ولا ينبو على حال

١٥٥

سميت ببئر كانت فيها ، والزوراء : البئر البعيدة القعر ، وأرض زوراء : بعيدة. والزوراء أيضا : دار عثمان بن عفّان ، رضي الله عنه ، بالمدينة ، والزوراء : أرض بذي خيم في قول تميم بن مقبل :

من أهل قرن فما اخضلّ العشاء له

حتى تنوّر بالزوراء من خيم

قال الأزهري : ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي ، سمّيت الزوراء لازورار في قبلتها ، وقال غيره : الزوراء مدينة أبي جعفر المنصور ، وهي في الجانب الغربي ، وهو أصحّ ممّا ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير ، قالوا : إنّما سميت الزوراء لأنّه لما عمّرها جعل الأبواب الداخلة مزورة عن الأبواب الخارجة أي ليست على سمتها ، وفيها يقول بعضهم :

ودّ أهل الزوراء زور فلا

تغترر بالوداد من ساكنيها

هي دار السّلام حسب فلا

يطمع منها بغير ما قيل فيها

والزوراء : دار بناها النعمان بن المنذر بالحيرة ، قال ابن السكيت : وحدثني من رآها وزعم أن أبا جعفر المنصور هدمها ، وفيها يقول النابغة :

وأنت ربيع ينعش النّاس سيبه ،

وسيف أعيرته المنيّة قاطع

وتسقي إذا ما شئت غير مصرّد

بزوراء في أكنافها المسك كارع

والزوراء : موضع عند سوق المدينة قرب المسجد ، قال الداودي : هو مرتفع كالمنارة ، وقيل : بل الزوراء سوق المدينة نفسه ، ومنه حديث ابن عبّاس ، رضي الله عنه ، أنّه سمع صياح أهل الزوراء ، وإياه عنى الفرزدق :

تحنّ بزوراء المدينة ناقتي ،

حنين عجول تركب البوّ رائم

ويا ليت زوراء المدينة أصبحت

بزوراء فلج أو بسيف الكواظم

قال ابن السكيت في قول النابغة :

ظلّت أقاطيع أنعام مؤبّلة

لدى صليب على الزوراء منصوب

الزوراء : ماء لبني أسد ، وقال الأصمعي : الزوراء هي رصافة هشام وكانت للنعمان وفيها كان يكون ، وإليها كانت تنتهي غنائمه ، وكان عليها صليب لأنّه كان نصرانيّا ، وكان يسكنها بنو حنيفة ، وكانت أدنى بلاد الشام إلى الشيح والقيصوم ، قال : وليس للزوراء ماء لكنهم سمعوا قول القائل :

ظلّت أقاطيع أنعام مؤبّلة

لدى صليب على الزوراء منصوب

فظنوا أنّه ماء لهم وليس هناك ماء وإنما نصبوا الصليب تبركا به. وزوراء فلج ، وفلج : ما بين الرّحيل إلى المجازة ، وهي أوّل الدهناء. وزلفة وزوراء : ماءان لبني أسد ، وقال الحسين بن مطير :

ألا حبّذا ذات السّلام ، وحبّذا

أجارع ووعساء التّقيّ فدورها

ومن مرقب الزوراء أرض حبيبة

إلينا محاني متنها وظهورها

وسقيا لأعلى الواديين وللرّحى

إذا ما بدا يوما لعينك نورها

تحمّل منها الحيّ لما تلهّبت

لهم وغرة الشعرى وهبّت حرورها

قال بطليموس في كتاب الملحمة : مدينة الزوراء

١٥٦

طولها مائة وخمس درجات ، وعرضها تسع وثلاثون درجة ، وهي في الإقليم الخامس ، طالعها تسع درجات من العقرب ، لها شركة من الدبران تحت خمس عشرة درجة من السرطان ، يقابلها مثلها من الجدي ، بيت عاقبتها مثلها من الميزان ، بيت ملكها مثلها من الحمل ، قلت : لا أدري أنا هذه الزوراء أين موقعها وما أظنها إلّا في بلاد الروم.

زُورَابَذ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ثمّ راء مهملة ، وبعد الألف باء موحدة مفتوحة ثمّ ذال معجمة : ناحية بسرخس تشتمل على عدّة قرى. وزورابذ أيضا : قرية بنواحي نيسابور ، قال السمعاني : وظني أنّها من طرثيث ، وهي ناحية هناك تسمّيها الفرس ترشيش ، بشينين ، ينسب إليها أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد التميمي الزورابذي النيسابوري ، سمع محمد بن يحيى الذّهلي وغيره ، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو أحمد الحاكم ، وتوفي سنة ٣١٦.

الزَّوْرُ : بفتح أوّله ، وهو الميل والاعوجاج ، والزور أيضا الصدر : موضع في شعر ابن ميّادة ، وقال نصر : الزّور ، بفتح الزاي ، موضع بين أرض بكر ابن وائل وأرض بني تميم على ثلاثة أيّام من طلح.

والزور أيضا : جبل يذكر مع منور جبل في ديار سليم بالحجاز ، قال ابن ميّادة :

وبالزور زور الرّقمتين لنا شجا

إذا نديت قيعانه ومذاهبه

بلاد متى تشرف طويل جبالها

على طرف يجلب لك الشوق جالبه

تذكّر عيشا قد مضى ليس راجعا

لنا أبدا أو يرجع الدّرّ حالبه

زُورٌ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره راء ، معناه الباطل : موضع ، قال فيه شاعر يصف إبلا : وتعالت زورا

والزّور : صنم كان في بلاد الدّاور من أرض السند من ذهب مرصع بالجواهر. والزور : نهر يصبّ في دجلة قرب ميّافارقين.

زَوْرَةُ : بلفظ واحدة الزيارة ، ومعناه البعد والموضع المخصوص بالازورار كأنّه بلفظ الواحد منه ، وهو زورة بن أبي أوفى : موضع بين الكوفة والشام ، وقرأته بخط بعض أعيان أهل الأدب زورة ، بضم الزاي ، وقال : هو موضع بالكوفة ، وأنشد قول طخيم بن الطّخماء الأسدي يمدح قوما من أهل الحيرة من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم رهط عدي بن زيد العبادي :

كأن لم يكن يوم بزورة صالح ،

وبالقصر ظلّ دائم وصديق

ولم أرد البطحاء يمزج ماءها

شراب من البرّوقتين عتيق

معي كلّ فضفاض القميص كأنّه

إذا ما سرت فيه المدام فنيق

بنو السّمط والجدّاء كل سميذع

له في العروق الصالحات عروق

وإني وإن كانوا نصارى أحبّهم ،

ويرتاح قلبي نحوهم ويتوق

وقال في كتاب الآمدي :

كأن لم يكن بالقصر قصر مقاتل

وزورة ظلّ ناعم وصديق

زُوزَا : من قرى حرّان ، منها أبو عمران موسى بن عيسى الزوزاني ثقة يحدث عن الطرائقي ، قاله عليّ ابن الحسن بن علّان الحافظ في تاريخ الجزريّين.

١٥٧

زَوَزَانُ : بفتح أوّله وثانيه ثمّ زاي أخرى ، وآخره نون : كورة حسنة بين جبال أرمينية وبين أخلاط وأذربيجان وديار بكر والموصل ، وأهلها أرمن وفيها طوائف من الأكراد ، قال صاحب الفتوح : لما فتح عياض بن غنم الجزيرة وانتهى إلى قردى وبازبدى أتاه بطريق الزّوزان فصالحه عن أرضه على إتاوة ، وذلك في سنة ١٩ للهجرة ، وقال ابن الأثير : الزّوزان ناحية واسعة في شرقي دجلة من جزيرة ابن عمر ، وأوّل حدوده من نحو يومين من الموصل إلى أوّل حدود خلاط وينتهي حدّها إلى أذربيجان إلى أوّل عمل سلماس ، وفيها قلاع كثيرة حصينة ، وكلّها للأكراد البشنوية والبختية ، فمن قلاع البشنوية قلعة برقة وقلعة بشير ، وللبختية قلعة جرذقيل ، وهي أجلّ قلعة لهم ، وهي كرسي ملكهم ، وآتيل وعلّوس ، وبإزاء الحرّاء لأصحاب الموصل ألقي وأروخ وباخوخه وبرخو وكنكور ونيروه وخوشب.

زُوزَنُ : بضم أوّله وقد يفتح ، وسكون ثانيه ، وزاي أخرى ، ونون : كورة واسعة بين نيسابور وهراة ، ويحسبونها في أعمال نيسابور ، كانت تعرف بالبصرة الصغرى لكثرة من أخرجت من الفضلاء والأدباء وأهل العلم ، وقال أبو الحسن البيهقي : زوزن رستاق وقصبته زوزن هذه ، وقيل لها زوزن لأن النار التي كانت المجوس تعبدها حملت من أذربيجان إلى سجستان وغيرها على جمل فلمّا وصل إلى موضع زوزن برك عنده فلم يبرح ، فقال بعضهم : زوزن أي عجّل واضرب لينهض ، فلمّا امتنع من النهوض بني بيت النار هناك ، وتشتمل على مائة وأربع وعشرين قرية ، والمنسوب إليها كثير ، وهذا الذي ذكره البيهقي يدل على ضم أوّلها ، وأكثر أهل الأثر والنقل على الفتح ، والله أعلم ، وينسب إليها أبو حنيفة عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الزوزني ، قال شيرويه : قدم علينا حاجّا في سنة ٤٥٥ ، روى عن أبي بكر الحيري وأبي سعد الجبروذي وأبي سعد عليل وغيرهم ، وما أدركته ، وكان صدوقا يكتب المصاحف ، سمعت بعض المشايخ يقول : كتب أبو حنيفة أربعمائة جامع للقرآن ، باع كل جامع منها بخمسين دينارا ، والوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد أبو العباس الزوزني ، رحل وسمع وحدث عن خيثمة ابن سليمان ومحمد بن الحسن ، وقيل : محمد بن إبراهيم ابن شيبة المصري ، وأبي حامد بن الشرقي وأبي محمد بن أبي حاتم وأبي عبد الله المحاملي ومحمد بن الحسين بن صالح السّبيعي نزيل حلب ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السّلمي وأبو نعيم الحافظ ، وكان سمع بنيسابور وبغداد والشام والحجاز ، وكان من علماء الصوفية وعبّادهم ، وتوفي سنة ٣٧٦ ، وممّن ينسب إليها أبو نصر أحمد بن عليّ بن أبي بكر الزوزني القائل :

ولا أقبل الدّنيا جميعا بمنّة ،

ولا أشتري عزّ المراتب بالذلّ

وأعشق كحلاء المدامع خلقة

لئلّا ترى في عينها منّة الكحل

وقدم بغداد وخدم عضد الدولة فاعتبط شابّا وكتب إلى أبيه وهو يجود بنفسه :

ألا هل من فتى يهب الهوينا

لمؤثرها ويعتسف السّهوبا

فيبلغ ، والأمور إلى مجاز

بزوزن ، ذلك الشيخ الأديبا

بأنّ يد الرّدى هصرت بأرض ال

عراق من ابنه غصنا رطيبا

١٥٨

زُوشُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره شين معجمة : من قرى بخارى بقرب النّور ، عن أبي سعد.

زُولابُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره باء موحدة : موضع بخراسان ينسب إليه ، عن الحازمي.

زُولاه : بضم أوّله ، وسكون ثانيه : قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ ، وقد نسب إليها بعض العلماء ، منهم : محمد بن علي بن محمود بن عبد الله التاجر الزولاهي المعروف بالكراعي أبو منصور ، ويقال اسمه أحمد وهو ابن بنت أبي غانم أحمد بن عليّ بن الحسين الكراعي ، شيخ صالح من بيت الحديث ، عمّر طويلا ورحل الناس إليه وكان آخر من روى عن جدّه أبي غانم ، سمع منه أبو سعد ، ومولده في العشرين من شوّال سنة ٤٣٢ بمرو ، ومات بقرية زولاه إمّا في أواخر سنة ٥٢٤ أو أوائل سنة ٥٢٥.

زَوْلٌ : قرأت في كتاب العشرات لأبي عمر الزاهد : الزّول الشدّة ، والزول العجب ، والزول الصقر ، والزول الظريف ، والزول فرج الرجل ، والزول الشجاع ، والزول الزّولان ، والزول النساء المحرمات ، وبعده قال ابن خالويه : الزول اسم مكان باليمن وجد بخط عبد المطّلب بن هاشم ، وإنّهم وصلوا إلى زول صنعاء ، قال : وكان علي بن عيسى يتعجب من هذا ويقول : ما عرفنا أن عبد المطلب كان يكتب إلّا من هذا الحديث.

زُومٌ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه : من نواحي أرمينية ممّا يلي الموصل ، ولعل الجبن الزومي إليه ينسب ، قال نصر : وزوم أيضا موضع حجازيّ ، قلت : إن صحّ فهو علم مرتجل ، وقيل : الجبن الزوماني ، وقيل : الزومي ينسب إلى زومان ، وهم طائفة من الأكراد لهم ولاية.

زُونٌ : بضم أوّله ، وآخره نون : موضع تجمع فيه الأصنام وتنصب ، قال رؤبة :

وهنانة كالزّون يجلى صنمه

هذا عن الليث ، وقال غيره : كلّ ما عبد من دون الله فهو زون وزوان ، وعن نصر : زون صنم كان بالأبلّة ، وقيل : الزون بيت الأصنام أي موضع كان.

زَوٌّ : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، الزّوّ : نوع من السفن عظيم ، وكان المتوكل بنى في واحدة منها قصرا منيفا ونادم فيه البحتريّ ، فله فيه شعر في قصيدة :

ألا هل أتاها بالمغيب سلامي

يقول فيه :

ولا جبلا كالزّوّ

والزّوّ في اللغة : الزوج ، والتّوّ : الفرد. والزّوّ : القدر. والزوّ : الذي يقص فيه شعر الضأن والمعز.

ومنه زوء المنية ، بالهمز : ما يحدث من حوادث المنية.

زُوِيل : بضم أوّله ، وكسر ثانيه ، ثمّ ياء مثناة من تحت ، ولام : محلة بهمذان ، نسب إليها قوم من المتأخرين.

زُوَيْل : بضم أوّله ، وفتح ثانيه ، بلفظ تصغير زول ، وهو الرجل الخفيف الظريف ، والزول أيضا : العجب ، ذو الزّويل : موضع من ديار عامر بن صعصعة قرب الحاجر وهو من منازل الحاج من الكوفة ، وفي شعر الحارث بن عمرو الفزاري :

حتى استغاثوا بذي الزّويل ولل

عرجاء من كلّ عصبة جرز

زَوِيلَة : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، وبعد الياء المثناة من تحت الساكنة لام : بلدان أحدهما زويلة السودان مقابل اجدابية في البرّ بين بلاد السودان

١٥٩

وإفريقية ، قال البكري : وزويلة مدينة غير مسورة في وسط الصحراء ، وهي أوّل حدود بلاد السودان ، وفيها جامع وحمام وأسواق تجتمع فيها الرفاق من كل جهة ومنها يفترق قاصدهم وتتشعب طرقهم ، وبها نخيل وبساط للزرع يسقى بالإبل ، ولما فتح عمرو برقة بعث عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين ، وبزويلة قبر دعبل بن عليّ الخزاعي الشاعر المشهور ، قال بكر بن حماد :

الموت غادر دعبلا بزويلة

في أرض برقة أحمد بن خصيب

والذي يذكره المؤرخون أن دعبلا لما هجا المعتصم أهدر دمه فهرب إلى طوس واستجار بقبر الرشيد فلم يجره المعتصم وقتله صبرا في سنة ٢٢٠ ، وبين زويلة ومدينة اجدابية أربع عشرة مرحلة ، ولأهل زويلة حكمة في احتراس بلدهم ، وذاك أن الذي عليه نوبة الاحتراس منهم يعمد إلى دابة فيشد عليها حزمة كبيرة من جريد النخل ينال سعفها الأرض ثمّ يدور بها حوالي المدينة فإذا أصبح من الغد ركب ذلك المحترس ومن تبعه على جمال السروح وداروا على المدينة فإن رأوا أثرا خارجا من المدينة اتبعوه حتى يدركوه أينما توجه لصّا كان أو عبدا أو أمة أو غير ذلك. وزويلة : من أطرابلس بين المغرب والقبلة ، ويجلب من زويلة الرقيق إلى ناحية إفريقية وما هنالك ومبايعاتهم بثياب قصار حمر ، ومن بلد زويلة إلى بلد كانم أربعون مرحلة ، وهم وراء صحراء من بلاد زويلة ، يذكر خبرهم في كانم ، والأخرى : زويلة المهدية ، وهي مدينة بإفريقية بناها المهدي عبيد الله جد هؤلاء الذين كانوا بمصر إلى جانب المهدية ، بينهما رمية سهم فقط ، فسكن هو وعسكره بالمهدية ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه ، وأسكن العامة في زويلة ، وكانت دكاكينهم وأموالهم في المهدية وبزويلة مساكنهم ، فكانوا يدخلون بالنهار للمعيشة ويخرجون بالليل إلى أهاليهم ، فقيل للمهدي : إن رعيتك في عناء من هذا ، فقال : لكن أنا في راحة لأني بالليل أفرق بينهم وبين أموالهم وبالنهار أفرق بينهم وبين أهاليهم فآمن غائلتهم ، وقال أبو لقمان شاعر الأنموذج يهجو رجلين :

لا بارك الله في دهر يكون به

لابن المؤدب ذكر وابن حربون

ذا من زويلة لا دين ولا حسب ،

وذاك من أهل ترشيش المجانين

وترشيش : اسم لمدينة تونس. وزويلة : محلة وباب بالقاهرة ، قال الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي أو أبوه إبراهيم بن محمد بن حمزة ، وكان أقام بمصر مدّة فملّها ورحل عنها وقال ... (١)

زُوِين : بضم أوّله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة ، وآخره نون : قرية بجرجان.

الزُّوَيّةُ : موضع في بلاد عبس ، قال رجل من بني عبس : وكائن ترى ، بين الزّويّة والصفا ، مجرّ كميّ لا تعفّى مساحبه

باب الزاي والهاء وما يليهما

زُهَا : بضم أوّله ، وقصر ألفه ، بلفظ قولهم القوم زها مائة : وهو موضع بالحجاز ، عن نصر.

زُهَامُ : بضم أوّله ، وهو فعال من الزهمة ، وهي الريح المنتنة : وهو موضع في حساب ابن دريد.

زَهْدَمُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة مفتوحة ، وميم ، وهو الصقر في اللغة واسم فرس ،

__________________

(١) هكذا بياض في الأصل.

١٦٠