معجم البلدان - ج ٣

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٣

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠

إذا ما حلّ أهلك يا سليمى

بدارة صلصل شحطوا مزارا

أراد الظّاعنون ليحزنوني ،

فهاجوا صدع قلبي فاستطارا

سَعْدٌ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : وهو موضع معروف قريب من المدينة ، بينهما ثلاثة أميال ، كانت غزاة ذات الرقاع قريبة منه ، قال نصر : سعد جبل بالحجاز بينه وبين الكيد ثلاثون ميلا وعنده قصر ومنازل وسوق وماء عذب على جادّة طريق كان يسلك من فيد إلى المدينة ، قال : والكديد على ثلاثة أميال من المدينة ، قال نصيب :

وهل مثل أيّام بنعف سويقة

عوائد أيّام كما كنّ بالسّعد؟

تمنّيت أنّا من أولئك والمنى

على عهد عاد ما نعيد ولا نبدي

ودير سعد : بين بلاد غطفان والشام. وحمّام سعد : في طريق حاجّ الكوفة. ومسجد سعد : على ستة أميال من الزّبيدية بين القرعاء والمغيثة في طريق حاج الكوفة فيه بركة وبئر رشاؤها خمس وثمانون قامة ماؤها غليظ تشربه الإبل والمضطر ، ينسب إلى سعد ابن أبي وقّاص ، قال ابن الكلبي : وكان لمالك وملكان ابني كنانة بساحل جدّة وبتلك الناحية صنم يقال له سعد ، وكان صخرة طويلة ، فأقبل رجل منهم بإبل له ليقفها عليه يتبرك بذلك فيها ، فلمّا أدناها منه نفرت منه فذهبت في كلّ وجه وتفرّقت عنه ، فأسف وتناول حجرا فرماه به وقال : لا بارك الله فيك إلها أنفرت عليّ إبلي! ثمّ انصرف عنه وهو يقول :

أتينا إلى سعد ليجمع شملنا ،

فشتتنا سعد فلا نحن من سعد

وهل سعد إلّا سخرة بتنوفة

من الأرض لا تدعو لغيّ ولا رشد؟

سَعَد : بفتحتين ، يجوز أن يكون منقولا من الفعل الماضي من قولهم : سعدك الله لغة في أسعدك الله : وهو ماء يجري في أصل أبي قبيس يغسل فيه القصّارون.

وسعد : ماء من عمان. وسعد : أجمة مستنقع ماء بين مكّة ومنى ، عن نصر جميعه.

السَّعْدِيّةُ : منزل منسوب إلى بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد قرب نزف. والسعدية : موضع آخر ذكر مع الشقراء فيما بعد ، وقال نصر : السعدية بئر لفئتين من بني أسد في ملتقى دار محارب ابن خصفة ودار غطفان من سرّة الشربّة. والسعدية أيضا : ماء في بلاد بني كلاب. والسعدية : ماء لبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب ، قال محمد بن إدريس بن أبي حفصة : السعدية لبني رفاعة من التيم وهي نخل وأرض.

السّعْدِيِّينَ : قرية قرب المهدية ، ينسب إليها خلف بن أحمد الشاعر ، شاعر مطبوع ، تأدّب بإفريقية ودخل مصر ، وله شعر معروف جيد ، ثمّ مات بزويلة المهدية سنة ٤١٤ وقد بلغ ستّا وتسعين سنة ، قاله ابن رشيق في الأنموذج.

سِعْرٌ : بالكسر ، والراء : جبل في شعر خفاف بن ندبة.

سَعَوَى : بفتح أوّله ، على وزن فعلى ، يجوز أن يكون من قولهم مضت سعوة من اللّيل وسعواء من اللّيل يعني به فوق الساعة ، والألف للتأنيث ، قال الأعور الشّنّيّ :

على سعوى أو ساكنين الملاويا

سَعْيَا : بوزن يحيى ، يجوز أن يكون فعلى من سعيت : وهو واد بتهامة قرب مكّة أسفله لكنانة وأعلاه

٢٢١

لهذيل ، وقيل جبل ، قال ساعدة بن جؤيّة الهذلي يصف سحابا :

لمّا رأى نعمان حلّ بكرفئ

عكر كما لبخ البزول الأركب

العكر : الخمسون من الإبل ، ولبخ : ضرب بسنفه الأرض.

فالسدر مختلج وأنزل طافيا

ما بين عين إلى نباتى الأثأب

الأثأب : شجر.

والأثل من سعيا وحلية منزل ،

والدّوم جاء به الشجون فعليب

أي أنزل السيل الأثأب والدوم والأثل ، والشجون : شعب تكون في الحرار ، قال : ومنه الحديث ذو شجون أي ذو شعب ، وقالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب :

أبلغ بني كاهل عنّي مغلغلة ،

والقوم من دونهم سعيا ومركوب

سَعيد آبَاذ : بليدة في جبال طبرستان تلي كلار ، وكان بها منبر. وسعيدآباذ : قلعة بفارس من ناحية رامجرد من كورة إصطخر على جبل شاهق يسير المرتقي إليها فرسخا ، وكانت في الشرك تعرف بقلعة إسفيدباذ ، وبها تحصن زياد ابن أبيه أيّام عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فنسبت إلى زياد مدة ، ثمّ تحصن بها في آخر أيّام بني أميّة منصور بن جمهور وكان واليا على فارس فنسبت إليه مدّة فكان يقال لها قلعة منصور ، ثمّ تعطّلت مدّة وخربت ثمّ استجدّ عمارتها محمد بن واصل الحنظلي فنسبت إليه وكان واليا على فارس ، فلمّا ملك يعقوب بن الليث فارس لم يقدر على فتحها إلّا بأمر محمد بن واصل فخرّبها ثمّ احتاج إليها فأعاد بناءها وجعلها محبسا لمن يسخط عليه.

السّعيدَةُ : بيت كانت العرب تحجّه ، قال ابن دريد : أحسبه قريبا من سنداد ، وقال ابن الكلبي : وهو على شاطئ الفرات ، والقولان متقاربان ، وقال ابن حبيب : وكانت الأزد يعبدون السعيدة أيضا وكان سدنتها بني عجلان وكان موضعها بأحد.

سُعَيرٌ : بلفظ التصغير ، وآخره راء ، قال أبو المنذر : وكان لعنزة صنم يقال له سعير فخرج جعفر بن خلّاس الكلبي على ناقته فمرّت به وقد عترت عتيرة عنده فنفرت ناقته منه ، فأنشأ يقول :

نفرت قلوصي من عتائر صرّعت

حول السّعير يزوره ابنا يقدم

وجموع يذكر مهطعين جنابة ،

ما إن يجيز إليهم بتكلّم

ويقدم ويذكر : ابنا عنزة ، فرأى بني هؤلاء يطوفون حول السعير.

باب السين والغين وما يليهما

سُغْدانُ : بضمّ أوّله : قرية من نواحي بخارى ، عن عليّ بن محمد الخوارزمي.

السُّغْدُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره دال مهملة : ناحية كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة الأطيار مؤنقة الرياض والأزهار ملتفّة الأغصان خضرة الجنان تمتد مسيرة خمسة أيّام لا تقع الشمس على كثير من أراضيها ولا تبين القرى من خلال أشجارها ، وفيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند ، وقصبتها سمرقند ، وربّما قيلت بالصاد ، وقد نسب إليه أبو العلاء كامل بن مكرم بن محمد بن عمر بن وردان التميمي السغدي ، سكن بخارى وكان يورّق على باب صالح جزره ، روى عن الربيع بن سليمان ،

٢٢٢

وقال الشاعر :

وخافت من جبال السّغد نفسي ،

وخافت من جبال خوارزم

وذكر أبو عبد الله المقدسي أن بالسغد اثني عشر رستاقا : ستة جنوبي النهر ، وهي بنجكث ثمّ ورغسر ثمّ ما يمرغ ثمّ سحرقعر ثمّ درغم ثمّ أوفر ، وأما الشمالية فأعلاها باركث ثم وريمد ثمّ بورماجر ثمّ كبوذنجكث ثمّ وذار ثمّ المرزبان ، ومن مدنها : كشانية وإشتيخن ودبوسية وكرمينية ، والله أعلم.

باب السين والفاء وما يليهما

سَفَا : موضع من نواحي المدينة ، قال ابن هرمة :

أقصرت عن جهلي الأدنى وحلّمني

زرع من الشّيب بالفودين منقود

حتى لقيت ابنة السعديّ يوم سفا ،

وقد يزيد صباي البدّن الغيد

فاستوقفتني وأبدت موقفا حسنا

بها وقالت لقنّاص الصّبا : صيدوا

إنّ الغواني لا تنفكّ غانية

منهنّ يعتادني من حبّها عيد

سَفَارِ : بوزن قطام ، اسم معدول عن مسافر : منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة ، وهو لبني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، قاله ابن حبيب ، قال الفرزدق :

متى ما ترد يوما سفار تجد بها

أديهم يروي المستجيز المعوّرا

المستجيز : المستسقي ، والمعوّر : الذي لا يسقى ، وقال المنخّل بن سبيع العنزي في يوم سفار :

لقد نعبت طير الهديل وشحشحت

غداة سفار بالنّحوس الأشائم

ولاقى بها مرعى الغنيمة مجدبا

وخيما على المرتاد مرعى الغنائم

أتاها فلاقى بين أرجاء حفرها

سهام المنايا الضّاريات الحوائم

وكان فيه يوم مشهور من أيّام العرب بين بكر بن وائل وبني تميم فرّ فيه جبر بن رافع فارس بكر ابن وائل فسلبه سلمة بن مرارة التميمي بزّه وقال :

ولما رأى أهل الطّويّ تبادروا ال

نّجاء وألقى درعه شيخ وائل

وفي كتاب ابن الفقيه : سفار بلد بالبحرين.

سَفَاقُسُ : بفتح أوّله ، وبعد الألف قاف ، وآخره سين مهملة : مدينة من نواحي إفريقية جلّ غلاتها الزيتون ، وهي على ضفة الساحل ، بينها وبين المهدية ثلاثة أيّام وبين سوسة يومان وبين قابس ثلاثة أيّام ، وهي على البحر ذات سور ، وبها أسواق كثيرة ومساجد وجامع ، وسورها صخر وآجرّ ، وفيها حمامات وفنادق وقرايا كثيرة وقصور جمّة ورباطات على البحر ومنائر يرقى إليها في مائة وستين درجة في محرس يقال له بطريّة ، وهي في وسط غابة الزيتون ، ومن زيتها يمتار أكثر أهل المغرب وكان يحمل إلى مصر وصقلية والروم ويكون فيها رخيصا جدّا ، يقصدها التجار من الآفاق بالأموال لابتياع الزيت ، وعمل أهلها القصارة والكمادة مثل أهل الإسكندرية وأجود ، والطريق من سفاقس إلى قيروان ثلاثة أيام ومنها إلى المهدية يومان ، ينسب إليها أبو حفص عمر ابن محمد بن إبراهيم البكري السفاقسي المتكلم ، لقيه السلفي وأنشده وقال : كان من أهل الأدب وله

٢٢٣

بالكلام أنس تامّ وبالطب ، انتقل إلى مصر وأقام بها إلى أن توفي في شهر ربيع الأوّل سنة ٥٠٥ ، وكان يعرف بالذهبي ، وكان مولعا بالردّ على أبي حامد الغزّالي ونقض كلامه.

سَفَالُ : بفتح أوّله ، وآخره لام ، مشتق من السفل ضد العلو ، ويجوز أن يكون مبنيّا مثل قطام ، وهي ذو سفال : من قرى اليمن ، وقد نسب إليها بعض أهل العلم ، منهم : أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب بن أسعد السفالي ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ، رواه السمعاني سفال ، بكسر أوّله ، وبها مات يحيى بن أبي الخير العمراني الفقيه صاحب كتاب البيان في الفقه.

سُفَالَةُ : آخر مدينة تعرف بأرض الزنج ، والحكاية عنهم كما حكينا عن بلاد التبر بأرض جنوب المغرب من أنّهم يجلب إليهم الأمتعة ويتركها التجار ويمضون ثمّ يجيئون وقد تركوا ثمن كلّ شيء عنده ، والذهب السفالي معروف عند تجار الزنج.

سَفّانُ : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، وآخره نون ، قال نصر : هو صقع بين نصيبين وجزيرة ابن عمر في ديار ربيعة. وسفّان : ناحية بوادي القرى ، وقيل بشين معجمة ، عنه أيضا ، يجوز أن يكون فعلان من سففت الدواء وأن يكون فعّالا من السفن وهو جلد التمساح ، والسفّان : صاحب السفينة.

السَّفْحُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، بلفظ سفح الجبل ، وهو أسفله حيث يسفح فيه الماء : وهو موضع كانت به وقعة بين بكر بن وائل وتميم.

وسفح أكلب : قرب اليمامة في حديث طسم وجديس.

سَفَرُ : بالتحريك ، بوزن السفر ضد الإقامة : موضع بعينه ، عن أبي الحسن الخوارزمي.

سُفْرَادَن : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وبعد الألف دال مهملة ثمّ نون : من قرى بخارى.

سَفَرْمَرْطَى : بفتح أوّله وثانيه ، وسكون رائه ، وفتح الميم ، وراء أخرى ساكنة ، وطاء مهملة بعدها ألف مقصورة : من قرى حرّان ، عن السمعاني.

سَفْطُ أبي جَرْجا : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وجرجا بجيمين بينهما راء الأولى مكسورة : قرية بصعيد مصر في غربي النيل لها نهر مفرد وليست بشارفة على النيل ، وكانت بها وقعة بين حباشة صاحب بني عبيد وبين أصحاب المقتدر في سنة ٣٠٢ ، فقال فيه ابن مهران قصيدة أوّلها :

وأيّ وقائع كانت بسفط ،

ألا بل بين مشتول وسفط

وقد وافى حباشة في كتام

بكلّ مهنّد وبكلّ خطّي

وقد حشدوا فمصر دون مصر

له خرط القتاد وأيّ خرط

سَفْطُ العُرْفَا : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : قرية في غربي نيل مصر من جهة الصعيد ذات نهر مفرد كالتي قبلها.

سَفْطُ القُدورِ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، والقدور جمع قدر : وهي قرية بأسفل مصر ، ينسب إليها عبد الله بن موسى السفطي مولى قريش ، روى عن إبراهيم بن زبّان بن عبد العزيز ، روى عنه ابنه وهب ، قال أبو سعد : ورأيت في تاريخ مصر مضبوطا سقط القدور ، بالقاف ، وهو تصحيف.

سِفْلُ يَحْصِبَ : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، ويحصب ، بفتح الياء المثناة من تحت ، والحاء المهملة

٢٢٤

الساكنة ، والصاد المهملة المكسورة ، وآخره باء موحدة ، وعلو يحصب أيضا : مخلافان باليمن مضافة إلى يحصب ، وهو يحصب بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب ابن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير.

سَفْعٌ : من حصون حمير باليمن.

السِّفْلِيّون : قال الحافظ أبو القاسم في تاريخه : العباس ابن الفضل بن العبّاس بن الفضل بن عبد الله أبو الفضل ابن فضلويه الدينوري سكن دمشق في قرية يقال لها السّفليين ، مات في ذي الحجّة سنة ٣١٣ ، حدث عن أبي زرعة الدمشقي والقاسم بن موسى الأشيب وأحمد بن المعلّى بن يزيد ومحمد بن سنان الشيرازي وأحمد بن أصرم المعقلي ومحمد بن العباس السكوني الحمصي ووزيرة بن محمد الحمصي ، روى عنه أبو سليمان بن زبر وعبد الرحمن بن عمر بن نصر ، وسمع منه أبو الحسين الرازي ، قلت أنا : ولعلّ هذه القرية منسوبة إلى سفل يحصب المذكور قبله.

سَفَوَى : بوزن جمزى : اسم موضع.

سَفَوَانُ : بفتح أوّله وثانيه ، وآخره نون ، كأنّه فعلان من سفت الريح التراب وأصله الياء إلّا أنّهم هكذا تكلّموا به ، قال أبو منصور : سفوان ماء على قدر مرحلة من باب المربد بالبصرة وبه ماء كثير السافي وهو التراب ، قال وأنشدني أعرابي :

جارية بسفوان دارها ،

تمشي الهوينا مائلا خمارها

وسفوان أيضا : واد من ناحية بدر ، قال ابن إسحاق : ولما أغار كرز بن جابر الفهري على لقاح رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، وعلى سرح المدينة خرج رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر ففاته كرز ولم يدركه ، وهي غزوة بدر الأولى في جمادى الأولى سنة اثنتين ، وقال النابغة الجعدي يذكر سفوان وما أراها إلّا سفوان البصرة :

فظلّ لنسوة النّعمان منّا

على سفوان يوم أرواني

فأردفنا حليلته وجئنا

بما قد كان جمّع من هجان

السّفُوحُ : جمع سفح الجبل ، وهو عرضه المضطجع : مدينة عرض اليمامة وما حولها.

سَفْيَانُ : بوزن سكران : قرية من قرى هراة ، قاله أبو الحسن الخوارزمي ، وقال أبو سعد : سفيان ، بكسر السين ، من قرى هراة ، ينسب إليها أبو طاهر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الصباح الهروي السفياني عن الحسن بن إدريس ، روى عنه البرقاني ، وقال ابن طاهر المقدسي : بضم السين من قرى هراة ، روى عنه البرقاني والصوري الحافظان وقرأت بالنسبة إلى أبي سفيان بن حرب ، وتوفي في حدود سنة ٣٨٠ ، عن السمعاني.

سُفَيْرُ : بلفظ تصغير سفر : قارة بنجد ، عن نصر.

السَّفِيرُ : موضع في شعر قيس بن العيزارة :

أبا عامر إنّا بغينا دياركم

وأوطانكم بين السّفير وتبشع

سَفِيرَةُ : بالفتح ثمّ الكسر : ناحية من بلاد طيّء ، وقيل : صهوة لبني جذيمة من طيّء يحيط بها الجبل ليس لمائها منفذ بحصن بني جذيمة.

سُفِيُّ السِّبابِ : بمكة قرب الحجون ، والله أعلم بالصواب.

٢٢٥

باب السين والقاف وما يليهما

سَقَارُ : بالفتح : منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة ، قاله نصر.

السَّقَاطِيَةُ : ناحية بكسكر من أرض واسط وقع عندها أبو عبيد الثقفي بالنرسيان صاحب جيوش الفرس فهزّمه شرّ هزيمة.

سُقَامٌ : يروى بالضم : اسم واد بالحجاز في شعر أبي خراش الهذلي :

أمسى سقام خلاء لا أنيس به

إلّا السّباع ومرّ الرّيح بالغرف

وقال أبو المنذر : وكانت قريش قد حمت للعزّى شعبا من وادي حراض يقال له سقام يضاهون به حرم الكعبة فجاء به بضم السين ، وأنشد لأبي جندب الهذلي ثمّ القردي في امرأة كان يهواها فذكر حلفها له بها :

لقد حلفت جهدا يمينا غليظة

بفرع التي أحمت فروع سقام

لئن أنت لم ترسل ثيابي فانطلق

أناديك أخرى عيشنا بكلام

يعزّ عليه صرم أمّ حويرث

فأمسى يروم الأمر كلّ مرام

سِقَايَةُ رَيْدانَ : بالراء : بمصر بين القاهرة وبلبيس

سَقْبَا : بالفتح ثمّ السكون ، وباء موحدة : من قرى دمشق بالغوطة ، ينسب إليها أبو جعفر أحمد بن عبيد ابن أحمد بن سيف القضاعي السقباني ، ذكره أبو القاسم الدمشقي الحافظ في تاريخه ، ومات بدمشق سنة ٣٢١ ، كتب عنه أبو الحسين الرازي ، وعبد الله بن الحسين بن هلال بن الحسن بن عبد الله بن محمد أبو القاسم بن أبي محمد الأزدي السقباني ، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان وأبا علي الأهوازي وأبا محمد عبد الله بن الحسين بن عبدان وأبا القاسم بن الفرات ورشأ ابن نظيف وغيرهم ، سمع منه أبو الحسين بن عساكر أخو الحافظ أبي القاسم ، وذكر أبو محمد بن صابر أنّه صحيح السماع ، ولم يكن الحديث من شأنه ، وتوفي في ثاني ذي القعدة سنة ٥٠٦ بقرية سقبا ، قال الحافظ : وأجاز لي حديثه.

سَقْرَانُ : بفتح أوّله ، وثانيه ساكن ثمّ راء مهملة ، وآخره نون : موضع عجميّ ، عن أبي بكر بن موسى.

سَقَرُ : بفتح أوّله وثانيه ، سقرات الشمس شدّة وقعها وحرها : وهو جبل بمكة مشرف على الموضع الذي بنى فيه المنصور القصر ، وأمّا سقر اسم النار فقال أبو بكر الأنباري : فيه قولان أحدهما أن نار الآخرة سميت سقر اسما أعجميّا لا يعرف له اشتقاق ويمنعه من الإجراء التعريف والعجمة ، ويقال : سميت سقر لأنّها تذيب الأجساد والأرواح ، والاسم عربيّ من قولهم : سقرته الشمس إذا أذابته ، ومنه الساقور : وهو حديدة تحمّى ويكوى بها الحمار ، فمن قال سقر اسم عربيّ قال منعته الإجراء لأنّه معرفة مؤنث ، قال الله تعالى : (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ).

سَقَرْمَى : بلدة بالمغرب قرب فاس ، كذا ذكره أبو عبيد البكري ، وكان على الحاشية بخط بعض المغاربة اسمها اليوم يقرمى ، قال : ولما وصل موسى ابن نصير إلى طنجة مال عياض بن عقبة إلى قلعة يقال لها سقرمى على مقربة من فاس ومال معه سليمان بن أبي المهاجر وسألا موسى الرجوع معهما فأبى وقال : هؤلاء قوم في الطاعة ، فأغلظا له القول حتى رجع

٢٢٦

فقاتل أهل سقرمى فكان لهم على العرب ظهور ، ثمّ تسوّر عليهم عياض بن عقبة من خلفهم في قلعتهم وانهزم القوم واشتدّ القتل فيهم فبادوا وقلّت أوربة ، وهي قبيلة من البربر إلى اليوم ، فذكر ابن أبي حسّان أن موسى بن نصير لما افتتح سقرمى كتب إلى الوليد بن عبد الملك : إنّه قد صار إليك يا أمير المؤمنين من سبي سقرمى مائة ألف رأس ، فكتب إليه الوليد : ويحك أظنّها من بعض كذباتك فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمم.

سَقْرَوَانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ثمّ راء مهملة ، وواو ، وآخره نون : من قرى طوس.

سُقُطْرَى : بضم أوّله وثانيه ، وسكون طائه ، وراء ، وألف مقصورة ، ورواه ابن القطاع سقطراء ، بالمدّ ، في كتاب الأبنية : اسم جزيرة عظيمة كبيرة فيها عدّة قرى ومدن تناوح عدن جنوبيها عنها ، وهي إلى برّ العرب أقرب منها إلى برّ الهند ، والسالك إلى بلاد الزّنج يمرّ عليها ، وأكثر أهلها نصارى عرب ، يجلب منها الصبر ودم الأخوين ، وهو صمغ شجر لا يوجد إلّا في هذه الجزيرة ويسمونه القاطر ، وهو صنفان : خالص يكون شبيها بالصمغ في الخلقة إلّا أن لونه كأحمر شيء خلقه الله تعالى ، والصنف الآخر مصنوع من ذلك ، وكان أرسطاطاليس كتب إلى الإسكندر حين سار إلى الشام في أمر هذه الجزيرة يوصيه بها وأرسل إليه جماعة من اليونانيين ليسكنهم بها لأجل الصبر القاطر الذي يقع في الايارجات ، فسيّر الإسكندر إلى هذه الجزيرة جماعة من اليونانيين وأكثرهم من مدينة أرسطاطاليس ، وهي مدينة اسطاغرا ، في المراكب بأهاليهم وسيّرهم في بحر القلزم فلمّا حصلوا بها غلبوا على من كان بها من الهند وملكوا الجزيرة بأسرها ، وكان للهند بها صنم عظيم فنقل ذلك الصنم إلى بلاد الهند في أخبار يطول شرحها ، فلما مات الإسكندر وظهر المسيح بن مريم ، عليه السلام ، تنصّر من كان بها من اليونانيّين وبقوا على ذلك إلى هذا الوقت ، فليس في الدنيا موضع ، والله أعلم ، فيه قوم من اليونانيّين يحفظون أنسابهم ولم يداخلهم فيها غيرهم غير أهل جزيرة سقطرى ، وكان يأوي إليها بوارج الهند الذين يقطعون على المسافرين من التجار ، فأمّا الآن فلا ، وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني : وممّا يجاور سواحل اليمن من الجزائر جزيرة سقطرى وإليها ينسب الصبر السقطري ، وهي جزيرة بربر ممّا يقع بين عدن وبلد الزنج ، فإذا خرج الخارج من عدن إلى بلد الزنج أخذ كأنّه يريد عمان وجزيرة سقطرى تماشيه عن يمينه حتى ينقطع ثم التوى بها من ناحية بحر الزنج ، وطول هذه الجزيرة ثمانون فرسخا ، وفيها من جميع قبائل مهرة ، وبها نحو عشرة آلاف مقاتل ، وهم نصارى ، ويذكرون أن قوما من بلد الروم طرحهم بها كسرى ثمّ نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم ، وبها نخل كثير ، ويسقط بها العنبر ، وبها دم الأخوين وهو الأيدع والصّبر الكثير ، قال : وأما أهل عدن فإنّهم يقولون لم يدخلها من الروم أحد ولكن كان لأهلها الرهبانية ثمّ فنوا ، وسكنها مهرة وقوم من الشراة ، وظهرت فيها دعوة الإسلام ثمّ كثر بها الشراة فعدوا على من بها من المسلمين وقتلوهم غير عشرة أناسية ، وبها مسجد بموضع يقال له السوق.

سَقْطَةُ آلِ أُبَيّ : نقب في عارض اليمامة ، عن الحفصي.

سَقْفٌ : بلفظ سقف البيت : من جبال الحمى ، قال : إلى سقف إلى برك الغماد.

٢٢٧

سَقْف : بفتح أوّله ، وكذا رأيته في كتاب السكوني مضبوطا ، وقال : هو ماء في قبلة أجإ ، وفي كتاب نصر : سقف جبل في ديار طيّء ، وقيل : بضم السين ، وقيل : هو منهل في ديار طيّء بوادي القصّة قاصدا لرمّان ، وقيل : ماء لتميم ، وقيل : ماء لطيّء بإزاء سميراء عن يسار المصعد إلى مكّة من الكوفة. وسقف أيضا : موضع بالشام ، وقيل : بالمضجع من ديار كلاب ، وهو هضاب ، كلّه عنه.

سَقْمانُ : فعلان من السقم ، بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : موضع ، قال الشاعر :

رعى القسور الجونيّ من حول أشمس

ومن بطن سقمان الدّعادع ديما

سُقْيَا : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، يقال : سقيت فلانا وأسقيته أي قلت له سقيا ، بالفتح ، وسقاه الله الغيث وأسقاه ، والاسم السّقيا ، بالضم ، وسئل كثيّر لم سميت السقيا سقيا؟ فقال : لأنّهم سقوا بها عذبا ، حدّثنا عبد العزيز بن الأخضر أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار قال : حدّثنا البرقاني قال : حدثني أبو بكر بن جميل الهروي أنبأنا عبد الله بن عروة أنبأنا صالح بن جزرة قال : قال أحمد بن حنبل عبد العزيز ابن محمد الدراوردي ضعيف الحديث روى عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، كان يستقي الماء العذب من بيوت السقيا ، وفي حديث آخر : كان يستعذب الماء العذب من بيوت السقيا ، والسقيا : قرية جامعة من عمل الفرع ، بينهما ممّا يلي الجحفة تسعة عشر ميلا ، وفي كتاب الخوارزمي : تسعة وعشرون ميلا ، وقال ابن الفقيه : السقيا من أسافل أودية تهامة ، وقال ابن الكلبي : لما رجع تبّع من قتال أهل المدينة يريد مكّة فنزل السقيا وقد عطش فأصابه بها مطر فسماها السقيا ، وقال الخوارزمي : هي قرية عظيمة قريبة من البحر على مسيرة يوم وليلة ، وقال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب وذكر مكّة وما حولها فقال : السقيا المسيل الذي يفرغ في عرفة ومسجد إبراهيم ، وفي كتاب أبي عبيد السكوني : السقيا بركة وأحساء غليظة دون سميراء للمصعد إلى مكة ، وبين السقيا وسميراء أربعة أميال. والسقيا : قرية على باب منبج ذات بساتين كثيرة ومياه جارية ، وهي وقف على ولد أبي عبادة البحتري إلى الآن ، وقد ذكرها أبو فراس بن حمدان فقال :

قف في رسوم المستجاب ،

وحيّ أكناف المصلّى

فالجرس فالميمون فالسّق

يا بها فالنّهر الأعلى

وقال أبو بكر بن موسى : السقيا بئر بالمدينة ، يقال : منها كان يستقى لرسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، وسقيا الجزل : موضع آخر مات فيه طويس المخنّث المغني ، قال يعقوب : سقيا الجزل من بلاد عذرة قريب من وادي القرى.

سقِيدُنْج : بالفتح ثمّ الكسر : من قرى مرو ، ينسب إليها أبو أحمد عبد الرحمن بن أحمد السقيدنجي ، روى عن إبراهيم بن إسماعيل بن نبّال المحبوبي ، روى عنه أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي شيخ شيخنا أبي المظفّر السمعاني.

السَّقيفتان : قرية لحكم بن سعد العشيرة على أسفل وادي حرض باليمن.

سَقِيفَةُ بني ساعِدَةَ : بالمدينة ، وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها ، فيها بويع أبو بكر الصديق ، رضي

٢٢٨

الله عنه ، قال الجوهري : السقيفة الصّفّة ، ومنه سقيفة بني ساعدة ، وقال أبو منصور : السقيفة كلّ بناء سقّف به صفّة أو شبه صفّة ممّا يكون بارزا ، ألزم هذا الاسم للتفرقة بين الأشياء ، وأما بنو ساعدة الذين أضيفت إليهم السقيفة فهم حيّ من الأنصار ، وهم بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو ، منهم سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ، وهو القائل يوم السقيفة : منّا أمير ومنكم أمير ، ولم يبايع أبا بكر ولا أحدا ، وقتلته الجنّ فيما قيل بحوران.

سُقَيّةُ : بلفظ تصغير سقية ، وقد رواها قوم شفيّة ، بالشين المعجمة والفاء : وهي بئر قديمة كانت بمكة ، قال أبو عبيدة : وحفرت بنو أسد شفية ، فقال الحويرث بن أسد :

ماء شفيّة كصوب المزن ،

وليس ماؤها بطرق أجن

قال الزبير : وخالفه عمّي فقال : إنّما هي سقيّة ، بالسين المهملة والقاف.

السَّقْيُ : في تاريخ دمشق : توبة بن عمران الأسدي من ساكني السّقي : موضع : بظاهر دمشق له ذكر في كتاب ابن أبي العجائز ، والله أعلم.

باب السين والكاف وما يليهما

سَكّاء : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، والمدّ ، وهو في الأصل مؤنّث الأسكّ : وهو الأصمّ ، وامرأة سكّاء وشاة سكّاء : لا أذن لها ، وسكّاء بهذا اللفظ : اسم قرية بينها وبين دمشق أربعة أميال في الغوطة ، قال الراعي يصف إبلا له :

فلا ردّها ربي إلى مرج راهط ،

ولا برحت تمشي بسكّاء في وحل

وقد قصره حسان بن ثابت في قوله :

لمن الدّار أقفرت بمعان ،

بين شاطي اليرموك فالخمّان

فالقريّات من بلاس فداريّا

فسكّاء فالقصور الدّواني

فقفا جاسم فأودية الصّفّ

ر مغنى قبائل وهجان

ذاك مغنى من آل جفنة في الده

ر ، وحقّ تعاقب الأزمان

ثكلت أمّهم وقد ثكلتهم

يوم حلّوا بحارث الجولان

سَكَاب : وقيل هو علم فرس بوزن قطام : جبل من جبال القبلية ، عن الزمخشري.

السَّكَاسِكُ : هو في لفظ جمع سكسك ، ولا أدري ما هو ، فهو إذا علم مرتجل لاسم هذه القبيلة التي نسب إليها : مخلاف باليمن ، وهو آخر مخاليف اليمن ، وهو السّكسك بن أشرس بن ثور ، وهو كندة بن عفير ابن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبا.

سُكاكُ : موضع باليمن من أرض حضرموت ، قال بعض الحضرميين في قصة ذكرت في الأحقاف :

جاب التّنائف من وادي سكاك إلى

ذات الأماحل من بطحاء أجياد

سُكاكَةُ : بضم أوّله ، قال أبو منصور : السّكاك والسّكاكة الهواء بين السماء والأرض ، والسكاكة : إحدى القريات التي منها دومة الجندل وعليها أيضا سور لكن دومة أحصن وأهلها أجلد.

٢٢٩

سَكَانُ : بفتح أوّله ، وآخره نون ، وكافه مخففة : من قرى الصّغد من أربنجن ، ينسب إليها أبو عليّ السكاني ، يروي عن سعيد بن منصور ، روى عنه إبراهيم بن حمدويه الفقيه الإشتيخني.

سَكْبِيانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وباء موحدة ، وياء مثناة ، وآخره نون : من قرى بخارى ، ينسب إليها أبو سعيد سفيان بن أحمد بن إسحاق الزاهد السكبياني البخاري ، يروي عن يعقوب بن أبي حيوان وأبي طاهر أسباط بن اليسع ، روى عنه أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن أحيد الصّفّار.

سَكَجْكَث : بفتح أوّله وثانيه ، وجيم ساكنة ، وكاف مفتوحة ، وثاء مثلثة : قرية على أربعة فراسخ من بخارى على طريق سمرقند عند جرغ.

سَكْدَةُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : بلد على ساحل بحر إفريقية بقرب من قسطنطينية الهواء.

سَكْرَانُ : بلفظ مذكّر سكرى : موضع في قول الأخطل :

فرابية السّكران قفر فما بها

لهم شبح إلّا سلام وحرمل

وقال ابن السكيت : السكران واد بمشارف الشام ، وقال نصر : السكران واد أسفل من أمج عن يسار الذاهب إلى المدينة ، وقيل : السكران جبل بالمدينة.

والسكران : جبل أو واد بالجزيرة. والسكران : واد بمشارف الشام من جهة نجد ، وفيه يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات :

زوّدتنا رقيّة الأحزانا

يوم جازت حمولها سكرانا

إن تكن هي من عبد شمس أراها

فعسى أن يكون ذاك وكانا

أنا من أجلكم هجرت بني بد

ر ومن أجلكم أحبّ أبانا

ودخلنا الدّيار ما نشتهيها

طمعا أن تنيلنا أو تدانا

سِكْرُ فَنّاخُسْرَه خُرّه : من أعمال فارس ، أنشأه عضد الدولة في النهر المعروف بالكرّ بين إصطخر وخرّمة على عشرة فراسخ من قصبة شيراز وأجراه على موات كثيرة من الأرض وبنى عليه قرى كثيرة وصيّره رستاقا وافر الدخل وسمّاه باسمه فناخسره خرّه ونقل إليه الناس وعظّمه وفخّمه.

سُكَرُ : بوزن زفر : موضع بشرقية الصعيد ، بينه وبين مصر يومان ، كان عبد العزيز بن مروان يخرج إليه كثيرا ، وبه مات عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان وأبو بكر بن عبد الله بن مروان ، وقال نصيب يرثي عبد العزيز أو ابنه أبا بكر :

أصبت يوم الصّعيد من سكر

مصيبة ليس لي بها قبل

تالله أنسى مصيبتي أبدا

ما أسمعتني حنينها الإبل

ولا التبكّي عليه أتركه ،

كلّ المصيبات بعده جلل

لم يعلم النّعش ما عليه من ال

عرف ولا الحاملون ما حملوا

حتى أجنّوه في ضريحهم

حيث انتهى من خليله الأمل

والمشهور في الأخبار أن عبد العزيز مات بحلوان قرب مصر.

٢٣٠

السُّكَرّةُ : ماء قرب القادسيّة نزله بعض جيش سعد أيّام الفتوح.

سِكْشُ : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره شين معجمة : محلّة بنيسابور ، نسبوا إليها أبا العبّاس حامد بن محمود بن محمد السكشي المعروف بأبي العباس بن كلثوم ، سمع محمد بن يحيى الذّهلي وأحمد بن منصور الزّوزني وغيرهما ، وتوفي في سنة ٣٢١.

سَكْلَكَنْد : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، ولام مفتوحة ، وكاف مفتوحة ، ونون ساكنة ، وآخره دال مهملة : كورة بطخارستان كثيرة الخيرات عامرة الرساتيق ، نسب إليها قوم من أهل العلم.

سُكُنْدانُ : بضم أوّله وثانيه ثمّ نون ساكنة ، ودال مهملة ، وآخره نون : من قرى مرو.

سَكِنٌ : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه : موضع بأرض الكوفة ، عن العمراني ، قال : وفيه نظر وأخاف أن يكون أراد مسكن.

سِكّةُ اصْطَفانُوس : السكة لها ثلاثة معان : أولها

قوله ، عليه السلام : خير المال سكة مأبورة وفرس مأمورة ، فالسكة ههنا الطريقة المستوية المصطفّة من النخل ، وبذلك سميت الأزقّة سككا لاصطفاف الدور فيها كطريق النخل ، والسكة : الحديدة التي يضرب عليها الدينار ، والسكة : الحديدة التي تحرث بها الأرض ، والمراد ههنا هو الأوّل لأنّه أراد المحلّة التي تصفّف الدور فيها عند عمارتها : وهذا الموضع في البصرة ، وأمّا اصطفانوس فرووا عن ابن عباس أنّه قال : الحظوظ المقسومة لا يقدر أحد على صرفها ونقلها عن أماكنها ، ألا ترى إلى سكة اصطفانوس كان يقال لها سكة الصحابة نزلها عشرة من أصحاب رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، فلم تضف إلى واحد منهم وأضيفت إلى كاتب نصراني من أهل البحرين وترك الصحابة؟

سكة العَقّار : موضع في البادية من بلاد بني تميم.

سِكّةُ بني سَمُرَةَ : بالبصرة منسوبة إلى عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، والله أعلم.

سِكّة صَدَقَةَ : بمرو من محالّها.

سُكَيرُ العبّاس : بلفظ تصغير السّكر ، وهو اسم للسداد الذي تسدّ به فوهة الأنهر : وهي بليدة صغيرة بالخابور فيها منبر وسوق.

باب السين واللام وما يليهما

سَلا : بلفظ الفعل الماضي من سلا يسلو : مدينة بأقصى المغرب ليس بعدها معمور إلّا مدينة صغيرة يقال لها غرنيطوف ثمّ يأخذ البحر ذات الشمال وذات الجنوب وهو البحر المحيط فيما يزعمون ، وعلى ساحل جنوبيه وما سامته بلاد السودان ، وسلا : مدينة متوسطة في الصغر والكبر موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها البحر والنهر ، فالبحر شماليها والنهر غربيها جار من الجنوب وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب منه إلى البحر ، وفي غربي هذا النهر اختط عبد المؤمن مدينة وسماها المهدية ، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر وتجهيز جيش ، ومنها إلى مراكش عشر مراحل ، وهي من مراكش غربية جنوبيّة.

سِلّى : بكسر أوّله ، وتشديد ثانيه ، وقصر الألف : اسم ماء لبني ضبّة باليمامة ، قال بعض الشعراء :

كأنّ غديرها بجنوب سلّى

نعام قاق في بلد قفار

٢٣١

غديرهم : حالهم ، كقولهم : جاري لا تستنكري غديري ، يريد حالي ، وقال أبو الندى : أغار شقيق ابن جزء الباهلي على بني ضبّة بسلّى وساجر ، وهما روضتان لعكل ، وضبّة وعديّ وعكل وتيم حلفاء متجاورون ، فهزمهم وأفلت عوف بن ضرار وحكيم بن قبيصة بن ضرار بعد أن جرح وقتلوا عبيدة بن قضيب الضبّي ، وقال شقيق بن جزء :

لقد قرّت بهم عيني بسلّى

وروضة ساجر ذات العرار

جزيت الملجئين بما أزلّت

من البؤسى رماح بني ضرار

وأفلت من أسنّتنا حكيم

جريضا مثل إفلات الحمار

كأنّ غديرهم بجنوب سلّى

نعام قاق في بلد قفار

سِلّى وَسِلِّبْرَى : بكسر أوّله وثانيه وتشديده ، وقصر الألف ، وعن محمد بن موسى : سلّى ، بالضم ، وفتح اللام : وهو جبل بمناذر من أعمال الأهواز ، فذكرته فيما بعد مع سلّبرى ، وكانت به وقعة للخوارج مع المهلّب بن أبي صفرة ، وسلّبرى ، بكسر أوّله وثانيه وتشديده ، وباء موحدة ، وراء مفتوحة ، وألف مقصورة ، وقد ذكر فيما بعد عند سليماناباذ إلّا أن هذا الموضع أولى به لأن مجموع اللفظين موضع واحد من نواحي خوزستان قرب جنديسابور ، وهي مناذر الصغرى ، والوقعة التي كانت بها كانت من أشد وقعة بين الخوارج والمهلّب ، كانت أوّلا على المهلّب حتى بلغ فلّه البصرة ونعوه إلى أهلها وهرب أكثر أهل البصرة خوفا من ورود الخوارج عليهم ثمّ ثبت المهلب وضم إليه جمعه وواقعهم وقعة هائلة قتل فيها عبيد الله بن الماخور أمير الخوارج ، وكانوا يسمّونه أمير المؤمنين ، وسبعة آلاف منهم وبقي منهم ثلاثة آلاف لحقت بأصبهان ، وفي ذلك يقول بعض الخوارج :

بسلّى وسلّبرى مصارع فتية

كرام ، وعقرى من كميت ومن ورد

وقال آخر :

بسلّى وسلّبرى مصارع فتية

كرام ، وقتلى لم توسّد خدودها

ووجد بعض بني تميم عبيد الله بن الماخور صريعا فعرفه فاحتزّ رأسه ولم يعلم به المهلّب وقصد به نحو البصرة وجاء المظفر بالبشارة فلقيه في الطريق قوم من الخوارج جاءوا مددا فسألوه عن الخبر وهو لا يعرفهم فأخبرهم بمقتل الخوارج وقال لهم : هذا رأس ابن الماخور في هذه المخلاة ، فقتلوا التميميّ ودفنوا الرأس في موضعه وانصرفوا ، وولّى الخوارج أخاه الزبير بن الماخور ، وقال رجل من الخوارج :

فإن تك قتلى يوم سلّى تتابعت

فكم غادرت أسيافنا من قماقم

غداة نكرّ المشرفيّة فيهم

بسولاف يوم المأزق المتلاحم

وقال رجل من أصحاب المهلّب يذكر قتل عبيد الله ابن الماخور :

ويوم سلّى وسلّبرى أحاط بهم

منّا صواعق لا تبقي ولا تذر

حتى تركنا عبيد الله منجدلا

كما تجدّل جذع مال منقعر

سِلابُ : موضع في قول حبيب الهذلي :

ولقد نظرت ودون قومي منظر

من قيسرون فبلقع فسلاب

٢٣٢

سَلاحِ : كأنّه بوزن قطام : موضع أسفل من خيبر ، وكان بشير بن سعد الأنصاري لما بعثه النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، إلى يمن وجبار في سرية للإيقاع بجمع من غطفان لقيهم بسلاح. وسلاح أيضا : ماء لبني كلاب شبكة ملحة لا يشرب منها أحد إلّا سلح.

السَّلاسِلُ : بلفظ جمع السلسة : ماء بأرض جذام ، وبذلك سمّيت غزاة ذات السلاسل ، وقال ابن إسحاق : اسم الماء سلسل ، وبه سميت ذات السلاسل ، وقال جران العود :

وفي الحيّ ميلاء الخمار كأنّها

مهاة بهجل من أديم تعطّف

كأنّ ثناياها العذاب وريقها

ونشوة فيها خالطتهنّ قرقف

يشبّهها الرّائي المشبّه بيضة

غدا في الندى عنها الظليم الهجنّف

بوعساء من ذات السّلاسل يلتقي

عليها من العلقى نبات مؤنّف

وقال الراعي :

ولما علت ذات السلاسل وانتحى

لها مصغيات للفجاء عواسر

وفي حديث عاصم بن سفيان الثقفي أنّهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم العدوّ فأبطأ ثمّ رجعوا إلى معاوية ، قال أبو حاتم بن حبّان عقيب هذا الحديث في كتاب الأنواع : غزوة السلاسل كانت في أيّام معاوية وغزوة ذات السلاسل كانت في أيّام النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، قلت : ولا أعلم ما هذه السلاسل.

سُلاطِحُ : اسم واد في ديار مراد ، قال كعب بن الحارث المرادي :

طعنّا الطّعنة الحمراء فيهم ،

حرام رأيهم حتى الممات

عشيّة لا ترى إلّا مشيحا

وإلّا عوهجا مثل القناة

أبانا بالطويّ طويّ قوم ،

وذكّرنا بيوم سلاطحات

السُّلالِمُ : بضم أوّله ، وبعد الألف لام مكسورة : حصن بخيبر وكان من أحصنها وآخرها فتحا على رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، وقال الفضل بن العباس اللهبي :

ألم يأت سلمى نأينا ومقامنا

ببطن دفاق في ظلال سلالم؟

السُّلامَى : بضم أوّله ، وآخره مقصور ، بلفظ السلامي وهو عظام الكف ، قال أبو عبيد : السلامي في الأصل عظم يكون في فرسن البعير ، ويقال : إنّه آخر ما يبقى فيه المخ منه هو والعين : وهو اسم موضع مضافا إليه ذو.

سَلامانُ : بعد الألف نون ، اسم شجر ، ويروى بكسر أوّله أيضا : وهو اسم موضع ، قال عمرو ابن الأهتم :

فآنست بعد ما مال الرّقاد بنا

بذي سلامان ضوءا من سنا نار

كلامح البرق أحيانا تطفّفه

ريح خريق دبور بين أستار

سَلامٌ : مدينة السلام بغداد ، ودار السلام : الجنة ، ويجوز أن تكون سميت بذلك على التشبيه أو التفاؤل لأن الجنّة دار السلامة الدائمة ، والسلام في اللغة على أربعة معان : مصدر سلّمت سلاما ، والسلام : جمع سلامة ، والسلام : من أسماء الباري جلّ وعلا ، والسلام : اسم شجر ، قال ابن الأنباري : سميت بغداد مدينة السلام لقربها من دجلة ، وكانت دجلة

٢٣٣

تسمى نهر السلام ، وقد ذكر ما قيل في ذلك في ترجمة بغداد ، ونسب إليها سلاميّ. وقصر السلام : من أبنية الرشيد بالرقّة. وسلام أيضا : موضع قرب سميساط من بلاد الروم ، وفي أخبار هذيل : فخرج حذيفة بن أنس الهذلي بالقوم فطالع أهل الدار من قلّة السلام. والسلام : جبل بالحجاز في ديار كنانة. وذو سلام ، وقيل بضم السين : من المواضع النجدية.

سِلامٌ : بكسر أوّله ، والتخفيف : وهو اسم شجر ، قال بشر :

بصاحة في أسرّتها السّلام

وهو اسم جنس للحجر أيضا ، قال :

تداعين باسم الشّيب في متثلّم

جوانبه من بصرة وسلام

وقال أبو نصر : السّلام جماعة الحجارة الصغير منها والكبير لا يوحدونها : موضع ماء ، قال بشر أيضا :

كأنّ قتودي على أحقب

تريد نحوضا تؤمّ السّلاما

سُلامُ : بضم أوّله ، وهو مرتجل : موضع عند قصر مقاتل بين عين التمر والشام ، عن نصر ، وقال غيره : السّلام منزل بعد قصر بني مقاتل للمغرّب الذي يطلب السماوة.

سَلّامُ : بالتشديد ، وأصله من السلام الذي ذكر آنفا ، والتشديد للمبالغة في ذلك : وهو خيف سلّام ، قد ذكر في خيف. وسلّام أيضا : قرية بالصعيد قرب أسيوط في غربي النيل ، والله أعلم.

السَّلامَةُ : بلفظ السلامة ضد العطب : قرية من قرى الطائف بها مسجد للنبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، وفي جانبه قبّة فيها قبر ابن عبّاس وجماعة من أولاده ومشهد للصحابة ، رضي الله عنهم.

السَّلاميّةُ : بفتح أوّله ، منسوبة : ماء إلى جنب الثّلماء لبني حزن بن وهب بن أعيا بن طريف من أسد ، قال أبو عبيد السكوني : السلاميّة ماء لجديلة بأجإ. والسّلاميّة أيضا : قرية كبيرة بنواحي الموصل على شرقي دجلتها ، بينهما ثمانية فراسخ للمنحدر إلى بغداد مشرفة على شاطئ دجلة ، وهي من أكبر قرى مدينة الموصل وأحسنها وأنزهها ، فيها كروم ونخيل وبساتين وفيها عدّة حمّامات وقيساريّة للبز وجامع ومنارة ، بينها وبين الزاب فرسخان ، وبالقرب منها مدينة يقال لها أثور ، خربت ، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد السلامي المعروف بضياء الدين ابن شيخ السلامية ، ولد بها سنة ٥٤٦ أو ٥٤٥ ونشأ بالموصل وتفقه بها وحفظ القرآن وتوجه إلى ديار بكر فصار وزيرا لصاحب آمد قطب الدين سليمان بن قرا أرسلان وبقي عليه مدة ، وبنى بآمد مدرسة لأصحاب الشافعي ووقف عليها أملاكه هناك ، وكان له معروف وفيه مقصد ، وكانت الشعراء تنتابه فيحسن إليهم ، ثمّ فسد ما بينه وبين قطب الدين ففارقه وقدم الموصل فأقام بها ، وهو الآن حيّ في سنة ٦٢١ ، وعبد الرحمن بن عصمة السلامي ، روى عن محمد بن عبد الله بن عمّار ، ذكره أبو زكرياء في طبقات أهل الموصل ، وأبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر السلامي قاضي السلامية ، أصله من العراق ، حدّث عن أبي عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس ، سمع منه بعض الطلبة ونسبه كذلك ، قاله ابن عبد الغنيّ.

السُّلّانُ : بضم أوّله ، وتشديد ثانيه ، وهو فعلان من السّلّ ، والنون زائدة ، قال اللّيث : السلّان

٢٣٤

الأودية ، وفي الصحاح : السالّ المسيل الضيق في الوادي ، وجمعه سلّان مثل حائر وحوران ، وقال الأصمعي : والسّلّان والفلّان بطون من الأرض غامضة ذات شجر ، واحدها سالّ ، وفي كتاب الجامع : السلّان منابت الطلح ، والسليل : بطن من الوادي فيه شجر ، قال أبو أحمد العسكري : يوم السلام ، السين مضمومة ، يوم بين بني ضبة وبني عامر بن صعصعة طعن فيه ضرار بن عمرو الضبي وأسر حبيش بن دلف ، فعل ذلك بهما عامر بن مالك ، وفي هذا اليوم سمي ملاعب الأسنّة. ويوم السلان أيضا : قبل هذا بين معدّ ومذحج ، وكلب يومئذ معدّيون ، وشدها زهير بن جناب الكلبي فقال :

شهدت الموقدين على خزاز

وفي السّلّان جمعا ذا زهاء

وقال غير أبي أحمد : قيل السلان هي أرض تهامة ممّا يلي اليمن كانت بها وقعة لربيعة على مذحج ، قال عمرو بن معدي كرب :

لمن الدّيار بروضة السّلّان

فالرّقمتين فجانب الصّمّان؟

وقال في الجامع : السلان واد فيه ماء وحلفاء وكان فيه يوم بين حمير ومذحج وهمدان وبين ربيعة ومضر وكانت هذه القبائل من اليمن بالسلّان ، وكانت نزار على خزاز ، وهو جبل بإزاء السلّان ، وهو ممّا بين الحجاز واليمن ، والله أعلم.

السَّلائِلُ : قال ابن السكيت : ذو السلائل واد بين الفرع والمدينة ، قال لبيد :

كبيشة حلّت بعد عهدك عاقلا ،

وكانت له شغلا من النّأي شاغلا

تربّعت الأشراف ثمّ تصيّفت

حساء البطاح وانتجعن السّلائلا

تخيّر ما بين الرّجام وواسط

إلى سدرة الرّسّين ترعى السّوائلا

سَلَبَةُ : بفتح أوّله ، وبعد اللام باء موحدة : اسم لموضع جاء في الأخبار.

سُلْحٌ : ماء بالدهناء لبني سعد عليه نخيلات.

سَلْحِينُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ثمّ حاء مهملة مكسورة ، وياء مثناة من تحت ساكنة ، وآخره نون : حصن عظيم بأرض اليمن كان للتبابعة ملوك اليمن ، وزعموا أن الشياطين بنت لذي تبّع ملك همدان حين زوّج سليمان ببلقيس قصورا وأبنية وكتبت في حجر وجعلته في بعض القصور التي بنتها : نحن بنينا بينون وسلحين وصرواح ومرواح برجاجة أيدينا وهندة وهنيدة وقلسوم وبريدة وسبعة أمحلة بقاعة ، وقال علقمة بن شراحيل بن مرثد الحميري :

يا خلّتي ما يردّ الدّمع ما فاتا ،

لا تهلكي أسفا في إثر من ماتا

أبعد بينون لا عين ولا أثر ،

وبعد سلحين يبني الناس أبياتا؟

وقد ذكر أن سلحين بنيت في سبعين سنة وبني براقش ومعين ، وهما حصنان آخران ، بغسالة أيدي صنّاع سلحين ، فلا يرى بسلحين أثر وهاتان قائمتان ، روى ذلك الأصمعي عن أبي عمرو ، وأنشد لعمرو ابن معدي كرب :

دعانا من براقش أو معين ،

فأسمع فاتلأبّ بنا مليع

وسيليحن ، بعد السين ياء : موضع قرب بغداد ، يذكر في موضعه.

٢٣٥

سِلْسِلانِ : كأنّهم ذكروا السلسلة ثمّ ثنوها : اسم موضع ، قال الشاعر :

خليليّ بين السّلسلين لو انّني

بنعف اللّوى أنكرت ما قلتما ليا

ولكنّني لم أنس ما قال صاحبي :

نصيبك من ذلّ إذا كنت خاليا

سَلْسَلٌ : بالفتح ، وهو العذب الصافي من الماء وغيره إذا شرب سلسل في الحلق ، قال حسان :

بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل

وقال أبو منصور : سلسل جبل من جبال الدهناء من أرض تميم ، ويقال سلاسل ، قال بعض الشعراء :

يكفيك جهل الأحمق المستجهل

ضحيانة من عقدات السّلسل

مبزلة تزمن إن لم تقتل ،

متى تخالط هامة تغلغل

كأنّها حين تجيء من عل

تطلب دينا في الفراش الأسفل

قال هذا الرجز لأن نعلين له سرقتا فوجدهما في رجل رجل من بني ضبّة فأراد أخذهما فذهب يمتنع منه فضربه بعصا طلح كانت معه حتى أخذهما منه ، ذكره مع ضحيانة لا في بابه ، والضحيانة : عصا نابتة في الشمس حتى طبختها فهي أشدّ ما يكون ، وهي من الطلح ، قال ابن إسحاق في غزاة ذات السلاسل : بعث رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، عمرو بن العاص إلى أرض جذام حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلسل ، وبذلك سميت تلك الغزوة غزوة ذات السلاسل.

سِلْسِلٌ : بالكسر فيهما : نهر في سواد العراق يضاف إلى طسوج من طريق خراسان من استان شاذقباذ من الجانب الشرقي. وسلسل أيضا : جبل بالدهناء من أرض تميم.

سُلْطُوح : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وضم الطاء المهملة ، وآخره حاء مهملة ، السلاطح : العريض ، وقال أبو الحسن الخوارزمي : السّلطوح بوزن العصفور جبل أملس.

سُلْطَيْسُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الطاء ، وياء ساكنة ، وسين مهملة : من قرى مصر القديمة كان أهلها أعانوا على عمرو بن العاص لما فتح مصر والإسكندرية فسباهم ، كما ذكرنا في بلهيب ، ثمّ ردّهم عمر بن الخطّاب ، رضي الله عنه ، على القرية ، قال ابن عبد الحكم : وكان من أبناء السّلطيسيّات عمران بن عبد الرحمن بن جعفر بن ربيعة وأمّ عون ابن خارجة القرشي ثم العدوي وأمّ عبد الرحمن بن معاوية بن حديج وموالي أشراف بعد ذلك وقعوا عند مروان بن الحكم منهم أبان وعمّه عياض.

سَلَعَانُ : بالتحريك : من حصون صنعاء اليمن.

سَلْعٌ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، السّلوع : شقوق في الجبال ، واحدها سلع وسلع ، وقال أبو زياد : الأسلاع طرق في الجبال يسمّى الواحد منها سلعا ، وهو أن يصعد الإنسان في الشعب وهو بين الجبلين يبلغ أعلى الوادي ثمّ يمضي فيسند في الجبل حتى يطلع فيشرف على واد آخر يفصل بينهما هذا المسند الذي سند فيه ثمّ ينحدر حينئذ في الوادي الآخر حتى يخرج من الجبل منحدرا في فضاء الأرض فذاك الرأس الذي أشرف من الواديين السلع ولا يعلوه إلّا راجل.

وسلع : جبل بسوق المدينة ، قال الأزهري : سلع موضع بقرب المدينة. وسلع أيضا : حصن بوادي موسى ، عليه السلام ، بقرب البيت المقدس ،

٢٣٦

حدث أبو بكر بن دريد عن الثوري عن الأصمعي قال : غنّت حبّابة جارية يزيد بن عبد الملك وكانت من أحسن الناس وجها ومسموعا وكان شديد الكلف بها وكان منشؤها المدينة :

لعمرك إنّني لأحبّ سلعا

لرؤيته ومن أكناف سلع

تقرّ بقربه عيني ، وإنّي

لأخشى أن يكون يريد فجعي

حلفت بربّ مكّة والمصلّى

وأيدي السابحات غداة جمع

لأنت على التنائي ، فاعلميه ،

أحبّ إليّ من بصري وسمعي

والشعر لقيس بن ذريح ، ثمّ تنفّست الصّعداء ، فقال لها : لم تتنفّسين؟ والله لو أردته لقلعته إليك حجرا حجرا ، فقالت : وما أصنع به إنّما أردت ساكنيه ، وقال ابن السلماني : وكان إبراهيم بن عربي والي اليمامة قبض عليه وحمل إلى المدينة مأسورا فلمّا مرّ بسلع قال :

لعمرك إنّي يوم سلع للائم

لنفسي ، ولكن ما يردّ التلوّم؟

أأمكنت من نفسي عدوّي ضلّة

ألهفا على ما فات لو كنت أعلم

لو انّ صدور الأمر يبدون للفتى

كأعقابه لم تلفه يتندّم

لعمري لقد كانت فجاج عريضة ،

وليل سخاميّ الجناحين مظلم

إذ الأرض لم تجهل عليّ فروجها

وإذ لي من دار المذلّة مرغم

وسَلْعٌ : جبل في ديار هذيل ، قال البريق الهذلي :

سقى الرّحمن حزم ينابعات

من الجوزاء أنواء غزارا

بمرتجز كأنّ على ذراه

ركاب الشام يحملن البهارا

يحطّ العصم من أكناف شعر ،

ولم يترك بذي سلع حمارا

سِلْعٌ : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، يقال : هذا سلع هذا ومثله وشرواه ، والسّلع والسّلع : شقّ في الجبل ، وسلع موشوم : واد في ديار باهلة. وسلع الكلديّة : لباهلة أيضا جبل أو واد.

وسلع السّتر : موضع في ديار بني أسد ، كلّه عن نصر.

سَلَعٌ : بالتحريك ، وهو شجر مرّ ، كانت العرب في الجاهليّة تعمد إلى حطب شجر السّلع والعشر في المجاعات وقحوط القطر فتوقر ظهور البقر منهما ثمّ تضرمه نارا وتسوقها في المواضع العالية يستمطرن بلهب النّار المشبه بسنا البرق ، وإيّاه عنى أميّة بن أبي الصلت حيث قال :

سلع ما ومثله عشر ما

عائل ما وعالت البيقورا

ما زائدة فيه كلّه. وذو سلع : موضع بين نجد والحجاز ، وقال أبو دؤاد الإيادي :

وغيث توسّن منه الرّيا

ح جونا عشاء وجونا ثقالا

إذا كركرته رياح الجنو

ب ألقحن منه عجافا حيالا

فحلّ بذي سلع بركه

تخال البوارق فيه الذّبالا

سَلَعُوجُ : مثل الذي قبله إلّا أن في آخره زيادة واو وجيم : موضع ، وقيل : بلدة.

٢٣٧

سَلَغُوسُ : بوزن قربوس وطرسوس ، بفتح أوّله وثانيه : اسم بلدة ، وزنه فعلوف ، عن أبي القطاع ، وهو حصن في بلاد الثغور بعد طرسوس غزاها المأمون.

السَّلِفُ : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بوزن الصّدف ، وقيل : السّلف بوزن صرد : وهما قبيلتان قديمتان من قبائل اليمن ، قال هشام بن محمد ولد يقطن ، وقيل : يقطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام ابن نوح الموذاذ ، وسالف وهم السلف ، وهو الذي نصب دمشق وحضرموت ، وقد سمي بالسلف مخلاف باليمن ، والسلف والسلك : من أولاد الحجل ، والسّلف من الأرض جمع سلفة : وهي الكردة المسوّاة.

السَّلَفَين : بالتحريك ، والفاء : موضع في شعر تأبّط شرّا ، قال :

شنئت العقر عقر بني شليل

إذا هبّت لقاريها الرّياح

كرهت بني جذيمة إذ ثرونا

قفا السّلفين وانتسبوا فباحوا

السَّلَقُ : بالتحريك : من نواحي اليمامة ، قال :

أقوى نمار ولقد

أقفر وادي السّلق

والسّلق : جبل عال مشرف على الزاب من أعمال الموصل متّصل بأعمال شهرزور يعرف بسلق بني الحسن بن الصبّاح بن عبّاد الهمداني ، له ذكر في الأخبار والفتوح.

السِّلْقُ : بلفظ النبت الذي يطبخ به ، درب السّلق : ببغداد ، وقد نسب إليه بعض الرواة السلقي ، ينسب إليه أبو عليّ إسماعيل بن عبّاد بن القاسم بن عبّاد القطّان السلقي مولى عمر بن الخطّاب ، حدث عن أبيه وعن عبّاد بن يعقوب الدواجني وعليّ بن جرير الطائي ، روى عنه أبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وغيرهما ، مات سنة ٣٢٠.

سَلْمُنْت : بالفتح ثمّ السكون ، وضم الميم ، وسكون النون ، وتاء مثناة : موضع قرب عين شمس من نواحي مصر.

سَلْمى : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، مقصور وألفه للتأنيث : وهو أحد جبلي طيّء ، وهما أجأ وسلمى ، وهو جبل وعر به واد يقال له رك به نخل وآبار مطويّة بالصخر طيّبة الماء ، والنخل عصهب والأرض رمل ، بحافتيه جبلان أحمران يقال لهما حميّان والغداة ، وبأعلاه برقة يقال لها السّرّاء ، وقال السّكوني : سلمى جبل بقرب من فيد عن يمين القاصد مكّة ، وهو لنبهان لن يدخله أحد عليها ، وليس به قرى إنّما به مياه وآبار وقلب عليها نخل وشجر تين ، ولا زرع فيه ، وفيه قيل :

أما تبكين يا أعراف سلمى

على من كان يحميكنّ حينا؟

الأعراف : الأعالي ، قال : وأدنى سلمى من فيد إلى أربعة أميال ويمتدّ إلى الأقيلبة والمنتهب ثمّ يخنس ويقع في رمّان ، وهو جبل رمل ، وليس بسلمى رمل ، أمّا سبب تسمية الجبل بهذا الاسم فقد ذكر في أجإ ، وقال أبو الحسن الخوارزمي : وسلمى أيضا موضع بنجد. وسلمى أيضا : أطم بالطائف ، والذي بنجد عنت أم يزيد بن الطثريّة ترثيه :

ألست بذي نخل العقيق مكانه

وسلمى وقد غالت يزيد غوائله؟

سَلَمَاسُ : بفتح أوّله وثانيه ، وآخره سين أخرى : مدينة مشهورة بأذربيجان ، بينها وبين أرمية يومان ، وبينها

٢٣٨

وبين تبريز ثلاثة أيّام ، وهي بينهما ، وقد خرب الآن معظمها ، وبين سلماس وخويّ مرحلة ، وطول سلماس ثلاث وسبعون درجة وسدس ، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف ، وينسب إلى سلماس موسى بن عمران بن موسى بن هلال أبو عمران ، سمع أبان وسمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا وأبا الطيب أحمد بن إبراهيم بن عباري ومكحولا البيروتي وغيرهم ، وبحلب أبا بكر محمد بن بركة برداعس ، وسمع بالري والكوفة وبغداد محمد بن مخلّد العطّار وجعفر بن محمد الخلدي ، وسمع بالرّقّة ونصيبين والرملة وحماة ، وروى عنه ابن أخته أبو المظفّر المهنّد بن المظفر بن الحسن السلماسي والشريف أبو القاسم الزيدي الحمامي وغيرهما ، ومات بأشنه في ربيع الآخر سنة ٣٨٠ وحمل إلى سلماس.

سُلْمَانَان : بضم أوّله ، وتكرير النون ، علم مرتجل بلفظ التثنية : اسم موضع عند برقة ، ذكرت في موضعها ، قال جرير :

هل ينفعنّك ، إن جرّبت ، تجريب ،

أم هل شبابك بعد الشيب مطلوب؟

أم كلّمتك بسلمانين منزلة ،

يا منزل الحيّ جادتك الأهاضيب!

كلّفت من حلّ ملحوبا وكاظمة ،

هيهات كاظمة منّا وملحوب!

قد تيّم القلب حتى زاده خبلا

من لا يكلّم إلّا وهو محجوب

ويروى سلمانين ، بكسر النون الأولى وفتح الثانية ، بلفظ جمع السلامة لسلمان ، وهو الأكثر ، فأما من روى بلفظ التثنية فقال هما واديان في جبل لغني يقال له سواج ، ومن روى بلفظ جمع السلامة لسلمان فقال سلمانين واد يصبّ على الدهناء شمالي الحفر حفر الرّباب بناحية اليمامة بموضع يقال له الهرار ، والهرار : قفّ ، والقول فيه كالقول في نصيبين إلّا أنا لم نسمع فيه إلّا سلمانين بلفظ الجرّ والنصب.

سَلْمَانان : بفتح أوّله ، وسائره كالذي أمامه : من قرى مرو ، عن أبي سعد.

سَلْمَانُ : فعلان من السلم والسلامة ، وهو ههنا عربيّ محض ، قيل : هو جبل ، وقال أبو عبيد السكوني : السلمان منزل بين عين صيد وواقصة والعقبة ، وبين عين صيد والسلمان ليلتان وواقصة دون ذلك ، وبين العقبة والسلمان ليلتان ، قال : والسلمان ماء قديم جاهليّ وبه قبر نوفل بن عبد مناف ، وهو طريق إلى تهامة من العراق في الجاهلية ، قال أبو المنذر : إنّما سمي طريق سلمان باسم سلمان الحميري وقد بعثه ملك في جيش كثير يريد شمر يرعش بن ناشر ينعم ابن تبّع بن ينكف الذي سمي به سمرقند لأنّه كسر حائطها ، وفي كتاب الجمهرة : ولد عمم بن نمارة ابن لخم بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد مالكا وسلمان الذي سمي به حجارة سلمان وكان نازلا هناك ، وهو فوق الكوفة ، وكان من مياه بكر بن وائل ، ولعلّه اليوم لبني أسد وربّما نزلته بنو ضبّة وبنو نمير في النّجع. ويوم سلمان : من أيّام العرب المشهورة لبكر بن وائل على بني تميم أسر فيه عمران بن مرّة الشيباني الأقرع بن حابس ورئيسا آخر من تميم ، فلذلك قال جرير :

بئس الحماة لتيم يوم سلمان ،

يوم تشدّ عليكم كفّ عمران

وقال نصر : سلمان بحزن بني يربوع موضع آخر.

٢٣٩

سَلَمْسِين : بفتح أوّله وثانيه ثمّ ميم ، وسين مكسورة ، وياء مثناة من تحت ، وآخره نون ، قالوا : اسمها سلم سين أي صنم القمر ، كأنّها بنيت على اسمه : وهي قرية قرب حرّان من نواحي الجزيرة ، بينها وبين حران فرسخ ، ينسب إليها مخلد بن مالك بن سنان القرشي السّلمسيني ، ذكره ابن حبّان في كتاب الثقات قال : مات في سنة ٢٤٢ ، وأبو إسماعيل أحمد بن داود بن إسماعيل القرشي السلمسيني ، حدث عن محمد بن سليمان وأبي قتادة ، روى عنه أبو عروبة ، قاله أبو الحسن علي بن علّان الحافظ في تاريخ الجزريين جمعه.

سَلْمُقَانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وبضم الميم وتفتح ، وقاف ، وآخره نون ، والعجم يقولونه سلمكان ، بالكاف : من قرى سرخس ، قد نسب إليها بعض الرّواة ، وهو عكرمة بن طارق السلمقاني كان على قضاء الجانب الشرقي ببغداد أيّام المأمون ، يروي عن مالك بن أنس وجرير بن حازم وغيرهما ، وكان من أصحاب القاضي أبي يوسف ، روى عنه مزاحم ابن سعيد المروزي ، وعزل عن القضاء سنة ٢١٤.

سَلَم : بالتحريك ، ذو سلم ووادي سلم : بالحجاز ، عن أبي موسى ، قال الشاعر :

وهل تعودنّ ليلاتي بذي سلم

كما عهدت وأيّامي بها الأول

أيّام ليلى كعاب غير عانسة ،

وأنت أمرد معروفا لك الغزل

وذو سلم : واد ينحدر على الذنائب ، والذنائب : في أرض بني البكّاء على طريق البصرة إلى مكّة. وسلم الرّيّان : باليمامة قريب من الهجرة ، والسّلم في الأصل : شجر ورقه القرظ الذي يدبغ به ، وبه سمي هذا الموضع ، وقد أكثر الشعراء من ذكره ، قال الرضي الموسوي :

أقول والشوق قد عادت عوائده

لذكر عهد هوى ولّى ولم يدم :

يا ظبية الأنس هل إنس ألذّ به

من الغداة فأشفى من جوى الألم؟

وهل أراك على وادي الأراك ، وهل

يعود تسليمنا يوما بذي سلم؟

سَلْمٌ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وهو اسم رجل ، وأصله الدّلو الذي له عروة واحدة مثل دلاء أصحاب الروايا ، والسّلم أيضا لغة في السّلم : وهو الصلح ، سمي باسم هذا الرجل : محلّة بأصبهان ويضاف أحد أبوابها إليه فيقال باب سلم.

سَلَمْيَةُ : بفتح أوّله وثانيه ، وسكون الميم ، وياء مثناة من تحت خفيفة ، كذا جاء به المتنبي في قوله :

تراها في سلمية مسبطرّا

قيل : سلمية قرب المؤتفكة ، فيقال : إنه لما نزل بأهل المؤتفكة ما نزل من العذاب رحم الله منهم مائة نفس فنجاهم فانتزحوا إلى سلمية فعمروها وسكنوها فسميت سلم مائة ثمّ حرف الناس اسمها فقالوا سلمية ، ثم إن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس اتخذها منزلا وبنى هو وولده فيها الأبنية ونزلوها ، وبها المحاريب السبعة يقال تحتها قبور التابعين ، وفي طريقها إلى حمص قبر النعمان بن بشير : وهي بليدة في ناحية البرّيّة من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين ، وكانت تعدّ من أعمال حمص ، ولا يعرفها أهل الشام إلّا بسلميّة ، قال بطليموس : مدينة سلمية طولها ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة ، وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس دقائق ، طالعها خمس وعشرون درجة من

٢٤٠