أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

منه. وأتان كَرْشاءُ : ضخمة البطن والخاصرتين.

ومن مجاز المجاز : دلو كَرْشاء : منتفخة النواحي.

كرع ـ «أُعطيَ العبدُ كُراعاً فطلب ذراعاً» وهي ما دون الكعب من الدابّة وما دون الركبة من الإنسان. وأخذ الجزّار الأكرُعَ والأكارع ؛ قال :

يا نَفسُ لن تراعي

إذْ قُطِعَتْ كُراعي

إنّ مَعي ذراعي

وقال :

فظَلّتْ تكوسُ على أكرُعٍ

ثلاثٍ وكانَ لهَا أربَعُ

وفرسٌ أكرعُ : دقيق القوائم ، وبها كَرَعٌ ، ودابة كَرعاء. وتكرّع الرجلُ : توضّأ لأنّه يغسل أكارعه ، وكَرِعَ في الماء وكَرَعَ : أدخل فيه أكارعَه بالخوض فيه ليشرب ، والأصل في الدابة لأنّه لا يكاد يشرب إلّا بإدخال أكارعه فيه ، ثمّ قيل للإنسان : كَرَع في الماء إذا شرب بفيه خاض أو لم يخُض. وهذا مَكرَعُ الدوابّ ، وهذه مَكارعها. وفي الوادي كَرَعٌ كثير وهو ماء السماء لأنّه يُكرَع فيه ، فَعَلٌ بمعنى مفعول ؛ قال ذو الرّمّة :

بها العِينُ والآرامُ لا عِدّ عندها

ولا كَرَعٌ إلّا المَغاراتُ والرَّبْلُ

ومن المجاز : امرأةٌ كَرِعَةٌ : مِغْليم. وكرِعتْ إلى الفحل كَرَعاً : كأنّها تمدّ إليه عنقها فِعلَ الكارع طُمُوحاً. ونخلٌ كارعاتٌ وكوارع إذا شربتْ بعروقها ؛ وقال النابغة :

وتُسقَى إذا ما شئتَ غير مُصَرَّدٍ

بزوراء في أكنافِها المسكُ كارِعُ

خائض فيها داخل. وأحبسَ الكُرَاعَ في سبيل الله : الخيلَ. ورأَيتُ في تلك الكُراع سواداً وهي ما استدقّ من الحَرَّة وامتدَّ في السهل. وقال الأصمعيّ : إذا سال أنف من الحَرَّة فهو كُراع. وامشِ في كُراع الطريق : في طَرَفه ، وعن النخعيّ : كانوا يكرهون الطلب في أكارع الأرض : في أطرافها وأقاصيها. ونزا الجُندبُ بكُراعيه : برِجليه ؛ وقال :

ونفى الجُندبُ الحصى بكُراعَي

ه وأوفَى في عوده الحِرباء

كرف ـ حِمارٌ كَرَّافٌ وكَروفٌ ، وكَرَف يَكْرُفُ ويَكْرِفُ ؛ قال الراعي :

فترَى أوَابِيَها بكُلّ قرارَةٍ

يكرُفْنَ شِقْشِقةً وناباً أعصَلا

النّوق التي تأبَى الفحل يحببن فحلَهنّ فيشمَمن ذلك منه. ورأيتُه يُكَرْفِسُ في مِشيته كَرْفسةً وهي مِشية المُقيَّد.

كرم ـ كَرُمَ علينا فلان كَرامةً ، وله علينا كرامةٌ وأكرمه اللهُ وكرَّمه. وأكرمَ نفسه بالتقوَى ، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتكرَّم عن الشوائن ؛ قال أبو حَيَّة :

ألم تَعلَمي أنّي إذا النّفسُ أشرفَتْ

على طَمَعٍ لم أنسَ أن أتكَرَّمَا

وإنّ أجلّ المكارم اجتناب المحارم وهم الأطيبون الأكارم. وتقول : نَعَمْ وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وافعل ذلك وكُرْماً لك وكُرْمةً لك وكُرْمَى لك. وقلتُ لمَدَنيٍّ : رافع كَرِيّي : مَحمِلي ، فقال : نعم وكُرْمتَين. وما منهم رجلٌ يَكْرُمُك : يكون أكرمَ منك ؛ قال :

ما مدَّ باعاً فتًى يوْماً لمكرُمَةٍ

إلّا ستَكْرُمُهُ بالحِلمِ والجُودِ

يقال : كارمتُه فكَرمْتُه. وكارمتُ فلاناً : أهديتُ إليه ليكافئني. وفي الحديث : «إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَمَ بها». وهو كريمةُ قومه. وفي الحديث : «إذا أتاكم كريمةُ قومٍ فأكرموه». ورجلٌ كُرَّامٌ. ويقال لمن أتى له ولد كرام : لقد أكرمتَ.

ومن المجاز : قومٌ كَرَمٌ ؛ قال :

وأن يَعْرَينَ إن كُسِيَ الجواري

فتَنبُو العينُ عن كَرَمٍ عِجافِ

وهذه الكورةُ إنّما هي كَرُمَة ونخلة إذا كَثُر ذلك فيها ، كما يقال : إنّما هي سَمْنَة وعَسَلة. وكرّم السّحابُ تكريماً : جاد بمطره. وأرض مَكْرَمَةٌ للنّبات إذا جاد نباتُها ،

٥٤١

وكَرُمت الأرضُ : زكا نباتها. ولا يَكْرُمُ الحَبّ حتى يكثر العَصْف. واستَكْرَم فلان المَناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل : «استكرَمْتَ فارتَبِط».

كرن ـ نَقَرَتِ الكَرينَةُ الكِرانَ أي المغنّية العُودَ. وكتب في الكرانيف والكُرْنافة والكِرْنافة : أصل السَّعَفَة المنبسط الذي يُكتَبُ فيه.

كره ـ أمر كَريهٌ ، ووجه كريه ، وقد كَرُهَ كَرَاهة ، وكَرِهتُه فهو مكروه. وتكرَّه الشيءَ : تسخَّطه ، وفعله على تكرُّهٍ وتكارُهٍ ، ومتكرّهاً ومتكارهاً ؛ وقال الطِّرمّاح :

تَكارَهَ أعداءُ العَشيرَةِ رؤيتي

وبالكفّ عن مسّ الخِشاش كُعُوع

وهو الحيَّة. وكرَّه إليه البخلَ وحبّب إليه الجود. واستكره القافية. ولا يجوز تكسير السَّفَرجل وتصغيره إلّا على استكراه. واستُكرهتْ فلانة : غُصِبتْ نفسُها. ولقيتُ دونَه كرائه الدّهر ومَكارِهَه. وجئتُه على كراهةٍ وكراهيَةٍ وعلى كُرْهٍ ومَكْرَهٍ ، وأدخلني في ذلك على إكراهٍ وكَرْهٍ.

ومن المجاز : شهدتُ الكريهةَ : الحربَ. وضربتُه بذي الكريهة : بالسيف الماضي. وكريهتُه : بادِرَته التي تُكرَه منه ؛ قال الطِّرمّاح :

أنختُ بها مُستَبطناً ذا كريهَةٍ

على عَجَلٍ والنّومُ بي غير رائن

استبطنته : جعلتُه يلي بطني أي جعلته ضجيعاً لي ، كما قال : وهو كِمْعي.

كري ـ أكراني داره أو دابَّته ، وهو يُكري الدّوابَّ ويُكاريها ، وهو كَرِيٌ من الأكرياء ، ومُكارٍ من المُكَارين ، ويقال : كَرِيُ الإبل ومُكَاري الدَّوابّ. واكتريتُ منه داراً أو دابّة واستكريتُ. وكَرَيْتُ النّهر : حفرتُه. وأمر الأميرُ بطيّ الآبار وكَرْيِ الأنهار. وكَرَوْتُ بالكُرَة : لعبتُ بها ، والغلام يكرو ، وكأنّها كُرَاتُ غلام وكُرُو غلام. والظلّ يُكري : ينقص ؛ قال ابن أحمر :

فتَواهَقَتْ أخفافها طَبَقاً

والظّلّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِ

وأكرى الزّادُ ، وأكراهُ صاحبُهُ ؛ قال لبيد :

كذي زادٍ متى ما يُكْرِ مِنْهُ

فلَيس وراءهُ ثِقةٌ بزادِ

وهو يحتمل الأمرينِ. وأكرَى الأمرَ : أخَّره ؛ قال الحطيئة :

وأكرَيْتُ العَشاءَ إلى سُهَيْلٍ

أوِ الشِّعْرَى فطالَ بيَ الأناءُ

وفي الحديث : «من أراد النَّسَاء ولا نَسَاء فليُكْرِ العَشاء وليباكر الغَداءَ». وكرَّى الرّجلُ وتكرَّى : نام ؛ قال جندل :

ظَلَّتْ على فراشِها تَكَرَّى

لم يُخطِها النّيّ ولا المُهَرَّى

فهيَ لكلّ سوأة تَحَرَّى

وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان : «أطْرِق كَرَى إنّك لن تُرى» فإذا سمعها لَبِد بالأرض فيُلقى عليه ثوبٌ فيصاد.

ومن المجاز : فلان طويل الكَرَى أي غافل ، وتقول للغافل : يا كَرَى إنّك لطويل الكَرَى.

كزز ـ كَزَّتْ يدُه كَزَازة ، ويدٌ كَزَّةٌ : منقبضة يابسة. وخشبة كَزَّة : صُلْبةٌ عوجاء. وذهب كَزٌّ : يابس. وقوس كَزَّةٌ : شديدة. وقِسِيّ كَزَّاتٌ. قال الجاحظ : إذا نُزع فيها لم تَستَغرق السَّهمَ ؛ قال :

لا كَزَّةُ السَّهمِ ولا قَلوعُ

يَدْرُجُ تحتَ عَجسِها اليربُوعُ

أي هي فارج. وأخذه الكُزاز من البَرْد وهو تَقَبّض ورعْدة وقيل : داء يُرْعَد صاحبه حتى يموت ، وفي كتاب الأزهري هو بالتشديد ، والتخفيفُ عاميّ عن ابن الأعرابيّ. وكُزَّ الرجلُ فهو مكزوز ، وقد كزَّه البردُ والداء.

ومن المجاز : كزّت المرأة دُملُجَها : ملأتْه بعَضُدها ؛ قال :

يا رُبَّ بيضاءَ تَكُزّ الدُّمْلُجَا

تزَوّجتْ شيخاً طويلاً كَوْسَجا

٥٤٢

وكَزّتْ خُطاه : تقاربت. ورجل كَزٌّ وكَزُّ اليدين : شحيح قليل المُؤاتاة ؛ قال :

يمارسُ نَفساً بينَ جنبَيهِ كَزَّةً

إذا هَمّ بالمعروف قالت لهُ مهلا

وقد كَزَّتْ نفسُه واكتَزّتْ. وتقول : فلان لا يكتزّ ولكن يهتزّ.

كزم ـ أنفٌ أكزمُ ، ويد كزماء ، وفي أصابعه كَزَمٌ : قِصَرٌ.

ومن المجاز : في يده كَزَمٌ إذا لم يبسطها بالمعروف. وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتعوّذ من العَيمة والأيْمة والكَزَم والقَزَم.

كسأ ـ مرّوا في أكساء المنهزمين ، وعلى أكسائهم أي على آثارهم وأدبارهم ، وركبوا أكساءهم ؛ قال :

حتى أرَى فارس الصّمُوتِ على

أكساءِ خيلٍ كأنّها الإبلُ

ومن المجاز : قَدِمنا في أكساء رمضان ، وأنا أدعو لك في أكساء الصلوات.

كسب ـ رجل كسوب للمال وكسَّاب ، وله مَكاسبُ ، وهو طيّب المَكسَبَة أي طيّب الكَسْب ، وكَسَبتُ المالَ واكتسبته وتكسّبتُه. وهو يتكسَّب بالشِّعر ، وكسَبْتُه مالاً فكسَبَه ، ولا يقال : أكسبتُه.

ومن المجاز : كسَبتُ خيراً واكتسبتُ شرّاً (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ). وكسَبَ أهلَه خيراً.

كسح ـ كسَحَ البيتَ بالمِكسحة. ورمى بالكُساحة ، وتقول : فلان نقيّ الساحه قليل الكُساحه. ورجلٌ أكسحُ : أعرجُ ، وبه كَسَحٌ ؛ قال الأعشى :

بينَ مَغلوبٍ كريم جَدُّهُ

وخذولِ الرِّجلِ من غيرِ كَسَحْ

وفي الحديث : «الصدقة مال الكُسْحانِ والعُورانِ».

ومن المجاز : كسَحتِ الرّيحُ الأرضَ قشرتها. وأتينا بني فلان فكسحناهم : فاستأصلناهم. وكسَحهم الدّهرُ. وأوقعوا بهم فاكتسحوا أموالهم ، وكسَح فلان من مالي ما شاء.

كسد ـ متاعٌ كاسد وكَسيدٌ ، وكسَدتْ سوقُهم ، وأكسدها الله ، وأكسد القومُ بعدما أنفقوا إذا كسدت سوقُهم بعد النَّفاق.

كسر ـ كسَر الشيءَ وكسَّره ، وانكسر وتكسّر ، واكتسرتُ منه طَرَفاً ، وهذه كِسْرةٌ منه وكِسَرٌ. وهذا كُسارُ الزُّجاج والكوز. وألقى على النّار كُسارَ العُود ، وأعطني كُسارةً منه ، وعودٌ صُلبُ المَكسِر إذا عُرِفَتْ جَوْدتُه بكسْره. وجَناحٌ كَسيرٌ. وناقة وشاة كَسيرٌ. وارفع كَسْرَ الخِباء وكِسْرَهُ : شقّته السفلى. وهو جاري مُكاسري.

ومن المجاز : هو صُلْبُ المَكسِر ، وهم صِلاب المكاسر. وكسَر الطائر جناحيه كَسْراً : ضمّهما للوقوع. وبازٍ كاسرٌ ، وعُقابٌ كاسِرٌ. وقد كَسَرَ كُسوراً إذا لم تذكر الجناحين وهذا يدلّ أن الفعل إذا نُسيَ مفعولُه وقُصِدَ الحدَثُ نفسُه جرى مجرى الفعل غير المتعدّي. وكَسر الكتابَ على عدّة أبواب وفصول. وكَسرتُ خصمي فانكسر ، وكسَرتُ من سَوْرته. وكسَر حميّا الخمر بالمِزاج. ورأيته متكسّراً : فاتراً. وفيه تخنُّث وتكسُّر. وأرض ذات كُسور : ذات صَعود وهَبوط. وضربَ الحسَّابُ الكُسورَ بعضَها في بعض. والملوك لا تعرف الكُسورَ. وكسَر عينه ، وبعينه كَسْرة من السهر أي انكسار وغَلَبة نعاس ؛ قال ذو الرّمّة :

غدا وهو لا يعتادُ عَينيه كَسْرةً

إذا ظلمةُ اللّيل استقلّتْ فضُولُها

نقيَّ المآقي ساميَ الطَّرفِ غُدوَةً

إلى كلّ أشباحٍ بدتْ يَستحيلُها

استَحِلْ ذلك الشيءَ : انظر هل يتحرّك ، يصف صاحبَه. وفلانٌ يَكسِر عليك الفُوقَ إذا غضب عليه. ورجل ذو كَسَراتٍ : يُغبَن في كلّ شيء. «ولا يزال أحدهم كاسراً وساده عند النِّساء يتحدّث إليهن».

كسس ـ رجلٌ أكَسُ ، وفيه كَسَسٌ وهو قِصَر الأسنان. وتقول : فتنة تردّ الكيْسَ مُوقا وتجعل الكُسَ رُوقا. وكَسْكَسَ البَكْرِيُّ ، والكسكسةُ في بَكْرٍ وهي أن يُتبعوا كافَ المؤنّث سيناً في الوقف نحو كشكشةِ تميم.

٥٤٣

كسع ـ كَسعه : ضربه بيده أو برجله على دُبُره. وكسَع الغلامُ الدوّامة بالمِكسع. وكسَع النّاقةَ بغُبرِها : ضرب أخلافها بالماء البارد ليترادّ اللّبن في ظهرها فيكون أشدَّ لها. واتّبعَ آثارهم يكسعهم بالسيف ، ويكسَع أدبارَهم ، وكَسَعتَ الرَّجُلَ بما ساءه إذا تكلّم فرميتَه على أثر كلامه بكلمة تسوءُه. وكَسعتِ الخيلُ بأذنابها واكتسعتْ : أدخلَتها بين أرجلها ، وهنّ كواسعُ ؛ قال :

إنّ جنبي عن الفراش لنابي

كتجافي الأسرِّ فوْقَ الظِّرابِ

يوْمَ فَرّتْ بَنُو تَميمٍ وولّتْ

خيلُهم يكتسعنَ بالأذنابِ

وتقول : من خلَّف رأيَ الألمعيّ ندِم ندامةَ الكُسَعيّ.

كسف ـ كسَفتِ الشّمسُ والقمرُ ، وكسفهما الله ، وكسَفَ البعيرَ وكَرْسَفَه : عرقبه. وهذه كِسْفَةٌ وكِسْفٌ وكِسَفٌ من السحاب. وأعطِني كِسْفَةً من الثوب : قطعة.

ومن المجاز : رجل كاسف الوجه : عابس ، وقد كَسَفَ وجهُه. وكاسِفُ البالِ : سيء الحال ، وكسَفَتْ حالُه. وكسَفَ بصرُه إذا لم ينفتح من رمَدٍ ، وكَسَفَ بصرَهُ : خفضَه.

كسل ـ كَسِلَ وتكاسل ، وهو كسلان وكَسِلٌ ، وامرأة كَسْلى وهي مِكْسال وكَسولٌ : رَزانٌ. وكسَّلَه الشِّبَعُ ، والشِّبَعُ مَكْسَلَةٌ. وفلان لا يستكسل المَكاسِل أي لا يعتلُّ بوجوه الكَسَل. وأكسَلَ المُجامعُ : خالطَ ولم يُنزلْ.

ومن المجاز : كسِلَ الفحلُ عن الضِّراب : فَتَرَ عنه.

كسو ـ له كُسْوة وكِسْوة حسنة وكُسًى فاخرة ، وكساه ثوباً فاكتساه ، واستكسيتُه ؛ قال أبو الأسود :

كساني ولم أستكسه فحمدتُه

أخٌ ليَ يُعطيني الجزيلَ وناصرُ

وكَسِيَ الرّجلُ فهو كاسٍ ، نحو : حَليَ فهو حالٍ ؛ قال الحطيئة :

واقعدْ فإنّكَ أنت الطّاعم الكاسِي

وأنشد الفرّاء :

أتفرح أن كان ابن عمّك كاسياً

وليسَ عليك من كُساكَ كِساءُ

ومن المجاز : اكتستِ الأرض بالنّبات : تغطّت به ؛ وقال :

فباتَ له دونَ الصَّبا وهيَ قَرَّة

لحافٌ ومصقولُ الكِساء رقيقُ

أراد اللّبن تعلوه الدُّواية ، ونحوه :

ينفي الدُّواياتِ إذا ترَشَّفا

عن كلّ مصقول الكساء قد صَفا

وقَلَّم كُسوةَ آدمَ أي الأظفار.

كشث ـ جعلَ في السكَّر الكُشُوثَ والكَشُوثَ والكَشوثاءَ وهو نباتٌ أصفر مجتثّ يتعلّق بأطراف الشوك.

كشح ـ هو طاوي الكَشْحين ، وهي طاوية الكُشوح. ولما رآني كَشَحَ : أدبر ، وولَّى بكَشْحه ، ومنه : عدوّ كاشح. وكشَح له بالعداوة وكاشحه. وورَدَ الوحشيُّ والطائرُ ثمّ كشَحَ إذا صدر مسرعاً. وكَشَحَه : طعن في كَشحه. وتوشّحها وتكشّحها : تغشّاها. ويقال للوشاح : الكَشْحُ لوقوعه على الكَشْحِ ، كما قيل للإزارِ : الحَقْوُ ؛ قال أبو ذؤيب :

كأنّ الظّبَاءَ كُشُوحُ النِّسَا

ءِ يَطفونَ فوْق ذُراه جُنوحَا

ومن المجاز : طوَى كَشْحه على الأمر : أضمره ، وطوى عنه كَشْحَه : تركه. وكَشَحَ الظّلامُ ، وكَشَحَ الضوءُ : أدبر ؛ قال ذو الرّمّة :

فلمّا ادّرعن اللّيلَ أو كنّ مَنصَفاً

لِمَا بينَ ضَوْء كاشِحٍ وظلامِ

كشر ـ كَشَرَ السَّبُعُ والعدوُّ عن أنيابه. وكَشَر الرجلُ إلى صاحبه : تبسّم ، وكاشره. وتقول : لما رآني كشَر واستبشر ؛ وقال المتلمّس :

إنّ شرّ النّاسِ مَن يكشِرُ لي

حينَ ألقاهُ وإن غبتُ شَتَمْ

وقال آخر :

٥٤٤

وإنّ منَ الإخوانِ إخوانَ كَشْرَةٍ

وإخوانَ حيّاكَ الإلَهُ ومرْحبا

ومن المجاز : اكشِرْ له عن أنيابك أي أوعده. وهو جاري مُكاشِري : مقابلي.

كشش ـ كَشَّتِ الحيّةُ كَشيشاً ؛ قال :

كَشيشُ أفعى أجمعتْ للعَضِ

فهيَ تحُكّ بعضَها ببَعضِ

كشط ـ كَشَطَ الجَزُورَ جِلْدَها ، وكشَط عنها. وارفع عنها كِشاطها لأنظرَ إلى لحمها وهو الجِلد المكشوط. ويقال للجزّار : الكَشَّاط.

ومن المجاز : كُشِط رَوعُه وانكشط. ولأكشِطَنّ عن أسرارك. وكشَط الغِطاء عن المُشعَرة. وكشط الجُلّ عن الفرس (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ).

كشف ـ كَشَفَ عنه الثوبَ وكشَّفَه ، وانكشَفَ وتكشَّف. ورَجُلٌ أكْشَفُ : لا تُرْسَ معه ؛ قال :

لهنّ فوارِسٌ لَيسوا بمِيلٍ

ولا كُشْفٍ إذا قيلَ امنَعُونا

وناقة كَشُوف : كلّما نُتِجَتْ لَقِحَتْ وهي في دمها كأنّها لكثرة لقاحِها وإشَالَتها ذنَبها كثيرة الكشْف عن حيائها ، وقد كَشَفَتْ كِشَافاً وأكشفَتْ.

ومن المجاز : كَشَفَ اللهُ غَمَّه ، وهو كَشَّافُ الغُمَم. وهذا حديث مكشوف : معروف. وتكشَّف فلان : افتضح. وتكشَّف البرقُ : ملأ السماء. ولقِحت الحربُ كِشافاً إذا دامت ؛ قال زهير :

فتَعرُكْكُمُ عَرْكَ الرّحى بثِفَالها

وتَلْقَحْ كِشافاً ثمّ تُنْتِجْ فتُتئمِ

كشي ـ أكل كُشْيَة الضَّبِّ وهي شَحْمة مستطيلة في جنبيه ؛ قال :

وأنتَ لوْ ذقتَ الكُشَى بالأكبادْ

لمَا تَرَكتَ الضّبَّ يعدو بالوادْ

وتقول : ما الأعراب بالكُشَى أولع من القُضاة بالرُّشَى.

كظر ـ ردَّ حلْقةَ الوتر في كُظْر القَوْس وهو فُرْضَتها. وردّوا حَلَقَ الأوتار في الأكظار. والنّارُ تُستَلّ من كُظْر الزَّندةِ : من فُرْضَتها.

كظظ ـ علَته البِطنة وأخذتْه الكِظَّة ، وكظَّه الطّعامُ ، وطعامٌ مَكَظَّةٌ ، واكتَظَّ بطنُه. ورأيتُ على باب داره كَظيظاً : زِحاماً. وفي ذكر باب الجنّة : يأتي عليه زمان وله كَظيظ. واكتَظّ القومُ في المسجد : ازدحموا.

ومن المجاز : كظَّني الأمر : غمّني وملأني غيظاً. واكتظّ الوادي بثجيجه.

كظم ـ كَظَم البعيرُ جِرَّته : ازدردها وكفَّ عن الاجْترار ، وباتت الإبل كُظُوماً وكواظمَ. وحفروا كِظَامةً وكَظيمةً وكظائمَ. وفي الحديث : «أتى كِظامةَ قَوْمٍ فتوضّأ». وهي الفقير يُحفَر من بئر إلى بئر والسّقاية والحوض ؛ قال طرفة :

يَشرَبنَ من فَضْلَةِ العُقارِ كما اس

تَوجرَ ماءَ الكَظيمَة الشُّرُبُ

جمع شَرُوب. ويقال لأنهار الكَرْم : الكظائم. وعقد الخيوطَ في كِظامَتَيِ الميزان وهما الحلْقتان في طَرَفَي العمود. ويقال : كظَم القِربةَ : ملأها وسدّ رأسها. وكظَم البابَ : سدّه ، وهو كِظَام الباب : لسداده.

ومن المجاز : كظَم الغيظَ وعلى الغيظ وهو كاظم ، وكظَمه الغيظُ والغمّ : أخذ بنفسه فهو مكظوم وكظيم (إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ) ، .. (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ). وما كظم فلان على جِرَّته إذا لم يسكت على ما في جوفِه حتى تكلَّم به وغمَّني. وأخذ بكَظَمي وهو مَخْرج النّفَس وبأكظامي.

وأخذتُ بكِظام الأمر إذا أخذتَ بالثقة. وإن خَلخَالها لكَظيم ، وإنّها لكَظيمة الخلخال وكَظيمُه ؛ قال الهذليّ :

كَظيم الحَجْل واضحة المُحَيّا

عديلة حُسنِ خَلْقٍ في تمامِ

وجاء فكظم البابَ إذا قام عليه فسدّه بنفسه.

كعب ـ رَتَبَ رُتُوبَ الكعْب في المقام الصَّعب ، وقوائمُ صُمْعُ الكُعوب. ولعب الصبيانُ بالكِعاب. وتقول : وربِ الكعبه لا تُقْرَن بك الصَّعبه. وبُرْدٌ مُكَعَّبٌ : مَوْشِيٌّ على

٥٤٥

هيئة الكعاب. وكعّبتُ الثوبَ : أدرجتُه إدراجاً شديداً. وكَعَبَتِ الجارية كَعابةً وكُعوبةً وهي كاعِبٌ وكَعَابٌ ، وتكعَّب ثديُها : نتأ كالكَعْب. وكعَّبتْ كُبَّتَها : جعلتْ لها حروفاً كالكُعوب. والجارية بكُعْبتها : بعُذرتها ؛ قال :

يَبُدّها أقمَرُ نَهْدٌ جبهَتُهْ

قد كان مختوماً فدُقّتْ كُعْبتُهْ

وفي الحديث : «نزل القرآن بلسان الكَعْبين» : كعبِ قريشٍ وكعبِ خُزاعة ؛ قال كثيّر :

جُدودٌ من الكَعبين بِيضٌ وجوهُها

لهم مأثراتٌ مَجدُهنّ تَليدُ

وأصاب كُعبُرةَ رأسه. وقيل لبعض الملوك : المُكَعْبِر : لأنّه ضرب كَعابرَ الرّؤوس. ونقّى البُرّ ورمَى بالكَعابِر.

ومن المجاز : قَنَاةٌ لَدْنَةُ الكُعوب ، وهذا الرمح بكَعبٍ واحدٍ أي مستوي الكعوب ؛ قال أوس :

تَقَاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلذّه

يداكَ إذا ما هُزَّ بالكَفّ يَعْسِلُ

وعنده كَعْبٌ من السَّمْن : قطعة منه قدرُ صُبَّة أو كتلة إذا كان جامداً. وأعلى اللهُ كَعْبَهُ. وذهب كَعْبُ القوم إذا ذهب جَدُّهم وشرفُهم.

كعع ـ كَعَ الرّجُلُ ، وكعكعه الخوف فتكعكعَ.

كعم ـ بعيرٌ مكعومٌ ، وقد كَعمتُه بالكِعام والكِعامة وهي ما يمنعه من الأكل والعضِّ من حبلٍ يُشدّ به أو غيره.

ومن المجاز : كعَمَه الخوف فلا ينبسُ بكلمةٍ ؛ قال ذو الرّمّة :

بينَ الرَّجا والرَّجا من جيبِ واصيَةٍ

يهماءَ خابِطُها بالخوف مكعُومُ

وكعَمَ المرأةَ : قبَّلها ملتقِماً فاها ، ويقال : كامَعها فكاعَمها.

كفأ ـ هو كُفْؤه وكَفْؤه وكِفْؤه وكَفيئه ومُكَافِئُه وكِفَاؤه وكَفَاؤه ، ولا كِفاء له وهو مصدر بمعنى المكافأة وُضع موضع المكافئ ؛ قال حسّان :

وروح القدس ليسَ له كِفاءُ

أي مكافئ مقاوم ، وهو كفؤ بيّن الكفاءة والكَفاء ؛ قال :

وأنكحها لا في كَفَاء ولا غِنًى

زِيادٌ أضَلّ اللهُ سعيَ زيادِ

وهم أكْفاءٌ كِرام. وأكفأتُ لك : جعلتُ لك كُفؤاً. وتكافؤوا : تساووا : «والمؤمنون تتكافأُ دماؤهم» ، وفي العَقيقة : «شاتَان متكافئتان» : متساويتان في القَدْر والسنّ ، وكافأتُه : ساويتُه ، وهو مكافئ له. وكافأتُه بصنعه : جازيتُه جَزَاءً مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يقبل الثناء إلّا عن مكافئ. وكَفَأَ الإناءَ وأكفأه : قلَبه. ويقال : ربّ كافٍ كافئ لفِيك أي يُرى أنه يكفيك. وهو يَكفأُك أي يَكُبّك لفِيك. واستكفأتُه : طلبتُ منه أن يَكفأ ما في إنائه في إنائي. وانكفأ إلى وطنه. وتكفّأتْ بهم الأمواجُ.

ومن المجاز : أكْفأَ في الشِّعر : قلَب حَرْف الرَّويّ من راء إلى لام أو من لام إلى ميم. وأصبح فلان كَفيء اللّون ومُكْفَأ الوجه : متغيّره أي كُفئ من حالٍ إلى حال ، وأُكفئ لونُه وانكفأ. وفي حديث عمر : وانكفأ لونُه عامَ الرَّمادة. وفي الحديث : «لا تسأل المرأةُ طَلاق أختِها لتكتفئ ما في صَحْفتها». أي لتَجْترَّ حظَّها إلى نفسها.

كفت ـ كَفَتَ المتاعَ : جمعَه وضمّ بعضَه إلى بعض. وكَفَتَ الفِراش. وفي الحديث : «اكفِتُوا صبيانكم باللّيل». وكَفَتَ الرّعاةُ مواشيَهم. والأرض تكفِت أهلَها (أَحْياءً وَأَمْواتاً) ، وهي كِفاتهم. وكفَتَ ذيلَه : شمَّره. وفرسٌ كَفيتٌ : سريع ، وتكفَّت في سيره ؛ قال الشَّنفَرَى :

وتأتي العَديَّ بارزاً نصفُ ساقها

كعَدوِ فريدِ العانَةِ المُتَكَفِّتِ

ومن المجاز : كَفَت اللهُ فلاناً إذا مات ، واللهم اكفِته إليك. وفي الحديث : «إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صِحّته حتى أعافيَه أو أكفِته».

كفح ـ كافَحَه : لاقاه مواجهة عن مفاجأة ، ولقيتُه كفاحاً ، وكافحوهم في الحرب : ضاربوهم تِلقاء الوجوه ، وتكافحوا ، وتكافحَتِ الكِباشُ ، وكافح بعضُها بعضاً ؛ قال الأغلب :

كبشٌ لقرْنَيها كَسُورٌ ناطحُ

غادرها عضْباء لا تكافِحُ

٥٤٦

وكفَحها وكافحها : قبّلها غَفْلة وِجاهاً. وفي حديث أبي هريرة : أكفَحُها وأنا صائم ، وهو كفيحُها : ضجيعُها ؛ قال عميْر بن طارق اليربوعي :

مَناكِ الإلَهُ إن كَرِهتِ جماعَنا

بمثلِ أبي قُرْطٍ إذا اللّيلُ أظلَمَا

يَسوقُ الفِراعَ لا تُحسِّينَ غيرَه

كفِيحاً ولا جاراً كريماً وَلا ابْنَمَا

جمع فَرَعٍ وكان يتصدّق به على أخسّ النّاس فكانوا يتعايرون به. وكفحتُ الدّابّةَ وأكفحتُها : تَلقّيتُ فاها باللّجام.

ومن المجاز : تكافحتِ الأمواجُ ، وبحر متكافح الأمواج. وكافحتْه السَّموم. وكافحَ الأمرَ : باشره بنفسه. وكافحه بما ساءَه. وأصابه من السَّموم كَفْح ومن الحَرور لَفح.

كفر ـ كَفَرَ الشيءَ وكفَّره : غطَّاه ، يقال : كَفَرَ السحابُ السماءَ ، وكفَر المتاعَ في الوعاء ، وكفر اللّيلُ بظلامِه ، وليلٌ كافِرٌ. ولَبِسَ كافِرَ الدُّرُوع وهو ثوب يُلبَس فوقها. وكفَرَتِ الرّيحُ الرّسمَ ، والفَلّاحُ الحَبَّ ، ومنه قيل للزُّرَّاع : الكُفَّار. وفارسٌ مُكَفِّر ومُتَكَفِّر ، وكَفَّر نفسه بالسّلاح وتكفَّر به ؛ قال ابن مُفَرِّغ :

حمَى جارَه بِشرُ بن عمرو بن مَرْثدٍ

بألْفَيْ كميٍّ في السّلاحِ مُكَفِّرِ

وتكفَّرْ بثوبك : اشتملْ به. وطائر مُكَفَّرٌ : مُغطًّى بالرّيش ؛ قال :

فأُبتُ إلى قومٍ تريح نساؤهُمْ

عليها ابنَ عِرْسٍ والإوَزَّ المُكَفَّرَا

وغابتِ الشمسُ في الكافر وهو البحر. ورجل مُكَفَّر وهو المحْسان الذي لا تُشْكَر نِعمَتُه. وإذا أُمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أُمر به قالوا : مَكْفور يا فلان عنَّيْت وآذيت أي عملُك مكفور لا تُحمَد عليه لإفْسادِك له. وكفَّر العِلجُ للملك تكفيراً إذا أومأ إلى السُّجود له. وخرج نَوْر العنب من كافوره وكُفُرَّاه وهو أكمامه ، وكافور النخل وكُفُرَّاه : طَلْعُه. وفي الحديث : «أهل الكُفُور أهل القبور». وليُفتحنّ الشَّأمُ كَفْراً كَفْراً وهو القَرْية ، يقال : كَفْرُ طاب وكَفْر توثا. وكافرني حقّي : جَحَده. وفي الحديث : «لا تُكَفِّر ولا تُكْفِر أهلَ قِبلتك». يقال : أكفَره وكفّره : نسبه إلى الكُفْر. وكفّر اللهُ عنك خطاياك.

كفف ـ كَفَفْتُهُ عن الشرّ فكفّ عنه ، فهو كافٌ ومكفوف. وهو يُكفكفُ دمعَه : يمسحه مرّةً بعد مرّة ليردّه. وصَافُّوهم ولافُّوهم ثمّ كافُّوهم ؛ أي حاجِزوهم ، وتكافُّوا : تحاجزوا. وعنده كَفَافٌ من العيش : ما كَفّ عن النّاس أي أغنى. ونفقتُه الكَفَافُ وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كَفافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كَفَافِ : تَكُفُ عني وأكُفّ عنك ؛ قال رؤبة :

فليتَ حَظّي من نَداكَ الضّافي

والنَّفعُ أن تَترُكني كَفَافِ

واستَكفّ النّاسَ وتكفَّفهم : مدّ إليهم كفَّه يسألهم. وفلان يستكِفّ الأبواب ويتكفَّفها. واستكفَ النّاسُ حوالَيْه : أحدقوا به. واستكفّ الشيءُ : استدار كأنّه كِفّةٌ. واستكفَّتِ الحَيَّةُ : تَرَحَّت ؛ وأنشدتْ قُرَيْبَةُ أمّ البُهلول :

ومقطوعة قَطْعَ الرَّحى مُستديرة

تَعَضّ بأضراسٍ وليسَ لها فَمُ

أراد السَّعْدانَة وثمرتها مستديرة ولها شَوْك حداد كالإبر. واستكفّ الرّملُ : استمسك ؛ قال النابغة :

باتَ بحِقْفٍ من البَقَّارِ يحفُرُهُ

إذا استَكَفّ قليلاً تُربه انهدَما

واستكفّ النّاظرُ : وضع يده على حاجبه ، وعين مُسْتَكِفّة. ولقيتُه كَفَّةً كَفَّةً. «وأضيق من كِفَّةِ الحابِل». ووشمتْ كفَّها كِفَفاً : داراتٍ. وهذه كُفّة الرّمل ، وكُفّة الثوب وهي طُرّته المستطيلة. وبُعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الثقلين كافّةً. وثوب مُكَفَّفٌ : له كفائِفُ ديباج يُكَفُ بها جيبُه وأطرافُ كمَّيه ؛ قال طُفَيل :

تَظَلّ رِياحُ الصّيفِ تَنْسجُ بينَهُ

وبينَ قَميصِ الرَّازِقيّ المُكَفَّفِ

٥٤٧

يعني لا يَلْزَقُ به قميصُه من خَمْصِه.

ومن المجاز : هو مَكْفوف وهم مَكافيفُ ، وكُفَ بصرُه. وفلان لَحْمُه كَفَافٌ لأديمه إذا ملأ جِلدَه ؛ قال النّمر :

فُضُولٌ أراها في أديميَ بعدَ ما

يكون كَفاف اللّحم أو هو أجمل

وفي الحديث : «إن بيننا وبينكم عَيْبَةً مكفوفةً» : مُشْرَجة. وكفّ الرّجلُ عِيابَه. وجئتُه في كُفَّة اللّيل : في أوّله ؛ قال البعيثُ :

تخوّنتُها بالنَّصّ حتى كأنّها

هلال يوافي كُفَّة اللّيل واضحُ

وطار البرق في كِفاف السّحاب : في نواحيه.

كفل ـ هو كافيه وكافِلُه ، وهو يكفيني ويكفُلني : يعولني ويُنفِق عليّ ، وأكفَلتُه إيّاه وكفّلتُه ، (فَقالَ أَكْفِلْنِيها) ، ... (وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا) ، وهو كفيل بنفسه وبماله ، وكَفل عنه لغريمه بالمال وتكفَّل به. وهو كِفْل بيّن الكُفُولة : لا يَثبُت على ظهر الدّابّة. وهو من الأكفال لا من الأحلاس ؛ قال الأعشى :

غير مِيلٍ ولا عواوير في الهي

جا وَلا عُزَّلٍ وَلا أكْفَالِ

وقال جرير :

والتّغلبيّ على الجواد غنيمَة

كِفْل الفُرُوسةِ دائم الإعْصام

واكتَفَل البعيرَ وتكفّله إذا أَخذ كِساءً فعقد طَرفَيه ثمّ ألقى مُقدَّمه على كاهله ومؤخّره على عجُزه ثمّ ركب بين العُقْدة والسَّنام ، واسم ذلك الكِساء : الكِفْل. وجاء مُتَكَفِّلاً حِماراً إذا حَلّقَ ثوباً أو كِساءً على ظهره وركبه. وله كِفل من الجزاء : ضِعف. ورأيتُ فلاناً كِفْلاً لفلان : رديفاً له ، واكتفل به : ارتَدَفَه. وكَفَل في صِيَامه : واصل كُفُولاً ، ورجل كافِل ، وقوم كُفَّلٌ ؛ قال القطاميّ :

يَلُذنَ بأعقارِ الحِياضِ كأنّها

نِساء النّصارَى أصبحتْ وهي كُفَّل

ومن المجاز : «لا تشربوا من ثُلْمَة الإناء فإنّها كِفْلُ الشيطان». أي مَرْكَبه. واكتفلتُ بالشيء : جعلتُه ورائي ، تقول : اكتفلنا بالجبل وبالوادي : جُزْناه وجعلناه من ورائِنا ؛ قال ذو الرُّمّة :

قد اكتفلَتْ بالحَزْن واعوَجّ دونها

ضواربُ من خَفّان مُجتابةٌ سِدرا

جمع ضاربٍ وهو الوادي ذو الشّجَر. واكتفَل السَّابقُ بالمُصَلِّي ؛ قال العبّاس :

بعيد سُمُوّ الطَّرْفِ نَهْدٌ مناهبٌ

إذا اكتفلتْ بالرّادفاتِ الأوائِلُ

وهو من أكْفال الشِّعر. وأكفَلني مالَه : ضمَّه إليّ وجعلني كافِلَه أي القائم به ، وهم بالخير كُفَلاء.

كفن ـ كُفِنَ الميت وكُفِّن فهو مكفون ومكفَّن.

ومن المجاز : كفَّنتُ الجمر بالرَّماد. وكفَّنتُ الخُبزة في المَلّة ؛ وقال الطِّرمّاح :

وهاجرَةٍ يا سلْمَ كفّنتُ هامَتي

لها وفمي بالأتْحَميّ المُسيَّحِ

كفي ـ كفاه مُؤنته كِفاية ، وكفاك بهم رجالاً. وكفاني ما أوليتني. واستكفيتُه الأمرَ فكفانِيه ، وهذا كافيك وكَفْيُك : هذا حسبك. واكتفيتُ به. وقنِعتُ بالكُفْيَةِ وهي القوتُ. وقنِعوا بالكُفى ولا يملكون إلّا الكفى : إلّا الأقوات ؛ قال :

ومختبِطٍ لم يلقَ من دوننا كُفًى

وذاتِ رَضيعٍ لم يُنْمِها رضيعُها

كلأ ـ الله يكلؤك ، وتداركه الله بكِلاءَته. واكتلأتُ منه : احترستُ ؛ قال كعب بن زهير :

أنختُ قَلوصي واكتلأتُ بعينها

وآمرتُ نَفسي أيّ أمريَّ أفعلُ

أي احترستُ بعينها لأنّها إذا رأت شيئاً ذُعرتْ. وكَلأَ دَينُه كلوءاً : تأخّر فهو كالئ. ونُهيَ «عن بيع الكالئ بالكالئ». وكَّلأتُه أنا تكلئةً ، واستكلأتُ كُلأةً وتكّلأتُ : استلفتُ سَلَفاً. وتقول : إن الكُلى تذيبُ شحم الكُلى ، جمع

٥٤٨

كُلأةٍ ؛ وأكْلأتُ في الطّعام وكَّلأتُ : أسلفتُ. وأصابوا كَلأً واسعاً وأكلاءاً وهو المرعى رطْباً كان أو يابساً ، وجناب مُكلئ وكالئ ، وأرض مُكلئة ومَكْلأةٌ. وبلغوا كَلاءَ النّهر ومُكَّلأه وهو مرفأ السفن وحيث تُستر من الرّيح وتُكلأ.

ومن المجاز : كَلأتُ النّجمَ متى طلع إذا رعيتَه ؛ قال الكميت :

حتى إذا لهَبَانُ الصّيفِ هبَّ لهُ

وأفغرَ الكالِئينَ النّجمُ أو قَرُبوا

وقال زهير :

خَوْدٌ منعَّمَةٌ أنيقٌ عيشُها

للعَينِ فيها مَكْلأٌ وبَهاءُ

تديم النظر إليها كأنّك تكلأها لإعجابك بها ، ومنه : رَجُل كَلُوءُ العين : ساهرها لأن الساهر يوصف برِقبة النجوم ، وعين كَلوءٌ ، وناقةٌ كَلوءُ العين ؛ قال الأخطل :

ومَهمهٍ مُقفرٍ تُخشَى غوائلُه

قطعتُه بكَلوء العين مِسفارِ

واكتلأتْ عيني : سهرتْ ، وأكلأتُها : أسهرتُها. وقد كَلأ عمرُه إذا طال وتأخّر ؛ وقال :

تعفّفتُ عنها في السّنين التي خلَتْ

فكيفَ التّصابي بعدما كَلأ العُمْرُ

وبلغ الله بك أكلأ العمر. وفي مثل : «مَن مشى في الكَلَّاء قذفناه في الماء» أي من وقف موقف التهمة لمناه.

كلب ـ هذه أكْلُبٌ وأُكَيْلِبٌ وكِلابٌ وكَلِيبٌ ، وصائد مُكَلِّبٌ : معلّم للكلاب وسائر الجوارح ، وكَلْبٌ كَلِبٌ ، وكِلابٌ كَلْبَى ، وبه كَلَبٌ. ورجل كَلِبٌ ، وقومٌ كَلْبَى. وفي دماء الملوك شفاء للكَلْبَى. وأسيرٌ مُكَلَّبٌ. وبيده كُلَّابٌ وكَلُّوبٌ : خشبة في رأسها عُقّافة منها أو من حديد ؛ قال :

جُنادفٌ لاحقٌ بالرّأس منكبه

كأنّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ

يغرى ويحثّ. وأصابته أُمّ كَلْبَةَ وهي الحمّى.

ومن المجاز : نحن في كَلَبِ الشّتاء وكُلْبَتِه ، والنّاس في أُلْبَةٍ وكُلْبَةٍ : في جوع وبرد ؛ قال :

أنجَمَتْ قِرّة الشّتاء وكانتْ

قد أقامَتْ بكُلْبَةٍ وقِطَارِ

وشتاء ودهر كَلِبٌ. وكَلِبَتِ الأرضُ ، وأرضٌ كَلِبَةٌ : لم يُصبها الربيع فخشنت ويبست. وكَلِبَ القِدّ على الأسير : جفّ عليه وعضّه. وسائلٌ كَلِبٌ : شديد الإلحاح. وهو كَلِبٌ على كذا : حريص عليه ، وتكالبَ النّاسُ على الدنيا : اشتدّ حرصهم عليها. وتكالب الخصمان : تشاتما ، وكالبَ أحدهما صاحبه. وأهل اليمن يسمّون الجريء : مُكالباً لمكالبته الموكَّلَ بهم ، وتقول : فلان عنيف المطالبه شنيع المكالبه. وكفّ عنه كِلابَهُ إذا ترك شتمه وأذاه ؛ قال :

ألم ترَني سكَّنتُ إلِّي لإلِّكُم

وكفكفتُ عنكم أكلُبي وهيَ عُقَّرُ

أراد أهاجِيَه ؛ وقال النابغة :

سأربِطُ كَلْبي أن يريبك نبحُهُ

وإن كنتُ أرعى مُسحلانَ فحامِرَا

أي وإن كنت بعيداً منك. وقال الجاحظ : يقال للعود إذا كان سريع العُلوق : ما هو إلّا كَلْبٌ. وفلان بوادي الكَلْبِ إذا كان لا يُؤبَهُ له ولا مأوى يؤويه كالكَلْب تراه مُصحِراً أبداً. وأنشب فيه كلاليبَه : مخالبه.

كلح ـ كَلَحَ الرجُلُ كُلوحاً : بدت أسنانه من العبوس ، ووجه كالح (وَهُمْ فِيها كالِحُونَ). وكَلَّحَ وجهَه : عبّسه ، وكلّح في وجه الصبيّ والمجنونِ إذا فزّعه.

ومن المجاز : دهر كالح ، وأصابتهم كُلاحٌ : سنة شديدة. وما أقبح جَلَحَته وكَلَحَته! وهي الفم وما حوله. وتكلَّح البرقُ : تتابع ، وأصله من ظهور الأسنان وانكشافها ، كما يقال : تبسّم البرق.

كلع ـ بقدمه كَلَعٌ : وسخ وشُقاق ، وكَلِعَتْ رِجْلُه.

كلف ـ بوجهه كَلَفٌ ، وقد كَلِفَ وجهُه. وبعيرٌ أكلفُ : بيّن الكُلْفَةِ وهي حمرة يخالطها سواد. وكَلِفَ الأمرَ

٥٤٩

وكَلِفَ به إذا تكلَّفه. وكَلِفَ بالمرأة كَلَفاً شديداً. وليس عليه كُلْفَةٌ في هذا أي مشقّة ، وهو يحتمل الكُلَفَ ، وتقول : من لم يصبر على الكُلَف لم يصلْ إلى الزُّلَف. وكلَّفه الأمرَ فتكلَّفه ، وهو في تَكاليفَ ؛ قال زهير :

سئمتُ تكاليفَ الحياة ومن يَعشْ

ثمانين حوْلاً لا أبا لك يَسأمِ

وهو متكلِّف : وقَّاع فيما لا يعنيه عِرِّيض للفضول.

كلل ـ كَلَ الإنسانُ والدابّةُ كَلالاً وكَلالَةً ، وهو كالٌ مُكِلٌ : كلَّت دَوابّه ، وأكَلَ دابّته. وكَلَ السيفُ كُلولاً وكِلَّةً. وكلَّله : ألبسه الإكليلَ وهو عصابة مزيّنة بالجواهر. وانكَلَّتِ المرأةُ : ضحكتْ ؛ قال الأعشى :

وتَنْكَلُ عَن مُشرِقٍ بارِدٍ

كشوْكِ السَّيالِ أُسفَّ النَّؤورَا

وهو كَل عليه.

ومن المجاز : كَلَ بصرُه ولسانُه كِلَّةً ، وهو كَليلُ البصر واللّسان. وكَلَ عن الأمر : ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكَلَ فلان كَلالَةً إذا لم يكن ولداً ولا والداً أي كَلَ عن بلوغ القرابة المماسّة ؛ قال الطرمّاح يصف الثور :

يهزُّ سلاحاً لم يَرثه كَلالَةً

يشكّ به منها غُموضَ المَغَابِنِ

وكَلّلَ عن القتال : نَكَلَ. وانطلق مُكلِّلاً : ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلَّلَ على القوم : حمل عليهم. يقال : كَلَّلَ تكليلةَ السَّبُع ؛ وقال أبو زبيد الطائيّ :

فأجمرَتْ حَرَجٌ خَوصاء ناجيةٌ

وأيقنتْ أنّه إذ كَلَّلَ السَّبُعُ

أي أنّه وقت تكليله. وجفنة مكلَّلة بالسَّديف ، وجِفان مكلَّلات. وروضة مكلَّلة : محفوفة بالنَّوْر. وتكلَّلوه : أحدقوا به. وألقى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ. وانكلَ السّحابُ واكتَلّ : ضحِك بالبرق.

كلم ـ سمعته يتكلّم بكذا ، وكلّمتُه وكالمتُه ، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان. وموسى كليمُ الله. ونَطق بكَلِمةٍ فصيحة ، وبكلِماتٍ فِصاحٍ وبكَلِمٍ ، وجاء بمراهم الكِلام من أطايب الكَلام. ورجلٌ كِلّيمٌ : منطيق. وكُلِمَ فلان وكُلِّم فهو كَلِيمٌ ومُكَلَّمٌ ، وهم كَلْمَى ، وبه كَلْمٌ وكِلامٌ وكُلُومٌ.

ومن المجاز : حفظتُ كلِمةَ الحُويْدرة لقصيدته ، وهذه كَلِمَةٌ شاعرةٌ ، وهذا ممّا يَكلِمُ العِرضَ والدينَ.

كلي ـ هو يطعن في الكُلَى. وفَسَّر الخليل الكُلْيتين بأنّهما لحمتان منقبرتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كُظْرين من الشحم وهما بيت الزَّرع. وكَلَيتُه ، واكتليتُه : أصبتُ كُليته.

ومن المجاز : شربَ الماءَ من كُلية المزادة وهي الجُليدة المستديرة تحت عروتها. وحللنا على ركايا في كُلَى الوادي : في جوانبه. ودبِرَ البعيرُ في كُلاه إذا دَبِر في خاصرتيْه. وفلان لا يفرق بين كُليتي القوس وكُليتي السهم ، فكليتا القوس ما عن يمين الكبد وشمالها وكليتا السهم ما عن يمين النصل وشماله.

ومن مجاز المجاز : سحابة واهيةُ الكُلَى.

كمأ ـ جنيتُ كَمْأً واحداً وكَمْأين وثلاثة أكمؤٍ ، وكَمْأَةٌ كثيرةٌ ، وهذا عكس تمْرةٍ وتمرٍ ، وخرجوا يتكمّؤون : يجتنون الكَمْأَةَ ، وتكمَّأْنا في أرض بني فلان ؛ وأنشد الكسائي :

فلا تحبسنّي بأرضِ العراق

وخَلِّ سَبيلي إلى البادِيهْ

أُراعي المخاض وأجني الكَما

وتلك لنا عيشةٌ راضيَهْ

ومن المجاز : كَمِئَتْ يدُه ورجلُه من البرد والعمل : تشقّقت فصارت كالكَمْأَة.

كمت ـ فرس كُمَيْتٌ : بيّن الكُمْتَةِ من خَيلٍ كُمْتٍ.

ومن المجاز : سقاه كُمَيْتاً : خمرة في لونها كُمْتة ، وتقول : اصطبح من الكُميْت حتى أصبح كالمَيْت ، وتمرة كُمَيْتٌ ؛ قال :

وكنتُ إذا ما قُرّب الزّاد مولعاً

بكلّ كُميتٍ جَلدةٍ لم تُوَسَّفِ

٥٥٠

صلبة لم تُقشَّر لصلابتها. وكمِّتْ ثوبك : اصبغه بلون التمر وهو حمرة في سواد.

كمد ـ رجلٌ كَمِدٌ : حزين ، وبه أسفٌ وكَمَدٌ ، وأكمده الهمُّ : غمّه. وشيء أكمدُ اللّون : متغيّره ، وفي لونه كَمَدٌ ، ووجوهٌ كُمْدٌ : رُمْدٌ ، وما لي أراك أكمدَ اللّون وكامدَ الوجه. وأكمدَ القصّارُ الثوبَ إذا لم ينقّ غسله ولم يبيّضه. وكمّدَ العضوَ تكميداً : أخذ خرقة وسخة دسمة فسخّنها ثمّ وضعها على عضو به وجعٌ أو ريح واسمها : الكمادة. وكَمِدَ الثوبُ : أخلق فتغيّر لونه.

كمش ـ رجلٌ كميشٌ وكَمِشٌ : عزوم ماضٍ ، وقد كَمُشَ كمَاشةً ، وانكمش في سعيه وتكمّش : أسرع ؛ قال امرؤ القيس :

ومُجِدّةٍ أعملتُها فتكَمّشتْ

رَتْكَ النّعامةِ في طريقٍ حامي

حَميَ من حرّ الشمس. وهو منكمشٌ في الحاجات. وانكمش الفرسُ في سيره ، وكمَّشتُه : أعجلته. وكمَّشَ ذيلَه : قلَّصه. وتكمَّش الجلدُ : تقبّض.

ومن المجاز : قول الطرمّاح :

فيا ليل كَمِّشْ غُبَّرَ اللّيل مُصْعِداً

بيمٍّ ونَبّهْ ذا العَفاء المُوَشَّحِ

كمع ـ هو كِمْعُها وكَميعها : ضجيعها ، وكامَعَها.

ومن المجاز : بات السّيفُ كَميعي.

كمل ـ كَمُلَ وكَمَلَ وكَمِلَ الشيء وتكامل وتكمّل ، وأكملتُه وكمّلته واستكملته. ورجل كامل : جامع للمناقب. وحولٌ كمِيلٌ ؛ قال العبّاس بن مرداس :

على أنّني بعدما قد مَضَى

ثلاثُونَ للهَجْرِ حَوْلاً كمِيلا

وأعطاه حقّه كَمَلاً : وافياً ، وهذه تكمِلَتُه وتتمّتُه : لما يتمّ به. وعرّف فلانٌ التكملات من حساب الوصايا. وتقول : لك بعضُه وكمالُه أي كلّه.

كمم ـ كَمَّه يَكُمُّهُ إذا ستره ، وشيء مكموم ؛ قال الأخطل :

كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بطينتها

حتى إذا صرّحتْ من بعد تَهدار

وشمَّر كُمّيْه ، وثوب طويل الأكمام ، وكمّمتُ القميصَ وأكممتُه : جعلتُ له كُمّين. وخرجت الثمرة من كِمِّها ، والثمر من أكمامها وأكاميمها ، وكمّمت النخلةُ وأكمّتْ : أخرجت أكمامها ، ونخل مكَمِّمٌ ومُكِمٌّ ؛ قال :

رأيتُ جِمالَ الحيّ لما تحَمّلوا

حواملَ للأحداجِ نخلاً مُكمِّمَا

وقال الأعشى :

هو الواهبُ الكوم الصّفايا وعبدها

نُشَبّهُها دَوْماً ونَخلاً مُكَمِّمَا

واعتمّ على الكُمَّةِ وهي هذه القُلَينسة اللاطئة بالرأس على مقداره. وتقول : لا تَحسُن العِمّه إلّا على الكُمّه. وعلَّقوا الأكِمَّة على الخيل وهي المخالي ، الواحد : كِمَامٌ. وكَفَّ فَم البعير بالكِمام والكِعام : بما يُكعم به أي يُشدّ من حبل وبما يُكمُ به أي يغطَّى. وتكمَّم الرجلُ بثيابه : تغطَّى بها.

كمن ـ استخرجه من مَكمنه ومكامنه ، واختفى في مَكمَن حريز ، وسرّ كامن ومكتمِن ، وتقول : حبّك في الفؤاد كمين وأنت بذاك قمين ، وقد كَمَنَ الشيءُ واكتمن. وناقة كَمُونٌ : كتوم للّقاح إذا لقِحتْ ولم تبشّر به أي لم تشُلْ بذنبها ، وقد كَمَنَتْ لِقاحَها تكمُنُه.

ومن المجاز : هذا أمر فيه كمينٌ أي دَغَلٌ لا يُفطن له.

كمه ـ وُلِدَ فلانٌ أكمهَ ، وقد كمِهَتْ عيناه.

ومن المجاز : هو في عَمَهٍ وكمَهٍ : في ضلال وعَمًى ، وخرج يتعمّه ويتكمّه أي يذهب متحيّراً ضالًّا لا يدري أين يتوجه. وكلأٌ أكمهُ : كثير لا يُدرى كيف يُتّجه له لكثرته. وكَمِهَ النّهارُ : اعترضتْ شمسَه غُبرَةٌ. وكمِهَ لونُ الإنسان : تغيّر.

كمي ـ هو كَميّ من الكُماةِ وهو الذي كَمَى نفسَه بالسلاح أي سترها. وكَمَى فلانٌ شهادتَه : كتمها ؛ وقال :

كم كاعبٍ منهم قطعت لسانها

وتركتها تَكمي الجليّة بالعِلَلْ

٥٥١

اقتضَّها بالفجور فهي تعتلّ لزوجها وتريد أن تستر حالها الظاهرة من ذَهاب عُذرتها بتلفيق المعاذير ، وقطعُ لسانِها : أنّها لا تقدر على الحجّة.

كنب ـ كَنِبَتْ يداه : غلظتا من العمل ؛ قال :

قد أكنبَتْ يداك بعدَ لِينِ

وبعدَ دُهن البانِ والمضنونِ

كنت ـ رجل كُنْتيٌ : مسنٌّ يقولُ كنتُ كذا وكنتُ كذا ؛ قال :

فأصبَحت كُنتِيّاً وأصبحت عاجناً

وشرّ خِصال المرء كُنتٌ وعاجِنُ

كند ـ رجلٌ كَنودٌ ، وامرأة كَنود وكُنُدٌ. وكَنَدَ النعمةَ : كفرها ، ومنه : كِنْدَةُ : لأنّه كَنَدَ أباه ففارقه ، وتقول : فلان إن سألته نَكَد وإن أعطيته كَنَد. ووقع البازي على كُندُرته وهو مجثم مهيّأ له من خشب أو غيره.

ومن المجاز : أرض كَنود : لا تنبت.

كنز ـ كَنَزَ المالَ ، ومالٌ مكنوزٌ ، وله مَكنِزٌ ومكانز وهو البيت الذي يُكنز فيه. وكَنَزَ التمرَ في الوعاء. وهذا زمن الكِنَازِ. وكنَزتُ الحبَّ في الجراب فاكتنز فيه ، وكَنَزْتُ الجرابَ فاكتنز إذا ملأته جدّاً. وإنّه لكَنيزُ اللّحم مكتنِزه : صُلبه. وناقة كِنازُ اللّحم.

ومن المجاز : معه كَنْزٌ من كنوز العلم ؛ وقال زهير :

عَظيمَينِ في عَليا مَعَدٍّ وغيرِها

ومن يستبحْ كَنْزاً من المجد يعظُمِ

وهذا كتابٌ مُكتنِزٌ بالفوائد.

كنس ـ كنس البيتَ بالمِكنسة والمَكانس ، ورمى بالكُناسة ، ورجلٌ كَنَّاس : يكنِس الحُشوشَ. ودخل الوحشيُّ في كِناسه ، والوحشُ في كُنُسِها ، وظبيٌ كانِسٌ ، وظباء كوانسُ ، وكنَستِ الظباءُ واكتنست وتكنّست. وهذه كَنيسة اليهود وكنائسهم.

ومن المجاز : نجوم كُنَّسٌ. ومرّوا بهم فكَنَسوهم ، كقولك : فكَسَحوهم ؛ وقال لبيد :

شاقتك ظُعْنُ الحيّ يوْمَ تحَمّلوا

فتكنّسوا قُطُناً تصِرُّ خيامُها

كنع ـ كَنَعَتْ أصابعُه وتكنَّعت : تشنّجتْ ، وبها كُنَاعٌ.

كنف ـ هو في كَنَفِ فلان ، وهم في أكناف الحجاز : في نواحيه ، وتكنّفوه واكتنفوه : أحاطوا به من كلّ جانب. وكَنَفته : حفِظته. وكانفته : عاونته. وفلان مخذول لا تكنُفه من الله كانفةٌ. واتخذ للإبل كَنيفاً : حظيرةً ؛ قال متمّم :

فعينيَّ هلّا تبكيانِ لمالكٍ

إذا أذرت الرّيحُ الكنيفَ المُنَزَّعا

وكَنَفَ الكَيَّالُ الحَبَّ : جعل يديه على رأس المِكيال يمسك بهما المَكِيلَ. يقال : كِلْه كَيْلاً غير مكنوفٍ. وإنّه لمُكَنَّفُ اللِّحية إذا كانت عظيمة ذاتَ أكنافٍ.

ومن المجاز : حرَّك الطائرُ كَنَفَيْهِ : جناحيه. وتقول : في حفظ الله وكَنَفِه. وعن عمر بن أبي ربيعة : ما عَلِمَ اللهُ أنّي طالعت كنَفَ حرامٍ قطُّ. وفي الحديث : «كُنَيْفٌ مُلئَ عِلماً».

كنن ـ كَنَّه وأكنَّه : ستره ، واكتنّ واستكنّ : استتر ، وأكننته في نفسي : أضمرته. واجعله في كِنٍ ، وربِّ البيت ذي الأكنان. ونثر كِنانته وكَنائنه. وبنى على باب داره كُنَّةً : سترة مثل الجناح. وقعد على الكانون وهو المصطلَى. «وأثقل من الكانون» وهو كانون الشتاء الذي هو أشدُّه برداً أو كانونُ القوم الذي يكنُّون عنه الحديث ؛ قال أبو دَهْبَل :

فليتَ كوانيناً من أهلي وأهلِها

بأجمعهم في بحر دجلة لجّجوا

هُمُ مَنعونا مَن نُحبُّ وأوقدوا

علينا وشبّوا نارَ صُرْمٍ تأجَّجُ

وتقول : أحسن من الكانون في الكانون. وهذه كَنَّةُ فلانٍ لامرأة ابنه أو أخيه ، وهنّ كنائنه.

كنه ـ سله عن كُنْهِ الأمر : عن حقيقته وكيفيّته. وأتيته في غير كُنْهِهِ : في غير وقته. واكتَنَهَ الأمرَ : بلغ كُنهَه. وعندي من السرور بمكانك ما لا يكتنهه الوصفُ. وأكنَهَ الأمرَ : بلّغه غايته. وسحابٌ كَنَهْوَرٌ : ضِخامٌ بِيضٌ.

كني ـ كَنى عن الشيء كِناية وكَنَى ولده وكنَّاه بكُنية حسنة ،

٥٥٢

والكُنَى بالمُنى. وتكنَّى أبا عبد الله أو بأبي عبد الله ، وفلان حَسَن العبارة لكُنَى الرؤيا وهي الأمثال التي يضربها ملك الرؤيا يكنَى بها عن أعيان الأمور.

كوب ـ لا يزال معه كُوبُ الخمر ، وكُوبة القَمْرِ وهي النَّرد أو الشطرنج.

كوح ـ كاوَحه مكاوحَةً.

كور ـ كارَ العِمامةَ وكوّرها ، وهذه العمامة عشرة أكوار وعشرون كَوْراً. واتخذ القَينُ كُوراً وكِيراً : موقداً للنّار وزقّاً للنفخ. والنحل في الكُوّارة وهي الخليّة. وكوّرتُ المتاعَ : وضعتُ بعضَه على بعض. وحمل على ظهره كارَةً من الثياب ، وهذه كارَةٌ من كارَات القصَّار. وطعنه فكوّره : صرعه. وتكوّر الجبلُ : سقط. واشترى جملاً بكُورِه ، وجِمالاً بأكوارها وكيرانها. ودخلتُ كُورة من كُوَر خُراسان. «ونعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر». وهو الزيادة.

كوز ـ اكتازَ الماءَ : اغترفه بالكُوز. واكْتَزِ من هذا الحُبِّ ورأيتُه يكتازُ منه. ورجلٌ مُكوَّزُ الرأس ومُبَرطل الرأس : طويله.

كوس ـ كَوَّسَهُ الله في النّار : قلَبَه على رأسه. وعُشْب مُتَكاوِس : كَثُفَ حتى تساقط. وكاسَ العقيرُ كَوْساً لأنّه يسقط على رأسه. وقاسَ النّجّارُ العُودَ بالكَوْس وهي خَشَبَته المُثَلَّثَة.

كوع ـ رجلٌ أكْوَعُ ، وبه كَوَع وهو خروج الكُوع. وفلان لا يفرق بين الكُوع والكُرسوع ، الكوع : من ناحية الإبهام ، والكرسوع : من ناحية الخِنصر.

كوف ـ كَوَّف وبصَّر : أتاهما. وتكَوَّف وتَبصَّر : صار كوفيّاً وبَصْريّاً وتعصّب لأهلهما وذهب مذهبهم.

كوم ـ ناقة كَوْماء ، وإبل كُومٌ. وعنده كُومة وكَومَة من الطعام وغيره وكُوَمٌ : صُبَرٌ. وكَوَّم كُومَةً وكَوْمةً من تراب. وكام الفرسُ أنثاه يَكُومها ؛ وقال :

عَقْربة يَكومها عُقْربان

كون ـ كانت الكائنة والكوائن ؛ وقال سُوَيد :

فلمّا التَقينا وكانَ الجِلاد

أحبّوا الحَياةَ فولّوا شِلالا

وأخبرني بالكائن عندك. وكوَّن اللهُ العالَم : أحدثَه فتكوَّن. وتقول : أقفرتِ الدّيارُ كأن لم يكنها أحد أي لم يكن بها ؛ قال ذو الرُّمّة :

كأن لم يكُنْها الحيّ إذ أنتَ مرَّةً

بها مَيّت الأهواء مجتمع الشَّملِ

وتقول : إذا سمعتَ بخيرٍ فكُنه أو بمكان خير فاسكُنه.

كوي ـ نظرتْ من الكُوَّة والكَوَّة ، ونظرنَ من الكُوَى والكِواء ، وكَوَّيتُ في داري كُوًى. وكَوَاه بالمِكواة والمَكَاوي.

ومن المجاز : كوتْه العَقْرَب : لدغته.

كهب ـ بعيرٌ أكْهَبُ ، وناقة كَهْباء ، وفيه كُهْبَة وهي غُبرةٌ مُشَرّبة سواداً.

ومن المجاز : رجل أكْهَبُ اللّون : متغيّره ، وقد اكهَابّ لونُه.

كهر ـ كَهَرَه ونَهَرَهُ : زجره. وفي قراءة ابن مسعود (فَلا تَكْهَرْ). ولقيتُه في كَهْر الضُّحى : في وقت ارتفاعِه.

كهف ـ لجأوا إلى كَهْفٍ وإلى كُهوفٍ وهي الغِيران. وتكهَّف الجبلُ : صارتْ فيه كُهوفٌ.

ومن المجاز : فلان كَهْفُ قومِه : مَلْجَؤهم ، وتقول : أولئك معاقلهم وكهوفهم وإليهم يأوي ملهوفُهم. وناقة ذات أرداف وكُهُوف وهي ما تراكب في ترائبها وجَنْبيها من كراديس اللّحم والشّحم ؛ قال :

حَسَّرَ منه الخِمسُ عن كهوفِ

مثلِ أعالي الظُّعُن الوُقوفِ

كهل ـ هو كَهْل بيّن الكُهُولة ، وقوم كهول ، واكتهلّ الرجلُ وكاهل. وفي الحديث : «هل في أهلك مَنْ كاهَلَ» ورُويَ : مِن كاهِلٍ.

ومن المجاز : هو كافِل أهله وكاهِلهم وهو الذي يعتمدونه ، شُبّه بالكاهل واحدِ الكَواهل. واكتهل النّباتُ : تمّ طوله وتكهَّل ، ونبات كَهْل ؛ قال ابن مُقْبِل :

وُقُوفٌ به تحتَ أظْلالِهِ

كُهول الخُزامَى وُقوفَ الظُّعُنْ

٥٥٣

وطائر كَهْل : سَعْد ؛ قال أبو خراش :

فلَو كان سَلْمى جَاره أوْ أجَارَه

رِياح بن سَعْدٍ رَدّه طائر كَهْل

كهم ـ سيفٌ كَهَامٌ : كليل ، وقد كَهَم وكَهُم كَهَامة وتَكَهّم.

ومن المجاز : لسانٌ كَهَامٌ : عيُّ. وفرس كَهَام : بطيء عن الغاية. ورجل كَهَام وكَهيم : لا غَناء عنده. وكَهُمَ بصَرُه إذا كلّ ورقّ.

كهن ـ هو كاهن بيّن الكَهَانة وقد كَهَنَ وكَهُنَ. وعن ابن عبّاس : لا تتَّبع النّجومَ فإنّها تؤدّي إلى الكِهانة ، وتكهّن : قال ما يُشْبه قول الكَهَنَة.

كهه ـ استَنْكَهْتُ الشّاربَ فَكَهَ في وجهي : تَنَفَّس. وكَهْكَهَ المقرور في يده ليُدْفِئها ؛ قال الكُمَيت :

وكَهكَهَ المُدلِجُ المقرور في يده

واستدفأ الكلبُ بالمأسور ذي الذِّئَبِ

كيد ـ له كَيْد ومَكيدة ومكايد ، وكادَه وكايدَه. وكادتِ الشّمسُ تغيب.

ومن المجاز : رأيتُه يكيد بنفسه : يقاسي المَشقَّة في سِياقه. وغَزا فلم يلقَ كَيْداً أي لم يقاتل.

كيس ـ هو أكيسُ بيّن الكَيْس والكِياسَة ، وقوم أكياس وكَيْسَى بوزن حَمْقَى ؛ قال :

فكنْ أكيَسَ الكَيْسَى إذا كنتَ فيهمُ

وإن كنتَ في الحَمقى فكن مثلَ أحمقَا

وهو الأكيسُ وهي الكِيسَى والكُوسَى ، وكاس في الأمر يَكِيس وتكيَّس وتكايس. وامرأة كيّسَة ، ونساء كِياس ، وأكيَسَتْ وأكاسَتْ : جاءت بأولادٍ أكياسٍ ؛ قال :

فلو كنتم لمُكْيِسَةٍ أكاسَتْ

وكَيسُ الأمّ يَظهَرُ في البَنينَا

ولكن أُمّكُم حَمُقَتْ فجئتم

غِثاثاً ما نرى فيكم سَمينَا

وامرأة مِكياس : نقيض مِحْماق. وكايَسَني فكِسْتُه : غَلَبتُه في الكَيْس. وكايستُه في البيع لأغبنه. وفي الحديث أنّه قال لجابر : «أتراني إنّما كِستُك لآخُذ جملك؟». وهو كَيِّسٌ مُكَيَّس : موصوف بالكَيْس. وتقول : ما كَسْتُه فما كِسْتُه.

ومن المجاز : بنى فلانٌ داراً كَيِّسَة. وفي مثل : «أكْيَسُ من قَشَّة». وفي الحديث : «إن أكْيَسَ الكَيْس التُّقَى وأحمق الحمق الفجور». وركب فلانٌ كَيْسَانَ إذا غدر وهو عَلَمٌ للغدر ؛ قال النّمر بن تولب :

إذا ما دعوْا كَيْسانَ كانت كهولهم

إلى الغدرِ أمضَى من شبابهم المُرْدِ

كيل ـ بُرّ مَكِيل ، وكِلتُه له : أعطيتُه. واكتلتُه منه ، واكتلتُه عليه : أخذتُه.

ومن المجاز : كايَلناهم صَاعاً بصاع :. كافأناهم ، وتَكايَلوا بالدّم ؛ قال :

فيُقْتَل جَبراً بامرئ لم يكن له

بَوَاءً ولكن لا تَكايُلَ بالدّمِ

وكايلتُه في المقال إذا قلتَ له مثل ما يقول لك ، وقال ذلك مُكَايَلَةً أي مقايسة ، وكاله به : قاسه ؛ قال الأخطل :

فقد كلتموني بالسّوابق قبلها

فبرّزْتُ منها ثانياً من عنانِيا

وكالَهم بالسيف كَيْلاً ؛ قال :

أكيلكم بالسّيفِ كيْلَ السَّندرهْ

والفَرس يكايل الفَرس كيْلاً بكيْل : يسابقه. وهذا طعام لا يَكيلني : لا يكفيني. وكالَ الزّندُ يكيل إذا فُتل فخرجتْ سُحالته وهي حُكاكة العُود ولم يَرِ. وكال فلان بسَلحه من الفزع ، ومنه قيل للجبان : الكَيُّولُ. وقام في الكَيُّول : في مؤخّر الصفوف. وفي الحديث أنّه قال لرجل : «فلعلّك إن أعطيتُك سيفاً أن تقوم في الكيّول».

كين ـ كان الرجلُ يَكينُ كَيْنةً ، واستكان استكانةً إذا خضع ، وأكانه : أخضعه ، وأدخل عليه من الذلّ ما أكانه ؛ قال :

لعمرك ما تَشفي جراحٌ تُكينُه

ولكن شفائي أن تَئيمَ حلائِلُهْ

وبات بكِينَةِ سُوء : ما يتكلّم إلّا أن تنزره إذا بات واجماً. واكتان إذا أسرّ الحزن في جوفه ، واشتُقَّ من الكَيْنِ وهو لحم باطن الفرج ، وقيل : البَظْر لأنّه في أسفل موضع وأذلِّه.

٥٥٤

ل

لؤلؤ ـ هو لأآل بيّن اللِّئالة وهو بائع اللؤلؤ ؛ قال :

درّةٌ من عقائل البحر بِكْرٌ

لم تخنها مَثاقبُ اللأآلِ

وكأنّها لؤلؤة الغوّاص ، وهذه قِلادة لؤلؤ ولآلئ. وتلألأ النّجمُ ، وتلألأتِ النّارُ ، ولألأتِ النَار إذا أرتْ لهبَها ، وأبصرتُ لألاءَ السراج : ضوءَه.

ومن المجاز : «لا أفعل ذلك ما لألأتِ العُفْرُ بأذنابها» : ما بصبصتِ الظِّباءُ ؛ قال :

أحقّاً عبادَ اللهِ أن لستُ ناسياً

سِناناً طِوال الدّهر ما لألأ العُفْرُ

ولألأتِ المرأةُ : برَّقتْ بعينيها. ولألأتِ النَّوحُ : قلَبنَ أيديَهُنَّ ؛ قال عديّ يصف حال نفسه :

يلألئن الأكفّ على عديّ

كشَنٍّ خانَه خَرْزُ الرَّبيبِ

وقال أبو عبيدة في قول زهير :

كأنّها بِلوَى الأجمادِ لؤلؤةٌ

أو بطن فيحانَ مَوْشِيّ الشوَى لهَقُ

أراد باللّؤلؤة : بقرة الوحش وهو من التشبيه بالمجاز ، كما تقول : كأنّ لسانه عَقيقةٌ : تريد السيفَ.

لأم ـ صدْعٌ ملتئم ومتلائم ، وقد لاءمتُه ملاءَمة ولأَمْتُه ، وفلان لا يلائمني : لا يوافقني. وريشٌ لُؤامٌ : خلاف لُغابٍ إذا التقى بطن قُذّة وظهر أخرى ، وسهمٌ لأْمٌ : مَريش باللُّؤام وبه فُسِّر : كَرَّكَ لأمينِ على نابل. ولبِس لأْمَتَه وهي الدّرع المحكمة الملتئمة ، ولبسوا الَّلأْمَ ، وقيل : اللُّؤَمَ كقَرية وقُرًى ؛ وقال المتلمّس :

وعلَيهِ من لأْمِ الكتائب لأْمَةٌ

فَضفاضةٌ فيما يقومُ ويجلسُ

واستلأم : تدرّع. ولؤم فلان لُؤْماً وَلآمَةً ، وهو من اللِّئام واللّؤماء ، وهو لئيمٌ مُلأَّمٌ : ملومٌ منسوب إلى اللّؤم. ورجل مِلأَمٌ : للذي يعذِر اللّئام ويذبّ عنهم.

ومن المجاز والكناية : هذا طعام لا يلائمني. وما التأَمتْ عيني حتى فعل كذا أي ما ثَقِفه بصري. وهذا كلام لا يلتئم على لساني. ورجل لُؤَمَةٌ : يحكي ما يصنع غيرُه. واستلأم الرجلُ الخالَ لابنه : إذا تزوّج في اللّئام ، ونقيضه : استكرمّ الخالَ لابنه.

لأي ـ هم في لأْواء العيش : في شدّته. وفعل ذلك بعد لأْيٍ ، ولأْياً عرفتُ ، ولأْياً بلأْيٍ ركِبتُ ؛ قال :

فَلأْياً بلأيٍ ما حمَلنا غلامَنا

على ظهرِ محبوكٍ شديدٍ مراكِلُهْ

٥٥٥

ولأَيت لأياً : أبطأت. والتأتْ عليَّ الحاجةُ.

لا ـ خرج فما كان إلّا كَلا وَلا حتى رجع.

لبأ ـ «أجرأ من اللَّبُؤةِ». ولَبَأْتُ القومَ : سقيتهم اللِّبَأَ. وألْبأوا : كثر عندهم ، وهم مُلبِنون مُلبئون ، والتَبَأُوه : شربوه. وعشارٌ مَلابئُ : دنا نتاجُها ، ومعهم الألبانُ والأَلْباءُ. والتبأتُ الشّاةَ ولَبأْتها : احتلبت لِبَأَها ؛ قال ابن هَرْمة :

لَستُ بذي ثَلَّةٍ مؤبَّلةٍ

آخذُ ألبانَها وألباءَها

ومن المجاز : لَبَأْتُ الفَسيلَ وغيرَه من الأغراس : سقيته حين غرسته. وفي الحديث : «إذا غرستَ فسيلةً وقيل إن الساعة تقوم فلا يمنعنَّك ذلك أن تلْبَأَها». ولَبَأتُهُمُ الكمأَةَ وغيرَها : أطعمتهم ؛ قال ذو الرّمّة :

ورَبعيّة مربوعة قد لبأتُها

بكفَّيَّ في دَوِّيَّةٍ سَفَراً سَفْرَا

أراد : وكَمْأَةٍ نابتة في الرّبيع ممطورةٍ أطعمتُها وقت الصباح قوماً مسافرين. والتبأتُ لِبَأَ فلان إذا كنت أوّل من ابتكر خبره.

لبب ـ هو لُبّ اللَّوز وغيره ولُبابُه. وفي حديث الحسن : «لُبَابُ البُرِّ بلُعاب النّحل». ورأيتُه يَلُبُ اللَّوزَ : يكسره ويستخرج لُبَّه. وحَبَّبَ البُرُّ ولَبَّبَ : صار له حَبّ ولُبّ. وألبَ بالمكان وأربَّ : أقام. وامرأة واضحة اللَّباب ، وطعن في لَبّة البعير وهي منحَره وموضع قلادتها ، وألببتُ الفرسَ : عرضت اللَّبَبَ على لَبّته ، وأخذ بتَلبيبه وهو ما في موضع اللّبب من ثيابه. ولبَّبه فعتَله. وصرخ إليهم ولبَّب : جعل قوسه في عنقه ثمّ قبض على تلبيب نفسه وصرخ وهكذا يفعل صارخهم ؛ قال :

إنّا إذا الدّاعي اعتزَى ولَبّبَا

وتلبّب الرجلُ : تحزّم. وفي الحديث : «إنّه صلّى في ثوب واحد متلبّباً به» ؛ قال :

واستَلأمُوا وتَلَبّبوا

إنّ التّلبّب للمغيرِ

ولبلبتِ الشاةُ بولدها إذا لحسته وألطفته بشفتيها وتعطّفت عليه ، ومنه : اللَّبْلابُ : لالتوائه على الغصون.

ومن المجاز : هو ذو لُبٍ ، وهو من أُولي الألباب ، وهو لبيبٌ من الألبَّاء ، وقد لَبّ يلُبّ لَبابَةً. وأخذ لُبَابَه : خالصه. وهو من لُبابِ الإبل. ورجل لُبابٌ من قوم لُبابٍ. وحسبٌ لُبابٌ ؛ قال :

ألَيسَ بذي المكارِمِ في قُرَيْشٍ

إذا عُدّتْ وذي الحسبِ اللُّبابِ

وأقبل عليه بلبّه وببنات ألْبَبِه وألْبُبِه ، بالفتح والضمّ ، وأنا أحبّك من بنات أَلْبَبي أي من أصل نفسي. وأخذوا في لَبَبِ الرّمل وهو ما بين يديه من الرّمل الرقيق إلى جلد الأرض. وهو بِلَبَبِ الوادي ، ولَبَّبوا واستلْببوا : أخذوا فيه. وهو رخيُ اللَّبَبِ : واسع الصّدر. وهو في لَبَبٍ رخيّ : في سَعة حال. وذاك الأمر منه في لَبَبٍ رخيٍ : في بال واسع. ولبلبتُ به : أشفقتُ ؛ قال :

ومنّا إذا حزبتك الأمورُ

عليكَ المُلَبْلِبُ والمُشبِلُ

وهو مُحِبٌّ له بلَبالِبِ قلبِه. ومررت بحيٍّ ذي لَبالِبَ وظَبَاظِبَ : ذي جَلَبَتَين جَلَبَةِ الغنم وجلبة الإبل ؛ قال :

وخَصْفاءَ في عامٍ مياسير شاؤه

لها حوْلَ أطنابِ البيوتِ لَبالِبُ

الخصفاء : غنم مختلطة من ضأْن ومعْز ، والمياسير : مِنْ يسَّرتِ الغنمُ إذا ولدتْ وكثُرت ألبانُها.

لبث ـ لبِث بالمكان لُبْثاً ولَبَثاً ولَبَاثاً ، وهو قليل اللَّبَاثِ ، وتلبّث ، ويقال : الماء إذا طال لُبْثُه ظهر خُبْثُه. وما ألبثك وما لبَّثك ، وما لبثَ أن فعل ذلك. وإنّه لخَبيثٌ لَبِيثٌ. ويقال : ألْبِثْ عن فلان وأوقفْ عنه وأقِرَّ عنه أي انتظره حتى يُبدي انتظارُك إيّاه خطأَ رأيه.

لبج ـ لُبِجَ به : صُرع. والذئب يُصاد باللَّبَجَة واللُّبْجَة ، والذئاب تصاد باللُّبْج واللُّبَج وهي حديدة ذات شُعَبٍ كأنّها كفٌّ بأصابعها تنفرج فتوضع في وسطها لحمة ثمّ تشدّ إلى وتد فإذا قَبض عليها الذئب التبجَتْ في خَطْمِه.

٥٥٦

لبد ـ تلبَّد الشَّعر والصوف : تَلَصَّقَ. وتَلَبّد الترابُ والرّملُ ، ولبّده المطرُ. والتبدَ الورقُ. ولبَّدَ الصُّوفَ : جعله لِبْداً. وخُفٌ مُلَبَّد وملبُودٌ : مُتَّخَذ من اللِّبْدِ ، ولَبِسَ اللُّبَّادة. ولبَّد الحاجُّ شعره : عالجَه بخَطْميٍّ أو صَمْغ لئلّا يَشْعَث. وخرج فلان مُلَبِّياً ملبِّداً. وألبَدَ السَّرجَ : عمِل له لِبْداً. وألبَدَ الفرسَ : وضَعه على ظهره. وألبَد القِربة : جعلها في لَبيد وهو الجُوالق ، ومنه قول عمر للبيد قاتِل أخيه زيدٍ : أأنتَ قتلتَ أخي يا جُوالقُ؟

ومن المجاز : «أجرأُ من ذي لِبْدَة» وذي لِبَدٍ وهو الأسد وهي شَعرُه الكثيف المتلبِّد على زُبْرته ؛ قال :

كأنّه ذو لِبْدَةٍ دَلَهْمَسُ

يَفْرِسُ في عَرينه ما يَفْرِسُ

و «أمنع من لِبْدة الأسد». وفلان لا يجفُ لِبْدُه إذا لم يزل يتردَّد. وأثبت اللهُ لِبْدَك ، وثبَّت لِبْدَك ، وحمل اللهُ لِبْدتك ، وكانوا عليه لِبْدَة ولِبَداً إذا ازدحموا عليه. ولَبِدَ بالأرض وتلبَّد : لصِق متضائلَ الشخص. وفي مثل : «تلبّدي تصيَّدي» كقولهم : «مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاع» ، ومنه قيل : تلبّد فلان إذا رأى وتفرَّس ، وتقول صبيان العرب للسُّمانَى : سُمانَى لُبادَى البِدي لا تُرَيْ ، يدورون حولها ويقولون ذلك وهي لابِدَة لا تطير حتى تُؤْخذ. وفلان جَثّامةٌ لُبَد : لا يفارقُ مكانَه ، ومنه : أتى أبَد على لُبَد ؛ وهو آخر نسور لُقمان لظنّه أنّه لبد فلا يموت. ومالٌ لُبَدٌ : لا يُخاف فَناؤه من كثرته. و «ما له سَبَدٌ ولا لَبَد». وألبَدَ رأسَه : طأطأه عند دخول الباب ، يقال : ألبِدْ رأسَك. وعصابةٌ مُلْبِدَةٌ : لاصقة بالأرض من الفقر ، وفلان مُلْبِدٌ : مُدْقع.

لبس ـ لَبِسَ الثوبَ لُبْساً ، وتلبَّس بلباس حسن ولباساً حسناً ، وعليه مَلْبَس بهيٌّ ولَبُوس من ثوبٍ أو دِرع ، وعليهم ملابِسُ ولُبْسٌ. ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ ، ومزادةٌ لَبيسٌ : خَلَقٌ ؛ قال الكميت :

تَتَبَّعها بالطّعن شَزْراً كأنّما

يُبَجِّس رَوْقاه المَزاد اللَّبائِسَا

وهو لِبْسُ الكعبة. وكشف عن الهودج لِبسَه ؛ قال :

فلمّا كشفنَ اللِّبسَ عنه مَسَحْنَه

بأطرافِ طَفْلٍ زان غَيلاً موشَّما

وما لبِستُ هذا الثوبَ إلّا لَبسَةً واحدةً ، وما أحسن لِبسته! ولبّس الحقَّ بالباطل. ولبَس عليه الأمر ولبَّسه. ولا بَسَ عَمَل كذا. والتَبَسَ به وتلبَّس. ولابستُ فلاناً حتى عرفتُ دِخْلته : خالطتُه. والتبستْ عليه الأمور ، وفي أمره لُبْسٌ ولُبْسَةٌ ، بالضمّ ، إذا لم يكن واضحاً.

ومن المجاز : فيه مَلْبَسٌ : مُستمتَعٌ ؛ قال امرؤ القيس :

ألا إنّ بَعدَ العُدمِ للمَرء قِنْيَةً

وبعد المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلْبَسا

وفلان قد لَبِسَ النّاسَ : عاش معهم ، ولَبِس أباه : مُلِّيَهُ ؛ قال :

لبستُ أبي حتى تملّيْتُ عمرَه

ومُلِّيتُ أعمامي ومُلِّيتُ خاليا

وقال :

لبستُ أُناساً فأفنَيتُهم

وأفنَيتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا

والْبَسِ النّاسَ على قدر أخلاقهم : عاشرهم. ولكلّ زمان لِبسَةٌ أي حالة يُلبَسُ عليها من شدّة ورَخاء. ولبِستُ فلاناً على ما فيه : احتملتُه وقبِلتُه ؛ قال لبيد :

وإنّي لأُعطي المالَ مَن لا أوَدّه

وألبَسُ أقواماً على الشَّنَآنِ

ولَبِستُ على كذا أُذني إذا سكتَّ عليه ولم تتكلّم وتصاممت عنه ؛ قال ابن مُفَرِّغ :

فلبِستَ سمعَك ثمّ قلتَ أرَى العِدى

كثروا وأخلفَ موعِدي أشياعي

ويقال : لِباس التقوى الحيَاء (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) والسّمْحَاق لِبْس العظم. والتبست به الخيلُ : لحقته ؛ قال الفرزدق :

وأيقن أنّ الخيلَ إن تلتَبس بهِ

يَقِظْ عانياً أوْ جيفةً بينَ أنْسُرِ

لبق ـ ثَريدة مُلَبَّقة : شديدة الثَّرْد والخلْط ، ولبَّق طعامَه

٥٥٧

ولَبَقَه يَلْبُقُه مثل : لَبَكَه إذا خلطه وليَّنه ، ومنه : رجل لَبِق ولَبيق : ليّن الأخلاق لطيف ظريف ، وامرأة لبِقَة ولبيقة. ولبَق به الثوب ، وهذا الثوب لا يَلْبَق به. وهو لَبِق بالعمل ولبيق به ؛ قال :

لَبيقاً بتَصريفِ القَنَاة بَنَانِيا

لبك ـ لبَكَ الثريد : خلطه.

ومن المجاز : لَبَكتَ عليَّ الأمرَ ، والتبك عليّ الأمرُ : التبس ، وأمرٌ مُلْتَبِكٌ ولَبِكٌ. وما ذقتُ عنده عَبَكَة ولا لَبَكة : حَبَّة سويق ولا لقمة ثريد.

لبن ـ فلان أيمنُ من اللَّبَن ، ولبَنتُ القومَ : سقيتُهم اللّبن ، وفرس مَلبُون ولَبينٌ : مُقتَفًى باللّبن ، وهو لابِنٌ وتامِرٌ ، وألبن القومُ ، وقومٌ مُلْبِنون : كثُر عندهم ، وناقة لَبُون : ذاتُ لبَن ، ونُوقٌ لُبْنٌ ولُبُنٌ ، وكم لُبْنُ غنَمِك؟ وهو أخوه بلِبان أمّه ، وتقول : حملتْني على لَبَانِها وأرضعتني بلِبانِها. وما قضيتُ منه لُبانَتي : نَهْمتي. واتخذ تَلْبينة وهي حَساء من نُخَالة. وجاء فلان يَستَلبِن : يطلب لبناً لضيفه أو عياله.

ومن المجاز : لبَنَه بالعصا والحجر : ضربه ؛ وهو من قوله :

تحيّةُ بيْنِهم ضَرْبٌ وجيعُ

وظلّوا يرتَمُون ببنات اللَّبُون إذا ارتموا بصخور عِظامٍ. ولَبَّنَ القَميصَ : جعل له لِبْنَتَين. «وهما فرسا رهان ورضيعَا لِبان» ؛ وقال :

وأرضِعُ حاجةً بلِبانِ أخرَى

كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ

لبي ـ دعاني فلبّيتُه وسَعْدَيْتُه : قلت له : لَبَّيك وسعديْك ؛ وأنشد سيبويه :

دعوتُ لِمَا نابني مِسْوَراً

فلبَّى ولبّى يدَيْ مِسْوَرِ

ولبَّى بالحجّ وبالعُمْرة تَلْبيةً.

لتت ـ لَتَ السّويق بالسَّمن : جَدَحه. وعن بعض العرب : أصابنا مطر من صَبِيرٍ لَتَ ثيابَنا لتّاً فأروضَتْ منه الأرضُ كلّها أي بلّها. وقرئ (أفَرَأيْتُمُ اللَّاتَّ والعُزّى).

لتم ـ يقال : لَطَم خدَّه ولَدَم صدرَه ولَتَم نحرَه إذا طعن فيه بشَفْرة أو حربة.

لتي ـ «وقع في اللُّتيَّا ـ بضم اللام وفتحها ـ والَّتي».

لثث ـ ألَثَ السّحابُ : دام ، وسَحاب مُلِثُ العَزَالي ؛ قال :

فما روضة من رِياض القَطا

ألَثَ بها عارِضٌ مُمطِرُ

وفلان يُلِثّ بالمكان : لا يبرح. وفي الحديث : «ولا تُلِثّوا بدار مَعْجَزَةٍ».

لثغ ـ رجل ألثَغُ ، وامرأة لَثْغَاء ، وفيه لُثْغَة ولَثَغٌ ، وقد لَثِغَ وتَلاثَغ ، وما أدري ألُغةٌ هي أم لُثْغَة وهي قَلْب الراءِ غيناً أو ياءً والسين ثاءً.

لثق ـ لثِقَتْ ثيابُه : نَدِيتْ لَثَقاً. وطائرٌ لَثِقُ الجَناح. وألثقَه المطرُ ولثَّقه فتلثَّق ؛ قال امرؤ القيس :

وباتَ إلى أرْطاةِ حِقْفٍ كأنّها

إذا لَثَّقَتها غَيبَةٌ بَيتُ مُعْرِس

ولثِق يومُنا ، ويومٌ لَثِقٌ إذا كان ساكن الرّيح كثير النّدَى. ولثِقَتِ الأرضُ لَثَقاً : ردَغَتْ. ومشَينا في لَثَق : في وحَلٍ ، وأرضٌ لَثِقَة.

لثم ـ حَطَّ لِثَامه ولِفَامه : ما على فمه وأنفه من النقاب ، ولثَم فاه ولثَّمه. وناس من المغاربة يقال لهم : المُلَثَّمَةُ. والتَثَمَ الرّجلُ وتلثّم ، وهو حسن اللِّثْمَة كالنِّقْبة. ولثِم فاها ، بالكسر ، يَلْثَمُه إذا وضع فاه على فيها موضع اللّثَام ، ولاثَمها ، وتلاثما.

ومن المجاز : إبريقٌ مَلْثومٌ ومُلَثَّم ، وقد لَثَمه ولثَّمه إذا شدّ اللِّثَام أي الفِدَام على بعض رأسِه وترك بعضه للنّفَس ؛ وقال الطرمّاح :

يفجَأ الذئبَ بها قائِماً

أبْرَق النّحر أحمّ اللِّثَام

أراد لون فمه وهي دُغْمته. ولَثم الخفُّ الحجارةَ ولَثمته ،

٥٥٨

وخُفٌ ملثوم ومِلثَم ، ولثمه : صكّه كما يصطكّ فما اللاثِمَين.

لجأ ـ لجَأْتُ إليه ولجِئْتُ والتجأْتُ إليه. وهو حَسَنُ اللَّجَإِ إلى الله. وهو مَلْجأُ القوم ولجَأُهم. وألجأتُه إلى كذا ولجَّأْتُه : أحرجته واضطررته. وفعل ذلك من غير إكراهٍ ولا تَلْجِئَةٍ. ولجَّأَ مالَه تلجِئةً : جعله لبعض الورثة دون الآخرين.

لجب ـ جيشٌ لَجِبٌ وذو لَجَبٍ وهو كثرة أصوات الأبطال وصهيل الخيل. وبحرٌ لَجِبٌ بالتطام الأمواج. وسحابٌ لَجِبٌ بالرّعد. وعنز لَجِبَةٌ ولَجَبَةٌ ولَجْبَةٌ بالحركات الثلاث ، وأعنزٌ لِجابٌ ، وقد لَجَّبتْ ولَجُبَتْ لُجوبةً ؛ قال :

كأنّ أطباءها في الصّيفِ إذ غَرزَتْ

ولجبَتْ أوْ دنا منهنّ تَلجيبُ

وهو تولية اللَّبَن وذهابه.

لجج ـ رجلٌ لَجوجٌ ولَجوجَةٌ ولُجَجَةٌ ومِلجاجٌ ، وفيه لَجَاجٌ ولَجَجٌ. والتَجَ البحرُ : عظمتْ لُجَّته وتموّج ، ولجَّج القومُ : دخلوا في اللُّجج ، ولجّجتِ السفينة ، و (بَحْرٍ) لُجِّيٍ. ولجلج المضغةَ في فيه : أدارها. ولجلج لسانه بكلام غير بيّن ، وتلجلج لسانُه به. ورجلٌ لَجلاجٌ. واستجمر باليَلَنْجُوجِ ؛ قال الشمّاخ :

يثقّبُ نارَها واللّيلُ داجٍ

بعيدانِ اليَلَنجوجِ الذّكيِ

ومن المجاز : لجَ به الهمّ والنزاع. واستلجَ بيمينه إذا لم يكفِّرها. والتجّ الظّلام. والظُّعْنُ تسبح في لُجِ السراب. وأرض مُلتَجَّة : شديدة الخضرة. وفي حديث طلحة : فوضعوا اللُّجَ على قَفَيَ : يريد السيف شبّهَه باللُّجّ في كثرة مائه ، وقيل : هو سيف الأشتر وكان يسمّيه : اليمَّ واللُّجَ ؛ وقال فيه :

ما خانَني اليَمّ في مأقِطٍ

ولا مشهَد مذ شددتُ الإزارَا

وكأنّه ينظر بمثل اللُّجَّتَينِ أي المِرآتين ، كما يقال : عيناه كالماوِيّتَين.

لجف ـ لَجَّفْتُ البئرَ : حفرتُ في جوانبها ، وفي البئر لجَفٌ وهو ما حُفر في جانب منها أو أكله الماءُ حتى صار كالكهف ، وبئر ذات لجَفٍ وألجافٍ ، وقد تلجّفتِ البئرُ ، ولجَّفها مخضُ الدلاء.

ومن المجاز : لَجَّفَ القومُ مكيالَهم : وسّعوا أسفله.

ولَجَّفَ الوحشيُّ كناسَه ؛ قال العجّاج :

إذا انتَحى معتَقِماً أو لَجَّفَا

أي حافراً سُفْلاً أو حفَر في جانب ، ونظير الاعتقامِ والتلجيفِ : الضَّرْحُ واللَّحْدُ في القبر.

لجم ـ استلجمتُه فرسي فألجمه لي ، وعلَك الفرسُ اللّجامَ ، والخيلُ اللُّجُمَ ، وصك باللّجام مُلَجَّمَه : فاه وموضع لجامه.

ومن المجاز : ألجموا القدرَ إذا جعلوا في عروتها خشبةً فرفعوها بها ، ويقال : حملوها بلجامها. وتلجَّمتِ الحائض : استثفرتْ باللِّجام واللَّجَمَةِ وهو خرقتها التي كالثَّفَر ، وأمّا التي تحملها في فرجها فهي الفِرامُ ، يقال : استفرمتْ بالفِرام ، وتلجَّمتْ باللّجام ، وفي الحديث : «تلجّمي في علم الله ستّاً أو سَبْعاً». وألجَمه عن حاجته : كفَّه ؛ وتكلَّم فلان فألجمتُه وألقمتُه الحجرَ. وفي مثل : «التَّقيُ مُلجَمٌ». وجاء فلان وقد لفظ لجامه إذا جاء مجهوداً. وأتْبِعِ الفرسَ لجامَها أي أتمّ الحاجة. وضربه على مُلَجَّمه : على فيه ؛ قال :

لِمَ استَثرْتُمْ أسداً من أجَمِهْ

ترَى زِجاج الموْتِ في مُلَجَّمِهْ

لجن ـ لَجَّنَ الخَبَطَ : دقّه بالحجر حتى تلجّن أي تلزّج وهو اللَّجِينُ تُعلَفه الإبلُ مع الدقيق أو السعير ؛ قال الشمّاخ :

وماءٍ قد وردتُ لوَصلِ أرْوَى

علَيهِ الطّيرُ كالوَرَقِ اللَّجِينِ

وتقول : عنده وَرِقُ اللُّجَين كالوَرَقِ اللَّجينِ. ولَجَّنَ الخطْميَّ : أوْخفَهُ. وناقة لَجونٌ : بيّنة اللَّجانِ ، وقد لَجَنَتْ تَلْجُنُ : خَلأَتْ ؛ قال النابغة :

فما وخدتْ بمثلك ذاتُ غَرْبٍ

حَطوطٌ في الزِّمامِ وَلا لَجُونُ

ومن المجاز : تلجَّن رأسُه : توسّخ حتى تلبّد. ورمى

٥٥٩

الفحلُ الهادرُ بلَجينه : بزبده شُبِّه بوَخيفِ الخطْميّ. ولَجِنَ المُشطُ في رأسه إذا لم ينفُذ فيه من الوسخ.

لحب ـ لَحَبَ الجزّارُ ما على ظهر الجَزُورِ إذا أخذه. ولَحَبَ اللَّحمَ عن العظم. ولَحَبْتُ العودَ. ولَحِبَ لحمُ فلانٍ إذا نحلَ ، وناقة لَحِيبٌ : ذهب لحمها لغزارتها. وقتيلٌ مُلَحَّبٌ : مقطَّع اللّحم. ولَحَبَ ظهره بالسّياط. ولَحَبَ الطريقَ : أوضحه ، وطريقٌ لاحِبٌ ولَحِبٌ. ومَرَّ يَلْحَبُ : يُسرع ؛ قال ذو الرّمّة :

فانصاعَ جانبُه الوَحشيُّ وانكدَرَتْ

يَلْحَبنَ لا يأتلي المطلوبُ والطَّلَبُ

لحج ـ لَحِجَ فيه إذا نشب ، يقال : لَحِجَ السيفُ في الغمد فلا يخرجُ. ولحِجَ الخاتَمُ في الإصبَع. ووقعَ في مَلاحِجَ : في مضايقَ. واستلْحَجَ البابُ. وقُفلٌ مُستَلحِجٌ إذا لم ينفتح.

لحح ـ ألحَ عليه في السؤال. وألحَ على غريمه. ومكانٌ لاحٌّ : ضَيِّقٌ أشِبٌ. وهو ابن عمّي لَحّاً. وقد لَحَّتِ القرابةُ بيني وبينه : دنت ؛ وأنشد الأصمعيُّ :

هلالٌ ومبذولٌ وعمرُو بنُ عامرٍ

بنُو عَمِّنا لَحّاً ويجمَعُنا الأبُ

وبعينه لَحَحٌ وهو التصاقُ الجفنين من رَمَدٍ.

ومن المجاز : ألحَ القَتْبُ على ظهر الدابّة ، وقَتْبٌ مِلحاحٌ. ورحًى مِلحاحٌ : تُلحّ على ما يُطحَن بها. وألَحَ السحابُ : دام مطرُه. وخَلَأَتِ النّاقةُ وألحَ الجملُ.

لحد ـ قبرٌ ملحودٌ ومُلحَد ، ولحَدتُ القبرَ وألحدتُه ، وقبروه في لَحْدٍ وملحود ، ولَحَدَ للميتِ ، وألحَدَ له : حفر له لَحْداً ، ولَحَدَ الميتَ وألحده : جعله في اللّحد.

ومن المجاز : لَحَدَ السّهمُ عن الهدف وألحدَ. وألحدَ في دين الله. ولحَدَ عن القصد : عدل عنه. وألحدَ في الحرَم ، ولحَدَ إليه وألحَدَ : مال إليه. والتحدَ إليه : التجأ ، وما لي دونك مُلْتَحَدٌ ؛ قال ذو الرّمّة :

إذا استوجستْ آذانها استأنستْ لها

أناسيُ ملحودٌ لها في الحواجبِ

أي إذا تسمَّعتْ لشيء تبصَّرتْ.

لحس ـ لحِسَ الشيءَ بلسانه. وفي مثل : «أسرعُ من لَحْسِ الكلبِ أنفَه». ولَحِسَ الدّودُ الصوفَ والجرادُ الخُضَرَ.

ومن المجاز : «تركته بمَلاحس البقر أولادَه» إذا تركه بفلاة. ورجلٌ مِلْحَسٌ : حريص يأخذ كلّ ما قدر عليه. وفلان أَلْيَس ألدّ مِلْحَس. وألحَسَتِ الأرضُ : أنبتتْ ما تلحسه الدوابّ. وفلان لَحوسٌ : يتتبّع الحلاوات كالذُّباب ، وتقول : فلان لَحوس يجوس في المائدة ويحوس ، وأخذتهم لواحسُ : سنونَ شداد ، وسنةٌ لاحِسَةٌ : تلحس كلّ شيء من النبات ؛ قال الكميت :

وأنتَ ربيع النّاس وابن ربيعهم

إذا لُقيَتْ فيها السّنون اللّواحسُ

والتحستُ منه حقّي : أخذتُه. ورجلٌ لاحُوسٌ : مشؤوم يلحس قومه ، كقولهم : قَاشُورٌ.

لحص ـ التحَصَ خرتُ الإبرة : انسدّ.

لحظ ـ هو يلحَظُني ويلاحِظني. وفتنتْه لحَظاتُها وألحاظُها ؛ وقال زهير :

فوَقعتُ بينَ قُتود عَنس ضامرٍ

لحّاظَةٍ طَفَلَ العشِيّ سِنَادِ

هي باقية النشاط بالعشيّ فهي تطمح بعينها. ورجلٌ لحَّاظ ؛ قال عبد قيس بن بُجْرَةَ :

يَسوقونَ لحَّاظاً إذا ما رأيتَهُ

بسلع ذكرتَ الهِجرِسَ المُترَبِّبَا

وتلاحظوا. وفعل ذلك في لحظةٍ. ونظر إليّ بلحاظ عينه وهو مؤخرها.

ومن المجاز : أحوالهم متشاكلة متلاحظة ، وتقول : أنا عنده محفوظ محظوظ بعين العناية ملحوظ.

لحف ـ لَحَفَه ثوباً وألحفه ، والتحف به وتلحَّف ، وعليه مِلحَفة ولِحاف ومَلاحفُ ولُحُفٌ.

ومن المجاز : ألحَفَ السائلُ إذا شمِل بسؤاله وهو مستغن عنه. ولاحفتُ فلاناً : لازمتُه ، يقال : فلان يضاجع السيف

٥٦٠