تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٧

٤ ـ مثل لما يأتي في جمل من عندك ..

(أ) اسم ممنوع من الصرف لشبه العلمية والعدل.

(ب) اسم مؤنث على وزن (فعال) ممنوع من الصرف.

(ج) صفة ممنوعة من الصرف على وزن (فعلان) وأخرى على (أفعل).

(د) علم مؤنث ثلاثي ممنوع من الصرف ... وآخر منصرف.

(ه) (مفعل) من العدد ممنوع من الصرف.

(و) كلمة ممنوعة من الصرف للوصفية والعدل ..

(ز) كلمة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة تقوم مقام العلتين ..

٥ ـ كوّن خمس جمل في كل منها اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجىّ ـ ثم للعلمية والعدل ثم للوصفية والوزن ثم للعلمية وزيادة الألف والنون ... ثم لشبه صيغة منتهى الجموع ..

٦ ـ ضع الكلمات الآتية في جمل بحيث تجر بالفتحة في الأولى وبالكسرة في الثانية : ـ (متاجر ـ شقراء ـ يزيد ـ أحمد ـ ليلى).

٧ ـ قال عبد الله بن أبي عيينه :

جلبنا الخيل من بغداد شعثا

عوابس تحمل الأسد الغضابا

بكل فتى أغرّ مهلّبي

تخال بضوء صورته شهابا

ومن قحطان كل أخي حفاظ

إذا يدعى لنائبه أجابا

فما بلغت قرى كرمان حتى

تخدد لحمها عنها فذابا

اقرأ النص ثم أجب عما يأتي : ـ

(أ) ميّز الأسماء الممنوعة من الصرف في النص السابق .. واذكر سبب منعها من الصرف.

(ب) كيف تعرب كل واحد منها؟

١٤١

(ج) الكلمات (عوابس ـ أغرّ ـ كرمان) ممنوعات من الصرف ضعها في جمل ثلاث مجرورة بالكسرة.

(د) ما مفرد شعثا في البيت الأول؟ ولم يمنع هذا المفرد من الصرف؟

(ه) عيّن من النص ثلاثة جموع تكسير ثم زنها صرفيا واذكر مفرداتها.

(و) اكتب كلمة مختصرة في شرح الأبيات السابقة.

١٤٢

إعراب الفعل

ارفع مضارعا إذا يجرّد

من ناصب وجازم ، ك «تسعد»

* * *

إذا جرّد الفعل المضارع عن عامل النصب وعامل الجزم رفع ، واختلف في رافعه ، فذهب قوم إلى أنه ارتفع لوقوعه موقع الاسم (١) ، ف «يضرب» في قولك : «زيد يضرب» واقع موقع «ضارب» فارتفع لذلك ،

وقيل : ارتفع لتجرده من الناصب والجازم ، وهو اختيار المصنف (٢).

نصب الفعل المضارع :

وبلن انصبه وكي ، كذا بأن

لا بعد علم ، والتي من بعد ظنّ (٣)

__________________

(١) أي إذا كان خبرا ، أو صفة ، أو حالا ؛ لأن الأصل في هذه الثلاثة الاسم فحيث وقع المضارع فيها استحق الرفع وهذا مذهب البصريين.

(٢) وهو مذهب الفراء.

(٣) لا : عاطفة. بعد : مفعول فيه ظرف زمان منصوب معطوف على بعد محذوفه متعلقة بمحذوف حال من أن والتقدير حال كونها بعد غير العلم لا بعد العلم ، التي : اسم موصول مبتدأ ، من بعد : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة التي ، ظنّ : مضاف إليه.

١٤٣

فانصب بها ، والرفع صحّح واعتقد

تخفيفها من أنّ فهو مطرّد (١)

* * *

ينصب المضارع إذا صحبه حرف ناصب ، وهو «لن ، أو كى ، أو أن ، أو إذن» نحو «لن أضرب ، وجئت كي أتعلّم ، وأريد أن تقوم ، وإذن أكرمك ـ في جواب من قال لك : آتيك».

وأشار بقوله : «لا بعد علم» إلى أنّه إن وقعت «أن» بعد علم ونحوه ـ مما يدلّ على اليقين ـ وجب رفع الفعل بعدها ، وتكون حينئذ مخفّفة من الثقيلة ، نحو «علمت أن يقوم» التقدير : أنه يقوم ، فخففت أنّ ، وحذف اسمها ، وبقي خبرها ، وهذه هي غير الناصبة للمضارع ؛ لأن هذه ثنائية لفظا ثلاثية وضعا ، وتلك ثنائية لفظا ووضعا.

وإن وقعت بعد ظن ونحوه ـ مما يدلّ على الرجحان ـ جاز في الفعل بعدها وجهان :

أحدهما : النصب على جعل «أن» من نواصب المضارع (٢).

__________________

(١) انصب : فعل أمر ، والفاعل أنت والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «التي» في البيت السابق ، بها : جار ومجرور متعلق ب «انصب» الرفع : مفعول مقدم ل «صحح» ، صحح : فعل أمر ، والفاعل أنت ، واعتقد : الواو عاطفة. اعتقد :

فعل أمر ، والفاعل : أنت ، تخفيف : مفعول به ، ، وها : مضاف إليه ، من أن : جار ومجرور متعلق ب «تخفيفها» فهو : الفاء للتعليل ، هو : مبتد ، مطرد : خبر.

(٢) النصب هو الأرجح عند عدم الفصل ـ بلا فقط ـ بينها وبين الفعل ؛ لأن الناصبة أكثر وقوعا من المخففة ؛ ولهذا أجمعوا على النصب في قوله تعالى : «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا».

١٤٤

الثاني : الرفع على جعل «أن» مخففة من الثقيلة (١).

فتقول : «ظننت أن يقوم ، وأن يقوم» والتقدير ـ مع الرفع ـ ظننت أنّه يقوم ، فخففت «أنّ» وحذف اسمها ، وبقي خبرها ، وهو الفعل وفاعله.

وبعضهم أهمل «أن» حملا على

«ما» أختها حيث استحقّت عملا (٢)

يعنى أن من العرب من لم يعمل «أن» الناصبة للفعل المضارع ، وإن وقعت بعد ما لا يدلّ على يقين أو رجحان ، فيرفع الفعل بعدها حملا على أختها «ما» المصدرية ؛ لاشتراكهما في أنهما يقدّر ان بالمصدر ، فتقول : «أريد أن تقوم» كما تقول : «عجبت مما تفعل» (٣).

__________________

(١) الرفع هو الأرجح عند الفصل ـ بلا ـ ؛ لأن الفصل بلا بين المخففة ومدخولها أكثر من الفصل بين الناصبة للمضارع ومدخولها وقرىء بالوجهين قوله تعالى : «وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ». والرفع واجب عند الفصل بغير «لا» كقد والسين ولن ، كقولك «ظننت أن ستقوم» ؛ لأن المصدرية لا تفصل بذلك.

(٢) بعض : مبتدأ ، والهاء مضاف إليه ، والميم للجمع ، أهمل : فعل ماض والفاعل هو والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «أن» مفعول به. حملا : حال منصوب مؤول بالمشتق أي : حاملا أو منصوب بنزع الخافض ، على ما : جار ومجرور متعلق بحملا ، أختها : بدل من ما أو عطف بيان ، حيث : ظرف مكان مفعول فيه مبني على الضم في محل نصب متعلق ب «أهمل» استحق : فعل ماض والفاعل هي يعود إلى أن ، والتاء للتأنيث عملا : مفعول به وجملة استحقت مع الفاعل في محل جر بإضافة حيث إليها.

(٣) وكذلك أعمل بعضهم «ما» المصدرية حملا على أن المصدرية وخرج عليه الحديث «كما تكونوا يول عليكم».

١٤٥

ونصبوا ب «إذن» المستقبلا

إن صدّرت ، والفعل بعد موصلا

أو قبله اليمين ، وانصب وارفعا

إذا «إذن» من بعد عطف وقعا

تقدّم أن من جملة نواصب المضارع «إذن» ولا ينصب بها إلا بشروط :

أحدهما : أن يكون الفعل مستقبلا.

الثاني : أن تكون مصدّرة.

الثالث : أن لا يفصل بينها وبين منصوبها.

وذلك نحو أن يقال : أنا آتيك ، فتقول : «إذن أكرمك».

فلو كان الفعل بعدها حالا لم ينصب ، نحو أن يقال : أحبك ، فتقول : «إذن أظنّك صادقا» ، فيجب رفع «أظنّ» ، وكذلك يجب رفع الفعل بعدها إن لم تتصدّر ، نحو «زيد إذن يكرمك» فإن كان المتقدّم عليها حرف عطف (١) جاز في الفعل الرفع ، والنصب ، نحو «وإذن أكرمك» وكذلك يجب رفع الفعل بعدها إن فصل بينها وبينه ، نحو «إذن زيد يكرمك» فإن فصلت بالقسم نصبت ، نحو «إذن والله أكرمك» (٢)

__________________

(١) بالواو أو الفاء ، وقد قرىء شاذا «وإذن لا يلبثوا خلافك إلا قليلا» «فإذن لا يؤتوا الناس نقيرا» على الإعمال والغالب الرفع على الإهمال وبه قرأ السبعة.

(٢) إذن حرف جواب وجزاء ، والله : الواو للقسم الله : لفظ الجلالة مجرور بالواو ، والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم والجملة اعتراضية لا محل لها ، أكرمك : أكرم : فعل مضارع منصوب بإذن والفاعل أنا والكاف مفعول به.

١٤٦

إضمار أن :

وبين «لا» ولام جر التزم

إظهار «أن» ناصبة ، وإن عدم (١)

«لا» فأن اعمل مظهرا أو مضمرا

وبعد نفي كان حتما أضمرا (٢)

كذاك بعد «أو» إذا يصلح في

موضعها «حتّى» أو «الّا» أن خفي (٣)

اختصت «أن» من بين نواصب المضارع بأنها تعمل ، مظهرة ، ومضمرة.

فتظهر وجوبا إذا وقعت بين لام الجر ولا النافية ، نحو «جئتك لئلا تضرب زيدا».

__________________

(١) ناصبة : حال من أن منصوب ، إن : حرف شرط جازم. عدم : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.

(٢) (لا) : قصد لفظه نائب فاعل عدم ، فأن : الفاء رابطة للجواب ، «أن» قصد لفظه مفعول به مقدم لأعمل ، أعمل : فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة في محل جزم جواب الشرط ، مظهرا : حال من أن ، بعد ظرف زمان متعلق بأضمر ، نفى مضاف إليه ، كان : قصد لفظه مضاف إليه ، حتما : مفعول مطلق منصوب ، أضمر : ماض مبني للمجهول ، نائب الفاعل هو يعود إلى أن.

(٣) كذاك : الكاف بمعنى مثل مفعول مطلق لخفي أي : خفي بعد «أو» خفاء مثل ذلك. ذا : مضاف إليه ، والكاف للخطاب ، بعد : ظرف زمان مفعول فيه منصوب متعلق بخفي ، «أو» مضاف إليه ، حتى : فاعل يصلح ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، أو : حرف عطف ، «إلا» معطوف على حتى ، أن : مبتدأ ، خفي من الفعل والفاعل المستتر هي في محل رفع خبر أن.

١٤٧

وتظهر جوازا إذا وقعت بعد لام الجرّ ولم تصحبها لا النافية ، نحو «جئتك لاقرأ» و «لأن أقرأ» ، هذا إذا لم تسبقها «كان» المنفية.

إضمار أن وجوبا :

فإن سبقتها «كان» المنفية (١) وجب إضمار «أن» نحو «ما كان زيد ليفعل» ولا تقول : «لأن يفعل» قال الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(٢).

ويجب إضمار «أن» بعد «أو» المقدرة بحتى ، أو إلّا ، فتقدر ب «حتى» إذا كان الفعل الذي قبلها مما ينقضي شيئا فشيئا ، وتقدّر ب «إلا» إن لم يكن كذلك ، فالأول كقوله :

__________________

(١) نحو ما كان ، أو لم يكن ، واللام تسمى لام الجحود أي الإنكار ، ومثال لم يكن قوله تعالى : «لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ».

(٢) آية ٣٣ سورة الأنفال وهي : «وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ». ما : نافية ، كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، لفظ الجلالة اسمها مرفوع ، ليعذبهم : اللام لام الجحود ، يعذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة ، والهاء : مفعول به والميم علامة الجمع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى لفظ الجلالة وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر مجرور باللام أي : لتعذيبهم ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كان والتقدير ما كان الله مريدا لتعذيبهم. وأنت : الواو للحال : أنت : مبتدأ فيهم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ أنت والجملة في محل نصب حال.

١٤٨

٥٣ ـ لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى

فما انقادت الآمال إلّا لصابر (١)

أي : لأستسهلنّ الصعب حتى أدرك المنى ، ف «أدرك» منصوب ب «أن» المقدرة بعد أو التي بمعنى حتى ، وهي واجبة الإضمار ، والثاني كقوله :

٥٤ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما (٢)

__________________

(١) هذا البيت لم يعرف قائله.

الإعراب : لأستسهلن : اللام واقعة في جواب القسم أي : والله لأستسهلن. أستسهل : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا والجملة لا محل لها من الإعراب واقعة في جواب القسم. الصعب : مفعول به منصوب بالفتحة ، أو : حرف عطف أدرك : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى حتى وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا وأن وما بعدها : في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير ليكن منّي استسهال الصعب أو إدراك المنى : المنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. فما : الفاء للتعليل ، ما : نافية ، انقادت : انقاد فعل ماض والتاء للتأنيث ، الآمال : فاعل مرفوع ، إلا : أداة حصر ، لصابر : جار ومجرور متعلق ب : «انقادت».

الشاهد : «أو أدرك» فإنه نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى حتى.

(٢) البيت لزياد الأعجم. غمز : عصر ، وهزّ ، القناة : الرمح ، الكعوب : هي النواشز من أطراف الأنابيب مفردها كعب ، يريد أنه إذا أخذ في إصلاح قوم فاسدين فلا يكف عن إبعاد الفساد عنهم إلا أن يحصل صلاحهم كما أنه إذا غمز قناة معوجة فلا يكف عن تشذيب ما ارتفع من أطرافها إلا أن تحصل استقامتها.

الإعراب : كنت : كان فعل ماض ناقص ، والتاء : اسمها ، إذا : ظرف متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه هو متعلق ب «كسرت» غمزت : فعل وفاعل ، قناة : مفعول به ، وهو مضاف قوم مضاف إليه. وجملة

١٤٩

أي : كسرت كعوبها إلّا أن تستقيم ، ف «تستقيم» منصوب ب «أن» بعد «أو» واجبة الإضمار.

* * *

وبعد حتّى هكذا إضمار «أن»

حتم ك «جد حتّى تسرّ ذا حزن» (١)

* * *

ومما يجب إضمار «أن» بعده «حتى» (٢) نحو «سرت حتى أدخل البلد» ف «حتى» حرف جر و «أدخل» منصوب ب «أن» المقدرة بعد «حتى» هذا إذا كان الفعل بعدها مستقبلا.

فإن كان حالا ، أو مؤولا بالحال وجب رفعه وإليه الإشارة بقوله :

ويلو حتّى حالا أو مؤولا

به ارفعنّ ، وانصب المستقبلا

__________________

غمزت في محل جر بإضافة إذا إليها ، كسرت : فعل وفاعل ، والجملة واقعة في جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب ، كعوب : مفعول به ، وها : مضاف إليه ، أو : حرف عطف ، تستقيما : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد أو ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي ، والألف : للإطلاق ، وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير : ليكن كسر أو استقامة.

الشاهد : «أو تستقيم» فإنه نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلا.

(١) جد : فعل أمر والفاعل أنت ، حتى حرف جر ، تسر : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد حتى والفاعل أنت وأن المضمرة والفعل في محل جر حتى التي للتعليل والتقدير جد لسرور ذي حزن والجار والمجرور متعلق بجد. ذا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف حزن : مضاف إليه.

(٢) حتى التي تجر المصدر المؤول من أن والفعل ، وتكون حتى غائية إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها ، وتعليلية إذا كان ما قبلها علة لما بعدها.

١٥٠

فتقول : «سرت حتى أدخل البلد» بالرفع ، إذا قلته وأنت داخل ، وكذلك إن كان الدخول قد وقع ، وقصدت به حكاية تلك الحال ، نحو «كنت سرت حتى أدخلها».

وبعد «فا» جواب نفي أو طلب

محضين «أن» وسترها حتم نصب

يعني أنّ «أن» تنصب ـ وهي واجبة الحذف ـ الفعل المضارع بعد «الفاء» المجاب بها نفي محض أو طلب محض.

فمثال النفي «ما تأتينا فتحدّثنا» وقد قال تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(١) ، ومعنى كون النفي محضا (٢) : أن يكون خالصا من معنى الإثبات فإن لم يكن خالصا منه وجب رفع ما بعد الفاء نحو «ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا» ..

ومثال الطلب ـ وهو يشمل : الأمر ، والنهي ، والدعاء ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، والتمني ـ فالأمر : نحو «ائتني فأكرمك» ومنه :

__________________

(١) آية ٣٦ سورة فاطر : وهي (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) لا نافية ، يقضى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر. عليهم : جار ومجرور نائب فاعل يقضى فيموتوا : الفاء سببية ، يموتوا : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير لا يكون قضاء عليهم فموتهم.

(٢) احترز بالنفي المحض عن النفي الذي ليس بمحض أي الذي فيه معنى الإثبات وهو ثلاثة أنواع :

(أ) النفي التالي تقريرا مثل : «ألم تأتني فأحسن إليك».

(ب) النفي الذي بعده نفي مثل : «ما تزال تأتينا فتحدثنا» لأن نفي النفي إثبات.

(ج) النفي المنتقض بإلا مثل «ما تأتينا إلا وتحدثنا».

١٥١

٥٥ ـ يا ناق سيري عنقا فسيحا

إلى سليمان فنستريحا (١)

والنهي : نحو «لا تضرب زيدا فيضربك» ومنه قوله تعالى : (لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) (٢). والدعاء : نحو «ربّ انصرني فلا أخذل» ومنه :

٥٦ ـ ربّ وفقني فلا أعدل عن

سنن السّاعين في خير سنن (٣)

__________________

(١) قائل البيت أبو النجم العجلي : العنق : نوع من السير. فسيحا : واسع الخطى أي سريعا.

الإعراب : يا ناق : يا : أداة نداء ، ناق : منادى مرخم نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على لغة من لا ينتظر أصلها ناقة سيري : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بباء المؤنثة المخاطبة والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل عنقا مفعول مطلق منصوب ، فسيحا : صفة لعنقا منصوب بالفتحة إلى سليمان : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والمانع له العلمية وزيادة الألف والنون والجار والمجرور متعلق ب «سيري» فنستريحا الفاء : سببية نستريح مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن ، والألف للإطلاق ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير ليكن سير فاستراحة.

الشاهد : «فنستريحا» فإنه نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية المسبوقة بأمر.

(٢) آية ٨١ سورة طه وهي : «كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى».

(٣) قائل هذا البيت غير معروف : سنن الساعين : طريقهم.

الإعراب : رب : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة رب مضاف وياء المتكلم المحذوفة للتخفيف ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وفق : فعل دعاء مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والنون للوقاية ياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، الفاء : سببية

١٥٢

والاستفهام : نحو «هل تكرم زيدا فيكرمك؟» ومنه قوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا؟)(١) والعرض : نحو «ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا» ، ومنه قوله :

٥٧ ـ يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا (٢)

__________________

لا نافية ، أعدل : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، عن سنن : جار ومجرور ، متعلق بأعدل ، سنن : مضاف ، الساعين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، في خير : جار ومجرور متعلق بالساعين ، خير مضاف ، سنن مضاف إليه.

الشاهد : «فلا أعدل» فإنه نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة بعد الدعاء.

(١) آية ٥٣ سورة الأعراف : فهل : هل : حرف استفهام ، لنا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، من شفعاء ، من حرف جر زائد ، شفعاء : مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد وهي الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والمانع له ألف التأنيث الممدودة. فيشفعوا : الفاء سببية ، يشغعوا : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد والتقدير هل يكون لنا حصول شفعاء فشفاعة منهم.

(٢) قائل هذا البيت غير معروف.

الإعراب :يا ابن الكرام : يا : حرف نداء ، ابن : منادى مضاف منصوب بالفتحة ، الكرام : مضاف إليه ، ألا تدنو : ألا أداة عرض ، تدنو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، فتبصر الفاء سببية ، تبصر : مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله ، والتقدير ألا يكون منك دنوّ ، فإبصار ، ما : اسم

١٥٣

والتحضيض : نحو «لو لا تأتينا فتحدثنا» ومنه قوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)(١).

والتمني : نحو «ليت لي مالا فأتصدّق منه» ومنه قوله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً)(٢).

__________________

موصول مفعول به ، قد : حرف تحقيق ، حدثوك : حدثوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والكاف : مفعول به والجملة صلة الموصول. فما راء : الفاء للتعليل ، ما : نافية ، راء : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهور الضمة الثقل. كمن : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. سمعا : سمع فعل ماض والفاعل هو والألف للإطلاق والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد : «ألا تدنو فتبصر» فقد نصب الفعل المضارع تبصر بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة بعد العرض.

(١) آية ١٠ ـ المنافقون ـ وهي «وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ». لو لا : حرف تحضيض ، أخرتني : فعل وفاعل ومفعول به ، إلى أجل : جار ومجرور متعلق بأخرتني قريب : صفة لأجل. فأصدق : الفاء : سببية ، أصدق : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد الفاء ، وفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير ليكن تأخير فتصديق ، وأكن : الواو : حرف عطف من العطف على المعنى ولذلك جزم أكن والتقدير إن أخرتني أكن : وأكن فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، من الصالحين. من حرف جر الصالحين مجرور بمن وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر أكن.

(٢) آية ٧٣ سورة النساء وهي : «وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً». يا : حرف تنبيه أو حرف نداء والمنادى محذوف تقديره يا قومي. ليت : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم اسمه ،

١٥٤

ومعنى «أن يكون الطلب (١) محضا» أن لا يكون مدلولا عليه باسم فعل ولا بلفظ الخبر (٢) ، فإن كان مدلولا عليه بأحد هذين المذكورين وجب رفع ما بعد الفاء ، نحو «صه فأحسن إليك ، وحسبك الحديث فينام النّاس».

* * *

والواو كالفا إن تفد مفهوم مع

كلا تكن جلدا وتظهر الجزع

* * *

يعني أن المواضع التي ينصب فيها المضارع بإضمار «أن» وجوبا بعد الفاء ينصب فيها كلّها ب «أن» مضمرة وجوبا بعد الواو إذا قصد بها المصاحبة ، نحو (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٣)

__________________

كنت كان الناقصة والتاء اسمها ، معهم : مع ظرف مكان منصوب والهاء مضاف إليه ، والميم للجمع والظرف متعلق بمحذوف خبر كان ، فأفوز : الفاء سببية ، أفوز مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير ، ليت وجودي معهم وفوزا. فوزا مفعول مطلق منصوب ، عظيما صفة له.

(١) أي أن يكون الطلب بفعل صريح «سيرى ، وقفي ، لا تلعب» ولا تقيد بالمحض إلا بالأمر والدعاء والنهي.

(٢) ولا بالمصدر النائب عن الفعل. مثل «سكوتا فينام الناس».

(٣) آية ١٤٢ سورة آل عمران وهي : «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ». لمّا : نافية جازمة ، يعلم : مجزوم بلمّا بالسكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، الله : فاعل. الذين : مفعول به ، جاهدوا من الفعل والفاعل : صلة الموصول : منكم جار ومجرور متعلق بجاهدوا ، ويعلم : الواو للمعية يعلم : مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الواو ، والفاعل هو ، الصابرين : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، والمصدر المؤول «من أن المضمرة ويعلم» معطوف على مصدر متصيد والتقدير أم حسبتم أنه لم يكن لله علم بجهادكم وعلم بصبركم.

١٥٥

وقوله :

٥٨ ـ فقلت ادعي وأدعو إن أندى

لصوت أن ينادي داعيان (١)

وقوله :

٥٩ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم (٢)

__________________

(١) البيت لدثار بن شيبان النمري ، أندى : اسم تفضيل وهو بعد ذهاب الصوت.

الإعراب : قلت : فعل وفاعل ، ادعى : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المؤنثة المخاطبة ، والياء : فاعل وأدعو : الواو للمعية أدعو : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الواو ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر مؤول متصيد مما قبله والتقدير ليكن دعاء منك ودعاء منى ـ وقيل بأن الواو ليست للعطف بل هي بمعنى مع والتقدير : ادعى مع دعائي إنّ : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، أندى : خبرها مقدم ، لصوت : جار ومجرور متعلق بأندى ، أن : حرف مصدري ونصب واستقبال ، ينادى : مضارع منصوب بأن ، داعيان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر اسم إن والتقدير إنّ نداء داعيين أندى لصوت.

الشاهد : «وأدعو» فإنه نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية المسبوقة بالأمر.

(٢) البيت لأبي الأسود الدؤلي :

الإعراب : لا تنه : لا : ناهية جازمة ، تنه : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره والفاعل : أنت. عن خلق : جار ومجرور متعلق بتنه ، وتأتي الواو للمعية ، تأتي : مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الواو والفاعل أنت ، وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير لا يكن منك نهي وإتيان. مثله : مثل : مفعول به ، والهاء : مضاف إليه ، عار : خبر لمبتدأ محذوف تقديره ذلك عار ، عليك : جار ومجرور متعلق بعار ـ أو عار مبتدأ ، وعليك متعلق بمحذوف خبر ـ إذا : ظرف متضمن معنى الشرط مفعول

١٥٦

وقوله :

٦٠ ـ ألم أك جاركم ويكون بيني

وبينكم المودّة والإخاء (١)

واحترز بقوله : «إن تفد مفهوم مع» عما إذا لم تفد ذلك ، بل أردت التشريك بين الفعل والفعل ، أو أردت جعل ما بعد الواو خبرا لمبتدأ محذوف ، فإنه لا يجوز حينئذ النصب ، ولهذا جاز فيما بعد الواو في قولك : «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» ثلاثة أوجه : الجزم : على التشريك بين الفعلين : نحو «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» (٢).

والثاني : الرفع : على إضمار مبتدأ ، نحو «لا تأكل السمك وتشرب

__________________

فيه وهو متعلق بمحذوف جوابه فعلت فعل وفاعل والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، عظيم : صفة لعار.

الشاهد : «وتأتي» فإنه نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية المسبوقة بالنهي.

(١) البيت للحطيئة.

الإعراب : ألم : الهمزة للاستفهام ، لم : حرف نفي وجزم وقلب ، أك : مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، جار : خبر أكن ، والكاف مضاف إليه ، والميم للجمع ، ويكون الواو للمعية يكون مضارع ناقص منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الواو ، بيني : مفعول فيه ظرف مكان والياء مضاف إليه والظرف متعلق بمحذوف خبر يكون مقدم ، وبينكم معطوف على بيني : المودة : اسم يكون والإخاء معطوف على المودة.

الشاهد : «ويكون» فإنه نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية المسبوقة بالاستفهام.

(٢) الجزم على عطف الفعل على الفعل إن قدرت النهي عن كل منهما على حدته.

١٥٧

اللبن» أي وأنت تشرب اللبن (١).

والثالث : النصب : على معنى النهي عن الجمع بينهما ، نحو «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» أي : لا يكن منك أن تأكل السمك وأن تشرب اللبن ، فينصب هذا الفعل بأن مضمرة (٢).

* * *

وبعد غير النفي جزما اعتمد

إن تسقط الفا والجزاء قد قصد (٣)

* * *

يجوز في جواب غير النفي من الأشياء التي سبق ذكرها ، أن تجزم إذا سقطت الفاء وقصد الجزاء ، نحو «زرني أزرك» ، وكذلك الباقي ، وهل هو مجزوم بشرط مقدر ، ، أي : زرني فإن تزرني أزرك ، أو بالجملة قبله؟

قولان ، ولا يجوز الجزم في النفي ، فلا تقول : «ما تأتينا تحدّثنا»».

وشرط جزم بعد نهي أن تضع

«إن» قبل «لا» دون تخالف يقع

__________________

(١) الواو استثنافية أي ولك شرب اللبن إذا نهيته عن الأول فقط وأبحت له الثاني ، ويحتمل النهي عن المصاحبة على أن الواو للحال فيتعين تقدير مبتدأ أي وأنت تشرب اللبن.

(٢) فيكون من عطف المصدر المؤول من أن وما بعدها على مصدر متصيد مما قبله والتقدير لا يكن منك أكل السمك وشرب اللبن.

(٣) بعد مفعول فيه ظرف زمان متعلق ب ««اعتمد» وهو مضاف غير : مضاف إليه ، غير : مضاف ، النفي : مضاف إليه ، جزما مفعول به مقدم ل «اعتمد» اعتمد : فعل أمر والفاعل أنت ، إن تسقط : إن حرف شرط جازم تسقط فعل الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق أي إن تسقط الفاء فاعتمد ، الفا : فاعل تسقط ، والجزاء : الواو : حالية ، الجزاء : مبتدأ ، قد : حرف تحقيق ، قصد : ماض مبني للمجهول ، نائب فاعله هو ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الجزاء ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.

١٥٨

لا يجوز الجزم عند سقوط الفاء بعد النهي ، إلا بشرط أن يصح المعنى بتقدير دخول «إن» الشرطية على «لا» ، فتقول : «لا تدن من الأسد تسلم» بجزم «تسلم» ؛ إذ يصح «إن لا تدن من الأسد تسلم» ، ولا يجوز الجزم في قولك : «لا تدن من الأسد يأكلك» إذ لا يصح «إن لا تدن من الأسد يأكلك». وأجاز الكسائي ذلك ، بناء على أنه لا يشترط عنده دخول «إن» على «لا» ، فجزمه على معنى «إن تدن من الأسد يأكلك».

* * *

والأمر إن كان بغير افعل فلا

تنصب جوابه ، وجزمه اقبلا (١)

* * *

قد سبق أنه إذا كان الأمر مدلولا عليه باسم فعل ، أو بلفظ الخبر ، لم يجز نصبه بعد الفاء ؛ وقد صرح بذلك هنا ، فقال : متى كان الأمر بغير صيغة افعل ونحوها فلا ينتصب جوابه ، ولكن لو أسقطت الفاء جزمته كقولك : «صه أحسن إليك ، وحسبك الحديث ينم الناس» ، وإليه أشار بقوله : «وجزمه اقبلا» ..

__________________

(١) الأمر : مبتدأ ، إن : شرطية جازمة ، كان : فعل ماض ناقص واسمه هو يعود إلى الأمر ، بغير : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان ، غير مضاف ، افعل قصد لفظه مضاف إليه. فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، لا : ناهية جازمة ، تنصب مضارع مجزوم بلا الناهية ، والفاعل أنت ، والجملة في محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الأمر ، جوابه : مفعول به والهاء مضاف إليه ، وجزمه : الواو عاطفة ، جزم : مفعول به مقدم والهاء : مضاف إليه ، اقبلا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا ، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

١٥٩

والفعل بعد الفاء في الرّجا نصب

كنصب ما إلى التّمنّي ينتسب (١)

أجاز الكوفيون قاطبة أن يعامل الرجاء معاملة التمني ، فينصب جوابه المقرون بالفاء ، كما نصب جواب التمني ، وتابعهم المصنف ، ومما ورد منه قوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ)(٢) ، في قراءة من نصب «اطّلع» وهو حفص عن عاصم.

* * *

إضمار أن جوازا :

وإن على اسم خالص فعل عطف

تنصبه «أن» ثابتا أو منحذف (٣)

__________________

(١) الفعل : مبتدأ ، بعد : ظرف زمان متعلق ب «نصب» بعد مضاف ، الفاء مضاف إليه ، في الرجا : جار ومجرور متعلق ب «نصب» ، نصب : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله هو يعود إلى الفعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «الفعل» كنصب : جار ومجرور متعلق ب «نصب» نصب : مضاف ، ما : اسم موصول مضاف إليه ، إلى التمني : جار ومجرور متعلق ب «ينتسب» ينتسب : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل هو والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(٢) آية ٣٦ ، ٣٧ سورة غافر وهما : «وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً ، وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ». ومذهب البصريين أن الرجاء ليس له جواب منصوب ، وقالوا إن «أطلع» منصوب لأنه جواب الأمر في قوله تعالى : «ابْنِ لِي».

(٣) إن : شرطية : على اسم : جار ومجرور متعلق ب «عطف» خالص : صفة لاسم. فعل : نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده والفعل المحذوف في محل جزم فعل الشرط ، عطف : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة. تنصبه : مضارع جواب الشرط لم يجزم لأن فعل الشرط ماض ـ كما سيأتي ـ والهاء مفعول به «أن» أريد لفظه فاعل ، ثابتا : حال ، أو منحذف : معطوف عليه.

١٦٠