تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٧

العطف على الضمير :

وإن على ضمير رفع متّصل

عطفت فافصل بالضمير المنفصل (١)

أو فاصل ما ، وبلا فصل يرد

في النظم فاشيا ، وضعفه اعتقد (٢)

إذا عطفت على ضمير الرفع المتصل وجب أن تفصل بينه وبين ما عطفت عليه بشيء ، ويقع الفصل كثيرا :

(أ) بالضمير المنفصل ، نحو قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٣) ، فقوله : «وآباؤكم» معطوف على الضمير في كنتم وقد فصل ب «أنتم» ، وورد الفصل :

(ب) بغير الضمير ، وإليه أشار بقوله : «أو فاصل ما» وذلك كالمفعول به نحو «أكرمتك وزيد» ومنه قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ)(٤) ؛ فمن : معطوف على الواو في يدخلونها ، وصحّ ذلك للفصل بالمفعول به ، وهو الهاء من «يدخلونها» ومثله الفصل :

__________________

(١) إن : حرف شرط جازم ، على ضمير : جار ومجرور متعلق ب «عطفت» عطفت : عطف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك في محل جزم فعل الشرط ، فافصل : الفاء واقعة في جواب الشرط ، افصل : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة في محل جزم جواب الشرط.

(٢) أو : حرف عطف ، فاصل : معطوف على «الضمير» ما : نكرة صفة ل «فاصل» أي : فاصل أيّ فاصل.

(٣) آية ٥٤ سورة الأنبياء وهي : (قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

(٤) آية ٢٣ سورة الرعد وهي : «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ».

٢١

(ج) بلا النافية ، كقوله تعالى : (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا)(١) ، ف «آباؤنا» معطوف على «نا» ، وجاز ذلك للفصل بين المعطوف والمعطوف عليه ب «لا».

والضمير المرفوع المستتر في ذلك كالمتصل ، نحو «اضرب أنت وزيد» ، ومنه قوله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(٢) ف «زوجك» معطوف على الضمير المستتر في «اسكن» وصحّ ذلك للفصل بالضمير المنفصل ؛ وهو «أنت».

وأشار بقوله : «وبلا فصل يرد» إلى أنه قد ورد في النظم كثيرا العطف على الضمير المذكور بلا فصل ، كقوله :

٣١ ـ قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسّفن رملا (٣)

__________________

(١) آية ١٤٨ سورة الأنعام وهي : «سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ ...».

(٢) آية ٣٥ سورة البقرة وهي : «وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ».

(٣) قائل البيت عمر بن أبي ربيعة ، زهر : أي : نسوة زهر جمع زهراء وهي المرأة الحسناء ، تهادى : تتهادي : أي تتبختر ، النعاج المراد بها بقر الوحش ، والفلا : اسم جنس للفلاة وهي الصحراء ، تعسّفن : أي ملن عن الطريق المسلوك المعنى : قال : حينما رأى محبوبته مقبلة مع جماعة من النساء الحسناوات وهي تتبختر وتتمايل مثل بقر الوحش في جمالهن وسعة عيونهن وقد أخذن غير الطريق وملن عن الجادة.

الإعراب : قلت : فعل وفاعل ، إذ : ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه وهو متعلق ب «قلت» أقبلت : أقبل : فعل ماض مبني على الفتحة ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي ، والجملة مضافة إلى إذ وزهر : الواو حرف عطف زهر : معطوف على الضمير المستتر

٢٢

فقوله : «وزهر» معطوف على الضمير المستتر في «أقبلت».

وقد ورد ذلك في النثر قليلا ؛ حكى سيبويه رحمه‌الله تعالى : «مررت برجل سواء والعدم» برفع. «العدم» بالعطف على الضمير المستتر في «سواء» (١).

وعلم من كلام المصنف ؛ أن العطف على الضمير المرفوع المنفصل لا يحتاج إلى فصل ، نحو «زيد ما قام إلا هو وعمرو» وكذلك الضمير المنصوب المتصل والمنفصل ، نحو «زيد ضربته وعمرا ، وما أكرمت إلا إياك وعمرا» وأما الضمير المجرور فلا يعطف عليه إلا بإعادة الجار له ، نحو «مررت بك وبزيد» ، ولا يجوز «مررت بك وزيد».

هذا مذهب الجمهور ، وأجاز ذلك الكوفيون ، واختاره المصنف ، وأشار إليه بقوله :

__________________

في أقبلت ، تهادى : فعل مضارع أصله تتهادى مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، والفاعل ، ضمير مستتر جوازا تقديره هي. والجملة في محل نصب حال من فاعل أقبلت ، كنعاج : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثانية من فاعل أقبلت ، نعاج مضاف والفلا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، تعسفن : تعسف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، رملا : منصوب بنزع الخافض أي تعسفن في رمل.

الشاهد : «أقبلت وزهر» فإنه عطف «زهر» على الضمير المستتر في أقبلت وهو الفاعل من غير أن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالضمير المنفصل أو بغيره.

(١) لتأويل «سواء» والتقدير رجل مستو هو والعدم ، ومثال العطف على الضمير المتصل البارز بلا فاصل قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كنت وأبو بكر وعمر».

٢٣

وعود خافض لدى عطف على

ضمير خفض لازما قد جعلا (١)

وليس عندي لازما ؛ إذ قد أتى

في النثر والنظم الصحيح مثبتا

أي : جعل جمهور النحاة إعادة الخافض ـ إذا عطف على ضمير الخفض ـ لازما ، ولا أقول به ؛ لورود السماع ؛ نثرا ، ونظما ، بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض ، فمن النثر قراءة حمزة : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٢) بجر «الأرحام» عطفا على الهاء المجرورة بالباء ، ومن النظم ما أنشده سيبويه ، رحمه‌الله تعالى :

٣٢ ـ فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا

فاذهب فما بك والأيام من عجب (٣)

بجر «الأيام» عطفا على الكاف المجرورة بالباء.

__________________

(١) عود : مبتدأ ، لدى : ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة ، متعلق ب «عود». على ضمير : جار ومجرور متعلق ب «عطف» ، لازما مفعول به ثان مقدم ل «جعلا» قد : حرف تحقيق ، جعل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى «عود» والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «عود».

(٢) الآية الأولى سورة النساء : «.... وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً».

(٣) قائل هذا البيت غير معروف. قرّبت : شرعت ، قد بدأت اليوم تذمنا وتسبنا وليس هذا غريبا منك فاذهب وليس هذا عجيبا من الزمن الذي فسد أهله.

الإعراب : اليوم : مفعول فيه متعلق بقرّبت ، وقرّب : فعل ماض دال على الشروع يرفع الاسم وينصب الخبر ، والتاء في محل رفع اسمه ، وجملة تهجونا في محل نصب خبر قربت. فما : الفاء للتعليل ، وما : نافية ، بك : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والأيام : الواو عاطفة ، الأيام : معطوف على الكاف المجرورة محلا بالباء من عجب : من : حرف جر زائد ، عجب : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

الشاهد : «بك والأيام» فإنه عطف الأيام على الكاف المجرورة بالباء محلا من غير إعادة حرف الجر.

٢٤

اختصاص الفاء والواو :

والفاء قد تحذف مع ما عطفت

والواو ، إذ لا لبس ، وهي انفردت

بعطف عامل مزال قد بقي

معموله ، دفعا لوهم اتّقي

قد تحذف الفاء مع معطوفها للدلالة عليهما ، ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(١) أي : فأفطر فعليه عدّة من أيام أخر ، فحذف «أفطر» والفاء الداخلة عليه.

وكذلك الواو ، ومنه قولهم : «راكب النّاقة طليحان» (٢) أي : راكب الناقة والناقة طليحان. وانفردت الواو ـ من بين حروف العطف ـ بأنها تعطف عاملا محذوفا بقي معموله ، ومنه قوله :

٣٣ ـ إذا ما الغانيات برزن يوما

وزجّجن الحواجب والعيونا (٣)

__________________

(١) آية ١٨٤ سورة البقرة وهي : «أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ، وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ ..».

(٢) طليحان : ضعيفان ، مهزولان ، وتثنية الخبر طليحان دليل على المحذوف.

(٣) البيت لعبيد بن حصين وهو المعروف بالراعي النميري. الغانيات : جمع غانية وهي المرأة الجميلة المستغنية بجمالها عن الزينة ، برزن : ظهرن : زججن : دققن الحواجب ورققنها وجعلنها كالقوس.

الإعراب : إذا ظرف متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه وهو متعلق بالجواب المحذوف ، ما : زائدة ، الغانيات : فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده التقدير برزت الغانيات : والجملة في محل جر مضافة إلى إذا برزن : برز : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون : فاعل والجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب ، يوما : مفعول فيه ب «برزن» العيونا : مفعول به لفعل محذوف تقديره : كحلن. والألف للإطلاق.

الشاهد : «زججن الحواجب والعيونا» فإنه عطف بالواو عاملا محذوفا هو «كحلن» قد بقي معموله هو «العيون».

٢٥

ف «العيون» مفعول بفعل محذوف ، والتقدير وكحّلن العيون ، والفعل المحذوف معطوف على «زجّجن».

* * *

وحذف متبوع بدا ـ هنا ـ استبح

وعطفك الفعل على الفعل يصح (١)

قد يحذف المعطوف عليه للدلالة عليه ، وجعل منه قوله تعالى : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ)(٢). قال الزمخشري : التقدير : ألم تأتكم آياتي فلم تكن تتلى عليكم ، فحذف المعطوف عليه ، وهو «ألم تأتكم».

العطف على الفعل والاسم المشبه له :

وأشار بقوله : «وعطفك الفعل ـ إلى آخره» إلى أن العطف ليس مختصا بالأسماء ، بل يكون فيها وفي الأفعال (٣) ، نحو «يقوم زيد ويقعد ، وجاء زيد وركب ، واضرب زيدا وقم».

__________________

(٣) يشترط في عطف الفعل على الفعل اتحادهما في الزمن ؛ مضيا ، أو حالا ، أو استقبالا ، واتحادهما في حركة الإعراب إن كانا مضارعين.

(١) وعطفك : الواو استثنافية ، عطف : مبتدأ مضاف إلى فاعله ، الفعل : مفعول به للمصدر عطف. وجملة يصح خبر.

(٢) آية ٣١ سورة الجاثية وهي : «وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ». هذا مثال للفاء أما مثال الواو فقوله تعالى : «أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ». أي : أنسي ولا يذكر ، والحذف مع الواو كثير ومع الفاء قليل.

٢٦

واعطف على اسم شبه فعل فعلا

وعكسا استعمل تجده سهلا

يجوز أن يعطف الفعل على الاسم المشبه للفعل ، كاسم الفاعل ، ونحوه ، ويجوز أيضا عكس هذا ، وهو ؛ أن يعطف على الفعل الواقع موقع الاسم اسم ؛ فمن الأول قوله تعالى : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً)(١) ، وجعل منه قوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ)(٢) ، ومن الثاني قوله :

٣٤ ـ فألفيته يوما يبير عدوّه

ومجر عطاء يستحقّ المعابرا (٣)

__________________

(١) الآية الثالثة والرابعة من سورة العاديات : (أي الخيل اللاتي أغرن صبحا على العدو فأثرن به غبارا شديدا.)

(٢) آية ١٨ سورة الحديد وهي «إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ».

(٣) قائل هذا البيت النابغة الذبياني يمدح النعمان بن المنذر. ألفيته : وجدته ، يبير : يهلك. المعابر : جمع معبر ، مركب ، وهو ما يعبر الماء عليه. يريد أن يصفه بأنه شجاع وكريم فهو يقتل عدوه ويعطي عطاء جديرا أن يقطع الإنسان البحار من أجله.

الإعراب : جملة يبير من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول به ثان ل «ألفى» ومجر : الواو : عاطفة ومجر معطوف على محل جملة يبير ومن الواجب أن يكون ومجريا فهو منصوب بفتحة مقدرة على الياء المحذوفة للضرورة لاستعماله كما هو في حالتي الرفع والجر. عطاء : مفعول به لاسم الفاعل مجر ، وجملة يستحق في محل نصب صفة ل «عطاء».

الشاهد : «يبير ... ومجر» فإنه عطف اسم الفاعل مجر الذي يشبه الفعل على الفعل «يبير».

٢٧

وقوله :

٣٥ ـ بات يغشّيها بغضب باتر

يقصد في أسوقها وجائر (١)

ف «مجر» معطوف على «يبير» ، و «جائر» معطوف على «يقصد».

__________________

(١) لم يعرف قائل هذا البيت. عضب : سيف ، باتر ، قاطع. يقصد : لا يجور جائر : ظالم. يمدح الشاعر رجلا كريما فيقول : إنه ينحر الإبل لضيوفه بسيف قاطع ، فتارة يضرب أسواق الإبل السمينة التي تستحق النحر ، وتارة يجور فينحر الإبل التي لا تستحق الذبح.

الإعراب : بات : فعل ماض ناقص ، واسمه : هو ، جملة يغشيها : في محل نصب خبر بات ، وجملة يقصد في محل جر صفة ثانية لعضب ، وجائر : الواو حرف عطف ، جائر ، معطوف على محل جملة يقصد مجرور بالكسرة.

الشاهد : «يقصد ... وجائر» فإنه عطف «جائر» وهو اسم فاعل مشبه بالفعل على محل الفعل «يقصد».

٢٨

أسئلة ومناقشات

١ ـ قال ابن مالك : «العطف إما ذو بيان أو نسق». وضح الفرق بين نوعي العطف ومثل لكل منهما.

٢ ـ ماذا تفيد واو العطف؟ وبما ذا ترد على من زعم أنها للترتيب؟ وضح ما تختص به دون سائر حروف العطف ـ مع التمثيل لكل ما تقول.

٣ ـ قال النحاة : «حروف العطف إمّا مشرّكة ما بعدها لما قبلها مطلقا. أو لفظا فقط» اشرح هذه العبارة ... موضحا معنى التشريك المطلق واللفظي ... وموزعا حروف العطف عليها مع التمثيل لكل ما تقول ...

٤ ـ ما معنى فاء العطف؟ وبماذا اختصّت؟ ولماذا؟ مثل لكل ما تقول.

٥ ـ تقع «حتّى» عاطفة وجارة افرق بينهما ومثل لهما مع بيان شرط (حتى) العاطفة.

٦ ـ تقع (أم) في الكلام العربي عاطفة .. وغير عاطفة .. فما ضابط العاطفة وبم تسميها؟ وما ذا تعطف؟ وبماذا تسمى غير العاطفة؟ وما معناها؟ مثل لذلك كله.

٧ ـ ما أشهر المعاني التي تؤديها (أو) العاطفة مثل لكل منها بمثال.

٨ ـ ماذا تفيد (إمّا) الثانية من معان؟ وهل تستعمل عاطفة؟ ولماذا؟ مثل لما تقول.

٩ ـ ما معنى «بل ولكن» العاطفتين؟ وما شرط العطف بهما؟ وهل من العطف (بلكن) قوله تعالى : «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ

٢٩

وَلكِنْ (١) رَسُولَ اللهِ» ولما ذا؟ وكيف تعر ما بعد لكن في الآية الكريمة؟.

١٠ ـ متى تستعمل «لا» النافية عاطفة؟ وما معناها؟ اذكر مواقعها تفصيلا مع التمثيل.

١١ ـ وضّح متى يجب الفصل بين الضمير وما عطف عليه بفاصل؟ وما هذا الفاصل؟ ومتى يجوز؟ ومتى يمتنع؟ مثل لكل ما تقول ...

١٢ ـ ما طريقة العطف على الضمير المخفوض المتصل؟ اذكر الخلاف في ذلك ممثلا ومرجحا لما تراه.

١٣ ـ قال النحاة : «تعطف كلّ من فاء العطف وواوه مذكورة في الكلام أو محذوفة مع ما عطفت .. وقد يحذف المعطوف عليه وحده». اشرح ذلك موضحا إياه بالأمثلة المختلفة وموجها ما تقول.

١٤ ـ عيّن المحذوف في الآية الكريمة الآتية واذكر قاعدته النحوية : «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ (٢) هاجَرَ إِلَيْهِمْ».

وفي قول الشاعر :

إذا ما الغانيات برزن يوما

وزججن الحواجب والعيونا

١٥ ـ قال النحاة : (تعطف الأفعال على الأفعال ... كما يعطف الفعل على الاسم المشبه للفعل والعكس) اشرح ذلك بذكر أمثلة متنوعة.

__________________

(١) آية ٤٠ سورة الأحزاب.

(٢) آية ٩ سورة الحشر.

٣٠

تمرينات

١ ـ بيّن مواضع الاستشهاد بما يأتي في باب العطف مع التوضيح وإعراب ما تحته خط :

(فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ)(١) ـ (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـٰهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَـٰتًا) (٢) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ للَّـهَ أَنزَلَ مِنَ لسَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ لْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) (٣) ـ «سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا (٤) ـ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ (٥) بِهِ وَالْأَرْحامَ» ـ «وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً (٦) فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً» «ما أَشْرَكْنا وَلا (٧) آباؤُنا» ـ «أَمْ لَهُ الْبَناتُ (٨) وَلَكُمُ الْبَنُونَ».

٢ ـ مثل لما يأتي في جمل تامة :

(أ) فعل معطوف على اسم مشبه للفعل.

(ب) واو العطف محذوفة مع ما عطفت.

(ج) فاء عطفت ما لا يصلح أن يكون صفة على ما يصلح.

(د) (إمّا) الثانية تفيد الإباحة.

__________________

(١) آية ١٥ سورة العنكبوت.

(٢) آية ٤ سورة الأعراف.

(٣) آية ٦٣ سورة الحج.

(٤) آية ٢١ سورة إبراهيم.

(٥) آية ١ سورة النساء.

(٦) آية ١١٢ سورة النساء.

(٧) آية ١٤٨ سورة الأنعام.

(٨) آية ٣٩ سورة الطور.

٣١

(ه) (أم) العاطفة التي للتعيين.

(و) واو عطفت سابقا على لاحق.

(ز) معطوف عليه حذف وحده.

(ح) فاء العطف المفيدة للتسبب.

٣ ـ اجعل الكلمات الآتية معطوفة (بالفاء) ثم (بلكن) في جمل تامة : ـ (الربيع ـ البلاغة ـ التفاح ـ الأمل).

٤ ـ قال الشاعر* :

أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا

أعيذ كما بالله أن تحدثا حربا

(أ) ماذا يتعين في إعراب (عبد شمس)؟ ولماذا؟

(ب) هل يصح أن تحل الفاء العاطفة مكان الواو في البيت؟ ولماذا؟

(ج) أعرب ما تحته خط.

٥ ـ قال زهير بن أبي سلمى يتهكم : ـ

وما أدري ولست إخال أدري

أقوم آل حصن أم نساء؟

فإن قالوا النساء مخبّآت

فحق لكل مخبأة هداء

وإما أن يقول بنو مصاد

إليكم إننا قوم براء

وإما أن يقولوا قد وفينا

بذمتنا فعادتنا الوفاء

فإن الحق مقطعه ثلاث

يمين أو نفار أو جلاء

٣٢

أقرأ النص السابق ثم أجب عما يلي : ـ

(أ) عيّن في النص حروف العطف .. والمعطوف والمعطوف عليه وإعرابهما.

(ب) ما معنى «أو» العاطفة في البيت الأخير؟

(ج) ما ذا أفادت «إما» في الأبيات السابقة؟ وهل تعطف؟

(د) ما نوع «أم» في البيت الأول؟ وهل هي عاطفة؟ وما ذا عطفت؟

(ه) لماذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب معجبا بالبيت الأخير؟

(و) أعرب ما تحته خط فيما سبق.

٦ ـ كوّن جملا من عندك تستعمل فيها حروف عطف مختلفات المعاني مع الإشارة إلى معانيها.

٧ ـ قال الشاعر : «محمد الأسمر» يصف اجتماع الملوك العرب : ـ

زهر الربيع يرى أم سادة نجب

وروضة أينعت أم حفلة عجب

اشرح البيت السابق ثم أعربه.

٣٣

البدل

التابع المقصود بالحكم بلا

واسطة ؛ هو المسمّى بدلا

البدل هو : «التابع ، المقصود بالنسبة ، بلا واسطة».

ف «التابع» جنس.

و «المقصود بالنسبة» ؛ فصل أخرج ؛ النعت ، والتوكيد ، وعطف البيان ؛ لأن كلّ واحد منها مكمّل للمقصود بالنسبة ، لا مقصود بها.

و «بلا واسطة» ؛ أخرج المعطوف ب «بل» ، نحو «جاء زيد بل عمرو» فإن «عمرا» هو المقصود بالنسبة ، ولكن بواسطة ـ وهي بل ـ وأخرج المعطوف بالواو ونحوها ؛ فإن كلّ واحد منهما مقصود بالنسبة ولكن بواسطة.

اقسام البدل :

مطابقا ، أو بعضا ، او ما يشتمل

عليه ، يلفى ، أو كمعطوف ببل (١)

__________________

(١) مطابقا : مفعول به ثان مقدم ل «يلفى» يلفى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر ، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو ـ وهو المفعول الأول ـ

٣٤

وذا للاضراب اعز ، إن قصدا صحب

ودون قصد غلط به سلب (١)

كزره خالدا ، وقبّله اليدا ،

واعرفه حقّه ، وخذ نبلا مدى (٢)

البدل على أربعة أقسام :

الأول : بدل الكل من الكل (٣) ؛ وهو البدل المطابق للمبدل منه المساوي له في المعنى ، نحو «مررت بأخيك زيد ، وزره خالدا».

الثاني : بدل البعض من الكل (٤) ، نحو «أكلت الرغيف ثلثه ، وقبّله اليد».

__________________

(١) وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ل «اعز» وللإضراب : جار ومجرور متعلق ب «اعز» اعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. إن : حرف شرط جازم ، قصدا. مفعول به مقدم ل «صحب» صحب : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط والفاعل هو. ودون : ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف التقدير وإن وقع دون. قصد : مضاف إليه ، غلط : خبر لمبتدأ محذوف على تقدير مضاف أي فهو بدل غلط.

(٢) خالدا : بدل كل من كل من الهاء في زره ، اليدا : بدل بعض من كل من الهاء في قبله ، حقّ : بدل اشتمال من الهاء في اعرفه ، ومدى : بدل غلط أو بدل إضراب من نبلا ، منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(٣) وسماه ابن مالك البدل المطابق لوقوعه في اسم الله تعالى (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ) في قراءة الجر وإنما يطلق «كل» على ذي أجزاء وهو ممتنع هنا ، لأن الله تعالى منزّه عن ذلك.

(٤) ولا بد من اتصاله بضمير يرجع إلى المبدل منه مذكور كقوله تعالى : (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) أو ضمير مقدر ، كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) أي : منهم.

٣٥

الثالث : بدل الاشتمال (١) ؛ وهو الدّال على معنى في متبوعه ، نحو «أعجبني زيد علمه ، واعرفه حقّه».

الرابع : البدل المباين للمبدل منه ؛ وهو المراد بقوله : «أو كمعطوف ببل» ، وهو على قسمين (٢) ؛

أحدهما : ما يقصد متبوعه كما يقصد هو ، ويسمى بدل الإضراب وبدل البداء ، نحو «أكلت خبزا لحما» قصدت أوّلا الإخبار بأنك أكلت خبزا ، ثم بدا لك أنّك تخبر أنّك أكلت لحما أيضا ، وهو المراد بقوله : «وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب» أي : البدل الذي هو كمعطوف ب «بل» انسبه للإضراب إن قصد متبوعه كما يقصد هو.

الثاني : ما لا يقصد متبوعه بل يكون المقصود البدل فقط ، وإنما غلط المتكلم ، فذكر المبدل منه ، ويسمى بدل الغلط والنسيان ، نحو «رأيت رجلا حمارا» أردت أن تخبر أولا أنك رأيت حمارا ، فغلطت بذكر الرجل ، وهو المراد بقوله : «ودون قصد

__________________

(١) ولا بد من اتصاله بضمير مذكور كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) أو ضمير مقدر كقوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ) أي النار فيه.

(٢) قسمه ابن هشام ثلاثة أقسام :

(أ) بدل الغلط : وهو الذي لم يكن المبدل منه مقصودا ألبتة وإنما سبق اللسان إليه

(ب) بدل النسيان : الذي يقصد من أول الأمر ثم يتبين بعد ذكره فساد قصده ، أي بدل شيء ذكره نسيانا وهو المتعلق بالذهن والعقل.

(ج) بدل الإضراب : وهو قصد كل واحد من المبدل منه والبدل بأن يريد المتكلم المبدل منه ثم يضرب عنه إلى البدل ويجعل الأول في حكم المتروك.

والأحسن أن يؤتى فيها ببل لئلا يتوهم إرادة الصفة كما تقول : «رأيت رجلا حمارا» تريد جاهلا بليدا.

٣٦

غلط به سلب» أي : إذا لم يكن المبدل منه مقصودا فيسمى البدل بدل الغلط ؛ لأنه مزيل الغلط الذي سبق ، وهو ذكر غير المقصود.

وقوله : «خذ نبلا مدى» يصلح أن يكون مثالا لكل من القسمين لأنه إذا قصد النّبل والمدى فهو بدل إضراب. وإن قصد المدى فقط ـ وهو جمع مدية وهي الشّفرة ـ فهو بدل الغلط.

إبدال الظاهر من الضمير :

ومن ضمير الحاضر الظاهر لا

تبدله ، إلّا ما إحاطة جلا (١)

أو اقتضى بعضا ، أو اشتمالا

كإنّك ابتهاجك استمالا (٢)

أي : لا يبدل الظاهر من ضمير الحاضر ، إلّا إن كان البدل بدل كل من كل ، واقتضى الإحاطة والشمول ، أو كان بدل اشتمال ، أو بدل بعض من كل.

فالأول كقوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا)(٣) : ف «أولنا»

__________________

(١) الظاهر : مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده أي لا تبدل الظاهر. لا : ناهية جازمة ، تبدله : تبدل : فعل مضارع محزوم بلا ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به ، والجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب. إلا ما : إلا : أداة استثناء ، ما : اسم موصول مستثنى بإلا ، إحاطة : مفعول مقدم لجلا :

(٢) إنك : إن حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والكاف اسمها. ابتهاجك : ابتهاج : بدل اشتمال من اسم إن منصوب والكاف مضاف إليه وجملة استمال من الفعل والفاعل المستتر في محل رفع خبر إن.

(٣) الآية ١١٤ سورة المائدة وهي : «قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ ، وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ».

٣٧

بدل من الضمير المجرور باللام ـ وهو «نا» ـ فإن لم يدلّ على الإحاطة امتنع ، نحو «رأيتك زيدا».

والثاني ، كقوله :

٣٦ ـ ذريني إنّ أمرك لن يطاعا

وما ألفيتني حلمي مضاعا (١)

ف «حلمي» بدل اشتمال من الياء في «ألفيتني».

__________________

(١) قائل البيت عديّ بن زيد العبادي ، ذريني : اتركيني ، ألفيتني ، وجدتني : مضاعا : مفقودا.

المعنى : يقول : دعيني فإني لن أطيع أمرك ولن تجدي حلمي ضائعا مفقودا.

الإعراب : ذريني : ذري : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المؤنثة المخاطبة ، والياء : فاعل ، والنون : للوقاية : ياء المتكلم : مفعول به. إن أمرك : إن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، أمر : اسمها. والكاف ؛ مضاف إليه ، لن يطاعا : لن : حرف ناصب للفعل المضارع ، يطاع : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بالفتحة الظاهرة ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة في محل رفع خبر إن. وما ألفيتني : ما : نافية ، ألفى : فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل. والنون للوقاية ، وياء المتكلم مفعول به أول. حلمي : بدل اشتمال من ياء المتكلم منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وياء المتكلم : مضاف إليه. مضاعا : مفعول به ثان.

الشاهد : «ألفيتني حلمي» فإنه أبدل «حلمي» وهو اسم ظاهر من ياء المتكلم الضمير الحاضر في «ألفيتني» بدل اشتمال.

٣٨

والثالث ، كقوله :

٣٧ ـ أوعدني بالسّجن والأداهم

رجلي. فرجلي شثنة المناسم (١)

ف «رجلي» بدل بعض من الياء في «أوعدني».

وفهم من كلامه ؛ أنه يبدل الظاهر من الظاهر مطلقا كما تقدم تمثيله ، وأنّ ضمير الغيبة يبدل منه الظاهر مطلقا ، نحو «زره خالدا».

البدل من اسم الاستفهام :

وبدل المضمّن الهمز يلي

همزا ، ك «من ذا أسعيد أم علي» (٢)

__________________

(١) البيت للعديل بن الفرخ ، أوعدني : تهدّدني ، الأداهم : جمع أدهم وهو القيد شثنة : غليظة ، المناسم : جمع منسم : خف البعير في الأصل : يقول إن الحجاج بن يوسف قد هدّده بالسجن والتعذيب ووضع القيود في رجليه وقد وصف رجليه بالغلظ دلالة على تحمله المشاق فهو صبور على تحمل المكروه.

الإعراب : أوعدني : أوعد : فعل ماض مبني على الفتحة ، والنون للوقاية ، والياء : مفعول به والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. بالسجن : جار ومجرور متعلق بأوعد ، والأداهم : معطوف على السجن مجرور بالكسرة. رجلي : بدل بعض من كل من يا المتكلم منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وياء المتكلم مضاف إليه ، فرجلي الفاء استثنافية. رجلي : مبتدأ ، والياء مضاف إليه. شثنة : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، المناسم : مضاف إليه.

الشاهد : «أوعدني ... رجلي» فإنه أبدل «رجلي» وهو اسم ظاهر من ياء المتكلم الضمير الحاضر في «أوعدني» بدل بعض من كل.

(٢) بدل : مبتدأ ، المضمن : مضاف إليه ، الهمز : مفعول به ثان لاسم المفعول المضمّن والمفعول الأوّل ضمير مستتر جملة يلي في محل رفع خبر المبتدأ. من : اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. ذا : اسم إشارة خبر مبني على السكون. الهمزة للاستفهام. سعيد : بدل من اسم الاستفهام مرفوع بالضمة ، أم حرف عطف على : معطوف على سعيد.

٣٩

إذا أبدل من اسم الاستفهام وجب دخول همزة الاستفهام على البدل ، نحو «من ذا أسعيد أم علي؟ وما تفعل أخيرا أم شرا؟ (١) ومتى تأتينا أغدا أم بعد غد»؟ (٢).

بدل الفعل من الفعل :

ويبدل الفعل من الفعل ، ك «من

يصل إلينا يستعن بنا يعن» (٣)

كما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل ، ف «يستعن بنا» بدل من «يصل إلينا» ، ومثله قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ)(٤) ، ف «يضاعف» بدل من «يلق» فإعرابه بإعرابه وهو الجزم ، وكذا قوله :

__________________

(١) ما تفعل : ما : اسم استفهام مفعول به مقدم مبني على السكون في محل نصب ، أخيرا : الهمزة للاستفهام ، خيرا : بدل من ما منصوب.

(٢) متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بتأتينا ، أغدا : الهمزة للاستفهام ، غدا : بدل من متى منصوب.

(٣) من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، يصل : فعل الشرط والفاعل : هو ، يستعن : بدل من يصل ، يعن : فعل مضارع مبني للمجهول جواب الشرط مجزوم بالسكون ونائب الفاعل هو. وجملة الشرط في محل رفع خبر من وجملة الجواب لا محل لها لأنها جواب شرط جازم لم تقترن بالفاء.

(٤) من آية ٦٨ ومن آية ٦٩ سورة الفرقان وهي «يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً».

٤٠