تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٧

٥ ـ اشرح .. ثم أعرب قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة».

٦ ـ اشرح ثم أعرب قول أبي العلاء المعري : ـ صاح هذى قبورنا تملأ الرّحب فأين القبور من عهد عاد

١٠١

التحذير والاغراء

«إيّاك والشرّ» ونحوه نصب

محذّر ، بما استتاره وجب

ودون عطف ذا لإيّا انسب ، وما

سواه ستر فعله لن يلزما

إلا مع العطف ، أو التكرار ؛

ك «الضّيغم الضّيغم يا ذا الساري»

التحذير : تنبيه المخاطب على أمر يجب الاحتراز منه.

فإن كان بإيّاك وأخواته ـ وهو إياك ، وإياكما ، وإياكم ، وإياكنّ ـ وجب إضمار الناصب ، سواء وجد عطف أم لا ، فمثاله مع العطف : «إياك والشر» «إياك» منصوب بفعل مضمر وجوبا ، والتقدير : إياك أحذّر ، ومثاله بدون العطف : «إياك أن تفعل كذا» أي : إياك من أن تفعل كذا (١).

__________________

(١) صور التحذير مع إياك ثمان :

إياك والخيانة

مع العطف

إياك إياك والكذب

إياك من الخيانة

مع الجار

إياك إياك من الكذب

إياك الخيانة

من غير عطف ولا جر

إياك إياك الكذب

إياك أن تخون

مع المصدر المؤول

إياك إياك أن تكذب

إياك والخيانة : إيا ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب على التحذير بفعل محذوف وجوبا تقديره إياك أحذر والكاف للخطاب ومنهم من يجعل إياك كلها ضمير. والخيانة : الواو : حرف عطف ، الخيانة : اسم منصوب على التحذير بفعل محذوف وجوبا تقديره اجتنب الخيانة ، وهذا من عطف الجمل.

إياك من الخيانة : إياك ضمير مبني منصوب على التحذير كالسابق ، من الخيانة جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف أحذّر.

إياك الخيانة : إياك .. مفعول أول ، الخيانة : مفعول ثان التقدير أحذرك الخيانة.

إياك أن تخون : إياك .. أن تخون أن حرف مصدري ونصب واستقبال تخون

١٠٢

وإن كان بغير «إياك» وأخوته ـ وهو المراد بقوله : «وما سواه» ـ فلا يجب إضمار الناصب إلا مع العطف ، كقولك : «ماز رأسك والسيف» أي : يا مازن ق رأسك واحذر السيف ، أو التكرار ، نحو «الضيغم الضيغم» أي احذر الضيغم.

فإن لم يكن عطف ولا تكرار جاز إضمار الناصب وإظهاره ، نحو «الأسد» أي : احذر الأسد ، فإن شئت أظهرت وإن شئت أضمرت.

وشذّ «إياي» ، و «إياه» أشذ

وعن سبيل القصد من قاس انتبذ

* * *

حقّ التحذير أن يكون للمخاطب ، وشذّ مجيئه للمتكلم في قوله : «إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب» (١). وأشذّ منه مجيئه للغائب في قوله : «إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه وإيّا الشّوابّ» (٢) ولا يقاس على شيء من ذلك.

__________________

فعل مضارع منصوب والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بمن المحذوفة تقديره إياك من الخيانة والجار والمجرور متعلق بالفعل المحذوف.

أما في تكرار إياك إياك ، فإياك الثانية توكيد لفظي لإياك الأولى.

(١) وهو قول عمر رضي‌الله‌عنه وتمامه : «لتذكّ لكم الأسل والرماح والسهام وإيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب». يأمرهم أن يذبحوا بالأسل والرماح والسهام عند الرمي وينهاهم أن يرموا الأرنب بعصا أو بحجر لأنه لا يحل به. أي إياي باعدوا عن حذف الأرنب وباعدوا أنفسكم عن أن يحذف أحدكم الأرنب.

(٢) الشوابّ جمع شابة ويروى السوءات جمع سوءة أي : إذا بلغ الرجل ستين سنة فلا يتولع بشابة أو لا يفعل سوءة ، وفيه شذوذات. تحذير الغائب ، وإضافة إيا للظاهر وحذف الفعل مع لام الأمر والتقدير فليحذر تلاقي نفسه وأنفس الشواب.

١٠٣

وكمحذّر بلا «إيا» اجعلا

مغرى به في كل ما قد فصّلا

* * *

الإغراء : هو أمر المخاطب بلزوم ما تحمد به ، وهو كالتحذير في أنه إن وجد عطف أو تكرار وجب إضمار ناصبه ، وإلا فلا ، ولا تستعمل فيه «إيا».

فمثال ما يجب معه إضمار الناصب قولك : «أخاك أخاك» (١) ، وقولك : «أخاك والإحسان إليه» (٢) أي : الزم أخاك.

ومثال ما لا يلزم معه الإضمار قولك : «أخاك» أي : الزم أخاك.

__________________

(١) أخاك : اسم منصوب على الإغراء بفعل محذوف وجوبا تقديره الزم وعلامة نصبة الألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ، وأخاك الثانية توكيد لفظي لأخاك الأولى :

(٢) أخاك كإعراب أخاك الأولى ، والإحسان. الواو حرف عطف ، الإحسان معطوف على أخاك منصوب بالفتحة الظاهرة ، إليه : جار ومجرور متعلق بالإحسان.

١٠٤

أسئلة ومناقشات

١ ـ ما المقصود بكل من التحذير والإغراء عند النحاة؟ مثل لكل واحد منهما بمثال.

٢ ـ ما الأساليب الخاصة بالإغراء؟ .. مثل لكل منها بمثال ...

٣ ـ متى يجب حذف العامل في الإغراء؟ ومتى يجوز؟ مثل لذلك.

٤ ـ ما الأساليب الخاصة بالتحذير؟ اذكرها مفصلة ثم وازن بينها وبين أساليب الإغراء.

٥ ـ متى يجب حذف العامل في التحذير؟ ومتى يجوز؟ ولماذا؟ مثل لذلك.

٦ ـ ما شرط ضمير التحذير؟ ولماذا شذ نحو «إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب»؟ وقوله : «إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب»؟

١٠٥

تمرينات

١ ـ يقولون :

ماز رأسك والسيف ـ إياك وما يعتذر منه

أخاك أخاك إن من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

فإياك والأمر الذي إن توسعت

موارده ضاقت عليك المصادر

أجب عما يأتي : ـ

(أ) ميز فيما مرّ أسلوب التحذير .. وأسلوب الإغراء.

(ب) بين حكم العامل في جميع الأساليب.

(ج) عيّن اسما مرخما فيما سبق واذكر إعرابه.

(د) استوف بقية أساليب التحذير والإغراء مستعملا كلمات النص.

(ه) كيف تعرب قول القائل فيما مرّ (وما يعتذر منه)؟

وضح ذلك؟

(و) اشرح البيت الأخير ـ ثم أعربه كله ..

٢ ـ مثل لما يأتي في جمل تامة :

(أ) اسم مغرى به مكرر.

(ب) اسم محذر منه معطوف عليه.

(ج) اسم مغرى به محذوف العامل جوازا.

(د) اسم محذر منه محذوف العامل وجوبا.

(ه) استعمل (إيّاك) في أساليب مختلفة للتحذير.

١٠٦

٣ ـ ضع الكلمات الآتية في أسلوب يفيد الإغراء ملاحظا تنويع الأساليب :

الحلم ـ العدل ـ المروءة ـ الكرم ـ الإخلاص ـ الأمانة.

٤ ـ ضع الكلمات الآتية في أساليب تحذير ملاحظا التنويع في الأسلوب :

«الغضب ـ الجور ـ النذالة ـ البخل ـ النفاق ـ الخيانة»

٥ ـ أعرب الآية الكريمة :

(فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ للَّـهِ نَاقَةَ للَّـهِ وَسُقْيَـٰهَا) (١).

__________________

(١) آية ١٣ سورة الشمس :

١٠٧

أسماء الأفعال والأصوات

أسماء الأفعال السماعية :

ما ناب عن فعل كشتّان وصه

هو اسم فعل ، وكذا أوّه ومه

وما بمعنى افعل ، ك «آمين» كثر

وغيره ك «وي ، وهيهات» نزر

* * *

أسماء الأفعال : ألفاظ تقوم مقام الأفعال في الدلالة على معناها ، وفي عملها (١).

١ ـ وتكون بمعنى الأمر ـ وهو الكثير فيها ـ ك «مه» بمعنى : اكفف ، و «آمين» بمعنى : استجب.

٢ ـ وتكون بمعنى الماضي ، ك «شتّان» (٢) بمعنى : افترق ، تقول : «شتان زيد وعمرو» ، و «هيهات» ، بمعنى بعد ، تقول : «هيهات العقيق» ، ومعناه : بعد.

__________________

(١) ولم تتأثر بالعوامل وليست فضلة فخرج المصدر النائب عن فعله واسم الفاعل لتأثره والحروف لأنها فضلة.

(٢) شتان : يطلب فاعلا على أن يكون مثنى أو معطوفا عليه ، نحو «شتّان الزيدان». أو «شتان زيد وعمرو» وتزاد بعدها «ما» أو «ما بين» مثل «شتان ما خالد وزياد» ، و «شتان ما بين الزيدين» ما بين زائدة ، والزيدين فاعل مرفوع تقديرا.

١٠٨

٣ ـ وبمعنى المضارع ، ك «أوّه» ، بمعنى : أتوجع ، و «وي» بمعنى أعجب وكلاهما غير مقيس.

أسماء الأفعال القياسية :

وقد سبق في الأسماء الملازمة للنداء ، أنه ينقاس استعمال «فعال» اسم فعل ، مبنيا على الكسر ، من كل فعل ثلاثي ، (١) فتقول : «ضراب زيدا» ، أي : اضرب و «نزال» أي : انزل ، و «كتاب» أي : اكتب ولم يذكره المصنف هنا استغناء بذكره هناك.

أسماء الأفعال المنقولة :

والفعل من أسمائه عليكا

وهكذا دونك مع إليكا

كذا رويد بله ناصبين

ويعملان الخفض مصدرين

* * *

من أسماء الأفعال ما هو في أصله ظرف ، وما هو مجرور بحرف ، نحو «عليك زيدا» (٢) أي : الزمه و «إليك» أي : تنحّ ، «دونك زيدا» أي : خذه.

ومنها : ما يستعمل مصدرا واسم فعل ك «رويد ، وبله».

فإن انجرّ ما بعدهما فهما مصدران ، نحو «رويد زيد» (٣) أي

__________________

(١) من كل ثلاثي متصرف تام كما سبق في باب أسماء لازمت النداء ، صفحة ١٦٣.

(٢) وقد يتعدى بالباء مثل : «عليك بذات الذين» أي استمسك.

(٣) صغروا الإرواد بحذف الهمزة والألف تصغير ترخيم ، واستعملوه مصدرا نائبا عن فعله وهو أرود ، وهو إما أن يكون مضافا إلى مفعوله مثل «رويد زيد» وإما أن يكون مضافا إلى فاعله مثل «رويد زيد عمرا» وإذا نوّن نصب المفعول مثل «رويدا زيدا» وهو في هذه الأمثلة معرب.

١٠٩

إرواد زيد ، أي : إمهاله ، وهو منصوب بفعل مضمر ، و «بله زيد (١) أي : اتركه.

وإن انتصب ما بعدهما فهما اسما فعل نحو «رويد زيدا» أي : أمهل زيدا ، و «بله عمرا» أي : اتركه.

عمل أسماء الأفعال :

وما لما تنوب عنه من عمل

لها ، وأخّر ما لذي فيه العمل (٢)

* * *

أي : يثبت لأسماء الأفعال من العمل ما يثبت لما تنوب عنه من الأفعال.

فإن كان ذلك الفعل يرفع فقط كان اسم الفعل كذلك ك «صه» بمعنى : اسكت ، و «مه» بمعنى : اكفف ، و «هيهات زيد» ، بمعنى : بعد زيد ، ففي «صه ومه» ضميران مستتران كما في اسكت واكفف ، وزيد : مرفوع بهيهات كما ارتفع ببعد.

__________________

(١) بله في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف لدع واترك فيقال «بله زيد» بالإضافة إلى مفعوله ويجوز تنوينه ونصب ما بعده فتقول : «بلها زيدا» وهو معرب. ثم نقل إلى اسم الفعل فقيل «بله زيدا» بنصب المفعول وبناء «بله».

(٢) ما : اسم موصول مبتدأ ، لما : اللام : حرف جر وما : اسم موصول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول المبتدأ ، أي الذي ثبت وجملة تنوب من الفعل والفاعل المحذوف لا محل لها من الإعراب صلة ما المجرورة باللام لما : جار ومجرور متعلق بخبر ما ، أخر : فعل أمر والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت وما : اسم موصول مفعول به ، لذي : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم فيه : جار ومجرور متعلق بالعمل. العمل : مبتدأ مؤخر والجملة صلة ما :

١١٠

وإن كان ذلك الفعل يرفع وينصب (١) كان اسم الفعل كذلك ، ك «دراك زيدا» أي : أدركه ، و «ضراب عمرا» أي : اضربه ، ففي «دراك وضراب» ضميران مستتران و «زيدا ، وعمرا» منصوبان بهما.

وأشار بقوله : «وأخّر ما لذي فيه العمل» إلى أن معمول اسم الفعل يجب تأخيره عنه ، فتقول : «دراك زيدا» ولا يجوز تقديمه عليه فلا تقول : «زيدا دراك» وهذا بخلاف الفعل ، إذ يجوز «زيدا أدرك».

واحكم بتنكير الذي ينوّن

منها وتعريف سواه بيّن

* * *

الدليل على أنّ ما سمّى بأسماء الأفعال أسماء لحاق التنوين لها ، فتقول في صه : «صه» ، وفي حيهل : «حيهلا» فيلحقها التنوين للدلالة على التنكير فما نون منها كان نكرة ، وما لم ينوّن كان معرفة (٢).

__________________

(١) وقد يتعدى بحرف من حروف الجر إذا ناب عما يتعدى بذلك الحرف كقولهم : «إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر». أي فعجلوا بذكر عمر ، و «حيهل على الفلاح» أي أقبل على الخير. هذا هو الغالب ومن غير الغالب «آمين» فإنها نابت عن فعل متعد ولم يحفظ لها مفعول.

(٢) ليس المراد بتنكير اسم الفعل وتعريفه تنكير الفعل الذي بمعناه وتعريفه ؛ لأن الفعل لا يعرّف ولا ينكر ، بل ذلك راجع إلى المصدر الذي هو أصل ذلك الفعل ، فصه منونا أي : اسكت سكوتا تاما عن كل كلام إذ لا تعيين فيه وصه بلا تنوين أي : اسكت السكوت المعهود عن هذا الحديث الخاص مع جواز التكلم بغيره. ومع تنوينها فهى مبنية والباقي أسماء الأفعال.

١١١

أسماء الأصوات :

وما به خوطب ما لا يعقل

من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل (١)

كذا الذي أجدى حكاية ، ك «قب»

والزم بنا النّوعين فهو قد وجب

أسماء الأصوات : ألفاظ استعملت كأسماء الأفعال في الاكتفاء بها دالة على خطاب ما لا يعقل (٢) ، أو على حكاية صوت من الأصوات ، فالأول (٣) : كقولك : «هلا» (٤) لزجر الخيل ، و «عدس» ، لزجر البغل.

والثاني : ك «قب» لوقوع السيف ، و «غاق» للغراب.

وأشار بقوله : «والزم بنا النوعين» إلى أن أسماء الأفعال وأسماء الأصوات كلها مبنية ، وقد سبق في باب المعرب والمبنيّ أنّ أسماء الأفعال

__________________

(١) ما : اسم موصول مبتدأ ، به : جار ومجرور متعلق بخوطب ، خوطب : فعل ماض مبني للمجهول ، ما : اسم موصول نائب فاعل والجملة صلة الموصول ، لا يعقل : لا : نافية ، يعقل : فعل مضارع مرفوع والفاعل هو والجملة صلة الموصول. من مشبه جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم الموصول المبتدأ وهو مضاف ، اسم : مضاف إليه ، وهو مضاف ، الفعل مضاف إليه ، صوتا : مفعول به ثان ليجعل. يجعل : فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ـ وهو المفعول الأول ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الاسم الموصول ما في أول البيت.

(٢) أو ما هو في حكم ما لا يعقل من صغار الآدميين.

(٣) تستعمل لمعنيين إما للزجر كما مثل ب «هلا» و «عدس» وإما للدعاء كقولك بس بس لتسكين الناقة عند الحلب ، وإخ : للبعير المناخ.

(٤) في اللسان هلا زجر للخيل وقد يستعار للإنسان وذلك كما قال النابغة الجعدي لليلى الأخيلية :

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا

فقد ركبت أمرا أغرّ محجلا

١١٢

مبنيّة لشبهها بالحرف في النيابة عن الفعل وعدم التأثر ، حيث قال : «وكنيابة عن الفعل بلا تأثر» ، وأما أسماء الأصوات فهي مبنية لشبهها بأسماء الأفعال (١).

__________________

(١) أسماء الأصوات مبنية وقيل إن علة بنائها مشابهتها الحروف المهملة في أنها لا عاملة ولا معمولة فهي أحق بالبناء من أسماء الأفعال ـ التي أشبهت الحروف العاملة في أنها عاملة غير معمولة ـ كما أن أسماء الأصوات لا ضمير فيها بخلاف أسماء الأفعال ، فهي من قبيل المفردات ، وأسماء الأفعال من قبيل المركبات.

١١٣

أسئلة ومناقشات

١ ـ ماذا يقصد بأسماء الأفعال؟ وما أنواعها من حيث دلالتها على الزمان؟ مثل لكل واحد منها بمثال في جملة تامة ..

٢ ـ (من أسماء الأفعال ما هو قياسي .. ومنها ما هو سماعي منقول.) اشرح ذلك مبنيا فيم ينقاس القياسيّ منها؟ وما أصل المنقول؟ مع التمثيل لكل ما تذكر ..

٣ ـ ماذا يعمل اسم الفعل؟ وكيف تعربه؟ وضّح ذلك مع التمثيل.

٤ ـ وضّح الفرق بين الفعل واسمه في العمل .. واذكر الدليل على أن أسماء الأفعال من قبيل الأسماء ... وبم تسمّى التنوين اللاحق بها؟ وعلام يدل؟ مثّل.

٥ ـ ما دلالة أسماء الأصوات؟ ولماذا بنيت هي وأسماء الأفعال؟ اذكر أنواعا منها .. ثم أعربها ..

١١٤

تمرينات

١ ـ قال تعالى :

(هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ) (١) ـ (فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) (٢) (وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ لْكَـٰفِرُونَ) (٣) ـ (هَآؤُمُ قْرَءُوا كِتَـٰبِيَهْ) (٤) ـ (ياٰ أَيُّهَا لَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ) (٥).

اقرأ الآيات السابقة ثم أجب على ما يأتي : ـ

(أ) ميّز أسماء الأفعال في النصوص القرآنية السابقة .. ثم اذكر نوع كلّ منها ومعناه.

(ب) أعربها واحدا واحدا ثم اذكر سر بنائها .. موضحا علام بنيت؟

(ج) بين المنقول منها وغير المنقول .. وعيّن معمولاتها ثم أعرب هذه المعمولات.

(د) ما نوع تنوين «أفّ» في الآية الكريمة؟ وما سر تنكير الكلمة؟

(ه) أعرب ما تحته خط مما سبق.

٢ ـ هات أسماء أصوات مختلفة الدلالة في خمس جمل من عندك. ثم أعربها موضحا سر بنائها.

__________________

(١) آية ٣٦ سورة المؤمنون.

(٢) آية ٢٣ سورة الإسراء.

(٣) آية ٨٢ سورة القصص.

(٤) آية ١٩ سورة الحاقة.

(٥) آية ١٠٥ سورة المائدة.

١١٥

٣ ـ مثل بجمل مختلفة لأسماء أفعال منقولة ومقيسة مبينا معناها ومعربا إياها ...

٤ ـ ما الفرق بين (صه وصه ومه ومه) بالتنوين وعدمه؟ ضعها في تراكيب ذاكرا الفرق ..

٥ ـ قال المعري :

رويدك قد خدعت وأنت غرّ

بصاحب حيلة يعظ النساء

ما معنى اسم الفعل في البيت؟ وما نوعه؟ وكيف تعربه؟ وهل هناك إعراب آخر له؟

٦ ـ هات جملا تشتمل على أسماء أفعال للماضى .. وللمضارع ـ وللأمر.

٧ ـ مثل لاسم فعل منقول من ظرف وآخر من مصدر وثالث من جار ومجرور.

٨ ـ أعرب البيت الآتي .. واشرحه وهو للبارودي في رثاء زوجه :

هيهات بعدك أن تقر جوانحي

أسفا لبعدك أو يلين مهادي

١١٦

ما لا ينصرف

الصرف تنوين أتى مبيّنا

معنى به يكون الاسم أمكنا (١)

الاسم إن أشبه الحرف سمّى مبنيا ، وغير متمكّن (٢) ، وإن لم يشبه الحرف سمّى معربا ، ومتمكّنا.

ثم المعرب على قسمين :

أحدهما : ما أشبه الفعل ، ويسمّى غير منصرف (٣) ، ومتمكنا غير أمكن (٤).

__________________

(١) الصرف : مبتدأ ، تنوين : خبر ، أتى : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى تنوين ، مبينا : حال منصوب من فاعل أتى ، معنى : مفعول به لاسم الفاعل مبينا منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، به : جار ومجرور متعلق بأمكن ، يكون مضارع ناقص. الاسم : اسمها ، أمكن : خبرها وجملة يكون مع اسمها وخبرها في محل نصب صفة لمعنى.

(٢) أي غير متمكن في باب الاسمية لعدم قبوله الحركات ، كأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.

(٣) أي أشبه الفعل في علتين إحداهما ترجع إلى اللفظ والأخرى إلى المعنى أو في علة تقوم مقام العلتين كما سيأتي. فيمنع من الصرف كما منع الفعل ، وذلك أن الفعل متفرع عن الاسم في اللفظ لاشتقاقه من المصدر ، وفي المعنى لاحتياجه في إيجاد معناه إلى الفاعل الذي لا يكون إلا اسما.

(٤) أي غير زائد التمكن في باب الاسمية لعدم تنوينه.

١١٧

والثاني : ما لم يشبه الفعل ، ويسمّى منصرفا ، ومتمكنا أمكن (١).

وعلامة المنصرف : أن يجرّ بالكسرة مع الألف واللام ، والإضافة ، وبدونهما وأن يدخله الصرف ـ وهو التنوين الذي لغير مقابلة ، أو تعويض ، الدالّ على معنى يستحق به الاسم أن يسمّى أمكن ، وذلك المعنى هو عدم شبهه الفعل ـ نحو «مررت بغلام ، وغلام زيد ، والغلام».

واحترز بقوله «لغير مقابلة» من تنوين «أذرعات» ونحوه ، فإنه تنوين جمع المؤنث السالم ، وهو يصحب غير المنصرف ك «أذرعات وهندات» ـ علم امرأة ـ وقد سبق الكلام في تسميته تنوين المقابلة (٢).

واحترز بقوله : «أو تعويض» من تنوين «جوار ، وغواش» ونحوهما ؛ فإنه عوض من الياء والتقدير : جواري ، وغواشي ، وهو يصحب غير المنصرف ، كهذين المثالين ، وأما المنصرف فلا يدخل عليه هذا التنوين.

ويجرّ بالفتحة إن لم يضف ، أو لم تدخل عليه «أل» نحو «مررت بأحمد» ، فإن أضيف أو أدخلت عليه «أل» جرّ بالكسرة ، نحو «مررت بأحمدكم ، وبالأحمد».

وإنما يمنع الاسم من الصرف إذا وجد فيه علتان من علل تسع ، أو واحدة منها تقوم مقام العلتين والعلل التسع يجمعها قوله (٣) :

__________________

(١) أي زائد التمكن في باب الاسمية.

(٢) تنوين المقابلة هو التنوين الذي يلحق جمع المؤنث السالم وهو في مقابلة النون في جمع المذكر السالم.

(٣) وقد جمعت في بيت واحد وهو قوله :

اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة ،

ركّب وزد عجمة فالوصف قد كملا

١١٨

عدل ، ووصف ، وتأنيث ، ومعرفة

وعجمة ، ثم جمع ، ثم تركيب

والنون زائدة من قبلها ألف

ووزن فعل ، وهذا القول تقريب

وما يقوم مقام علتين منها اثنان ،

أحدهما : ألف التأنيث (١) ، مقصورة كانت ، ك «حبلى» ، أو ممدودة ، ك «حمراء».

والثاني : الجمع المتناهي (٢) ، ك «مساجد ، ومصابيح» ، وسيأتي الكلام عليهما مفصلا.

المنتهي بألف التأنيث :

فألف التأنيث مطلقا منع

صرف الذي حواه كيفما وقع (٣)

* * *

قد سبق أن ألف التأنيث تقوم مقام علتين ـ وهو المراد هنا ـ فيمنع ما فيه ألف التأنيث من الصرف مطلقا ، أي : سواء كانت الألف مقصورة ، ك «حبلى» أو ممدودة ، ك «حمراء» علما كان ما هي فيه ، ك «زكرياء» أو غير علم كما مثل.

__________________

(١) استقلت ألف التأنيث بالمنع لأن في المؤنث بها فرعية لفظية من جهة التأنيث ومعنوية من جهة لزومها.

(٢) إنما استقل بالمنع لأن فيه فرعية المعنى بدلالته على الجمعية وفرعية اللفظ بخروجه عن صيغ الآحاد العربية لفظا إذ ليس فيها ما يوازنه وحكما لأنه لا يصغر على لفظه كالمفرد ولا يجمع مرة أخرى تكسيرا ولذا سمي منتهى الجمع لانتهاء الجموع.

(٣) مطلقا : حال : وجملة منع في محل رفع خبر المبتدأ ألف ، كيفما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب حال ، وقع : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق والتقدير : كيفما وقع الذي حوى الألف منع الألف صرفه.

١١٩

الوصفية وزيادة الألف والنون :

وزائدا فعلان في وصف سلم

من أن يرى بتاء تأنيث ختم (١)

* * *

أي : يمنع الاسم من الصرف للصفة ، وزيادة الألف والنون ، بشرط أن لا يكون المؤنث في ذلك مختوما بتاء التأنيث ، وذلك نحو «سكران ، وعطشان ، وغضبان» ، فتقول : «هذا سكران ، ورأيت سكران ، ومررت بسكران» ، فتمنعه من الصرف للصفة وزيادة الألف والنون والشرط موجود فيه ، لأنك لا تقول للمؤنثة : «سكرانة» ، وإنما تقول : «سكرى» وكذلك عطشان ، وغضبان ، فتقول : «امرأة عطشى ، وغضبى» ولا تقول : «عطشانة ، ولا غضبانة».

إن كان المذكر على فعلان ، والمؤنث على فعلانة صرفت ، فتقول : «هذا رجل سيفان» أي : طويل ، «رأيت رجلا سيفانا ، ومررت برجل سيفان» ، فتصرفه ؛ لأنك تقول للمؤنثة : «سيفانة» أي : طويلة.

الوصفية ووزن الفعل :

ووصف اصليّ ، ووزن أفعلا

ممنوع تأنيث بتا كأشهلا (٢)

* * *

أي : وتمنع الصفة أيضا ، بشرط كونها أصلية ، أي : غير عارضة ،

__________________

(١) زائدا : مبتدأ خبره محذوف تقديره كذلك ، فعلان : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والمانع الوصفية وزيادة الألف والنون.

(٢) وصف : مبتدأ ، خبره محذوف أي كذلك ، أصلي صفة لوصف. ممنوع : حال من أفعل ، تأنيث : مضاف إليه بتا : جار ومجرور متعلق بتأنيث. كأشهلا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقدير وذلك كائن كأشهلا.

١٢٠