تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٧

والشّكل حتما أوله مجانسا

إن يكن الفتح بوهم لابسا (١)

* * *

إذا كان آخر ما تلحقه ألف الندبة فتحة لحقته ألف الندبة من غير تغيير لها ، فتقول : «وا غلام أحمداه» ، وإن كان غير ذلك وجب فتحه ، إلا إن أوقع في لبس ؛ فمثال ما لا يوقع في لبس قولك في «غلام زيد» «وا غلام زيداه» ، وفي «زيد» : «وا زيداه» ، ومثال ما يوقع فتحه في لبس ، «وا غلامهوه ، وا غلامكيه» وأصله «وا غلامك» بكسر الكاف «وا غلامه» بضم الهاء ، فيجب قلب ألف الندبة بعد الكسرة ياء ، وبعد الضمة واوا ؛ لأنك لو لم تفعل ذلك وحذفت الضمة والكسرة وفتحت وأتيت بألف الندبة ، فقلت : وا غلامكاه ، وا غلامهاه» لالتبس المندوب المضاف إلى ضمير المخاطبة بالمندوب المضاف إلى ضمير المخاطب ، والتبس المندوب المضاف إلى ضمير الغائب بالمندوب المضاف إلى ضمير الغائبة ، وإلى هذا أشار بقوله : «والشكل حتما ـ إلى آخره» أي : إذا شكل آخر المندوب بفتح ، أو ضم ، أو كسر ، فأوله مجانسا له من واو ، أو ياء إن كان الفتح موقعا في لبس ، نحو «وا غلامهوه ، وا غلامكيه» وإن لم يكن الفتح موقعا في لبس فافتح آخره ، وأوله ألف الندبة ، نحو «وا زيداه ووا غلام زيداه».

__________________

(٤) الشكل : مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده أي. أول ، حتما : مفعول مطلق ، أول : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، الهاء مفعول به أول ، مجانسا : مفعول به ثان ، والجملة : تفسيرية لا محل لها ، إن يكن : إن حرف شرط جازم ، يكن : فعل مضارع ناقص ، الفتح : اسمه مرفوع ، بوهم : جار ومجرور متعلق بلابسا ، لابسا : خبر يكن ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق أي : إن يكن الفتح لابسا فأوله.

٨١

وواقفا زد هاء سكت إن ترد

وإن تشأ فالمدّ ، والها لا تزد (١)

* * *

أي : إذا وقف على المندوب لحقه بعد الألف هاء السكت ، نحو : «وا زيداه» ، أو وقف على الألف ، نحو «وا زيدا» ولا تثبت الهاء في الوصل إلا ضرورة كقوله :

٤٨ ـ ألا يا عمرو عمراه

وعمرو بن الزّبيراه (٢)

__________________

(١) واقفا : حال منصوب من فاعل زد ، زد فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، هاء : مفعول به ، سكت : مضاف إليه ، إن : حرف شرط جازم ترد : فعل الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وجواب الشرط محذوف وجوبا دلّ عليه الكلام السابق أي : إن ترد فزد ، إن : حرف شرط جازم ، تشأ : فعل مضارع فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، فالمد : الفاء رابطة لجواب الشرط ، المد : مبتدأ والخبر محذوف تقديره المد الثابت ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط ، والها : الها مفعول به مقدم قصر للضرورة ، لا : ناهية ، تزد : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية بالسكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت.

(٢) قائل هذا البيت غير معروف. وعمرو بن الزبير هو أخو عبد الله بن الزبير ويقال بأن عبد الله قد سجن أخاه عمرا حينما كان واليا على الحجاز وعذبه حتى مات في سجنه.

الإعراب : ألا : أداة استفتاح ، يا : أداة نداء وندبة ، عمرو : منادى مندوب مفرد علم مبني على الضم في محل نصب ، عمراه : توكيد لفظي للمنادى تابع على اللفظ أو المحل فهو مرفوع أو منصوب بضمة أو بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف ، والألف للندبة ، والهاء للسكت ، وعمرو : الواو حرف عطف ، عمرو معطوف على عمرو الأول مرفوع بالضمة الظاهرة ، ابن : صفة لعمرو بحسب المحل منصوب بالفتحة وهو مضاف الزبيراه : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف ، والألف للندبة والهاء للسكت.

الشاهد : «عمراه» فإنه أثبت هاء السكت عند الوصل للضرورة.

٨٢

وقائل : وا عبديا ، وا عبدا

من في النّدا اليا ذا سكون أبدى (١)

أي : إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من سكّن الياء قيل فيه «وا عبديا» بفتح الياء ، وإلحاق ألف الندبة ، أو «يا عبدا» بحذف الياء ، وإلحاق ألف الندبة.

وإذا ندب على لغة من يحذف الياء ويستغنى بالكسرة ، أو يقلب الياء ألفا والكسرة فتحة ويحذف الألف ويستغنى بالفتحة ، أو يقلبها ألفا ويبقيها قيل : «وا عبدا» ليس إلّا.

وإذا ندب على لغة من يفتح الياء يقال : «وا عبديا» ليس إلا.

فالحاصل : أنه إنما يجوز الوجهان ـ أعني : «وا عبديا» و «وا عبدا» على لغة من سكّن الياء فقط ، كما ذكر المصنف (٢).

__________________

(١) قائل : خبر مقدم مرفوع بالضمة ، من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر ، في الندا : جار ومجرور متعلق ب «أبدى» ، اليا : مفعول به مقدم لأبدى ، ذا حال من الياء منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وسكون مضاف إليه ، وجملة : أبدى من الفعل والفاعل المستتر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

(٢) وإذا أضيف المندوب إلى اسم ظاهر مضاف إلى ياء المتكلم نحو «يا غلام غلامي» لم يجز حذف الياء لأن المندوب لم يضف إليها مباشرة ، ويجوز زيادة ألف الندبة بعدها وهاء السكت ، فتقول : «يا غلام غلامي ، أو يا غلام غلاميا ، أو يا غلام غلامياه».

٨٣

أسئلة ومناقشات

١ ـ ما أركان الاستغاثة؟ اكتب أمثلة توضح فيها المستغاث والمستغاث له وأداة الاستغاثة.

٢ ـ علّل لماذا تفتح اللام مع المستغاث؟ ثم وضح حكم هذه اللام مع المستغاث المعطوف؟ ومع المستغاث له؟ هات أمثلة عديدة لذلك.

٣ ـ متى تحذف لام المستغاث؟ وما ذا يعوض عنها؟ اذكر كيف تعرب كلا من المستغاث والمستغاث له مع التوضيح.

٤ ـ ما حكم الاسم المتعجب منه؟ ومتى تحذف لامه؟ مثل له بأمثلة مختلفة وأعرب واحدا منها ..

٥ ـ ما الندبة؟ وما أداتها الخاصة؟ ومتى ينوب عنها غيرها؟ وما شرط الاسم المندوب؟ وهل يندب الموصول؟ وأين تلحق ألف الندبة؟

وما ذا يحذف لأجلها؟ وبم تسمى الهاء في قولهم : «وا غلام زيداه»؟ وضح إجابتك بالأمثلة.

٢ ـ قال النحاة : «تلحق ألف الندبة من غير تغيير إذا كان آخر المندوب مفتوحا وإن كان غير مفتوح وجب فتحه إلا إن أوقع الفتح في لبس». اشرح هذه العبارة بالتفصيل موضحا أين يقع اللبس؟ مع ذكر الأمثلة.

٣ ـ ما الحكم إذا وقف على المندوب؟ ومتى تثبت هاء السكت؟ وكيف ثبتت في قول الشاعر :

ألا يا عمر عمراه

وعمرو بن الزبيراه

٤ ـ وضح كيف يندب الاسم المضاف إلى ياء المتكلم؟ مع ذكر الأمثلة.

٨٤

تمرينات

قال المتنبي : ـ

يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأناس عتوهم في ازدياد

وقال آخر : ـ

يا للرجال وللشّبّان للعجب.

وقال آخر : ـ

يا يزيدا لآمل نيل عز

وغنى بعد فاقة وهوان

وقال امرؤ القيس : ـ

فيالك من ليل كأن نجومه

بكل مغار الفتل شدت بيذبل

وقال المعري : ـ

فوا عجبا كم يدعى الفضل ناقص

وواسفا كم يدعى النقص فاضل

وقال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز : ـ

حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له

وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

اقرأ النصوص السابقة ثم أجب عما يلي : ـ

(أ) اضبط اللامات الثلاثة في البيت الأول .. وبين سرّ الضبط.

(ب) بين أسلوب التعجب من بين النصوص السابقة.

٨٥

(ج) بين أسلوب الندبة وأدواتها والاسم المندوب فيما مر.

(د) بين أسلوب الاستغاثة فيما مر .. وعين المستغاث .. والمستغاث له ..

(ه) وضح لماذا فتحت لام (ويا لأمثال قومي) في البيت الأول وكسرت لام «وللشبان» في البيت الثاني مع أن كليهما معطوف؟

(و) أعرب ما تحته خط من النصوص السابقة.

٢ ـ كوّن جملا تشتمل على الآتي : ـ

(أ) اسم متعجب منه واجب النصب.

(ب) اسم معطوف على المستغاث لامه مكسورة وآخر لامه مفتوحه.

(ج) اسم مندوب لحقت آخره ألف وهاء.

(د) اسم موصول مندوب لحقت آخره ألف وهاء ..

٣ ـ اشرح البيت الآتي ثم أعربه بالتفصيل : ـ

واحر قلباه ممن قلبه شبم (١)

ومن بجسمي وحالي عنده سقم

__________________

(١) شبم : بارد.

٨٦

الترخيم

ترخيما احذف آخر المنادى

كياسعا ، فيمن دعا سعادا (١)

الترخيم في اللغة : ترقيق الصوت ومنه قوله :

٤٩ ـ لها بشر مثل الحرير ، ومنطق

رخيم الحواشي ، لا هراء ، ولا نزر (٢)

أي : رقيق الحواشي ، وفي الاصطلاح : حذف أواخر الكلم في النداء ، نحو «يا سعا» والأصل «يا سعاد».

__________________

(١) ترخيما : مفعول مطلق ، والأصل احذف آخر المنادى حذف ترخيم فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وأعربه إعرابه. يا سعا : يا حرف نداء سعا : منادى مفرد علم مبني على الضمة المقدرة على الدال المحذوفة للترخيم ، في محل نصب على النداء

(٢) البيت لذي الرمة صاحب مية ، بشر : ظاهر الجلد. رخيم : سهل رقيق ، الحواشي : الأطراف ، هراء : فاسد ، نزر : قليل ، يصف مية بنعومة الجلد كالحرير وأن كلامها عذب رقيق ليس بفاسد ولا قليل.

الإعراب : لها : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، بشر : مبتدأ مؤخر ، مثل : صفة لبشر ، وهو مضاف الحرير : مضاف إليه ، ومنطق : الواو عاطفة ، منطق : معطوف على بشر ، رخيم : صفة لمنطق وهو مضاف الحواشي : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل ، لا هراء ، لا نافية ، هراء : صفة ثانية لمنطق ولا نزر الواو عاطفة ، لا نافية نزر معطوف على هراء.

الشاهد : «رخيم الحواشي» استعمل كلمة رخيم بمعنى التسهيل والتليين والرقة ، ليدل على أن الترخيم لغة : الترقيق.

٨٧

وجوّزنه مطلقا في كلّ ما

أنّث بالها ، والذي قد رخّما (١)

بحذفها وفّره بعد ، واحظلا

ترخيم ما من هذه الها قد خلا (٢)

إلا الرباعيّ فما فوق ، العلم

دون إضافة ، وإسناد متمّ (٣)

__________________

(١) جوّزنه : جوّز : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والهاء : مفعول به ، مطلقا : حال من الهاء ، في كل جار ومجرور متعلق ب «جوّز» ما : اسم موصول مضاف إليه أنث : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة صلة الموصول.

(٢) بحذفها : بحذف : جار ومجرور متعلق ب «رخم». بعد : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه ـ لأنه قطع عن الإضافة ونوى معناها ـ وهو متعلق ب «وفّر» واحظلا : الواو عاطفة. احظلا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ومعنى احظل : امنع.

(٣) الرباعيّ ، مستثنى بإلا منصوب بالفتحة الظاهرة. فما : عاطفة ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على الرباعيّ. فوق : مفعول فيه ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب وهو متعلق بمحذوف صلة اسم الموصول. العلم : بدل من الرباعيّ منصوب ، دون ظرف مكان منصوب وهو متعلق بمحذوف حال من العلم ، دون : مضاف ، إضافة : مضاف إليه ، وإسناد معطوف على إضافة ، متم : صفة لإسناد.

٨٨

المنادى المختوم بالتاء :

لا يخلو المنادى من أن يكون مؤنثا بالهاء ، أو لا : فإن كان مؤنثا بالهاء جاز ترخيمه مطلقا ، أي : سواء كان علما ، ك «فاطمة» ، أو غير علم ، ك «جارية» زائدا على ثلاثة أحرف كما مثل ، أو غير زائد على ثلاثة أحرف ، ك «شاه» فتقول : «يا فاطم ، ويا جاري ، وياشا» (١) ومنه قولهم : «ياشا ادجني» أي : أقيمي ، بحذف تاء التأنيث للترخيم ، ولا يحذف منه بعد ذلك شيء آخر ، وإلى هذا أشار بقوله : «وجوزنه» إلى قوله : «بعد».

المنادى المجرد من التاء :

وأشار بقوله : «واحظلا ـ الخ» إلى القسم الثاني ، وهو : ما ليس مؤنثا بالهاء ، فذكر أنه لا يرخّم إلا بثلاثة شروط.

الأول : أن يكون رباعيا فأكثر.

الثاني : أن يكون علما (٢).

الثالث : أن لا يكون مركبا ؛ تركيب إضافة ، ولا إسناد. (٣).

__________________

(١) كلها منادى مبني على الضمة المقدرة على الحرف المحذوف للترخيم على لغة من ينتظر في محل نصب.

(٢) وشذ عند الأكثر قولهم : «يا صاح ، ويا غضنف ، وأطرق كرا» في صاحب وغضنفر وكروان ، وقيل لا شذوذ لأنه يجوز ترخيم النكرة المقصودة ولو مجردة من التاء.

(٣) أجاز الكوفيون ترخيم ذي الإضافة بحذف عجز المضاف إليه تمسكا بقول الشاعر :

يا عرو لا تبعد فكل ابن حرة

سيدعوه داعي ميتة فيجيب

وذكر سيبويه أن ترخيم المركب الإسنادي جائز على قلة لأن من العرب من يقول : «يا تأبط» في تأبط شرا.

٨٩

وذلك ك «عثمان» ، و «جعفر» فتقول : «يا عثم ، ويا جعف».

وخرج ما كان على ثلاثة أحرف ، ك : «زيد وعمرو» ، وما كان على أربعة أحرف غير علم ك «قائم ، وقاعد» وما ركّب تركيب إضافة ، ك «عبد شمس» ، وما ركّب تركيب إسناد ، نحو «شاب قرناها» فلا يرخّم شيء من هذه.

وأما ما ركّب تركيب مزج فيرخّم بحذف عجزه ، وهو مفهوم من كلام المصنف ؛ لأنه لم يخرجه ، فتقول فيمن اسمه «معدى كرب» يا معدى.

المحذوف للترخيم :

ومع الآخر احذف الذي تلا

إن زيد لينا ساكنا مكمّلا (١)

أربعة فصاعدا ، والخلف ـ في

واو وياء بهما فتح ـ قفي (٢)

أي : يجب أن يحذف مع الآخر ما قبله إن كان زائدا لينا ، أي : حرف لين ، ساكنا ، رابعا فصاعدا ، وذلك نحو «عثمان ، ومنصور ، ومسكين» فتقول : «يا عثم ، يا منص ، يا مسك».

فإن كان غير زائد ، كمختار ، أو غير لين ، كقمطر ، أو غير ساكن كقنوّر ، (٣) أو غير رابع كمجيد ، لم يجز حذفه ، فتقول : يا مختا ، ويا قمط ، ويا قنوّ ، ويا مجي».

__________________

(١) مع الآخر : مع مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق باحذف. الآخر : مضاف إليه ، احذف : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(٢) أربعة : مفعول به لاسم الفاعل مكمّلا في البيت السابق. فصاعدا : الفاء حرف عطف صاعدا : حال من فاعل فعل محذوف أي فذهب عدد الحروف صاعدا.

(٣) قنّور : الشرس الصعب من كل شيء.

٩٠

وأما فرعون ونحوه ـ وهو ما كان قبل واوه فتحة ، أو قبل يائه فتحة كغرنيق (١) ـ ففيه خلاف ، فمذهب الفرّاء والجرمي أنهما يعاملان معاملة مسكين ومنصور ، فتقول ـ عندهما ـ : «يا فرع ، ويا غرن» ، ومذهب غيرهما من النحويين عدم جواز ذلك فتقول ـ عندهم ـ : «يا فرعو ، ويا غرني».

* * *

والعجز احذف من مركّب وقلّ

ترخيم جملة ، وذا عمرو نقل (٢)

* * *

تقدم أن المركب تركيب مزج يرخّم ، وذكر هنا أن ترخيمه يكون بحذف عجزه ، فتقول في «معدي كرب» : «يا معدي» ، وتقدم أيضا أن المركّب تركيب إسناد لا يرخّم ، وذكر هنا أنه يرخّم قليلا ، وأن عمرا ـ يعني سيبويه ، وهذا اسمه ، وكنيته : أبو بشر ، وسيبويه : لقبه ـ نقل ذلك عنهم ، والذي نصّ عليه سيبويه في باب الترخيم أن ذلك لا يجوز ، وفهم المصنف عنه من كلامه في بعض أبواب النّسب جواز ذلك ، فتقول في «تأبط شرا» : «يا تأبط» (٣).

__________________

(١) غرنيق : طير من طيور الماء طويل العنق.

(٢) العجز : مفعول به مقدم لا حذف. وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ أول. عمرو : مبتدأ ثان ، نقل : فعل ماض والفاعل هو. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول.

(٣) يا تأبط : منادى مفرد علم مبني على الضمة المقدرة على العجز المحذوف شرا ، للترخيم في محل نصب.

٩١

حكم المرخم :

وإن نويت ـ بعد حذف ـ ما حذف

فالباقي استعمل بما فيه ألف (١)

واجعله ـ إن لم تنو محذوفا ـ كما

لو كان بالآخر وضعا تمّما (٢)

فقل على الأول في ثمود : «يا

ثمو» ، و «يا ثمي» على الثاني بيا

* * *

يجوز في المرخّم لغتان ، إحداهما : أن ينوى المحذوف منه ، والثانية : أن لا ينوى ، ويعبّر عن الأولى بلغة من ينتظر الحرف ، وعن الثانية بلغة من لا ينتظر الحرف.

فإذا رخّمت على لغة من ينتظر تركت الباقي بعد الحذف على ما كان عليه ، من حركة ، أو سكون ، فتقول في «جعفر» : يا جعف» وفي

__________________

(١) إن : حرف شرط جازم ، نويت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك في محل جزم فعل الشرط ، والتاء : فاعل. ما : اسم موصول مفعول به مبني على السكون في محل نصب. وجملة حذف من الفعل ونائب فاعله صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. فالباقي : الفاء : رابطة لجواب الشرط. الباقي : مفعول به مقدم استعمل ، استعمل : فعل أمر والفاعل أنت والجملة في محل جزم جواب الشرط.

(٢) اجعل فعل أمر والفاعل أنت ، إن : حرف شرط جازم ، لم حرف نفي وجزم وقلب تنو : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل أنت ، محذوفا : مفعول به منصوب.

كما لو : الكاف حرف جر ، ما : زائدة ، ولو : مصدرية ، وكان ناقصة واسمها وهو يعود إلى الباقي ، بالآخر : جار ومجرور متعلق ب «تمم» وضعا منصوب بنزع الخافض ، تمم : ماض مبني للمجهول ونائب فاعله هو والجملة في محل نصب خبر كان ولو المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بالكاف متعلق بمحذوف المفعول الثاني لا جعله والتقدير : اجعله ككونه متمما بالآخر في الوضع إن لم تنو محذوفا.

٩٢

«حارث» : «يا حار» ، وفي «قمطر» : «يا قمط» (١).

وإذا رخّمت على لغة من لا ينتظر عاملت الآخر بما يعامل به لو كان هو آخر الكلمة وضعا ، فتبنيه على الضم ، وتعامله معاملة الاسم التامّ ، فتقول : «يا جعف ، ويا حار ، ويا قمط» بضمّ الفاء والراء والطاء.

وتقول في «ثمود» على لغة من ينتظر الحرف : «يا ثمو» بواو ساكنة ، وعلى لغة من لا ينتظر تقول : «يا ثمي» فتقلب الواو ياء والضمة كسرة ؛ لأنك تعامله معاملة الاسم التامّ ، ولا يوجد اسم معرب آخره واو قبلها ضمة إلا ويجب قلب الواو ياء ، والضمة كسرة (٢).

* * *

والتزم الأوّل في ك «مسلمه»

وجوّز الوجهين في ك «مسلمه» (٣)

__________________

(١) تقول في إعراب «يا جعف ، يا حار ،» منادى مرخم مفرد علم مبني على الضمة المقدرة على الحرف المحذوف للترخيم على لغة من ينتظر في محل نصب على النداء يا قمط : منادى مرخم نكرة مقصودة مبني على الضمة المقدرة على الحرف المحذوف للترخيم على لغة من ينتظر والقمطر هو الجمل القوي الضخم ، والرجل القصير ، وهو ما يصان فيه الكتب.

(٢) وعلى هذا تقول في ترخيم علاوة يا علاو على لغة من ينتظر ، ويا علاء على لغة من لا ينتظر وقلب الواو همزة لتطرفها بعد ألف زائدة مثل كساء ، وفي ترخيم ، كروان يا كرو على لغة من ينتظر ، يا كرا على لغة من لا ينتظر وقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

(٣) جوّز : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، الوجهين مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

٩٣

إذا رخّم ما فيه تاء التأنيث ـ للفرق بين المذكر والمؤنث ، ك «مسلمة» وجب ترخيمه على لغة من ينتظر الحرف ، فتقول : «يا مسلم» بفتح الميم ، ولا يجوز ترخيمه على لغة من لا ينتظر الحرف ، فلا تقول : «يا مسلم» ـ بضم الميم» لئلا يلتبس بنداء المذكر.

وأما ما كانت فيه التاء لا للفرق ، فيرخم على اللغتين ، فتقول في «مسلمة» علما : «يا مسلم» بفتح الميم وضمها.

* * *

ترخيم غير المنادى :

ولاضطرار رخّموا دون ندا

ما للندا يصلح نحو «أحمدا»

* * *

قد سبق أن الترخيم حذف أواخر الكلم في النداء ، وقد يحذف للضرورة آخر الكلمة في غير النداء ، بشرط كونها صالحة للنداء (١) ، ك «أحمد» ومنه قوله :

__________________

(١) وأن يكون زائدا على ثلاثة أحرف أو بناء التأنيث ولا تشترط العلمية ـ وقد أجمعوا على جواز هذا الترخيم على لغة من لا ينتظر كما هو في قوله طريف بن مال فحذف الكاف وجعل الباقي من الاسم بمنزلة اسم لم يحذف منه شيء ولذلك نوّنه وأما على لغة من ينتظر فأجازه سيبويه ومنعه المبرد ويدل على الجواز قول جرير.

ألا أضحت حبالكم رماما

وأضحت منك شاسعة أماما

فأمام أصلها أمامة. وهي اسم أضحت فحذف التاء وترك بقية الاسم على حاله على لغة من ينتظر.

٩٤

٥٠ ـ لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر (١)

أي : طريف بن مالك.

الاختصاص (٢)

الاختصاص كنداء دون يا

ك «أيها الفتى» بإثر «ارجونيا»

__________________

(١) البيت لامرىء القيس. تعشو : تقصد ، الخصر : شدة البرد يمدح طريف ابن مالك بأنه رجل كريم يوقد النيران ليلا ليقصدها الناس وقت الحاجة واشتداد البرد الإعراب. الفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، تعشو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة في محل نصب حال. إلى ضوء : جار ومجرور متعلق بتعشو ، نار مضاف والهاء مضاف إليه ، طريف : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره الممدوح طريف أو مبتدأ خبره جملة نعم الفتى. بن : صفة طريف وهو مضاف مال مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ليلة : مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بتعشو. ليلة مضاف ، الجوع : مضاف إليه ، والخصر : معطوف على الجوع.

الشاهد : «بن مال» فإنه رخم مال من غير أن يكون منادى على لغة من لا ينتظر للضرورة وأصله مالك.

(٢) الاختصاص : لغة اختصه بالشيء أي : قصره عليه. واصطلاحا : قصر حكم مسند لضمير على اسم ظاهر يذكر بعده.

والدافع إلى الاختصاص :

١ ـ بيان المقصود بالضمير مثل «نحن العرب نكرم الضيف».

٢ ـ الفخر مثل «عليّ أيها الشجاع يعتمد عليه في المعارك».

٣ ـ التواضع ، إني أيها المسكين محتاج إلى العفو.

٩٥

وقد يرى ذا دون «أيّ» تلو «أل»

كمثل «نحن العرب أسخى من بذل» (١)

الاختصاص يشبه النداء لفظا ويخالفه من ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه لا يستعمل معه حرف النداء.

والثاني : أنه لا بد أن يسبقه شيء.

والثالث : أن تصاحبه الألف واللام. (٢)

وذلك كقولك : «أنا أفعل كذا أيها الرجل (٣) ، ونحن العرب أسخى الناس» ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة».

وهو منصوب بفعل مضمر (٤) والتقدير : «أخصّ العرب ، وأخصّ معاشر الأنبياء».

__________________

(١) والاسم المخصوص أي الاسم الظاهر على أربعة أنواع :

١ ـ أيها وأيتها ويبنيان على الضم ويوصفان باسم محلى بأل واجب الرفع مثل : «أنا أيها البطل أدافع عن الوطن».

٢ ، ٣ ـ معرف بأل ، أو بالإضافة ، مثل : «نحن الجنود حماة الديار» ، و «نحن معشر الطلاب نحب النظام».

٤ ـ علم وهو قليل ومنه قول بعضهم «بنا تميما يكشف الضباب».

(٢) وكذلك يخالف النداء أنه يشترط أن يقدم عليه اسم بمعناه والغالب كونه ضمير المتكلم وقد يكون ضمير المخاطب كقول بعضهم : «بك الله نرجو الفضل».

وكذلك يخالفه أنه يقل كونه علما وأنه ينصب مع كونه مفردا معرفة. وكذلك أن أيّا توصف في النداء باسم الإشارة فتقول يا أيهذا ، أما هنا فلا توصف به.

(٣) أيها الرجل : أي : اسم مبني على الضم في محل نصب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وها للتنبيه الرجل بدل من أي مرفوع بالضمة.

(٤) بفعل مضمر أي محذوف وجوبا تقديره أخص. وجملة الاختصاص المحذوفة لا محل لها من الإعراب اعتراضية إذا وقعت في أثناء الكلام ، كما في «نحن العرب نكرم الضيف». وهي في محل نصب على الحال من الضمير قبلها إذا وقعت بعد تمام الكلام كما في «اللهم اغفر لنا أيتها العصابة».

٩٦

أسئلة ومناقشات

١ ـ ماذا يقصد النحاة بالترخيم؟ ومتى يرخم الاسم مطلقا؟ وما الذي يحذف منه؟. مثل لما تقول ..

٢ ـ كيف ترخم الأسماء غير المختومة بهاء التأنيث؟ اذكر شروط ذلك بالتفصيل ومثل لما تقول ..

٣ ـ ما الذي يحذف من المرخم؟ ومتى يحذف حرف آخر مع الحرف الأخير ..؟ فصل القول في ذلك مع التمثيل.

٤ ـ كيف ترخم نحو «مختار وقمطر وقنوّر ومجيد وفرعون وغرنيق» من الأسماء؟ وضح ذلك مع التعليل.

٥ ـ اشرح كيفية ترخيم المركب والجملة مع التمثيل؟

٦ ـ ما المقصود بلغة من ينتظر؟ ولغة من لا ينتظر؟. وما ذا يترتب على ذلك؟ مثل لذلك بأمثلة توضح الفرق بينهما .. ثم اذكر متى يجب ترخيم الاسم على لغة من ينتظر؟

٧ ـ كيف تعرب الاسم المرخم؟ وما شرط ترخيم غير المنادى؟ مثل لذلك.

٨ ـ عرف الاختصاص .. واذكر الفرق بين الاسم المختص والمنادى مع التمثيل ..

٩ ـ ما أنواع الاسم المنصوب على الاختصاص؟ وما الذي يكثر من ذلك؟

وما الذي يقل؟ مثل لما تقول.

٩٧

١٠ ـ كيف تعرب الاسم المختص؟ وما موقع جملة الاختصاص؟ وما الذي يجب أن يسبق الاسم المختص؟ مثل ووجه.

١١ ـ اشرح بالتفصيل الباعث على الاختصاص ممثلا لما تقول ...

١٢ ـ من أنواع الاسم المختص (أيّ وأيّة) ما حكم تابعهما؟ وكيف تعربهما؟ مثل.

٩٨

تمرينات

١ ـ اقرأ النص الآتي : ـ

«ليعرف العالم كلّه أنا أبناء الإسلام نرفض المذلة ، وأن علينا نحن المسلمين حقوقا للضعفاء ـ وأن مبدأنا أيها المؤمنون حماية الحقوق وصيانة الكرامات .. فالتفت يا صاح إلى ما خصك الله به من مباديء وما ألزمك به من واجبات .. وعلينا معشر المسلمين أن نرجع إلى أمجادنا ومآثرنا بذلك يعود إلينا عزنا ونسود العالم».

(أ) ضع خطا تحت كل اسم منصوب على الاختصاص .. ثم اذكر نوعه.

(ب) وضح الباعث على كل اختصاص مما سبق.

(ج) أعرب (وأن مبدأنا أيها المؤمنون حماية).

(د) أين الفعل الناصب للاسم المختص؟ وما موقع جملة الاختصاص؟

(ه) في النص اسم مرخم عينه وبيّن كيف تعربه؟ واذكر هل ترخيمه قياسي؟

(و) أعرب ما تحته خط من النص كله ...

٢ ـ قال الشاعر : ـ

فقلت لها يا عزّ كلّ مصيبة

متى وطنت يوما لها النفس ذلت

إنا ـ بنى منقر ـ إنّا ذوو حسب

فينا سراة بني سعد وناديها

٩٩

أفاطم لو شهدت ببطن خبت

وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا

يا أسم صبرا على ما كان من حدث

إن الحوادث ملقي ومنتظر

أبا عرو لا تبعد فكل ابن حرة

سيدعوه داعي ميتة فيجيب

(أ) استخرج من الأبيات السابقة الأسماء المرخمة واضبطها جميعا بالشكل وأعرب واحدا منها على لغة من ينتظر ... ثم على لغة من لا ينتظر.

(ب) هل هذه الأسماء مرخمة ترخيما قياسيا؟ وضح ذلك ...

(ج) عيّن اسما منصوبا على الاختصاص .. وبين نوعه .. ثم أعربه تفصيلا (غير السابق).

(د) أعرب ما تحته خط من الأبيات السابقة.

٣ ـ استعمل «أي وأيّة» في أربع جمل مفيدة بحيث تكون كل منهما منادى في جملة .. ومنصوبة على الاختصاص في الأخرى .. ثم وازن بينهما ...

٤ ـ كوّن جملا تشتمل على ما يأتي : ـ

(أ) اسم محلي (بأل) منصوب على الاختصاص.

(ب) اسم مضاف منصوب على الاختصاص.

(ج) لفظ «أيّ» منصوب على الاختصاص.

(ه) اسم مرخم على لغة من ينتظر وجوبا.

(و) كلمة «ثمود» مرخمة على لغة من ينتظر مرة وعلى لغة من لا ينتظر مرة مع بيان الفرق.

١٠٠