تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٤

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤٧

أحكام تابع المنادى

فصل

١ ـ ما يجب نصبه :

تابع ذي الضمّ المضاف دون أل

ألزمه نصبا ، ك «أزيد ذا الحيل» (١)

* * *

أي : إذا كان تابع المنادى المضموم مضافا غير مصاحب للألف واللام وجب نصبه (٢) ، نحو «يا زيد صاحب عمرو».

__________________

(١) تابع : مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده أي : ألزم تابع ، وهو مضاف ذي : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف الضم مضاف إليه ، المضاف : صفة ل «تابع» منصوب ، دون ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من تابع ، «أل» قصد اللفظ مضاف إليه. ألزم : فعل أمر : فاعله مستتر وجوبا تقديره أنت ، والهاء : مفعول به أول ، نصبا : مفعول ثان أزيد الهمزة حرف نداء زيد منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب. ذا الحيل ، ذا : صفة لزيد مراعاة للمحل منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة والحيل : مضاف إليه.

(٢) هذا إذا كانت إضافته محضة أما إذا كانت إضافته لفظية كاسم الفاعل المضاف إلى مفعوله نحو «يا رجل ضارب زيد». قال الرضي يجوز فيه الرفع والنصب ، وقال السيوطي بوجوب نصبه.

٦١

٢ ـ ما يجوز نصبه ورفعه :

وما سواه انصب ، أو ارفع ، واجعلا

كمستقل نسقا وبدلا

* * *

أي : ما سوى المضاف المذكور يجوز رفعه ونصبه ـ وهو المضاف المصاحب لأل ، والمفرد ـ فتقول : «يا زيد الكريم الأب» برفع «الكريم» ونصبه ، و «يا زيد الظريف» برفع «الظريف» ونصبه ، وحكم عطف البيان والتوكيد حكم الصفة ، فتقول : «يا رجل زيد وزيدا» بالرفع والنصب والتوكيد : «يا تميم أجمعون ، وأجمعين».

وأما عطف النّسق والبدل ففي حكم المنادى المستقل ، فيجب ضمه إذا كان مفردا ، نحو «يا رجل زيد» و «يا رجل وزيد» ، كما يجب الضم لو قلت : «يا زيد» ، ويجب نصبه إن كان مضافا ، نحو «يا زيد أبا عبد الله» و «يا زيد وأبا عبد الله» كما يجب نصبه لو قلت : «يا أبا عبد الله».

وإن يكن مصحوب «أل» ما نسقا

ففيه وجهان ورفع ينتقى

* * *

أي : إنما يجب بناء المنسوق على الضمّ إذا كان مفردا معرفة بغير «أل» فإن كان ب «أل» جاز فيه وجهان : الرفع ، والنصب ، والمختار ـ عند الخليل وسيبويه ، ومن تبعهما ـ الرفع وهو اختيار المصنف ، لهذا قال : «ورفع ينتقى» أي يختار ، فتقول : «يا زيد والغلام» بالرفع والنصب ، ومنه قوله تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ)(١) برفع «الطير»

__________________

(١) الآية ١٠ سورة سبأ وتمامها : «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ».

٦٢

ونصبه (١).

٣ ـ ما يجب رفعه مراعاة للفظ :

وأيّها ، مصحوب «أل» بعد صفه

يلزم بالرّفع لدى ذي المعرفه

وأيّهذا أيّها الذي ورد

ووصف أي بسوى هذا يردّ

يقال : «يا أيها الرجل ، ويا أيّهذا ، ويا أيّها الذي فعل كذا» (٢) ، ف «أيّ» منادى مفرد مبني على الضم ، و «ها» زائدة ، و «الرجل» صفة لأي ، ويجب رفعه عند الجمهور ، لأنه هو المقصود بالنداء ، وأجاز المازنيّ نصبه قياسا على جواز نصب «الظريف» في قولك : «يا زيد الظريف» بالرفع والنصب.

ولا توصف «أي» إلا باسم جنس محلّى بأل ، كالرجل ، أو باسم الإشارة ، نحو «يا أيهذا أقبل» أو بموصول محلّى بأل ، نحو «يا أيّها الذي فعل كذا».

تابع اسم الاشارة :

وذو إشارة كأي في الصّفه

إن كان تركها يفيت المعرفه

__________________

(١) والمختار في المعطوف عند الخليل وسيبويه والمازني الرفع لما فيه من مشاكلة الحركة وخرجوا قراءة السبعة والطير بالنصب على أنه عطف على فضلا في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً) وقال المبرد إن كانت أل للتعريف كما في الآية فالمختار النصب لأن المعرف يشبه المضاف وإلّا فالمختار الرفع في مثل اليسع والحارث والعباس.

(٢) أيها : أيّ : منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب ، وها : للتنبيه ، والرجل وذا ، والذي تعرب صفة وقيل عطف بيان أو بدل ، وقيل إن كان مشتقا فهو نعت وإن كان جامدا فهو عطف بيان أو بدل.

٦٣

يقال : «يا هذا الرجل» فيجب رفع «الرجل» إن جعل «هذا» وصلة لندائه ، كما يجب رفع صفة «أي» ، وإلى هذا أشار بقوله : «إن كان تركها يفيت المعرفة» ، فإن لم يجعل اسم الإشارة وصلة لنداء ما بعده لم يجب رفع صفته ، بل يجوز الرفع والنصب.

المنادى المفرد ثم يكرر مضافا :

في نحو «سعد سعد الأوس» ينتصب

ثان ، وضمّ وافتح أوّلا تصب

يقال : «يا سعد سعد الأوس» و

٤٥ ـ يا تيم تيم عدىّ (١).

__________________

(١) هذه قطعة من بيت لجرير من قصيدة يهجو فيها عمر بن لجأ التيمي والبيت هو :

يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم

لا يلقينّكم في سوءة عمر

لا أبالكم : قد تستعمل للمدح أي لا أب يشبه أباكم ، وقد تستعمل للذم أي : لا أب لكم معروف ، وقد تستعمل في كل كلام يغلظ فيه على المخاطب ، يلقي يرمي ، سوءة : الفعلة القبيحة.

الإعراب : يا : حرف نداء ، تيم : منادى مفرد علم مبني على الضم ، أو :

١ ـ منادى منصوب مضاف إلى ما بعد الثاني والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه وهو مذهب سيبويه.

٢ ـ أو منادى مضاف إلى محذوف مماثل إلى ما أضيف إليه الثاني ، وهو مذهب المبرد.

٣ ـ أو أن الاسمين تيم تيم مضافان لعديّ ولا إقحام ولا حذف وهو مذهب الفراء

٤ ـ أو أن الاسمين ركبا تركيب خمسة عشر ثم أضيفا ففتحتهما فتحة بناء لا فتحة إعراب ومجموعهما منادى مضاف.

تيم : الثاني منادى مضاف بأداة نداء محذوفة ، أو توكيد ، أو عطف بيان ، أو بدل ، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعني. لا أبا لكم : لا نافية للجنس ، أبا : اسم لا مبني على الفتحة المقدرة على الألف لاستعماله كالاسم المقصور في محل نصب لكم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا. أو

٦٤

٤٦ ـ ويا زيد زيد اليعملات (١)

فيجب نصب الثاني ، ويجوز في الأول : الضمّ ، والنصب.

فإن ضمّ الأول كان الثاني منصوبا : على التوكيد ، أو على إضمار «أعنى» ، أو على البدلية ، أو عطف البيان ، أو على النداء.

وإن نصب الأول : فمذهب سيبويه أنه مضاف إلى ما بعد الاسم الثاني ، وأن الثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه ، ومذهب المبرد أنه مضاف إلى محذوف مثل ما أضيف إليه الثاني ، وأن الأصل : «يا تيم عديّ تيم عديّ» فحذف «عديّ» الأول لدلالة الثاني عليه.

__________________

لا : نافية للجنس ، أبا : اسمها منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، لكم : اللام مقحمة بين «أبا» المضاف و «كم» مضاف إليه. وخبر لا محذوف أي لا أبا لكم ممدوح أو مذموم. لا يلقينكم : لا ناهية ، يلقي : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا. ونون التوكيد : حرف ، والكاف : مفعول به ، والميم : علامة الجمع ، في سوءة : جار ومجرور متعلق بيلقي عمر. فاعل.

الشاهد : «يا تيم تيمم» فإنه كرر لفظ المنادى وقد أضيف ثاني اللفظين ففي الأول جواز الضم والنصب والثاني واجب النصب.

(١) هذه قطعة من بيت لعبد الله بن رواحة الأنصاري في زيد بن أرقم والبيت بتمامه :

يا زيد زيد اليعملات الذّبّل

تطاول الليل عليك فانزل

اليعملات جمع يعملة وهي الناقة الفارهة : الجيّدة السير. الذّبّل : جمع ذابل وذابلة أي ضامرة من طول السفر ينادي زيدا الحادي للنوق الضامرة بأن الليل قد طال عليه فيجب أن يقيم ليريح إبله.

الإعراب : يا زيد زيد : كإعراب يا تيم تيم في البيت السابق. اليعملات : مضاف إليه ، الذبّل : صفة لليعملات مجرور بالكسرة. تطاول فعل ماض مبني على الفتح ، الليل : فاعل. عليك : جار ومجرور متعلق ب «تطاول» فانزل : الفاء استثنافية انزل : فعل أمر. والفاعل أنت.

الشاهد : «يا زيد زيد» فإنه كرر لفظ المنادى وقد أضيف ثاني اللفظين ويجوز في الأول الضم والنصب ، ويجب نصب الثاني. كما هو مبين في إعراب البيت السابق.

٦٥

أسئلة ومناقشات

١ ـ متى يجب نصب تابع المنادى المضموم؟ ومتى يجوز نصبه ورفعه؟ مثل لما تقول.

٢ ـ ما حكم تابع المنادى إذا كان بيانا أو تأكيدا؟ وما حكمه إن كان نسقا أو بدلا؟ وضّح هذا مع التفصيل والتمثيل ..

٣ ـ ما حكم «أيّ» في النداء؟ وما نوع «ها» المتصلة بها؟ وكيف يعرب المحلى «بأل» بعد «أيّ»؟ مثل لما تقول ..

٤ ـ بماذا توصف (أيّ) في النداء؟ مثل لها في جميع الأحوال ..

٥ ـ إذا وقع اسم الإشارة منادى فمتى يجب رفع المحلى (بأل) بعده؟ ومتى يجوز فيه الرفع والنصب مثّل ووجه.

٦ ـ بين الأوجه الجائزة في (سعد» الأول و (سعد) الثاني : من قولك : «يا سعد سعد الأوس» ووجه ما تقول ..

٦٦

تمرينات

قال تعالى :

١ ـ (أ) «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ (١) ورسوله».

(ب) (اٰ أَيُّهَا لنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ للَّـهِ حَقٌّ) (٢).

(ج) (اٰ أَيَّتُهَا لنَّفْسُ لْمُطْمَئِنَّةُ) (٣).

وقال الشاعر :

(د) أيهذا الشاكي وما بك داء

كيف تغدو إذا غدوت عليلا

اقرأ النصوص السابقة ثم أجب عما يلي : ـ

(أ) بما ذا وصفت «أي» في النص الأول؟ ثم في الثاني؟ ثم في الرابع

(ب) كيف تعرب هذه الصفات؟

(ج) لماذا ذكّرت (أيّ) في النص الثاني وأنّثت في الثالث؟

(د) أعرب ما تحته خط.

٢ ـ قال تعالى :

(يَـٰجِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ وَلطَّيْرَ) (٤) ـ (قُلْ اٰ أَيُّهَا لْكَـٰفِرُونَ) (٥).

__________________

(١) آية ١ سورة الحجرات.

(٢) آية ٥ سورة فاطر.

(٣) آية ٢٧ سورة الفجر.

(٤) آية ١٠ سورة سبأ.

(٥) أول سورة الكافرون.

٦٧

وقالت الخنساء :

يا صخر ورّاد ماء قد تناذره

أهل الموارد ما في ورده عار

وتقول أنت :

يا عرب أجمعون.

(أ) بيّن فيما مر تابع المنادى ونوعه وما يجوز فيه وجهان ..

وما يتحتم فيه وجه واحد .. ثم أعربه مع التعليل لما تذكر.

(ب) بين نوع المنادى وإعرابه فيما سبق.

٣ ـ أعرب البيت الآتي وهو لطرفة بن العبد : ـ

ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوغى

وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدى؟

٤ ـ بين مواضع الاستشهاد فيما يلي : ـ

قال تعالى :

(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ لثَّقَلَانِ) (١) ـ «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا (٢) ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا».

وقال الشاعر : ـ

يا تيم تيم عدي لا أبا لكم

لا يلقينّكم في سوءة عمر

__________________

(١) آية ٣١ سورة الرحمن.

(٢) آية ١٤٧ سورة آل عمران.

٦٨

المنادى المضاف الى ياء المتكلم

واجعل منادى صحّ إن يضف ليا

كعبد عبدي عبد عبدا عبديا

إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم : فإمّا أن يكون صحيحا ، أو معتلا.

فإن كان معتلّا فحكمه كحكمه غير منادى ، وقد سبق حكمه في المضاف إلى ياء المتكلم (١).

وإن كان صحيحا جاز فيه خمسة أوجه :

أحدها : حذف الياء ، والاستغناء بالكسرة ، نحو «يا عبد» ، وهذا هو الأكثر (٢).

الثاني : إثبات الياء ساكنة ، نحو «يا عبدي» وهو دون الأول في الكثرة.

الثالث : قلب الياء ألفا ، وحذفها ، والاستغناء عنها بالفتحة ، نحو «يا عبد» (٣)

__________________

(١) فإن ياء المتكلم معه واجبة الثبوت والفتح نحو «يا فتاي ويا قاضيّ» : فتاي : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على الألف للتعذر ، قاضيّ : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها تعذرها مع سكون الإدغام ، وياء المتكلم في كليهما ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(٢) يا عبد : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم المحذوفة للتخفيف ، والياء المحذوفة مضاف إليه.

(٣) يا عبد : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف المنقلبة عن ياء المتكلم والمحذوفة للتخفيف ، والألف المنقلبة عن الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

٦٩

الرابع : قلبها ألفا ، وإبقاؤها ، وقلب الكسرة فتحة ، نحو «يا عبدا» (١).

الخامس : إثبات الياء. محرّكة بالفتح ، نحو «يا عبدي».

* * *

المنادى المضاف إلى مضاف الى ياء المتكلم :

وفتح أو كسر وحذف اليا استمرّ

في نحو «يا ابن أمّ ، يا ابن عمّ لا مفرّ»

* * *

إذا أضيف المنادى إلى مضاف إلى ياء المتكلم وجب إثبات الياء ، إلا في «ابن أم» و «ابن عم» فتحذف الياء منهما لكثرة الاستعمال ، وتكسر الميم أو تفتح ، فتقول : «يا ابن أمّ أقبل» (٢) و «يا ابن عمّ لا مفرّ» بفتح الميم وكسرها.

وفي النّدا «أبت ، أمّت» عرض

واكسر أو افتح ، ومن اليا التّا عوض

__________________

(١) يا عبدا : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف المنقلبة عن ياء المتكلم والألف المنقلبة عن ياء المتكلم مضاف إليه.

(٢) يا ابن أمّ : ابن منادى مضاف منصوب ، أمّ : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف ، والياء المحذوفة : مضاف إليه.

(ب) يا ابن أمّ : اسمان مبنيان على الفتح في محل نصب فهما منادى مضاف. ابن أم مضاف والياء المقدرة مضاف إليه.

(ج) يا ابن أمّ : ابن منادى مضاف منصوب أم مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف المنقلبة عن الياء المحذوفة للتخفيف والألف المحذوفة مضاف إليه.

٧٠

يقال في النداء : «يا أبت ، ويا أمّت» (١) بفتح التاء وكسرها ، ولا يجوز إثبات الياء ، فلا تقول : «يا أبتي ، ويا أمّتي» ؛ لأنّ التاء عوض من الياء ، فلا يجمع بين العوض والمعوّض منه.

__________________

(١) يا أبت : منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة التاء والتاء حرف لا محل له من الإعراب وأب مضاف والياء المحذوفة المعوض عنها تاء التأنيث ـ مضاف إليه.

٧١

أسئلة ومناقشات

١ ـ اذكر الأوجه الجائزة في المنادى الصحيح الآخر المضاف إلى ياء المتكلم ـ ووضح ذلك بالأمثلة.

٢ ـ متى يجب إثبات ياء المتكلم؟ ومتى يجوز حذفها؟ مثل لكل حالة.

٣ ـ متى تأتي التاء عوضا عن ياء المتكلم؟ مثل.

٧٢

تمرينات

١ ـ بيّن ما يجوز من الأوجه في : (يا غلامي) اكتبها بالترتيب :.

٢ ـ بيّن ما يجوز من الأوجه في : (يا ابن أخي ـ يا ابن عمّ).

٣ ـ بيّن ما يجوز من الأوجه في : (يا أبي ـ يا أبت).

٤ ـ كوّن جملا تشتمل على منادى مقصور مضاف إلى ياء المتكلم ..

ومنادى منقوص مضاف إلى ياء المتكلم ـ ومنادى مضاف إلى مضاف إلى ياء المتكلم ـ ومنادى مثنى مضاف إلى ياء المتكلم ـ ومنادى جمع مذكر سالم مضاف إلى ياء المتكلم ـ ومنادى حذفت منه ياء المتكلم وعوضت عنها التاء.

٥ ـ قال تعالى : (قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي)

(أ) كيف تضبط كلمة (أم) في النص القرآني؟

(ب) أعرب ما تحته خط منه.

٧٣

أسماء لازمت النداء

و «فل» بعض ما يخصّ بالندا

«لؤمان ، نومان» كذا ، واطردا

في سبّ الانثى وزن «يا خباث»

والأمر هكذا من الثلاثي

وشاع في سبّ الذكور فعل

ولا تقس ، وجرّ في الشعر «فل»

* * *

من الأسماء ما لا يستعمل إلا في النداء ، نحو «يا فل» (١) أي : يا رجل ، و «يا لؤمان» للعظيم اللؤم ، و «يا نومان» للكثير النوم ، ، وهو مسموع.

وأشار بقوله «واطردا في سبّ الانثى» إلى أنه ينقاس في النداء استعمال «فعال» مبنيّا على الكسر في ذمّ الأنثى وسبّها ، من كلّ فعل ثلاثي (٢) ، نحو «يا خباث ، ويا فساق ، ويا لكاع» (٣).

__________________

(١) فل للمذكر وفلة للمؤنث فمذهب الكوفيين أن أصليهما فلان وفلانة حذفت منهما الألف والنون للترخيم وكلها كنايات عن الأعلام الشخصية لمن يعقل ، وردّ بأنهما لو كانا مرخمين لقيل في الأول فلا وفي الثاني فلان. والصحيح عند سيبويه والبصريين أنهما كنايتان عن نكرتين من جنس الإنسان ، فل : كناية عن رجل ، فلة كناية عن امرأة فهما المختصان بالنداء ، وفلان كناية عن العلم الشخصي.

(٢) من كل فعل ثلاثي ، متصرف ، تام.

(٣) يا خباث : منادى نكرة مقصودة مبني على الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة البناء الأصلي في محل نصب على النداء.

٧٤

وكذلك ينقاس استعمال «فعال» مبنيا على الكسر ، من كل فعل ثلاثي ، للدلالة على الأمر ، نحو «نزال ، وضراب ، وقتال» ، أي : انزل ، واضرب ، واقتل.

وكثر استعمال «فعل» في النداء خاصة مقصودا به سبّ الذكور ، نحو «يا فسق ، ويا غدر ، ويا لكع» ولا ينقاس ذلك.

وأشار بقوله : «وجرّ في الشعر فل» إلى أنّ بعض الأسماء المخصوصة بالنداء قد تستعمل في الشعر في غير النداء ، كقوله :

٤٧ ـ تضلّ منه إبلي بالهوجل

في لجّة أمسك فلانا عن فل (١)

أسئلة وتطبيقات على المنادى المضاف

الى ياء المتكلم وعلى أسماء لازمت النداء

١ ـ اذكر الأوجه الجائزة في المنادى الصحيح المضاف إلى ياء المتكلم مع ذكر الأمثلة.

٢ ـ متى يجب إثبات ياء المتكلم؟ ومتى يجوز حذفها؟ مثل لكل حالة.

__________________

(١) قائله أبو النجم العجلي : الهوجل : المفازة البعيدة لا علم بها ، اللجة : الجلبة واختلاط الأصوات في الحرب ، يصف الشاعر إبلا أقبلت متراحمة متدافعة فشبهها بقوم في صياح وجلبة يدفع بعضهم بعضا ، فيقال فيهم أمسك فلانا عن فلان أي : احجز بينهم وفرقهم.

الإعراب : تضلّ : فعل مضارع مرفوع ، منه : جار ومجرور متعلق بتضل ، إبلي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء ، وياء المتكلم : مضاف إليه. بالهوجل : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من إبلي. في لجة : جار ومجرور متعلق بقوله تدافع في بيت سابق. أمسك : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والجملة في محل نصب مقول لقول محذوف واقع صفة للجة. والتقدير في لجة مقول فيها أمسك فلان. فلانا : مفعول به عن فل : جار ومجرور متعلق بأمسك.

الشاهد : «عن فل» فإن «فل» استعملت في غير النداء للضرورة.

٧٥

٣ ـ متى تأتي التاء عوضا عن ياء المتكلم؟ مثل لذلك.

٤ ـ ما الأسماء التي لا تستعمل إلا في النداء؟

٥ ـ على أي وزن يكون النداء قياسيا في ذم الأنثى وسبها ، مع الأمثلة.

٦ ـ ما الوزن الذي يكون في النداء خاصا لسب الذكور؟ وهل هو قياس أو غير قياس مثل لذلك.

٧ ـ قال تعالى :

«... قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».

سورة الأعراف من آية ١٥٠ وآية ١٥١.

(أ) اضبط «أم» بالأوجه الجائزة مع إعراب «ابن أم».

(ب) استخرج منادى مضاف حذفت منه ياء المتكلم.

(ج) أعرب «مع القوم».

٨ ـ كوّن جملتين فيهما منادى عوضت فيه التاء عن ياء المتكلم.

٩ ـ أنشيء جملتين في إحداهما منادى قياس في سب الأنثى ، وفي الثانية منادى في سب الذكور.

١٠ ـ كوّن ثلاث جمل في كل منادى مضاف إلى ياء المتكلم ، في الأولى ياء المتكلم مفتوحة ، وفي الثانية محذوفة وفي الثالثة مقلوبة ألفا.

١١ ـ أعرب البيت الآتي إعرابا مفصلا.

قال أبو فراس : ـ

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا

تعالي أقاسمك الهموم تعالي

١٢ ـ بيّن حكم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم في قول ابن الرمي :

أعينيّ جودا لي فقد جدت للثرى

بأنفس مما تسألان من الرفد

يا أخي يا أخا الدماثة والرق

ة والظرف والحجا والدهاء

٧٦

الاستغاثة (١)

إذا استغيث اسم منادى خفضا

باللّام مفتوحا كيا للمرتضى (٢)

* * *

يقال : «يا لزيد لعمرو» (٣) فيجرّ المستغاث بلام مفتوحة ،

__________________

(١) الاستغاثة : هي نداء من يخلص من شدة ، أو يعين على دفع مشقة.

(٢) إذا : ظرف متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه فيه متعلق ب «خفض» استغيث : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، اسم : نائب فاعل مرفوع ، منادى : صفة لاسم مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر. خفض : فعل ماض مبني للمجهول على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى اسم ، مفتوحا : حال منصوب ، يا للمرتضي : يا حرف نداء واستغاثة ، للمرتضي : جار ومجرور متعلق بيا لتضمنها معنى الفعل ، أو متعلق بفعل محذوف تقديره أدعو أو التجيء أو أستغيث.

(٣) يا : حرف نداء لزيد :

(أ) اللام حرف جر أصلي. زيد : مجرور باللام والجار والمجرور متعلق بيا أو بفعل محذوف تقديره أستغيث.

(ب) اللام حرف زائد وزيد منادى منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد وحرف الجر الزائد لا يحتاج إلى تعليق.

(ج) اللام هي بقية آل والأصل يا آل زيد فحذفت الهمزة تخفيفا فالتقى ساكنان وهما الألف بعدها ألف فحذفت إحداهما للساكنين وبقيت اللام فهي اسم منادى مضاف منصوب بالفتحة الظاهرة وزيد مضاف إليه. لعمرو : جار ومجرور متعلق بيا أو بفعل محذوف.

٧٧

ويجرّ المستغاث له بلام مكسورة ، وإنما فتحت مع المستغاث ، لأن المنادى واقع موقع المضمر ، واللام تفتح مع المضمر ، نحو «لك وله».

وافتح مع المعطوف إن كررت «يا»

وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا

* * *

إذا عطف على المستغاث مستغاث آخر : فإما أن تتكرر معه «يا» أو ، لا.

فإن تكررت لزم الفتح ، نحو «يا لزيد ويا لعمرو لبكر».

وإن لم تتكرر لزم الكسر ، نحو «يا لزيد ولعمرو لبكر» كما يلزم كسر اللام مع المستغاث له ، وإلى هذا أشار بقوله : «وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا» أي : وفي سوى المستغاث والمعطوف عليه الذي تكررت معه «يا» اكسر اللام وجوبا ، فتكسر مع المعطوف الذي لم تتكرر معه «يا» ومع المستغاث له (١).

ولام ما استغيث عاقبت ألف

ومثله اسم ذو تعجّب ألف (٢)

__________________

(١) إلا إذا كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم فتفتح لامه نحو «يا لخالد لك».

(٢) لام : مبتدأ ، ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، وجملة استغيث من الفعل ونائب فاعله صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، وجملة : عاقبت مع فاعلها في محل رفع خبر المبتدأ «لام» مثله : مثل خبر مقدم ، الهاء : مضاف إليه ، اسم : مبتدأ مؤخر ، ذو : صفة لاسم مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، تعجب : مضاف إليه مجرور بالكسرة وجملة ألف من الفعل ونائب فاعله في محل جر صفة لتعجب.

٧٨

تحذف لام المستغاث ، ويؤتى بألف في آخره عوضا عنها ، نحو «يا زيدا لعمرو» (١) ومثل المستغاث المتعجّب منه ، نحو «يا للداهية» و «يا للعجب» فيجر بلام مفتوحة كما يجرّ المستغاث ، وتعاقب اللام في الاسم المتعجّب منه ألف ، فتقول : «يا عجبا لزيد».

الندبة

ما للمنادى اجعل لمندوب ، وما

نكّر لم يندب ، ولا ما أبهما

ويندب الموصول بالذي اشتهر

ك «بئر زمزم» يلي «وامن حفر»

* * *

المندوب هو : المتفجّع عليه ، نحو «وا زيداه» (٢) ، والمتوجّع منه نحو «وا ظهراه» (٣).

ولا يندب إلا المعرفة ، فلا تندب النكرة ، فلا يقال : «وا رجلاه» ولا المبهم : كاسم الإشارة ، نحو «وا هذاه» ، ولا الموصول ، إلا إن

__________________

(١) يا زيدا : يا : أدة نداء واستغاثة ، زيدا منادى مستغاث به مبني على الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف ، والألف عوض عن لام الاستغاثة ، لعمرو جار ومجرور متعلق بيا أو بفعل محذوف تقديره أستغيث.

(٢) وا زيداه : وا : أداة نداء وندبة ، زيدا : منادى مندوب مفرد علم مبني على الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف في محل نصب والألف للندبة ، والهاء للسكت.

(٣) وا ظهراه : وا : أداة نداء وندبة ، ظهراه : منادى مندوب مضاف منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف المقلوبة عن ياء المتكلم والألف المنقلبة عن ياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والهاء : للسكت.

٧٩

كان خاليا من «أل» واشتهر بالصلة ، كقولهم : «وامن حفر بئر زمزماه» (١).

ومنتهى المندوب صله بالألف

متلوّها إن كان مثلها حذف (٢)

كذاك تنوين الذي به كمل

من صلة أو غيرها ، نلت الأمل

* * *

يلحق آخر المنادى المندوب ألف ، نحو «وا زيدا لا تبعد» ويحذف ما قبلها إن كان ألفا ، كقولك : «وا موساه» (٣) فحذف ألف «موسى» وأتي بالألف للدلالة على الندبة ، أو كان تنوينا في آخر صلة أو غيرها ، نحو «وامن حفر بئر زمزماه» ونحو «يا غلام زيداه» (٤).

__________________

(١) وا من : وا : أداة نداء وندبة. من : منادى مندوب مبني على الضمة المقدّرة على آخره منع من ظهورها سكون البناء الأصلي في محل نصب ، حفر : فعل ماض والفاعل هو والجملة صلة الموصول ، بئر : مفعول به وهو مضاف ، زمزماه : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف ، والألف للندبة ، والهاء للسكت.

(٢) منتهى : مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده أي : صل ، جملة صله : تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

(٣) وا موساه : منادى مندوب مفرد علم مبني على الضمة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين في محل نصب على النداء والألف : للندبة والهاء للسكت.

(٤) يا غلام : يا : أداة نداء وندبة ، غلام : منادى مندوب مضاف منصوب بالفتحة ، زيداه : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها فتحة مناسبة الألف ، والألف للندبة ، والهاء للسكت.

٨٠