أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفيِّ ، عن صالح بن عقبة (١) عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : لمّا هلك أبو بكر واستخلف عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين إنّي رجل من اليهود ، وأنا علّامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل أن أجبتني عنها أسلمت ، قال : وما هي؟ فقال ثلاث : وثلاث وواحدة ، فإنَّ شئت سألتك وإن كان في قومك أحدٌ أعلم منك فأرشدني إليه ، فقال : عليك بذلك الشابِّ (يعني عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام) فأتى عليّاً عليهالسلام فقال له : لم قلت : ثلاث وثلاث وواحدة ، إلّا قلت : سبعاً؟ قال : [ أنا إذا جاهل إنك ] أن لم تجبني في الثلاث اكتفيت ، قال : فإنَّ أجبتك تسلم؟ قال : نعم ، قال : سل ، فقال : أسألك عن أوَّل حجر وضع على وجه الأرض وأوَّل عين نبعت على وجه الأرض ، وأول شجرة نبتت على وجه الأرض ، فقال عليهالسلام : يا يهودي أنتم تقولون : [ إن ] أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الّذي في بيت المقدس وكذبتم بل هو الحجر الّذي نزل به آدم عليهالسلام من الجنّة ، قال : صدقت والله أنَّه لبخط هارون وإملاء موسى عليهماالسلام قال : وأنتم تقولون : إنَّ أول عين نبعت على وجه الأرض العين الّتي نبعت ببيت المقدس وكذبتم هي عين الحياة الّتي غسل فيها يوشع بن نون السمكة وهي الّتي شرب منها الخضر وليس يشرب منها أحد إلّا حيي ، قال : صدقت والله أنَّه لبخط هارون وإملاء موسى عليهماالسلام ، قال : وأنتم تقولون : أنَّ أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض الزّيتونة وكذبتم وهي العجوة نزل بها آدم عليهالسلام من الجنّة ، قال : صدقت والله أنَّه لبخطّ هارون وإملاء موسى عليهماالسلام. قال : فالثلاث الاخرى؟ قال : كم لهذه الاُمّة من إمام هدى ، لا يضرُّهم من خالفهم؟ قال : اثنا عشر إماماً ، قال : صدقت والله إنَّه لبخط هارون وإملاء موسى عليهماالسلام ، قال : وأين يسكن نبيكم من الجنّة ، قال : في أعلاها درجة وأشرافها مكاناً في جنّات عدن ، قال : صدقت والله أنَّه لبخط هارون وإملاء موسى عليهماالسلام قال : فمن ينزل معه في منزله؟ قال : اثنا عشر إماماً. قال : صدقت والله أنَّه لبخطِّ هارون وإملاء موسى عليهماالسلام.
____________
(١) هو صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة : قال العلامة في (صه). كذاب غال لا يلتفت إليه.
قال : السابعة؟ قال : فأسألك كم يعيش وصيّه بعده؟ قال : ثلاثين سنة ، قال : ثمّ يموت أو يقتل؟ قال : يقتل فيضرب على قرنه فتخضب لحيته ، قال : صدقت والله إنَّه لبخطّ هارون وإملاء موسى عليهماالسلام [ فأسلم اليهودي ].
٩ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن رضياللهعنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفيُّ قال : حدّثني إسحاق بن محمّد الصيرفيُّ ، عن أبي هاشم ، عن فرات بن أحنف ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنَّه ذكر القائم عليهالسلام فقال : أما ليغيبنَّ حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمّد حاجة.
١٠ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والهيثم بن أبي مسروق النهديِّ ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمدانيّ قال : حدّثني الثقة من أصحابنا أنَّه سمع أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : اللّهمّ إنّك لا تخلّي الأرض من حجّة لك على خلقك ظاهر أو خاف مغمور لئلّا تبطل حججك وبيّناتك.
١١ ـ حدّثنا أبي رضياللهعنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا هارون ابن مسلم ، عن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن عليٍّ عليهمالسلام أنَّه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللّهمّ إنَّه لابدّ لارضك من حجّة لك على خلقك ، يهديهم إلى دينك ويعلّمهم علمك لئلّا تبطل حجّتك ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به ، إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم مترقّب ، إن غاب عن النّاس شخصه في حال هدايتهم ، فإنَّ علمه (١) وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة ، فهم بها عاملون.
١٢ ـ حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضياللهعنه قال : حدّثنا أبي ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريِّ ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسن بن حمّاد (٢) ، عن
__________________
(١) في بعض النسخ « لم يغب مثبت علمه ».
(٢) في بعض النسخ « الحسين بن محمّد ».
أبي الجارود ، عن يزيد الضخم (١) قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : كأنّي بكم تجولون جولان النعم ، تطلبون المرعى فلا تجدونه.
١٣ ـ حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن موسى بن عمران رضياللهعنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الحميد ؛ وعبد الصّمد بن محمّد (٢) جميعاً ، عن حنان بن سدير ، عن عليّ بن الحزور ، عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : صاحب هذا الامر الشريد الطّريد الفريد الوحيد.
١٤ ـ حدّثنا محمّد بن أحمد الشيبانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفيُّ قال : حدّثنا سهل بن زياد الادميُّ قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنيُّ رضياللهعنه ، عن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : للقائم منّا غيبة أمدها طويل كأنّي بالشّيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، إلّا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثمّ قال عليهالسلام : إنَّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه.
حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضياللهعنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفيُّ عن عبد الله بن موسى الرُّويانيِّ (٣) ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيِّ ، عن محمّد بن عليٍّ الرِّضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام بهذا الحديث مثله سواء.
١٥ ـ حدّثنا عليُّ بن عبد الله الوراق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن إسحاق بن محمّد الصيرفي [ عن هشام ] ، عن فرات بن أحنف ، عن الاصبغ ابن نباتة قال : ذكر عند أمير المؤمنين عليهالسلام القائم عليهالسلام فقال : أما ليغيبن حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمّد حاجة.
__________________
(١) كذا ، ولم اجده.
(٢) في بعض النسخ « عبد الله بن محمّد ».
(٣) سيأتي الكلام فيه.
١٦ ـ حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا عليُّ ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عليِّ بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن عليِّ بن موسى الرِّضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليِّ ، عن أبيه عليِّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليٍّ ، عن أبيه أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليهمالسلام : إنَّه قال : التّاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقِّ ، المظهر للدِّين ، والباسط للعدل ، قال الحسين : فقلت له : يا أمير المؤمنين وإنَّ ذلك لكائن؟ فقال عليهالسلام : إي والّذي بعث محمّداً صلىاللهعليهوآله بالنبوَّة واصطفاه على جميع البريّة ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين ، الّذين أخذ الله عزَّ وجلَّ ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وأيّدهم بروح منه.
١٧ ـ حدّثنا أبي رضياللهعنه قال : حدّثنا عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد ابن سنان ، عن زياد المكفوف ، عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر (١) قال : سمعت أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : كأنّي بكم تجولون جولان الابل تبتغون المرعي فلا تجدونه يا معشر الشيعة.
١٨ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدَّثنا سعد بن عبد الله عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر (٢) قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : كأنّي بكم تجولون جولان الابل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة.
١٩ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن رضياللهعنه قال : حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الادميِّ ، وأحمد بن محمّد بن عيسى قالا : حدَّثنا الحسن بن العبّاس ابن الحريش الرَّازيُّ (٣) ، عن أبي جعفر محمّد بن عليِّ الثاني ، عن آبائه عليهمالسلام
__________________
(١) و (٢) كذا ولم أجده وفي بعض النسخ « عبد الله بن أبي عقب » وفي بعضها « عبد الله ابن عفيف ».
(٣) الرَّجل ضعيف جداً قال ابن الغضائري بعد عنوانه : ضيعف روى عن أبن جعفر الثاني فضل « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » كتاباً مصنفاً (أي موضوعاً) فاسد الالفاظ تشهد مخائله أنَّه موضوع وهذا الرَّجل لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه (صه).
أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لابن عبّاس : أنَّ ليلة القدر في كلِّ سنة وإنّه ينزل في تلك اللّيلة أمر السنة ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال ابن عبّاس : من هم؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدِّثون (١).
٢٧
( باب )
* (ما روي عن سيدة نساء العالمين فاطمة [ الزهراء ] بنت رسول الله) *
* (صلى الله عليهما من حديث الصحيفة وما فيها من أسماء الائمة) *
* (وأسماء أمهاتهم وأن الثاني عشر منهم القائم صلوات الله عليهم) *
١ ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدّثنا أبو عمرو سعيد بن محمّد بن نصر القطّان قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد السلميُّ قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن (٢) قال : حدّثنا محمّد بن سعيد بن محمّد قال : حدّثنا العبّاس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ، عن أبي نضرة قال : لمّا احتضر أبو جعفر محمّد بن عليِّ الباقر عليهماالسلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليهالسلام ، فعهد إليه عهداً فقال له أخوه زيد بن عليٍّ بن الحسين : لو امتثلت فيَّ تمثال الحسن والحسين عليهماالسلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكراً ، فقال : يا أبا الحسن إنَّ الامانات ليست بالتمثال ، ولا العهود بالرّسوم ، وإنّما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى ، ثمّ دعا بجابر بن عبد الله (٣) فقال له : يا جابر حدِّثنا
_________________ِ_
(١) هذا الخبر وان كان سنده ضعيفاً لكن متنه صحيح موافق للحق.
(٢) في العيون « محمّد بن عبد الرحيم ».
(٣) سند هذا الخبر ضعيف ومشتمل على مجاهيل ومتنه لا يلائم ما جاء في غيره من الأخبار ففي تفسير القمي بسند صحيح عن الباقر عليهالسلام سئل عن جابر فقال عليهالسلام : « رحم الله جابراً بلغ من فقهه أنَّه كان يعرف تأويل هذه الآية : أنَّ الّذي فرض عليك
بما عاينت في الصحيفة؟ فقال له جابر : نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة عليهماالسلام لاهنّئها بمولود الحسن عليهالسلام (١) فإذا هي بصحيفة بيدها من درَّة بيضاء ، فقلت : يا
__________________
القرآن ـ الآية » وهو ظاهر في موته في حياة ابي جعفر عليهالسلام وروى نحوه الكشي ، وقد أجمعت أرباب السير ومعاجم التراجم على أنَّه مات قبل سنه ٨٠ قال ابن قتيبة : مات جابر بالمدينة نسة ٧٨ وهو ممّن تأخر موته من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة. وقال ابن سعد : مات سنة ٧٣. وفي المحكى عن عمرو بن عليّ ويحيى بن بكير وغيرهما أنَّه مات سنة ٧٨ كما في تهذيب التهذيب. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : أنَّه شهد العقبة الثانية مع أبيه وكف بصره في آخر عمره وتوفي سنة ٧٤ وقيل ٧٨ وقيل ٧٧ بالمدينة وصلى عليه أميرها أبان بن عثمان ، وقيل توفى وهو ابن اربع وتسعين. وعلى أي كان وفاته قبل ميلاد أبي ـ عبد الله جعفر بن محمّد (ع) بسنين لأنّه عليهالسلام ولد سنة ٨٣ ، وكانت وفاة الباقر عليهالسلام سنة ١١٤ وفي قول ١١٦ فكيف يمكن حضور جابر عنده عليهالسلام حين حضرته الوفاة ، مع أنَّ الظاهر من قول النبيّ صلىاللهعليهوآله له : « إنّك ستدرك رجلاً من أهل بيتي ـ الخ » أنَّه أدرك محمّد بن على الباقر عليهماالسلام فحسب ولم يدرك بعده من الائمّة عليهمالسلام أحداً. والاخبار الّتي تتضمن حياته بعد على بن الحسين عليهماالسلام كلّها مخدوشة لأنّه (ع) توفى سنة ٩٤ وأبو عبد الله حينذاك ابن أحد عشر سنة وتوفى جابر قبل ذلك نحواً من عشرين سنة ، وما قال المامقاني (ره) من أنَّ الكشي روى أنَّه (يعني جابر) آخر من بقي من الصحابة من أنَّ عامر بن واثلة مات سنة ١١٠ فلازم ذلك بقاء جابر بعد سنة ١١٠. اشتباه محض لأنّ عامر لم يكن صحابياً إنّما ذكروه في جملة الصحابة لتولده قبل وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله . ولعل مراد الكشي أنَّه آخر من بقى من الصحابة بالمدينة ممّن شهد العقبة كما قال الجزرى : حيث قال : جابر آخر من مات ممّن شهد العقبة. ثمّ اعلم إنّي أظن أنَّ العلاج بان نقول : سقطت جملة من لفظ الرواة أو قلم النساخ وصحف « يا أبا جعفر » والاصل « ثمّ قال دعا أبي يوماً بجابر بن عبد الله ... فقال له جابر نعم يا ابا محمّد ـ الخ » فيرفع الاشكال ، وأمثال هذا السقط والتحريف كثيرة في الاحاديث.
ثم اعلم أيضاً أنَّ قولها « لكنه نهى أن يمسها إلّا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي » يخالف ما سيأتي في حديث اللوح لأنّ فيه « فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته ».
(١) كذا.
سيّدة النسوان ما هذه الصحيفة الّتي أراها معك؟ قالت : فيها أسماء الائمّة من ولدي فقلت لها : ناوليني لانظر فيها ، قالت : يا جابر لو لا النهي أفعل لكنّه نهي أن يمسّها إلّا نبيٌّ أو وصيٌّ نبيٍّ ، أو أهل بيت نبيٍّ ، ولكنّه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها.
قال جابر : فقرأت فإذا فهيا : « أبو القاسم محمّد بن عبد الله المصطفى ، أمّه آمنة بنت وهب. أبو الحسن عليُّ بن أبي طالب المرتضى ، أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. أبو محمّد الحسن بن عليٍّ البرُّ. أبو عبد الله الحسين بن عليٍّ التقيُّ ، أمّهما فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله ، أبو محمّد عليّ بن الحسين العدل ، أمّه شهربانويه (١) بنت يزدجرد ابن شاهنشاه ، أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، أمه أمّ عبد الله بنت الحسن بن عليِّ بن أبي طالب. أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق ، أمّه أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر. أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة ، أمه جارية اسمها حميدة. أبو الحسن عليُّ بن موسى الرِّضا ، أمّه جارية اسمها نجمة. أبو جعفر محمّد بن عليّ الزكيُّ ، أمّه جارية اسمها خيزران. أبو الحسن عليّ بن محمّد الامين ، أمه جارية اسمها سوسن (٢) أبو محمّد الحسن بن عليٍّ الرفيق ، أمه جارية اسمها سمانة (٣) وتكنّى بأمِّ الحسن. أبو القاسم محمّد بن الحسن ، هو حجّة الله تعالى على خلقه القائم (٤) ، أمّه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين.
قال مصنف هذا الكتاب رحمهالله : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليهالسلام ، والّذي أذهب إليه ما روي في النهي من تسميته ، وسيأتي ذكر ما روينا (٥) في ذلك من الأخبار في باب أضعه في هذا الكتاب لذلك إن شاء الله [ تعالى ذكره ].
__________________
(١) في بعض النسخ « شاه بانويه ».
(٢) المشهور كما في اخبار اخر اسمها « سمانة ».
(٣) المشهور اسمها « حديث » مصغراً أو « سليل ».
(٤) في بعض النسخ « هو الحجّة القائم ».
(٥) في بعض النسخ « رويت ».
٢٨
( باب )
* (ذكر النص على القائم عليهالسلام في اللوح الّذي أهداه الله عز) *
* (وجل إلى رسوله صلىاللهعليهوآله ودفعه إلى فاطمة عليها) *
* (السلام فعرضته على جابر بن عبد الله الانصاريّ حتّى قرأه) *
* (وانتسخه وأخبر به أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما) *
* (السلام بعد ذلك) * (١)
١ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ؛ وعبد الله بن جعفر الحميريُّ جميعاً ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد ؛ والحسن بن طريف جميعاً ، عن بكر بن صالح.
وحدّثنا أبي ، ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ، ومحمّد بن عليٍّ ماجيلويه ؛ وأحمد ابن عليِّ بن إبراهيم ؛ والحسن بن أبراهيم بن ناتانة ؛ (٢) وأحمد بن زياد الهمدانيُّ رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه أبراهيم بن هشام ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرّحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أبي عليهالسلام لجابر بن عبد الله الأنصاريِّ : إنَّ لي إليك حاجة فمتى يخفُّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : في أي الاوقات شئت ، فخلى به أبو جعفر عليهالسلام ، قال له : يا جابر أخبرني عن اللّوح الّذي رأيته في يد [ ي ] أمّي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وما أخبرتك به أنَّه في ذلك اللوح مكتوباً ، فقال جابر : أشهد بالله إنّي دخلت على
__________________
(١) دأب الصدوق رحمهالله اطناب العناوين بخلاف الكليني (ره).
(٢) في بعض النسخ « الحسين بن ابراهيم » واحتمل الاستاد وحيد البهبهاني في هامش المنهج كونه أخا الحسن.
أمّك فاطمة عليهاالسلام في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله أهنّئها بولادة الحسين عليهالسلام (١) فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنَّه من زمرُّد ، ورأيت فيه كتابةً بيضاء شبيهة بنور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمّي يا بنت رسول الله ما هذا اللّوح؟ فقالت : هذا اللّوح أهداه الله عزَّ وجلَّ إلى رسوله صلىاللهعليهوآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيَّ وأسماء الاوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرنِّي بذلك.
قال جابر : فأعطتنيه أمّك (٢) فاطمة عليهماالسلام فقرأته وانتسخته فقال له أبي عليهالسلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه علىَّ؟ فقال : نعم ، فمشى معه أبي عليهالسلام حتّى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رقٍّ ، فقال : يا جابر انظر أنت في كتابك لاقرأه أنا عليك ، فنظر جابر في نسخته (٣) فقرأه عليه أبي عليهالسلام فوالله ما خالف حرف حرفا ، قال جابر : فانّي أشهد بالله أنّي هكذا رأيته في اللّوح مكتوباً :
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم : هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمّد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الرُّوح الامين من عند ربِّ العالمين ، عظّم يا محمّد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا قاصم الجبارين (ومبير المتكبّرين) ومذلُّ الظالمين وديّان يوم الدِّين ، إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا فمن رجا
__________________
(١) كذا في النسخ المخطوطة عندي وفي نسخة منها « الحسن خ ل ».
(٢) يخالف ما مر أنفاً في وفاة أبى جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام.
(٣) إنّما كانت ملاقاة جابر مع أبي جعفر عليهالسلام بعد زيارة الاربعين في المدينة قطعاً وقد قيل أنَّه في زيارة الاربعين مكفوف البصر فكيف يمكن معه قراءة النسخة؟ ويمكن أن نقول : إنّما يكون عماه في آخر أيّام حياته فاشتبه على بعض من ترجمه فتوهم عماه في الاربعين سنة ٦١ وهو خلاف ما نصوا عليه من أنَّه كف بصره آخر عمره. وما في بشارة المصطفى في خبر زيارته في الاربعين من قول عطية « قال : فالمسنيه فألمسته فخر على القبر » لا يدلُّ على العمى ولعل من شدة الحزن وكثرة البكاء ابيضت عيناه ، أو غمرتهما العبرة في ذلك اليوم. ويؤيده ما في هذا الخبر « ثمّ جال ببصره حول القبر وقال : السلام عليكم ـ الخ ».
غير فضلي ، أو خاف غير عدلي عذَّبته عذاباً لا اُعذِّبه أحداً من العالمين ، فإيّاي فاعبد وعليَّ فتوكّل ، إنّي لم أبعث نبيّاً فاكملت أيامه وانقضت مدَّته إلّا جعلت له وصيّاً وإني فضّلتك على الأنبياء ، وفضّلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ، وجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدَّة أبيه ، وجعلت حسيناً خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامّة معه ، والحجّة البالغة عنده ، بعترته اُثيب واعاقب ، أوّلهم عليّ سيّد العابدين ، وزين أوليائي الماضين ، وابنه سُمّي جدِّه (١) المحمود ، محمّد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالرَّادُّ عليَّ ، حقّ القول منّي لاكرمنَّ مثوى جعفر ، ولاسرنَّه في أوليائه واشياعه وأنصاره وانتحبّت بعد موسى فتنة عمياء حندس (٢) ، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع (٣) وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون أبداً ، إلّا ومن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليَّ ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدَّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، [ ألا ] إنَّ المكذِّب بالثامن مكذِّب بكل أوليائي. وعليُّ وليّي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوَّة وأمتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة الّتي بناها العبد الصالح ذو القرنين إلى جنب شرٍّ خلقي ، حقّ القول منّي لاقرَّنَّ عينه بمحمّد ابنه (٤) وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سرِّي وحجّتي على خلقي ، جعلت الجنّة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النّار ، وأختم بالسعادة لابنه عليٍّ وليّي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، أخرج منه الدّاعي إلي سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب ، ستذلُّ أوليائي في زمانه ويتهادون رؤوسهم كما تهادى
__________________
(١) في بعض النسخ « شبيه جده ».
(٢) انتحب أي تنفس شديداً.
(٣) في بعض النسخ « لأنّ خيط وصيتي ».
(٤) في الكافي « بابنه م ح م د ».
رؤوس الترك والدّيلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض من دمائهم ، ويفشو الويل والرَّنين في نسائهم (١) أولئك أوليائي حقّاً ، بهم أدفع كلِّ فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزَّلازل ، وأرفع عنهم الاصار (٢) والأغلال ، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
قال عبد الرّحمن بن سالم قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلّا هذا الحديث لكفاك فصنه إلّا عن أهله.
٢ ـ حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدِّب ، وأحمد بن هارون القاضي رضي الله عنهما قالا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريُّ ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ابن مالك الفزاريِّ الكوفيِّ ، عن مالك السلوليِّ (٣) ، عن درست بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفيِّ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الباقر عليهماالسلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاريِّ قال : دخلت على مولاتي فاطمة عليهاالسلام وقدَّ امها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار ، فيه اثنا عشر اسماً ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه ، وثلاثة أسماء في آخره ، وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر إسماً ، فقلت : أسماء من هؤلاء؟ قالت : هذه أسماء الاوصياء أوّلهم ابن عمّي وأحد عشر من ولدي ، آخرهم القائم [ صلوات الله عليهم أجمعين ] ، قال جابر ، فرأيت فيها محمّداً محمّداً محمّداً في ثلاثة مواضع ، وعليّاً وعليّاً وعليّاً وعليّاً في أربعة مواضع.
٣ ـ وحدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضياللهعنه قال : حدّثني أبي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاريِّ قال : دخلت على فاطمة عليهماالسلام وبين يديها
__________________
(١) كلّ ذلك في زمان الغيبة لا في أيّام ظهوره عجل الله تعالى فرجه. لأنّ المؤمنين في أيامه. في كمال العزة.
(٢) في بعض النسخ « القيود ».
(٣) كذا. والظاهر هو مالك بن حصين السلولي. وفزارة حي من غطفان. والفزار أبو قبيلة من تميم منهم جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري.
لوح [ مكتوب ] فيه أسماء الاوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمّد وأربعة منهم عليٌّ عليهمالسلام.
وحدّثنا أبو محمّد الحسن بن حمزة العلويِّ رضياللهعنه قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن درست السرويُّ ، عن جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن عمران الكوفيُّ ، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران ؛ وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنَّه قال : يا إسحاق إلّا ابشّرك ، قلت : بلى جعلت فداك يا ابن رسول الله فقال : وجدنا صحيفة باملاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وخطِّ أمير المؤمنين عليهالسلام فيها :
بسم الله الرّحمن الرّحيم : هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ، وذكر حديث اللّوح كما ذكرته في هذا الباب مثله سواء إلّا أنَّه قال في آخره ، « ثمَّ قال الصادق عليهالسلام : يا إسحاق هذا دين الملائكة والرُّسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ، ثمّ قال عليهالسلام : من دان بهذا أمن عقاب الله عزَّ وجلَّ.
وحدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدّثنا سعيد بن محمّد بن القطّان قال : حدّثنا عبد الله ابن موسى الرُّوياني أبو تراب (١) ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيِّ ، عن عليِّ بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن عليِّ بن أبي طالب ، قال : حدّثني عبد الله بن محمّد بن جعفر ، عن أبيه عن جده أنَّ محمّد بن عليِّ باقر العلم عليهماالسلام جمع ولده وفيهم عمّهم زيد بن عليٍّ ، ثمّ أخرج كتاباً إليهم بخطِّ عليٍّ عليهالسلام وإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآله مكتوب فيه :
__________________
(١) في هامش بعض المخطوطة « عبيد الله » بالياء ابن موسى الروباني بالباء المنقطة تحتها نقطة قبل الالف والنون بعدها. والروبان قرية بالكوفة » انتهى. لكن لم أجده والرويان بالياء المثناة التحتية وضم الراء مدينة كبيرة من جبال طبرستان خرج منها جماعة من العلماء كما في اللباب لابن الاثير. وما « عبيد الله » كما في التوحيد وبعض النسخ أو « عبد الله » كما في المتن فلا أعلم الصواب منهما.
هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم ـ [ وذكر ] حديث اللّوح إلى موضع الّذي يقول فيه « اولئك هم المهتدون » ـ.
ثمَّ قال في آخره قال عبد العظيم : العجب كلّ العجب لمحمّد بن جعفر وخروجه إذ سمع أباه عليهالسلام يقول هكذا ويحكيه ، ثمّ قال : هذا سرُّ الله ودينه ودين ملائكته فصنه إلّا عن أهله وأوليائه.
٤ ـ حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضياللهعنه قال : حدّثنا أبي ، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن جابر بن عبد الله الانصاريِّ قال : دخلت على فاطمة عليهاالسلام وبين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء ، فعددت اثني عشر إسماً آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمّد ، وأربعة منهم عليُّ صلوات الله عليهم [ أجمعين ].
٢٩
( باب )
* (ما أخبر به الحسن بن على بن أبى طالب عليهماالسلام من وقوع) *
* (الغيبة بالقائم عليهالسلام وإنّه الثاني عشر من الائمّة عليهمالسلام) *
١ ـ حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ؛ وعبد الله بن جعفر الحميريُّ ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار ، وأحمد بن إدريس جميعاً قالوا : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ قال : حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريُّ ، عن أبي جعفر الثاني محمّد بن عليٍّ عليهماالسلام قال : أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ذات يوم ومعه الحسن بن عليٍّ وسلمان الفارسيُّ رضياللهعنه ، وأمير المؤمنين عليهالسلام متكيء على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجلٌ حسن الهيئة واللّباس ، فسلم على أمير المؤمنين عليهالسلام فردَّ عليهالسلام فجلس ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث
مسائل إن أخبرتني بهنَّ (١) علمت أنَّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الاخرى علمت أنّّك وهم شرع سواء. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : سلني عمّا بدا لك؟ فقال : أخبرني عن الرَّجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرَّجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرَّجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمّد الحسن فقال : يا أبا محمّد أجبه ، فقال : أمّا ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإنَّ روحه متعلّقة بالرِّيح والرِّيح متعلّقة بالهواء (٢) إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإنَّ أذن الله عزَّ وجلَّ برد تلك الرُّوح إلى صاحبها (٣) جذبت تلك الرُّوح الرّيح ، وجذبت تلك الرّيح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله عزَّ وجلَّ برد تلك الروح إلى صاحبها (٣) جذب الهواء الرّيح ، وجذبت الرّيح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأمّا ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان : فإنَّ قلب الرَّجل في حقّ ، وعلى الحق طبق فإنَّ صلى الرَّجل عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ فأضاء القلب (٤) وذكر الرَّجل ما كان نسيه ، وإن هو لم يصلِّ على محمّد وآل محمّد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقِّ فأظلم القلب ونسي الرَّجل ما كان ذكر.
وأمّا ما ذكرت من أمر المولود الّذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإنَّ الرَّجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرَّحم (٥) خرج الولد يشبه أباه وأمه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن و
__________________
(١) في بعض النسخ « أن أجبتني فيهن ».
(٢) في بعض النسخ « معلقة في الهواء ».
(٣) في بعض النسخ « على صاحبها ».
(٤) في بعض النسخ « ممّا يلي القلب » مكان « فأضاء القلب ».
(٥) في بعض النسخ « وانسكبت تلك النطفة فوقعت في جوف الرحم ».
عروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها (١) على بعض العروق فإنَّ وقعت على عرق من عروق الاَعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق الاخوال أشبه الرَّجل أخواله ، فقال الرَّجل : أشهد أن لا إله إلّا الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيّه والقائم بحجّته [ بعده ] ـ وأشار [ بيده ] إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ـ ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيّه والقائم بحجّته ـ وأشار إلى الحسن عليهالسلام ـ وأشهد أنَّ الحسين ابن عليّ وصي أبيك والقائم بحجّته بعدك ، وأشهد على عليّ بن الحسين أنَّه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنَّه القائم بأمر عليّ بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمّد أنَّه القائم بأمر محمّد بن عليّ ، وأشهد على موسى بن جعفر أنَّه القائم بأمر جعفر بن محمّد ، وأشهد على عليّ بن موسى أنَّه القائم بأمر موسى بن جعفر ، واشهد على محمّد بن عليّ أنَّه القائم بأمر عليّ بن موسى ، وأشهد على عليّ بن محمّد أنَّه القائم بأمر محمّد بن عليّ ، وأشهد على الحسن بن عليّ أنَّه القائم بأمر عليّ بن محمّد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ لا يكنّى ولا يسمّى حتّى يظهر أمره فيملأ الأرض (٢) عدلاً كما ملئت جوراً ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثمّ قام فمضى.
فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليهالسلام في أثره قال : فما كان إلّا أنَّ وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله (٣) فرجعت إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فأعلمته فقال : يا أبا محمّد أتعرفه؟ فقلت : الله ورسوله وامير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر عليهالسلام.
٢ ـ حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقندي رضياللهعنه قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدّثنا جبرئيل بن أحمد ، عن موسى
__________________
(١) في بعض النسخ « في وقت اضطرابها ».
(٢) في بعض النسخ « فيملأها ».
(٣) في بعض النسخ « من الأرض ».
ابن جعفر البغداديّ قال : حدّثني الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه سدير بن حكيم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا قال : لمّا صالح الحسن بن عليّ عليهماالسلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه النّاس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال عليهالسلام : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الّذي عملت خيرٌ لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ، إلّا تعلمون أنّني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة بنصٍّ من رسول الله صلىاللهعليهوآله عليَّ؟ قالوا : بلى ، قال : أما علمتم أنَّ الخضر عليهالسلام لمّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً ، أما علمتم أنَّه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلّا القائم الّذي يصلّي روح الله عيسى بن مريم عليهالسلام خلفه ، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يخفي ولادته ، ويغيب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيّدة الاماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابٍّ دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أنَّ الله على كلّ شيء قدير.
٣٠
( باب )
* (ما أخبر به الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام من وقوع) *
* (الغيبة بالقائم (ع) وإنّه الثاني عشر من الائمّة عليهمالسلام) *
١ ـ حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار قال : حدّثنا أبو عمرو الكشي (١) قال : حدّثنا محمّد بن مسعود قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد
__________________
(١) في جميع النسخ « أبو عمرو الليثي » بتصحيف. والصحيح « الكشي » كما في المتن أخذا من هامش بعض النسخ المخطوطة المصححة. والكشي صاحب رجال المعروف وهو من غلمان محمّد بن مسعود العياشي.
ابن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الرّحمن بن الحجاج ، عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين عليهمالسلام قال : قال الحسين بن عليٍّ عليهماالسلام : في التاسع من ولدي سنة من يوسف ، وسنّة من موسى بن عمران عليهماالسلام وهو قائمنا أهل البيت ، يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة.
٢ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق المعاذيُّ (١) رضياللهعنه قال : حدّثنا أحمد ابن محمّد الهمدانيُّ الكوفيُّ قال : حدّثنا أحمد بن موسى بن الفرات قال : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد قال : حدّثنا سفيان قال : حدّثنا عبد الله بن الزُّبير ، عن عبد الله ابن شريك ، عن رجل من همدان قال : سمعت الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام يقول : قائم هذه الاُمّة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الّذي يقسم ميراثه وهو حي.
٣ ـ حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن ـ هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السّلام بن صالح الهرويِّ قال : أخبرنا وكيع بن الجرّاح ، عن الرَّبيع بن سعد ، عن عبد الرّحمن بن سليط قال : قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام منا اثنا عشر مهديّاً أوّلهم أمير المؤمنين عليُّ بن ابي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الامام القائم بالحقِّ ، يحيي الله به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحقِّ على الدِّين كله ولو كره المشركون ، له غيبة يرتدُّ فيها أقوام ويثبت فيها على الدِّين آخرون ، فيؤذون ويقال لهم : « متى هذا الوعد إن كنم صادقين » أما إنَّ الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٤ ـ حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن القزوينيُّ قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرميُّ قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الاحول قال : حدّثنا خلاد المقريء ، عن قيس بن أبي حصين
__________________
(١) كذا في بعض النسخ وفي أكثرها « المعادي » بالدال المهملة. وفي اللباب : المعاذى نسبة إلى معاذ ينسب إليه جماعة ، منهم بيت كبير بخراسان.
عن يحيى بن وثّاب ، عن عبد الله بن عمر قال : سمعت الحسين بن عليٍّ عليهماالسلام يقول : لو لم يبق من الدُّنيا إلّا يوم واحد لطول الله عزَّ وجلَّ ذلك اليوم حتّى يخرج رجلٌ من ولدي ، فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كذلك سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول.
٥ ـ حدّثنا أبي رضياللهعنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثني حمدان بن منصور ، عن سعد بن محمّد ، عن عيسى الخشّاب قال : قلت للحسين بن عليّ عليهماالسلام : أنت صاحب هذا الامر؟ قال : لا ولكن صاحب الامر الطريد الشريد الموتور بأبيه ، المكنّي بعمّه (١) ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (٢).
٣١
( باب )
* (ما أخبر به سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهماالسلام) *
* (من وقوع الغيبة بالقائم عليهالسلام وإنّه الثاني عشر) *
* (من الائمّة عليهمالسلام) *
١ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضياللهعنه قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعريّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن الحسن ، عن أبي سعيد العصفري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة قال : سمعت عليّ بن الحسين عليهماالسلام يقول : أنَّ الله تبارك وتعالى خلق محمّداً وعليّاً والائمّة
__________________
(١) يمكن أن يقرء بشد النون على وزان « الثنى » ويكون المراد أنَّ التعبير بالكنية دون الاسم لاجل عمه. أو يقرء على وزان « المهدى » بمعنى المخفي والمستتر فالمعنى الغائب بسبب عمه. والموتور : من قتل له قتيل ولم يدرك بثاره.
(٢) سيأتي في حديث محمّد بن عليّ بن الحسين : ما يوافقه.
الأحد عشر من نور عظمته أرواحاً في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبّحون الله عزَّ وجلَّ ويقدِّسونه ، وهم الائمّة الهادية من آل محمّد عليهمالسلام.
قال مصنف هذا الكتاب رضياللهعنه : قد روي هذا الخبر بغير هذا اللّفظ إلّا أنَّ مسموعي ما قد ذكرته.
٢ ـ حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفيُّ ، عن عبد الله (١) بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ رضياللهعنه قال : حدّثني صفوان ابن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن أبي حمزة الثماليِّ ، عن أبي خالد الكابليِّ قال : دخلت على سيّدي عليِّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام فقلت له : يا ابن رسول الله أخبرني بالّذين فرض الله عزَّ وجلَّ طاعتهم ومودتهم ، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ فقال لي : يا كنكر (٢) أنَّ أولي الامر الّذين جعلهم الله عزّ وجلّ أئمّة للنّاس وأوجب عليهم طاعتهم : أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ابنا عليِّ بن أبي طالب ، ثمَّ انتهى الامر إلينا. ثمَّ سكت.
فقلت له : يا سيّدي روي لنا عن أمير المؤمنين [ عليٍّ ] عليهالسلام أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزَّ وجلَّ على عباده ، فمن الحجّة والامام بعدك؟ قال : ابني محمّد ، وإسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقراً ، هو الحجّة والامام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السّماء الصادق ، فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمه الصادق وكلّكم صادقون ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه عليهماالسلام أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن عليِّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام فسمّوه الصادق ، فإنَّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدَّعي الامامة اجتراء على الله وكذباً عليه فهو عند الله جعفر الكذَّاب المفتري على الله عزَّ وجلَّ ، والمدعي لمّا ليس له بأهل ، المخالف على أبيه والحاسد لأخيه ، ذلك الّذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عزَّ وجلَّ ، ثمّ
__________________
(١) في بعض النسخ « عبيد الله » وهو الروياني الذى تقدَّم ص ٣١٢
(٢) كنكر لقب لابي خالد.
بكي عليّ بن الحسين عليهماالسلام بكاءً شديداً ، ثمّ قال : كأني بجعفر الكذَّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليِّ الله ، والمغيب في حفظ الله والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً منه على قتله أنَّ ظفر به ، [ و ] طمعاً في ميراثه حتّى يأخذه بغير حقّه.
قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله وإنَّ ذلك لكائن ، فقال : إي وربّي أنَّ ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة الّتي فيها ذكر المحن الّتي تجري علينا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله . قال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله ثمّ يكون ماذا ، قال : ثمّ تمتدُّ الغيبة (١) بولي الله عزَّ وجلَّ الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلىاللهعليهوآله والائمّة بعده.
يا أبا خالد إنَّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كلّ زمان ، لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزَّمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله بالسيف ، اولئك المخلصون حقّاً وشيعتنا صدقاً ، والدُّعاة إلى دين الله عزَّ وجلَّ سراً وجهراً. وقال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : إنتظار الفرج من أعظم الفرج.
وحدّثنا بهذا الحديث عليُّ بن أحمد بن موسى. ومحمّد بن أحمد الشيبانيُّ (٢) وعليّ بن عبد الله الورَّاق ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، عن سهل بن زياد الادميِّ عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ رضياللهعنه ، عن صفوان ، عن إبراهيم أبي زياد عن أبي حمزة الثماليِّ ، عن أبي خالد الكابليِّ ، عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام.
قال مصنّف هذا الكتاب رضياللهعنه : ذكر زين العابدين عليهالسلام [ ل ] جعفر الكذَّاب دلالة في إخباره بما يقع منه.
وقد روي مثل ذلك عن أبي الحسن عليِّ بن محمّد العسكري عليهماالسلام أنَّه لم يسرَّ به لمّا ولد وإنّه أخبرنا بأنه سيضلُّ خلقاً كثيراً كلّ ذلك دلالة له عليهالسلام أيضاً لأنّه لا دلالة على الامامة أعظم من الأخبار بما يكون قبل أن يكون كما كان ، مثل ذلك
__________________
(١) في بعض النسخ « تشتد الغيبة ».
(٢) كذا والظاهر هو السناني