كمال الدّين وتمام النّعمة

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كمال الدّين وتمام النّعمة

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦

وإذا جاز أن يغيب الله عزَّ وجلَّ اسمه الاعظم في الحروف المقطوعة في كتابه الّذي هو حجّته وكلامه ، فكذلك جائز أن يغيب حجّته في النّاس عن عباده المؤمنين وغيرهم لعلمه عزَّ وجلَّ أنَّه متى أظهره وقع من أكثر النّاس التعدِّي لحدود الله في شأنه فيستحقّون بذلك القتل ، فإنَّ قتلهم لم يجز وفي أصلابهم مؤمنون ، وإن لم يقتلهم لم يجز وقد استحقّوا القتل.

فالحكمة للغيبة في مثل هذه الحالة موجبة ، فإذا تزيّلوا ولم يبق في أصلابهم مؤمن أظهره الله عزَّ وجلَّ فخسف بأعدائه وأبادهم (١) ، إلّا ترى المحصنة إذا زنت وهي حبلى لم ترجم حتّى تضع ولدها وترضعه إلّا أن يتكفّل برضاعه رجل من المسلمين ، فهذا سبيل من في صلبه مؤمن إذا وجب عليه القتل لم يُقتل حتّى يزايله ، ولا يعلم ذلك إلّا من يكون حجّة من قبل علام الغيوب ، ولهذا لا يقيم الحدود إلّا هو ، وهذه هي العلة الّتي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه‌السلام مجاهدة أهل الخلاف خمساً وعشرين سنّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : ما بال أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يقاتل مخالفيه في الاوَّل؟ قال : لآية في كتاب الله تعالى : « لو تزيّلوا لعذبنا الّذين كفروا منهم عذاباً أليماً » ، قال : قلت : وما يعني بتزايلهم؟ قال : ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين.

وكذلك القائم عليه‌السلام لم يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله عزَّ وجلَّ فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزَّ وجلَّ فقتلهم.

حدثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ رضي‌الله‌عنه قال :

____________

(١) أباده أي أهلكه.

٦٤١

حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم الكرخيِّ قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام ـ أو قال له رجل ـ : أصلحك الله ألم يكن عليٌّ عليه‌السلام قوّياً في دين الله عزوجل؟ قال : بلى؟ قال : فكيف ظهر عليه القوم ، وكيف لم يدفعهم وما يمنعه (١) من ذلك؟ قال : آية في كتاب الله عزَّ وجلَّ منعته؟ قال : قلت : وأيّة آية هي؟ قال : قوله عزَّ وجلَّ : « لو تزّيّلوا لعذَّبنا الّذين كفروا منهم عذاباً أليماً » أنَّه كان لله عزَّ وجلَّ ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن عليّ عليه‌السلام ليقتل الآباء حتّى يخرج الودائع فلمّا خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله. وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتّى تظهر ودائع الله عزَّ وجلَّ فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله.

حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر السمرقنديُّ العلويُّ رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدّثنا جبرئيل ابن أحمد قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرّحمن عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ : « لو تزيّلوا لعذبنا الّذين كفروا منهم عذاباً أليماً » ، لو أخرج الله عزَّ وجلَّ ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذَّب الّذين كفروا.

* * *

و (٢) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد الفقيه الاسواريُّ بايلاق قال : حدّثنا مكّي بن أحمد البرذعي قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم الطرسوسيُّ يقول ـ وكان قد أتى عليه سبع وتسعون سنّة على باب يحيى بن منصور ـ قال : رأيت سربانك ملك الهند في بلدة تسمّى « قَنّوج » (٣) فسألناه كم أتى عليك من السنين؟ فقال : تسعمائة

__________________

(١) في بعض النسخ « لم يمنعهم وما منعه ».

(٢) عطف على ما سبق من أخبار المعمرين.

(٣) بقتح القاف وتشديد النون وآخره جيم ، موضع ببلاد الهند. (المراصد).

٦٤٢

سنة وخمس وعشرون سنّة وهو مسلم وزعم أنَّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنفذ إليه عشرة من أصحابه فيهم حذيفة بن اليمان وعمرو بن العاص واسامة بن زيد وأبو موسى الاشعريُّ وصهيب الروميُّ وسفينة وغيرهم يدعونه إلى الاسلام فأجاب وأسلم وقبل كتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت له : كيف تصلّي مع هذا الضعف؟ فقال لي : قال الله تعالى : « الّذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ـ الآية » فقلت له : وما طعامك ، فقال : آكل ماء اللّحم والكرَّاث ، وسألته هل يخرج منك شيء فقال : في كلِّ أسبوع مرّة شيء يسير ، قال : وسألته عن أسنانه : فقال أبدلتها عشرين مرة ورأيت [ له ] في اصطبله شيئاً من الدَّوابِّ أكبر من الفيل يقال له : زند فيل ، فقلت له : وما تصنع بهذا؟ قال : يحمل بها ثياب الخدم إلى القصّار. ومملكته مسيرة أربع سنين في مثلها ، ومدينته طولها خمسون فرسخاً في مثلها ، وعلى كلِّ باب منها عسكر في مائة ألف وعشرين ألفاً ، إذا وقع في أحد من تلك الابواب حدث خرجت تلك الفرقة إلى الحرب لا يستعان بغيرها وهو في وسط المدينة وسمعته يقول : دخلت المغرب (١) فبلغت إلى الرَّمل ـ رمل العالج ـ وصرت إلى قوم موسى عليه‌السلام ، فرأيت سطوح بيوتهم مستوية وبيدر الطعام (٢) خارج القرية يأخذون منه القوت والباقي يتركونه هناك وقبورهم في دورهم وبساتينهم من المدينة على فرسخين ليس فيهم شيخ ولا شيخة ولم أر فيهم علّة ولا يعتلّون إلى أن يموتوا ، ولهم أسواق إذا أراد إنسان منهم شراء شيء صار إلى السوق فوزن لنفسه وأخذ ما يصيبه وصاحبه غير حاضر ، وإذا أرادوا الصلاة حضروا فصلّوا وانصرفوا ، لا يكون بينهم خصومة أبداً ولا كلام يكره إلّا ذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وذكر الموت.

قال مصنّف هذا الكتاب رحمه‌الله : فإذا كان جاز عند مخالفينا مثل هذه الحال لسربانك ملك الهند فينبغي أن لا يحيلوا مثل ذلك في حجّة الله في التعمير ولا قوَّة إلّا بالله.

__________________

(١) في بعض النسخ « دخلت إلى العرب ».

(٢) يعني الموضع الّذي يجمع فيه الحصيد والقمح ويداس.

٦٤٣

٥٥

( باب )

* (ماروى في ثواب المنتظر للفرج) *

١ ـ حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديّ رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود قال : حدّثنا جعفر بن محمّد (١) قال : حدّثني العمركيُّ ابن عليٍّ البوفكيِّ ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن موسى النميريّ (٢) ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من مات منكم على هذا الامر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه‌السلام.

٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن ثعلبة ، عن عمر بن أبان ، عن عبد الحميد الواسطيُّ عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الباقر عليهما‌السلام قال : قلت له : أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا إنتظاراً لهذا الأمر ، فقال عليه‌السلام : يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله عزَّ وجلَّ لا يجعل الله له مخرجاً؟ بلى والله ليجعلنَّ الله له مخرجاً ، رحم الله عبداً حبس نفسه علينا ؛ رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، قال : قلت : فإن متُّ قبل أن أدرك القائم؟ قال : القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمّد نصرته ، كان كالمقارع بين يديه بسيفه ، لابل كالشهيد معه.

٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمّد بن مسعود ، عن جعفر بن معروف قال : أخبرني محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن موسى بن بكر الواسطيُّ ، عن أبي الحسن عن آبائه عليهم‌السلام أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من الله عزوجل.

__________________

(١) كذا في بعض النسخ وفي بعضها « جعفر بن أحمد » ولعل الصواب « جعفر بن معروف ».

(٢) هو موسى بن أكيل النميري من اصحاب الصادق عليه‌السلام ثقة ، وصحف في بعض النسخ « بالهرمزي » وفي بعضها « بالبربري ». وفي بعضها « بالنهريري ».

٦٤٤

٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن الفضيل (١) عن أبي الحسن الرِّضا عليه‌السلام قال : سألته عن الفرج؟ قال : إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول : « إنتظروا إنّي معكم من المنتظرين » (٢).

٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمّد بن مسعود قال : حدّثني أبو صالح خلف بن حمّاد الكشي قال : حدّثنا سهل بن زياد (٣) قال : حدّثني محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : قال الرِّضا عليه‌السلام : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عزَّ وجلَّ : « وارتقبوا إنّي معكم رقيب » (٤) ، « فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين » ، فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجيء الفرج على اليأس ، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم.

٦ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ؛ ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : المنتظر لامرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله.

٧ ـ حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديُّ رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا حيدر بن محمّد ؛ وجعفر بن محمّد بن مسعود قالا : حدّثنا محمّد بن مسعود قال : حدّثنا القاسم بن هشام اللّؤلؤيُّ قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن هشام

__________________

(١) محمّد بن الفضيل من أصحاب الرِّضا عليه‌السلام أزدي صيرفي ، يرمى بالغلو (صه) وقال الشيخ (ره) في رجاله : محمّد بن الفضيل الكوفيّ الازدي ضعيف.

(٢) الاعراف : ٧١. والظاهر ومن السياق المراد انتظار العذاب. والتأويل بالصاحب عليه‌السلام غريب جدا والعلم عند الله.

(٣) سهل بن زياد ضعيف في الحديث غير معتمد عليه وكان احمد بن محمّد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الرى. (جش)

(٤) تمام الآية في سورة هود : ٩٤ « يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إنّي معكم رقيب »

٦٤٥

ابن سالم ، عن عمّار الساباطيِّ قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : العبادة مع الامام منكم المستتر في دولة الباطل أفضل ، أم العبادة في الظهور الحقِّ ودولته مع الامام الظاهر منكم؟ فقال : يا عمّار الصدقة والله في السرِّ [ في دولة الباطل ] أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوِّكم في دولة الباطل وحال الهدنة ممّن يعبد الله عزَّ وجلَّ في ظهور الحق مع الامام الظاهر في دولة الحق ، وليس العبادة مع الخوف وفي دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحق ، إعلموا أنَّ من صلّى منكم صلاة فريضة وحداناً مستتراً بها من عدوِّه في وقتها فأتمها كتب الله عزَّ وجلَّ له بها خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانيّة ، ومن صلّى منكم صلاة نافلة في وقتها قاتمّها كتب الله عزَّ وجلَّ له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله حسنات المؤمن منكم أذا أحسن أعماله ودان الله عزَّ وجلَّ بالتقيّة على دينه وعلى إمامه وعلى ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة كثيرة ، أنَّ الله عزَّ وجلَّ كريم.

قال : فقلت : جعلت فداك قد رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكنّي احبُّ أن أعلم كيف صرنا اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الامام منكم الظاهر في دولة الحقِّ ونحن وهم على دين واحد وهو دين الله عزوجل؟

فقال : إنّكم سبقتموهم إلى الدُّخول في دين الله عزَّ وجلَّ وإلى الصلاة والصوم والحجِّ وإلى كلِّ فقه وخير وإلى عبادة الله سرّاً مع عدوِّكم مع الامام المستتر مطيعون له ، صابرون معه ، منتظرون لدولة الحقِّ ، خائفون على إمامكم وأنفسكم من الملوك ، تنظرون إلى حقٍّ إمامكم وحقّكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك واضطرُّوكم إلى حرث الدُّنيا (١) وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم ، فبذلك ضاعف الله أعمالكم ، فهنيئاً لكم هنيئاً.

قال : فقلت له : جعلت فداك فما نتمنّى إذا أن نكون من أصحاب الامام القائم في ظهور الحقِّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أعمال أصحاب دولة

__________________

(١) في بعض النسخ « إلى جدب الأرض ».

٦٤٦

الحقِّ؟ فقال : سبحان الله : أما تحبّون أن يظهر الله عزَّ وجلَّ الحق والعدل في البلاد ، ويحسن حال عامّة العباد (١) ، ويجمع الله الكلمة ويؤلّف بين قلوب مختلفة ولا يعصى الله عزَّ وجلَّ في أرضه ، ويقام حدود الله في خلقه ، ويردَّ الله الحقَّ إلى أهله فيظهروه حتّى لا يستخفى بشيء من الحقِّ مخافة أحد من الخلق ، أما والله يا عمّار لا يموت منكم ميت على الحال الّتي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند الله عزَّ وجلَّ من كثير ممّن شهد بدراً واحداً فأبشروا.

٨ ـ حدّثنا عليُّ بن أحمد رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعيُّ ، عن الحسين بن يزيد النوفليِّ ، عن أبي إبراهيم الكوفيِّ قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فكنت عنده إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ابن جعفر عليهما‌السلام وهو غلام فقمت إليه وقبّلت رأسه وجلست فقال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا أبا إبراهيم أما إنَّه صاحبك من بعدي ، أما ليهلكنَّ فيه أقوام ويسعد آخرون ، فلعن الله قاتله ، وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجنَّ الله عزَّ وجلَّ من صلبه خير أهل الأرض في زمانه بعد عجائب تمر به حسداً له ، ولكن الله تعالى بالغ أمره ولو كره المشركون يخرج الله تبارك وتعالى من صلبه تكملة اثني عشر مهديّاً ، واختصّهم الله بكرامته وأحلّهم دار قدسه ، المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذبُّ عنه. فدخل رجل من موالي بني اُميّة فانقطع الكلام وعدت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام خمس عشرة مرَّة اريد استتمام الكلام فما قدرت على ذلك ، فلمّا كان من قابل دخلت عليه وهو جالس فقال لي : يا أبا إبراهيم هو المفرِّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجور ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزَّمان ، حسبك الله يا أبا إبراهيم قال أبو إبراهيم : فما رجعت بشيء أسرُّ إليَّ من هذا ولا أفرح لقلبي منه (٢).

__________________

(١) في بعض النسخ « عامّة النّاس ».

(٢) تقدَّم هذا الخبر بتمامه ص ٣٣٤.

٦٤٧

٥٦

( باب )

* (النهى عن تسمية القائم عليه‌السلام) *

١ ـ حدَّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدَّثني سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزبد عن الحسن بن محبوب ، عن عليِّ بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صاحب هذا الامر رجل لا يسميه باسمه إلّا كافر.

٢ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال ، عن الرّيّان بن الصلت قال : سئل الرِّضا عليه‌السلام عن القائم عليه‌السلام فقال : لا يرى جسمه ، ولا يسمّى باسمه

٣ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفيِّ قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : سأل عمر أمير المؤمنين عليه‌السلام عن المهديِّ فقال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهديِّ ما اسمه؟ قال أما اسمه فلا ، إنَّ حبيبي وخليلي عهد إليَّ أن لا اُحدِّث باسمه حتّى يبعثه الله عزَّ وجلَّ وهو ممّا استودع الله عزَّ وجلَّ رسوله في علمه.

٤ ـ حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد العلويّ ، عن أبي هاشم الجعفريّ قال : سمعت أبا الحسن العسكريّ عليه‌السلام يقول : الخلف من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت : ولم جعلني الله فداك؟ قال : لانّكم لا ترون شخصه ولا يحلُّ لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره؟ فقال : قولوا : الحجّة من آل محمّد صلوات الله عليه وسلامه.

٦٤٨

٥٧

( باب )

* (ما روى في علامات خروج القائم عليه‌السلام) *

١ ـ حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليٍّ ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى عن محمّد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : خمس قبل قيام القائم عليه‌السلام : اليمانيُّ والسفيانيُّ والمنادي يناديُّ من السّماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية.

٢ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن عبد الله بن محمّد الحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن شعيب الحذّاء ، عن صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام يقول : ليس بين قيام قائم آل محمّد وبين قتل النفس الزّكيّة إلّا خمسة عشر ليلة.

٣ ـ حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريِّ ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنَّ قدّام القائم علامات تكون من الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين ، قلت : وما هي جعلني الله فداك؟ قال : ذلك قول الله عزَّ وجلَّ « ولنبلونّكم » يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه‌السلام « بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين » (١) قال : يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم ، والجوع بغلاء أسعارهم « ونقص من الأموال » قال : كساد التجارات وقلة الفضل. ونقص من الانفس قال : موت ذريع (٢).

__________________

(١) البقرة : ١٥٥.

(٢) الذريع : السريع.

٦٤٩

ونقص من الثمرات قال : قلّة ريع ما يزرع « وبشّر الصابرين » عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه‌السلام.

ثمَّ قال لي : يا محمّد هذا تأويله إنَّ الله تعالى يقول : « وما يعلم تأويله إلّا الله والرَّاسخون في العلم » (١).

٤ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا الحسين ابن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي عن الحارث بن المغيرة البصريِّ ، عن ميمون البان قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال : إنَّ أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس ، ثمّ قال : ينادي مناد من السّماء فلان بن فلان هو الامام باسمه ، وينادي إبليس لعنه الله من الأرض كما نادى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة العقبة.

٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى ابن أعين ، عن المعلّي بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنَّ أمر السفيانيِّ من الامر المحتوم ، وخروجه في رجب.

٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عمر ، عن أبي أيّوب ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الصيحة الّتي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان.

٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن ـ حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليمانيُّ ، والسفيانيُّ ، والصيحة ، وقتل النفس الزّكيّة ، والخسف بالبيداء.

٨ ـ حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ينادي مناد باسم القائم عليه‌السلام ، قلت : خاصٌّ أو عام؟ قال : عام يسمع كلُّ قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم عليه‌السلام وقد نودي باسمه؟ قال : لا

__________________

(١) آل عمران : ٧.

٦٥٠

يدعهم إبليس حتّى ينادي [ في آخر الليل ] (١) ويشكّك الناس.

٩ ـ حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليٍّ الكوفيّ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال : أبي عليه‌السلام : قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام : يخرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة ، وحش الوجه (٢) ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور ، إسمه عثمان وأبوه عنبسة ، وهو من ولد أبي سفيان حتّى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين (٣) فيستوي على منبرها.

١٠ ـ حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام : إنّك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث النّاس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا ربّ ثاري ثاري ثمّ النّار (٤) ، وقد بلغ من خبثه أنَّه يدفن اُمُّ ولد له وهي حية مخافة أن تدلَّ عليه.

١١ ـ حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن عليٍّ الكوفيِّ قال : حدّثنا الحسين بن سفيان ، عن قتيبة بن محمّد ، عن عبد الله بن أبي منصور البجليِّ قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن اسم السفيانيِّ فقال : وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، و

__________________

(١) قال في البحار : الظاهر « في آخر النهار » كما سيأتي تحت رقم ١٤ ، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ « في أخر الليل » أصلاً فالزيادة من النساخ.

(٢) أي يستوحش من يراه ولا يستأنس به وفى بعض النسخ « وخش الوجه » بالخاء المعجمة ، والوخش : الردي من كلّ شيء ، ورذال النّاس وسقاطهم للواحد والجمع والمذكر والمؤمث ، (القاموس) وفى بعض النسخ المصححة « خشن الوجه ».

(٣) يعني الكوفة كما جاءت به الاخبار.

(٤) في غيبة النعماني بسند آخر عنه عليه‌السلام « يا ربّ ثارى والنار ، يا ربّ ثارى والنار » ولعل المعنى يا ربّ إنّي اطلب ثارى ولو بدخول النار.

٦٥١

الاردن ، وقنّسرين ، فتوقّعوا عند ذلك الفرج ، قلت : يملك تسعة أشهر؟ قال : لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً.

١٢ ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّ رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا أحمد بن عليٍّ الانصاريُّ ، عن أبي الصلت الهرويِّ قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال : علامته أن يكون شيخ السنِّ ، شابَّ المنظر حتّى أنَّ الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنّة أو دونها ، وإنَّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيّام والليالي حتّى يأتيه أجله.

١٣ ـ حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي‌الله‌عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن علىٍّ الكوفيِّ ، عن أبيه ، عن أبي المغرا ، عن المعلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صوت جبرئيل من السّماء ، وصوت إبليس من الأرض ، فاتّبعوا الصوت الاوَّل ، وإياكم والاخير أن تفتتنوا به.

١٤ ـ حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : أنَّ أبا جعفر عليه‌السلام كان يقول : أنَّ خروج السفياني من الامر المحتوم؟ قال [ لي ] : نعم ، واختلاف ولد العبّاس من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم عليه‌السلام من المحتوم ، فقلت له : كيف يكون [ ذلك ] النداء؟ قال : ينادي مناد من السّماء أول النهار : إلّا أنَّ الحقّ في عليٍّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار : إلّا أنَّ الحقَّ في السفيانيِّ وشيعته ، فيرتاب عند ذلك المبطلون.

١٥ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى بن أعين ، عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أنَّ أمر السفياني من المحتوم وخروجه في رجب.

١٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عمر ، عن أبي أيّوب ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الصيحة الّتي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان.

٦٥٢

١٧ ـ حدّثنا عليُّ بن أحمد بن موسى رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيُّ قال : حدّثنا إسماعيل بن مالك ، عز محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وهو على المنبر ـ : يخرج رجل من ولدي في آخر الزَّمان أبيض اللّون ، مشرب بالحمرة ، مبدح البطن (١) عريض الفخذين ، عظيم مشاش المنكبين (٢) بظهره شامتان : شامة على لون جلده (٣) وشامة على شبه شامة النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، له اسمان : اسم يخفى واسم يعلن ، فأمّا الّذي يخفى فأحمد وأمّا الّذي يعلن فمحمد ، إذا هزَّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدَّ من زبر الحديد ، واعطاه الله تعالي قوَّة أربعين رجلاً ، ولا يبقى ميت إلّا دخلت عليه تلك الفرحة [ في قلبه ] وهو في قبره ، وهم يتزاورون في قبورهم ، ويتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه.

١٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنَّ العلم بكتاب الله عزَّ وجلَّ وسنّة نبيّة صلى‌الله‌عليه‌وآله لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته ، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت الرَّحمة والنبوَّة ومعدن العلم وموضع الرسالة.

وروي أنَّ التسليم على القائم عليه‌السلام أن يقال له : « السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه ».

١٩ ـ حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا أبي ، عن

__________________

(١) مبدح البطن أي واسعه وعريضه ـ والبداح. المتسع من الارض. والبدح ـ بالكسر ـ : الفضاء الواسع وامرأة بيدح أي بادن. والابدح : الرَّجل الطويل [ السمين ] والعريض الجنين من الدواب (القاموس).

(٢) « مشاش » جمع المشاشة ـ بالضم ـ وهي رأس العظم الممكن المضغ

(٣) الشامة علامة تخالف البدن الّذي هي فيه اما باللون أو التورم ، وهي الخال.

٦٥٣

أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال : أبو جعفر عليه‌السلام : يخرج القائم عليه‌السلام يوم السبب يوم عاشورا يوم الّذي قتل فيه الحسين عليه‌السلام.

٢٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير قال : سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه‌السلام : كم يخرج مع القائم عليه‌السلام؟ فإنّهم يقولون : أنَّه يخرج معه مثل عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، قال : وما يخرج إلّا في أولي قوَّة ، وما تكون أولوا القوة أقلَّ من عشرة آلاف.

٢١ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا أبي : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي خالد القمّاط ، عن ضريس ، عن أبي خالد الكابليِّ ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدَّة أهل بدر فيصبحون بمكّة ، وهو قول الله عزَّ وجلَّ : « أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً » (١) وهم أصحاب القائم عليه‌السلام.

٢٢ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن مندل (٢) ، عن بكار ابن أبي بكر ، عن عبد الله بن عجلان قال : ذكرنا خروج القائم عليه‌السلام عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقلت له : كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال : يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب « طاعة معروفة ».

وروي أنَّه يكون في راية المهديِّ عليه‌السلام « البيعة لله عزَّ وجلَّ ».

٢٣ ـ حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن عبيد بن كرب (٣) قال : سمعت عليّاً عليه‌السلام يقول : إن لنا أهل البيت راية من تقدمها مرق ومن تأخر عنها محق ، ومن تبعها (٤) لحق.

__________________

(١) البقرة : ١٤٨.

(٢) في أكثر النسخ « منذر ».

(٣) كذا والظاهر أنَّه تصحيف والصواب عبيد الكندي الكوفيّ ذكره ابن حبان في الثقات.

(٤) في بعض النسخ « من لزمها ».

٦٥٤

٢٤ ـ حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ قال : حدّثني أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن إبراهيم ابن عقبة ، عن زكريّا ، عن أبيه ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يموت سفيه من آل العبّاس بالسر ، يكون سبب موته أنَّه ينكح خصيا فيقوم فيذبحه ويكتم موته أربعين يوماً ، فإذا سارت الركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج [ إلى آخر من يخرج ] حتّى يذهب ملكهم.

٢٥ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن الحكم الحنّاط ، عن محمّد بن همّام ، عن ورد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إثنان بين يدي هذا الامر : خسوف القمر لخمس ، وكسوف الشمس لخمس عشرة [ و ] لم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه‌السلام إلى الأرض ، وعند ذلك يسقط حساب المنجّمين (١).

٢٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيِّ ، عن معمر بن يحيى ، عن أبي خالد الكابليِّ ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : إذا بنى بنو العبّاس مدينة على شاطيء الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة.

٢٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرّحمن بن الحجاج ، عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قدّام القائم موتتان : موت أحمر وموت أبيض ، حتّى يذهب من كلِّ سبعة خمسة ، الموت الاحمر السيف ، والموت الأبيض الطاعون.

٢٨ ـ حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عليُّ بن الحسين السعد آباديُّ ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه‌السلام.

٢٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير؛ ومحمّد بن مسلم قالا : سمعنا

__________________

(١) ذلك لأنّ الخسوف في أواسط الشهر والكسوف في أواخره كما هو المعهود.

٦٥٥

أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا يكون هذا الامر حتّى يذهب ثلث النّاس ، فقيل له : إذا ذهب ثلث النّاس فما يبقى؟ فقال عليه‌السلام : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي.

قال [ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه ] مصنّف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه : وقد أخرجت ما روي في علامات القائم عليه‌السلام وسيرته وما يجري في أيّامه في الكتاب السر المكتوم إلى الوقت المعلوم [ ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ].

٥٨

( باب )

* (في نوادر الكتاب) *

١ ـ حدّثنا أحمد بن هارون القاضي (١) ؛ وجعفر بن محمّد بن مسرور ، وعليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميريُّ قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الدقاق ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : سألت الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ : « والعصر إنَّ الانسان لفي خسر » قال عليه‌السلام : العصر عصر خروج القائم عليه‌السلام « إنَّ الانسان لفي خسر » يعني أعداءنا « إلّا الّذين آمنوا » يعني بآياتنا « وعملوا الصالحات » يعني بمواساة الاخوان « وتواصوا بالحقِّ » يعني بالامامة « وتواصوا بالصبر » يعني في الفترة.

قال مصنّف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه : إنَّ قوماً قالوا بالفترة واحتجوا بها ، وزعموا أنَّ الامامة منقطعة كما انقطعت النبوَّة والرِّسالة من نبيٍّ إلى نبيٍّ ورسول إلى رسول بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فأقول وبالله التوفيق : إنَّ هذا القول مخالف للحقِّ لكثرة الرِّوايات الّتي وردت أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة إلى يوم القيامة و

__________________

(١) في بعض النسخ « الفامي ».

٦٥٦

لم تخل من لدن آدم عليه‌السلام إلى هذا الوقت ، وهذه الأخبار كثيرة شائعة (١) قد ذكرتها في هذا الكتاب وهي شائعة في طبقات الشيعة وفرقها ، لا ينكرها منهم منكر ، ولا يجحدها جاحد ، ولا يتأولها متأوَّل ، وإنَّ الأرض لا تخلو من إمام حيٍّ معروف إمّا ظاهر مشهور ، أو خاف مستور ، ولم يزل إجماعهم عليه إلى زماننا هذا فلامامة لا تنقطع ولا يجوز انقطاعها لانّها متّصلة ما اتصل الليل والنّهار.

٢ ـ حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد ابن عيسى بن عبيد قال : حدّثنا عليُّ بن الحكم ، وعليّ بن الحسن (٢) ، عن نافع الورّاق عن هارون بن خارجة قال : قال لي هارون بن سعد العجلي (٣) : قد مات إسماعيل الّذي كنتم تمدُّون أعناقكم إليه وجعفر شيخ كبير يموت غداً أو بعد غد ، فتبقون بلا إمام ، فلم أدر ما أقول له ، فأخبرت أبا عبد الله عليه‌السلام بمقالته ، فقال : هيهات هيهات أبى الله والله أن ينقطع هذا الامر حتّى ينقطع الليل والنهار فإذا رأيته فقل له : هذا موسى ابن جعفر ، يكبر ويزوِّجه فيولد له ولد فيكون خلفاً إن شاء الله.

فهذا أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام يحلف بالله أنَّه لا ينقطع هذا الامر حتّى ينقطع الليل والنهار ، والفترات بين الرُّسل عليهم‌السلام كانت جائزة لأنّ الرُّسل مبعوثة بشرائع الملّة وتجديدها ونسخ بعضها بعضاً ، وليس الأنبياء والائمّة عليهم‌السلام كذلك ولا لهم ذلك لأنّه لا ينسخ بهم شريعة ولا يجدِّد بهم ملة ، وقد علمنا أنَّه كان بين نوح وإبراهيم ، وبين إبراهيم وموسى ، وبين موسى وعيسى ، وبين عيسى ومحمّد عليهم‌السلام أنبياء وأوصياء كثيرون (٤) وإنّما كانوا مذكّرين لامر الله ، مستحفظين مستودعين لمّا جعل الله تعالى عندهم من الوصايا والكتب والعلوم وما جاءت به الرُّسل عن الله عزَّ وجلَّ

__________________

(١) في بعض النسخ « متتابعة ».

(٢) في بعض النسخ « عليّ بن الحسين ».

(٣) زيدي. (رجال ابن دادد).

(٤) في بعض النسخ « يكثر عددهم ».

٦٥٧

إلى أممهم ، وكان لكلِّ نبي منهم مذكر عنه ووصيٌّ يؤدِّي ما استحفظه من علومه ووصاياه ، فلمّا ختم الله عزَّ وجلَّ الرُّسل بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يجز أن يخلو الأرض من وصي هاد مذكّر يقوم بأمره ويؤدِّي عنه ما استودعه ، حافظاً لمّا ائتمنه عليه من دين الله عزَّ وجلَّ فجعل الله عزَّ وجلَّ ذلك سبباً لامامة منسوقة منظومة متّصلة ما اتّصل أمر الله عزَّ وجلَّ لأنّه لا يجوز أن تندرس آثار الأنبياء والرسل وأعلام محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وملته وشرائعه وفرائضه وسننه وأحكامه أو تنسخ أو تعفى (١) عليها آثار رسول آخر وشرائعه إذ لا رسول بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا نبيُّ.

والامام ليس برسول ولا نبيٍّ ولا داع إلى شريعة ولا ملّة غير شريعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وملّته ، فلا يجوز أن يكون بين الامام والامام الّذي بعده فترة ، فالفترات جائزة بين الرُّسل عليهم‌السلام وفي الامامة غير جائزة ، فلذلك وجب أنَّه لابدّ من إمام محجوج به.

ولا بدَّ أيضاً أن يكون بين الرَّسول والرَّسول ـ وإن كان بينهما فترة ـ إمامٌ وصيٌّ يلزم الخلق حجّته ويؤدِّي عن الرُّسل ما جاؤوا به عن الله تعالى ، وينبّه عباده على ما أغفلوا ، ويبيّن لهم ما جهلوا ، ليعلموا أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يتركهم سدّى ولم يضرب عنهم الذّكر صفحاً ، ولم يدعهم من دينهم في شبهة ، ولا من فرائضه الّتي وظفّها عليهم في حيرة ، والنبوَّة والرِّسالة سنّة من الله جلَّ جلاله ، والامامة فريضة ، والسنن تنقطع ويجوز تركها في حالات ، والفرائض لا تزول ولا تنقطع بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأجل الفرائض وأعظمها خطراً الامامة الّتي تؤدَّى بها الفرائض والسنن ، وبها كمل الدِّين وتمت النعمة ، فالائمة من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه لا نبيَّ بعده ، ليحملوا العباد على محجّة دينهم ، ويلزموهم سبيل نجاتهم ويجنّبوهم موارد هلكتهم ، ويبيّنوا لهم من فرائض الله عزَّ وجلَّ ما شذَّ عن أفهامهم ويهدوهم بكتاب الله عزَّ وجلَّ إلى مراشد ، امورهم ، فيكون

__________________

(١) كذا في جميع النسخ ولعله « تقفي عليها ».

٦٥٨

الدِّين بهم محفوظاً لا تعترض فيه الشبهة ، وفرائض الله عزَّ وجلَّ بهم مؤدَّاة لا يدخلها باطل ، وأحكام الله ماضية لا يلحقها تبديل ولا يزيلها تغيير.

فالرِّسالة والنبوَّة سنن ، ولامامة فرض وفرائض الله عزَّ وجلَّ الجارية علينا بمحمّد لازمة لنا ، ثابتة لا تنقطع ولا تتغيّر إلى يوم القيامة مع أنّا لا ندفع الأخبار الّتي رويت أنَّه كان بين عيسى ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فترة لم يكن فيها نبي ولا وصي ولا ننكرها ونقول : أنّها أخبار صحيحة ولكنَّ تأويلها غير ما ذهب إليه مخالفونا من انقطاع الأنبياء والائمّة والرسل عليهم‌السلام.

وإنّما معنى الفترة أنَّه لم يكن بينهما رسولٌ ، ولا نبيٌّ. ولا وصيٌّ ظاهر مشهورٌ كمن كان قبله ، وعلى ذلك دلَّ الكتاب المنزل أنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله على حين فترة من الرُّسل ، لا من الأنبياء والاوصياء ، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهما‌السلام أنبياء وأئمّة مستورون خائفون ، منهم خالد بن سنان العبسيُّ نبيٌّ لا يدفعه دافع ولا ينكره منكر لتواطيء الأخبار بذلك عن الخاصِّ والعامِّ وشهرته عندهم ، وأنَّ ابنته أدركت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودخلت عليه فقال النبيُّ : هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي ، وكان بين مبعثه ومبعث نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسون سنّة ، وهو خالد بن سنان بن بعيث (١) بن مريطة بن مخزوم ابن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس حدّثني بذلك جماعة من أهل الفقه والعلم :

٣ ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا سعد

__________________

(١) في بعض النسخ « لعيث ». وفي المعارف لابن قتيبة « أتت ابنته رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته يقرأ « قل هو الله أحد » فقالت : كان أبي يقول هذا.

٦٥٩

ابن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن الوليد الخزَّاز ، والسندي بن محمّد البزَّاز جميعاً ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن بشير النبّال ، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما‌السلام قالا : جاءت ابنة خالد بن سنان العبسيِّ إلى رسول الله وصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : مرحباً يا ابنة أخي وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه ، ثمّ أجلسها إلى جنبه ، ثمَّ قال : هذه ابنة نبيٍّ ضيّعة قومه خالد بن سنان العبسيّ.

وكان اسمها محياة ابنة خالد بن سنان.

وبعد فلو لا الكتاب المنزل وما أخبرنا الله تعالى به على لسان نبيّنا المرسل صلى‌الله‌عليه‌وآله وما اجتمعت عليه الاُمّة من النقل عنه عليه‌السلام في الخبر الموافق للكتاب أنَّه لا نبيَّ بعده لكان الواجب اللّازم في الحكمة أن لا يجوز أن يخلو العباد من رسول منذر ما دام التكليف لازماً لهم ، وأن تكون الرُّسل متواترة إليهم على ما قال الله عزَّ وجلَّ : « ثمّ أرسلنا رسلنا تترا كلّما جاء اُمّة رسولها كذَّبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً » (١) ولقوله عزَّ وجلَّ : « لئلّا يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرُّسل » (٢) لأنّ علتهم لا تنزاح إلّا بذلك كما حكى تبارك وتعالى عنهم في قوله عزَّ وجلَّ « لو لا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلَّ ونخزى » (٣).

فكان من احتجاج الله عزَّ وجلَّ في جواب ذلك أن قال : « قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين » (٤) فعلل العباد مع التكليف لا تنزاح (٥) إلّا برسول منذر مبعوث إليهم ليقيم أودهم ويخبرهم بمصالح أمورهم ديناً ودنياً ، وينصف مظلومهم من ظالمهم ، و

__________________

(١) المؤمنون : ٤٤.

(٢) النساء : ١٦٤.

(٣) طه : ١٣٤.

(٤) آل عمران : ١٨٣.

(٥) أي لا تبعد ولا تزول.

٦٦٠