قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

خطط الشام [ ج ١ ]

خطط الشام [ ج ١ ]

54/288
*

سبي بابل وسميت في العهد القديم يهوذا ، وفي العهد الجديد قد تطلق اليهودية على جميع فلسطين وعلى بعض أرجاء شرقي الأردن ، ويرى المحققون أن اليهودية كانت تشتمل غربي الأردن وجنوبي السامرة.

الفينيقيون واستقلالهم التجاري :

ولم تكن مملكة إسرائيل بعمرانها وقوتها مثل مملكه فينيقية الصغيرة التى قامت في أرض الشام واشتهرت أكثر من غيرها من الدول الشامية ، لأنها كانت دولة بحرية على جانب من الحضارة المقتبسة عن المصريين والأشوريين والبابليين ، ومعرفة زائد ، بطرق البحار والتجارة في القاصية ، فكان الفينيقيون في عهد عظمتهم كالبنادقة في القرون الوسطى ببحريتهم واتساع تجارتهم ، أو البريطانيين في القرنين الأخيرين بأساطيلهم وتجاراتهم ، مع مراعاة النسبة بين الأقطار والعصور.

والفينيقيون من القبائل السامية التي نزلت أرض آرام أي الشام ، وإقليمهم ضيق النطاق طوله خمسون فرسخا وعرضه من ثمانية الى عشرة فراسخ بين بحر الشام وأعلى سلسلة في جبل لبنان ، وتدخل فيه صور وصيدا وأرواد وجبيل وبيروت ، ومنهم من أدخل فيه البترون وطرابلس. ولم تكن فينيقية مملكة قائمة برأسها بل كان لكل ناحية مدينة صغيرة تستقل بها ، ولها مجالس وملك تحكم نفسها بنفسها ، وتبعث بنوابها الى أعظم مدينة فينيقية لفض المصالح المشتركة. وكانت صور محط رحال النواب منذ القرن الثالث عشر ، ولما لم يكن الفينيقيون أمة حربية خضعوا لسطوة الفاتحين من المصريين والأشوريين والبابليين والفرس وأدوا اليهم الجزية عن يد وهم صاغرون.

هذا رأي سنوبوس وقال مسبيرو : إن تحوتمس الثالث تعب في إخضاع بعض الفينيقيين وقد استكانت مدائن الوسط والجنوب وهي جبيل وبيروت وصيدون وصور من غير قتال ، وأخلص أهلها الطاعة لمواليهم الأجانب الى ما بعد رعمسيس الثاني وكان هذا عين الحكمة والصواب. فقد ترتب على رضاهم بالعبودية أن توصلوا الى احتكار جميع تجارة مصر مع أمم آسيا والبحر المتوسط ثم نالوا استقلالهم في أواسط القرن الثاني عشر قبل