النحو المستطاب - ج ١

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
الجزء ١ الجزء ٢

حينئذ على الضم فلا تقع خبرا ولا صفة ولا حالا ولا صلة ، وأن يكون تاما بأن تتم به الفائدة إذا قرن بالمبتدأ (١) ، نحو :

زيد عندك (٢) ، والسفر غدا (٣).

وقوله تعالى :

(وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)(٤).

__________________

(١) بخلاف الناقص : وهو ما لا تتم به الفائدة نحو : بكر أمس.

(٢) زيد عندك : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. عند : ظرف مكان مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر المبتدأ.

(٣) السفر غدا : السفر : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. غدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر المبتدأ.

(٤) والركب أسفل منكم : الواو : ابتدائية. الركب : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. أسفل : ظرف مكان مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر المبتدأ. منكم : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم : علام الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب صفة لأسفل.

١٦١

والثاني : الجار والمجرور ؛ بشرط أن يكون تاما بأن تتم به الفائدة إذا قرن بالمبتدأ (١) ، نحو : (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢) ، وزيد في الدار (٣).

ويتعلق الظرف والجار والمجرور إذا وقعا خبرا بمحذوف وجوبا تقديره كائن أو مستقر.

س : لماذا لا يخبر بظرف الزمان عن الذات ويخبر به عن المعاني؟

ج : لا يخبر بظرف الزمان عن الذات لعدم حصول الفائدة إذ لا تختص الذات بزمن دون زمن ، فلا يقال : زيد اليوم ولا عمرو غدا (٤) ،

__________________

(١) بخلاف الناقص : وهو ما لا تتم به الفائدة مع المبتدأ نحو : زيد عنك.

(٢) الحمد لله : الحمد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. لله : جار ومجرور ، اللام : حرف جر ، ولفظ الجلالة : مجرور باللام وعلامة جره كسر الهاء تأدبا ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر المبتدأ.

(٣) زيد في الدار : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. في الدار : جار ومجرور ، في : حرف جر ، الدار : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر المبتدأ.

(٤) نعم إذا كان المبتدأ عاما والزمان خاصا جاز الإخبار بظرف الزمان عن الذات ؛ لحصول الفائدة بتخصيص الزمان ، نحو : نحن في شهر رمضان ، والناس في زمان طيب.

١٦٢

ويخبر به عن المعاني لحصول الفائدة بذلك نحو : السفر غدا (١) والصوم اليوم (٢).

وأما قولهم : الليلة الهلال ، واليوم خمر (٣) ، مما ظاهره أنه أخبر بظرف الزمان عن الذات فمؤول بتقدير مضاف إلى اسم الذات ؛ ليكون الظرف خبرا عن معنى لا عن ذات ، فيقدر في المثالين المذكورين : رؤية الهلال ، وشرب خمر.

س : هل يتعدد الخبر؟ مثل لما تقول.

ج : نعم يتعدد الخبر إذا استقل بالخبرية (٤) نحو :

__________________

(١) السفر غدا : السفر : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. غدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) الصوم اليوم : إعرابه كسابقه.

(٣) بنصب الليلة على أنه خبر مقدم ، والهلال مبتدأ مؤخر ، ومثله اليوم خمر.

(٤) فإن لم يستقل بالخبرية نحو : هذا حلو حامض ، فلا تعدد بل تقول في إعرابه : ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وحلو حامض : خبر لأنهما بمعنى خبر واحد ، أي مز ليس بتام الحلاوة ولا بتام الحموضة ، ولا يجوز أن يعرب الثاني منهما بدلا ولا صفة ولا خبر مبتدأ محذوف ؛ لأن المراد أنه جمع الطعمين بخلاف الأخبار المتعددة نحو : زيد كاتب شاعر ، فإنه يجوز أن يعرب ما بعد الخبر الأول خبر ثان ، ويجوز أن يعرب خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير زيد كاتب هو شاعر.

١٦٣

زيد كاتب شاعر (١).

وقال تعالى :

(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)(٢).

__________________

(١) زيد كاتب شاعر : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. كاتب : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره. شاعر : خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، ويجوز أن يعرب خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير هو شاعر.

(٢) وهو الغفور الودود ، ذو العرش المجيد فعال لما يريد : الواو : حرف عطف. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الغفور : خبر أول مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. الودود : خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ذو : خبر ثالث مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف. والعرش : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. المجيد : خبر رابع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، ويجوز أن يعرب نعتا للعرش مجرور وعلامة جره كسر آخره ، والقراءتان سبعيتان. فعال : خبر خامس مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو من أمثلة المبالغة يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. لما : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلق بفعال. يريد : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد محذوف تقديره يريده.

١٦٤

س : يجب تقديم الخبر على المبتدأ في أربع مسائل ، اذكرها مع التمثيل.

ج : المسألة الأولى : أن يكون الخبر مما له صدر الكلام كأسماء الاستفهام نحو : أين زيد؟ (١).

الثانية : أن يكون المبتدأ محصورا نحو : إنما عندك زيد (٢).

الثالثة : أن يكون في المبتدأ ضمير متصل ، يعود على الخبر نحو :

قوله تعالى : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها)(٣) ، وإنما وجب تقديم الخبر لئلا

__________________

(١) أين زيد : أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم وجوبا. زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) إنما عندك زيد : إنما : كافة ومكفوفة ؛ إن : حرف توكيد ونصب ، وما : كافة. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن أو مستقر. في محل رفع خبر مقدم وجوبا. زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) أم على قلوب أقفالها : أم : حرف عطف. على قلوب : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، قلوب : مجرور بعلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن ، في محل رفع خبر مقدم وجوبا. أقفال : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

١٦٥

يلزم عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة وذلك لا يجوز.

الرابعة : أن يوقع تأخير الخبر في لبس نحو : في الدار رجل (١) ، ووجب التقديم هنا لاحتمال أن يكون الجار والمجرور صفة أو خبرا ؛ لأن النكرة تطلب الصفة فوجب التقديم دفعا لهذا الالتباس.

ويجوز تقديم الخبر على المبتدأ فيما عدا ذلك نحو : في الدار زيد (٢).

س : يجب حذف المبتدأ في أربع مسائل ، اذكرها مع التمثيل.

ج : المسألة الأولى : إذا كان خبر المبتدأ مقطوعا لغرض المدح نحو :

مررت بزيد الكريم (٣).

__________________

(١) في الدار رجل : في الدار : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، الدار : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر ، في محل رفع خبر مقدم وجوبا. رجل : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) في الدار زيد : في الدار : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، الدار : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر ، في محل رفع خبر مقدم جوازا. زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) مررت بزيد الكريم : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بزيد : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، زيد : مجرور بالباء

١٦٦

أو لغرض الذم نحو : مررت بزيد اللئيم (١) ، أو الترحم نحو : مررت بزيد المسكين (٢) ، فكل من الكريم واللئيم والمسكين خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

الثانية : إذا كان خبره مخصوص نعم أو بئس على أحد وجهين في إعرابه نحو : نعم الرجل زيد (٣) ، وبئس الرجل بكر (٤) ، فكل من زيد وبكر خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، والوجه الثاني : يعرب كل من زيد وبكر مبتدأ والجملة قبله خبر.

__________________

وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر. الكريم : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، ويجوز أن يعرب صفة لزيد مجرور بالكسرة الظاهرة ، ويجوز أن يعرب مفعولا لفعل محذوف تقديره أمدح الكريم.

(١) مررت بزيد اللئيم : إعرابه كسابقه.

(٢) مررت بزيد المسكين : إعرابه كسابقه.

(٣) نعم الرجل زيد : نعم : فعل ماض من أفعال المدح مبني على الفتح. الرجل : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. زيد : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، ويجوز أن يعرب مبتدأ والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم.

(٤) بئس الرجل بكر : بئس : فعل ماض من أفعال الذم مبني على الفتح. الرجل : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. بكر : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، ويجوز أن يعرب مبتدأ والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم.

١٦٧

الثالثة : إذا كان خبره مشعرا بصريح القسم نحو :

في ذمتي لأفعلن (١) ، ففي ذمتي خبر لمبتدأ محذوف وجوبا لسد جواب القسم مسده ، أي في ذمتي يمين.

الرابعة : إذا كان خبر المبتدأ مصدرا نائبا عن فعله نحو :

صبر جميل (٢) ، فصبر خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره :

صبري صبر جميل.

س : يجب حذف الخبر في أربع مسائل ، اذكرها مع التمثيل.

ج : المسألة الأولى : بعد لو لا الدالة على امتناع الشيء لوجود غيره نحو :

__________________

(١) في ذمتي لأفعلن : في ذمتي : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، ذمتي : مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، وهو مضاف. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره يمين لأفعلن. اللام : لام القسم. أفعلن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

(٢) صبر جميل : صبر : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره صبري صبر. جميل : نعت لصبر ، والنعت يتبع المنعوت في الإعراب تبعه في الرفع وعلامة رفعه ضم آخره.

١٦٨

(لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ)(١) ، أي لو لا أنتم موجودون.

الثانية : بعد القسم الصريح (٢) نحو :

(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)(٣) ، أي لعمرك قسمي.

__________________

(١) لو لا أنتم لكنا مؤمنين : لولا : حرف امتناع لوجود. أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، والتقدير لولا أنتم موجودون لكنا مؤمنين. اللام : داخلة في جواب لولا. كنا : كان فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. ونا المدغمة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. مؤمنين : خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) المراد بالقسم الصريح هو ما يعلم بمجرد لفظه كون الناطق به مقسما لكون ذلك اللفظ لا يستعمل إلا في القسم.

(٣) لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون : اللام : لام الابتداء. عمر : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا تقديره لعمرك قسمي. إنهم : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها ، والميم : علامة الجمع. لفي سكرتهم : اللام : لام الابتداء. في سكرتهم : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، سكرة : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة ، والميم : علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر إن. يعمهون : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأمثلة الخمسة ، وواو

١٦٩

الثالثة : إذا كان الخبر واقعا بعد واو المعية أي العاطفة لاسم آخر على المبتدأ نحو : كل صانع وصنعته (١) : أي مقرونان.

والرابعة : أن يكون الخبر واقعا قبل الحال التي لا تصلح أن تكون خبرا عن المبتدأ المذكور قبلها ، نحو : ضربي زيدا قائما (٢) ، أي حاصل إذا كان قائما ، فحاصل خبر المبتدأ.

__________________

الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب حال.

(١) كل صانع وصنعته : كل : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو مضاف. وصانع : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. وصنعته : الواو : حرف عطف دال على المعية ، صنعته : معطوف على كل والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا تقديره مقرونان.

(٢) ضربي زيدا قائما : ضربي : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، وضرب مصدر يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وهو مضاف ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر إلى فاعله. وزيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا تقديره : ضربي زيدا حاصل إذا كان قائما ؛ فحاصل هو الخبر ، وإذا : ظرف لما يستقبل من الزمان ، وكان : فعل ماض تام فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد. قائما : حال من الضمير المستتر في كان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

١٧٠

*العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر (١)*

س : نواسخ الابتداء ثلاثة أنواع ، اذكرها.

ج : النوع الأول : ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، وهو : كان وأخواتها ، والحروف المشبهة بليس ، وأفعال المقاربة.

النوع الثاني : ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ، وهو : إن وأخواتها ، ولا التي لنفي الجنس.

النوع الثالث : ما ينصب المبتدأ والخبر جميعا ، وهو : ظن وأخواتها.

*كان وأخواتها*

س : ما عمل كان وأخواتها؟

ج : كان وأخواتها ترفع المبتدأ تشبيها بالفاعل ، ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر تشبيها بالمفعول ، ويسمى خبرها.

س : اذكر أقسام كان وأخواتها بالتفصيل ، ممثلا لكل قسم.

ج : كان وأخواتها على ثلاثة أقسام :

القسم الأول : يرفع الاسم وينصب الخبر من غير شرط ، وهو ثمانية أفعال : كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظل ، بات ، صار ، ليس.

نحو :

__________________

(١) وتسمى نواسخ المبتدأ والخبر.

١٧١

(وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(١).

(فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)(٢).

(لَيْسُوا سَواءً)(٣).

(ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا)(٤).

__________________

(١) وكان الله غفورا رحيما : الواو : حرف عطف. كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. الله : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره. غفورا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره. رحيما : نعت لغفورا ، والنعت تابع للمنعوت في إعرابه تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) فأصبحتم بنعمته إخوانا : الفاء : حرف عطف. أصبح : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. والميم : علامة الجمع. بنعمته : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، نعمة : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلق بأصبح. إخوانا : خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) ليسوا سواء : ليسوا : فعل وفاعل ؛ ليس : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. سواء : خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٤) ظل وجهه مسودا : ظل : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. وجه : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. مسودا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره.

١٧٢

صار زيد فقيها (١).

والقسم الثاني : يرفع الاسم وينصب الخبر بشرط أن يتقدم عليه نفي ، أو نهي ، أو دعاء ، وهو أربعة أفعال : زال ماضي يزال بمعنى يستمر (٢). وفتئ (٣) وبرح (٤) ، وانفكّ (٥). (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(٦).

__________________

(١) صار زيد فقيها : صار : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. زيد : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره. فقيها : خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) أما زال ماضي يزول بمعنى يتحول فإنه لا يعمل هذا العمل ، بل هو فعل قاصر غير متعد ، قال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) أي : تتحولا وتنتقلا ، وكذا زال ماضي يزيل بمعنى يتميز فإنه لا يعمل هذا العمل ، بل هو فعل متعد لواحد ، نحو : زال زيد ضأنه عن معزه ، أي : ميزه عنه.

(٣) بفتح فكسر ثم همز كسمع يسمع.

(٤) بكسر الراء بوزن شرب.

(٥) وهي كبرح وفتئ بمعنى زال.

(٦) ولا يزالون مختلفين : الواو : حرف عطف. لا : نافية. يزالون : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة متصرف من زال من أخوات كان ؛ ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. مختلفين : خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٧٣

(لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ) [طه : ٩١](١).

وقول الشاعر :

صاح (٢) شمّر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين (٣)

__________________

) لن نبرح عليه عاكفين : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. نبرح : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتح آخره ، متصرف من برح من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها ضمير مستتر فيها وجوبا تقديره نحن. عليه : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بعاكفين. وعاكفين : خبر منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) صاح : منادى مرخم صاحب ترخيما غير قياسي ؛ لأنه ليس بعلم بل هو صفة ، وشرط المنادى المرخم أن يكون علما زائدا على ثلاثة أحرف وكونه غير مركب.

(٣) صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين

صاح : منادى مرخم صاحب حذف منه حرف النداء مبني على الكسر على لغة من ينتظر ، وعلى الضم على لغة من لا ينتظر. شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ولا تزل : الواو : حرف عطف ، لا : ناهية ، تزل : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره ، وهو متصرف من زال من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها مستتر فيها وجوبا تقديره أنت. ذاكرا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والموت : مضاف إليه مجرور وعلامة

١٧٤

وقول ذي الرمة غيلان بن عقبة :

ولا زال منهلا بجرعائك القطر (١)

والقسم الثالث : يرفع الاسم وينصب الخبر ، بشرط أن يتقدم عليه (ما) المصدرية الظرفية ، وهو (دام) نحو : قوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(٢) ، وسميت (ما) هذه مصدرية لأنها

__________________

جره كسر آخره. فنسيانه : الفاء : تعليلية ، نسيان : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. ضلال : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. مبين : نعت لضلال والنعت يتبع المنعوت في الإعراب تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(١) ولا زال منهلا بجرعائك القطر : الواو : حرف عطف ، لا : حرف دعاء. زال : فعل ماض ناقص يعمل عمل كان يرفع الاسم وينصب الخبر. منهلا : خبرها مقدم منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. بجرعائك : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وجرعاء : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره وهو مضاف ، والكاف : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلق بمنهلا. والقطر : اسم زال مؤخرا وهو مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا : الواو : حرف عطف. أوصى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره التعذر ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بالصلاة : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، والصلاة : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور ـ

١٧٥

تقدر مع الفعل الذي بعدها بالمصدر ، وهو الدوام ، وسميت ظرفية لنيابتها عن الظرف ، وهو المدة إذ التقدير : مدة دوامي حيا.

س : اذكر ما يتعلق بكان وأخواتها من أحكام.

ج : من أحكام كان وأخواتها أنه يجوز في خبرها أن يتوسط بينها وبين اسمها نحو :

(وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)(١).

__________________

متعلق بأوصاني. والزكاة : الواو حرف عطف ، الزكاة : معطوف على ما قبله والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره. ما : مصدرية ظرفية تسبك ما بعدها بمصدر. دمت : دام : فعل ماض ناقص تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. حيا : خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وما وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بأوصاني والتقدير : مدة دوامي حيا.

(١) وكان حقا علينا نصر المؤمنين : الواو : حرف عطف. كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. حقا : خبرها مقدم منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. علينا : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بعلى ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائنا في محل نصب نعت لحقا. نصر : اسمها مؤخر مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والمؤمنين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٧٦

وكقول السموءل بن عادياء :

سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم

فليس سواء عالم وجهول (١)

ومنها أنه يجوز أن تتقدم أخبارهن عليهن إلا : دام ، وليس (٢).

__________________

(١) سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم

فليس سواء عالم وجهول

سلي : فعل أمر مبني على حذف النون ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، متصرف من سأل تنصب مفعولين. إن : حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه. جهلت : فعل وفاعل ؛ جهل : فعل ماض في محل جزم فعل الشرط ، والتاء : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله ، ومفعول جهلت محذوف أيضا والتقدير : سلي إن جهلت حالنا وحالهم فسلي الناس عنا وعنهم. الناس : مفعول أول لسأل. عنا : جار ومجرور ؛ عن : حرف جر ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بعن ، والجار والمجرور في محل نصب مفعول ثان لسأل. وعنهم : الواو : حرف عطف ، عنهم : جار ومجرور ، معطوف على ما قبله. فليس سواء : الفاء : حرف تعليل ، ليس : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر ، سواء : خبرها مقدم منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. عالم : اسمها مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. وجهول : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) لأن ما مصدرية والحرف المصدري لا يعمل ما بعده فيما قبله ، وأما ليس فمعناها النفي ومعمول النفي يمتنع تقديمه عليه عند جمهور النحاة.

١٧٧

نحو : عالما كان زيد (١) ، وهلم جرا.

س : اذكر أقسام كان وأخواتها بالنسبة للتصرف وعدمه.

ج : تنقسم كان وأخواتها بالنسبة للتصرف وعدمه إلى ثلاثة أقسام : قسم لا يتصرف بحال ، وهو (ليس) باتفاق و (دام) عند أكثر المتأخرين.

وقسم يتصرف تصرفا ناقصا بمعنى أنه لا يستعمل منه أمر ولا مصدر وهو زال ، وفتئ ، وبرح ، وانفك.

وقسم يتصرف تصرفا تاما بمعنى أنه يأتي منه المصدر والأمر ، وهو باقي الأفعال.

س : إذا تصرفت هذه الأفعال هل عملها باق؟

ج : نعم لتصاريف هذه الأفعال من المضارع ، والأمر ، والمصدر واسم الفاعل ، ما للماضي من العمل ، فترفع الاسم وتنصب الخبر نحو :

(حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(٢).

__________________

(١) عالما كان زيد : عالما : خبر كان مقدم منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. زيد : اسمها مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) حتى يكونوا مؤمنين : حتى : حرف غاية ونصب. يكونوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأمثلة الخمسة ، ويكون : متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. مؤمنين : خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٧٨

(قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً)(١).

وأعجبني كون زيد صديقك (٢).

وزيد كائن أخاك (٣).

__________________

(١) قل كونوا حجارة أو حديدا : قل : فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. كونوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. حجارة : خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. أو : حرف عطف. حديدا : معطوف على ما قبله والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) أعجبني كون زيد صديقك : أعجب : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وكون مصدر متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره في محل رفع اسمها. صديق : خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(٣) زيد كائن أخاك : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. كائن : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ، وكائن اسم فاعل متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر ، واسمه مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد. أخا : خبره منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ؛ لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

١٧٩

س : هل تستعمل كان تامة (١)؟ اذكر ذلك بالأمثلة.

ج : نعم تستعمل كان وأخواتها تامة على خلاف الأصل ، فتكتفي بمرفوعها فتكون معه كلاما تاما ؛ لدلالتها حينئذ على ثبوت الشيء في نفسه من غير نظر لحال آخر نحو :

(وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)(٢).

(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(٣).

__________________

(١) أي مستغنية عن الخبر مكتفية بمرفوعها.

(٢) وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة : الواو : حرف استئناف. وإن : حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه. كان : فعل ماض تام بمعنى وجد أو حضر أو حصل ، مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. ذو : فاعل كان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف. وعسرة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. فنظرة : الفاء : رابطة لجواب الشرط ، نظرة : خبر لمبتدأ محذوف تقديره فالأمر والواجب نظرة. إلى ميسرة : جار ومجرور ؛ إلى : حرف جر ، ميسرة : مجرور بإلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائنة ، إلى ميسرة في محل رفع نعت لنظرة ، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط ، وأجاز الكوفيون كون كان في الآية ناقصة وقدروا الخبر : وإن كان ذو عسرة غريما.

(٣) فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون : الفاء : حرف عطف. سبحان : اسم مصدر منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره : أسبحك ، وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. ولفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور ـ

١٨٠