الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
*النكرة والمعرفة*
س : عرف النكرة ومثل لها.
ج : النكرة : كل اسم شائع في جنسه ، لا يختص به واحد دون آخر نحو :
رجل وفرس وكتاب.
س : ما المراد بالمعرفة؟
ج : المراد بالمعرفة ما وضع ليستعمل في واحد بعينه.
س : كم أنواع المعرفة؟
ج : أنواع المعرفة ستة وهي على هذا الترتيب :
١ ـ المضمر ، وهو أعرفها.
٢ ـ العلم.
٣ ـ اسم الإشارة.
٤ ـ الاسم الموصوف.
٥ ـ المعرف بالأداة. ٦ ـ ما أضيف إلى واحد منها.
وهو في رتبة ما أضيف إليه ، إلا الاسم المضاف إلى الضمير فإنه في رتبة العلم ؛ لأنه لو كان في رتبة الضمير لما صح «مررت بزيد صاحبك» ؛ لأن الصفة لا تكون أعرف من الموصوف ، بل هي مساوية له في التعريف أو دونه ، فلما جعلنا المضاف إلى الضمير في رتبة العلم صار «صاحبك» مساويا لزيد.
ويستثنى مما ذكر اسم الله تعالى ؛ فإنه علم وهو أعرف المعارف بالإجماع لشدة تمييزه ، وغلبة ظهوره ظهورا لا يحتمل الخفاء.
*الضمير وأقسامه*
س : ما الضمير والمضمر؟
ج : الضمير والمضمر مدلولهما واحد ؛ لأنهما اسمان لما وضع لمتكلم كأنا ، أو مخاطب كأنت ، أو غائب كهو.
س : ينقسم الضمير إلى قسمين ، اذكرهما مع تعريف كل قسم.
ج : ينقسم الضمير إلى مستتر وبارز ، فالمستتر ما ليس له صورة في اللفظ ، والبارز ما له صورة في اللفظ.
س : ينقسم الضمير المستتر إلى قسمين فما هما؟
ج : ينقسم الضمير المستتر إلى : مستتر وجوبا ، ومستتر جوازا ؛ فالمستتر وجوبا هو الذي لا يمكن أن يحل الظاهر ولا الضمير البارز محله ، لكون عامله لا يرفع إلا الضمير المستتر ، كالمستتر في فعل أمر الواحد المذكر نحو : اضرب (١) ، والمضارع المبدوء بتاء خطاب الواحد نحو : تقوم (٢).
أو الهمزة نحو : أقوم (٣) ، ...
__________________
(١) اضرب : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(٢) تقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(٣) أقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
أو النون نحو : نقوم (١).
والمستتر جوازا هو ما عدا ما تقدم نحو : زيد يقوم (٢).
س : ينقسم الضمير البارز إلى قسمين ، فما هما؟
ج : ينقسم الضمير البارز إلى : متصل بعامله ، ومنفصل عنه ؛ فالمتصل هو الذي لا يفتتح النطق به أي لا يمكن الابتداء به في أول الكلام ، ولا يقع بعد إلا الاستثنائية كتاء قمت (٣).
وكاف أكرمك (٤) ، إذ لا يصح أن يقال :
أكرم إلاك ، إلا في ضرورة الشعر (٥).
__________________
(١) نقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
(٢) زيد يقوم : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
(٣) قمت : فعل وفاعل ؛ قام : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
(٤) تقول في إعراب «أكرمك محمد» : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٥) كقول بعضهم :
أعوذ برب العرش من فئة بغت |
|
علي فمالي عوض إلاه ناصر |
وهو ثلاثة أقسام : مرفوع ومنصوب ومجرور. فالمرفوع نحو :
ضربت (١) بضم التاء وفتحها وكسرها ، وضربنا (٢) ، وضربتما (٣) ، وضربتم (٤) ، وضربتن (٥) ، وضرب (٦) ، وضربت بسكون التاء (٧) ،
__________________
وقول الآخر : وما علينا إذا ما كنت جارتنا |
|
ألا يجاورنا إلاك ديار |
(١) ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، أو تقول : مبني على الفتح أو على الكسر بحسب الحركة.
(٢) ضربنا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(٣) ضربتما : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم : حرف عماد ، والألف : دال على التثنية.
(٤) ضربتم : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والميم : علامة الجمع.
(٥) ضربتن : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والنون : علامة جمع الإناث.
(٦) ضرب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(٧) ضربت : ضرب : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هي.
وضربا (١) ، وضربتا (٢) ، وضربوا (٣) ، وضربن (٤).
والمنصوب نحو :
أكرمني محمد (٥) ، وأكرمك (٦) ، بفتح الكاف وكسرها.
__________________
(١) ضربا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على الفتح ، وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(٢) ضربتا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين ، وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(٣) ضربوا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(٤) ضربن : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، ونون النسوة : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
(٥) أكرمني محمد : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٦) أكرمك : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح أو على الكسر في محل نصب مفعول به.
وأكرمنا (١) ، وأكرمكما (٢) ، وأكرمكم (٣) ، وأكرمكن (٤) ، وأكرمه (٥) ، وأكرمها (٦) ، وأكرمهما (٧) ، وأكرمهم (٨).
__________________
(١) أكرمنا : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(٢) أكرمكما : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم : حرف عماد ، والألف : دال على التثنية.
(٣) أكرمكم : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم : علامة الجمع.
(٤) أكرمكن : إعرابه كسابقه ، إلا أن النون : علامة جمع الإناث.
(٥) أكرمه : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(٦) أكرمها : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(٧) أكرمهما : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم : حرف عماد. والألف : دال على التثنية.
(٨) أكرمهم : إعرابه كسابقه ، إلا أن الميم : علامة الجمع.
وأكرمهن (١) ، والمجرور نحو : مربي محمد (٢) ، ومربنا محمد (٣) ، إلى آخره (٤).
والمنفصل هو ما يفتتح به النطق ويقع بعد إلا في الاختيار نحو :
أنا مؤمن (٥) ، وما قام إلا أنا (٦) ، وهو قسمان : مرفوع (٧) كالمثالين السابقين.
__________________
(١) أكرمهن : إعرابه كسابقه ، إلا أن النون : علامة جمع الإناث.
(٢) مربي محمد : مر : فعل ماض مبني على الفتح. بي : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٣) مر بنا محمد : مر : فعل ماض مبني على الفتح. بنا : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) نحو : مر بك بفتح الكاف وكسرها ، ومر بكما ، ومر بكم ، ومر بكن ، ومر به ، ومر بها ، ومر بهما ، ومر بهم ، ومر بهن.
(٥) أنا مؤمن : أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مؤمن : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.
(٦) ما قام إلا أنا : ما : نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. قام : فعل ماض مبني على الفتح. إلا : أداة حصر. أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(٧) ستأتي الضمائر المنفصلة المرفوعة في باب المبتدأ والخبر صفحة (١٤٨).
ومنصوب (١) نحو : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)(٢).
س : متى يؤتى بالضمير متصلا بعامله؟ ومتى يؤتى به منفصلا عنه؟
ج : متى أمكن أن يؤتى بالضمير متصلا بعامله فلا يجوز في الاختيار أن يؤتى به منفصلا ، فلا يقال في نحو قمت : قام أنا ، ولا يقال في أكرمك : أكرم إياك ، إلا في نحو : سلنيه ، وكنته ، مما عامل الضمير فيه عامل في ضمير آخر أعرف منه مقدم عليه غير مرفوع ، سواء كان العامل ناسخا نحو : كنته (٣) ، أو غير ناسخ نحو : سلنيه (٤).
__________________
(١) ستأتي الضمائر المنفصلة المنصوبة في باب المفعول به صفحة (٥) من الجزء الثاني.
(٢) إياك نعبد : إيا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وجوبا. والكاف : حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. نعبد : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
(٣) كنته : كنت : متصرف من كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب خبرها.
(٤) سلنيه : سل : فعل أمر مبني على السكون متصرف من سأل تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والنون : للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعولها الأول. والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعولها الثاني.
فيجوز وصل الضمير كالمثالين السابقين وفصله نحو : سلني إياه (١) ، وكنت إياه (٢).
والانفصال أرجح من الاتصال إذا كان العامل ناسخا نحو : كنته ، ومرجوح إذا كان غيره نحو : سلنيه.
وألفاظ الضمائر كلها مبنية لا يظهر فيها الإعراب.
* * *
__________________
(١) سلني إياه : سل : فعل أمر مبني على السكون متصرف من سأل تنصب مفعولين. والنون : للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعولها الأول. إيا : ضمير منفصل مبني على الكسر في محل نصب مفعولها الثاني. والهاء : حرف غيبة مبني على الضم لا محل له من الإعراب.
(٢) كنت إياه : كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. والتاء : ضمر متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. إيا : ضمير منفصل في محل نصب خبرها. والهاء : حرف غيبة مبني على الضم لا محل له من الإعراب.
*الاسم العلم*
س : عرف العلم لغة واصطلاحا.
ج : العلم مشتق من العلامة ؛ لأنه علامة على مسماه ، وقيل : من العلم ؛ لأنه يعلم به مسماه ، واصطلاحا : اسم يعين المسمى مطلقا.
س : العلم نوعان ، اذكرهما مع الأمثلة.
ج : العلم نوعان : علم شخصي وعلم جنسي.
فالعلم الشخصي : هو ما وضع لشيء بعينه لا يتناوله غيره نحو : زيد وفاطمة ومكة وشذقم (١). ونحوه من أعلام الدواب.
والعلم الجنسي : هو ما وضع لجنس من الأجناس كأسامة فإنه علم جنس وضع للأسد ، وثعالة للثعلب ، وأم عريط للعقرب ، وسائر كنى الحيوانات فإنها كلها من مسمى علم الجنس.
س : اذكر الفرق بين العلم الجنسي والنكرة.
ج : العلم الجنسي في المعنى كالنكرة ، وإنما سمي علما لجريانه مجرى العلم الشخصي في الاستعمال ، فالعلم الجنسي يمتنع دخول أل عليه ، ولا يمتنع دخولها على النكرات ، ولا يضاف ، والنكرة تضاف ويأتي منه الحال فيقال هذا أسامة مقبلا (٢).
__________________
(١) شذقم : علم على فحل من الإبل كان للنعمان بن المنذر ، وإليه تنسب الإبل الشذقمية.
(٢) هذا أسامة مقبلا : ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أسامة : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. مقبلا : حال منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.
والنكرة لا يأتي منها الحال ولا ينصرف إذا انضمت إليه علة من العلل التسع ، كتاء التأنيث في أسامة ، والنكرة تنصرف.
فلما شارك العلم الشخصي في أحكامه ألحق به في الأحكام اللفظية ، فهو معرفة لفظا نكرة معنى.
س : اذكر أقسام العلم من حيث هو ، وعرف كلا منها مع الأمثلة؟
ج : ينقسم العلم إلى : اسم وكنية ولقب.
فالاسم نحو : زيد ، وقد تقدم تعريفه (١).
والكنية ما صدرت بأب أو أم نحو : أبو بكر ، وأم كلثوم ، وأم عريط للعقرب.
واللقب ما أشعر برفعة مسماه أو بضعته أي ذمه نحو :
زين العابدين ، لقب علي بن الحسين بن علي رضياللهعنهم ، وأنف الناقة ، لقب جعفر بن قريع.
ويكون اللقب تابعا للاسم في الإعراب إلا إذا كانا مفردين فيجب إضافة الاسم إلى اللقب نحو : جاء سعيد كرز (٢).
__________________
(١) صفحة (٨).
(٢) جاء سعيد كرز : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. سعيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. وكرز : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، والكرز خرج الراعي.
س : إذا اجتمع اللقب والاسم أيهما يقدم؟
ج : إذا اجتمع اللقب والاسم وجب تقديم الاسم وتأخير اللقب في الأفصح نحو : جاء علي زين العابدين (١) ، ولا ترتيب بين الكنية والاسم إذا اجتمعا ولا بين الكنية واللقب ، فلك تقديم أيهما شئت وتأخيره.
س : العلم إما مفرد كزيد أو مركب ، اذكر أقسام المركب مع الأمثلة.
ج : المركب ثلاثة أقسام : مركب إضافي نحو : عبد الله (٢) وأبو بكر (٣) ،
__________________
(١) جاء علي زين العابدين : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. علي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. زين : عطف بيان أو بدل تابع لما قبله في الإعراب تبعه في الرفع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والعابدين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. ويجوز في إعراب زين العابدين القطع ؛ بأن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو زين العابدين ، أو مفعولا لفعل محذوف تقديره : أمدح زين العابدين.
(٢) تقول في إعراب «جاء عبد الله» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. عبد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، عبد مضاف. ولفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا.
(٣) تقول في إعراب «جاء أبو بكر» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف. وبكر : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.
ومركب مزجي نحو : بعلبك (١) وسيبويه (٢).
ومركب إسنادي نحو : تأبط شرا (٣) ، وشاب قرناها (٤).
__________________
(١) بعلبك : علم على بلدة ، مركب من (بعل) وهو صنم ، و (بك) اسم صاحب هذه البلدة ثم جعلا اسما واحدا ممنوعا من الصرف للعلمية والتركيب المزجي. تقول في إعراب «هذا بعلبك» : ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بعلبك : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ، ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي.
(٢) تقول في إعراب «جاء سيبويه» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. سيبويه : مبني على الكسر في محل رفع فاعل. ولك أن تقول : سيبويه فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء.
(٣) علم على رجل من فرسان العرب. تقول في إعراب «جاء تأبط شرا» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. تأبط شرا : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
(٤) اسم امرأة في الجاهلية. تقول في إعراب «جاءت شاب قرناها» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث. شاب قرناها : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
س : ما معنى علم مرتجل وعلم منقول؟
ج : العلم المرتجل : هو الذي لا يستعمل إلا علما ، وهو نادر نحو : سعاد.
والعلم المنقول : هو الذي وضع غير علم ثم استعمل علما نحو :
فضل وحسن وثور.
س : ما حقيقة العلم بالغلبة مع الأمثلة؟
ج : حقيقة الغلبة كون الاسم عاما في نفسه ، ثم يعرض له من حيث الاستعمال خصوصا في بعض من يستحقه ، فيشتهر به اشتهارا تاما يمنع الشركة فيه ، وتلزمه الإضافة : كابن عمر وابن عباس ، أو أل : كالكعبة والمدينة والنجم للثريا.
* * *
*اسم الإشارة*
س : عرف اسم الإشارة.
ج : اسم الإشارة ما وضع لمشار إليه.
س : بماذا يشار للمذكر إن كان مفردا أو مثنى؟
ج : يشار للمذكر من أي جنس كان ، إن كان مفردا بكلمة : ذا (١) ، وإن كان مثنى يشار إليه بكلمة : ذان (٢) في حالة الرفع ، وذين في حالتي النصب والجر (٣).
__________________
(١) تقول في إعراب «ذا محمد» : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. محمد : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) تقول في إعراب «جاءني ذان» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والنون : للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ذان : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويجوز أن يعرب إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا على الرأي المرجوح.
(٣) تقول في إعراب «رأيت ذين ومررت بذين» : رأيت : فعل وفاعل. ذين : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، ولك في إعرابه ما سبق في ذان. ومررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بذين : الباء : حرف جر ، ذين : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بالباء ، ولك في إعرابه ما ذكر في سابقيه.
س : بماذا يشار للمفردة المؤنثة أو المثنى؟
ج : يشار للمفردة المؤنثة بخمسة ألفاظ هي :
ذي (١) ، وذه بإسكان الهاء وبكسرها دون إشباع ، وتي ، وته بإسكان الهاء وبكسرها بالإشباع وتركه ، وتا بالقصر.
ويشار إلى المؤنثة في حالتي التثنية بكلمتين هما :
تان (٢) بتخفيف النون وتشديدها وذلك في حالة الرفع ، وتين (٣) في حالتي النصب والجر.
__________________
(١) تقول في إعراب «ذي هند» : ذي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. هند : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وتقول في إعراب الأمثلة ذه هند ، وتي هند ، وتا هند ، كما قلت في الأول.
(٢) تقول في إعراب «تان امرأتان» : تان : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويجوز أن يعرب إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا على الوجه المرجوح. امرأتان : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٣) تقول في إعراب «رأيت تين ومررت بتين» : رأيت : فعل وفاعل. بتين : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وتين : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، ويصح أن تقول مبني على الياء في حالتي النصب والجر. ومررت بتين : مررت : فعل وفاعل. بتين : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وتين : مبني على الكسر في محل جر بالباء ، ولك أن تعربه كسابقه.
س : هل ذان وتان معربان أم مبنيان؟
ج : القول الراجح أنهما مبنيان لوجود علة البناء فيهما ، وإنما جاءا على صورة المثنى المرفوع في حالة الرفع ، وعلى صورة المثنى المنصوب والمجرور في حالتي النصب والجر (١).
س : بماذا يشار إلى الجمع مذكرا كان أو مؤنثا؟
ج : يشار إلى الجمع مذكرا أو مؤنثا بكلمة : أولاء (٢) ، بالمد عند الحجازيين ، وبالقصر وهو ترك الهمزة عند بني تميم.
س : اذكر مراتب اسم الإشارة ، مع الأمثلة.
ج : لاسم الإشارة ثلاث مراتب :
قربى وهي المجردة عن الكاف واللام نحو : ذا (٣).
وبعدى وهي المقرونة بالكاف واللام نحو : ذلك (٤).
__________________
(١) فليست الياء فيهما منقلبة عن الألف بل كل منهما أصل لأن وقوعهما على صورة المعرب اتفاقي.
(٢) تقول في إعراب «أولاء رجال» : أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ولك أن تقول في إعرابه : أولاء مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء.
(٣) تقول في إعرابه «ذا محمد» : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. محمد : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) تقول في إعراب «ذلك زيد» : ذا : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. واللام : للبعد ، والكاف : حرف خطاب. زيد : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
ووسطى وهي التي بالكاف وحدها نحو : ذاك (١) ، ويمتنع دخول اللام في المثنى مطلقا فلا يقال : ذانلكما ولا تانلكما ، ولا في الجمع في لغة من مده ، فلا يقال : أولاء لك ، ولا في المفرد المذكر أو المؤنث إذا تقدمتها هاء التنبيه ، فلا يقال : هذا لك ولا هذي لك ، وهاء التنبيه تلحق اسم الإشارة نحو : هذا وهذه وهؤلاء.
س : بماذا يشار إلى المكان القريب أو البعيد؟
ج : يشار إلى المكان القريب بهنا ، ويتقدمها هاء التنبيه فيقال : هاهنا (٢) ، ويشار للبعيد بهناك ، أو هاهناك بالكاف مع هاء التنبيه ، أو هنالك بالكاف واللام ، أو هنّا بفتح الهاء وتشديد النون ، أو هنّا بكسر الهاء وتشديد النون ، أو ثمّ بفتح المثلثة وتشديد الميم ، وكلها يقال في إعرابها : اسم إشارة في محل نصب على الظرفية ، وإذا كان فيه الكاف فهو حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، واللام للبعد.
__________________
(١) تقول في إعراب «ذاك محمد» : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والكاف : حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. محمد : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) تقول في إعراب «إنا هاهنا قاعدون» : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. ونا : المدغمة ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. هاهنا : الهاء : للتنبيه ، هنا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بقاعدون. وقاعدون : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه جمع مذكر سالم. والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
*الاسم الموصول وصلته*
س : عرف الاسم الموصول.
ج : الاسم الموصول ما افتقر في بيان مسماه إلى صلة وعائد.
س : اذكر أقسام الموصول ، مع تعريف كل قسم.
ج : الاسم الموصول ضربان : نص في معناه لا يتجاوز إلى غيره ، ومشترك بين معان مختلفة بلفظ واحد.
س : كم ألفاظ النص وما هي؟
ج : ألفاظ النص ثمانية ألفاظ هي :
الذي : للمفرد المذكر ، والتي : للمفردة المؤنثة ، واللذان : للمثنى المذكر في حالة الرفع ، واللتان : للمثنى المؤنث في حالة الرفع ، واللذين : للمثنى المذكر في حالتي النصب والجر ، واللتين : للمثنى المؤنث في حالتي النصب والجر ، والأولى ، والذين : بالياء مطلقا لجمع المذكر ، وقد يقال : اللذون : في حالة الرفع ، والذين : في حالتي النصب والجر ، واللائي ، واللاتي ، واللواتي : لجمع المؤنث وقد تحذف الياء اجتزاء بالكسرة ، فيقال : اللاء واللات واللوات.
س : هات أمثلة للاسم الموصول.
ج : قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ)(١).
__________________
(١) الحمد لله الذي صدقنا وعده : الحمد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. لله : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة.
وقال تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها)(١)
وقال تعالى : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ)(٢).
__________________
صدقنا : فعل وفاعل ؛ صدق : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول أول. وعد : مفعول ثان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف.
والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(١) قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها : قد : حرف تحقيق. سمع : فعل ماض مبني على الفتح. الله : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. قول : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والتي : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بالإضافة. تجادل : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. في زوجها : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، زوج : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، زوج مضاف ، والهاء : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
(٢) واللذان يأتيانها منكم : الواو : حرف عطف. اللذان : اسم موصول مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويصح إعرابه إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا على الوجه المرجوح. يأتيان : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. منكم : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ،