النحو المستطاب - ج ١

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
الجزء ١ الجزء ٢

*النكرة والمعرفة*

س : عرف النكرة ومثل لها.

ج : النكرة : كل اسم شائع في جنسه ، لا يختص به واحد دون آخر نحو :

رجل وفرس وكتاب.

س : ما المراد بالمعرفة؟

ج : المراد بالمعرفة ما وضع ليستعمل في واحد بعينه.

س : كم أنواع المعرفة؟

ج : أنواع المعرفة ستة وهي على هذا الترتيب :

١ ـ المضمر ، وهو أعرفها.

٢ ـ العلم.

٣ ـ اسم الإشارة.

٤ ـ الاسم الموصوف.

٥ ـ المعرف بالأداة. ٦ ـ ما أضيف إلى واحد منها.

وهو في رتبة ما أضيف إليه ، إلا الاسم المضاف إلى الضمير فإنه في رتبة العلم ؛ لأنه لو كان في رتبة الضمير لما صح «مررت بزيد صاحبك» ؛ لأن الصفة لا تكون أعرف من الموصوف ، بل هي مساوية له في التعريف أو دونه ، فلما جعلنا المضاف إلى الضمير في رتبة العلم صار «صاحبك» مساويا لزيد.

ويستثنى مما ذكر اسم الله تعالى ؛ فإنه علم وهو أعرف المعارف بالإجماع لشدة تمييزه ، وغلبة ظهوره ظهورا لا يحتمل الخفاء.

٨١

*الضمير وأقسامه*

س : ما الضمير والمضمر؟

ج : الضمير والمضمر مدلولهما واحد ؛ لأنهما اسمان لما وضع لمتكلم كأنا ، أو مخاطب كأنت ، أو غائب كهو.

س : ينقسم الضمير إلى قسمين ، اذكرهما مع تعريف كل قسم.

ج : ينقسم الضمير إلى مستتر وبارز ، فالمستتر ما ليس له صورة في اللفظ ، والبارز ما له صورة في اللفظ.

س : ينقسم الضمير المستتر إلى قسمين فما هما؟

ج : ينقسم الضمير المستتر إلى : مستتر وجوبا ، ومستتر جوازا ؛ فالمستتر وجوبا هو الذي لا يمكن أن يحل الظاهر ولا الضمير البارز محله ، لكون عامله لا يرفع إلا الضمير المستتر ، كالمستتر في فعل أمر الواحد المذكر نحو : اضرب (١) ، والمضارع المبدوء بتاء خطاب الواحد نحو : تقوم (٢).

أو الهمزة نحو : أقوم (٣) ، ...

__________________

(١) اضرب : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) تقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٣) أقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

٨٢

أو النون نحو : نقوم (١).

والمستتر جوازا هو ما عدا ما تقدم نحو : زيد يقوم (٢).

س : ينقسم الضمير البارز إلى قسمين ، فما هما؟

ج : ينقسم الضمير البارز إلى : متصل بعامله ، ومنفصل عنه ؛ فالمتصل هو الذي لا يفتتح النطق به أي لا يمكن الابتداء به في أول الكلام ، ولا يقع بعد إلا الاستثنائية كتاء قمت (٣).

وكاف أكرمك (٤) ، إذ لا يصح أن يقال :

أكرم إلاك ، إلا في ضرورة الشعر (٥).

__________________

(١) نقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(٢) زيد يقوم : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

(٣) قمت : فعل وفاعل ؛ قام : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

(٤) تقول في إعراب «أكرمك محمد» : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) كقول بعضهم :

أعوذ برب العرش من فئة بغت

علي فمالي عوض إلاه ناصر

٨٣

وهو ثلاثة أقسام : مرفوع ومنصوب ومجرور. فالمرفوع نحو :

ضربت (١) بضم التاء وفتحها وكسرها ، وضربنا (٢) ، وضربتما (٣) ، وضربتم (٤) ، وضربتن (٥) ، وضرب (٦) ، وضربت بسكون التاء (٧) ،

__________________

وقول الآخر : وما علينا إذا ما كنت جارتنا

ألا يجاورنا إلاك ديار

(١) ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، أو تقول : مبني على الفتح أو على الكسر بحسب الحركة.

(٢) ضربنا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٣) ضربتما : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم : حرف عماد ، والألف : دال على التثنية.

(٤) ضربتم : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والميم : علامة الجمع.

(٥) ضربتن : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والنون : علامة جمع الإناث.

(٦) ضرب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٧) ضربت : ضرب : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هي.

٨٤

وضربا (١) ، وضربتا (٢) ، وضربوا (٣) ، وضربن (٤).

والمنصوب نحو :

أكرمني محمد (٥) ، وأكرمك (٦) ، بفتح الكاف وكسرها.

__________________

(١) ضربا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على الفتح ، وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٢) ضربتا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين ، وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٣) ضربوا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٤) ضربن : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، ونون النسوة : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

(٥) أكرمني محمد : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

) أكرمك : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح أو على الكسر في محل نصب مفعول به.

٨٥

وأكرمنا (١) ، وأكرمكما (٢) ، وأكرمكم (٣) ، وأكرمكن (٤) ، وأكرمه (٥) ، وأكرمها (٦) ، وأكرمهما (٧) ، وأكرمهم (٨).

__________________

(١) أكرمنا : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(٢) أكرمكما : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم : حرف عماد ، والألف : دال على التثنية.

(٣) أكرمكم : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم : علامة الجمع.

(٤) أكرمكن : إعرابه كسابقه ، إلا أن النون : علامة جمع الإناث.

(٥) أكرمه : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(٦) أكرمها : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(٧) أكرمهما : أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم : حرف عماد. والألف : دال على التثنية.

(٨) أكرمهم : إعرابه كسابقه ، إلا أن الميم : علامة الجمع.

٨٦

وأكرمهن (١) ، والمجرور نحو : مربي محمد (٢) ، ومربنا محمد (٣) ، إلى آخره (٤).

والمنفصل هو ما يفتتح به النطق ويقع بعد إلا في الاختيار نحو :

أنا مؤمن (٥) ، وما قام إلا أنا (٦) ، وهو قسمان : مرفوع (٧) كالمثالين السابقين.

__________________

(١) أكرمهن : إعرابه كسابقه ، إلا أن النون : علامة جمع الإناث.

(٢) مربي محمد : مر : فعل ماض مبني على الفتح. بي : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) مر بنا محمد : مر : فعل ماض مبني على الفتح. بنا : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر. محمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) نحو : مر بك بفتح الكاف وكسرها ، ومر بكما ، ومر بكم ، ومر بكن ، ومر به ، ومر بها ، ومر بهما ، ومر بهم ، ومر بهن.

(٥) أنا مؤمن : أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مؤمن : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.

(٦) ما قام إلا أنا : ما : نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. قام : فعل ماض مبني على الفتح. إلا : أداة حصر. أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٧) ستأتي الضمائر المنفصلة المرفوعة في باب المبتدأ والخبر صفحة (١٤٨).

٨٧

ومنصوب (١) نحو : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)(٢).

س : متى يؤتى بالضمير متصلا بعامله؟ ومتى يؤتى به منفصلا عنه؟

ج : متى أمكن أن يؤتى بالضمير متصلا بعامله فلا يجوز في الاختيار أن يؤتى به منفصلا ، فلا يقال في نحو قمت : قام أنا ، ولا يقال في أكرمك : أكرم إياك ، إلا في نحو : سلنيه ، وكنته ، مما عامل الضمير فيه عامل في ضمير آخر أعرف منه مقدم عليه غير مرفوع ، سواء كان العامل ناسخا نحو : كنته (٣) ، أو غير ناسخ نحو : سلنيه (٤).

__________________

(١) ستأتي الضمائر المنفصلة المنصوبة في باب المفعول به صفحة (٥) من الجزء الثاني.

(٢) إياك نعبد : إيا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وجوبا. والكاف : حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. نعبد : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(٣) كنته : كنت : متصرف من كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب خبرها.

(٤) سلنيه : سل : فعل أمر مبني على السكون متصرف من سأل تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والنون : للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعولها الأول. والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعولها الثاني.

٨٨

فيجوز وصل الضمير كالمثالين السابقين وفصله نحو : سلني إياه (١) ، وكنت إياه (٢).

والانفصال أرجح من الاتصال إذا كان العامل ناسخا نحو : كنته ، ومرجوح إذا كان غيره نحو : سلنيه.

وألفاظ الضمائر كلها مبنية لا يظهر فيها الإعراب.

* * *

__________________

(١) سلني إياه : سل : فعل أمر مبني على السكون متصرف من سأل تنصب مفعولين. والنون : للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعولها الأول. إيا : ضمير منفصل مبني على الكسر في محل نصب مفعولها الثاني. والهاء : حرف غيبة مبني على الضم لا محل له من الإعراب.

(٢) كنت إياه : كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. والتاء : ضمر متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. إيا : ضمير منفصل في محل نصب خبرها. والهاء : حرف غيبة مبني على الضم لا محل له من الإعراب.

٨٩

*الاسم العلم*

س : عرف العلم لغة واصطلاحا.

ج : العلم مشتق من العلامة ؛ لأنه علامة على مسماه ، وقيل : من العلم ؛ لأنه يعلم به مسماه ، واصطلاحا : اسم يعين المسمى مطلقا.

س : العلم نوعان ، اذكرهما مع الأمثلة.

ج : العلم نوعان : علم شخصي وعلم جنسي.

فالعلم الشخصي : هو ما وضع لشيء بعينه لا يتناوله غيره نحو : زيد وفاطمة ومكة وشذقم (١). ونحوه من أعلام الدواب.

والعلم الجنسي : هو ما وضع لجنس من الأجناس كأسامة فإنه علم جنس وضع للأسد ، وثعالة للثعلب ، وأم عريط للعقرب ، وسائر كنى الحيوانات فإنها كلها من مسمى علم الجنس.

س : اذكر الفرق بين العلم الجنسي والنكرة.

ج : العلم الجنسي في المعنى كالنكرة ، وإنما سمي علما لجريانه مجرى العلم الشخصي في الاستعمال ، فالعلم الجنسي يمتنع دخول أل عليه ، ولا يمتنع دخولها على النكرات ، ولا يضاف ، والنكرة تضاف ويأتي منه الحال فيقال هذا أسامة مقبلا (٢).

__________________

(١) شذقم : علم على فحل من الإبل كان للنعمان بن المنذر ، وإليه تنسب الإبل الشذقمية.

(٢) هذا أسامة مقبلا : ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أسامة : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. مقبلا : حال منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

٩٠

والنكرة لا يأتي منها الحال ولا ينصرف إذا انضمت إليه علة من العلل التسع ، كتاء التأنيث في أسامة ، والنكرة تنصرف.

فلما شارك العلم الشخصي في أحكامه ألحق به في الأحكام اللفظية ، فهو معرفة لفظا نكرة معنى.

س : اذكر أقسام العلم من حيث هو ، وعرف كلا منها مع الأمثلة؟

ج : ينقسم العلم إلى : اسم وكنية ولقب.

فالاسم نحو : زيد ، وقد تقدم تعريفه (١).

والكنية ما صدرت بأب أو أم نحو : أبو بكر ، وأم كلثوم ، وأم عريط للعقرب.

واللقب ما أشعر برفعة مسماه أو بضعته أي ذمه نحو :

زين العابدين ، لقب علي بن الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهم ، وأنف الناقة ، لقب جعفر بن قريع.

ويكون اللقب تابعا للاسم في الإعراب إلا إذا كانا مفردين فيجب إضافة الاسم إلى اللقب نحو : جاء سعيد كرز (٢).

__________________

(١) صفحة (٨).

(٢) جاء سعيد كرز : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. سعيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. وكرز : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، والكرز خرج الراعي.

٩١

س : إذا اجتمع اللقب والاسم أيهما يقدم؟

ج : إذا اجتمع اللقب والاسم وجب تقديم الاسم وتأخير اللقب في الأفصح نحو : جاء علي زين العابدين (١) ، ولا ترتيب بين الكنية والاسم إذا اجتمعا ولا بين الكنية واللقب ، فلك تقديم أيهما شئت وتأخيره.

س : العلم إما مفرد كزيد أو مركب ، اذكر أقسام المركب مع الأمثلة.

ج : المركب ثلاثة أقسام : مركب إضافي نحو : عبد الله (٢) وأبو بكر (٣) ،

__________________

(١) جاء علي زين العابدين : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. علي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. زين : عطف بيان أو بدل تابع لما قبله في الإعراب تبعه في الرفع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والعابدين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. ويجوز في إعراب زين العابدين القطع ؛ بأن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو زين العابدين ، أو مفعولا لفعل محذوف تقديره : أمدح زين العابدين.

(٢) تقول في إعراب «جاء عبد الله» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. عبد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، عبد مضاف. ولفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا.

(٣) تقول في إعراب «جاء أبو بكر» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف. وبكر : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

٩٢

ومركب مزجي نحو : بعلبك (١) وسيبويه (٢).

ومركب إسنادي نحو : تأبط شرا (٣) ، وشاب قرناها (٤).

__________________

(١) بعلبك : علم على بلدة ، مركب من (بعل) وهو صنم ، و (بك) اسم صاحب هذه البلدة ثم جعلا اسما واحدا ممنوعا من الصرف للعلمية والتركيب المزجي. تقول في إعراب «هذا بعلبك» : ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بعلبك : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ، ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي.

(٢) تقول في إعراب «جاء سيبويه» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. سيبويه : مبني على الكسر في محل رفع فاعل. ولك أن تقول : سيبويه فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء.

(٣) علم على رجل من فرسان العرب. تقول في إعراب «جاء تأبط شرا» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. تأبط شرا : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.

(٤) اسم امرأة في الجاهلية. تقول في إعراب «جاءت شاب قرناها» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث. شاب قرناها : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.

٩٣

س : ما معنى علم مرتجل وعلم منقول؟

ج : العلم المرتجل : هو الذي لا يستعمل إلا علما ، وهو نادر نحو : سعاد.

والعلم المنقول : هو الذي وضع غير علم ثم استعمل علما نحو :

فضل وحسن وثور.

س : ما حقيقة العلم بالغلبة مع الأمثلة؟

ج : حقيقة الغلبة كون الاسم عاما في نفسه ، ثم يعرض له من حيث الاستعمال خصوصا في بعض من يستحقه ، فيشتهر به اشتهارا تاما يمنع الشركة فيه ، وتلزمه الإضافة : كابن عمر وابن عباس ، أو أل : كالكعبة والمدينة والنجم للثريا.

* * *

٩٤

*اسم الإشارة*

س : عرف اسم الإشارة.

ج : اسم الإشارة ما وضع لمشار إليه.

س : بماذا يشار للمذكر إن كان مفردا أو مثنى؟

ج : يشار للمذكر من أي جنس كان ، إن كان مفردا بكلمة : ذا (١) ، وإن كان مثنى يشار إليه بكلمة : ذان (٢) في حالة الرفع ، وذين في حالتي النصب والجر (٣).

__________________

(١) تقول في إعراب «ذا محمد» : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. محمد : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) تقول في إعراب «جاءني ذان» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والنون : للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ذان : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويجوز أن يعرب إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا على الرأي المرجوح.

(٣) تقول في إعراب «رأيت ذين ومررت بذين» : رأيت : فعل وفاعل. ذين : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، ولك في إعرابه ما سبق في ذان. ومررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بذين : الباء : حرف جر ، ذين : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بالباء ، ولك في إعرابه ما ذكر في سابقيه.

٩٥

س : بماذا يشار للمفردة المؤنثة أو المثنى؟

ج : يشار للمفردة المؤنثة بخمسة ألفاظ هي :

ذي (١) ، وذه بإسكان الهاء وبكسرها دون إشباع ، وتي ، وته بإسكان الهاء وبكسرها بالإشباع وتركه ، وتا بالقصر.

ويشار إلى المؤنثة في حالتي التثنية بكلمتين هما :

تان (٢) بتخفيف النون وتشديدها وذلك في حالة الرفع ، وتين (٣) في حالتي النصب والجر.

__________________

(١) تقول في إعراب «ذي هند» : ذي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. هند : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وتقول في إعراب الأمثلة ذه هند ، وتي هند ، وتا هند ، كما قلت في الأول.

(٢) تقول في إعراب «تان امرأتان» : تان : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويجوز أن يعرب إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا على الوجه المرجوح. امرأتان : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) تقول في إعراب «رأيت تين ومررت بتين» : رأيت : فعل وفاعل. بتين : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وتين : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، ويصح أن تقول مبني على الياء في حالتي النصب والجر. ومررت بتين : مررت : فعل وفاعل. بتين : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وتين : مبني على الكسر في محل جر بالباء ، ولك أن تعربه كسابقه.

٩٦

س : هل ذان وتان معربان أم مبنيان؟

ج : القول الراجح أنهما مبنيان لوجود علة البناء فيهما ، وإنما جاءا على صورة المثنى المرفوع في حالة الرفع ، وعلى صورة المثنى المنصوب والمجرور في حالتي النصب والجر (١).

س : بماذا يشار إلى الجمع مذكرا كان أو مؤنثا؟

ج : يشار إلى الجمع مذكرا أو مؤنثا بكلمة : أولاء (٢) ، بالمد عند الحجازيين ، وبالقصر وهو ترك الهمزة عند بني تميم.

س : اذكر مراتب اسم الإشارة ، مع الأمثلة.

ج : لاسم الإشارة ثلاث مراتب :

قربى وهي المجردة عن الكاف واللام نحو : ذا (٣).

وبعدى وهي المقرونة بالكاف واللام نحو : ذلك (٤).

__________________

(١) فليست الياء فيهما منقلبة عن الألف بل كل منهما أصل لأن وقوعهما على صورة المعرب اتفاقي.

(٢) تقول في إعراب «أولاء رجال» : أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ولك أن تقول في إعرابه : أولاء مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء.

(٣) تقول في إعرابه «ذا محمد» : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. محمد : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) تقول في إعراب «ذلك زيد» : ذا : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. واللام : للبعد ، والكاف : حرف خطاب. زيد : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٩٧

ووسطى وهي التي بالكاف وحدها نحو : ذاك (١) ، ويمتنع دخول اللام في المثنى مطلقا فلا يقال : ذانلكما ولا تانلكما ، ولا في الجمع في لغة من مده ، فلا يقال : أولاء لك ، ولا في المفرد المذكر أو المؤنث إذا تقدمتها هاء التنبيه ، فلا يقال : هذا لك ولا هذي لك ، وهاء التنبيه تلحق اسم الإشارة نحو : هذا وهذه وهؤلاء.

س : بماذا يشار إلى المكان القريب أو البعيد؟

ج : يشار إلى المكان القريب بهنا ، ويتقدمها هاء التنبيه فيقال : هاهنا (٢) ، ويشار للبعيد بهناك ، أو هاهناك بالكاف مع هاء التنبيه ، أو هنالك بالكاف واللام ، أو هنّا بفتح الهاء وتشديد النون ، أو هنّا بكسر الهاء وتشديد النون ، أو ثمّ بفتح المثلثة وتشديد الميم ، وكلها يقال في إعرابها : اسم إشارة في محل نصب على الظرفية ، وإذا كان فيه الكاف فهو حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، واللام للبعد.

__________________

(١) تقول في إعراب «ذاك محمد» : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والكاف : حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. محمد : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) تقول في إعراب «إنا هاهنا قاعدون» : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. ونا : المدغمة ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. هاهنا : الهاء : للتنبيه ، هنا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بقاعدون. وقاعدون : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه جمع مذكر سالم. والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

٩٨

*الاسم الموصول وصلته*

س : عرف الاسم الموصول.

ج : الاسم الموصول ما افتقر في بيان مسماه إلى صلة وعائد.

س : اذكر أقسام الموصول ، مع تعريف كل قسم.

ج : الاسم الموصول ضربان : نص في معناه لا يتجاوز إلى غيره ، ومشترك بين معان مختلفة بلفظ واحد.

س : كم ألفاظ النص وما هي؟

ج : ألفاظ النص ثمانية ألفاظ هي :

الذي : للمفرد المذكر ، والتي : للمفردة المؤنثة ، واللذان : للمثنى المذكر في حالة الرفع ، واللتان : للمثنى المؤنث في حالة الرفع ، واللذين : للمثنى المذكر في حالتي النصب والجر ، واللتين : للمثنى المؤنث في حالتي النصب والجر ، والأولى ، والذين : بالياء مطلقا لجمع المذكر ، وقد يقال : اللذون : في حالة الرفع ، والذين : في حالتي النصب والجر ، واللائي ، واللاتي ، واللواتي : لجمع المؤنث وقد تحذف الياء اجتزاء بالكسرة ، فيقال : اللاء واللات واللوات.

س : هات أمثلة للاسم الموصول.

ج : قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ)(١).

__________________

(١) الحمد لله الذي صدقنا وعده : الحمد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. لله : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة.

٩٩

وقال تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها)(١)

وقال تعالى : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ)(٢).

__________________

صدقنا : فعل وفاعل ؛ صدق : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول أول. وعد : مفعول ثان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف.

والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(١) قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها : قد : حرف تحقيق. سمع : فعل ماض مبني على الفتح. الله : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. قول : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والتي : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بالإضافة. تجادل : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. في زوجها : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، زوج : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، زوج مضاف ، والهاء : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(٢) واللذان يأتيانها منكم : الواو : حرف عطف. اللذان : اسم موصول مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويصح إعرابه إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا على الوجه المرجوح. يأتيان : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. منكم : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ،

١٠٠