النحو المستطاب - ج ١

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
الجزء ١ الجزء ٢

س : بماذا يرفع جمع المذكر السالم وينصب ويجر؟

ج : يرفع جمع المذكر السالم بالواو ، وينصب ويجر بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نحو :

جاء الزيدون (١) ، ورأيت الزيدين (٢) ، ومررت بالزيدين (٣).

س : ما ضابط الملحق بجمع المذكر السالم؟ مثل لما تقول.

ج : هو ما لا واحد له من لفظه أو له واحد ولم يستوف الشروط نحو :

أولو وعالمون وعليون وأهلون ووابلون وأرضون وعشرون ـ وأخواته إلى

__________________

(١) جاء الزيدون : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) رأيت الزيدين : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الزيدين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٣) مررت بالزيدين : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بالزيدين : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، الزيدين : مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

٦١

التسعين ـ وسنون وبابه (١). قال تعالى :

(وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى)(٢).

__________________

(١) باب سنين : هو كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث ولم يكسر ؛ فسنة أصلها سنو أو سنه بالواو والهاء ، بدليل قولهم في الجمع : سنوات وسنهات ، والجمع يرد الأشياء إلى أصولها فحذفوا الواو أو الهاء وعوضوا عنها هاء التأنيث ، وقد تلزمه الياء ويجعل الإعراب على النون ؛ فتقول : هذه سنين ، ورأيت سنينا ، ومررت بسنين ـ بالتنوين ، وإن شئت حذفت التنوين وهو أقل من إثباته ، وهل هذا مطّرد في باب سنين أم مقصور؟ على السماع الصحيح : الثاني.

(٢) ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى : الواو : للاستئناف. لا : ناهية. يأتل : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء. أولو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه محمول على جمع المذكر السالم وهو مضاف. والفضل : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. منكم : جار ومجرور ؛ من : حرف جر والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم : علامة الجمع. والسعة : معطوف على الفضل والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره. أن : حرف مصدر ونصب. يؤتوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأمثلة الخمسة ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أولي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الكسرة ؛ لأنه محمول على جمع المذكر السالم ، وأولي مضاف. والقربى : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها مجرور بحرف جر محذوف ـ

٦٢

(شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا)(١) ، (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢).

س : عرف جمع المؤنث السالم.

ج : جمع المؤنث السالم هو ما دل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره (٣) ، صالح للتجريد وعطف مثليه عليه نحو : المؤمنات.

__________________

تقديره على ألا يؤتوا ـ أي على عدم إتيانهم.

(١) شغلتنا أموالنا وأهلونا : شغل : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث. ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أموال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وأموال مضاف. ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وأهلونا : الواو : حرف عطف ، أهلو : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه محمول على جمع المذكر السالم وهو مضاف. ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(٢) الحمد لله رب العالمين : الحمد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. لله : جار ومجرور. متعلق بمحذوف في محل رفع خبر. رب : نعت للفظ الجلالة والنعت يتبع المنعوت في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره وهو مضاف. والعالمين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة ؛ لأنه محمول على جمع المذكر السالم.

(٣) فإن كانت الألف غير زائدة بأن كانت موجودة في المفرد نحو : (القاضي والقضاة) لم يكن جمع مؤنث سالم ، بل جمع تكسير ، وكذلك لو كانت التاء ليست زائدة بأن كانت موجودة في المفرد نحو : (ميت وأموات ، وبيت وأبيات ، وصوت وأصوات) كان من جمع التكسير ، وأصل قضاة قضية ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار قضاة فألفه منقلبة عن الياء.

٦٣

س : ما ضابط الملحق بجمع المؤنث السالم؟

ج : ضابطه هو ما كان على صورة جمع المؤنث السالم وليس بجمع ؛ إذ لا واحد له من لفظه نحو : أولات.

س : بماذا يرفع جمع المؤنث السالم وينصب ويجر؟

ج : يرفع جمع المؤنث السالم وما حمل عليه بالضمة الظاهرة ، ويجر بالكسرة ، وينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة نحو :

جاءت الهندات وأولات الأحمال (١).

ورأيت الهندات وأولات الأحمال (٢).

__________________

(١) جاءت الهندات وأولات الأحمال : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث. الهندات : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. وأولات : الواو : حرف عطف ، أولات : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره ، أولات مضاف ، والأحمال : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٢) رأيت الهندات وأولات الأحمال : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره السكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الهندات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. وأولات : الواو : حرف عطف ، أولات : معطوف على ما قبله والمعطوف على المنصوب منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه محمول على جمع المؤنث السالم وهو مضاف. والأحمال : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

٦٤

ومررت بالهندات وأولات الأحمال (١).

س : ما الأسماء الخمسة؟ وبماذا ترفع وتنصب وتجر؟

ج : الأسماء الخمسة هي أبوك ، وأخوك ، وحموك (٢) ، وفوك ، وذو علم ، وكلها ترفع بالواو نيابة عن الضمة (٣) ، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة (٤) ، ....

__________________

(١) مررت بالهندات وأولات الأحمال : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره السكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بالهندات : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، الهندات : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره. وأولات : الواو : حرف عطف ، أولات : معطوف على ما قبله ، والمعطوف على المجرور مجرور ، وعلامة جره كسر آخره ، أولات مضاف ، والأحمال : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٢) حموك : بكسر الكاف لا غير لأن الحم قريب زوج المرأة ، وأما الختن قريب المرأة ، والصهر يجمعهما.

(٣) تقول في إعراب «جاء أبوك» : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(٤) تقول في إعراب «رأيت أباك» : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. أبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ؛ لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

٦٥

وتجر بالياء نيابة عن الكسرة (١) بشرط اجتماع أربعة أمور :

الأول : أن تكون مضافة لما بعدها ، فإن أفردت أعربت بالحركات نحو : وله أخ (٢).

الثاني : أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم ، فإن أضيفت إلى الياء أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء نحو :

(إِنَّ هذا أَخِي)(٣).

__________________

(١) تقول في إعراب «مررت بأبيك» : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بأبيك : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، أبي : مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة ؛ لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف ، والكاف : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(٢) وله أخ : الواو : حالية ، له : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. وأخ : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) إن هذا أخي : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم إن. أخي : خبرها مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها. أخ : مضاف ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٦٦

الثالث : أن تكون مكبرة ، فإن صغرت أعربت بالحركات الظاهرة نحو : هذا أبيّك (١).

الرابع : أن تكون مفردة ، فإن ثنيت أو جمعت أعربت إعراب المثنى والمجموع نحو :

جاءني أبوان (٢) ، وجاءني أبون (٣).

س : ما الأمثلة الخمسة وبماذا ترفع وتنصب وتجزم؟

ج : الأمثلة الخمسة هي :

كل فعل مضارع اتصل به ضمير تثنية ، أو ضمير جمع ، أو ضمير المؤنثة المخاطبة ، وقد تقدم ذكرها (٤).

__________________

(١) هذا أبيّك : ها : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أبي : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف ، والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(٢) جاءني أبوان : جاء : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أبوان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٣) جاءني أبون : جاء : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أبون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والنون : زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٤) صفحة (١٩).

٦٧
٦٨

*بيان ما إعرابه تقديري*

س : تقدر الحركات الثلاث في موضعين ، اذكرهما مع الأمثلة.

ج : الموضع الأول : الاسم المضاف إلى ياء المتكلم نحو : جاء غلامي (١) ، ورأيت غلامي (٢) ، ومررت بغلامي (٣) ، وإنما قدرت الحركة فيه لأن ياء المتكلم تستدعي انكسار ما قبلها لأجل المناسبة ، والمحل الواحد لا يقبل حركتين.

الموضع الثاني : الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة ، ويسمى الاسم المقصور نحو :

__________________

(١) جاء غلامي : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. غلامي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، غلام مضاف ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(٢) رأيت غلامي : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. غلامي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، غلام مضاف ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(٣) مررت بغلامي : مررت : فعل وفاعل. بغلامي : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، غلامي : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، غلام مضاف ، والياء : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

٦٩

جاء الفتى (١) ، ورأيت الفتى (٢) ، ومررت بالفتى (٣).

س : تقدر الضمة والكسرة في موضع واحد وتظهر الفتحة فيه ، اذكر هذا الموضع مع الأمثلة.

ج : تقدر الضمة والكسرة في الاسم الذي آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها ، ويسمى الاسم المنقوص نحو :

جاء القاضي (٤).

__________________

(١) جاء الفتى : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الفتى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر ؛ لأنه اسم مقصور.

(٢) رأيت الفتى : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره السكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الفتى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ؛ لأنه اسم مقصور.

(٣) مررت بالفتى : مررت : فعل وفاعل ، مر : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بالفتى : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، الفتى : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر ؛ لأنه اسم مقصور.

(٤) جاء القاضي : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. القاضي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء ، منع من ظهورها الاستثقال ؛ لأنه اسم منقوص.

٧٠

ومررت بالقاضي (١).

وتظهر الفتحة في الاسم المنقوص لخفتها نحو :

(أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ)(٢).

* * *

__________________

(١) مررت بالقاضي : مررت : فعل وفاعل ؛ مرّ : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بالقاضي : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، القاضي : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها الاستثقال ؛ لأنه اسم منقوص.

(٢) أجيبوا داعي الله : أجيبوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. داعي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، داعي مضاف ، ولفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

٧١

*الاسم الذي لا ينصرف*

س : ما الاسم الذي لا ينصرف؟

ج : هو الذي لا يدخله الصرف الذي هو التنوين والجر بالكسرة ؛ لكونه يشبه الفعل في وجود علتين فرعيتين ، إحداهما ترجع إلى المعنى ، والأخرى ترجع إلى اللفظ ، أو وجد فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين.

س : اذكر العلل التي تدخل على الاسم وتدل على الفرعية وهي راجعة إلى المعنى.

ج : هي اثنتان ليس ، غير ، الأولى العلمية ، والثانية الوصفية ، ولا بد من وجود واحدة من هاتين العلتين في الاسم الممنوع من الصرف بسبب وجود علتين فيه.

س : اذكر العلل التي تدخل على الاسم وتدل على الفرعية وهي راجعة إلى اللفظ.

ج : هي ست علل : التأنيث بغير ألف ، والعجمة ، والتركيب ، وزيادة الألف والنون ، ووزن الفعل ، والعدل ، ولا بد من وجود واحدة من هذه العلل مع العلمية.

س : ما العلتان اللتان كل واحدة منهما تقوم مقام العلتين؟

ج : هي صيغة منتهى الجموع ، وألف التأنيث المقصورة أو الممدودة.

س : كم مجموع علل موانع الصرف ، وما هي؟

ج : موانع الصرف تسع إن أردت بها

عونا لتبلغ في إعرابك الأملا

٧٢

اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة

ركب وزد عجمة فالوصف قد كملا

س : ما شرط الجمع في كونه يمنع الصرف؟

ج : شرط الجمع أن يكون على صيغة منتهى الجموع ، وهي صيغة مفاعل أو مفاعيل نحو : مررت بمساجد ومصابيح (١).

س : ما المراد بوزن الفعل؟

ج : المراد بوزن الفعل أن يكون الاسم على وزن خاص بالفعل ، حيث لا يوجد في اللغة العربية اسم على ذلك الوزن إلا منقولا من الفعل مجردا من فاعله نحو : شمّر (٢) وانطلق ، أو يكون في أوله زيادة كزيادة الفعل وهو مشارك للفعل في وزنه نحو : أحمد ويزيد.

__________________

(١) مررت بمساجد ومصابيح : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة. والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بمساجد : الباء : حرف جر ، مساجد : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف علة تقوم مقام العلتين وهي صيغة منتهى الجموع. ومصابيح : الواو : حرف عطف ، مصابيح : معطوف على ما قبله والمعطوف على المجرور مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف علة تقوم مقام العلتين وهي صيغة منتهى الجموع.

(٢) تقول في إعراب مررت بشمّر : مررت : فعل وفاعل ؛ بشمر : الباء : حرف جر ، شمر : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع وهي : العلمية

٧٣

س : ما المراد بالعدل؟

ج : المراد بالعدل خروج الاسم عن صيغته الأصلية ، إما تحقيقا بأن يدل دليل غير منع الصرف على خروجه عن صيغته الأصلية إلى صيغة أخرى نحو : أحاد (١) ومثنى وثلاث ورباع ، فإنها معدولة عن الفاظ العدد الأصول واحد وثان ... إلخ ، والدليل أن أصلها ذلك أن معناها يكرر دون لفظها ، وإما تقديرا بألا يدل دليل غير منع الصرف على وجود العدل في ذلك الاسم ، وذلك كالأعلام التي على وزن فعل نحو : عمر (٢) ، وزفر ، وزحل ، فإنها لما سمعت ممنوعة من الصرف ، وليس فيها علة ظاهرة غير العلمية قدروا فيها العدل حفظا لقاعدتهم عن الانخرام ، وأنها معدولة عن عامر ، وزافر ، وزاحل (٣).

__________________

ووزن الفعل. وتعرب مررت بانطلق ومررت بأحمد ومررت بيزيد كإعراب شمر.

(١) تقول : جاء القوم أحاد : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. أحاد : حال من القوم منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للصفة والعدل.

(٢) تقول : مررت بعمر : مررت : فعل وفاعل. بعمر : الباء : حرف جر ، عمر : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع وهي : العلمية والعدل التقديري.

(٣) جملة ما سمع من العرب من الأعلام المعدولة تقديرا أربعة عشر : الثلاثة المذكورة وجمع ، وقزع ، وجشم ، ومضر ، وهبل ، ودلف ، وعصم ، ومجأ ، وبلغ ، وقثم ، وثعل ، وكلها معدولة عن فاعل إلا ثعل فإنه معدول عن أفعل.

٧٤

س : كم أقسام التأنيث المانع من الصرف؟

ج : التأنيث المانع من الصرف ثلاثة أقسام :

تأنيث بالألف الممدودة نحو : صحراء (١) ، أو مقصورة نحو : ذكرى (٢).

تأنيث لفظي بالتاء نحو : طلحة (٣) وحمزة وفاطمة.

تأنيث معنوي نحو : زينب (٤) وسعاد.

__________________

(١) تقول في إعراب «مررت بصحراء» : مررت : فعل وفاعل. بصحراء : الباء : حرف جر ، وصحراء : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علة تقوم مقام العلتين وهي ألف التأنيث الممدودة.

(٢) تقول في إعراب «مررت بذكرى» : مررت : فعل وفاعل. بذكرى : الباء : حرف جر ، ذكرى : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علة تقوم مقام العلتين وهي ألف التأنيث المقصورة.

(٣) تقول في إعراب «مررت بطلحة» : مررت : فعل وفاعل. بطلحة : الباء : حرف جر ، طلحة : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان من علل تسع ، وهي العلمية والتأنيث اللفظي.

(٤) تقول في إعراب «مررت بزينب» : مررت : فعل وفاعل. بزينب : الباء : حرف جر ، زينب : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ، وهي العلمية والتأنيث المعنوي.

٧٥

س : ما التأنيث المعنوي؟ وما شرط وجوب منعه من الصرف؟

ج : التأنيث المعنوي هو كون الاسم موضوعا لمؤنث خال عن إحدى علامات التأنيث الثلاث ، وهي : التاء وألف التأنيث الممدودة والمقصورة.

وشرط وجوب منعه من الصرف أن يكون الاسم زائدا على ثلاثة أحرف نحو : سعاد وزينب ؛ لقيام الحرف الرابع مقام التاء ، أو ثلاثيا محرك الوسط نحو : سقر (١) ؛ لأن تحريك الوسط قائم مقام الحرف الرابع ، فثقل الاسم ، فوجب منعه من الصرف ، أو ثلاثيا ساكن الوسط أعجميا نحو : جور (٢) ، بضم الجيم وسكون الواو ؛ وذلك لحصول الثقل بالعجمة في لسان العرب ، أو ثلاثيا ساكن الوسط منقولا من المذكر إلى المؤنث ، كما إذا سميت امرأة بزيد (٣) فإنه بنقله إلى المؤنث حصل له ثقل فمنع من الصرف.

__________________

(١) سقر : علم لطبقة من طبقات جهنم ، تقول في إعراب «مررت بسقر» مررت : فعل وفاعل. بسقر : الباء : حرف جر ، سقر : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ، وهي : العلمية والتأنيث المعنوي.

(٢) جور بلد بفارس ، تقول في إعراب «مررت بجور» : مررت : فعل وفاعل. بجور : الباء : حرف جر ، جور : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ، وهي : العلمية والتأنيث المعنوي.

(٣) تقول في إعراب «مررت بزيد» : بفتح الدال : مررت : فعل وفاعل. بزيد : الباء : حرف جر ، زيد : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ،

٧٦

س : متى يجوز في الاسم المؤنث الصرف وعدمه؟

ج : يجوز الصرف وعدمه في الاسم المؤنث إذا كان مؤنثا معنويا ثلاثيا ساكن الوسط غير أعجمي ، ولا منقولا من المذكر إلى المؤنث ، بأن كان في الأصل مؤنثا نحو : هند ودعد ، جاز الصرف وتركه أحسن عند الجمهور تحاشيا من إلغاء العلتين العلمية والتأنيث المعنوي.

س : ما المراد بالتعريف المعتبر في منع الاسم من الصرف؟

ج : المراد به العلمية نحو : عمر وأحمد وعثمان (١).

س : ما المراد بالتركيب المعتبر في منع الاسم من الصرف؟

ج : المراد به التركيب المزجي المختوم بغير «ويه» وهو جعل اسمين اسما واحدا منزل ثانيهما منزلة تاء التأنيث نحو : بعلبك ، علما على بلدة مركب من : بعل وهو اسم صنم ، وبك اسم صاحب البلدة ثم مزجا وجعلا اسما واحدا ممنوعا من الصرف للعلمية والتركيب المزجي.

س : لم قيل للألف والنون في عثمان وعمران وغيرهما من الأعلام زائدتان ، ولم منع من الصرف بسببهما؟

ج : سميتا بذلك لزيادتهما على أصل بنية الكلمة ، وقيل : لكونهما من حروف الزيادة المجموعة في قولك «سألتمونيها» ، ومنع عثمان من الصرف لتحقق شبهه بألفي التأنيث الممدودة والمقصورة ، من حيث

__________________

وهي : العلمية والتأنيث المعنوي.

(١) «عمر وأحمد» تقدم إعرابهما ، و «عثمان» ممنوع من الصرف لعلتين فرعيتين من علل تسع ، وهي : العلمية وزيادة الألف والنون.

٧٧

امتناع دخول تاء التأنيث عليهما.

س : ما المراد بالعجمة المانعة من الصرف؟ وما الشروط التي يجب أن تتوفر في الاسم العجمي؟

ج : المراد بها أن تكون الكلمة من أوضاع غير العرب ، ويشترط فيها أمران :

أحدهما أن يكون الاسم علما في العجمية ، وثانيهما أن يكون زائدا على ثلاثة أحرف نحو : إبراهيم (١).

س : ما المراد بالصفة المعتبرة في منع الصرف؟ وما شروط ذلك؟

ج : المراد بالصفة المعتبرة في منع الصرف كون الاسم دالا على ذات مبهمة ، باعتبار معنى معين هو المقصود نحو : أحمر ، فإنه دال على ذات باعتبار المعنى المقصود منها ، وهو الحمرة ، وشرط منعها من الصرف أن تكون الصفة مع وزن الفعل على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء نحو : أحمر ، فإن مؤنثه حمراء (٢) ، فإن كان مؤنثه التاء نحو : أرمل ، فهو منصرف

__________________

(١) تقول في إعراب «مررت بإبراهيم» : مررت : فعل وفاعل. بإبراهيم : الباء : حرف جر ، إبراهيم : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ، وهي : العلمية والعجمة.

(٢) تقول في إعراب «مررت بأحمر» : مررت : فعل وفاعل. بأحمر : الباء : حرف جر ، أحمر : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ، وهي : الصفة ووزن الفعل.

٧٨

لأن مؤنثه أرملة (١) ، وأن تكون مع الألف والنون على وزن فعلان بفتح الفاء (٢).

ومؤنثه فعلى نحو : سكران فإن مؤنثه سكرى (٣).

بخلاف ندمان بمعنى نديم من المنادمة في الشراب فإنه منصرف (٤) ؛ لأن مؤنثه ندمانة وفعله نادم والاسم النديم (٥).

س : هل يجوز صرف غير المنصرف وعكسه؟

ج : نعم يجوز ذلك إما للتناسب بين المنصرف وغير المنصرف.

__________________

(١) تقول في إعراب «مررت بأرمل» : مررت : فعل وفاعل. بأرمل : الباء : حرف جر ، أرمل : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره.

(٢) لأن مضموم الفاء من الصفات كعريان مؤنثه عريانة بدخول التاء فيكون منصرفا قطعا ومكسور الفاء لم يوجد في الصفات.

(٣) تقول في إعراب «مررت بسكران» : مررت : فعل وفاعل. بسكران : الباء : حرف جر ، سكران : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع ، وهي : الصفة وزيادة الألف والنون ، ومنع من الصرف لأن مؤنثه سكرى.

(٤) تقول في إعراب «مررت بندمان» : مررت : فعل وفاعل. بندمان : الباء : حرف جر ، وندمان : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره وصرف لأن مؤنثه ندمانة.

(٥) أما ندمان من الندم فمؤنثه ندمى ، وفعله ندم كعلم والاسم نادم فهو ممنوع من الصرف كسكران.

٧٩

كقراءة نافع : سلاسلا ، لمصاحبته للمنصرف الذي هو أغلالا وسعيرا.

وإما لضرورة الشعر ، كألا يستقيم الوزن إلا بالتنوين.

كقول امرئ القيس :

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

فقالت لك الويلات إنك مرجلي

بتنوين عنيزة ليستقيم الوزن مع أنها ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث اللفظي.

* * *

٨٠