الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
*المعرفة بأداة التعريف*
س : اذكر أقسام أداة التعريف بالتفصيل ، ممثلا لكل قسم.
ج : أداة التعريف التي هي الألف واللام قسمان : (عهدية وجنسية).
فالعهدية تنقسم إلى ثلاثة أقسام : إما للعهد الذكري بأن يذكر مصحوبها نكرة ، ثم يعاد معرفا بها نحو : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ)(١) ، أو العهد الذهني بأن عهد مصحوبها ذهنا نحو : (إِذْ هُما فِي الْغارِ)(٢) أو للعهد الحضوري بأن يكون مصحوبها
__________________
(١) المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري : المصباح : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. في زجاجة : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، زجاجة : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر ، الزجاجة مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، كأنها : كأن : حرف تشبيه ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر ، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها ، كوكب : خبرها مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، دري : نعت لكوكب والنعت يتبع المنعوت في الإعراب تبعه في الرفع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة كأنها كوكب في محل رفع خبر المبتدأ.
(٢) إذ هما في الغار : إذ : ظرف لما مضى من الزمان ، هما : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، في الغار : في : حرف جر ، الغار : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر المبتدأ.
حاضرا حال الخطاب نحو : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(١).
والجنسية ثلاثة أقسام : إما لتعريف الماهية نحو : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)(٢) أي وجعلنا من حقيقة الماء المعروف لا من كل شيء اسمه ماء ، أو لاستغراق الأفراد نحو : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(٣).
__________________
(١) اليوم أكملت لكم دينكم : اليوم : ظرف زمان متعلق بأكملت. أكملت : فعل وفاعل ؛ أكمل : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. لكم : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والميم : علامة الجمع. دين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم : علامة الجمع.
(٢) وجعلنا من الماء كل شيء حي : الواو : حرف عطف. جعلنا : فعل وفاعل ؛ جعل : فعل ماض مبني على الفتح ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. من الماء : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، الماء : مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره. كل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو مضاف ، وشيء : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. حي : نعت لشيء والنعت يتبع المنعوت في الإعراب تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره.
(٣) وخلق الإنسان ضعيفا : الواو : حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. خلق : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. الإنسان : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ضعيفا : حال منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.
أو لاستغراق خصائص الأفراد نحو : أنت الرجل علما (١) ، أي اجتمع فيك ما تفرق في غيرك.
س : تبدل لام أل المعرفة ميما في لغة حمير ، هات مثالا لذلك.
ج : مثالها : ليس من امبر امصيام في امسفر (٢) ، أي ليس من البر الصيام في السفر.
* * *
__________________
(١) أنت الرجل علما : أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الرجل : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره. علما : تمييز منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.
(٢) ليس من أمبر امصيام في امسفر : ليس : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. من امبر : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، امبر : مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب خبر ليس مقدما. أمصيام : اسمها مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. في امسفر : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، امسفر : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره. والله أعلم.
*المرفوعات من الأسماء*
س : كم عدد المرفوعات من الأسماء؟ وما هي؟
ج : المرفوعات من الأسماء عشرة وهي : الفاعل ، والنائب عن الفاعل ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان وأخواتها ، واسم أفعال المقاربة ، واسم الحروف المشبّهة بليس ، وخبر إن وأخواتها ، وخبر لا التي لنفي الجنس ، والتابع للمرفوع وهو أربعة أشياء : النعت والعطف والتوكيد والبدل ، وستأتي جميعا إن شاء الله تعالى.
*الفاعل*
س : عرف الفاعل لغة واصطلاحا.
ج : الفاعل لغة : من أوجد الفعل ، واصطلاحا : الاسم المرفوع المذكور قبله فعله أو ما هو في تأويل الفعل.
س : إلى كم ينقسم الفاعل؟ اذكر ذلك بالأمثلة.
ج : ينقسم الفاعل إلى قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظاهر نحو :
(قالَ اللهُ)(١) ، (قالَ رَجُلانِ)(٢).
__________________
(١) قال الله : قال : فعل ماض مبني على الفتح. الله : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) قال رجلان : قال : فعل ماض مبني على الفتح. رجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ)(١) ، (قالَ أَبُوهُمْ)(٢) ، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ)(٣)(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)(٤). والمضمر نحو : ضربت (٥).
__________________
(١) وجاء المعذرون : الواو : حرف استئناف. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. المعذرون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٢) قال أبوهم : قال : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة ، أبو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(٣) يوم يقوم الناس : يوم : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بمبعوثون قبله. يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. الناس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) ويومئذ يفرح المؤمنون : الواو : حرف عطف. يوم : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بيفرح الآتي ، يوم مضاف ، وإذ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. يفرح : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. المؤمنون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٥) ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. ولك أن تقول في إعرابه : ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ،
وضربنا (١) إلى آخره.
س : هات مثالا لما هو في تأويل الفعل.
ج : المثال نحو : أقائم الزيدان (٢) ، فإنه في تأويل يقوم الزيدان.
س : اذكر أحكام الفاعل.
ج : من أحكام الفاعل أنه لا يجوز حذفه ؛ لأنه عمدة ولأنه منزل من فعله منزلة جزئه.
ومنها : أنه لا يجوز تقديمه على الفعل أو ما في تأويله ؛ لأنه كالجزء منه ، فلم يجز تقديمه عليه ، كما لا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها ، فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل مقدم على الفعل وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا ، ويكون المقدم إما مبتدأ نحو : زيد قام (٣).
__________________
والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
(١) ضربنا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(٢) أقائم الزيدان : الهمزة : للاستفهام. قائم : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، وقائم اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول. الزيدان : فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٣) زيد قام : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره قام : فعل ماض مبني على الفتح ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
وإما فاعلا بفعل محذوف وجوبا نحو :
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(١) ، فأحد فاعل بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : وإن استجارك من المشركين أحد استجارك ؛ لأن أداة الشرط مختصة بالجمل الفعلية على الأصح ، فلا تدخل على المبتدأ.
ومن أحكام الفاعل أن فعله يوحد مع تثنيته وجمعه ، كما يوحّد مع أفراده فتقول : قام الزيدان (٢).
__________________
(١) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره : الواو : حرف عطف. إن : حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه. أحد : فاعل بفعل محذوف تقديره استجارك ، والفعل المحذوف في محل جزم فعل الشرط. من المشركين : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، المشركين : مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، والجار والمجرور متعلق بالفعل المحذوف. استجارك : فعل وفاعل ومفعول ؛ استجار : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. فأجره : الفاء : رابطة لجواب الشرط ، أجر : فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
(٢) قام الزيدان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
وقام الزيدون (١) ، كما تقول : قام زيد (٢) ، قال تعالى :
(قالَ رَجُلانِ)(٣) ، (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ)(٤). (وَقالَ نِسْوَةٌ)(٥).
ومنها أن الفعل قد تلحقه تاء تأنيث إما جوازا وإما وجوبا بحسب الفاعل كما سيأتي ، ومنها أن الغالب فيه أن يلي فعله ثم يذكر المفعول به نحو : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ)(٦) ، وقد يتأخر الفاعل ويتقدم المفعول
__________________
(١) قام الزيدون : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٢) قام زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٣) قال رجلان : قال : فعل ماض مبني على الفتح. رجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثني ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٤) وجاء المعذرون : الواو : حرف استئناف. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. المعذرون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٥) وقال نسوة : الواو : حرف استئناف. قال : فعل ماض مبني على الفتح. نسوة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٦) وورث سليمان داود : الواو : حرف عطف. ورث : فعل ماض مبني على الفتح. سليمان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. داود : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.
به جوازا ووجوبا كما سيأتي في باب المنصوبات (١).
س : ما ضابط لغة أكلوني البراغيث؟ مع الأمثلة.
ج : ضابطها أن تلحق الفعل علامة تثنية أو جمع إذا كان الفاعل مثنى أو جمعا فتقول : قاما الزيدان (٢) ، وقاموا الزيدون (٣) ، وقمن الهندات (٤) ، وسميت بذلك لأن هذا اللفظ سمع من بعضهم.
س : متى يجب تأنيث الفعل؟ ومتى يجوز؟
ج : يجب تأنيث الفعل بتاء ساكنة في آخر الماضي ، وبتاء المضارع في أول المضارع في موضعين :
__________________
(١) صفحة (٦) من الجزء الثاني.
(٢) قاما الزيدان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. والألف : حرف دال على التثنية. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٣) قاموا الزيدون : قام : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : حرف دال على جمع الذكور. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٤) قمن الهندات : قام : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون جمع الإناث. والنون : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الهندات : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
الأول : إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا (١) متصلا بفعله نحو : قامت هند (٢) ، وتقوم هند (٣) ، وأما تذكير الفعل مع المؤنث الحقيقي نحو : قام المرأة ، فلغة قليلة تسمى لغة قال فلانة.
الثاني : إذا أسند الفعل إلى ضمير متصل عائد إلى مؤنث حقيقيا كان أو مجازيا نحو : هند قامت (٤) ، والشمس طلعت (٥).
ويجوز تأنيث الفعل وعدمه في خمسة مواضع :
الأول : إذا كان الفاعل مجازي التأنيث نحو :
طلع الشمس (٦).
__________________
(١) المؤنث الحقيقي ما له فرج والمجازي ما لا فرج له.
(٢) قامت هند : قام : فعل ماض مبني على الفتح. هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٣) تقوم هند : تقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) هند قامت : هند : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. قامت : قام فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
(٥) الشمس طلعت : إعرابه كسابقه.
(٦) طلع الشمس : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. الشمس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
وطلعت الشمس (١) ، وقال تعالى :
(وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً)(٢).
والثاني : إذا كان الفاعل جمع تكسير نحو : قام الرجال (٣) ، وقامت الرجال (٤) ، فالتذكير على تأويله بالجمع ، والتأنيث على تأويله بالجماعة
__________________
(١) طلعت الشمس : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الشمس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء : الواو : حرف عطف على قوله تعالى : (وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ما : نافية. كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. صلاة : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم : علامة الجمع. عند : ظرف مكان مفعول فيه منصوب على الظرفية المكانية ، وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والبيت : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب حال. إلا : أداة حصر. مكاء : خبر كان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.
(٣) قام الرجال : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الرجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) قامت الرجال : قام : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الرجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
والثالث : إذا كان الفاعل اسم جمع كالنساء (١) ، أو اسم جنس إفرادي كاللبن (٢) ، تقول :
قام النساء ، وقامت النساء ، وجاء اللبن ، وجاءت اللبن.
الرابع : إذا كان الفعل نعم أو بئس نحو :
__________________
(١) اسم الجمع : هو ما يدل على الآحاد المجتمعة الغير المتعاطفة باعتبار الكمية وهو نوعان : الأول : ما لا واحد له من لفظه كنساء وقوم ، ورهط ، ونفر ، ومعشر ، وعصابة ، وزمرة ، وإبل ، وذود ، وجماعة ، وفريق ، وناس ، وقطيع. الثاني : ما له واحد من لفظه كصحب ، وركب ، وطير ، وخدم ، وأدم ، وغيب ، وأهب ، في جمع : صاحب ، وراكب ، وطائر ، وخادم ، وأديم ، وغائب ، وإهاب.
(٢) اسم الجنس الإفرادي : هو ما دل على الماهية بلا قيد ، أي من غير دلالة على قلة أو كثرة كلبن ، وماء ، وتراب. وثم نوع رابع هو اسم الجنس الجمعي وهو ما دل على الماهية بقيد الجمع كتمر ، فإنه يقع على القليل والكثير ولا يقع على أقل من ثلاثة على الأصح ، وهو ثلاثة أنواع :
الأول : ما يمتاز عنه واحده بتاء التأنيث ، وهو الأكثر ، كتمر وتمرة ونخل ونخلة ، ورطب ورطبة.
الثاني : ما يمتاز عن واحده بالتاء عكس ما قبله ، وهو الأقل ككمأة بالتاء واحدها كمء بدون تاء.
الثالث : ما يمتاز واحده عنه بياء النسب ، وهو كثير كعرب وعربي وروم ورومي وعجم وعجمي.
نعم المرأة هند (١) ، ونعمت المرأة هند (٢). وبئس المرأة دعد (٣) ، وبئست المرأة دعد (٤).
__________________
(١) نعم المرأة هند : نعم : فعل ماض من أفعال المدح مبني على الفتح. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. هند : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تقول في إعراب «هند» خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هي هند.
(٢) نعمت المرأة هند : نعم : فعل ماض من أفعال المدح مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك لالتقاء الساكنين. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. وهند : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تعرب «هند» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي هند.
(٣) بئس المرأة دعد : بئس : فعل ماض من أفعال الذم مبني على الفتح. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. ودعد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تعرب «دعد» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي دعد.
(٤) بئست المرأة دعد : بئس : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك لالتقاء الساكنين. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. ودعد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تعرب «دعد» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي دعد.
الخامس : إذا كان الفاعل الظاهر حقيقي التأنيث منفصلا عن فعله بغير إلا نحو : حضر القاضي امرأة (١) ، وحضرت القاضي امرأة (٢) ، والراجح في الرابع والخامس إثبات التاء ، والثلاثة الباقية يستوي فيها الإثبات وعدمه.
س : متى يجب تذكير الفعل؟ ومتى يجوز؟
ج : يجب تذكير الفعل إذا كان الفاعل مذكرا حقيقيا سواء كان مفردا أو مثنى أو جمعا نحو : قام زيد (٣) ، وقام الزيدان (٤) ، وقام الزيدون (٥) ،
__________________
(١) حضر القاضي امرأة : حضر : فعل ماض مبني على الفتح. القاضي : مفعول به منصوب علامة نصبه فتح آخره. امرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) حضرت القاضي امرأة : حضر : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين. القاضي : مفعول به منصوب علامة نصبه فتح آخره. امرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٣) قام زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) قام الزيدان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٥) قام الزيدون : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
وقام طلحة (١) ، وقام الطلحتان (٢) ، وقام الطلحات (٣).
ويجوز تذكير الفعل وتأنيثه إذا كان الفاعل مذكرا مجازيا وهو ما لا يقابله أنثى كالقمر والكوكب والملك ، تقول :
طلع القمر (٤) وطلعت القمر (٥).
* * *
__________________
(١) قام طلحة : قام : فعل ماض مبني على الفتح. طلحة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) قام الطلحتان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الطلحتان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٣) قام الطلحات : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الطلحات : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) طلع القمر : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. القمر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٥) طلعت القمر : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرك لالتقاء الساكنين. القمر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
*النائب عن الفاعل*
س : عرف النائب عن الفاعل.
ج : هو الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله وأقيم هو مقامه.
س : بين الغرض من حذف الفاعل وإقامة المفعول مقامه.
ج : يحذف الفاعل ويقام المفعول مقامه لأغراض عدة.
منها : لأجل السجع (١) ، وإصلاح النظم (٢) ، والاختصار (٣) ، والعلم به (٤) ، والجهل به (٥) ، والستر على الفاعل خوفا منه أو خوفا عليه (٦) ، وتعظيم المفعول بصون اسمه عن مقارنة الفاعل (٧). وغير ذلك كثير (٨).
__________________
(١) كقول بعض الفصحاء «من طابت سريرته حمدت سيرته».
(٢) كقول لبيد بن ربيعة العامري :
وما المال والأهلون إلا ودائع |
|
ولا بد يوما أن ترد الودائع |
(٣) كقوله تعالى : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ.)
(٤) كقوله تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً.)
(٥) نحو : ضرب زيد ، إذا لم يعرف من ضربه.
(٦) نحو : قتل زيد ، إذا كان القاتل معروفا لدى القائل وإنما حذفه خوفا منه أو عليه.
(٧) نحو : طعن عمرو.
(٨) هذه الأغراض إنما تختص علماء المعاني ؛ لأنهم هم الباحثون عنها.
س : اذكر أحكام النائب عن الفاعل.
ج : أحكام النائب عن الفاعل هي أحكام الفاعل التي سبق ذكرها (١) ، من حيث أنه صار مرفوعا بعد أن كان منصوبا ، وعمدة بعد أن كان فضلة ، فلا يجوز حذفه ، ولا تقديمه على الفعل ، وفعله يوحد مع تثنيته وجمعه فتقول : ضرب الزيدان (٢) ، وضرب الزيدون (٣) ، كما تقول : ضرب زيد (٤) ، ومن العرب من يلحق الفعل علامة تثنية أو جمع إذا كان النائب عن الفاعل مثنى أو جمعا نحو : ضربا الزيدان (٥).
__________________
(١) صفحة (١٢٦).
(٢) ضرب الزيدان : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح ، ولك أن تقول مبني للمجهول أو لما لم يسم فاعله. الزيدان : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٣) ضرب الزيدون : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح ، الزيدون : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٤) ضرب زيد : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. زيد : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٥) ضربا الزيدان : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح ، والألف : دال على التثنية. الزيدان : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
وضربوا الزيدون (١) ، وتسمى «لغة أكلوني البراغيث» كما مر في باب الفاعل (٢).
ويجب تأنيث الفعل إذا كان النائب عن الفاعل مؤنثا حقيقيا نحو : ضربت هند (٣).
ويجوز إذا كان مجازي التأنيث نحو قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)(٤).
__________________
(١) ضربوا الزيدون : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها. والواو : علامة الجمع حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الزيدون : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
(٢) صفحة (١٢٩).
(٣) ضربت هند : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث. هند : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) إذا زلزلت الأرض زلزالها : إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية. زلزل : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين. الأرض : نائب مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. زلزال : مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
أو كان جمع تكسير نحو : غلبت الرجال (١).
س : اذكر تسمية أخرى لنائب الفاعل. ثم اذكر كم لفعله من أسماء؟ وما هي؟
ج : يقال لنائب الفاعل «المفعول الذي لم يسم فاعله».
ولفعله أربعة أسماء وهي :
الفعل المغير الصيغة ، والمبني للمجهول ، والمبني للمفعول ، والفعل الذي لم يسم فاعله.
س : ماذا يشترط في الفعل المبني للمجهول؟
ج : يشترط فيه أن يكون متصرفا تاما ، فالفعل الجامد لا يبنى للمجهول بالاتفاق. وكذا الناقص عند البصريين (٢).
__________________
(١) غلبت الرجال : غلب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرك لالتقاء الساكنين. الرجال : نائب مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) الأفعال بالنسبة للتصريف وعدمه ثلاثة أقسام : قسم لا يتصرف بحال ، نحو : ليس ، ويسمى جامدا. وقسم يتصرف تصرفا ناقصا ، بمعنى أنه لا يستعمل منه أمر ، ولا مصدر ، نحو : برح ، وزال ويسمى ناقصا. وقسم يتصرف تصرفا تاما ، بمعنى أنه يأتي منه الأمر والمصدر ويسمى تاما نحو : ضرب يضرب ضربا والأمر منه اضرب.
س : اذكر أقسام تغيير الفعل المبني للمجهول عن صيغته الأصلية.
ج : المبني للمجهول تغييره يكون بحسب أنواعه.
فإن كان ماضيا ضم أوله وكسر ما قبل آخره ، إما تحقيقا نحو :
ضرب محمد (١) ، أو تقديرا نحو : قيل (٢).
وإن كان مضارعا ضم أوله وفتح ما قبل آخره ، تحقيقا نحو : يضرب محمد (٣) ، أو تقديرا نحو : يباع الدار (٤).
فإن كان ما قبل الآخر مفتوحا في الأصل بقي عليه نحو : يسمع ، فتقول فيه إذا بنيته للمجهول : يسمع الكلام (٥) بإبقاء فتح ما قبل الآخر.
__________________
(١) ضرب محمد : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. محمد : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) قيل : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(٣) يضرب محمد : يضرب : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، محمد : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٤) يباع : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، الدار : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.
(٥) يسمع الكلام : يسمع : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، الكلام : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.