النحو المستطاب - ج ١

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
الجزء ١ الجزء ٢

*المعرفة بأداة التعريف*

س : اذكر أقسام أداة التعريف بالتفصيل ، ممثلا لكل قسم.

ج : أداة التعريف التي هي الألف واللام قسمان : (عهدية وجنسية).

فالعهدية تنقسم إلى ثلاثة أقسام : إما للعهد الذكري بأن يذكر مصحوبها نكرة ، ثم يعاد معرفا بها نحو : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ)(١) ، أو العهد الذهني بأن عهد مصحوبها ذهنا نحو : (إِذْ هُما فِي الْغارِ)(٢) أو للعهد الحضوري بأن يكون مصحوبها

__________________

(١) المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري : المصباح : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. في زجاجة : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، زجاجة : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر ، الزجاجة مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، كأنها : كأن : حرف تشبيه ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر ، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها ، كوكب : خبرها مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، دري : نعت لكوكب والنعت يتبع المنعوت في الإعراب تبعه في الرفع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة كأنها كوكب في محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) إذ هما في الغار : إذ : ظرف لما مضى من الزمان ، هما : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، في الغار : في : حرف جر ، الغار : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر المبتدأ.

١٢١

حاضرا حال الخطاب نحو : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(١).

والجنسية ثلاثة أقسام : إما لتعريف الماهية نحو : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)(٢) أي وجعلنا من حقيقة الماء المعروف لا من كل شيء اسمه ماء ، أو لاستغراق الأفراد نحو : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(٣).

__________________

(١) اليوم أكملت لكم دينكم : اليوم : ظرف زمان متعلق بأكملت. أكملت : فعل وفاعل ؛ أكمل : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. لكم : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والميم : علامة الجمع. دين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم : علامة الجمع.

(٢) وجعلنا من الماء كل شيء حي : الواو : حرف عطف. جعلنا : فعل وفاعل ؛ جعل : فعل ماض مبني على الفتح ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. من الماء : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، الماء : مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره. كل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو مضاف ، وشيء : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. حي : نعت لشيء والنعت يتبع المنعوت في الإعراب تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره.

(٣) وخلق الإنسان ضعيفا : الواو : حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. خلق : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. الإنسان : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ضعيفا : حال منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

١٢٢

أو لاستغراق خصائص الأفراد نحو : أنت الرجل علما (١) ، أي اجتمع فيك ما تفرق في غيرك.

س : تبدل لام أل المعرفة ميما في لغة حمير ، هات مثالا لذلك.

ج : مثالها : ليس من امبر امصيام في امسفر (٢) ، أي ليس من البر الصيام في السفر.

* * *

__________________

(١) أنت الرجل علما : أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الرجل : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره. علما : تمييز منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) ليس من أمبر امصيام في امسفر : ليس : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. من امبر : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، امبر : مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب خبر ليس مقدما. أمصيام : اسمها مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. في امسفر : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، امسفر : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره. والله أعلم.

١٢٣

*المرفوعات من الأسماء*

س : كم عدد المرفوعات من الأسماء؟ وما هي؟

ج : المرفوعات من الأسماء عشرة وهي : الفاعل ، والنائب عن الفاعل ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان وأخواتها ، واسم أفعال المقاربة ، واسم الحروف المشبّهة بليس ، وخبر إن وأخواتها ، وخبر لا التي لنفي الجنس ، والتابع للمرفوع وهو أربعة أشياء : النعت والعطف والتوكيد والبدل ، وستأتي جميعا إن شاء الله تعالى.

*الفاعل*

س : عرف الفاعل لغة واصطلاحا.

ج : الفاعل لغة : من أوجد الفعل ، واصطلاحا : الاسم المرفوع المذكور قبله فعله أو ما هو في تأويل الفعل.

س : إلى كم ينقسم الفاعل؟ اذكر ذلك بالأمثلة.

ج : ينقسم الفاعل إلى قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظاهر نحو :

(قالَ اللهُ)(١) ، (قالَ رَجُلانِ)(٢).

__________________

(١) قال الله : قال : فعل ماض مبني على الفتح. الله : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) قال رجلان : قال : فعل ماض مبني على الفتح. رجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٢٤

(وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ)(١) ، (قالَ أَبُوهُمْ)(٢) ، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ)(٣)(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)(٤). والمضمر نحو : ضربت (٥).

__________________

(١) وجاء المعذرون : الواو : حرف استئناف. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. المعذرون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) قال أبوهم : قال : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة ، أبو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(٣) يوم يقوم الناس : يوم : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بمبعوثون قبله. يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. الناس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) ويومئذ يفرح المؤمنون : الواو : حرف عطف. يوم : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بيفرح الآتي ، يوم مضاف ، وإذ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. يفرح : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. المؤمنون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٥) ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. ولك أن تقول في إعرابه : ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ،

١٢٥

وضربنا (١) إلى آخره.

س : هات مثالا لما هو في تأويل الفعل.

ج : المثال نحو : أقائم الزيدان (٢) ، فإنه في تأويل يقوم الزيدان.

س : اذكر أحكام الفاعل.

ج : من أحكام الفاعل أنه لا يجوز حذفه ؛ لأنه عمدة ولأنه منزل من فعله منزلة جزئه.

ومنها : أنه لا يجوز تقديمه على الفعل أو ما في تأويله ؛ لأنه كالجزء منه ، فلم يجز تقديمه عليه ، كما لا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها ، فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل مقدم على الفعل وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا ، ويكون المقدم إما مبتدأ نحو : زيد قام (٣).

__________________

والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

(١) ضربنا : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٢) أقائم الزيدان : الهمزة : للاستفهام. قائم : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، وقائم اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول. الزيدان : فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٣) زيد قام : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره قام : فعل ماض مبني على الفتح ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

١٢٦

وإما فاعلا بفعل محذوف وجوبا نحو :

(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(١) ، فأحد فاعل بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : وإن استجارك من المشركين أحد استجارك ؛ لأن أداة الشرط مختصة بالجمل الفعلية على الأصح ، فلا تدخل على المبتدأ.

ومن أحكام الفاعل أن فعله يوحد مع تثنيته وجمعه ، كما يوحّد مع أفراده فتقول : قام الزيدان (٢).

__________________

(١) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره : الواو : حرف عطف. إن : حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه. أحد : فاعل بفعل محذوف تقديره استجارك ، والفعل المحذوف في محل جزم فعل الشرط. من المشركين : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، المشركين : مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، والجار والمجرور متعلق بالفعل المحذوف. استجارك : فعل وفاعل ومفعول ؛ استجار : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. فأجره : الفاء : رابطة لجواب الشرط ، أجر : فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جزم جواب الشرط.

(٢) قام الزيدان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٢٧

وقام الزيدون (١) ، كما تقول : قام زيد (٢) ، قال تعالى :

(قالَ رَجُلانِ)(٣) ، (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ)(٤). (وَقالَ نِسْوَةٌ)(٥).

ومنها أن الفعل قد تلحقه تاء تأنيث إما جوازا وإما وجوبا بحسب الفاعل كما سيأتي ، ومنها أن الغالب فيه أن يلي فعله ثم يذكر المفعول به نحو : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ)(٦) ، وقد يتأخر الفاعل ويتقدم المفعول

__________________

(١) قام الزيدون : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) قام زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) قال رجلان : قال : فعل ماض مبني على الفتح. رجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثني ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٤) وجاء المعذرون : الواو : حرف استئناف. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. المعذرون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٥) وقال نسوة : الواو : حرف استئناف. قال : فعل ماض مبني على الفتح. نسوة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٦) وورث سليمان داود : الواو : حرف عطف. ورث : فعل ماض مبني على الفتح. سليمان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. داود : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

١٢٨

به جوازا ووجوبا كما سيأتي في باب المنصوبات (١).

س : ما ضابط لغة أكلوني البراغيث؟ مع الأمثلة.

ج : ضابطها أن تلحق الفعل علامة تثنية أو جمع إذا كان الفاعل مثنى أو جمعا فتقول : قاما الزيدان (٢) ، وقاموا الزيدون (٣) ، وقمن الهندات (٤) ، وسميت بذلك لأن هذا اللفظ سمع من بعضهم.

س : متى يجب تأنيث الفعل؟ ومتى يجوز؟

ج : يجب تأنيث الفعل بتاء ساكنة في آخر الماضي ، وبتاء المضارع في أول المضارع في موضعين :

__________________

(١) صفحة (٦) من الجزء الثاني.

(٢) قاما الزيدان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. والألف : حرف دال على التثنية. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٣) قاموا الزيدون : قام : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : حرف دال على جمع الذكور. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٤) قمن الهندات : قام : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون جمع الإناث. والنون : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الهندات : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

١٢٩

الأول : إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا (١) متصلا بفعله نحو : قامت هند (٢) ، وتقوم هند (٣) ، وأما تذكير الفعل مع المؤنث الحقيقي نحو : قام المرأة ، فلغة قليلة تسمى لغة قال فلانة.

الثاني : إذا أسند الفعل إلى ضمير متصل عائد إلى مؤنث حقيقيا كان أو مجازيا نحو : هند قامت (٤) ، والشمس طلعت (٥).

ويجوز تأنيث الفعل وعدمه في خمسة مواضع :

الأول : إذا كان الفاعل مجازي التأنيث نحو :

طلع الشمس (٦).

__________________

(١) المؤنث الحقيقي ما له فرج والمجازي ما لا فرج له.

(٢) قامت هند : قام : فعل ماض مبني على الفتح. هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) تقوم هند : تقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) هند قامت : هند : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. قامت : قام فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

(٥) الشمس طلعت : إعرابه كسابقه.

(٦) طلع الشمس : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. الشمس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

١٣٠

وطلعت الشمس (١) ، وقال تعالى :

(وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً)(٢).

والثاني : إذا كان الفاعل جمع تكسير نحو : قام الرجال (٣) ، وقامت الرجال (٤) ، فالتذكير على تأويله بالجمع ، والتأنيث على تأويله بالجماعة

__________________

(١) طلعت الشمس : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الشمس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء : الواو : حرف عطف على قوله تعالى : (وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ما : نافية. كان : فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر. صلاة : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم : علامة الجمع. عند : ظرف مكان مفعول فيه منصوب على الظرفية المكانية ، وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والبيت : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب حال. إلا : أداة حصر. مكاء : خبر كان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) قام الرجال : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الرجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) قامت الرجال : قام : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الرجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

١٣١

والثالث : إذا كان الفاعل اسم جمع كالنساء (١) ، أو اسم جنس إفرادي كاللبن (٢) ، تقول :

قام النساء ، وقامت النساء ، وجاء اللبن ، وجاءت اللبن.

الرابع : إذا كان الفعل نعم أو بئس نحو :

__________________

(١) اسم الجمع : هو ما يدل على الآحاد المجتمعة الغير المتعاطفة باعتبار الكمية وهو نوعان : الأول : ما لا واحد له من لفظه كنساء وقوم ، ورهط ، ونفر ، ومعشر ، وعصابة ، وزمرة ، وإبل ، وذود ، وجماعة ، وفريق ، وناس ، وقطيع. الثاني : ما له واحد من لفظه كصحب ، وركب ، وطير ، وخدم ، وأدم ، وغيب ، وأهب ، في جمع : صاحب ، وراكب ، وطائر ، وخادم ، وأديم ، وغائب ، وإهاب.

(٢) اسم الجنس الإفرادي : هو ما دل على الماهية بلا قيد ، أي من غير دلالة على قلة أو كثرة كلبن ، وماء ، وتراب. وثم نوع رابع هو اسم الجنس الجمعي وهو ما دل على الماهية بقيد الجمع كتمر ، فإنه يقع على القليل والكثير ولا يقع على أقل من ثلاثة على الأصح ، وهو ثلاثة أنواع :

الأول : ما يمتاز عنه واحده بتاء التأنيث ، وهو الأكثر ، كتمر وتمرة ونخل ونخلة ، ورطب ورطبة.

الثاني : ما يمتاز عن واحده بالتاء عكس ما قبله ، وهو الأقل ككمأة بالتاء واحدها كمء بدون تاء.

الثالث : ما يمتاز واحده عنه بياء النسب ، وهو كثير كعرب وعربي وروم ورومي وعجم وعجمي.

١٣٢

نعم المرأة هند (١) ، ونعمت المرأة هند (٢). وبئس المرأة دعد (٣) ، وبئست المرأة دعد (٤).

__________________

(١) نعم المرأة هند : نعم : فعل ماض من أفعال المدح مبني على الفتح. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. هند : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تقول في إعراب «هند» خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هي هند.

(٢) نعمت المرأة هند : نعم : فعل ماض من أفعال المدح مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك لالتقاء الساكنين. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. وهند : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تعرب «هند» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي هند.

(٣) بئس المرأة دعد : بئس : فعل ماض من أفعال الذم مبني على الفتح. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. ودعد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تعرب «دعد» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي دعد.

(٤) بئست المرأة دعد : بئس : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك لالتقاء الساكنين. المرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. ودعد : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ولك أن تعرب «دعد» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي دعد.

١٣٣

الخامس : إذا كان الفاعل الظاهر حقيقي التأنيث منفصلا عن فعله بغير إلا نحو : حضر القاضي امرأة (١) ، وحضرت القاضي امرأة (٢) ، والراجح في الرابع والخامس إثبات التاء ، والثلاثة الباقية يستوي فيها الإثبات وعدمه.

س : متى يجب تذكير الفعل؟ ومتى يجوز؟

ج : يجب تذكير الفعل إذا كان الفاعل مذكرا حقيقيا سواء كان مفردا أو مثنى أو جمعا نحو : قام زيد (٣) ، وقام الزيدان (٤) ، وقام الزيدون (٥) ،

__________________

(١) حضر القاضي امرأة : حضر : فعل ماض مبني على الفتح. القاضي : مفعول به منصوب علامة نصبه فتح آخره. امرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) حضرت القاضي امرأة : حضر : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين. القاضي : مفعول به منصوب علامة نصبه فتح آخره. امرأة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) قام زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) قام الزيدان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٥) قام الزيدون : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٣٤

وقام طلحة (١) ، وقام الطلحتان (٢) ، وقام الطلحات (٣).

ويجوز تذكير الفعل وتأنيثه إذا كان الفاعل مذكرا مجازيا وهو ما لا يقابله أنثى كالقمر والكوكب والملك ، تقول :

طلع القمر (٤) وطلعت القمر (٥).

* * *

__________________

(١) قام طلحة : قام : فعل ماض مبني على الفتح. طلحة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) قام الطلحتان : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الطلحتان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٣) قام الطلحات : قام : فعل ماض مبني على الفتح. الطلحات : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) طلع القمر : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. القمر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) طلعت القمر : طلع : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرك لالتقاء الساكنين. القمر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

١٣٥

*النائب عن الفاعل*

س : عرف النائب عن الفاعل.

ج : هو الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله وأقيم هو مقامه.

س : بين الغرض من حذف الفاعل وإقامة المفعول مقامه.

ج : يحذف الفاعل ويقام المفعول مقامه لأغراض عدة.

منها : لأجل السجع (١) ، وإصلاح النظم (٢) ، والاختصار (٣) ، والعلم به (٤) ، والجهل به (٥) ، والستر على الفاعل خوفا منه أو خوفا عليه (٦) ، وتعظيم المفعول بصون اسمه عن مقارنة الفاعل (٧). وغير ذلك كثير (٨).

__________________

(١) كقول بعض الفصحاء «من طابت سريرته حمدت سيرته».

(٢) كقول لبيد بن ربيعة العامري :

وما المال والأهلون إلا ودائع

ولا بد يوما أن ترد الودائع

(٣) كقوله تعالى : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ.)

(٤) كقوله تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً.)

(٥) نحو : ضرب زيد ، إذا لم يعرف من ضربه.

(٦) نحو : قتل زيد ، إذا كان القاتل معروفا لدى القائل وإنما حذفه خوفا منه أو عليه.

(٧) نحو : طعن عمرو.

(٨) هذه الأغراض إنما تختص علماء المعاني ؛ لأنهم هم الباحثون عنها.

١٣٦

س : اذكر أحكام النائب عن الفاعل.

ج : أحكام النائب عن الفاعل هي أحكام الفاعل التي سبق ذكرها (١) ، من حيث أنه صار مرفوعا بعد أن كان منصوبا ، وعمدة بعد أن كان فضلة ، فلا يجوز حذفه ، ولا تقديمه على الفعل ، وفعله يوحد مع تثنيته وجمعه فتقول : ضرب الزيدان (٢) ، وضرب الزيدون (٣) ، كما تقول : ضرب زيد (٤) ، ومن العرب من يلحق الفعل علامة تثنية أو جمع إذا كان النائب عن الفاعل مثنى أو جمعا نحو : ضربا الزيدان (٥).

__________________

(١) صفحة (١٢٦).

(٢) ضرب الزيدان : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح ، ولك أن تقول مبني للمجهول أو لما لم يسم فاعله. الزيدان : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٣) ضرب الزيدون : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح ، الزيدون : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٤) ضرب زيد : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. زيد : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) ضربا الزيدان : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح ، والألف : دال على التثنية. الزيدان : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

١٣٧

وضربوا الزيدون (١) ، وتسمى «لغة أكلوني البراغيث» كما مر في باب الفاعل (٢).

ويجب تأنيث الفعل إذا كان النائب عن الفاعل مؤنثا حقيقيا نحو : ضربت هند (٣).

ويجوز إذا كان مجازي التأنيث نحو قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)(٤).

__________________

(١) ضربوا الزيدون : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها. والواو : علامة الجمع حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الزيدون : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) صفحة (١٢٩).

(٣) ضربت هند : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث. هند : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) إذا زلزلت الأرض زلزالها : إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية. زلزل : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين. الأرض : نائب مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. زلزال : مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

١٣٨

أو كان جمع تكسير نحو : غلبت الرجال (١).

س : اذكر تسمية أخرى لنائب الفاعل. ثم اذكر كم لفعله من أسماء؟ وما هي؟

ج : يقال لنائب الفاعل «المفعول الذي لم يسم فاعله».

ولفعله أربعة أسماء وهي :

الفعل المغير الصيغة ، والمبني للمجهول ، والمبني للمفعول ، والفعل الذي لم يسم فاعله.

س : ماذا يشترط في الفعل المبني للمجهول؟

ج : يشترط فيه أن يكون متصرفا تاما ، فالفعل الجامد لا يبنى للمجهول بالاتفاق. وكذا الناقص عند البصريين (٢).

__________________

(١) غلبت الرجال : غلب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرك لالتقاء الساكنين. الرجال : نائب مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) الأفعال بالنسبة للتصريف وعدمه ثلاثة أقسام : قسم لا يتصرف بحال ، نحو : ليس ، ويسمى جامدا. وقسم يتصرف تصرفا ناقصا ، بمعنى أنه لا يستعمل منه أمر ، ولا مصدر ، نحو : برح ، وزال ويسمى ناقصا. وقسم يتصرف تصرفا تاما ، بمعنى أنه يأتي منه الأمر والمصدر ويسمى تاما نحو : ضرب يضرب ضربا والأمر منه اضرب.

١٣٩

س : اذكر أقسام تغيير الفعل المبني للمجهول عن صيغته الأصلية.

ج : المبني للمجهول تغييره يكون بحسب أنواعه.

فإن كان ماضيا ضم أوله وكسر ما قبل آخره ، إما تحقيقا نحو :

ضرب محمد (١) ، أو تقديرا نحو : قيل (٢).

وإن كان مضارعا ضم أوله وفتح ما قبل آخره ، تحقيقا نحو : يضرب محمد (٣) ، أو تقديرا نحو : يباع الدار (٤).

فإن كان ما قبل الآخر مفتوحا في الأصل بقي عليه نحو : يسمع ، فتقول فيه إذا بنيته للمجهول : يسمع الكلام (٥) بإبقاء فتح ما قبل الآخر.

__________________

(١) ضرب محمد : ضرب : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. محمد : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) قيل : فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح. ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٣) يضرب محمد : يضرب : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، محمد : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) يباع : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، الدار : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) يسمع الكلام : يسمع : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، الكلام : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

١٤٠