النحو المستطاب - ج ١

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٢٥٤
الجزء ١ الجزء ٢

كلمة الناشر

الحمد لله ، والصلاة والسّلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... وبعد :

فهذه هي الطبعة الخامسة من كتاب النحو المستطاب أخرجناها في حلة جديدة قشيبة ؛ حيث أولينا علامات الترقيم عناية خاصة ، وميّزنا جميع الكلمات المعربة بالبنط الأسود ليسهل على طلاب العلم مطالعة الكتاب ومذاكرته.

وما قمنا به في هذه الطبعة هو مما يلزمنا نحو كتاب يلقى مثل هذا القبول والاهتمام من طلاب العلم والمشتغلين بلغة القرآن الكريم. وقد كنا نود تنفيذ ذلك في طبعات الكتاب السابقة ، ولكن كثرة الطلب عليه وسرعة نفاده كانت تلاحقنا بحيث لا يسعفنا الوقت في تحقيق ما نصبو إليه قبل نفاد أي طبعة والحاجة إلى طبعة تليها ، حتى وفّقنا الله لإعادة صف الكتاب بصورته الجديدة هذه ، ومراجعة فضيلة الدكتور عبد الرحمن الأهدل له ، وقيامه بمزيد من التعديل والتنقيح.

وبهذا نحسب أننا قد وفينا الكتاب حقه ، وإن كنا لا نزعم الكمال في عملنا ؛ إذ الكمال منتف في حق البشر ، ولكن حسبنا أننا قد بذلنا جهدنا والله من وراء القصد.

وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

١

مقدمة الطبعة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله .. وبعد :

فإن الله عزوجل قد كتب لهذا الكتاب القبول لدى طلبة العلم عامة والمشتغلين بلغة القرآن الكريم خاصة. فقد نفدت ـ ولله الحمد والمنة ـ في فترة وجيزة ثلاث طبعات من حين طبعه الطبعة الأولى عام ـ ١٤١٤ ه‍ ـ ١٩٩٤ م ـ إلى عام ـ ١٤١٦ ه‍ ـ ١٩٩٦ م ـ.

لذا رأيت طبعه الطبعة الرابعة لدى مكتبة دار طيبة بعد أن قمت ببعض التعديلات المهمة وتصحيح الأخطاء المطبعية قدر المستطاع لتكون هذه الطبعة متميزة عن سابقاتها بهذين الأمرين التعديل والتصحيح.

والله أسأل أن يديم النفع به ويجعله خالصا لوجهه الكريم إنه سميع الدعاء.

وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

أبو عبد المهيمن

عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

مكة المكرمة

١٠ / ٩ / ١٤١٦ ه

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسّلام على من أعطي جوامع الكلم ؛ فكان أفصح من نطق بالضاد ، وعلى آله وصحبه خير العباد وعلى من ورد مشرعهم وترسّم خطاهم إلى يوم الدين.

وبعد :

فقد عهد إليّ مدير معهد الحرم المكي الشريف / الشيخ صالح بن محمد المقوشي رعاه الله بتدريس مادة النحو ، وكان المقرر على الطلبة متممة الآجرّومية. وكانت على وجازتها وطول نفس شرحها «الكواكب الدرية» بالنسبة إلى مبتدئين أمثالهم ـ يقف بعضهم حائرا أمام مواضع منها.

فالتمس مني بعض من لا تسعني مخالفته أن أكتب لهم المنهج المقرر على صورة أسئلة وأجوبة ، وأشفع ذلك بإعراب الأمثلة ، وأحاول تسهيل الصعب وتقريب البعيد ، فتلكأت عجزا وتباطأت مماطلة ، حتى تتابع الطلب واعتقدت أنه لا مهرب.

فاستعنت بالله عزوجل في وضع المقرر على هذه الحال ، والتقطت بعض الفوائد التي يقبح بطالب العلم جهلها من بعض كتب النحو ، فجاء بحمد الله وافيا بالمقصود ، مرشدا إلى المهمات ، موضحا أصول مسائل النحو بعبارات سهلة وتعبير قريب إلى الأفهام.

هذا ، ولست في مأمن من العثار ولا بمنجا من الخطأ ، بيد أني جمعت

٣

ورتبت وأعربت وهذبت ونقحت واجتهدت لا آلو ، وقد سميته «النحو المستطاب : سؤال وجواب وإعراب».

والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، نافعا لمن تناوله من الدارسين والباحثين ، إنه سميع مجيب.

د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

المدرس بمعهد الحرم المكي الشريف

١٧ / ٦ / ١٤١٣ ه

٤

*تعريف النحو وما يتعلق به*

س : عرف النحو لغة واصطلاحا.

ج : النحو لغة : القصد.

واصطلاحا : علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابا وبناء.

س : ما المراد بالأصول المذكورة في الجواب؟

ج : المراد بالأصول : (الاسم ، والفعل ، والحرف ، وأنواع الإعراب ، والعوامل ، والتوابع ونحو ذلك).

س : ما فائدة علم النحو؟

ج : فائدة علم النحو : معرفة صواب الكلام من خطئه ؛ ليحترز به عن الخطأ في اللسان.

س : ما غايته؟

ج : غايته : الاستعانة على فهم معاني كلام الله ورسوله ؛ الموصل إلى خيري الدنيا والآخرة.

س : ما سبب تسمية هذا العلم بالنحو؟

ج : سبب تسميته بالنحو : ما روي أن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، لما أشار على أبي الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي ، أن يضع علم النحو ، قال له ـ بعد أن علمه الاسم والفعل والحرف ـ : الاسم : ما أنبأ عن مسمى ، والفعل : ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف : ما أنبأ عن معنى في غيره ، والرفع : للفاعل وما اشتبه به ، والنصب للمفعول وما حمل عليه ، والجر : للمضاف وما يناسبه. انح هذا النحو يا أبا الأسود ؛ فسمي بذلك.

٥

*الكلام والكلمة وما يتعلق بهما*

س : عرف الكلام لغة واصطلاحا.

ج : الكلام في اللغة : ما أفاد ، من كتابة وإشارة وعقد ونصب ولسان حال.

واصطلاحا : ما جمع قيودا أربعة ؛ وهي : اللفظ ، المركب ، المفيد ، بالوضع.

س : عرف اللفظ لغة واصطلاحا.

ج : اللفظ في اللغة معناه : الطرح والرمي ، يقال : أكلت التمرة ولفظت النواة.

ومعناه في الاصطلاح : الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية ، التي أولها الألف وآخرها الياء.

س : عرف المركب لغة واصطلاحا.

ج : المركب في اللغة معناه : تركيب شيء على شيء ، كوضع متاع على متاع آخر.

ومعناه في الاصطلاح : ما تركب من كلمتين فأكثر ، نحو : قام زيد (١) ، وإن قام زيد قمت (٢).

__________________

(١) قام زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) إن قام زيد قمت : إن : حرف شرط جازم تجزم فعلين ؛ الأول فعل الشرط والثاني جوابه. قام : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. زيد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره. قمت : فعل وفاعل. قام : فعل ماض مبني على السكون. والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

٦

س : عرف المفيد لغة واصطلاحا.

ج : المفيد في اللغة : ما أفاد أي فائدة كانت.

ومعناه في الاصطلاح : ما أفاد فائدة تامة يحسن سكوت المتكلم والسامع عليها ، حيث لا يصير السامع منتظرا لشيء آخر.

س : عرف الوضع لغة واصطلاحا.

ج : الوضع في اللغة : الحط والولادة.

وفي الاصطلاح : جعل اللفظ دليلا على المعنى ، كزيد ؛ فإنه لفظ عربي جعلته العرب دليلا على معنى ؛ وهو ذات وضع دليلا عليها لفظ زيد.

س : عرف الكلمة لغة واصطلاحا.

ج : الكلمة لغة تطلق على الجمل المفيدة ، قال تعالى : (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ،) إشارة إلى قوله : (رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ.)

والكلمة في اصطلاح النحاة : قول مفرد ، والمراد بالقول : اللفظ الدال على معنى ، كزيد ، والمراد بالمفرد : ما لا يدل جزؤه على جزء معناه ، كزيد ؛ فإن كلا من أجزائه ؛ وهي : الزاي ، والياء ، والدال ، إذا أفردت لا تدل على شيء مما يدل هو عليه.

__________________

ولك أن تقول في إعرابه : قمت : فعل وفاعل. قام : فعل ماض مبني على فتح مقدّر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكونالعارض ؛ كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة. والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. وجملة الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط.

٧

س : اذكر أنواع الكلمة.

ج : أنواع الكلمة : اسم ، وفعل ، وحرف جاء لمعنى (١).

س : عرف الاسم لغة واصطلاحا.

ج : الاسم لغة : ما دل على مسماه.

واصطلاحا : كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمن.

س : عرف الفعل لغة واصطلاحا.

ج : الفعل لغة : الحدث.

واصطلاحا : كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ؛ وهي : الماضي ، والمضارع ، والأمر.

س : عرف الفعل الماضي ، ومثل له بمثال.

ج : الفعل الماضي : هو ما دل على حدث وقع في زمن مضى وانقضى ، نحو : نجح محمد (٢).

س : عرف الفعل المضارع ، ومثل له بمثال.

ج : الفعل المضارع هو : ما دل على حدث وقع في زمن يقبل الحال والاستقبال ، ولا يتعين لأحدهما إلا بقرينة (٣) ، نحو :

__________________

(١) قوله : جاء لمعنى ، قيد به الحرف لإخراج حروف التهجي ، فليس كل واحد منها كلمة ؛ لعدم دلالته على معنى.

(٢) نجح محمد : نجح : فعل ماض مبني على الفتح. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) فعند التجرد عن القرينة يكون محتملا للحال والاستقبال ، فيتعين

٨

يقوم محمد الآن (١) ، ونحو : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ)(٢).

س : عرف فعل الأمر ، ومثل له بمثال.

ج : فعل الأمر هو : ما دل على الطلب بحصول ما لم يحصل ، نحو : احفظ الدرس (٣).

س : عرف الحرف لغة واصطلاحا.

ج : الحرف لغة : الطرف.

واصطلاحا : كلمة دلت على معنى في غيرها ولم تقترن بزمن.

__________________

للاستقبال إذا دخلت عليه : السين ، أو سوف ، أو لا النافية ، أو أدوات الشرط ، أو أدوات النصب ، أو أدوات الترجي ، أو لو المصدرية. ويتعين للحال إذا اقترن بنحو : الآن ، أو الساعة ، أو آنفا ، أو بلام الابتداء ، أو بالنفي ؛ ليس أو ما.

(١) يقوم محمد الآن : يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره. الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محلّ نصب على الظرفية الزمانية.

(٢) سيقول السفهاء : السين : للتنفيس ؛ وهو الزمن القريب. يقول : فعل مضارع مرفوع ؛ لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. السفهاء : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) احفظ الدرس : احفظ : فعل أمر مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين. ولك أن تقول في إعرابه : مبني على سكون مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض ، للتخلص من التقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والدرس : مفعول به

٩

س : يميز الاسم عن الحرف والفعل بعلامات كثيرة. اذكر منها خمس علامات.

ج : يميز الاسم عن الحرف والفعل بالإسناد إليه ، وبالتنوين ، وبالخفض ، وبدخول الألف واللام ، وبدخول حرف من حروف الخفض عليه (١).

س : عرف الإسناد ، ومثل له بمثال.

ج : الإسناد : هو ضم كلمة إلى أخرى على وجه مفيد ، نحو : زيد قائم (٢).

س : عرف التنوين لغة واصطلاحا.

ج : التنوين لغة : التصويت ، يقال : نون الطائر إذا صوت.

واصطلاحا : نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا وتفارقه خطا.

س : للفعل الماضي علامة يختص بها عن المضارع والأمر. فما هي؟

ج : يختص الفعل الماضي بتاء التأنيث الساكنة لدلالتها على تأنيث الفاعل.

وهي أنفع علاماته ؛ لأنها تلحق المتصرف منه ، نحو : قامت هند (٣) ،

__________________

منصوب ، وعلامة نصبه فتح آخره.

(١) ستأتي حروف الخفض وما يتعلق بها صفحة (٩٧) من الجزء الثاني.

(٢) زيد قائم : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. قائم : خبر مرفوع بالمبتدأ ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) قامت هند : قام : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. هند : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

١٠

وتلحق الجامد ، نحو : نعمت المرأة هند (١).

س : للفعل المضارع علامات يختص بها عن الماضي والأمر. فما هي؟

ج : يختص الفعل المضارع بدخول لم عليه ، والسين ، وسوف ، نحو : لم يقم (٢) ، ونحو قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ)(٣) ، ونحو : سوف يقوم محمد (٤).

__________________

(١) نعمت المرأة هند : نعم : فعل ماض من أفعال المدح مبني على الفتح والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون ، وحرك لالتقاء الساكنين ولك أن تقول في إعرابه : مبني على سكون مقدر على آخره ، منع من ظهوره الكسر العارض للتخلص من التقاء الساكنين. المرأة : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره. وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم. وهند : مبتدأ موخر مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. ولك أن تقول في أعرابه : هند : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هي هند.

(٢) لم يقم : لم : حرف نفي وجزم وقلب ؛ أي يجزم المضارع ، وينفي معناه. ويقلبه إلى المضي. يقم : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٣) سيقول السفهاء : السين : للتنفيس ، وهو الزمن القريب. يقول : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. السفهاء : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) سوف يقوم محمد : سوف : للتسويف ؛ وهو الزمن البعيد. يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

١١

س : اذكر العلامة المشتركة بين الماضي والمضارع.

ج : (قد) مشتركة بين الماضي والمضارع ؛ فتدخل على الماضي وتفيده التقريب ، نحو : قد قامت الصلاة (١) ، أو التحقيق ، نحو : (قَدْ سَمِعَ اللهُ)(٢) ، وتدخل على المضارع وتفيده التحقيق ، نحو : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ)(٣) ، أو التكثير ، نحو : قد يجود الكريم (٤) ، أو التقليل ، نحو : قد يصدق الكذوب (٥).

__________________

(١) قد قامت الصلاة : قد : حرف تقريب مبني على السكون. قام : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث مبني على السكون ، وحرك لالتقاء الساكنين. ولك أن تقول في إعرابه : مبني على سكون مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض للتخلص من التقاء الساكنين. الصلاة : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) قد سمع الله : قد : حرف تحقيق مبني على السكون. سمع : فعل ماض مبني على الفتح. الله : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) قد يعلم الله : قد : حرف تحقيق مبني على السكون. يعلم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. الله : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) قد يجود الكريم : قد : حرف تكثير مبني على السكون. يجود : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. الكريم : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) قد يصدق الكذوب : قد : حرف تقليل مبني على السكون. يصدق : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. الكذوب : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

١٢

س : ما الزوائد الأربع التي لا يخلو أول الفعل المضارع من إحداها؟

ج : الزوائد الأربع هي : الهمزة ، والنون ، والياء ، والتاء. يجمعها قولك : نأيت ، نحو : أقوم ، نقوم ، يقوم ، تقوم.

س : متى يجب ضم أول الفعل المضارع ، ومتى يجب فتحه؟

ج : يجب ضم أول الفعل المضارع إن كان ماضيه على أربعة أحرف ، نحو : دحرج يدحرج ، أكرم يكرم ، فرّج يفرج. ويفتح فيما سوى ذلك ، نحو : نصر ينصر ، انطلق ينطلق ، استخرج يستخرج.

س : بماذا يميز فعل الأمر عن غيره؟

ج : يميز فعل الأمر بدلالته على الطلب ، وقبوله ياء المؤنثة المخاطبة ، نحو : قومي (١) فإنه دال على طلب القيام.

س : اذكر ما قيل حول (هات وتعال)؟

ج : زعم بعض النحاة أن (هات وتعال) اسما فعل (٢) ؛ الأول منهما اسم فعل لناول ، والثاني اسم فعل لأقبل. والصحيح أنهما فعلا أمر لقبولهما ياء المؤنثة المخاطبة ؛ فهات (٣) ـ بكسر التاء ـ فعل أمر للمذكر ،

__________________

(١) قومي : فعل أمر مبني على حذف النون. وياء المؤنثة المخاطبة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٢) تعريف اسم الفعل وما يتعلق به سيأتي صفحة (٢٨٠) من الجزء الثاني.

(٣) هات : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ؛ وهو الياء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

١٣

وتعال (١) ـ بفتح اللام ـ فعل أمر للمذكر ، وتقول للمؤنثة هاتي (٢) بكسر التاء بعدها ياء ساكنة ، وتعالي (٣) بفتح اللام بعدها ياء.

س : ما العلامة التي يميز بها الحرف عن الفعل والاسم؟

ج : علامة الحرف المميزة له عدمية ، ذكرها الشاعر الحريري في قوله :

والحرف ما ليست له علامة

فقس على قولي تكن علامة

س : للفعل الماضي أربع حالات ـ اذكرها مع الأمثلة.

ج : الحالة الأولى : بناؤه على الفتح ـ إذا لم يتصل بآخره شيء وكان صحيح الآخر ـ نحو : قام محمد (٤).

الحالة الثانية : يسكن ـ إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ـ نحو : ضربت زيدا (٥).

__________________

(١) تعال : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ، وهو الألف ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) هاتي : فعل أمر مبني على حذف النون. وياء المؤنثة المخاطبة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٣) تعالي : فعل أمر مبني على حذف النون. وياء المؤنثة المخاطبة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٤) قام محمد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) ضربت زيدا : ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني على السكون. ـ

١٤

الحالة الثالثة : يضم للمناسبة ـ إذا اتصل به واو الجماعة ـ نحو : ضربوا (١).

الحالة الرابعة : بناؤه على فتح مقدر على آخره ـ إذا كان في آخره حرف علة (٢) ـ نحو : رمى محمد (٣).

س : للفعل المضارع سبع حالات. اذكرها مع الأمثلة.

ج : الحالة الأولى : رفعه بضمة ظاهرة على آخره ؛ لتجرده عن الناصب والجازم إذا كان صحيح الآخر ، نحو : يقوم محمد (٤).

__________________

ولك أن تقول في إعرابه : مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض ؛ كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة. والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. زيدا : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه فتح آخره.

) ضربوا : فعل وفاعل : ضرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ؛ لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها. والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل

(٢) حروف العلة : هي الألف والواو والياء ، وسميت حروف علة لأن من شأنها أن ينقلب بعضها إلى بعض ، وحقيقة العلة تغير الشيء عن حاله.

(٣) رمى محمد : رمى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره التعذر. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) يقوم محمد : يقوم : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

١٥

الحالة الثانية : رفعه بضمة مقدرة على آخره ؛ لتجرده عن الناصب والجازم ، منع من ظهورها الاستثقال إذا كان معتلا بالواو أو الياء ، والتعذر إذا كان معتلا بالألف ، نحو : يدعو محمد (١) ، يرمي علي (٢) ، يسعى زيد (٣).

الحالة الثالثة : ينصب بالفتحة الظاهرة على آخره إذا دخل عليه ناصب ، وكان صحيح الآخر أو معتلا بالواو أو الياء (٤) ، نحو : لن أضرب زيدا (٥).

__________________

(١) يدعو محمد : يدعو : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الاستثقال ؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالواو. محمد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) يرمي علي : يرمي : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الاستثقال ؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالياء. علي : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) يسعى زيد : يسعى : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف. زيد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره

(٤) تظهر الفتحة على الواو والياء لخفتهما.

(٥) لن أضرب زيدا : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. أضرب : فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. زيدا : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه فتح آخره.

١٦

لن يدعو (١) ، لن يرمي (٢).

فإن كان معتلا بالألف فينصب بفتحة مقدرة على آخره للتعذر ، نحو :

لن يخشى (٣).

الحالة الرابعة : يجزم بالسكون إذا دخل عليه جازم ، نحو : لم يضرب (٤).

الحالة الخامسة : بناؤه على السكون إذا اتصلت به نون الإناث ، نحو :

(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ)(٥).

__________________

(١) لن يدعو : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يدعو : فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٢) لن يرمي : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يرمي : فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٣) لن يخشى : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يخشى : فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٤) لم يضرب : لم : حرف نفي وجزم وقلب ؛ أي يقلب معنى المضارع إلى المضي. يضرب : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٥) والوالدات يرضعن : الواو حرف عطف. الوالدات : مبتدأ مرفوع بالابتداء ، وعلامة رفعه ضم آخره. يرضعن : فعل وفاعل ؛ يرضع فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. ونون النسوة : ضمير متصل مبني

١٧

الحالة السادسة : بناؤه على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة (١) ثقيلة كانت ، نحو : (لَيُسْجَنَنَ)(٢).

أو خفيفة ، نحو : (وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)(٣).

__________________

على الفتح في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

(١) قوله : «المباشرة» احترز عن غير المباشرة لفظا أو تقديرا ، فغير المباشرة لفظا نحو : لتبلون ، ولا تتبعان ؛ فإن الواو في الأول والألف في الثاني فاصلة بين آخر الفعل والنون ، فهو معرب لا مبني. وأما غير المباشرة تقديرا فنحو : ولا يصدنك ، بضم الدال. فإن نون التوكيد وإن باشرت آخر الفعل الذي هو الدال لفظا ، لكنها منفصلة عنه تقديرا ؛ لأن أصله «يصدوننّك» بواو الجماعة ، فلما حذفت النون للجازم ، ثم أكد بنون التوكيد الثقيلة ، التقى ساكنان : نون التوكيد وواو الجماعة ، فحذفت واو الجماعة لاعتلالها ولدلالة ضمة الدال عليها.

(٢) ليسجنن : اللام : داخلة في جواب قسم مقدر ، تقديره والله. ولك أن تقول : اللام موطئة للقسم. يسجنن : فعل مضارع مغير الصيغة مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة. ونون التوكيد : حرف لا محل لها من الإعراب ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٣) وليكونا من الصاغرين : الواو : حرف عطف. واللام : داخلة في جواب قسم مقدر تقديره والله. يكونا : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، ويكون : متصرف من كان الناقصة ، ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها ضمير مستتر فيها جوازا تقديره هو. من الصاغرين : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، الصاغرين : مجرور بمن ، وعلامة جره الياء نيابة

١٨

الحالة السابعة : يجزم بحذف حرف العلة من آخره إذا دخل عليه جازم وكان معتلا ، نحو : لم يدع (١) ، لم يخش (٢) ، لم يرم (٣).

س : ما المراد بالأمثلة الخمسة ، وبماذا ترفع وتنصب وتجزم؟

ج : الأمثلة الخمسة (٤) هي عبارة عن الفعل المضارع إذا اتصل به واو الجماعة ، أو ألف الاثنين ، أو ياء المؤنثة المخاطبة ، فهذه ترفع بثبوت

__________________

عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي كان في الاسم المفرد ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائنا خبر يكونا.

(١) لم يدع : لم : حرف نفي وجزم وقلب. يدع : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الواو ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٢) لم يخش : لم : حرف نفي وجزم وقلب. يخش : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٣) لم يرم : لم : حرف نفي وجزم وقلب. يرم : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(٤) سميت الأمثلة الخمسة لأنها ليست أفعالا بأعيانها ، بخلاف الأسماء الخمسة فإنها أسماء بأعيانها ، وإنما الأمثلة الخمسة يكنى بها عن كل فعل كان بمنزلتها ، فإن تفعلان كناية عن نحو : يذهبان وينطلقان ويستخرجان وغير ذلك ، وكذا البواقي. وسموها خمسة نظرا إلى لفظها ، وبعضهم يقول

١٩

النون ، نحو : يفعلان (١) ، وتفعلان (٢) ، ويفعلون (٣) ، وتفعلون (٤) ، وتفعلين (٥) ، وتنصب وتجزم بحذفها ، نحو : فإن لم تفعلوا (٦) ،

__________________

الأفعال الخمسة وهذا خلاف الصواب كما رأيت.

(١) يفعلان : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وألف التثنية : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٢) تفعلان : إعرابه كسابقه.

(٣) يفعلون : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٤) تفعلون : إعرابه كسابقه.

(٥) تفعلين : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وياء المؤنثة المخاطبة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(٦) فإن لم تفعلوا : فإن : الفاء : حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. إن : حرف شرط جازم تجزم فعلين ؛ الأول فعل الشرط والثاني جوابه. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تفعلوا : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والألف فارقة ، والجملة في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط قوله تعالى : (فَاتَّقُوا النَّارَ.)

٢٠