نشأة الشيعة الامامية

نبيلة عبد المنعم داود

نشأة الشيعة الامامية

المؤلف:

نبيلة عبد المنعم داود


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار المؤرّخ العربي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٠

ثم يقال إنهما ذهبا إلى عمر أيضاً ، فقال عمر : أخرجوهما عني قد فهمت يا بني عبد المطلب ، وإنما تنازعا عنده ليعرف القاعد ذلك المعقد لا حق له في ذلك المجلس وأنه لهما ولم يرض به أحد حكماً بل ليقف على ظلمه ... وعلي والعباس إنما تظلما إلى أبي بكر ليعرف ظلمهما لا أن بينهما اختلافاً والمد الله » (١).

ويؤكد الشيخ المفيد أهمية هذا الحديث ويرى أن مؤازرة علي للبني في تلك الفترة من المناقب الجليلة التي انفرد بها علي بن أبي طالب ومن الأمور الدالة على إمامته. ويقول في هذا الحديث : « وفي الخبر ما يفيد أن به عليه‌السلام تمكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تبليغ الرسالة وإظهار الدعوة والصدع بالإسلام ولولاه لم تثبت الملة ولا استقرت الشريعة ولا ظهرت الدعوة فهو عليه‌السلام ناصر الإسلام ووزير الداعي إليه من قبل الله عزَّوجلّ وبضمانة لنبي الهدى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تم له في النبوة ما أراد وفي ذلك من الفضل ما لا يوازنه الجبال فضلاً ولا تعادله الفضائل كلها محلاً وقدراً » (٢).

وذكر هذا الخبر المرتضى وجعله من النصوص الجلية في إمامة علي ابن أبي طالب وأكد صحة هذا الخبر وتواتره (٣).

وكذلك جعله الطبرسي من النصوص الجلية وأورد من رواة (٤). كما رواه أيضاً ابن المطهر وعده من أدلة الإمامة المستندة إلى السنة النبوية (٤).

ثم عندما انتشر أمر الدعوة ولقي الرسول شدة من قريش استقر رأيه على الهجرة من مكة إلى المدينة تاركاً علي بن أبي طالب مكانه وأمره أن يتخلف بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الودائع التي كانت عنده

__________________

(١) ابن رستم الطبري ( ت ٤٠٠ هـ ) : المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص ١٧١.

(٢) الشيخ المفيد ( ت ٤١٣ هـ ) : الإرشاد ص ١١ ، ٣٠.

(٣) المرتضى : الشافي في الإمامة ص ٨٥ ، ٨٨.

(٤) الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) : أعلام الورى بأعلام الهدى ص ١٦٧.

(٥) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٦٧ ، وقد ذكر هذا الحديث أيضاً بن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) : الطرف ص ٧ سعد السعود ص ١٠٥ ، ابن المطهر : كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ص ٩١ الجزائري : المبسوط ص ٢٨ ، جعفر نقدي : ذخائر القيامة ص ٣٩.

١٠١

للناس (١).

وقد اعتبرت الشيعة مبيت علي على فراش الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضيلة لعلي ودليلاً على شجاعته وهي من الأمور المؤهلة علياً للإمامة أو الخلافة. فيذكر فرات الآية : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) (٢). ويقول إنهما نزلت في علي بن أبي طالب حين بات على فراش الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣).

ويقول ابن رستم الطبري : « استخلف الرسول علياً ثلاث وهلات مرة على حرم الله حجة للناس حتى ظهر وهو بالمدينة ومرة على فراشه حجة للخلق حين توارى بأبي بكر في الغار ومرة ثالثة في غزوة تبوك » (٤).

ويذكر المفيد أهمية هذا ويقول : « ولم يجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قومه وأهله من يأتمنه على ما كان مؤتمناً عليه سوى أمير المؤمنين عليه‌السلام فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها وقضاء ما كان عليه من دين لمستحقيه ... ولم ير أن أحداً يقوم مقامه في ذلك من الناس كافة فوثق بأمانته .. » (٥).

ويقول ابن المطهر « ووقاه بنفسه لما بات على فراشه مستتراً بإزاره » ويجعل هذه من فضائل علي التي أهلته للإمامة (٦).

وقد اتخذت الشيعة من خبر المؤاخاة دليلاً آخر على إمامة علي بن

__________________

(١) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٢ ص ٣٨٧.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.

(٣) فرات الكوفي : تفسير فرات ص ٥. وانظر ابن الأثير : أسد الغابة ج ٤ ص ١٨.

(٤) ابن رستم الطبري : المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص ١١٠.

(٥) الشيخ المفيد : الإرشاد ص ٣١.

(٦) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٨٢ كما ورد هذا الخبر عند عدد من كتاب الإمامية المتأخرين انظر الحائري : شجرة طوبي ص ٣٥ ، جعفر نقدى : الأنوار العلوية والأسرار المرتضويه ص ٤١ ، الحر العاملي : إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج ٣ ص ٣٤٩ ، المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٣٢ وقد سار المظفر على طريقة ابن المطهر في كلامه على إمامة علي فقد قسمها إلى أدلة مستندة إلى القرآن وأخرى إلى السنة النبوية ثم إلى فضائله البدنية والنفسية.

١٠٢

أبي طالب فقد ذكر سليم بن قيس عن علي بن أبي طالب أنه ناشد الناس فشهدوا له قال : « فانشدكم الله أتقرّون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمآخى بين كل رجلين من أصحابه وأخى بيني وبين نفسه وقال أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة » (١).

ويرى الشريف المرتضى أن المؤاخاة من أقوال وأفعال النبي المبينة لأمير المؤمنين من جمع الأمة الدالة على استحقاقه من التعظيم والإجلال والاختاص بما لم يكن حاصلاً لغيره. وهي من جملة النصوص الدالة على الإمامة (٢).

ويقول ابن المطهر وبعد أن آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينه وبين علي تلا قوله تعالى : ( إخواناً على سرر متقابلين ) (٣) والمؤاخاة تستدعي المناسبة والمشاكلة ، فلما اختص علي بمؤاخاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان هو الإمام (٤) ويرى أيضاً أن المؤاخاة تدل على الأفضلية فيكون هو الإمام (٥).

ومن أدلة إمامة علي عند الشيعة أيضاً زواجه بفاطمة الزهراء بنت الرسول ، فقد ذكر سليم أن رسول الله قال لفاطمة : « إن الله اختارني فجعلني ثم اختار بعلك وأمرني أن أزوجك إياه وأن اتخذه أخاً ووزيراً ووصياً وأن أجعله خليفتي في أمتي » (٦).

__________________

(١) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠١ كما ذكره علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ص ٢٨٢.

(٢) المرتضى : الشافي في الإمامة ص ٨٥.

(٣) سورة الحجر ١٥ : ٤٧.

(٤) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٦٦.

(٥) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٦٩، ولم يقتصر ذكر خبر المؤاخاة على المصادر الإمامية فقط وإنما رواه غير الإمامية فقد ذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي في المغني فذكر أن الإمامية استدلت بهذا الحديث على إمامة علي ج ٢٠ القسم الأول ص ١٨٥ كما ورد ذكره عند الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٢ ص ٣١٠ ، البلاذري : أنساب الأشراف ج ١ ص ٢٧٠ ، ابن الصباغ المالكي : الفصول المهمة في معرفة الأئمة ص ٢٠ ، كما ورد ذكر عنده المصادر الإمامية المتأخرة انظر جعفر نقدي : ذخائر القيامة ص ٢٤١ محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٦٧ ، عبد المهدي المظفر : إرشاد الأمة للتمسك بالأئمة ص ٣٥ ، وابن عبد البر : الاستيعاب ج ٣ ص ١٠٩٨.

(٦) سليم : السقيفة ص ٦٢.

١٠٣

واعتبر المرتضى زواج علي من فاطمة ، من الأمور التي اختص بها علي دون غيره وأنه من أدلة الإمامة (١).

ويقول ابن المطهر في تفسير قوله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ) (٢). ويأخذ في هذا عن الثعلبي في تفسيره قال : نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي بن أبي طالب إذ زوج فاطمة علياً ولم يثبت لغيره ذلك فكان أفضل ، فكان هو الإمام (٣).

ثم تدلل الشيعة على إمامة علي بن أبي طالب بشجاعته ومشاركته الرسول في جميع غزواته وبلائه فيها البلاء الحسن ، وأخبار شجاعة علي مشهورة ومجمع عليها من قبل الشيعة وغير الشيعة فكتب المناقب وكتب الحديث مليئة بهذه الأخبار.

يروي عن وقعة أحد أن المسلمين تفرقوا وتركوا الرسول الرسول ولم يبق معه إلا علي يذود عنه ، وقتل عدداً من مشركي قريش « فقال جبريل : يارسول الله إن هذه للمواساة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. إنه مني وأنا منه ، فقال :جبريل وأنا منكما ، قال فسمعوا صوتاً :

لا سيف إلا ذو الفقار

ولافتى إلا علـي (٤)


ويورد فرات هذا الخبر ويقول إن رسول الله قال : « يا أيها الناس إنكم رغبتم بأنفسكم عني ووازرني علي وواساني فمن أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني...قال حذيفة : ليس ينبغي لأحد يعقل ويشك فيمن لا يشرك باالله أنه أفضل ممن أشرك به ومن لم ينهزم عن رسول اله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل ممن انهزم وأن السابق غلا الإيمان بالله ورسوله أفضل وهو علي بن أبي طالب » (٥).

__________________

(١) المرتضى : الشافي ص ٨٥.

(٢) سورة الفرقان ٢٥ : ٥٤.

(٣) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٦٤.

(٤) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٢ ص ٥١٤.

(٥) فرات : تفسير فرات ص ٢٦.

١٠٤

وحينما شاع بين المسلمين في وقعة أحد مقتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونزلت الآية : ( أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) (١) ، قال فرات : كان علي يقول في حياة النبي : والله لا نقلب على أعقابنا بعد أن هدانا الله والله لئن مات محمد أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه ومن أولى به مني وأنا أخوه ووراثه وابن عمه (٢). فقول علي « أخوه ووراثه » استدلت به الشيعة على إمامته.

ويجعل ابن المطهر مواساة علي للنبي من ضمن الأدلة على إمامته (٣).

ومن أدلة إمامة علي عند الشيعة مشاركته في وقعة الأحزاب وقتله عمرو بن عبد ود العامري ، وهذا الخبر مشهور عند المؤرخين وقد حفلت كتب المناقب أيضاً بأخبار هذه الوقعة (٤).

فقد ذكر علي بن إبراهيم القمي أن الآية ( وكفى الله المؤمنين القتال ) (٥) نزلت في هذه الموقعة ويفسرها أنه كفاهم القتال بعلي بن أبي طالب (٦).

ويقول المفيد : « وهكذا كان الفتح له وعلى يديه وكان قتلة عَمْراً ونوفل بن عبد الله سبب هزيمة المشركين » (٧).

وتتخذ الشيعة من تفضيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً وإعطائه الراية يوم خيبر دليلاً آخر على إمامته. وقد أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راية المسلمين في خيبر إلى علي بن أبي طالب في خبر مشهور قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لأدفعن

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.

(٢) فرات : تفسير فرات ص ٢٧ ، كما ذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره نفس هذه الرواية ، انظر تفسير القمي ص ٤٢ ـ ٤٣. كما أورد الشيخ المفيد خبر أحد وقتال علي للمشركين ودفاعه عن الرسول ومواساته له. انظر الشيخ المفيد : الإرشاد ص ٤٦ ـ ٤٧.

(٣) ابن المطهر ، منهاج الكرامة ص ١٨٢.

(٤) البلاذري : أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٤٥.

(٥) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٥.

(٦) القمي : تفسير القمي ص ٣٠٣.

(٧) المفيد : الإرشاد ص ٥٦.

١٠٥

الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بجبان ولا قرار يفتحها الله على يديه » (١).

وورد خبر الراية في تفسير فرات عن ابن عباس ، أنه جعل هذه الصفة ضمن عشر خصال لعلي بن أبي طالب لم تكن لغيره (٢).

ومما يؤيد أهمية هذا الخبر عند الشيعة أن علياً احتج به في بيان حقه بالخلافة (٣). كما عدها الشيخ الصدوق من الخصال الثلاث والأربعين التي احتج بها علي بن أبي طالب على أبي بكر في حقه بالخلافة (٤).

واستدل ابن رستم الطبري بهذا الخبر على إمامة علي قال : « فبعثه مؤيداً وشهد له بإخلاص الله له لصدقه في العزيمة...وهدم الله به حصنهم وأفاء على المسلمين غنيمتهم ، فليس لأحد أن يشهد على غيب أحد بأن الله ورسوله يحبانه ولا أنه يحب الله ورسوله إلا لعلي عليه‌السلام وهذا أمر عجيب لمن فهمه حتى قال عمر بن الخطاب : فما أحببت الإمارة إلا يومئذ » (٥).

ويقول المفيد : أما الأقوال الدالة على الإمامة فهي كثيرة ومنها خبر الراية « فأعطاها من بين أمته جمعياً علياً ثم بين له من الفضيلة بما بان به من الكافة » (٦).

ومن أدلة الإمامة عند الشيعة إرسال علياً بسورة براءة ، عن ابن عباس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث بسورة براءة مع أبي بكر ثم بعث علياً ليأخذها منه فجاء أبو بكر فقال : يا رسول الله هل نزل في شيء قال : لا يؤدي عني

__________________

(١) سليم : السقيفة ص ١٠٢ ، اليعقوبي ج ٢ ص ٤٢ ، الطبري ج ٣ ص ١٢.

(٢) فرات : تفسير فرات ص ١٦٠.

(٣) سليم : السقيفة ص ١٠٢ ـ ١٠٥.

(٤) الصدوق : الخصال ج ٢ ص ١٢٥.

(٥) ابن رستم الطبري : المسترشد ص ٥٤.

(٦) المفيد : الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ص ٧. انظر ابن الأثير : أسد الغابة ج ٤ ص ٢٦. وانظر ابن حجر : الإصابة ج ٢ ص ٥٠٢.

١٠٦

غيري أو رجل من أهل بيتي (١).

ويعلل ابن كثير سبب إرسال علياً بسورة براءة ويقول : « والمقصود أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث علياً ليكون معه ويتولى علي بنفسه ابلاغ البراءة إلى المشركين نيابة عن رسول الله لكونه ابن عمه ومن عصبته » (٢).

ويقول سليم بن قيس ، كان هذا الحديث من جملة ما احتج به علي في حقه بالخلافة وشهد له الناس بذلك (٣).

ويذكر أبو حنيفة النعمان المغربي قصة إرسال علي بسورة براءة ويجعلها ضمن فضائل علي والتي هي من أدلة إمامته (٤).

كما ذكره الصدوق عن ابن عمر وأضاف أن ابن عمر شهد لعلي بهذه الفضلية (٥).

ويقول المفيد في هذا الحديث : « فأحب الله أن يجعل ذلك في يد من ينوه باسمه ويعلي ذكره وينبه على فضله ويدل على علو قدره وينبه به عمن سواه وكان ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام ولم يكن لأحد من القوم فضل يقارب الفضل الذي وصفناه » (٦).

وذكر ابن المطهر هذا الخبر وجعله من دلائل الإمامة (٧).

ومن الأمور التي اتخذتها الشيعة دليلاً في إثبات إمامة علي بن أبي طالب قصة المباهلة ، وقد أعطت المصادر الشيعية أهمية كبيرة لقضية

__________________

(١) البلاذري : أنساب الأشراف ج ١ ص ٢٨٣ ، اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٦١ ، الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٣ ص ١٢٢ وسورة براءة قوله تعالى : ( براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ) سورة التوبة ٩ : ١.

(٣) ابن كثير : البداية والنهاية في التاريخ ج ٢ ص ٣٧.

(٤) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠٢.

(٥) أبو حنيفة النعمان المغربي : دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨.

(٦) الصدوق : علل الشرائع ج ١ ص ١٨٩

(٧) المفيد : الإرشاد ص ٣٧ ـ ٣٨.

(٨) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٢٣ ـ ١٢٤ وانظر أيضاً الفضل بن شاذان إيضاح دفائن النواصب ص ٢٠.

١٠٧

المباهلة لبيان فضل علي واتصاله بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستحقاقه الإمامة لكونه في المباهلة أصبح كنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فيروي اليعقوبي قصة المباهلة وقدوم وفد نجران على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع رئيسهم أبو حارثة فدارسوه وساءلوه ونزل فيهم ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) (١). فلما أصبحوا قدم رسول الله ومعه فاطمة وعلي والحسن والحسين فسأل أبو حارثه عنهم فقيل له هذا ابن عمه وهذه ابنته وهذان ابناها فرفضوا المباهلة (٢).

وقد فسر فرات الآية ( قل تعالوا ندع ... ) قال : عن أبي جعفر في قول الله تعالى : أبناءنا وأبناءكم يعني الحسن والحسين وأنفسنا وأنفسكم يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلياً ونساءنا يعني فاطمة الزهراء (٣).

وممن روى قصة المباهلة أبو حنيفة النعمان المغربي وعدها من الأدلة الدالة على إمامة علي بن أبي طالب فيذكر ، أن قوماً سألوا علياً عن أفضل مناقبه فقال : « أفضل مناقبي ما لم يكن لي فيه صنع ثم ذكر لهم خروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للمباهلة معه وزوجته وابنيه » (٤).

ويبين ابن رستم الطبري أهمية المباهلة في دلالتها على إمامة علي ويقول : « والدليل على أن علياً عليه‌السلام هو المخصوص بالإمامة والخلافة والوصية وأنه كان أرضاً لها وسماءاً إذ كان نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أن القوم ساروا إلى رسول الله ليحاجوه في المسيح أنزل الله ( قل تعالوا ... ) دعا أهل بيته وكان علي نفس رسول الله وكان هاشمي الوالدين أشبه الناس برسول الله » (٥).

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٦١.

(٢) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٦٦ وقد ذكر ذلك أيضاً ابن الأثير : الكامل ج ٢ ص ٢٠٠ ابن كثير : البداية والنهاية ج ٥ ص ٥٤.

(٣) فرات : تفسير فرات ص ١٤ وانظر علي بن إبراهيم القمي : التفسير ص ١١٤.

(٤) أبو حنيفة النعمان المغربي : دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧.

(٥) ابن رستم الطبري : المسترشد ص ١٧٣.

١٠٨

وقد ذكر الشريف الرضي خبر المباهلة وفسر الآية كما فسرها فرات ، وأكد أن دعاء الأنفس مقصوراً إلى أمير المؤمنين علي إذ لا أحد في الجماعة يجوز أن يكون ذلك متوجهاً إليه غيره لأن دعاء الإنسان نفسه لا يصح ، كما لا يصح أن يأمر نفسه (١).

ويقول المفيد في المباهلة « إن الله تعالى حكم لأمير المؤمنين بأنه نفس رسول الله كاشفاً بذلك بلوغه نهاية الفضل ومساواته للنبي في الكمال والعصمة من الآثام وأن الله تعالى جعله وزوجته وولديه مع تقارب سنهما حجة لنبيه وبرهاناً على دينه ونص على الحكم بأن الحسن والحسين أبناؤه وأن فاطمة نساؤه المتوجه إليه الذكر والخطاب في الدعاء إلى المباهلة والاحتجاج وهذا فضل لم يشركهم فيه أحد من الأمة ولا قاربهم فيه ولا ماثلهم في معناه » (٢).

ويؤكد الشريف المرتضى أهمية المباهلة في الدلالة على إمامة علي وينفي كلام من يحاول دفع علي عن المباهلة أو دخوله المباهلة لا لسبب إلا للنسب ، فيقول : « لا شبهة في دلالة آية المباهلة على فضل من دعي إليها وجعل حضوره حجة على المخالفين واقتضائها تقدمه على غيره لأن النبي لا يجوز أن يدعوا إلى ذلك المقام ليكون حجة في إلا من هو في غاية الفضل وعلو المنزلة ، وقد تظاهرات الرواية بحديث المباهلة ... ونحن نعلم أن قوله أنفسنا وأنفسكم لا يجوز أن يعني بالمدعو فيه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه هو الداعي ولا يجوز ان يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره كما لا يجوز أن يأمر نفسه وينهاها ... » (٣).

وأبان ابن طاووس أهمية المباهلة فقال مخاطباً ابنه « وكفى سلفك الطاهرين حجة على المخالفين وحجة للموافقين التابعين عليهم يوم

__________________

(١) الشريف الرضي : حقائق التأويل في متشابه التنزيل ص ١١٠.

(٢) المفيد : الإرشاد ص ٩٠.

(٣) المرتضى : الشافعي ص ١٣٠ وقد ذكر ذلك رداً على القاضي عبد الجبار ( ت ٤٢١ هـ ) الذي رد على الشيعة الإمامية اعتقادها بآية المباهلة وكونها من دلائل إمامة علي. انظر المغني : ج ٢٠ القسم الأول ص ١٤٢ ، وانظر الطوسي. الأمالي ج ١ ص ٣١٣.

١٠٩

المباهلة مباهلة المسلمين والكافرين وكان ذلك اليوم من أعظم الأيام عند جدك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكشف الحجة للسامعين ولمن يبلغهم إلى يوم الدين » (١).

ويرى ابن المطهر أن هذه الآية ( قل تعالوا ... ) أدل دليل على ثبوت الإمامة لعلي لأنه قد جعله نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاتحاد محال ، فيبقى المراد المساوي له وله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الولاية العامة فكذا لمساويه» (٢).

ويقول أيضاً : « ولا شك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الناس فمساويه كذلك » (٣).

ومما يؤكد أهمية المباهلة أن علياً احتج بها لبيان حقه بالخلافة ، فقد ذكر سليم بن قيس أن علياً قال : « أفتقرون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين دعا أهل نجران إلى المباهلة أنه لم يأت إلا بي وبصاحبتي وابني قالوا : اللهم نعم » (٤).

ومن الأمور التي اتخذتها الشيعة دليلاً على إمامة علي قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له حين خلفه على أهله في غزوة تبوك : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، ولم يقل ذلك لأحد من أهل بيته ولا لأحد من أمته غيره » (٥).

وقد روى حديث المنزلة عدد كبير من المؤرخين ولم تقتصر روايته

__________________

(١) ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) : كشف المحجة لثمرة المهجة وانظر أيضاً ابن طاووس : سعد السعود ص ٩١.

(٢) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٥٤.

(٣) ابن المطهر : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ص ٢١٦.

(٤) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠٢ وعن المباهلة انظر الأردبيلي : باب النجاة ص ٣٩ ، العاملي : المجالس السنية ج ٢ ص ١٣٢ ، المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٤٩ ، وانظر ابن حجر : الإصابة ج ٢ ص ٥٠٣ ، ابن الجوزي ، تذكرة الخواص ص ٥ ، القرشي : مطالب السئول في مناقب آل الرسول ج ١ ص ٤٥ ، ثم كتاب « المباهلة » لعبد الله السبتي ، بغداد ١٩٤٧.

(٥) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠٥.

١١٠

على المصادر الشيعية فقط ، فقد ذكر البلاذري قال : « خرج رسول الله إلى تبوك وخلف علياً فقال : يا رسول الله خرجت وخلفتني فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » (١).

وتؤكد الشيعة هذا الحديث وترى أن به دل النبي على إمامة علي وتثبت هذا بقول علي في بيان معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... » ، قال : « أفلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة ، ولو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (٢).

ويرى سعد القمي أيضاً أن هذا الحديث دليل على إمامة علي قال : « إن النبي أعلمهم أن منزلة منه منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده وإذ جعله نظير نفسه في حياته وأنه أولى بهم بعده كما كان هو أولى بهم منهم بأنفسهم إذ جعله في المباهلة كنفسة » (٣).

ويذكر أبو حنيفة النعمان المغربي حديث المنزلة ويبين دلالته على الإمامة قال : « ولا يقتضي قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام « أنت مني بمنزلة هارون بن موسى» إلا أنه خليفته في أمته كما قال موسى لهارون أخلفني في قومي »(٤).

ويؤكد الصدوق دلالة هذا الحديث على الإمامة ويقول : سأل جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... » قال : « استخلفه بذلك والله على أمته في حياته وبعد وفاته وفرض عليهم طاعته فمن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين ».

__________________

(١) البلاذري : أنساب الأشراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ ، وانظر الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٣ ص ١٠٣ المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٤٣٧ ، المقدسي : البدء والتاريخ ج ٤ ص ٢٣٩ ، ابن عساكر التاريخ ج ١ ص ١٠٧.

(٢) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠٤.

(٣) سعد القمي ( ت ٣٠١ هـ ) : المقالات والفرق ص ١٦ ، ويذكر ابن عبد ربه « إنه بهذا الحديث سمت الشيعة علي بن أبي طالب الوصي وتأولوا فيه إنه استخلفه على أمته إذ جعله منه بمنزلة هارون من موسى لأن هارون كان خليفة موسى في قومه إذا غاب » العقد الفريد ج ٤ ص ٣١١.

(٤) النعمان المغربي : دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠.

١١١

ويذكر هذا الحديث أيضاً ضمن الخصال التي احتج بها علي يوم الشورى في بيان حقه بالخلافة (١).

ويفسر ابن رستم الطبري هذا الحديث وكل الوجوه التي تحتمله ويذكر أن النبي جعل منزلة علي منه منزلة هارون من موسى واستثنى النبوة ، وأوجب كل ما كان لهارون من موسى ، وأنه بهذا دل على خلافته لأن هارون خليفة موسى لو بقي بعده كما أن هارون كان أحب الناس لموسى فكذلك علي أحب الناس إلى النبي ، وكانت إخوة هارون لموسى أخوة النسب أما أخوة علي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهي اخوة الدين والمشاكلة والمشابهة ، ويقول : « فليت شعري ما الحجة فيه بعد هذه الأشياء اللهم إلا أن يجعلوا كلام الرسول لغوا فلا نعلم أمراً بقي إلا أن يخلفه في أمته بعده » (٣).

ويورد ابن رستم رواية عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص قال : « سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي عليه‌السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى » قال ابن المسيب : فأحببت أن أشافه سعداً بذلك فأتيته فذكرت ما قال عامر عنه قال : نعم سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت : أنت سمعته فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال : سمعته بهاتين وإلا فصمتا » (٣).

ويرى الشيخ المفيد أن حديث المنزلة نص لا خفاء به على إمامة علي : « لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حكم له بالفضل على الجماعة والنصرة والوزارة والخلافة في حياته وبعد وفاته والإمامة له بدلالة أن هذه المنازل كلها كانت لهارون من موسى في حياته وإيجاب جميعها لأمير المؤمنين إلا ما أخرجه الاستثناء منها ظاهراً وأوجبه بلفظة بعد له من بعد وفاته بتقدير ما كان يجب لهارون من موسى لو بقي بعد أخيه فلم يستثنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبقي لأمير المؤمنين بعموم ما حكم له من المنازل » (٤).

__________________

(١) الصدوق : معاني الأخبار ص ٧٤.

(٢) الصدوق الخصال ج ٢ ص ١٢١.

(٣) ابن رستم الطبري : المسترشد في إمامة علي ص ١٠٩ ـ ١١٠.

(٤) ابن رستم الطبري : ص ١١٢ ـ ١١٥.

(٥) المفيد : الإفصاح في إمامة علي ص ٦ وانظر المفيد : النكت الاعتقادية ص ٥١.

١١٢

ويذكر المرتضى حديث المنزلة ويفسر معانيه ويبين وجوه القول فيه ويقول : « إن الخبر دال على النص من وجهين ... أحدهما قوله : « أنت مني بمنزلة هارون ... » يقتضي حصول جميع منازل هارون من موسى لأمير المؤمنين الا ما خصه الاستثناء ( أي النبوة ) وما جرى الاستثناء من العرف وقد علمنا ان منازل هارون من موسى هي الشركة في النبوة وأخوة النسب والفضل والمحبة والاختصاص على جميع قومه والخلافة في حال غيبته على أمته وأنه لو بقي بعده لخلفه فيهم ولم يجز أن يخرج القيام بأمورهم عنه إلى غيره وإذا خرج الاستثناء منزلة النبوة وخص العرف منزلة الأخوة في النسب لأن من المعلوم أنهما عليهما‌السلام لم يكن بينهما أخوة نسب وجب القطع على ثبوت ما عدا هاتين المنزلتين ثبت ما عداها ، وفي جملة أنه لو بقي لخلفه ودبر أمر أمته وقام فيهم مقامه وعلمنا بقاء أمير المؤمنين بعد وفاة الرسول وجبت له الإمامة بعد بلا شبهة » (١).

ومن الأمور التى عدتها الشيعة من فضائل علي ومن دلائل إمامته أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر بسد الأبواب التى تصل إلى المسجد ما عدا باب علي ، ذكر ذلك سليم بن قيس وإن عليا اشهد الناس على ذلك قال : « اتقرون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم بنى عشرة منازل تسعة له وجعل لي عاشرها في وسطها وسد كل باب شارع إلى المسجد غير بابي فتكلم في ذلك من تكلم فقال : ما أنا سددت

__________________

(١) المرتضى : الشافي ص ١٤٨ ، وانظر الطوسي : الأمالي ج ١ ص ٣٤٢ ، ابن المطهر : كشف اليقين ص ٩٩ ، السبوري : النافع يوم الحشر في شرح باب الحادي عشر ص ٧٤ الحر العاملي : إثبات الهداة ج ٣ ص ٣٣٢ ، جعفر نقدي : ذخائر القيامة ص ٣٧ ، محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٥١ ، عبد المهدي المظفر : إرشاد الأمة للتمسك بالأئمة ص ٢٤ ، علي نقي الاحسائي : كشف المحجة ج ١ ص ١٦٧ ، كما ذكر حديث المنزلة القاضي عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول الخمسة ص ٧٦٦ ، المغني ج ٢ القسم الأول ص ١٥٨ ، وانظر أيضاً الاستيعاب ج ٣ ٩٧ ١٠ والإصابة ج ٢ ص ٥٠١ ، الخوارزمي : المناقب ص ٧٩ ، القرشي : مطالب السئول ج ١ ص ٤٧ ، ابن الجوزي تذكرة الخواص ص ٢٢ ، ابن الصباغ : الفصول المهمة ص ٢١ ، الدهلوي : مختصر التحفة الإثني عشرية ص ٢٦ ، المتقي الهندي : كنز العمال ج ١٢ ص ٢٠٠ ، الشبلنجي : نور الأبصار ص ٧٧.

١١٣

أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه قالوا : اللهم نعم ، قال : افتقرون أن عمر حرص على كوة قدر عينيه يدعها من منزله إلى المسجد فابى عليه ثم قال : ان الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيري وغير أخي وابنيه (١) ، وقد ذكر علي ذلك حينما ذكرت الأنصار وقريش أمجادها وفضلها فاحتج عليهم بانهم إنما نالوا هذا الفضل برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو أخو رسول الله واحق الناس به » (٢).

ويذكر الصدوق أن الله أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسد الأبواب وترك باب علي فهو متبع لما يوحى إليه من ربه ، ويذكر هذا أيضا في جملة الخصال التي عدها لعلي على أبي بكر (٣).

ويذكر ابن رستم رواية عن ابن عباس قال : حين طعن عمر دخل عليه فكان بينهما حديث فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المخصوص بسكنى المسجد وأن علي أولى الناس به (٤).

ويقول ابن المطهر أن الشيعة لما رأت فضائل علي واتفاق الجمهور على هذه الفضائل جعلوه إماما ويذكر رواية عن عامر بن واثلة قال : « كنت مع علي يوم الشورى فسمعت عليا يقول لهم : لا حتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك ثم قال : انشدكم الله أيها النفر جمعياً هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟ ... ثم قال : فانشدكم بالله اتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أنا سددت أبوابكم ولافتحت بابه بل الله ... » (٥) فبهذه الفضائل دللت الشيعة على كون علي أفضل الأصحاب وأنه لذلك الامام.

__________________

(١) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠١.

(٢) ن. م ص ١٠١.

(٣) الصدوق : علل الشرائع ج ١ ص ٢٠١ ، الخصال ج ٢ ص ١٢٠.

(٤) ابن رستم : المسترشد ص ٦٨ ـ ٧٠.

(٥) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٢٨ وانظر أيضاً جعفر نقدي : الأنوار العلوية والأسرار المرتضوية ص ٥٧ ، محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٦٠ ومن المصادر غير الإمامية ابن الجوزي : تذكرة الخواص ص ٤٦ ، المحب الطبري : ذخائر العقبي ص ٧٦ ، المتقي الهندي : كنز العمال ج ١٢ ص ٢٠٠ ، الحنفي : ينابيع المودة ص ٩٩.

١١٤

ومن أدلة الامامة عند الشيعة حديث الطائر ، فقد ذكر الصدوق أن رسول الله قال : « اللهم ائتني باحب خلقك إلى يأكل معي هذا الطائر ... » وكان هذا الحديث من الأحاديث التي احتج بها علي لبيان فضله يوم الشورى (١).

واكد ابن رستم هذا الحديث حين ذكر أن عليا احتج على الناس يوم الشورى قال: « فانشدكم الله هل فيكم أحد يوم اتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالطير فقال اللهم إئتني باحب خلقك يأكل معي من هذا الطير غيري قالوا : اللهم لا » (٢).

ويؤكد الشيخ المفيد دلالة هذا الحديث على الإمامة ، فيقول أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين دعا « اللهم ائتني بأحب .... فجاءه أمير المؤمنين فأكل معه وقد ثبت انه أحب الخلق إلى الله تعالى وأفضلهم عنده ، وإذا صح أنه أفضل خلق الله تعالى ثبت إنه كان الإمام » (٣).

وهناك جملة أخرى من الأخبار والأحاديث التي وردت بحق علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتي استدلت بها الشيعة على إمامته.

فقد ذكر أبو حنيفة النعمان المغربي قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « علي مني وأنا منه وهو ولي كا مؤمن ومؤمنة بعدي. فدل بذلك أنه امام مفترض الطاعة » (٤).

وذكر الصدوق قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أقضاكم علي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، والحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا على الحوض ، وقوله وليك في الجنة وعدوك في النار ، وهذه أيضا من الخصال التي احتج بها علي وهي دليل فضله وإمامته (٥).

__________________

(١) الصدوق : الخصال ج ٢ ص ١١٩.

(٢) ابن رستم : المسترشد ص ٧١.

(٣) المفيد : الإفصاح في إمامة علي ص ٧.

(٤) أبو حنيفة النعمان المغربي : دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠ وانظر الطوسي : لأمالي ج ١ ص ٣٤٢.

(٥) الصدوق : الخصل ج ٢ ص ١٢٠ ـ ١٢٦.

١١٥

ومما رواه جابر الجعفي قال : أخبرني وصي الأوصياء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعائشة : لا تؤذيني في علي إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين ... (١) فوصي الأوصياء يقصد به علي بن أبي طالب.

ومنها قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له « أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ، وهذا ولي وأنا وليه عاديت من عادى وسالمت من سالم » (٢).

فهذه الأقوال من جملة ما استدلت به الشيعة على إمامة علي بن أبي طالب بعد الرسول.

وترى الشيعة أن هذه الخصال اجتمعت في علي والتي إنفرد بها قد هيأته لمقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال ابن دأب : « ثم نظر الناس وفتشوا في العرب وكان الناظر في ذلك أهل النظر فلم يجتمع في أحد خصال مجموعة للدين والدنيا إلا بالاضطرار على ما أحبوا وكرهوا إلا في علي بن أبي طال » (٣).

ولعل أهم حديث اعتمدته الشيعة في استدلالها على خلافة أو إمامة علي بن أبي طالب ما قاله النبي لعلي بعد حجة الوداع حين نزل في غدير خم. ولحديث الغدير أهمية تاريخية كبيرة فقد رواه جمهور من المؤرخين وأجمعت المصادر الامامية على روايته وروته مصادر غير إمامية. وتظهر أهمية غدير خم فيما بني عليه من اراء في الإمامة عند الشيعة (٤).

واقدم من ذكر حديث الغدير سليم بن قيس ، قال : « سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا الناس بغدير خم فأمر بما

__________________

(١) الطبرسي : أعلام الورى بأعلام الهدى ص ١٨٩.

(٢) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٦٩ ـ ١٧٣.

(٣) ذكر ذلك المفيد في الاختاص ص ١٤٤ نقلاً عن كتاب فضائل علي لابن دأب والكتاب غير موجود ، وابن دأب هذا من أهل الحجاز وكان معاصراً لموسى الهادي العباسي ، وكان أكثر أهل عصره أدباً وعلماً ومعرفة بأخبار الناس ، وقد روى عنه صاحب أخبار العباس الورقة ١٢ آ.

(٤) انظر كتاب الغدير : الأميني في ١٢ مجلداً ذكر فيه حديث الغدير وأهميته ومن رواه من الصحابة والمؤرخين وأهميته في الإمامة والأشعار التي قيلت فيه.

١١٦

كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ وكان ذلك اليوم الخميس ثم دعا الناس اليه وأخذ بضبع علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظرت إلى بياض ابطيه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، قال ابو سعيد : فلم ينزل حتى نزلت هذه الآية ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) (١) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الله أكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وبولاية علي بعدي » (٢).

ولبيان أهمية الغدير يذكر سليم أن علياً احتج به لبيان حقه بالخلافة ، قال في عتابه لطلحة مفسراً قول رسول الله « من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم وهم امراء علي وحكام » (٣).

وممن روى حديث الغدير من المؤرخين البلاذري وذكر فيه عدة روايات باسانيد مختلفة فروى عن أبي هريرة وعن زيد بن ارقم والبراء بن عازب (٤).

فعن زيد بن ارقم قال « كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع فلما كنا بغدير خم أمر بدوحات فقمن ثم قام فقال « كأني قد دعيت فاجبت ان الله مولاى وأنا مولى كل مؤمن واني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قلت لزيد : أنت سمعت هذا من رسول الله قال : ما كان أحد في الدوحات إلا وقد رأى بعينه وسمع ذلك بأذنه ».

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٣.

(٢) سليم بن قيس : السقيفة ص ٢٠٢.

(٣) ن. م ص ١٠٤.

(٤) البلاذري : أنساب الأشراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ ، وذكر ابن قتيبة أن علي بن أبي طالب سأل مالك بن أنس عن حديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه « فأجابه كبرت سني ونسيت فقال علي إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لاتواريها العمامة فأصابه البرص. قال أبو محمد ليس لهذا أصل » ابن قتبية : المعاف ص ٥٨٠.

١١٧

وعن البراء بن عازب قال : « لما اقبلنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته بغدير خم نودي أن الصلاة جامعة وكسح للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين شجرتين فأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال : أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى يا رسول الله فقال : هذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه ».

وعن أبي هريرة قال « نظرت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم وهو قائم يخطب وعلي إلى جنبه فأخذ بيده فاقامه وقال : من كنت مولاه فهذا مولاه » (١).

ويذكر اليعقوبي حديث الغدير ويسميه « يوم النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » (٢) ويقصد به النص على خلافة علي.

ويذكر أيضا في خبر حجة الوداع « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه .... » (٣)

وتكلم المسعودي عن الغدير في أكثر من موضع ففي وقعة الجمل يذكر عتاب علي لطلحة وتذكيره بحديث الغدير (٤).

ويذكر ذلك أيضا حينما يعدد فضائل علي قال : والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الفضل هي السبق إلى الايمان والهجرة والنصرة والقربى وبذل النفس ..... وكل ذلك لعلى منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أنت أخي » « ومن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ... » (٥).

وفي حديث الغدير يقول صاحب كتاب الامامة والسياسة : « وذكروا أن رجلا من همدان يقال له برد قدم على معاوية فسمع عمرو يقع في علي فقال : يا عمرو ان اشياخنا سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول من كنت مولاه

__________________

(١) البلاذري : أنساب الأشراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ.

(٢) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٣٢.

(٣) ن. م ج ٢ ص ٩٣.

(٤) المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٣٧٧.

(٥) المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٤٣٧.

١١٨

فعلي مولاه فحق ذلك ام لا فقال عمرو : حق وأنا ازيدك أنه ليس أحد من صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له مناقب مثل مناقب علي ففزع الفتى فقال عمرو : إنه افسدها بأمره في عثمان ... فرجع الفتى إلى قومه فقال : إنا اتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم علي مع الحق فأتبعوه » (١).

ويروي الذهبي عدة روايات في حديث الغدير ويميز بينها فيأخذ قسماً منها ويترك الآخر ، فيروي عن جابر الجعفي ولكنه لا يثق بروايته ويروي عن محمد بن جرير الطبري (٢).

ويؤيد الذهبي رواية زيد بن ارقم ويرى انه حديث صحيح (٣) ، ويورد رواية البلاذري (٤) في حديث الغدير عن البراء بن عازب ويضيف على ذلك قوله : فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئاً لك يا علي أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (٥).

ويورد ابن كثير في روايته لحديث الغدير نفس الروايات التي ذكرها الذهبي ويضيف عليها روايات أخرى فيأخذ عن النسائي ( ت ٣٠١ هـ ) في خصائص أمير المؤمنين وعن محمد بن جرير الطبري ويسمي له كتابا في حديث الغدير ويرى أنه جمع فيه كل ما جاء من الروايات في هذا الحديث كما يروي عن عبد الله بن موسى ويصفه بأنه شيعي ثقة (٦).

ومن هذا نجد أن واقعة الغدير قد أثبتتها بعض المصادر التأريخية عن

__________________

(١) ابن قتيبة ( منسوب ) : الإمامة والسياسة ج ١ ص ١١٣.

(٢) الذهبي : تاريخ الإسلام ج ٢ ص ١٩٥ ، ذكر الذهبي كتاباً لمحمد بن جرير الطبري في فضائل علي ويسميه كتاب الولاية وأخذ عنه في حديث الغدير ، وذكر هذا الكتاب أيضاً ياقوت : معجم اودباء ج ٦ ص ٤٥٢ ، وذكرته المصادر الإمامية وكتب الرجال انظر ، النجاشي : الرجال ص ٢٤٦ ابن شهراشوب : معالم العلماء ص ١٠٦ : ابن طاووس : اليقين ص ١٨٨.

(٣) الذهبي : تاريخ از اسلام ج ٢ ص ١٩٥ ورواية زيد بن أرقم أخذها عن البلاذري : أنساب اوشراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ.

(٤) البلاذري : أنساب او شراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ.

(٥) الذهبي : تاريخ الإسلام ج ٢ ص ١٩٧.

(٦) ابن كثير : البداية والنهاية في التاريخ ج ٥ ص ٢٠٦.

١١٩

إناس شهدوا الحادث ، وقد خفلت المصادر الإمامية برواية حديث الغدير وإعطائه الأهمية الأولى في النص على إمامة علي بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فيرى النوبختي « أن النبي نص على علي وأشار اليه باسمه ونسبه وعينه وقلد الأمة إمامته ونصبه لهم علماً وعقد له عليهم أمرة أمير المؤمنين وجعله أولى الناس منهم بأنفسهم في مواطن كثيرة مثل غدير خم وغيره » (١).

وروت الشيعة عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال : « اوصي إلى نبيه وأمره أن ينصب لهم عليا اماما يقتدون به من بعده فخاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقول الناس إنه حابى ابن عمه فأوحى الله اليه ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك وان لم تفعل فما ... ) (٢) ، فقام يوم الغدير فنصب لهم عليا وقال « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ... » قال فأنزل الله ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ... ) (٣) فطاعة علي آخر فريضة نزلت من فرايض الاسلام. قالت الشيعة : لما أمر الله عزّوجلّ ذلك نصب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وأشار اليه واهله للامامة (٤).

ويذكر فرات في تفسير الآية « يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك ... » (٥) لما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي وقال من كنت مولاه (٦).

ويقول في تفسير الآية « اليوم اكلمت لكم دينكم ... » (٧) أنها نزلت بعد أن جعل النبي عليا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فيقول كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (٨).

__________________

(١) النوبختي : فرق الشيعة ص ١٦.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٦٧.

(٣) سورة المائدة ٥ : ٣.

(٤) الرازي : الزينة الورقة ٢٠٢.

(٥) سورة المائدة ٥ : ٦٧.

(٦) فرات : تفسير فرات ص ٣٦.

(٧) سورة المائدة ٥ : ٣.

(٨) فرات : تفسير فرات ص ١٤.

١٢٠