نشأة الشيعة الامامية

نبيلة عبد المنعم داود

نشأة الشيعة الامامية

المؤلف:

نبيلة عبد المنعم داود


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار المؤرّخ العربي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٠

حيون التميمي المغربي ( ت ٣٦٣ هـ ) في كتابه « دعائم الإسلام في ذكر الحلال والحرام والقضاء والأحكام عن أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » ولاية علي بن أبي طالب مستدلاً بأحاديث عن الرسول كحديث المنزلة وحديث الغدير ، ثم يذكر أبو حنيفة النعمان ولاية الأئمة عامة ويذكر أخبار جعفر بن محمد الصادق ثم يتوقف عن ذكر بقية الأئمة لأن الإسماعيلية لا يعترفون بإمامة موسى الكاظم والأئمة الذين يأتون بعده كما هو الحال عند الإمامية. ثم يذكر شيئاً عن صفات الأئمة ووصاياهم وأخبارهم.

ويذكر في كتابه « أساس التأويل » عدداً من الآيات ويفسرها في ولاية آل البيت كما يخصص فصلاً عن حياة النبي وإمامة علي بن أبي طالب فيذكر حديث الغدير وحديث المنزلة وحديث الأنذار والراية.

(٣٤) أما حسن بن نوح بن يوسف بن محمد بن آدم الهندي البهروجي ( ت ٩٣٩ هـ ) في كتابه « الأزهار ، ومجمع الأنوار الملقوطة من بساتين الأسرار مجامع الفواكه الروحانية والثمار » فقد ابتدأ الكتاب بذكر المصادر التي أخذ عنها ثم تكلم عن النبي محمد وذكر حديث الانذار ثم أخبار علي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم حجة الوداع وخبر غدير خم كما ذكر حديث الثقلين ، وتناول أخبار الأئمة وألقابهم وكناهم وسنة ولادتهم ووفاتهم باختصار وانتهى بذكر الإمام جعفر بن محمد الصادق. ثم يذكر بقية الأئمة كما تعتقد الإسماعليلة (١).

د ـ وبالإضافة إلى هذه المصادر هناك كتب اهل السنة التي تروي أخبار الأئمة.

(٣٥) ومنها الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي ( ت ٢٣٠ هـ ) فقد ترجم لعلي بن أبي طالب ولمحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين وعمار بن ياسر الفارسي وغيرهم وأهمية كتاب الطبقات ترجع لقدم فترتة ويلاحظ أنه لم يترجم للحسن ولا للحسين.

__________________

(١) والكتاب نشر منه الجزء الأول ضمن كتاب منتخبات إسماعيلية تحقيق عادل العوا دمشق ١٩٥٨.

٢١

(٣٦) ومنهم أحمد بن شعيب النسائي ( ت ٣٠٣ هـ ) صاحب السنن له كتاب « خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » ذكر في هذا الكتاب فضائل علي وما خص به من دون الصحابة من الفضائل فذكر حديث المنزلة والمؤاخاة وقصة برءة وحديث « من كنت مولاه » وأحاديث أخرى غيرها إلا أنه في ذكره لحديث الموالاة لا يفسر هذا الحديث في الإمامة كما تفسره الشيعة وإنما يكتفي بذكره فقط (١).

(٣٧) وترجم أبو نعيم الأصبهاني ( ت٤٣٠ هـ ) صاحب « حلية الأولياء » للأئمة وذكر أخبارهم وروى أحاديث عنهم.

(٣٨) وتكلم ابن عبد البر ( ت ٤٦٣ هـ ) في كتابه « الاستيعاب في معرفة الأصحاب » عن الإمام علي وذكر حديث المؤاخاة وحديث المنزلة وحديث الغدير وذكر فضائل ومناقب أخرى للإمام علي.

(٣٩) ويذكر أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد البكري المالكي المعروف بأخطب خوارزم ( ت ٥٦٨ هـ ) في كتابه « المناقب » أخباراً عن علي ابن أبي طالب فيذكر اسمه ونسبه وإسلامه وصلته بالرسول وأحاديث في فضله وبيان أنه أفضل الأصحاب وأقرب الناس إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويذكر حديث المنزلة وسورة براءة وحديث الغدير إلا أنه أيضاً لا يفسره في الإمامة.

ثم يذكر أخبار علي وحرب الجمل وصفين وحربه مع الخوارج ، ثم يذكر أنه معصوم من الذنب وقد ذكر العصمة بالرغم من أنه لم يكن شيعياً ثم ينهي كتابه بذكر مقتل علي وبيان مدة خلافته كما ذكر قصائد في مدحه.

(٤٠) ويستهل الخوارزمي كتابه « مقتل الحسين » بذكر النبي وفضائله ثم ذكر فضائل فاطمة وآل البيت وفضائل علي والحسن والحسين ، ثم ذكر الحسين منفرداً فيبدأ بذكر قصة مقتله وما جرى فيها من الحوادث وما قيل فيه من المراثي ثم ذكر أخبار المختار وانتقامه من قتله الحسين.

__________________

(١) وقد ذكر ابن حجر في الإصابة جـ ٢ ص ٥٠١ في باب ترجمة علي قال : « تتبع النسائي ما خص به علي عليه‌السلام فجمع من ذلك شيئاً كثيراً بأسانيد أكثرها جياد ».

٢٢

(٤١) وذكر ابن الأثير ( ت ٦٣٠ هـ ) في « أسد الغابة في معرفة الصحابة » أخبار علي بن أبي طالب فذكر حديث الثقلين وحديث الراية يوم خيبر وقصة مبيت علي على فراش الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحديث الغدير.

ويلا حظ أن ابن الأثير في أسد الغابة يذكر قصة غدير خم بينما لا يذكرها في الكامل في التاريخ (١).

(٤٢) ويعطي محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي ( ت ٦٥٢ هـ ) في كتابه « مطالب السؤول في مناقب آل الرسول » معلومات وافية عن علي بن أبي طالب وأولاده الأئمة الاثني عشر فيبدأ بذكر أخبار علي مع النبي وقصة المؤاخاة وأخباره في الغزوات وصفاته وجملة من خطبه ثم عدد أولاده.

ثم يتكلم عن الأئمة الاثني عشر فيذكر أخبارهم وصلتهم بالخلفاء ويذكر في هذا أخباراً تاريخية ويكثر في أخذ رواياته عن الترمذي والبخاري.

(٤٣) ويذكر أبو المظفر يوسف شمس الدين الملقب بسبط أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ( ت ٦٥٤ هـ ) في كتابه « تذكرة الخواص » أخبار علي بن أبي طالب مع النبي وخلافته ووقعتي الجمل وصفين كما يذكر صلح الحسن وأخباره مع معاوية ثم يترجم لكل من الأئمة الاثني عشر ويروي حوادث تاريخية فيأخذ عن الطبري والمسعودي ، وتثق الشيعة بأحاديث سبط ابن الجوزي لأن أحاديثه تتشابه مع الشيعة لا سيما في تأكيده على حديث الغدير (٢).

(٤٤) ويتناول محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القرشي الكنجي الشافعي ( ت ٦٥٨ هـ ) في كتابه « البيان في أخبار صاحب الزمان » الكلام عن الإمام المهدي فيذكر خروجه في آخر الزمان وكونه من ولد فاطمة وكون المهدي من ولد الحسين كما بشر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخبار خروجه ووصف زمانه.

__________________

(١) أسد الغابة ٤/٢٨.

(٢) انظر سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص ص ٣٨.

٢٣

وهو في ذكره للمهدي يختلف عن الشيعة فهو يقتصر على ذكر الأحاديث النبوية بينما الشيعة تؤكد ذلك بأحاديث ترويها عن علي وبقية الائمة ويبدو أنه لم يعتمد على الشيعة في ذكر المهدي حيث يقول في خطبة الكتاب وسميته « البيان في أخبار صاحب الزمان » وعريته عن طريق الشيعة تعرية تركيب الحجة إذ كل ما تلقته الشيعة بالقبول وإن كان صحيح النقل فإنما هو خريت منارهم وحذارية ذمارهم فكان الاحتجاج بغيره أكد » (١).

(٤٥) وله أيضاً كتاب « كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ». والكتاب يبحث في أخبار علي بن أبي طالب متبدئاً بذكر حديث غدير خم وأحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تولي علي بن أبي طالب ، ثم أخبار علي أيام خلافته. وتحدث عن الائمة الاثني عشر وترجم لكل منهم.

(٤٦) وذكر أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ( ت ٦٨١ هـ ) في كتاب « وفيات الأعيان وأنباء ابناء الزمان » أخبار الأئمة الاثني عشر وأحوالهم.

(٤٧) ويذكر محب الدين عبد الله الطبري ( ت ٦٩٤ هـ ) في كتابه ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى » أخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر فضل قرابته ثم ذكر أخبار علي بن أبي طالب وآيات نزلت في آل البيت ثم ذكر فضل الحسن والحسين وتحدث عن مقتل الحسين وأورد أخبار أخرى تتعلق بآل أبي طالب وآل العباس ومنزلة قرابتهم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٤٨) وذكر ابن حجر العسقلاني ( ت٧٥٢ هـ ) في « الإصابة في معرفة الصحابة » أخبار علي بن أبي طالب ومناقبة ومنها حديث المنزلة ، وحديث الراية يوم خيبر وحديث المباهلة.

(٤٩) ويعطي علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي الشهير بابن

__________________

(١) الشافعي : البيان في أخبار صاحب الزمان ص ٥٣ ، والخريت : الدليل الحاذق والمنار موضع النور. حذارية ذمارهم ، العقاب والذمار ما يلزم حفظه.

٢٤

الصباغ ( ت ٨٥٥ هـ ) ترجمة وافية عن حياة علي بن أبي طالب وأخباره مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم حياة الأئمة الاثني عشر وذكر أخبارهم في « الفصول المهمة في معرفة الأئمة » ، ويأخذ ابن الصباغ عن القرشي في مطالب السؤول والكنجي في كفاية الطالب. ويذكر حديث الغدير ويفسر معانية إلا أنه لا يفسره بالإمامة كما تعتقد الشيعة.

(٥٠) ولشمس الدين محمد بن طولون ( ت٩٥٣ هـ ) كتاب عن « الأئمة الاثني عشر » وسماه بـ « الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية » ويبدأ بذكر علي بن أبي طالب فيذكر زمن ولادته وأخباره ووفاته وينتهي بذكر أخبار الإمام الثاني عشر.

أما بقية مصادر أهل السنة فتعتمد في روايتها للأحداث على المصادر السابقة.

(٥١) كما في « كنز العمال » للمتقي الهندي ( ت ٩٧٥ هـ ) وكتاب « ينابيع المودة » للحنفي ( ت ١٢٧٠ هـ ) وكتاب « نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ».

(٥٢) ويتحدث شاه عبد العزيز الدهلوي ( ت ١٢٣٩ هـ ) في كتابه « مختصر التحفة الاثني عشرية » عن أصول الشيعة وبيان مذاهبهم ورواة أخبارهم وعقائدهم في النبوة والإمامة وصفة الامام وعصمته وفي ذكر فرقهم. ويبدو أنه ألف الكتاب في وقت شاع فيه مذهب الاثني عشرية يدل على ذلك قوله في مقدمة كتابه « إن البلاد التي نحن بها ساكنون راج فيها مذهب الاثني عشرية حتى قل بيت من أمصارهم لم يتمذهب بهذا المذهب ».

وقد كتب الكتاب بالفارسية ثم نقله إلى العربية الشيخ غلام محمد ابن محي الدين بن عمر الأسلمي.

هـ ـ أما مصادر الاعتزال فيتناول بعضها آراء الشيعة الإمامية وخاصة رأيهم في الإمامة.

(٥٣) ومنها كتاب « العثمانية » لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( ت ٢٥٥ هـ ) فهو في خلال كلامه عن العثمانية يذكر آراء الشيعة في الإمامة ومن ذلك قصة براءة وحديث المنزلة وحديث الطائر وحديث الغدير كما يذكر

٢٥

مجموعة من الآيات فسرتها الشيعة بإمامة علي بن أبي طالب (١).

(٥٤) وللجاحظ أيضاً رسالة بعنوان « استحقاق الإمامة » ذكر فيها رأي الزيدية في إمامة علي بن أبي طالب.

(٥٥) وللصاحب بن عباد ( ت ٣٨٥ هـ ) رسالة عنوانها « الابانة عن مذهب أهل العدل » ذكر فيها فضل علي بن أبي طالب وما خص به من الفضائل دون سواه واستحقاقه للإمامة.

(٥٦) وله أيضاً « التذكرة في الأصول الخمسة » ذكر فيها أيضاً فضل علي وأورد بعض الآيات في هذا الصدد.

(٥٧) وأكثر مصادر المعتزلة فائدة كتابات القاضي أبو الحسن عبد الجبار ( ت ٤١٥ هـ ) فقد أورد في كتابه « شرح الأصول الخمسة » فصلاً عن الإمامة وعرض خلال كلامه على الإمامة آراء المعتزلة. وأعطى رأي الشيعة الإمامية.

(٥٨) وخصص في كتابه « المغني في أبواب العدل والتوحيد » قسماً لذكر الإمامة ومناقشة الشيعة في مسألة الإمامة فهو يعرض دلائل الإمامة عند الشيعة كحديث المنزلة والراية والطائر والثقلين والغدير بعد أن يعطي رأيه كمعتزلي.

(٥٩) أما ابن أبي الحديد المدائني ( ت ٦٢٢ هـ ) ففي شرحة لنهج البلاغة أي مجموعة خطب الإمام علي يذكر حوادث مختلفة أيام الإمام علي كوقعتي الجمل وصفين كما يذكر آراء المعتزلة في الإمامة ثم آراء الشيعة الإمامية. ويتصف ابن أبي الحديد بكونه يأخذ عن أقدم المصادر ففي الجمل مثلاً يأخذ عن أبي مخنف وفي صفين عن نصر بن مزاحم ، بالإضافة إلى هذا يذكر أخباراً مختلفة للأئمة كذكر أخبار الإمام الصادق مع أبي جعفر المنصور وغيرها من الأخبار.

و ـ أما المصادر الإمامية فتزودنا بأوسع المعلومات عن الشيعة

__________________

(١) وقد رّد على الجاحظ أبو جعفر الإسكافي في « مناقضات أبي جعفر الإسكافي لبعض ما أورده الجاحظ في العثمانية ».

٢٦

الإمامية وتطورها كما تبحث في العقائد والآراء. ثم إنها تهتم اهتماماً كبيراً بقضية الإمامة وتعطي معلومات وافية عن حياة الأئمة وتاريخهم ودورهم في تطور عقائد الأمامية.

(٦٠) ان أقدم المصادر المتوفرة من كتب الإمامية كتاب سليم بن قيس الكوفي الهلالي الملقب بأبي صادق ( ت ٩٠ هـ ).

وقد أدرك سليم بن قيس علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر وتوفي في أيام علي بن الحسين مستتراً عن الحجاج أيام ولايته (١).

وتعطي الشيعة أهمية كبيرة لكتاب سليم بن قيس وتعده من الأصول التي يعوّل عليها يقول النعماني « ان كتاب سليم بن قيس أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم حملة حديث أهل البيت وأقدمها .... » (٢).

ويذكر ابن النديم أن سليماً قد أخفى كتابه هذا لأنه عاش أيام الحجاج متوارياً فلما حضرته الوفاة سلم الكتاب إلى أبان بن أبي عياش الذي رواه وهو أول كتاب ظهر للشيعة (٣).

وهناك خلاف حول صحة نسبة الكتاب إلى سليم بن قيس ، لأن سليماً ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت وأن الأئمة ثلاثة عشر. ويقول العلامة الحلي في هذا الصدد : « والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه (٤). ولكني لم أجد ما ذكر في النسخة التي اطلعت عليها. ويتصف كتاب سليم بن قيس أو السقيفة كما يسمى أحياناً بأنه عبارة عن مجموعة من الأخبار التاريخية أخذها سليم عن عمار بن ياسر توفي في صفين ( سنة ٣٧ هـ ) وسلمان الفارسي ( ت ٣٥ هـ ) والمقداد ( ت٣٣ هـ ) وأبي ذر ( ت ٣٢ هـ بالربذة ) كما قال في مقدمة كتابه.

__________________

(١) انظر كتاب الرجال : البرقي ص ٤ ، ٩٧ والنعماني : الغيبة ص ٥٣.

(٢) النعماني : الغيبة ص ٤٧.

(٣) ابن النديم : الفهرست ص ٢٥٤.

(٤) الحلي : الرجال ص ٨٣.

٢٧

يذكر سليم في بداية كتابه وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم أحاديث للرسول عن علي بن أبي طالب وذكر فضائله ويذكر قصة السقيفة مع ذكر أخبار علي ومن وقف بجانبه من الشيعة كما يذكر الفضائل التي أهلت علياً للإمامة فيذكر حديث المؤاخاة وحديث المنزلة وحديث الراية وخبر حجة الوداع وغدير خم كما يذكر فرق الأمة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكلام حول الإمامة ويذكر أن الأئمة من أولاد علي وأن عددهم أحد عشر ثم يذكر أخبار العباس عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم أخبار خلافة علي وحرب الجمل وصفين ثم يذكر المراسلات بين علي ومعاوية ثم يذكر بعد هذا أخبار علي بن أبي طالب أيام أبي بكر وعمر بن الخطاب كما يتكلم عن سيرة أصحاب علي المقربين إليه أمثال سلمان وأبو ذر والمقداد. ثم يذكر أحوال الشيعة وما أصابهم من المحنة أيام الأمويين ويذكر أخبار الحسن والحسين كما يذكر عن الإمام علي بن الحسين ويورد أقوالاً للباقر كما يروي قصة فدك وخبر وفاة فاطمة.

ونلاحظ أن سليماً في روايته لهذه الأحداث لا يلتزم بالتسلسل التاريخي وإنما يروي هذه الأحداث لتأكيد كلامه عن الإمامة فهو يسبق الأحداث أحياناً في ذكر الأخبار ، كما أنه يهتم بالآراء أكثر من اهتمامه بالأحداث التاريخية.

وبالإضافة إلى ما مّر من الإخبار التي ذكرها سليم تنسب إليه أخبار أخرى تتعلق بصفات الإمام والنص على الأئمة الاثني عشر وباب عصمة الإمام مع كلام عن الغلو ومناقب علي بن أبي طالب وباب القدرة والإرادة وغيرها من الإخبار التي لم ترد في النسخة التي بين أيدينا (١).

وتظهر أهمية كتاب سليم إذا لاحظنا زمان كتابته فأخباره هي البداية

__________________

(١) وقد ورد ذكر هذه الأخبار عند النعماني : الغيبة ص ٣٢ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٦ وكذلك الطوسي : الغيبة ص ٩١ وانظر الطبرسي : الاحتجاج ج ١ ص ٢٥٢ ، ٨٣ ، ٨٦ ، وانظر أيضاً الكليني : الكافي ج ٨ ص ٥٨ ، ٦٣ ، ٣٤٣ ، ج ١ ص ٤٤ ، ١٩١ ، ٢٩٧ ، ٥٣٩ ، بحار الأنوار : المجلسي ج ٨ ص ٣ ، ٥ ، ٧ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٦ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٥٢ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٧ طبع حجر وكذلك أخبار العباس : مؤلف مجهول الورقة ١٤ أ.

٢٨

في دراسة الشيعة ولا سيما في كلامه على الإمامة.

ويأتي بعده أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي ( ت ٢٧٤ هـ أو ٢٨٠ هـ ). ولمعلومات البرقي أهمية بالنسبة لدراسة الشيعة الإمامية لأنه صاحب الإمام الجواد (ت ٢٢٠ هـ ) وروى عنه. وقد عاش أيام الحيرة أي أيام اختفاء الإمام بعد وفاة الحسن العسكري ، إلا أنه رجع إلى اعتقاده بالإمام الثاني عشر.

(٦١) وللبرقي مؤلفات منها « كتاب المحاسن » وفي هذا الكتاب أبواب متفرقة من الفقة والعلل الشرعية والأداب كما يتناول الأحوال الاجتماعية وفي الكتاب معلومات متفرقة في وصف آل محمد وولايتهم كما يذكر عن الرافضة ويعرفها ويقسم كتابه إلى أبواب متفرقة مثل باب الواحد وباب الثلاثة ... الخ وهذا السبيل سار عليه القمي بعده في كتابه « الخصال ».

(٦٢) أما في كتابه « الرجال » فيذكر رجال الشيعة ويقسمهم إلى طبقات مبتدئاً بذكر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم أصحاب علي بن أبي طالب ويذكر شرطه الخميس ( والمقصود بهم أخلص أصحاب علي ) ويذكر أن عددهم ستة آلاف رجل ويعدد منهم ٨٩ فقط (١).

ثم يذكر أصحاب الحسن بن علي ، وأصحاب الحسين بن علي وأصحاب علي بن الحسين ، وأصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( الباقر ) ثم أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق وأصحاب أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم وأصحاب أبي الحسن علي بن موسى الرضا ثم أصحاب أبي جعفر الثاني ( محمد الجواد ) ثم أصحاب أبي الحسن الثالث ( علي الهادي ) ثم أصحاب أبي محمد الحسن بن علي العسكري.

كما يورد من روت من النساء عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن روت عن علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين .. إلى الحسن العسكري.

__________________

(١) البرقي : الرجال ص ٣ ـ ٧.

٢٩

وفي آخر كتابه يذكر أخباراً عن السقيفة وخلافة أبي بكر ومن عارضها.

وهذا السبيل الذي سلكه البرقي سار عليه بقية مؤلفي الشيعة في كتب الرجال أمثال الطوسي.

(٦٣) أما سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي ( ت ٣٠١ هـ ٢٩٩ هـ ) فذكر في كتابه « المقالات والفرق » أخباراً مفصلة عن أصل التشيع وما تكون من الفرق حول الأئمة والكلام عن فرق الشيعة الإمامية الزيدية والمخالفين لهم وكذلك ذكر الغلاة وفرقهم. ومعلوماته مهمة بالنسبة لقدم فترتها الزمنية فقد ذكر الصدوق في « كمال الدين وتمام النعمة » أن سعداً لاقى الحسن العسكري وسمع منه (١). وبالإضافة إلى الأخبار عن فرق الشيعة أورد سعد القمي آراء في صفة الإمام وعصمته كما روى أخباراً لتقية.

(٦٤) ويأتي بعد سعد القمي أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي ( ٣١٠ هـ ) فذكر في كتابه « فرق الشيعة » نفس الأخبار والتقسيمات التي أوردها سعد القمي في كتابه ما عدا بعض الإضافات القليلة والاختلافات الأسلوب وقد عمل الدكتور محمد جواد مشكور مقارنة بين كتابي النوبختي والقمي فبين الاختلاف وذكر الزيادات في كل منهما (٢).

ويمكن اعتبار الكتابين من أهم وأقدم الكتب المتوفرة لدينا والتي تبحث عن فرق الشيعة.

كما نلاحظ عن سعد القمي والنوبختي في تقسيمهما للفرق التي ظهرت بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنهما صنفاها إلى مرجئة ومعتزلة وخوارج وشيعة دون ذكر أهل السنة.

(٦٥) أما فرات بن إبراهيم الكوفي ( من علماء القرن الثالث فله تفسير معروف بإسم تفسير فرات الكوفي يروي فيه عن شيخه الحسين بن سعيد الأهوازي صاحب الإمام الرضا.

__________________

(١) الصدوق : كمال الدين وتمام النعمة ج ٢ ص ٢٥١ ـ ٢٥٧.

(٢) سعد القمي : المقالات والفرق مقدمة الدكتور محمد جواد مشكور.

٣٠

وقد عده السيد حسن الصدر من أصحاب الإمام محمد الجواد يؤيد ذلك اكثاره من الرواية عن الحسين بن سعيد الأهوازي صاحب الأئمة الرضا والجواد والهادي (١).

ولم أجد له ذكراً في كتب الرجال مثل كتاب الرجال للطوسي ولا في الفهرست ولم يذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ولا الحلي في الخلاصة.

ولكن الكتب المتأخرة تعتمد على تفسيره وتثني عليه كما في بحار الأنوار للمجلسي (٢).

والتفسير مختصر يبدأ بتفسير بعض الآيات المتفرقة ويفسرها في حق الأئمة وآل البيت وحق الشيعة ويؤكد على الإمامة والولاية في تفسيره للسور التي يذكرها مثل سورة آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة ويونس وهود ويوسف والفرقان ، ويروي خلال التفسير حوادث تاريخية فيذكر خبر حجة الوداع وقصة غديرخم وغزوة خيبر وغزوة ذات السلاسل وهو في أكثر تفسيره يأخذ عن الأئمة وخاصة الإمام الصادق والرضا.

(٦٦) ويذكر محمد بن الحسن العياشي السمرقندي ( ت ٣٢٤ هـ ) في تفسيره الموسوم « بتفسير عياشي » أخباراً كالتي أوردها فرات وتفسيره موجز أيضاً (٣).

(٦٧) أما علي بن ابراهيم القمي ( ت ٣٢٤ هـ ) فيذكر في تفسيره « تفسير القمي » للآيات أخباراً تاريخية كذكر الغزوات التي شارك فيها على كما يتكلم عن فضائله ويورد أخباراً متفرقة عن الأئمة كما ذكر الشيعة وفضلهم وهو في تفسيره يأخذ عن الأئمة وتفسيره أوسع من بقية التفاسير.

__________________

(١) السيد حسن الصدر : تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص ٣٣٢.

(٢) انظر بحار الأنوار : المجلسي ج ١ ص ٣٧.

(٣) وينسب للإمام الحسن العسكري ( ت٢٦٠ هـ ) تفسير باسمه إلا أنه مشكوك فيه كما أن هناك تفسير للتستري ( ت ٣٠٠ هـ ).

٣١

(٦٨) ولأبي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحق الكليني الرازي ( ت ٣٢٨ هـ أو ٣٢٩ هـ ) كتاب الكافي الذي يعد من أكبر الأصول التي تعتمد عليها الشيعة في الحديث والفقة وتعتبر المعلومات التي يوردها الكليني في باب الحجة من أوسع المعلومات وأقدمها كما أنه يأخذها من طرق مختلفة عن الأئمة وهو عند كلامه عن الإمامة يذكر الحاجة إلى الإمام ، معرفة الإمام ، أهمية معرفة الإمام ، صفات الإمام وفضله وأن الإمامة عهد من الله ، واجبات الإمام وما نزل من الآيات في الأئمة وحصر الإمامة في ولد علي بن أبي طالب ثم حصرها في أولاد الحسين.

وبعد ذلك يذكر النص على كل إمام من الله والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويفصل في ذكر الإمام الثاني عشر والكلام عن الغيبة.

ثم يتكلم في مواليد الأئمة الاثني عشر كما يذكر ما جاء في الأئمة الاثني عشر والنص عليهم (١).

ويذكر في الروضة من الكافي أخباراً متفرقة عن علي والأئمة وعن الشيعة وأخبار الإمام الصادق مع جماعة الشيعة وغيرها من الأخبار.

(٦٩) ويعطي النعماني محمد بن إبراهيم بن جعفر المعروف بابن أبي زينب ( من علماء القرن الثالث ) معلومات وافية عن الغيبة في كتابه « الغيبة ». وتظهر أهمية المعلومات التي يوردها النعماني لقرب اتصالها بعهد الغيبة فقد كان ممن ولد أيام الغيبة الصغرى وعاصر الكليني وكان كاتبه كتب له الكافي. ويبدو من مقدمة كتابه أنه ألفة سنة ٣٠٠ هـ أي أيام المحنة ، والمقصود بها اختفاء الإمام وحيرة الناس إلا القلة من الشيعة التي اعتقدت بإمامة الإمام الثاني عشر.

ويبدأ النعماني كتابه في الكلام عن الغيبة وعللها ويبن أنها سر من أسرار آل محمد يجب صونه. ثم يذكر الإمامة والوصية ويؤكد أنها في آل البيت ، ثم يذكر الحديث عن الأئمة الاثني عشر ليؤكد إمامة المهدي ، وقد أخذ حديث الأئمة الاثني عشر عن رواة الشيعة كما أخذها عن مخالفيهم ثم

____________

(١) انظر الكليني : الكافي ج ١ ( الأصول ) في باب الحجة ، وباب تواريخ الأئمة.

٣٢

يعود إلى الكلام عن الإمامة وأهميتها ويذكر الغيبة الصغرى والكبرى كما يذكر القائم من طرق العامة ( ويقصد بهم غير الشيعة أي أهل السنة ) ثم يتكلم بالتفصيل عن أيام القائم وصفاته وعلامات ظهوره وفضله وما يصاحب ظهوره من أحداث وعن الشيعة أيام خروج القائم ثم يختم كلامه بالرد على الإسماعيلية وإثبات إمامة القائم.

(٧٠) ويبحث أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان بن أبان ابن عبد الله البخاري ( ت ٣٤١ هـ ) في كتابه « سر السلسلة العلوية » أنساب آل أبي طالب فيبدأ بذكر الحسن بن علي وأخباره ثم تطرق إلى ذكر أخبار الحسين ونسبه ثم ذكر أولاده الأئمة التسعة. ثم ذكر أخبار زيد بن علي بن الحسين مع ذكر أولاده ثم أخبار محمد بن الحنفية وأولده كما ذكر أولاد الفضل بن العباس بن علي بن أبي طالب.

وقد اعتمد عليه ابن عنية في عنبة الطالب والكتاب يختص بالأنساب ومع هذا يروي أخباراً تاريخية.

(٧١) وتذكر المصادر الإمامية أن لعلي بن الحسين بن علي المسعودي ( ت ٣٤٦ هـ ) صاحب تاريخ مروج الذهب كتاباً بعنوان « إثبات الوصية » وقد ذكره النجاشي في الرجال والعلامة الحلي في الرجال وآغا بزرك الطهراني في الذريعة ويسمي الكتاب « إثبات الإمامة لعلي » (١).

وقد عد هؤلاء المسعودي من الشيعة الاثني عشرية وقد ذكر الدكتور جواد علي في مقال له عن موارد تاريخ المسعودي ، أن الكتاب لا يمكن أن يكون للمسعودي حيث يقول : « والذي أراه أن هذا الكتاب هو لشخص آخر ، وذلك لأن أسلوبه وطريقة تاليفه وصيغته وإنشاءه كل هذه لا تتفق مع أسلوب وطريقة المسعودي في كتبه » (٢).

ويلاحظ أن المسعودي في كتابيه مروج الذهب والتنبيه والإشراف لم

__________________

(١) انظر النجاشي : الرجال ص ١٩٢ ، الحلي : الرجال ص ١٠٠. أغا بزرك الذريعة جـ ١ ص ٨٥.

(٢) جواد علي : موارد تاريخ المسعودي ، مقالة في مجلة سومر جـ ١ ـ ٢ ١٩٦٤ ، المجلد العشرون.

٣٣

يذكر اسم هذا الكتاب ولم يشر إليه كعادته عندما يتكلم عن الإمامة والشيعة فيبدأ بكلامه ولا يتمه لأنه قد استوفاه في أحد كتبه فلم يذكر عن هذا الكتاب أبداً.

والكتاب يبدأ بذكر أخبار الخلق ، ثم ذكر الأنبياء وذكر النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والدعوة الإسلامية ووصية النبي لعلي ثم ذكر أخبار الإمامة للأئمة الاثني عشر والنص عليهم وأخبارهم مع الخلفاء وهو في كلامه عن الإمامة يأخذ عن الكليني والكتاب يعطينا معلومات عن حياة الائمة وتاريخهم.

(٧٢) ويعطي محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ويلقب بالصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) معلومات مفصلة عن الشيعة الإمامية في كتبه فيتناول في كتابه « عيون أخبار الرضا » تفصيلات عن الإمام الرضا ونسبه وذكر إمامته والنص عليه ثم ذكر ما جاء في الائمة الاثني عشر ثم يذكر أخبار موسى بن جعفر مع الرشيد كما يذكر أخبار الرضا مع المتكلمين وأهل الملل وذكر رأيه في الإمامة والعصمة وعلامات الإمام ووصف الإمامة ، ثم ذكر ولاية الرضا لعهد المأمون ورأي الإمامية في ذلك ثم وفاة الرضا وأخباراً أخرى متفرقة والكتاب أحسن مصدر لدراسة تاريخ الرضا.

ويأخذ القمي في كتابه هذا عن الكليني وخاصة في باب الإمامة والنص على الأئمة.

(٧٣) ويتناول في كتابه « التوحيد » معنى التوحيد ونفي التشبيه وثواب الموحدين وغيرها من الآراء وفي خلال ذلك يروي أخباراً متفرقة عن الأئمة.

(٧٤) كما يتناول في كتابه « كمال الدين وتمام النعمة » الكلام عن الغيبة بشيء من التفصيل فيبدأ بذكر الإمامة عند الشيعة ثم اختلافهم ويذكر الفرق المختلفة كالواقفة والجعفرية والقطعية كما يذكر الزيدية ويرد عليهم كما يرد على الإسماعيلية حتى ينتهي إلى تأكيد إمامة الإمام الثاني عشر ، ثم يتناول الغيبة مع ذكر من غاب من الأنبياء ثم يذكر النصوص عن الإمام الثاني عشر ، مبتدئاً بذكر الآيات التي تنص على إمامته ثم نص الرسول

٣٤

عليه ثم نص علي بن أبي طالب عليه ثم فاطمة الزهراء ثم نص بقية الأئمة.

كما يذكر عن أيام خروج القائم وصفاته والشيعة وحالهم أيام الغيبة كما يذكر علامات ظهوره.

وقد أخذ في كتابه هذا عن النعماني في الغيبة وعن الكليني.

(٧٥) وفي « معاني الأخبار » سار القمي على نهج البرقي في كتابه « المحاسن » فقسم كتابه إلى أبواب فذكر معنى الثقلين ، كما تكلم عن العصمة ، وحديث من كنت مولاه ، وحديث المنزلة ، ومعنى الال والأهل والأمة والعترة ، وغيرها من الأقوال والأحاديث.

(٧٦) وفي كتابه « صفات الشيعة » « وفضائل الشيعة » يذكر أحاديث عديدة في وصف الشيعة ثم ذكر ما خصهم الله به من فضائل والأحاديث عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن الأئمة.

(٧٧) ويسير في « الخصال » أيضاً على طريقة البرقي في « المحاسن » فيذكر في أبواب كتابه في باب الاثنى عشر أخبار الأئمة الاثنى عشر ثم يذكر في باب الأربعين احتجاج علي بن أبي طالب على أبي بكر بخصال انفرد بها فيذكر منها حديث المنزلة ، حديث الراية ، المؤاخاة ، غدير خم ، الطائر المشوي ، وكلها من أدلة الإمامة عند الشيعة ، ثم يذكر في باب السبعين سبعين منقبة لعلي ثم يذكر أخبار الأئمة وعلومهم.

(٧٨) وفي « المقنع والهداية » يتناول الأمور الفقهية إلا أنه في الهداية يذكرباباً في الإمامة وآخر في التقية. وفي نهاية كتاب الهداية وصف القمي مذهب الإمامية بإيجاز.

(٧٩) وفي « علل الشرائع » يتحدث عن أمور فقهية ثم يذكر أخباراً متفرقة عن الإمامة وعن الأئمة وعن وراثة علي النبي ويقصد بالوراثة الإمامة.

(٨٠) ويتحدث في « الأمالي » عن أمور متفرقة فيتناول أحاديث في فضل علي بن أبي طالب ودلائل إمامته كحديث الراية وحديث المنزلة

٣٥

وحديث من كنت مولاه كما يصف حادثة الغدير ، كما يتكلم عن حوادث تاريخية فيذكر أخبار موسى بن جعفر مع الرشيد وأخبار الرضا مع المأمون.

والكتاب مقسم إلى مجالس وفي كل مجلس يذكر أموراً شتى وهذا الطريق سار عليه المفيد في كتابه « الأمالي ».

(٨١) ويتحدث محمد بن جرير بن رستم الطبري ( ت ٤٠٠ هـ ) في كتابه « المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب » عن الإمامة واختلاف المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم يبدأ بمناقشة أدلة إمامة علي بن أبي طالب كذكر حديث الغدير وحديث الراية والمنزلة ثم يؤكد أهمية الوصية وأنها لعلي بن أبي طالب كما ينفي الإمامة عن غيره ويعلل سبب قعوده عن طلبها. والكتاب يختص بإمامة علي فقط.

(٨٢) أما في كتابه « دلائل الإمامة » فيبحث عن وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبار فاطمة الزهراء ثم أخبار علي بن أبي طالب وأخبار أولاده مع ترجمة لكل منهم وذكر دلائل إمامتهم.

(٨٣) ويذكر أبو العباس عبد الله بن جعفر الحميري ( من رجال القرن الرابع ) في كتابه « قرب الإسناد » أخباراً متفرقة عن الإمامة والتقية وعن بعض دلائل الإمامة عند الشيعة كحديث الغدير وأخباراً أخرى للأئمة عن الشيعة وصفاتهم.

(٨٤) ويتحدث أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني ( من أعلام القرن الرابع ) في كتابه « تحف العقول عن آل الرسول » عن مجموعة أقوال للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولعلي ولبقية الأئمة.

(٨٥) ويذكر أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي ( ت ٤٠٥ هـ ) في كتابه « الرجال » رجال الشيعة على حروف الهجاء. ولم يقتصر كتابه على ذكر الرجال فقط وإنما ذكر مؤلفاتهم فهو فهرست لكتب الشيعة.

(٨٦) أما محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ( من أعلام القرن الرابع ) فيذكر في كتابه « رجال الكشي » رجال الشيعة ويبدأ بإعطاء ترجمة

٣٦

لكل من سلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد ... وهو في كتابه لا يكتفي بذكر الرجال فقط وإنما يذكر معلومات متفرقة تتعلق بفرق الشيعة مثل الزيدية والبترية والقطعية والواقفة ، كما يذكر الغلاة أيام علي بن محمد العسكري ثم يذكر الفقهاء أيام الصادق وايام موسى بن جعفر وايام الرضا وأخبار أخرى متفرقة.

(٨٧) وللشريف الرضي ( ت ٤٠٦ هـ ) كتاب « خصائص أمير المؤمنين » يتحدث فيه عن أخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبار علي ووصية النبي لعلي بالإمامة من بعده ثم يذكر أدلة إمامته.

(٨٨) وللشريف الرضي أيضاً « كتاب حقائق التأويل في متشابه التنزيل » ذكر فيه بعض الآيات وفسرها. فقد ذكر آية المباهلة وبين اختصاصها بعلي بن أبي طالب.

أما الشيخ المفيد محمد بن النعمان ( ت ٤١٣ هـ ) فقد قام بأعظم دور في تطوير حركة الإمامية بما كتبه وبما نشره من آراء وللمفيد تآليف كثيرة تبحث في الإمامة وفي أخبار وأحوال الأئمة.

(٨٩) ففي كتابه « الإرشاد » يذكر أخبار علي بن أبي طالب مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومشاركته الرسول في غزواته ثم وصية الرسول له ثم ذكر إمامته ودلائلها ثم أيام خلافته وحروبه ، ثم يتناول حياة كل من أولاده الأئمة وأخبارهم وذكر أولادهم وصلتهم بخلفاء زمانهم وهو في الإرشاد يأخذ عن الكليني في عدة مواضع.

(٩٠) ويناقش الشيخ المفيد في « الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب » مسألة الإمامة فيبحث معنى الإمامة وكيفية حصولها ، ثم وجوب معرفة الإمام ثم يبحث إمامة علي بن أبي طالب ونفي إمامة من سبقه كما يذكر عدداً من الآيات التي اختصت بإمامة علي.

(٩١) وفي « الأمالي » يسير الشيخ المفيد على طريقة الشيخ الصدوق في كتابه « الأمالي » حيث قسمه إلى مجالس ذكر فيها مسائل شتى في أخبار الأئمة والكلام على الإمامة واختصاصها بآل النبي وصفات الإمامة ومناقشة

٣٧

أدلة إمامة علي وبقية الأئمة كما يذكر أيضاً عدداً من الآيات ويفسرها بالإمامة.

(٩٢) ويتناول المفيد عدة مسائل في كتابه « الفصول المختارة من العيون والمحاسن » فيناقش المعتزلة في مسألة النص وتقسيمه كما يناقش لفظة مولى كما يذكر أخباراً للأمام موسى الكاظم وعلي الرضا مع الرشيد والمأمون ثم يتكلم عن أفضلية علي للخلافة كما يتكلم عن الغيبة.

ويذكر في الجزء الثاني من الكتاب نفسه أموراً أخرى تتعلق بالخلافة أيضاً ويناقش آراء المعتزلة كما يذكر حديث الغدير وأهميته بالنسبة للدلالة على الإمامة ثم يتكلم عن الشيعة الإمامية ويذكر فرقهم ويناقش آراء الزيدية في الإمامة وهو في كلامه عن الإمامية وفرقهم لا يأتي بشيء جديد وإنما يورد نفس ما أورده سعد القمي والنوبختي.

(٩٣) ويخصص الشيخ المفيد لوقعة الجمل كتاباً خاصاً سماه « الجمل » أو « النصرة لحرب البصرة » يبدأ بذكر اختلاف الأمة في وقعة الجمل ويعطي رأي الخوارج والمعتزلة والشيعة كما يتناول إمامة علي بن أبي طالب ثم يذكر رأي العثمانية ويذكر الأحداث التأريخية لوقعة الجمل. ولما كان المفيد فقيهاً فإنه يعطي آراءه ولا يكتفي بسرد الحوادث التأريخية بل يورد مسائل متعددة لا تتعلق بحرب الجمل.

(٩٤) وللمفيد في الغيبة كتاب يسمى « الفصول العشرة في الغيبة » ناقش فيه مسألة الغيبة وإمكان حصولها وسبب ذلك كما رد على كل من خالف الإمامية وأنكر الغيبة كل ذلك بإيجاز.

(٩٥) وللمفيد رسائل نشرت بعنوان « رسائل المفيد » ومن هذه الرسائل « المسائل الجارودية » ويبحث فيها المفيد مسألة الإمامة واختلاف الإمامية والجارودية في الإمامة وآراءهم.

ثم رسالة « الثقلان » ناقش فيها حديث الثقلين والمقصود بهما الكتاب والعترة ورد فيها على الجارودية أيضاً وأكد أن الحديث من دلائل إمامة علي واختصاص الإمامة بأولاد الحسين.

٣٨

ثم رسالة « في النص على أمير المؤمنين بالخلافة » وقد ناظر المفيد في هذه الرسالة القاضي الباقلاني واثبت إمامة علي.

ورسالة أخرى « في تحقيق لفظة مولى » ذكر فيها حادثة الغدير وناقش لفظة مولى وانتهى إلى أنها تفيد الإمامة.

(٩٦) ويتكلم المفيد في « أوائل المقالات » عن اصل التشيع وسبب تسمية الشيعة كما يتكلم عن الإمامة وصفات الإمام وولاية الأئمة من آل محمد وعن علومهم وعن عصمة الأئمة والتقية ومسائل أخرى لا صلة لها بموضوعنا.

(٩٧) وقد شرح المفيد « عقائد الصدوق » أو « تصحيح الاعتقاد » فقدم معلومات عن التقية والرجعة والعصمة.

(٩٨) وللمفيد كتاب « النكت الاعتقادية » يبحث في الأصول الاعتقادية وفي الإمامة وأدلة إمامة علي بن أبي طالب وبقية الأئمة والنصوص عليهم. والكتاب مختصر ويتحدث فيه بطريقة الأسئلة والأجوية ويمكن اعتباره من الكتب التعليمية.

(٩٩) ويورد المفيد في « الاختصاص » أخباراً متفرقة فيذكر شرطة الخميس وأصحاب الإمام علي ويترجم لسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار كما يورد شيئاً من أخبار الأئمة فيذكر أخبار موسى بن جعفر مع الرشيد وإخبار المأمون والرضا ثم يتكلم عن الشيعة الإمامية ويذكر قصة المباهلة وفدك واخبار السقيفة ثم إمامة الأئمة وصفات الأئمة وعلومهم.

ويأتي بعد الشيخ المفيد علي بن الحسين المرتضى ( ت ٤٣٦ هـ ) الذي تتلمذ على الشيخ المفيد هو وأخوه الرضي.

(١٠٠) ويتناول المرتضى في كتبه بحث الإمامة من ذلك رسالته « في الأصول الاعتقادية » ، وقد بحث فيها الأصول الاعتقادية ومن ضمنها الإمامة والرسالة مختصرة.

(١٠١) وأهم بحوثه في الإمامة ما أورده في كتابه « الشافي في الإمامة » وفيه رد على القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه « المغني »

٣٩

وناقض أقواله. والكتاب يبحث إمامة علي بن أبي طالب ويبدأ بذكر الإمامة والحاجة إليها وشروطها كما يذكر اختلاف الناس في الإمامة ثم يذكر آراء المعتزلة والشيعة ويناقش إمامة المفضول مع وجود الأفضل ثم كون الإمامة لطف من الله ويذكر أيضاً عصمة الإمام وصفاته ويحلل معنى النص ويقسمه إلى نص جلي ونص خفي ووجوب النص على الإمام ثم يتحدث عن إمامة علي وأنه الإمام بعد الرسول بلا فصل ويناقش أدلة إمامة علي ويناقش من ينفي إمامته بلا فصل بعد الرسول ثم يناقش إمامة أبي بكر وعمر ويتحدث عن إمامة عثمان كما يتناول إمامة الحسن والحسين وهو في كلامه يذكر آراء الزيدية ويرد عليها كما يذكر آراء المعتزلة ويناقشها ويفندها. ونلاحظ أنه يأخذ في كلامه عن أدلة الإمامة عن ابن رستم الطبري وعن الكليني وعن الشيخ المفيد. كما يروي أحداثاً تاريخية ويكثر من الرواية عن البلاذري (١).

(١٠٢) وله بحث عن الغيبة في رسالة صغيرة نشرت ضمن المجموعة الرابعة من نفائس المخطوطات.

(١٠٣) وله كتاب « جمل العلم والعمل » يتناول أموراً فقهية وتحدث فيها عن الإمامة.

وقد تتلمذ على الشريف المرتضى أبو جعفر الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) الملقب بشيخ الطائفة لأن رئاسة الشيعة الإمامية انتهت إليه بعد وفاة المرتضى.

(١٠٤) وتتشابه آراؤه مع آراء المرتضى ، وقد لخص الطوسي كتاب الشافي في الإمامة فجاء تلخيصه « تلخيص الشافي » كأصل الكتاب مع بعض الإضافات عليه. وفي آخر الكتاب يبحث الطوسي إمامة باقي الئمة وأدلة إمامتهم والنص عليهم.

__________________

(١) والنسخة الموجودة من كتاب الشافي طبع حجر غير واضحة وغير مفهرسة ، وفي آخر الكتاب بذكر المرتضى أنه بدأ كتابه بذكر أقاويل الزيدية وأنه قطع كتابه على هذا الموضوع لأنه بدأ بنية أن يكون الكتاب مختصر إلا أنه لم يلتزم بهذا فوسع في بعض المواضع وقد حاول أن يصلح هذا النقص إلا أنه لم يتمكن لأن الكتاب انتشر وشاع بين الناس فلم يستطع تلافي هذا النقص. الشافي ص ٢٩٥.

٤٠