من غير أهله ، وفّقنا اللّه وإيّاكم لمحابّه (١) والسّلام
٦٨ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى سلمان الفارسى رحمه اللّه قبل أيام خلافته
أمّا بعد ، فانّما مثل الدّنيا مثل الحيّة ليّن مسّها قاتل سمّها ، فأعرض عمّا يعجبك فيها لقلّة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها لما أيقنت [به] من فراقها [وتصرّف حالاتها] وكن آنس ما تكون بها (٢) أحذر ما تكون منها فإنّ صاحبها كلّما اطمأنّ فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور! (٣) [أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش ، والسّلام]
٦٩ ـ ومن كتاب له عليه السّلام
إلى الحارث الهمدانى
وتمسّك بحبل القرآن واستنصحه ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، وصدّق بما سلف من الحقّ ، واعتبر بما مضى من الدّنيا ما بقى منها (٤) فإنّ بعضها
__________________
(١) محاب ـ بفتح الميم ـ : مواضع محبته من الأعمال الصالحة
(٢) «آنس» حال من اسم «كن» ، أو من الضمير فى «أحذر». و «أحذر» خبر ، أى : فليكن أشد حذرك منها فى حال شدة أنسك بها
(٣) «أشخصته» أى : أذهبته
(٤) «ما بقى» مفعول «اعتبر» بمعنى قس ، أى : قس الباقى لما مضى؟؟؟