مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي

مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

المؤلف:

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧

او تسفر زيج ثوبه او تجس گلبه

لگت دمه من افواده يغور

يولي ولولتواحنت ظهرها

تخمش اخدودها او تحلك شعرها

او تدگ ابراسها وتلطم صدرها

او تنعى ابصوت طر گلب الصخر طر

يشمس الگيض يليلهب وجها

يبدر التم يلمطفي سرجها

يسم الخيل يالمچثر مرجها

اشلون امن السرج تنشلع وتخر

ينجم اسهيل يلحامي الشرايّع

يا جرناس يمعذب البراجع

يشل الموت يمسدر الگلايع

اشلون امسيت للنشاب مكور

بوذية

عديت او للگلب سريت بعداك

فعلت افعال حامي الجار بعداك

على الدنيه العفى يا بوي بعداك

محل الضيج يبني اگطعت بيّه

يبويه اشلون سيف وصل ورداك

وصل ليه او سدر لك قطع ورداك

امن الكوثر العين ورداك

ونه الدنيه غدت ظلمه عليّه

١٨١

لقد ولدا في ساعة هو والرداء

المنهج الثامن والعشرون

فان يمسي مغبّر الجبين فطالما

ضحى الحرب في وجه الكتيبة غبّرا

وان يقضي ظمآناً تفطر قلبه

فقد راع قلب الموت حتّى تفطّرا

والقحها شعواء تشقى بها العدى

ولود المنايا ترضع الحتف ممقرا

فظاهر فيها بين درعين نشرة

وصبر ودرع الصبر اقواها عرى

سطا وهو احمى من يصون كريمة

واشجع من يقتاد للحرب عسكرا

فرافده في حومة الضرب مرهف

على قلة الأنصار فيه تكثرا

تَعّثَر حتى مات في الهام حدهُ

وقائِمُهُ في كَفِهِ ما تَعَثّرا

كأن احاه السيف اعطى صبره

فلم يبرح الهيجاء حتّى تكسّرا

له الله مفطورا من الصبر قلبه

ولو كان من صم الصفا لتفطّرا

ومنعطف اهوى لتقبيل طفله

فقبل منه قبلة السهم منحرا

لقد ولدا في ساعة هو والردى

ومن قبله في نحره السهم كبرى

الطفل وحاله ، بلسان الحال :

١٨٢

اجه احسين الخواته اودارن اعليه

او عبد الله الطفل وصه الحرم بيه

يخويه گالن امغيّره او صافه

ثلث تيام عيب الماي شافه

اعيونه غايره ومذبل اشفافه

العطش والحر يخويه احسين ماذيه

گالت عمته طفلك تراده

او ما للگوم غيرك بعد راده

ليهم تاخذه بحالة امهاده

بلكت تنتخي واحد اويسجيه

شاله احسين ومّه انفرد عنها

النوايب من ملابسهن چسنها

الفواطم من تشيط ايمانعنها

ابروح الطايره وعيون تربيه

نده يا گوم ندهه اتهد الاجبال

اخوته الموت بينه اوبينهم حال

العداوه اتصير بين ارجال وارجال

او طفل البالمهد شنهو المسويه

طفل عطشان هذه ثلث تيام

يلوع امن العطش ما هوّد او نام

ظامي ايموت وانتم عرب واسلام

هذا الصار محّد چان مجريه

تجدّم حرمله للطفل ورماه

ابسهم قطع وريده او بالدم اسقاه

ابچفه احسين سيل الدم تلقاه

او ذبه للسمه للحق يراويه

نعي

ناداه او هتف بالجيش كله

او على ساعده معروض طفله

جرم هالطفل ماله او زلّه

ليش العطش ساعه او يچتله

هذي على اسم العرب ذلّه

امصاب الطفل ما صار مثله

گطع رگبته حرمله ابنبله

او من سدر عوده بيه لهله

١٨٣

الله يعين امه الثكله

من شافته او دمه امغسله

في بعض المقاتل انه لما اثكل الحسين عليه‌السلام بانصاره جميعاً ولم يبقى الاّ هو نفسه وحيدا مع تلك النسوة الأرامل فما كان منه الاّ لقاء الحق ولا بدَّ من القاء الحجة على اولائك المردة من علمه بما انطوت عليه نيّاتهم الخبيثة. فلما زحفوا لقتاله تقدّم ليعظهم فحمد الله واثنى عليه وذكر جدّه فصلى عليه ثم قال : الحمد لله الذي جعل الدنيا دار فناء وزوال ، متصرّفه بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور من غرته ، والشقي من فتنته ، فلا تغرنكم هذه الدنيا فانها تقطع الرجاء وتخيّب طمع من طمع فيها واراكم قد اجتمعتم على امر قد اسخطتم الله فيه عليكم واعرض بوحهه الكريم عنكم وأحلَّ بكم نقمته وجنبّكم رحمته فنعم الربّ ربُّنا وبئس العبيد انتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم انكم زحفتم الى ذريته وعترته تريدون قتلهم فاستحوذ عليكم الشيطان فانساكم ذكر الله فتباً لكم ولما تريدون إِنا لله وإنا أليه راجعون ، هؤلاء قوم كفرو بعد ايمانهم فبعداً للقوم الظالمين. فقال ابن سعد لعنه الله : ويلكم كلموه فتقدّم اليه شمر لعنه الله قائلا : يا حسين ما هذا الذي تقول ، قال عليه‌السلام : أقول اتّقوا الله ربكم ولا تقتلوني فانه لا يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي فاني ابن بني نبيّكم ولعلّه قد بلغكم قول نبيّكم

١٨٤

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة» اما بعد فانسبوني من أنا ثم ارجعوا الى انفسكم فعاتبوها وانظروا هل يصح لكم قتلي آوَلستُ ابن بني نبيكم ، آوَليس ابي اوّل من صدّق بالله ورسوله ، آوَليس حمزة سيد الشهداء عم ابي ، آوَلم يبلغكم ما قال جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيَّ وفي خي «هذان سيدا شباب أهل الجنّة» فان صدّقتموني بما اقول وهو الحق فوالله ما تعمّدت كذبا مذ علمت ان الله يمقت عليه اهله وان كذبتموني فان فيكم من اذا سألتموه انبأكم ، سلوا جابر بن عبد الله ، وابا سعيد الخدري وسهل الساعدي والبراء بن عازب وزيد بن ارقم يخبرونكم انهم سمعوا هذه المقالة ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟ ثم ان كنتم في شك من هذا افتشكّون في اني ابن بنت نبيّكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم وَيْحَكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته او بقصاص من جراحة. فأخذوا لا يكلّمونه ثم قال : فلا والله لا اعطي بيدي لكم اعطاء الذليل ولا اقرّ لكم اقرار العبيد ، فلم يزل مهم في الوعظ والنصيحة وقلوبهم اشد من الحجارة حنى مالوا عليه ميلة واحدة فجفلهم وعاد الى الخيام فبينما هو كذلك واذا بزينب منادية : أخي حسين هذا عبد الله قد دلع لسانه من شدة العطش وكان بأبي ونفسي له

١٨٥

ثلاثة ايام لم يذق قطرة من الماء فهل تأخذه يا أبا عبد الله لهؤلاء القوم كي يسقونه شربة من الماء فان امّه قد جف لبنها. فلمّا رآه ابي الضيم على تلك الحالة بكى وتزفّر وقام به واضعاله على يديه اقبل به الى القوم منادياً : يا قوم انكم قتلتم اهل بيتي وانصاري ولم يبقى سوى هذا الطفل وانتم ترونه قد دلع لسانه مما ناله من العطش وهو طفل لا يعلم ما الغاية ولم يأتي بجنايه فهبنا مذنبين فما ذنب هذا الطفل فانه ان عاش لا يضرّكم وان مات طولبتم بدمه فما ضرّكم لو سقيتموه شربة من الماء. فلمّا نظر القوم ذلك افترقوا ثلاث فرق ، فرقه تقول اسقوه فانه طفل صغير ولا ذنب له وفرقة لا زمة البكاء وفرقة تنادي لا تبقوا في هذا البيت صغيرا ولا كبيرا فالتفت اللعين ابن سعد لحرمله بن كاهل قائلا يا حرملة اقطع نزاع القوم واسقي الطفل ، فقال له : بماذا ، فقال له اما ترى بياض نحر الطفل يلوح كأنّه ابريق فضة اقتله على صدر ابيه فابتعد حرملة لجهة عن القوم فاحسّ القوم بانه ابتعد ليأتي بماء للطفل واذا هو قد سدد سهما في كبد قوسه آجركُم الله يا شيعة الحسين فبينما الحسين واقف واذا بذلك السهم قد شكّ نحر الطفل وكتف الحسين فاختلط دمه بدم ابيه وذبحه من الوريد الى الوريد ووضع الحسين يده تحت مجرى الدم وجعل يملأ كفّه

١٨٦

ويرمي به نحو السماء قائلا : اللهم لا يكون اهون عليك من فصيل ناقة صالح فلم تسقط منه قطرة واحدة. لسان الحال :

تلگه احسين دم الطفل بيده

اشحال اليچتل ابحضنه اوليده

شال او ترس چفه من وريده

او ذبّه للسما او للگاع ما خر

كل المصايب يبني اتهون

او لمصيبتك بالگلب چانون

فوگ العطش بالسهم مطعون

شگولن امجابل زلم بالكون

يو يطلبوك ابسابج اديون

شافوك ظامي امعوّر العين

بوذيه

علگم ريتلن يجري بحرها

عگب طفل الگضه ظامي بحرها

ابوجه احسين عينه من بحرها

الله ايساعده الراعي الحميّه

لوله القدر دون احسين ما حال

تمنعه الگوم عن الورد ماحال

الصبر لحسين بس مكفوف مالحال

ابو اليچتل على صدره ابنيّه

لسان الوالده

لهيم اولا اسچن ابمنزل ولا دار

رضيع الماجره امصابه ولادار

ابثيديه امحيره لا حن ولا دار

ورضعه امدوهنه غصبن عليّه

عليك انفتح جفن العين وافتاك

او سهم نحرك ابگلبي وگع وفتاك

ابچتل الطفل من آمرك وفتاك

يبن كاهل شله وياك سيّه

١٨٧

فتلقّى الجموع فرداً

المنهج التاسع والعشرون

قد تواصت بالصبر فيه رجال

حفظت عترة الهدى اذ اضيعوا

سكنت منهم النفوس جسوماً

هي باساً حفائظ ودروع

سدّ فيهم ثغر المنيّة شهم

لثنايا الثغر المخوف طلوع

وله الطرف حيث سار أنيس

وله السيف حيث بات ضجيع

لم يقف موقفا من الحزم إلاّ

وبه سن غيره المقروع

طمعت ان تسومه القوم ضيما

وابى الله الحسام الصنيع

كيف يلوي على الدنية جيدا

لسوى الله ما لواه الخضوع

ولديه جاش ارد من الد

رع لظمى القنا وهن شروع

وبه يرجع الحفاظ لصدر

ضاقت الأرض وهي فيه تضيع

فأبى ان يعيش الاّ عزيزا

او تجلّى الكفاح وهو صريع

فتلقى الجمع فردا ولكن

كل عضو في الروع منه جموع

رمحه من بنانه وكأن من

عزمه حد سيفه مطبوع

زوج السيف بالنفوس ولكن

مهرها الموت والخضاب النجيع

١٨٨

بگه محني الضلوع احسين اجه وتوسط الحومه

وگف بالمعركه مهموم ينده صحبته او گومه

وگف بالمرعنه مهموم نده يا مسلم او هاني

حبيب او يالعلي يزهير اهلال او مسلم الثاني

اعاتبكم شعاتبكم شگلكم يگصر الساني

لامنكم جفه او هجران لا هذه محل نومه

وين الحر وين ابرير وين الشاكري عابس

انه لامه حرب شايل او درع امن الزرد لابس

نارالحرب والحر نار چبدي امن العطش يابس

اريد الماي والثايه تريد اهناك ملزومه

نحه وين ابن ابوي انهض يملگه الشر تلگه الشر

يا عباس يا جاسم وين ابني علي الأكبر

يا ضنوة عقيل ايهون يا ضنوة علي او جعفر

حيهم كنز ابو طالب ما بيكم بعد گومه

چانو قبل رد الصوت عنده للنخه حيهم

انه فيهم وهم فيَّ غده فيَّى او غده فيهم

البدر عباس ونجومه اخوتي البلفلك ظيهم

اليوم امن السما للگاع طاح البدر ونجومه

١٨٩

حشم كل هله الماضين من جدّه او مساميهم

اورد أثنه على اصحابه وعدّد كل اساميهم

اشما ينده وهم سكتين يشوف الگدر راميهم

صاح ابصوت يا عباس اخوي البادّه اعلومه

وين الباديه اعلومه هاي اطفال عطشانه

هذا اللاّزِم افّاده او هذا ايلوج بلسانه

هاي الحرم ولهانه تگلك ليش يحمانه

يساجيها يواليها اشمضيومه او مهمومه

مهمومات خدركم ونتم ياكرام سكوت

انه احسين اصواتلكم مني اولا يهزكم صوت

انه شلي ابحيات الذل والعز والفخر بالموت

لايهنه بعدكم عيش ورخت العمر سومه

لسان الحال يخاطب القوم :

ياگوم من عتبة اشتطلبون

شلكم على وسفات وديون

نبيكم رسول الله گولون

او وصيته بهل بيته تخبرون

او علي والدي الكرار تدرون

وامي الزهره ما تنچرون

وخويالحسن ملگه اليقصدون

وانه احسين خامسهم تسلمون

النه او لجلنه اتصور الكون

ابيا دين دمي تستحلون

١٩٠

گالوا نعم نعرف المضمون

نبغض علي او نطلبكم اديون

وينك يسيف الله يطاعون

يموت العدو يمهدم الحصون

يحامي الحمه تسمع يگولون

قال الراوي فلمّا قتل اصحاب الحسين عليه‌السلام واهل بيته ولم يبق احد معه عزم على لقاء القوم بمهجته الشريفة فدعى ببردة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتحف بها وافرغ عليها درعه الفاضل وتقلد سيفه واستوى على متن جواده ثم توجه نحوَ القوم وقال : ويلكم على ما تقاتلونني على حق تركته ام على شريعة بدلتها ام على سنة غيّرتها ، فقالوا : بل نقاتلك بغضا منّا لأبيك ومافعل باشياخنا يوم بدر وحنين. فلما سمع كلامهم بكى وقد تكاملوا عليه ثلاثين الفا فيحمل عليهم فينهزموا من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع الى مركزه وهو يقول : لا حول ولا قوّة الاّ بالله العلي العظيم. وفي البحار : فلما ركب الحسين فرسه وتقدم الى القتال وقف قبالة القوم وسيفه مصلت في يده آيسا من الحياة عازما على الموت وهو يقول :

انا ابن علي الطهر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين افخر

وجدّي رسول الله اكرم من مشى

ونحن سراج الله في الخلق يزهر

الى آخر الأبيات.

١٩١

ودعا الناس الى البراز فلم يزل يقتل كل من برز اليه حتى قتل جمعا كثيرا ثم حمل على الميمنه وهو يقول :

الموت اولى من ركوب العار

والعار اولى من دخول النار

وحمل على الميسرة وهو يقول :

انا الحسين بن علي

آليت ان لا أنثني

أحمي عيالات ابي

امضي على دين النبي

قال عبد الله بن عمار بن يغوث : ما رايت مكثورا قط قد قتل ولده واهل بيته وصحبه اربط جأشا منه ولا امضى جنانا ولا اجرأ مقدما ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه اذا شدّ فيها ولم يثبت له احد كما ذكره الطبري في تأريخه فصاح عمر بن سعد بالجمع هذا ابن الأنزع البطين هذا بن قتال العرب احملوا عليه من كل جانب فاتته اربعة آلاف نبله وحال الرجال بينه وبين رحله فصاح الحسين عليه‌السلام بهم : يا شيعة آل ابي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم وارجعوا الى احسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون ، فناداه شمر ما تقول يابن فاطمة ، قال : انا الذي اقاتلكم والنساء ليس عليهم جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيّا :

قال اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي

قد حان حيني وقد لا حت لوائحهُ

١٩٢

فقال شمر : لك ذلك ، وقصده القوم واشتدَّ القتال وقد اشتدَّ به العطش فحمل من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة آلاف فكشفهم عن الماء واقحم الفرس الماء ، فلما ولغ الفرس ليشرب قال الحسين عليه‌السلام : انت عطشان وانا عطشان فلا اشرب حتى تشرب فرف الفرس رأسه كأنه فهم الكلام ولمّا مد الحسين عليه‌السلام يده ليشرب ناداه رجل اتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك ، فرمى الماء من يده ولم يشرب وقصد الخيمة.

يرى الفرات ولا يحظى بمورده

ليت الفرات غدا من بعده ليبا

خطاب العقيلة مع الحسين عليهما‌السلام :

هاي الخيل شد واشتد يميمرها

يصد يا طود يا سدة اسكندرها

يا سدة اسكندرها گوم رد الخيل

يا ويل الخصم الما ينشبك ويل

گلي الحيل بعد المن تضم الحيل

خدّرها انولت يحسين خدّرها

دون الدين والخدر او دون الدار

اشب النار وطفي النار نار ابنار

اسوي اليوم حملة حملت الكرار

ذوله او عينچ او كل عين تنظرها

يردونك تبايع لا يفاعي ابعيد

چي تنزل على الذل يو تسالم بيد

صِل رابي ابمرابي يزرگ الواريد

سم يا سام يالمسجي العدو مرها

اشيل الجيش كله اشما كثر وثجل

والصل ما يذل او يطخ راسه الصل

بين الموت بالعز يو حيات الذل

اخوج الموت بالعزه التخيرها

١٩٣

يا واحد زمانك يعي يا فتاك

تروح او من تروح العز يروح اوياك

شيم اختك يخوها على اللگه تنخاك

ليش اتشوف ابوفاضل تعذرها

تگله الگوم گوم اتريد گوم الگوم

بصره او شام والكوفه او حچيها ابزوم

تطلب يوم بدر او حصل يوم ابيوم

عتبة والوليد اليوم مشورها

تبسم وهز او جرّد الماضي الحد

يگلها اليوم اسوي اليوم يوم اسود

نكث رمحه او تطاير كل عجد وحد

تچنه او عد وجهها ارماح كسرها

تهلهل والدموع اتهل اوتلوي الجيد

تگله استسلمت للموت عاني اتريد

بچت غصبن عليها اتشوف اخوها اوحيد

نعي ، لسان حال العقيلة :

اخوي الفلا والله ايتمثل

ابغير الوصي او جدّي المرسل

طلع للحرب وجهه ايتهلل

مطرب على مهر تخيّل

نحرها او بيده السيف منسل

او لركان جيش الكفر زلزل

من صوته كل حران يختل

يطير العگل منه او يذهل

فعل بالعده ما شاء يفعل

لمّن هتف بيه الاجل

سلّم الربّه وامتثل

او عن غاربه للموت حوّل

او ظامي بطل حيلي انچتل

وبغير دمّه ما تغسّل

او تجفن ابذاريها اوتزمل

يا هو اليوم الجفن لوهل

او بالگلب نار الحزن تشعل

١٩٤

فتلقّى الجموع فردا

المنهج الثلاثون

وتحزّبت فرق الضلال على ابن من

في يوم بدر فرّق الأحزابا

فأقام عين المجد فيهم مفردا

عقدت عليه سهامهم اهدابا

احصاهم عددا وهم عدد الحصى

وابادهم وهم الرمال حسابا

يرمي اليهم سيفه بذبابه

فتراهم يتطايرون ذبابا

لم أنسه اذ قام فيهم خاطبا

فاذا همُ لا يملكون خطابا

يدعو الست انا ابن بنت نبيكم

وملاذكم ان صرف دهر نابا

هل جئت في دين النبي ببدعةٍ

ام كنت في احكامه مُرتابا

ام لم يوصي بنا النبي واودع

الثقلين فيكم عترة وكتابا

ان لم تدينوا بالمعاد فراجعوا

احسابكم ان كنتم اعرابا

فغدوا حيارى لا يرون لوعظه

الآّ الأسنة والسهام جوابا

حتى اذا اسفت علوج اميّة

ان لا ترى قلب النبي مصابا

صلت على جسم الحسين سيوفهم

فغدى لساجدة الضبا محرابا

ومضى لهيفا لم يجد غير القنا

ظلا ولا غير النجيع شرابا

١٩٥

الشجاعة الحسينيّة

يهل الخيل ابو السجاد بالخيل

دنكسوله السلاح اوصيحوا ادخيل

طب الكون واهله صاحت انذار

مهو حدّ الزلم ظنوة الكرار

شملها الرعب يمنه او گلب ويسار

مثل موسى اولگف ذيچ التهاويل

مثل موسى او لگف سحر الفراعين

ابعصّاته او خفت نار الميادين

زينب هلهلت بالطنب لحسين

كفو الترفع نخوته الراس وتشيل

يشيل الراس لمّن لكد وحده

او على السبعين الف فات او تعدّه

وگف دون الحرم بالسيف سدّه

تميل اطوادها وحسين ما يميل

الشجاعة تاج الله ومفصّلاعليه

اوتفگده امه حتم كلمن يدانيه

يخسه الداس حدّه والنفس بيه

بِل ابطالها ومذهبه اسهيل

تعلّم سيفه التوحيد منّه

يصك البطل وحدّه او عيب ثنّه

فنّه الأخذ غلب احسين فنّه

وخذ غلبة علي كل الرياجيل

اهو مثل الخليل او صك الاصنام

او حطمها ابسيفه اولف الاعلام

اليفر منه يفر الراس جدّام

او راحت خيلها اتدوس المجالتيل

«نعي لسان حال العقيلة»

احسين ودع اهل بيته

او شرعبت ببن امي حميته

من هلهلت ليه اة نخيته

لكدها عسى ابروحي فديته

بالكون شايع دوم صيته

والگوم ما تحمل نويته

١٩٦

باجي على اخته احسين ريته

«أبوذية»

زينب هلهلت لحسين وحده

لكد غوجهاو صد للقوم وحده

عليه تصعب من العدوان وحده

يسر زينب او سبي الفاطميّه

هلي ركبوا جياد العز وعادوا

جفوا والحشر ملگاهم وعادوا

عَلَيِّ نذر لئن رجعوا وعادوا

ورد لزرع طريج الغاضريّه

اخوي الچدس ذاك الجمع والصك

انفنت ما نزله الوعد والصك

ربك بالصبر يحسين وصاك

گال الصبر شاني او تاج اليه

الوداع الثاني أو الأخير :

حقّا لو قيل بأن هذا الموقف من أعظم ما لاقاه سيد الشهداء في تلك اللحظات كما ذكره المجلسي في جلاء العيون لأن عقائل النبوّة تشاهد عميد اخبيتها وسياج صونها وحمى عزّها وشرفها يودّع وداع فراق لا رجع بعد. وأمر عليه‌السلام عياله بالصبر ولبس الاُزر وقال : استعدّوا للبلاء واعلموا ان الله تعالى حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شرّ الأعداء ويجعل عاقبة امركمالى خير ويعذّب عدوّكم بأنواع العذاب ويعوضكم عن هذه البليّة بانواع النعم والكرامة فلا تشكوا بالسنتكم ما ينقص من قدركم. ولمّا سمعت النساء مقالته عليه‌السلام ولا يدرين بمن يعتصمن وبمن العزاء بعد فقده

١٩٧

فلاغرو اذا اجتمعن عليه واحطن به وتعلّقن بأطرافه بين طفل يئن ووالهة اذهلها المصاب الجلل واخرى تطلب منه الماء وعلا منهنَّ البكاء اذا ما حال سيد اهل الغيرة والعطف والحنان وهو ينظر الى ودائع الرسالة وحرائر بيت العصمة تقدمهنَّ عقيلة آل أبي طالب ، ولسان الحال :

صد الباجي اعياله ابيمينه

بچن عنده او نادن يا ولينه

عسن للغاضريّه لا لفينه

ولا بينا يوالينه تجيّر

اجت زينب يوصيها بلعيال

يوصيها ابعليله او كل الأطفال

شاف الدمع فوگ اخدودها سال

تگله على افراگك ما اگدر اصبر

گام ايهوّن افراگه عليها

او بَيِّنْ بعد عين الله عليها

عگب ما جاب كل الصبر ليها

ركب غوجه او للميدان سدّر

والتفت الحسين عليه‌السلام الى ابنته سكينه التي يصفها الحسن المثنى فرآها منحازة عن النساء باكية نادبة فوقف عليها مصبّرا ومسليا.

«لسان الحال»

سيطول بعدي يا سكينة فأعلمي

منك البكاءاذا الحمام دهاني

لاتحرقي قلبي بدمعك حسرةً

ما دام مني الروح في جثماني

هذا الوداع عزيزتي والملتقى

يوم القيامة عند حوض الكوثر

كفّي البكاء فقد اَزَدْتِ تألمي

ووداعك اهما دموعي من دم

١٩٨

لا تجزعي من هول عشر محرّم

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

منك البكاء اذا الحمام دهاني

يرنو لحالتها فيبكي رقَّةً

من اجلها طورا وينظر نسوة

فيقول والأجفان تجري عبرةً

لاتحرقي قلبي بدمعك حسرةً

ما دام مني الروح في جثماني

يبويه گول لا تخفي عليّه

هذي روحتك يو بعد جيّه

يبويه انچان رايح هاي هيّه

اخذّني اوياك عنك مگدر اصبر

يبويه باد حيلي وحق جدّك

عسن للگاع خدي دون خدك

يوبيه شال راس الدين بعدك

والدنيا اظلمت والكون مغبر

ودعا الحسين عليه‌السلام لميدان جهاده في ساحات العز والشرف وتقدّم لاكمال رسالته والقاء حجّته ، عاد الحسين عليه‌السلام للمعرزة وعادت النساء الى الحسرة واللوعة الصامته والدموع الخرس ولهن بصيص أمل بعودته مرة أخرى ، قال الرائي :

من ذا يقدّم لي الجواد ولامتي

والصحب صرعى والنصير قليلُ

فاتته زينب بالجواد تقودوه

والدمع من ذكر الفراق يسيلُ

وتقول قد قطعت قلبي يا أخي

حزنا وياليت الجبال تزولُ

وعاد للدفاع عن مبادئه باروع ما عرف البشر من بطولة واقدام ولقد كتب بدمه اسمى معاني التضحية والتفاني في سبيل الحق

١٩٩

وهو روحي فداه يقتل كل من دنى اليه من عيون الرجال حتى قتل منهم مقتلة عظيمة ، وفي خبر انه قتل الف وخمسمائة وخمسين رجلا سوى المجروحين. فلمّا نظر الشمر لعنه الله الى ذلك قال لعمر بن سعد لعنه الله : ايها الأمير والله لو برز الى الحسين عليه‌السلام اهل الأرض لأفناهم عن آخرهم فالرأي ان نفترق عليه ونملأ الأرض بالفرسان والنبال والرماح ونحيط به من كل جانب ، فقال عمر بن سعد : هذا هو الرأي ففعلوا. وفي البحار : فصاح عمر بن سعد لعنه الله : الويل لكم اتدرون لمن تقاتلون هذا ابن الأنزع البطين هذا ابن قتّال العرب فاحملوا عليه من كل جانب ، فحملوا عليه فلّنا احاطوا به حمل عليهم كالليث المغضب فجعل لا يلحق منهم احدا الا بعجه بسيفه فقتله والسهام تأخذه من كل ناحية وهو يتَّقيها بنحره وصدره وهو يقول : يا أمة السوء بئسما خلفتم محمداً في عترته اما انكم لن تقتلوا بعدي عبدا من عباد الله فتهابوا قتله بل يهون عليكم عند قتلكم اياي وايم الله اني لأرجو ان يكرمني ربّي بالشهادة بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون. قال الراوي : فصاح به الحصين بن مالك السكوني فقال : ييابن فاطمة وبماذا ينتقم لك منّا ، قال عليه‌السلام : يلقي بأسكم بينكم ويسفك دمائكم ثم يصب عليكم العذاب الأليم ،

٢٠٠