مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي

مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

المؤلف:

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧

كلما دخل عليه جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين وهم يبكون حتى بايعه ثمانية عشر ألف ، وقيل : ثمانون الف. فكتب الى الحسين عليه‌السلام ان الرائد لا يكذب اهله فقد بايعني ثمانية عشر الف فالعجل العجل بالإقبال حين يأتيك كتابي هذا فان الناس كلهم معك ، ثم بعث الكتاب مع عابس بن شبيب الشاكري الى مكة ولما بلغ الوالي دخول مسلم وكان النعمان بن بشير الأنصاري كتب الى يزيد وكتب اليه عمر بن سعيد وغيره قائلين ان لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قوي ينفّذ اوامرك فان النعمان ضعيف وقد دخل مسلم الكوفة وبايعه الناس للحسين عليه‌السلام. فلما وصلت الكتب الى يزيد لعنه الله عزل النعمان وكتب الى عبيد الله بن زياد واليه على البصرة اني ولّيتك المصرين البصرة والكوفة واني لا اجد سهما أرمي به عدوّي أجرأ منك ، فاذا قرأت كتابي هذا فسر من وقتك وساعتك واياك والإبطاء ، والتواني واجتهد ولا تبقي من نسل علي بن ابي طالب واطلب مسلم بن عقيل طلب الخرزة واقتله وابعث اليَّ برأسه والسلام.

فما مضى الا ايام قلائل حتى دخل عبيد الله بن زياد الكوفة وجلس على سرير الإمارة وأمر باحضار اشراف اهل الكوفة وحذرهم من القتل والقتال وخوفهم بجنود من أهل الشام

٨١

فصارت المأة تخذل ابنها وأخاها فتقول انصرف فان الناس يكفونك والرجل يجيء الى ابنه واخيه ويقول : غدا يأتيك اهل الشام فما تصنع بالحرب انصرف فيذهب به فينصرف. فما زالوا يتفرقون حتى امسى مسلم بن عقيل وصلى المغرب وما معه الاّ ثلاثون نفسا في المسجد فلما رأى انه قد أمسى وليس معه الاّ أولائك النفر خرج متوجها الى ابواب كندة فلم يبلغ الأبواب الاّ ومعه عشرة ثم خرج من الباب فاذا ليس معه انسان فالتفت فاذا هو غريب وحيد وليس معه من يدله على الطريق فمضى في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب حتى جاء الى باب دار امرأة يقال لها طوعة ام ولد كانت للأشعث بن قيس فاعتقها فتزوجها أسيد الحضرمي فاولدها بلالا فرآها مسلم فسلم عليها ردت عليه‌السلام فقال : اسقني فسقته ، دخلت وخرجت فرأت مسلما جالسا على باب الدار ، قالت : يا عبد الله الم تشرب الماء ، قال : بلى ، قالت : فاذهب الى اهلك ، فسكت ثم اعادت القول ثانية وثالثة قالت : اصلحك الله لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا احله ، قال : يا أمة الله مالي في هذا المصر اهل ولا عشيرة فهل لك اجر ومعروف ان تضيفيني ولعلي مكافئك بعد هذا اليوم ، قالت : من انت ، قال : انا مسلم بن عقيل.

٨٢

بس ما وصل ووچب على الباب

مسلم وهو خايف او مرتاب

جت ليه طوعه ابدمع سچّاب

گالتله أمر رد الجواب

گلبي يطوعه من العطش ذاب

جابتله او نشدته ابترتاب

انت غريب او مالك اصحاب

گلها احنه الذي بالضيج ننجاب

ذچرنه او نزل بيه نص الكتاب

تنشدين عن اسمي والنساب

انا مسلم وعمي داحي الباب

شرب ماي او جذب لحسين ونه

ردت شافته او ريبت منه

شربت الماي بالله روح عنه

انا حرمه يراشد واجنبيه

اجت ليه العفيفه واسگته الماي

اوگالت گوم شنهو گعدتك هاي

لاتگعد يروحي او ماي عيناي

گوم او روح لهلك چا هلك وين

ون ونه ايتگطّع منها الفواد

يهل حره هل يماهم بالبلاد

غريب الدار وهلي عني ابعاد

وين اهلي هلي ماهم جريبين

نادت يا بعد عگلي والانفاس

چنك هاشمي مومن عرض ناس

هله اوكل الهله علعين والراس

الك منزل يغاتي ابين خل العين

اظن مسلم او غيرك موش مسلم

هله او كل الهله والعلي لخدم

انا طوعه يبعد الخال والعم

چثير اهلا يعز الهاشميّين

عرفها عرفته صبت ادموعه

گاللها نعم حنّت اضلوعه

گالتله لتبچي وانه طوعه

وصيفه الفاطمة اوست النساوين

٨٣

سفير الحسين عليه‌السلام

المنهج الرابع عشر

فيا ناصر الدين القويم بسيفه

ومردي جمع الناكثين النواصبِ

فلله يوم اذ عليك تجمعوا

فأرديت منها جانبا بعد جانبِ

تفرّ كمعزاةٍ تهيم من الردى

لما شاهدت منك اللقا في المواكبِ

فاطعمت قبانا لحوم امية

بَثَثْنَ بها أيدي المنون السوالبِ

عظيم بان تضحى أسير أمية

وانت عظيم من قرون اطائبِ

رمتك من القصر المشوم بحقدها

اذا قد رمت حقدا لوى بن غالبِ

فكم هشموا منك الترائب والقرى

وكم هشموا للمصطفى من ترائبِ

وداروا بك الأسواق سحبا وانّما

ارادوا به ادراك وترٍ لطالبِ

«لسان الحال»

الفخر للذي حارب الحيره

اهو اوحيد والجيمه چثيره

هظيمه ايهوه ابذيچ الحفيره

وجت ليله مسلوبه الغيره

نخه احسين ووجوه العشيره

بعيدين يا مبعد الديره

٨٤

اويلاه والهظمه چبيره

ما بينهم وجه يديره

ما واحد المنهم يجيره

ولما طلع الفجر جائت طوعه الى مسلم عليه‌السلام بماء ليتوضّأ ، قالت : يا مولاي ما رأيتك رقدت في هذه الليلة ، فقال لها : اعلمي لني رقدت رقدة فرأيت في منامي عمّي أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو يقول لي : الواحا الواحا العجل العجل وما اظن الا انه آخر ايامي من الدنيا فتوضّأ وصلى الفجر وكان مشغولا بدعائه اذ سمع وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال عرف انه قد أتى فعجل في دعائه ثم لبس لامته وقال : يا نفس اخرجي للموت الذي ليس له محيص ، فقالت العجوز : سيدي اراك تتأهب للموت ، قال : نعم لابد لي من الموت وانتِ قد اديتِ ما عليكِ من البرّ والاحسان واخذتِ نصيبك من شفاعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد الإنس والجان. فاقتحموا عليه الدار وهم ثلثمائة رجل فخاف مسلم ان يحرقوا عليه الدار فخرج وشد عليهم حتى اخرجهم من الدار ثم عادوا اليه فحمل عليهم وهو يقاتلهم قتالا شديدا وهو يقول :

هو الموت فاصنع ويك ما انت صانع

فانت بكأس الموت لا شك جارع

فصبرا لأمر الله جل جلاله

فحكم قضاء الله في الخلق ذائع

حتى قتل منهم واحدا واربعين رجلا ، وقال أبو مخنف : مائة وثمانين

٨٥

فارساً ، وكان من قوته ان يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت ، فأرسل ابن الأشعث الى ابن زياد ادركني بالخيل والرجال فقد قتل مسلم مقتلة عظيمة فأنفذ ابن زياد يقول ثكلتك امك وعدموك قومك رجل واحد يقتل هذه المقتلة العظيمة فكيف لو ارسلتك الى من هو اشدّ بأسا من وأصعب مراسا ، يعني الحسين بن علي عليها‌السلام فكتب اليه عساك تظن انك ارسلتني الى بقال من بقاقيل أهل الكوفة او الى درمقاني من جرمقانة الحيرة وانما وجهتني الى بطل همام وشجاع ضرغام وسيف حسام في كفّ بطل همام من آل خير الأنام فارسل اليه بالعساكر وقال اعطه الأمان فانّك لا تقدر عليه الابه فبينما هو يقاتل اذ اختلف بينه وبين بكر بن حمران ضربات فضرب بكر في مسلم فقطع شفته العليا واسرع السيف في حبل العاتق وحمل على القوم فلما رأو ذلك اشرفوا عليه من اعلى السطوح واخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في اطناب القصب ثم يرمونها. وفي العقد الفريد : فجعل الناس يرمونه بالآجر من فوق البيوت ، فلما رأى ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة فقال محمّد بن الأشعث : لك الأمان يا مسلم لا تقتل نفسك ، فقال وأي أمان للغدرة الفجرة واقبل يقاتلهم ويقول :

اقسمت لا أقتل الا حرا

وان رأيت الموت كاسا مرا

٨٦

كل امرءٍ يوما ملاق شرا

اخاف ان اخدع او اغرا

وكان روحي له الفداء قد أثخن بالجراح وعجز عن القتال واسند ظهره الى جنب تلك الدار فضربوه بالسهام والاحجار فقال : ما لكم ترموني بالأحجار كما ترمى الكفار وانا من أهل بيت الأنبياء الأبرار ، ألا ترعون رسول الله في عترته. قال السيد في الهوف : فعند ذلك طعنه رجل من خلفه فخر الى الأرض فتكاثروا عليه ، وقال المسعودي في مروج الذهب : فاعطوه الأمان فامكنهم من نفسه ، وفي المنتخب : انهم احتالوا عليه وحفروا له حفيرة عميقة واخفوا راسها بالدغل والتراب ثم منهاج البكاء في فجائع كربلاء انصرفوا من بين يديه فوقع فيها واحاطوا به فضربه ابن الأشعث على محاسن وجهه فاخذه اسيرا وحملوه على بغلة واجتمعوا حوله ونزعوا سيفه فعند ذلك يئس من نفسه فقال : إنا لله وإنا اليه راجعون.

ان يغدروا بك عن عمد فقد غدروا

بالمرتضى وابنه سرا وإعلانا

وأما ما كان من أمر المرأة الصالحة

طوعه اخذت تنادي بلسان الحال

اوگفت على الباب طوعه والگلب نار

تبچي او تنشد من الراح والجاي

انه عندي البارحه يا ناس خطّار

طلع من طلع مارد عًلًي للحين

عهدي بيه لبس درعه او تچنه

او صول على اجيوش الگاربنه

شفت خيل او زلمها اتچافتنه

وهو ضل يجلب الصف على الصفين

٨٧

بعدهي وين البيه حميه اوبيه غيره

ايشوف المفرّد الماله عشيره

اسمعت گالوا وقع وسط الحفيره

انچتل يومات مدري وين ماوين

بعدهي اتناشد اليرحون ويجون

اوان الناس بالشارع يركضون

انچتل مسلم الكل منهم يصرخون

اصرخت من سمعت او لطمت الخدين

اصرخت نوب اتطيح اونوب اتگوم

شبه حوم الحمامه ضلت اتحوم

شافت ضيفها سابح بالادموم

امچتف بالحبل وايدير بالعين

امچتف بالحبل ويدير عينه

يمين ايسار ما واحد يعينه

اولعد قصر الإماره ماخذينه

اوعليه الخلق متكردسه الصوبين

مسلم يخاطب الحسين عليه‌السلام :

صعدوا بمسلم والدمع يجري من العين

اوجّه اوجهه للحجاز ايخاطب احسين

يحسين انا مچتول ردوا لاتجوني

خانوا اهل كوفه عقب ما بايعوني

او للفاجر ابن ازياد كلهم سلموني

مفرد ونتوا يا هلي عني بعيدين

ياليت هالدم الذي يجري على الگاع

مسفوح بين ايديك يا مكسور الضلاع

يحسين منك ما احتضيت ابساعة اوداع

بيني او بينك يا حبيبي فرّق البين

٨٨

سفير الحسين عليه‌السلام

المنهج الخامس عشر

بكيك دما يابن عم الحسين

مدامع شعتك السافحه

ولا برحت هاطلات الغمام

تحيّيك غادية رائحه

لانك لم ترو من شربة

ثنا ياك فيها غدت طائحه

اتقضي ولم تبكك الباكيات

امالك في المصر من نائحه

رموك من القصر اذ اوثقوك

فهل سلمت فيك من جارحه

وبلحبل في السوق جرّاً سُحبت

الست اميرهم البارحه

قضيت ولم تدر كم في زرود

عليك العشيّة من صائحه

«بنت مسلم»

گلبي كسرته يا غريب الغاضريه

مثل اليتامه تمسح ابچفك عليه

تمسح على راسي او دمع العين

همّال چني يتيمه الكافي الله من هلحوال

ما عودتني بهالفعل من قبل يا خال

خليت عبراتي على خدي جريه

ابمسحك على راسي تركت الگلب ذايب

هذا يعمي من علامات المصائب

٨٩

گلب اتروع حيث ابويه ابسفر غايب

طول الغيبه ايعوده الله ابعجل ليّه

ضمها ابصدره والدمع يجري بلخدود

او گال الها مسلم والدچ ماظنه ايعود

او گال الها مسلم والدچ ماظنه ايعود

او نادت يعمي لا تفول بالمنيه

سافر عساه ايعود طيبه بالسلامه

واجلس ابحجره او ينشرح صدري ابكلامه

شنهو اسمعت عن والدي حلو الجهامه

گلها يبتّي غيبته عنچ بطيّه

جاني الخبر عن حال مسلم ياحزينه

ايگولون من فصرالإماره ذابّينه

اوبالحبل في الأسواق جسمه ساحبينه

او راس المكّر راح للطاغي هديّه

صرخت الطفله والدمع بخدودها ايسيح

وتگوم مذعوره او على وجه الثره اطيح

تلطم على الهامه ابعشرها اونوب اتصيح

گومي ييمّه والبسي احداد الرزيه

ولما أُخذ مسلم أسيرا وحمله على بغله جعل يبكي ، فقال له عبيد الله بن العباس : ان من يطلب مثل الذي طلبتاذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبك ، قال : والله ما انفسي بكيت وان كنت لم احب لها طرفة عين تلفاً ، ولكني ابكي لأهلي المقبلين اليّ ، ابكي للحسين عليه‌السلام وآل الحسين ، ثم التفت الى ابن الأشعث وقال : هل تستطيع ان تبعث من عندك رجلا يبلغ حسينا عن لساني فإني لا اراه الا وقد خرج اليوم مقبلا او خارج غدا ويقول له ان ابن عمك مسلم بن عقيل بعثني اليك وهو اسير في ايدي القوم لا يرى انه يمسي حتى ثقتل ويقول لك : أرجع فداك ابي وأمي ولا يغررك اهل

٩٠

الكوفة ، فإنهم اصحاب ابيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت او القتل ان اهل الكوفة قد كذبوك وليس لمكذوب رأي. ولما جاؤوا بمسلم الى باب قصر الامارة وقد اشتدّ به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن ، فيهم عمرو بن حريث ومسلم بن عمرو الباهلي ، واذا قلة ماء باردة موضوعة على الباب ، فقال مسلم عليه‌السلام اسقوني من هذا الماء ، فقال له مسلم الباهلي : اتراها ما ابردها لا والله لا تذوق منها قطرة ابدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم ، فقال له ابن عقيل : لأمّك الثكل ما اجفاك وافظّك واقسى قلبك انت يا بن باهله اولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني. ثم جلس فتساند الى الحائط فبعث عمرو بن حريث غلاما له فجائه بقلة عليها منديل وقدح فصب ماءَ بارداً وقال له : اشرب فامتلأ القدح دما فلم يقدر ان يشرب ففعل ذلك ثلاثا ، فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال عليه‌السلام : الحمد لله لو كان من الرزق المقسوم لشربته.

كانما نفسك اختارت لها عطشا

لما درت ان سيقضي السبط عطشانا

فلم تطق ان تسيغ الماء عن ظمإ

من ضربة ساقها بكر بن حمرانا

٩١

وخرج رسول بن زياد وأمر بادخاله اليه فلما دخل لم يسلم عليه بالإمرة ، فقال له الحرس : لم لا تسلم على الأمير ، قال : اسكت ويحك والله ماهو لي أمير ، فقال ابن زياد : لاعليك سلمت أم لم تسلم فانك مقتول ، فقال له مسلم : ان قتلتني فلقد قتل من هو شرّ منك من هو خيرٌ مني ، فقال ابن زياد : قتلني الله ان لم اقتلك قتلة لم يقتلها احد في الاسلام ، فقال مسلم : أما انك احق من ان تحدث في الإسلام ما لم يكن وانك لاتدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لأحد اولى بها منك ، فقال ابن زياد : ياعاق يا شاق خرجت على امامك وشققت عصا المسلمين والقحت الفتنة ، فقال مسلم : كذبت انما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد ، وأما الفتنة فانها القحتها انت وابوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف وانا ارجو ان يرزقني الله الشهادة على يدي شر بريته ، فقال له ابن زياد : منتك نفسك امرا حال الله تعالى دونه وجعله لاهله ، فقال له مسلم : ومن اهله يابن مرجانه اذا لم نكن نحن اهله ، فقال ابن زياد : اهله امير المؤمنين يزيد ، فقال مسلم : احمد الله على كل حال رضينا بالله حطما بيننا وبينكم ، فقال له ابن زياد : اتظن ان لك في الأمر شيئا

٩٢

فقال له مسلم : والله ما هو الظن ولكنه اليقين ، وقال له ابن زياد : ايه ابن عقيل أتيت الناس وهم جميع وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم بينهم ومزقت كلمتهم وحملت بعضهم على بعض قال : كلا لست لذلك أتيت ولكنكم اظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمرتم على الناس بغير ضامنهم وحملتموهم على غير ما امركم الله به ، وعملتم فيهم باعمال كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر وندعوهم الى حكم الكتاب والسنة وكنا اهل ذلك. وفي بعض المقاتل : فقال له ابن زياد : لعمري لَتُقتَلَنَّ ، فقال : كذلك ، قال : نعم دعني اوصي الى بعض قومي ، قال : افعل : فاوصى بما اراد وقد اجتمع الناس حول قصر الامارة فمن منهم من يقول بان مسلما مقتول لا محالة ومنهم من يقول بانه يساق الى الشام ومنهم من يقول بانه يحبس حتى يأتي الخبر من يزيد ، فبينما هم كذلك اذا بجثته الشريفة قد القيت نتاعلى القصر بلا رأس ثم اتبع برأسه الشرف.

قصر الإمارة لابنيت وليتما

نسفتك غاشية فغدوت مهيلا

فبمسلم ادخَّر منك لوجهه

خر الحسين عن الجواد قتيلا

ولسان حال المرأة الصالحة :

انكرگلبي ابكثر خوفي او رجيفي

حيث اولا يفيد اليوم حيفي

٩٣

ردولي يهل مخلوق ضيفي

اداوي اجروح جسمه ابدمعة العين

خذوه او تبعته ذيچ العفيفه

تگع واتگوم من شدة الخيفه

تبچي والگلب زايد رجيفه

او تصيح ابصوت وين الهاشميين

تصيح ابصوت خلهم يلحگونه

عمامه او كل هاه لا يچتلونه

مسلم يغاتي اشلون ضربوك

او من اعلى القصر للگاع ذبوك

يمسلم ريت هذا اليوم عمك

يجيك ايعاينك غارج ابدمك

يمسلم ريت هذا اليوم عباس

يجيك ابشيمته وامفرع الراس

يشوفك يوم صابك نغل الرجاس

وهويت امن السرج فوق الوطيه

بوذية

عاد اليستجير ايكون ينجار

وعن چتله حليف الشرف ينجار

مثل مسلم صدگ بالحبل ينجار

او تتنومس ابچتله اعلوج اميه

عمل كوفان هد حيلي وهاني

ولا شربي صفه طيب وهاني

يا وسفه رجل مسلم وهاني

ابحبل بالسوگ شدوهن سويه

انا مسلم او عخندچ ضيف هليل

افرحت طوعه ومنها الدمع هليل

على رحب وسعه والجه هليل

ابسرور اتفضل ومنه عليه

امن من الهضم بالسل وهاني

جفني ما غمض ليله وهاني

على مسلم اون وبچي وهاني

جثثهم تنسحب فوگ الوطيه

٩٤

أصحاب أوفياء

المنهج السادس عشر

كيف تهنيني الحياة وقلبي

بعد قتلى الطفوف دامي الجراح

بأبي من شروا لقاء الحسين

بفراق النفوس والأرواحِ

وقفوا يدروّن سمر العوالي

عنه والنبل وقفة الأشباحِ

فوقوه بيض الظبى بالنحور

الب يض والنبل بالوجوه الصباحِ

فئة ان تعاور النفع ليلا

اطلعوا في سماه شهب الرماح

واذا غنت السيوف وطافت

اكؤوس الموت وانثى كل صاحي

با عدوا بين قربهم والماضي

وجسوم الأعداء والأرواح

ادركوا بالحسين اكبر عيد

فغدوا في مِنى الطفوف اضاحي

لست انسى من بعدهم طود عزٍّ

واعاديه مثل سيل البطاحِ

«لسان الحال»

طنّب اخيامه او حامت اطيور المنيّه

الله ايرد السبط من ارض الغاضريّه

بالليل جمّعهم اوگال الليل ممدود

روحوا فلافي الگوم غيري ابد مقصود

٩٥

ثاروا بين ايديه كلهم ثورة اسود

او نادوا صباح العيدج يوم الغاضريّه

آمر علينا كلما بگولك فلا انحود

واحنا اطناب امخيّمك وانته لنا اعمود

وفينا البطل عبّاس راعي الكرم والزود

وانته اظلال نلتجي كلنا ابفيّه

الحمل من يثكل هله

تتنومس او بيه تبتصر

ناداه يا ضنوة علي

يامن لبو اليمه ذخر

احنه الضيوف ابشيمتك

نرجاكم ابيوم الحشر

ارخصهم او طبوا طبق

لمن گضوا دون الفحل

واتردوا بثوب الصبر

ضل من عگبهم ينتخي

وعليه ما واحد نغر

الله يعينك مالك امعين

او گومك يبو السجاد ناوين

الچتلك ويسبون النساوين

مسلم بن عوسجة :

هو مسلم بن عوسجة بن سعد ابن ثعلبة الأسدي رضي‌الله‌عنه كان رجلا شريفا عابدا متنسكا فارسا شجاعا له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية وكان صحابيا ممّن رأى رسول الله وهو ممن كاتب الحسين عليه‌السلام من الكوفة وممن اخذ البيعة له عند مجيء مسلم بن عقيل عليه‌السلام الى الكوفة وكان رضي‌الله‌عنه وكيل مسلم في قبض الأموال وبيع وشراء الأسلحة وأخذ البيعة. ثم انه بعد ان قبض على

٩٦

مسلم وهاني وقتلا اختفى مدّه ثم فرّ بأهله الى الحسين عليه‌السلام فواغاه بكربلا وفداه بنفسه وهو القائل للحسين عليه‌السلام ليلة العاشر انحن نتخلى عنك وننصرف ولم نعذر الى الله في أداء حقك ، أم والله لا ابرح حتى أكسر في صدورهم رمحي واضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولا افارقك ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك. ولقد بالغ في القتال وصبر على اهوال البلاء حتى سقط الى الارض وذلك حين ان عمرو بن الحجاج نادى في اصحابه بحيث يسمع الحسين : يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا فيمن مرق من الدين خالف امام الحق ـ يعني يزيد بن معاوية ـ فقال الحسين (علسه السلام) : يابن الحجاج اعليَّ تحرّض الناس ، نحن مرقنا من الدين وانتم ثبتّم عليه والله لتعلمنّ اينا المارق عن الدين ومن وهو اولى بِصِلِي النار ، فغضب اللعّين فحمل من نحو الفرات في ميمنة اسحاب الحسين عليه‌السلام فيمن كان معه وقاتلهم الحسين عليه‌السلام واصحابه وكان فيهم زهير بن القين ومسلم بن عوسجة وكان مسلم يقاتل قتالا شديدا ويحمل فيهم وسيفه مصلت بيمينه ويقول :

اتسألوا عني فاني ذو لُبد

وان بيتي في ذرى بني اسد

فمن بغاني حائد عن الرشد

وكافر بدين جبار الصمد

٩٧

ولم يزل يضرب فيهم فاضطربوا ساعة ثم انصرف عمرو بن الحجاج واصحابه وانقطعت الغبرة فاذا هم بمسلم بن عوسجة قد سقط الى الارض وصرع فمشى اليه الحسين عليه‌السلام ومعه حبيب وكان به رمق من الحياة ، فقال الحسين عليه‌السلام رحمك الله يا مسلم «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». ثم دنا منه حبيب بن مظاهر وقال : يعزُّ والله عليّ مصرعك يا مسلم ابشر بالجنه فقال له بصوت ضعيف : بشّرك الله بخير ، فقال له حبيب : يا مسلم لولا اعلم اني في الأثر لأحببت ان توصي اليّ كل ما همك ، فقال مسلم : اني اوصيك بهذا ، وأشار الى الحسين عليه‌السلام فقاتل دونه.

وصلت يابن ظاهر منيتي

ما اوصيك باعيالي اوبيتي

بالحسين واولاده وصيتي

فقاتل دونه حتى تموت فقال حبيب : لأنعمنك عينا فما كان بأسرع من ان فاضت روحه الطاهره وذكرتني وصية مسلم بالحسين عليه‌السلام وصية سعد بن الربيع قومه بنصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من له علم بسعد بن الربيع ، فقال رجل انا اطلبه فاشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى موضع فقال اطلبه هناك فاني قد رأيته في ذلك الموضع قد شُرعت حوله اثنى عشر رمحا ، قال : فأتيت ذلك الموضع فاذا هو صريع بين

٩٨

القتلى ، فقلت : يا سعد فلم يجبني فقلت : يا سعد ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد سئل عنك فرفع رأسه فانتعش كما ينتعش الفرخ ، ثم قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحي ، قلت : اي والله انه لحي ، قد اخبرني انه رأى حولك اثنى عشر رمحا ، فقال : الحمد لله صدق رسول الله قد طعنت اثنتي عشر طعنة كلها قد اجافتني ، ابلغ قومي الأنصار السلام وقل والله ما لكم عند الله عذر ان تشوّك رسول الله شوكة وفيكم عين تطرف ، ثم تنفس ، فخرج منه مثل دم الجزور وكان قد احتقن في جوفه وقضى نحبه ، ثم جئت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاخبرته ، فقال : رحم الله سعدا نصرنا حيا واوصى بنا ميتا ما اشبه وصية سعد في نصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوصية مسلم بن عوسجة لحبيب بن مظاهر في نصرة الحسين عليه‌السلام ولقد أجاد الشاعر حيث قال :

نصروه احياءً وعند وفاتهم

يوصي بنصرته الشفيق شفيقا

اوصى بن عوسجة حبيبا قائلا

تقاتل دونه حتى الحمام تذوقا

ولما قتل مسلم بن عوسجة نادى اصحاب بن سعد مستبشرين قتلنا مسلم بن عوسجة ، فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله ثكلتكم امهاتكم انما تقتلون انفسكم بأيديكم وتذلون انفسكم لغيركم ، اتفرحون ان يقتل مثل مسلم بن عوسجة ، ام الذي اسلمت له لرب موقف له رأيته في المسلمين كريم لقد رأيته يوم سلق اذربيجان قتل ستة

٩٩

من المشركين قبل ان تلتئم خيول المسلمين ، افيقتل منكم مثله وتفرحون. ان امرء يمشي لمصرعه سبط النبي لفاقد الترب اوصى حبيبا ان يجود له بالنفس من مقة ومن حب اعزز علينا يابن عوسجة من ان تفارق ساعة الحرب عانقت بيضهم وسمرهم ورجعت بعد معانق الترب ابكي عليك وما يفيد بكا عيني وقد اكل الاسى قلبي هذا اللعين يلوم اهل الكوفة حينما استبشروا بقتل مسلم وهو الذي بنى مسجدا ، فرحا بقتل الحسين عليه‌السلام ، أحد الأربعة المساجد الملعونة مسجد شبث بن ربعيالتي بنيت فرحا بقتل الحسين عليه‌السلام ، ولما قتل مسلم بن عوسجة صاحت جارية له وا سيداه يابن عوسجتاه. وزينب لما قتل الحسين عليه‌السلام صاحت : وا أخاه واسيّدأهل بيتاه ، خرجت حافية حاسرة واضعة يدها على رأسها وتنادي : ليت السماء أطبقت على الأرض.

«لسان الحال»

ابمفسي يخويه اصل يمك

واصبغ شعر راسي ابيفض دمك

بنفسي يخويه احسين اداويك

وجيب الدوى يا خويه واسجيك

بلچن تطيب العلّة البيك

وقعدك يبو سكنه وحاچيك

اناديك ما يشچبلك انداي

او لا تسمع اعتابي او نخواي

المن بعد يحسين شچواي

ظني انگطع وانگطع رجواي

شتهيس احچيلي ابونّتك هاي

شنهو الذي ماذيك يحماي

يگلها الضهدني لسه بحشاي

او سمت المصوب ينسگه الماي

والماي وينه ابولية اعداي

اوصّيچ بعيالي او يتاماي

على النوگ من يحدي الحادي

١٠٠