مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي

مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

المؤلف:

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧

العظيم. فسار الحسين عليه‌السلام متنكبا عن الطريقوالحرّ معه واصحابه على ناحية اذ أقبل رجل من ناحية الكوفة فوقفوا جميعا ينظرونه حتى انتهى الى الحر فسلم عليه ولم يسلم على الحسين عليه‌السلام ودفع الى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد لعنه الله واذا فيه : أما بعد فعجعج بالحسين حين بلغك كتابي ولا تنزله الا بالعراء في غير خضر ولا ماء وقد امرت رسولي ألا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك امري والسلام.

فعرض الحر واصحابه الى الحسين عليه‌السلام ومنعه من السير ، فقال له الحسين عليه‌السلام ألا تسمح لنا بالسير مع العدول عن الطرلايق ، فقال الحر للحسين عليه‌السلام : بلى ولكن كتاب الأمير عبيد الله قد وصل يأمرني فيه بالتضيق وقد جعل عليَّ عيناًّ يطالبني بذلك. فلما وصل كربلا وقف فرس الحسين عليه‌السلام ولم يخطو خطوة واحدة فنزل وركب ثاني وثالث من الخيل حتى ركب سبعة أفراس ، فقال عليه‌السلام : ما اسم هذه ، قيل : نينوى ، فقال هل لها اسم غير هذا ، قالوا : ششاطي الفرات ، قال هل لها اسم غير هذا ، قالوا : الغاضريّات ، فقال : فهل لها اسم غير هذا ، قالوا تسمى كربلا ، فقال : نعوذ بالله من الكرب والبلا انزلوا ههنا محطّ رحالنا ، ههنا تقتل رجالنا ، ههنا تسفك دمائنا ، ههنا تسبى نسائنا ، ولسان الحال :

٦١

يا كربلا جيناچ خطّار

او عفنه منازلنا والديار

يا كربلا ريتيچ فنيتي

او سبع من اضلوعي حنيتي

نزلنا كربلا بالشوم لاهل

غُرُبْ ملنا احد لا گوم لاهل

اهلالك ريت يا عاشور لاهل

هليت ابجتل كومي عليه

طب كربلا حسين او نزلها

واتحاشمت عدوان كلها

تمنت حيدر حاضر الها

من كثر روعتها او وجلها

تگلهم بعد يكرام شلها

يهل الفراسه اومراجلها

يجياد من يقفل حملها

اشيشيل الكلافه غير اهلها

كلمن يجر سيفه او يگلها

شوفي اخوتچ شنهو فعلها

گلبي ارتاع من هل الأرض ويفال

او شملي خفت بيها يطش ويفال

گالوا كربلا او ناديت وي فال

ارض كرب او بله او حزن او عزيه

نزل وبكربلا اخيامه نصبها

او لعد الموت راياته نصبها

عليه امقدر امن الله نصبها

مصارعهم بهل التربة الزچية

الخيل احسين للغارات عنها

نصه او فرسانها للموت عنها

سار الكربلا او من سئل عنها

نزلها وگال من هذي المنيه

٦٢

انْتَ حُرٌّ كَمْا سُمّيِتْ

المنهج الحادي عشر

ارى العمر في صرف الزمان يبيدُ

ويذهب لكن ما نراه يعود

فكن رجلا ان تنض اثواب عيشه

رثاثا فثوب الفخر منه جديد

واياك ان تشري الحياة بذلة

هي الموت والموت المريح وجود

وغير فقيد من يموت بعزة

وكل فتى بالذل عاش فقيد

لذاك نضا ثوب الياة ابن فاطم

وخاض عباب الموت وهو فريد

ولاقى خمسيا يملأ الأرض زحفه

بعزم له سبع الطباق تميد

وليس له من ناصر غير نيف

وسبعين ليثا ماهناك مزيد

سطت وانابيب الرماح كأنها

اجام وهم تحت الرماح اسود

ترى لهم عند القراع تباشرا

كأن لهم يوم الكريهة عيد

وما برحوا يوما عن الدين والهدى

الى ان تفانى جمعهم وابيدوا

نصروا ابن بنت نبيهم طوبى لهم

نالوا بنصرته مراتب ساميه

قد جاوروه هاهنا بقبورهم

وقصروهم يوم الجزاء متحاذية

٦٣

ألا ياكرام الحي غبتم جميعكم

وخلفتم بالدار تنعى حريمكم

حواسر بين القوم تدعوا ورائكم

احباي لو غير الحمام اصابكم

عتبت ولكن ما على الموت معتب

لسان الحال :

گعد بالمعاره او حورب الهم

واحد الواحد صوت الهم

انا احسين سيدكم يگلهم

شوفوا العده شنهو فعلهم

اطفال إلِيِ حَلّو چتلهم

يسمعون والغالب اجلهم

شبان شابيهم كهلهم

ابدانهم ترتعد كلهم

سعف الهوه العاصف مثلهم

لوچان ربهم يأذن الهم

قامو له شَده من اجلهم

نعي

اليوم اهل كوفه اشعلمها

وتعزلت خيل او زلمهل

تهجم على الثايه ابعزمها

ونصارنه شدّت حزمها

اجه ازهير للرايه او لزمها

او حبيب استعد والزلم لمها

والحرم طلعت من خيمها

تنخه الذي يجلون همها

٦٤

كان اول قتيل بين يدي سيد الشهداء الحر بن يزيد الرياحي وكان شريفا في قومه ورئيسا في الكوفة ندبه ابن زياد لمعارضة الحسين عليه‌السلام فخرج في الف فارس ولما خرج من القصر نودي من خلفه ابشر يا حر بالجنه فالتفت فلم يرأحدا فقال في نفسه : والله ما هذه بشارة وانا اسير الحرب الحسين عليه‌السلام وما كان تحدثه نفسه بالجنة ، فلما صار مع الحسين قص عليه الخبر فقال له الحسين عليه‌السلام لقد اصبت اجرا وخيرا.

وفي روضة الشهداء قال الحر للحسين عليه‌السلام : سيدي رايت الليلة ابي في منامي فقال لي : اين كنت في هذه الأيام قلت : خرجت لأخذ الطريق على الحسين عليه‌السلام فصاح عليّ وقال واويلاه ما انت وابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان كنت تريد ان تعذب وتخلد في النار فاخرج الى حربه وان احببت ان يكون جده شفيعك في القيامة وتحشر معه في الجنة فانصره وجاهد معه. ولما رأى القوم قد صمّموا على قتل الحسين عليه‌السلام وسمع صيحة الحسين عليه‌السلام يقول : أما من مغيث يغيثنا لوجه الله تعالى ، أمامن ذابٍّ يذب عن حرم رسول الله. أقبل الحر الى عمر بن سعد وقال : أي عمر أمقاتل انت هذا الرجل ، قال : اي والله قتالا ايسره ان تطير الرؤوس وتطيح الأيدي ، قال : أفما لكم فيما عرضه عليكم

٦٥

رضى قال : أما لو كان الأمر لي لفعلت ولكن اميرك قد ابى فأقبل الحر حتى وقف موقفا من الناس ومع رجل من قومه يقال له قرّة بن قيس فقال : يا قرّة هل سقيت فرسك اليوم ، قال : لا ، قال : فما تريد ان تسقيه ، قال قرّة فظننت والله انه يريد ان يَتَنَحّى فلا يشهد القتال فكره ان اراه حين صنع ذلك فقال له لم اسقه وانا منطلق فاسقيه فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه فوالله لو اطلعني على الذي يريد لخرجي معه الى الحسين عليه‌السلام فاخذ يدنو من الحسين عليه‌السلام قليلا قليلا فقال له المهاجر بن اوس : ما تريد ان تصنع يابن يزيد اتريد ان تحمل فلم يجيبه واخذه مثل الافكل ، فقال له المهاجر : ان امركلمريب والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا ولو قيل لي من اشجع اهل الكوفة ما عدوتك فما هذا الذي أرى منك ، فقال له الحر : اني والله اخير نفسي بين الجنة والنار فوالله لا اختار على الجنة شيئا ولو قُطعّت واحرقت. ثم ضرب فرسه قاصدا الى الحسين عليه‌السلام ويديه على رأسه وهو يقول : اللهم اليك تبت فتب عليّ فقد ارعبت قلوب اوليائك ولولاد بنت نبيك ، فلما دنى من الحسين عليه‌السلام قلب ترسه ، وفي رواية نزل عن فرسه وجعل يقبل الأرض بين يديه فقال الحسين عليه‌السلام : من تكون انت ارفع

٦٦

رأسك ، قال : جعلني الله فداك يابن رسول الله انا صاحبك الذي حبسك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان وما ظننت ان القوم يردونعليك ما عرضت عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة والله لو علمت انهم ينتهون بك الى ما ارى ما ركبت منك الذي ركبت وانا تائب الى الله تعالى مماصنعت فترى لي في ذلك توبة. فقال عليه‌السلام : نعم يتوب الله عليك فانزل قال : انا لك فالرس خير مني راجلا اقاتلهم على فرسي ساعة والى النزول يصير آخر امري فقال له الحسين عليه‌السلام ، فاصنع يرحمك الله مابدا لك فاستقدم امام الحسين عليه‌السلام فقال : يا أهل الكوفة لامِّكم الهبل والعِير أدعوتم هذا العبد الصالح حتى اذا جائكم استلمتموه وزعمتم انكم قاتلوا انفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه وامسكتم بنفسه واخذتم بكظمه واحطتم به من كل جانب ومكان لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا وحلأتموه ونسائه وصبيته واهله عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهود والنصارى والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه فهاهم قد صرعهم العطش بئسا خلفتم محمدا في ذريته لا سقاكم الله يوم الظمأ ، فحمل عليه رجال

٦٧

يرمونه بالنبل فرجع حتى وقف امام الحسين عليه‌السلام وقال للحسين عليه‌السلام : فاذا كنت اول من خرج عليك فاذن لي ان اكون اول قتيل بين يديك لعلي اكون ممن يصافح جدك محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غدا في القيامة ، فحمل على اصحاب عمر بن سعد وهو يتمثل بقول عنترة :

مازلت ارميهم بغرة وجهه

ولبانه حتى تسربل بالدم

ثم جعل يرتجز ويقول :

اني انا الحر ومأوى الضيف

اضرب في اعناقكم بالسيف

عن خير من حل بارض الخيف

اضربكم ولا ارى من حيف

حتى قتل ثمانية عشرا رجلا وفي رواية نيفا واربعين رجلا وكان يحمل هو وزهر بن القين فاذا حمل احدهما وغاص فيهم حمل الآخر حتى يخلصه ثم حملت الرجالة على الحر وتكاثروا عليه حتى قتلوه فاحتمله اصحاب الحسين عليه‌السلام حتى وضعوه بين يدي الحسين عليه‌السلام وبه رمق فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول : انت الحر كما سمتك امك حر في الدنيا والآخرة.

وروى انه اتاه الحسين عليه‌السلام ودمه يشخب فقال : بخ بخ لك يا حر انت حر سميت في الدنيا والآخرة.

گضوا حگ العليهم دون الخيام

ولا خلوا خوات احسين تنضام

٦٨

لما طاحوا تفايض منهم الهام

تهاووا مثل النجم من خر

هذا الرمح يفاده تثنه

او هذا بيه للنشاب رنه

او هذا الخيل صدره رضرضنه

او هذا وذاك بالهندي اموذّر

جادوا بانفسهم عن نفس سيدهم

وقد رأوا لبثهم من بعده عارا

سبعون مولى كريما ما بكى لهم

باك ولا أحد يوما لهم وارى

الاصحاب للموت استعدوا

على الخيل من شدوا اشتدو

تناخوا على الجيمان هدو

جزو كل مواچبها او تعدو

بنفوسهم لحسين فدو

راحو ولا منهم الردو

العسكر اعلى احسين من دار

اتباشرو بلموت الانصار

يحامون عن الدين والدار

لكد ويمين او قلب ويسار

اوخلو اجموع الكفر طشار

بيهم طليعة حامي الجار

ابو فاضل البلكون سطار

سوه الذي بعداه ما صار

٦٩

العاقبة الحسنة

المنهج الثاني عشر

طمعت فيه ان يسالم لكن

دون ضيم الاباة خرط القتاد

اتراه يعطي ابن آكلة الأكباد

كف المستسلم المنقاد

كيف يستسلم الحسين وينقاد

لضيم وهو الأبي القياد

آلخوف الردى وليس السماوات

الاتهويمه عن سهاد

ام لحب الحياة بين من اختا رت

عليه يزيد وابن زياد

حاش لله ان يحوم على مر

عى ابته شهامة الأمجاد

فهناك اتكى على قائم السيف

فهناك اتكى على قائم السيف

ايها الصحب ليس للقوم قصد

غير قتلي فليغد من هو غادي

فاجادوا الجواب واخترطوا البيض

اهتياجا الى اجلاد الاعادي

وانثنوا للوغى غضبا اسود

عصفت في العدى بصرصر عاد

اوردوا البيض دونه من نجيع الس هام

والسمر من دما الأكباد

حرسوه حتى احتسوا جرع الموت

بيض الظبى وسمر الصاد

٧٠

حرّ قلبي عليه حين رآهم

كالأ ضاحي على الربى والوهاد

فبكى حسرة عليهم وناداهم

وانى لهم بغوث المنادي

سمحوا بالنفوس في نصرة الدين

وادوا في الله حق الجهاد

صرعتهم ايدي المنايا ياكراما

والمنايا حبائل الآساد

احبّاي لو غير الحمام اصابكم

عتبت ولكن ما على الموت معتب

لسان الحال :

وكيف مابينهم والدمع سچاب

يگلهم هذا تاليكم يلحباب

ايصير اعتب وانه ادري مامن اعتاب

وعند الموت كلشي موش مقدور

اهتزت كل جثثهم رايده اتگوم

تشيل اسلاحها او تنصر المظلوم

سفح دمعه او ومه بيده الهم بنوم

اورد المركزه والقلب مفطور

رد واعيالته من العطش يومن

او صاح ابصوت للتوديع گومن

مثل سرب القط گامن يحومن

تطيح اعليه وحدتهن او تعثر

اجت زينب او باجي الحرم يمه

او صارت للوداع اعليه لمه

يشم سكنه وهي گامت تشمه

يحبها والدمع ليلو ايتنثر

يبويه ايطول من بعدي ونينچ

او مثل النيب چني اسمع حنينچ

يبويه لا تشوفيني ابضنج

اخافن ينخطف لونج او يصفر

٧١

يبويه انروح كل احنا فداياك

اخذني للحرب يحسين وياك

اهي غيبه يبويه واكمد اتناك

وكولن سافر او يومين يسدر

 «زهير بن القين»

وهو زهير بن القين بن قيس الأنماري كان زهير رجلا شريفا في قومه نازلا بالكوفة وكان شجاعا له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة وكان أولا عثمانيا فحج سنة ستين في اهله ثم عاد فوافق الحسين عليه‌السلام في الطريق فهداه الله وانتقل علويا. حدّث جماعة من بني فزارة وبجيلة قالوا : كنا مع زهير بن القين لما اقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين عليه‌السلام حتى لحقناه فكان اذا اراد النزول اعتزلناه فنزلنا ناحية فلما كان في بعض الأيام نزل في مكان لم نجد بدا من ان ننازله فيه فبينما نحن نتغذى من طعام لنا اذ اقبل رسول الحسين عليه‌السلام حتى سلم ثم قال : يا زهير بن القين ان ابا عبد الله الحسين بعثني اليك لتأتيه فطرح كل انسان منا ما في يده حتى كأن على رؤوسنا الطير فقالت له زوجته وهي دلهم او ديلم بنت عمر : سبحان الله يبعث اليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه فلو اتيته فسمعت من كلامه فمضى اليه زهير بن القين فما لبثنا ان جاء مستبشرا قد اشرق وجهه فامر بفسطاطه وثقله ومتاعه فحول الى الحسين عليه‌السلام وقال لامرأته : انت طالق فأني لا احب ان يصيبك بسببي الاخير وقد عزمت على

٧٢

صحبة الحسين لأفديه بنفسي وأقيه بروحي قم أعطاها مالها وسلمها الى بعض بني عمها ليوصلها الى أهلها ، فقامت اليه وبكت ودعته وقالت : كان الله عونا ومعينا خار الله لك ، أسألك ان تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه‌السلام. ومن هذه الرواية يظهر انها فارقت زهيرا وانصرفت الى اهلها ومن رواية اخرى يظهر أنها ما فارقنه بل كانت معه كما ذكر ذلك بعض المؤرخون انها ما فارقت زهيرا وقالت : أتحب ان تكون مع ابن المرتضى ولا احب ان اكون مع بنت المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال زهير لأصحابه : من احب منكم ان يتبعني والا فإنه آخر العهد مني اني احدثكم حديثا : غزونا بلنجر ففتح الله علينا واصبنا غنائم فقال لنا سلمان بن ربيعة أو سليمان الفارسي لانه كان في الجيش افرحتم بما فتح الله عليكم واصبتم من الغنائم فقنا نعم ، فقال : أذا ادركتم سيد شباب اهل الجنة فكونوا اشد فرحا بقتالكم معه مما اصبتم من الغنائم ، فأما انا فاني استودعكم الله. وهو القائا للحسين حين خطب في اصحابه قريبا من أرض كربلا قام زهير بن القين وقال : قد سمعنا هداك الله يابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لأثرنا النهوض معك على الإقامة فيها فدعا له الحسين عليه‌السلام. وقال زهير ليلة العاشر من المحرم : والله يابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوددت اني قتلت ثم نشرت

٧٣

ألف مرة وان الله تعالى يدفع القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من أهل بيتك. وله حملات يوم عاشوراء ، منها : ان شمر بن ذي الجوشن لما حمل وطعن فسطاط الحسين (عليه‌السلام برمحه ونتادى عليَّ بالنار حتى احرق هذا البيت على اهله فصاحت النساء وخرجن من الفسطاط فصاح به الحسين عليه‌السلام يابن ذي الجوشن انت تدعو بالنار لتحرق بيتي على اهلي احرقك الله بالنار. وقال حميد بن مسلم : قلت لشمر سبحان الله ان هذا لا يصلح لك تريد ان تجمع على نفسك خصلتين تعذب بعذاب الله وتقتل الولدان والنساء ان في قتلك الرجال لما يرضى به أميرك فجائه شبث بن ربعي وقال له : يابن ذي الجوشن ما رأيت مقالا اسوؤ من قولك ولا موقفا اقبح من موقفك أمرعبا للنساء صرت فكأن اللعين استحى فذهب لينصرف وكان زهر في رجال من اصحابه عشرة فشد على شمر بن ذي الجوشن واصحاب فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنهافصرعوا ابا عزرة الضبابي فقتلوه وكان من اصحاب شمر وذو قرباه فاقتتلوا حتى قتل اكثرهم وسلم زهير في ميمنة اصحاب الحسين عليه‌السلام وحبيب على الميسرة. ولما صلى الحسين بأصحابه صلاة الظهر قدم زهير وسعيد بن عبد الله الحنفي امامه حتى صلى بهم ولما فرغ الحسين عليه‌السلام من الصلاة تقدم زهير وجعل يقاتل قتالا لم يُر مثله

٧٤

وأخذ يحمل على القوم ويقول :

انا زهير وانا ابن الققين

اذودكم بالسيف عن حسينِ

ان حسينا احد السبطين

من عترة البر التقي الزينِ

ثم رجع فوقف أمام الحسين عليه‌السلام واخذ يضرب على منكب الحسين عليه‌السلام ويقل :

فدتك نفسي هاديا مهديا

اليوم القى جدك النبيا

وحسنا والمرتضى عليا

وذا الجناحين الشهد الحيا

فكأنه ودعه وعاد يقاتل حتى قتل مقتلة عظيمة ولما صرع وقف عله الحسين عليه‌السلام وقال : لا يبعدك الله يا زهير ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخمازير.

لسان الحال :

بقه محني الضلوع احسين اجه وتوسط الحومه

وقف بالمعركه مهموم ينده صحبته اوگومه

وقف بالمرعنه مهموم نده يا مسلم او هاني

حبيب اويعلى يزهير اهلال او مسلم الثاني

اعتبكم شعاتبكم شگلكم يقصر الساني

لا منكم جفه او هجران لا هذه محل نومه

وين الحر وين ابرير وين الشاكري عابس

انه لامة حرب شايل اودرع امن الزدلابس

٧٥

نارالحرب والحرنار چبدي من العطش يابس

اريد الماي والثايه تريد اهناك ملزومه

نخه وين ابن ابويانهض يملگه الشرتلگه الشر

يا عباس يا جاسم وين ابني علي الأكبر

يا ضنوة عقيل ايهون ياضنوة على او جعفر

حيهم كنز ابو طالب ما بيكم بعد گومه

وتناديت للذب عنه عصبة

ورثوا المعالي شيبا وشبابا

من ينتدبهم للكريهة ينتدبب

منهم ضراغمة الأسود غضابا

خفوا لادعي الحرب حين دعالهم

ورسو بعرصة كربلا هضابا

اسد قد اتخذوا الصوارم حيلة

وتسربلوا حلق الدروع ثيابا

ركب غوجه او تعنه احسين ليها

لگاها بس جثث ومسلبيها

صب الدمع وتلهف عليها

او گال احتسب عند الله واصبر

انصار احسين يلتبغي وصفها

انصار احسين يلتبغي وصفها

حلالك يوم رتبها وصفها

او غدت دونه اتسابگ للمنيه

تناخت والثلث تنعام منها

تموت ولا يظل كل احد منها

اشنقل للناس لوهي تقول منها

الاجت واحسين تم بالغاضريه

٧٦

سفير الحسين عليه‌السلام

المنهج الثالث عشر

عيني جودي لمسلم بن عقيل

لرسول الحسين سبط الرسول

لشاب بين الأعادي وحيد

وقتيل لنصر خير قتيل

ابك من قد بكاه احمد شجوا

قبل ميلاده بعهد طويل

وبكاء الحسين والآل لما

جائهم نعيه بدمع همول

تركوه لدى الهياج وحيدا

لعدو مطالب بذحول

ثم شاقوه بينهم يتهادى

للّعِينِ الرذِيل وابن الرذِيل

طاويا ظاميا جريحا عليلا

طالبا منهم رواء الغليل

هاشم ما كفاها اللّوم

واتجرد صوارمها

او تغزي ابخيلها الكوفه

او تطلب ثار مسلمها

يشهام هظم مسلمكم

مثله ما سده او لا صار

لمن غدرته الكوفه

او ضل ما بينها محتار

٧٧

ما يدري الوجه لا وين

ينطيه او يطب يا دار

يمشي او فلك فكره ايدور

لاچن خاطره مكسور

لمن شافله معمور

تم موچب على بابه

او نار الهضم يضرمها

طلعت جاريه من الدار

موچب شافته اعلى الباب

رادت تگرب اتنشده

لاچن غدت منه اتهاب

لمن شافها مسلم

من عدها الگلب مرتاب

گاللها اريدن ماي

حرّ العطش فت احشاي

گالتله ابوسط عيناي

جابتله او شرب منه

او صارت وگفته يمها

گالتله ارشد ابنيتك

موچب لا تضل عالباب

تدري الحرم ما تمّن

او من الأجنبي ترتاب

شوف الليل بعيوني

ذبله اعلى الوسيعه احجاب

گالتله هلك چاوين

گاللها هلي ابعيدين

مسلم وابن عم حسين

بيه غدرت الكوفه

او طاحت لعد ظالمها

لمن عرفته مسلم

صاحت ياهله اوحيّاك

يبو طاهر بماي العين

انه اوكل هلي نفداك

٧٨

روى المدائني وغيره انه قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب : هل لك من حاجة فأقضيها لك ، قال : نعم جارية عرضت علي وابا اصحابها ان يبيعوها الا ببأربعين ألف درهم وحب معاوية ان يمازحه فقال له : وما تصنع بجارية قيمتها اربعون ألفا وانت اعمى تجتزي بجارية قيمتها اربعون درهما ، فقال عقيل : ارجو ان اطأها فتلد الي ولدا اذا اغضبته ضرب عنقك بالسيف فضحك معاوية وقال : ما زحناك يا ابا يزيد وامر فابتيعت له الجارية التي اولدها مسلما وهي علية النبطية.

فلما أتت على مسلم سنين وقد مات ابوه عقيل جاء الى الشام وقال لمعاوية : ان لي ارضا بمكان كذا من المدينة وهي البغيبغة وفيها عين ماء وهي للحسين عليه‌السلام وهي التي اراد الحسين يعطيها الى بن سعد عوض ملك الري فحرم منها لعنه الله ، فقال معاوية : اعطيت بها مأة ألف وقد احببت ان ابيعك اياها فادفع لي ثمنها فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه فبلغ الحسين عليه‌السلام ، فكتب الى معاوية : اما بعد فأنك اغررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه ارضا لا يملكها فاقبض منه ما دفعته اليه واردد الينا ارضنا ، فبعث معاوية الى مسلم فاقرأه كتاب الحسين عليه‌السلام وقال له : اردد علينا ما لنا وخذ ارضك فانك بعت ما لا تملك ، فقال مسلم : اما دون ان اضرب رأسك

٧٩

بالسيف فلا ، فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه الأرض ويقول له : يابني هذا والله ما قال ابوك حين ابتاع امك. ثم كتب الى الحسين عليه‌السلام : ان قد رددت ارضكم وسوغت مسلما ما اخذ. قال أهل السير : كان مسلم بن عقيل فارسا شجاعا شهد مع عمه علي صفين وكان من القواد الذين جعلهم على الميمنة يوم صفين وكان بعثه الحسين عليه‌السلام الى الكوفة قد ذرف على الأربعين. وروى ابو مخنف ان اهل الكوفة لما كتبوا الى الحسين دعا مسلما وسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله وجماعة من الرسل وامره بتقوى الله وكتمان امره واللطف فان رأى الناس مجتمعين عجّل اليه ذلك وكتب الحسين عليه‌السلام الى اهل الكوفة كتابا يقول فيه : أما بعد فقد ارسلت اليكم اخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته ان يكتب لي ان رآكم مجتمعين فلعمري ما الإمام الا من قام بالحق وما يشاكل هذا. فخرج من مكة في النصف من شهر رمضان واتى المدينة فودّع اهله وخرج مع دليلين ضلا عن الطريق في الليل فماتا عطشا وكتب للحسين يخبره بما صدر وانه متطير اجابه عليه‌السلام : مامنا اهل البيت من يتطير او يتطير به فامتثل الى امر الحسين عليه‌السلام حتى دخل الكطوفة في الخامس من شوّال فنزل دار المختار بن ابي عبيدة الثقفي فأخذ أهل الكوفة يرحبون به و

٨٠