مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي

مناهج البكاء فى فجائع كربلاء

المؤلف:

حسين بن الشيخ علي الفرطوسي الحويزي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧

بل اثره عم جميع العائلة الشريفة خصوصا أمّه. لسان الحال :

شاله الوالي المظلوم جابه يم الخيام

والگلب منه منفطر والدمع سجام

صرخت النسوه بالبچا او ضجت الايتام

او طلعوا طبق كلهم او نصبوا للعزيّه

او رمله اطلعن تلطم صدرها ابدمع همال

اتنادي يغضن البان عني گوض او شال

ظليت حرمه ابلا ولي من غير رجّال

او صارت الضجه في اخدور الهاشميّه

وصلت لعد جاسم او منها الگلب مهموم

صاحت يعگلي يا شباب المات محروم

مرمي على الرمضا او متخضب بلدموم

لبچي على فرگاك كل صبح او مسيّه

بوذية

بس لبني رچبت الخيل لا گات

موت احمر ابسيفه الگوم لاگات

لون همي علي يذبل صار لاگات

من شفته ابحضن عمّه رميّه

دم نحرك صبغ زلفك وليعود

يبني دنهض ابعزمك ولي عود

ابماي العين ربّيتك ولي عود

أمل ذاك الربه اتخلفه عليه

تعيش امك وهي تحسب وفت لك

اوييزي يا دهر غزلك وفت لك

ابدمعي لغسل اجروحك وفت لك

گلبي دُوه او مشكل ترد ليّه

١٦١

على الدنيا بعدك العفا

المنهج الخامس والعشرون

حجر على عيني يمّر بها الكرى

من بعد نازلة بعترة احمدٍ

اقمار تم غالها خسف الردى

واغتالها بصروفه الزمن الردي

شتى مصائبهم فبين مكابد

سماً ومنحور وبين مصفّدِ

سل كربلا كم مهجة لمحمد

نهبت بها وكم استجذت من يدِ

وكم دم زاك اريق بها وكم

جثمان قدس بالسيوف مبدّدِ

وبها على صدر الحسين ترقرقت

عبراته حزنا لأكرم سيّدِ

وعليَّ قدر من ذوابة هاشم

عبقت شمائله بطيب المحتدِ

افديه من ريحانة ريّانه

جفّت بِحْرْ ظماً وخرّ مهندِ

بكر الذبول على نضارة غصنه

ان الذبول لآفة الغصن الندِ

لله بدر من مراق نجيعه

مزج الحسام لجينه بالعسجدِ

ماء الصبا ودم الوريد تجاريا

فيه ولاهب قلبه لم يخمدِ

لم انسه متعمّما بشبا الضبا

يين الكماة وبالأسنة مرتدِ

١٦٢

في شجاعته ، لسان الحال :

عليمن دارت النوبه على ابن حسين لمچنّه

طلع من خيمته اينادي اليريد الموت يتدنه

يتدنه اليريد الموت منكم يابني سفيان

كل اهل الرياسه اتگوم تحضر خطّة الميدان

لوشبچت زلم والخيل يعرف فارس الفرسان

اليوم اليوم اشب النار بيكم وعلق الدنه

صارت ضغبره بالكون من طبه علي الأكبر

ظلمت كل نواحيها او نوره بالوغه يزهر

يتلولح على الصيدات وبظهر المهر يفتر

من مثله سبق للموت وبن اثمنطعش سنّه

من مثله سبق للموت عمره اثمنطعش يا ناس

بالحومه وگف وگفه اتشابه وگفة العبّاس

بيها ينتخي وايصيح حين اللي كشف للراس

وين اليطلب الميدان يتدنه الحرب فنّه

ياحي شبل ابو السجاد لاح ابظهر ميمونه

امفرع وسطة الجيمان وجعوده على امتونه

١٦٣

اسطه بالحرب يدري اشلون الحرب وفنونه

من يضرب فرد ضربه ابسيفه ما بعد ثنّه

ردنه حيدر الكرار حاضر كربلا ايشوفه

من صال او ركب غوجه او كوّر عسكر الكوفه

او خلّه كربلا كلها ابروس او جثث مردوفه

او خله اخيولهم ردت خليه او تسحب العنه

جندله كل افعاعيها وخلاها تصيح الويل

كل فارس بطل مرعوبن سيفه او ينادي ادخيل

ذيچ الزلم كورها او خل الخيل فوگ الخيل

شنهي الميت الف خيال ما تگدر تگربنّه

يتنومس ابضرب السيف والعيد الحرب عنده

يطرب لو حمه الميدان چنه بالحرب جده

اشبيب ما بلغ عشرين عمره بالحرب وحده

ما واحد وگف بالسيف من دونه يذب عنه

وحده ابحومة الميدان ما واحد وگف دونه

بس احسين بالصيوان صوبه شابحه اعيونه

اوليله واگفه ابكتره او لنّه من خطف لونه

اثاري بكر بن غانم شافه من گرب منّه

١٦٤

لمن شافته ليله لونه انخطف وتغيّر

گالت له يبو اليمه اشمالك واگف امحيّر

خبّرنه يبو السجاد نترجّه علي الأكبر

للخيمه يرد اردود يو لا نگطع الظنّه

لسان الحال الوالده :

يبني علي هاليوم نفعك

طبع النبي المختار طبعك

زاچي الأصل محمود فرعك

گلت للسّند والصين اتبعك

عن نصر ابوك اشلون امنعك

وذّن ييمه اوخل اسمعك

واگعِد ابحضني خل اودعك

وطّيني بيدي احل درعك

بوذيه

حزن ليله عليها اشتد وهمها

او گلبهاعِد علي الأكبر وهمها

تدرون اشعمل بيها وهمها

على ابنيها تغيّر وجه أبيّه

يشبه المصطفى بالخلگ ونداك

تهايل طود صبري اعليك ونداك

هد حيلي صدا نخواك ونداك

على المگدور يوليدي اشبيديّه

ان علي بن الحسين الشهيد بالطف لقّب بالأكبر لأَنه اكبر اولاد الحسين عليه‌السلام على قول مشهور او اكبر من الثلاث لأن الحسين عليه‌السلام له من الولد المذكور سته ثلاث منهم اسمه علي وثلاث عبد الله وجعفر ومحمّد كما ذكره بعض كتب الأنساب فهو أكبر من على

١٦٥

الثالث وعن المفيد ان للحسين عليه‌السلام من الأولاد الذكور أربعة علي بن الحسين الأكبر كنيته ابو محمد وامّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ، وعلي بن الحسين الأصغر قتل مع ابيه بالطف وامه ليلى بنت ابي مرة بن عروة بن مسعود الثقفيّة وجعفر بن الحسين عليه‌السلام توفي في حياة أبيه ولا عقب له وأمه قضاعه ، وعبد الله بن الحسين قتل في حجر أبيه صغيرا وأمه رباب بنت امرئ القيس انتهى كلامه هذا ويجوز ان الطفل الصغير ايضا مسمى بعلي هذه من كثرة حبّ الحسين عليه‌السلام لأبيه أمير المؤمنين سمى اولاده عليا كما اشار الى ذلك زين العابدين جوابا ليزيد لعنه الله حين قال للأمام : وا عجبا لأبيك سمى عليا وعليا ، فقال عليه‌السلام : ان ابي احبَّ أباه أمير المؤمنين فسمى بإسمه مراراً.

فكلامنا حول علي الشهيد بكربلا كنيته ابوالحسن كما وردت الإشارة في زيارته عليه‌السلام ، السلام عليك يا أبا الحسن ، عمره الشريف قيل ١٩ سنة وقيل ٢٥ وقيل ٢٧ لأن اكثرهم قال : انه ولد سنة ٣٣ بعد الهجرة ، أمه ليلى بنت ابي مرة بن عمروة بن مسعود الثقفي امها ميمونة بنت ابي سفيان بن حرب ابن أمية. وقد اخذ الشرف والسيادة من طرف الآباء ومن طرف الأمّهات لان عروة بن مسعود كان احد السادات الأربعة في الإسلام ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سيادتهم هلال العبدي وعدي بن حاتم وسراقة بن مالك المدلجي وعروة بن مسعود الثقفي وهو

١٦٦

أحد الرجلين العظيمين في قوله تعالى حكابة عن كفّار قريش وقالوا : «لَوْ لا نَزَّّلَ هَذَا القُرْآنَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيِنِ عَظِيِمْ» وهو الذي أرسلته للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعقد صلح الحديبيّة وكان كافرا ثم أسلم سنة ٩ من الهجرة بعد رجوعه الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطائف واستأذن النبي في الرجوع لأهله فرجع ودعا قومه للاسلام فرماه واحد منهم بسهم وهو يؤذّن للصلاة فقتله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا بلغه ذلك : مثل عروة مثل صاحب ~يس دعا قومه الى الله فقتلوه ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ورأيت عيسى بن مريم فاذا اقرب من رأيت بن شبهاً عروة بن مسعود وعلى هذا يكون معاوية بن أبي سفيان خال ليلى ام الأكبر لهذا ناداه رجل من أهل الكوفة حين برز علي الأكبر للميدان ان لك رحماً بأمير المؤمنين يزيد بن معاوية فان شئت امنَّاك ، فقال له علي : ويلك لقرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احق ان ترعى. وكان معاوية كثيرا ما يمدح على بن الحسين عليه‌السلام حتى قال يوما لأصحابه : من احق الناس بالخلافة ، قالوا : انت ، قال : لا بل احق الناس بالخلافة علي بن الحسين بن علي عليهم‌السلام جدّه رسول الله وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف يعني المنظر الحسن وفيه يقول الشاعر :

لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشي ومن ناعل

لايؤثر الدنيا على دينه

ولا يبيع الحق بالباطل

١٦٧

امّا شجاعتة بني هاشم التي اشار اليها معاوية لعنه الله يوم الطف عَرَّفَهم بها علي الأكبر حين نكس منهم الرايات وخاض فيهم كجدّه خواض الغمرات واباد منهم الشجعان وفرّت منهم اكثر الفرسان واحجم العسكر عن مبارزته ووقفت عن منازلته ووجهه كالقمر يتلألأ نوره روحي له الفدا. لسان الحال في شجاعته :

شل اطرادها ابن احسين الأكبر

او خلى الخيل بالهامات تعثر

امصيت هلهلت له الخيل لو لاح

عليها او صفگت له اطراف الأرماح

او رگصت له السيوف ابروس الأقراح

او فوگ الطوس دگت ضرب الاگثر

من هاشم امنتب موش ملفوف

ابوه احسين بالميدان موصوف

او جده حيدر الكرار معروف

او عمه الحسن والعباس الازهر

اهتز ابغيرة الله وافرع الراس

تبارك بالوجه والدرع والطاس

او سيفه الشعشعاني المرهب الناس

او بالخيل الطلايع ضيق البر

اشچم حرآن من غدراته نس

مهو ابن احسين ضرب السيف اله وبس

ابرمحه چم عجيد اصپاح لبس

او خلاها ابجماجمها تعثّر

تموج الخيل من يفتر عليها

چن الخيل ابو الحسنين بيها

ذب هذا ورا او هذا لديها

مساميها او رمحه يلحق الفر

شباب ولا يهاب الموت طفّاح

بسرج عالي طويل الظهر نفاح

ارضى السيف واطاشرط الارماح

اورد ايلوج بالسانه او يفغر

١٦٨

لسان حال الوالده :

او نعمين الاكبر من تشعشع

بمذهبه او للراس فرّع

وبغير گلبه ما تدرّع

صرخ بالعشاير شبه صعصع

ومذهبه اعلى الطوس يلمع

او عن طبرته ما درع يمنع

او عوده ابتهج بيه او تنشع

كلما الحملاته ايتنوع

او لعد نخوته بالطنب يسمع

كل الاسف شافه اوگع

او شافه ابمواضيها توزع

نحاه او صرخ لاچن اشينفع

مصرعك بويه اشلون مصرع

بيه الگلب ذاب او تقطع

١٦٩

على الدنيا بعدك العفا

المنهج السادس والعشرون

يلقى ذوابلها بذابل معطف

ويشيم انصلها بجيد اجيدِ

خضبت ولكن من دم وفراته

فحمرَّ ريحان العذار الاسودِ

جمع الصفات العز وهي تراثه

عن كل غطريف وسهم سيد

في بأس حمزة في شجاعة حيدر

بأبا الحسين وفي مهابة أحمد

وتراه في خلق وطيب خلائق

وبليغ نطق كالنبي محمد

فيردها قسرا على اعقابها

في بأس عريس ملبدِ

ويؤب للتوديع وهو مكابد

لظما الفؤاد وللحديد المجهد

صادى الحشى وحسامه ريّان من

ماء الطلا وغليله لم يبرد

يشكو لخير أبٍ ظماه وما اشتكى

ظما الحشى الا الى الظامي الصدي

كل حشاشته كصالية الغضا

ولسانه ظمأً كشقة مبرد

فانصاع يؤثر عليه بريقه

لو كان ثمة ريقه لم يجمد

١٧٠

حملته ولسان الحال :

صال الاكبر او رج الميادين

اومن امذهبّه ماجت الصوبين

شباب او شمّر اردانه او نحرها

حر الصيد وبعينه صگرها

ذهلها او لا بعد تندل مفرها

يخطف روحها او منه تفر وين

وسّد شوسها اتراب الوطيه

او سسيفه تتلوّح ابحده المنيه

خلط روس أو جثث بالطف سويه

جدّه الليث حيدر كفو او نعمين

امصيت بالحرب من صغر سنّه

خله اخيولهم تسحب المنه

حتى الأرض ترجف خوف منّه

او مثل الطوف ثابت شبل الحسين

عگب ما نوو كلهم على الشرده

اولا واحد بعد يوصل الحده

شدر ومن العطش مفطور جبده

ينادي الچبد مني انجسم نصين

يصيح ابصوت بويه احسين عطشان

او ذابت مهجتي من نار الأكوان

يبويه امن الشمس والعطش خلصان

دليلي اهنا يبن سيد الوصيّين

بچه احسين او نحب واچثر نحيبه

يگله الماي يبني امنين اجيبه

ترى چبدي مثل چبدك لهيبه

يبويه اصبر واسدر للميادين

گومي تلگي ابنچ يليله

شدّي احزومه او هلهليله

لامت حرب شايل ثجيله

او من العطش ذايب دليله

واحسين اشوفه يتچيله

يروحي الذي راسي يشيله

علي الأكبر اوّل قتيل من الطالبيّين في الطف بعد انصار ابيه وكان

١٧١

يشبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خَلقه وخُلقه ومنطقه وكان مرآة الجمال النبوي لأنه فرع الشجرة النبويّة الوارث لمآثر الطيبة فهو معقد الآمال الحسينية ولهذا اثر على ابيه اثرا عميقا ولذلك لما اراد البراز رفع الحسين يديه الى السماء وقال اللهم اشهد عليهم انه برز اليهم غلام اسبه الناس خَلقَاً وخُلقاً ومنطقا برسولك وكنا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا اليه.

هذه الكلمات تنبّأ عن الحزن العميق الذي حلَّ بالحسين عليه‌السلام من هذه الكارثة المؤلمة وفيها اشارة الى هؤلاء القوم الذين يدّعون انهم اتباع جدّه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المقرر بهم من قبل دعاة السوء فهم يجتمعون اليوم على حرب ابن محمد ويشهرون سيوفهم لقتله ويتقدّم الآن للميدان من هو اشبه الناس برسول الله في خَلقه وخُلقه ومنطقه كما ان في هذا الجمع الغفير الكوفي من يعرف ذلك. اراد الحسين عليه‌السلام بهذه الكلمات انهم يدّعون الاسلام افكا وزورا وهم عراة مما يدّعون وكان روحي فداه على طول الخط يوضح لهذا المجتمع الضال عن جادة الإعتدال ، فعلي الأكبر يمضي في جهاده ودفاعه عن كلمة الحق ويصبر عن تقرير المصير مع هؤلاء الظلمة برجزه :

انا علي ابن الحسين ابن علي

نحن وربُّ البيت اولى بالنبي

والله لايحكم فينا ابن الدعي

١٧٢

فحدد الموقف وانه لا سبيل لطلبة القوم منهم وهم اباة الضيم وهم اقوى مما تفرضه الظروف القاسية وبهذا الشعار انقطع امل القوم وجميع المحاولات الدنيئة من ان اباة الضيم يستسلمون او يسلموا علي الأكبر بعد حصول الإذن له من ابيه خاض عباب الحرب ودارها دور الرحى نكّس ابطالها وجندل رجالها ، يضرب فيهم كضربات جدّه أمير المؤمنين فأبوه بالطبع مأنوس بشجاعته ووجه يتهلل فرحا وشد على الناس مرارا وقتل منهم جمعا كثيرا حتى ضجّ الناس من كثرة من قتل منهم. وروى انه قتل على عطشه مائة وعشرين فارسا وطلب المبارزة فلم يبرز اليه احد فدعى عمر بن سعد طارق بن كثير ، قال له : وتأخذ ما تأخذ من ابن زياد فاخرج الى هذا الغلام وجئني برأسه فقال انت تأخذ ملك الري وانا اخرج اليه فان تضمن لي الى الأمير أمارة الموصل أخرج اليه ، فضمن وأعطاه خاتمه ميثاقا ، فخرج وقاتل قتالا شديدا الى ان ضربه علي بن الحسين عليهم‌السلام ضربة منكرة فقتله وخرج اخو طارق فقتله علي فلم يخرج اليه أحد الى أن نادى عمر بن سعد الا رجل يخرج اليه ، فبادر اليه بكر بن غانم وكان كما قيل : يعد بألف فارس او بثلاثة آلف فارس. فلما خرج بكر اللّعين تغير وجه الحسين عليه‌السلام وكانت ام علي بباب الخيمة تنظر في مرآة الإمامة

١٧٣

وهي وجه الحسين فلما تغيّر قالت : ياسيدي لعلَّ ولدي قد اصابه شيء ، قال : لا ولكن قد خرج اليه من أخاف منه عليه ، فادعي له فاني سمعت من جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان دعاء الام يستجاب في حق الولد ، دخلت ليلى خدرها نشرت شعرها رفعت ثدييها بيديها جعلت تنادي : يا راد يوسف على يعقوب ردَّعليَّ ولدي ، وغُشيَ عليها. لسان الحال :

طبت الخيمتها الغريبه

تبچي او على ابنيها امريبه

يا لراد يوسف من مغيبه

اليعگوب ومسچن نحيبه

اريدن علي سالم تجيبه

امّا علي الأكبر فلم يزل معه في كرٍّ وفر ، حتى عاجله بضربة في وهن درعه ارداه صريعا احتز رأسه واقبل اليه ابيه مناديا ابه :

صيد الملوك ارانب وثعالب

واذا حملت فصيدي الأبطال

لكن يا أبه هل من جائزة وهي شربة من ماء فقد نشف كبدي من الظمأ اتقوّى بها على قتال الأعداء ، فبكى الحسين منادياً : وا ولداه ، وارتفعت الصيحة عند الهاشميّات كل تنادي وا عليّاه.

«لسان الحال»

مضى العطش يابن احسين الأكبر

اورد ايلوج بلسانه او يفغر

يصيح ابصوت فت گلبي او شعبني

يبويه گوم ليه العطش ضرني

يبويه درعي اوطاسي بهضني

يبويه او نشفت ارياگي من الحر

١٧٤

ييبويه شربة اميّه الچبدي

ايتگوّه ورد للميدان وحدي

يبويه فطر گلبي وحق جدي

العطش والشمس والميدان والحر

يگله امنين اجيب الماي يبني

مهو حچيك بهض حيلي او شعبني

اوفت روحي او حمس چبدي اولسبني

يبويه استخلف الله العمر واصبر

يگله والدمع يجري من العين

يبعدي او بعد كل الناس يحسين

تگلي اصبر اوگلبي صار نصّين

اشلون اصبر يبويه والصبر مر

بوذيه

مدري اشگال ابو الشجاد منجاه

علي او عوده الخايف دوم من جاه

من برهان اريد الماي من جاه

العطش نصين طر گلبي سويّه

تعدّه حدّه الظالم وجازه

عسى الرب خاصمه ابفعله وجازه

رخصه اعلى الورد مالي وجازه

صداق امي صدگيحرم عليّه

يشبه المصطفى بالخلك ونداك

تهايل طود صبري اعليك ونداك

هد حيلي صدا نخواك ونداك

على المگدور يوليدي ابديّه

١٧٥

على الدنيا بعدك الصفاء

المنهج السابع والعشرون

وتجلى فجرا بليل قتام

مستنيرا من الهدى بضياء

هو شيل الحسين شبل علي

حين ينمى بنجدة واباء

اشبه الناس في محمد خَلقا

خُلقا منطقا بغير خفاء

شجت الخيل والرجال ارتياعا

واستغاثت من بأسه المضاء

فاستجار بن سعد منه ببكر

فاُريع الحسين عند اللقاء

واستغاثت ليلى به لعلي

قال كوني عونا له في الدعاء

فمحاه بضربة من علي

لابن ودٍ قد اسرعت بالفناء

فأتى للحسين والقلب منه

يتلظى من الظما باصطلاء

ابتاه هل لي بشربة ماء

اتقوّى بها على الاعداء

ان ثقل الحديد اجهد نفسي

والظما قاتلي وانت رواء

قال من اين يابني وهذا

خاتمي فاستعن برب السماء

عُد الى الحرب سوف تسقى بكأس

عن قريب من خاتم الأنبياء

فاتى الحرب ايسا من حياة

ليس فيها غير العنا والشقاء

١٧٦

ليس يبقى سوى الشهادة فيها

بين سمرٍ تحنى وبيض وضاء

فتوارى وهو الشهيد كريما

فوق مهد منها وتحت غطاء

«الوداع ولسان الحال»

تسايل يا دمع لوداع الأكبر

يگلبي ذوب لوداعه او تفطر

يويلي من تلاگو عند الوداع

امشابگ طول لمن هووا للگاع

لاع ابنه لبيه والابو لاع

على ابنيّه يويلي اوداع الاگشر

يشم احسين خد ابنه او يحبّه

او دمعه مثل دمع ابنه يصبه

والنار البگلب ابنه ابگلبه

يخفيها على ابنه اونوب تظهر

يگله والدمع بالعين دفاق

ابعبره امكسره وابگلب خفاگ

يبويه اوداعة الله هذا الفراق

يبويه اشبيدنه هذا المگدّر

يبويه للسيوف اسدر او للزان

او لوح ابغاربه وشلش الميدان

يبويه اليوم مرواحك للجنان

او بالكوثر يبويه اليوم تفطر

تحسر ويل گلبي او جذب ونّه

او من الماي آه انگطع ظنّه

عرف لن المنيّه دنت منّه

خر دمعه او للميدان سدّر

الاكبر برز للميدان وحماه

وگلب ليله شجر تنّور واحماه

يمن رد يوسف اليعقوب وحماه

ترد الأكبر ابجودك عليّه

رج الاكبر الجيمه وشبها

وذاه الكهل من باسه وشبها

يشبه حيدر ابباسه وشبها

ابعزرائيل جَسّام المنيّه

١٧٧

الاكبر يعود الى الميدان بعد قتله بكر بن غانم شبيه جده علي في الجسم وفي الشجاعة وفي تعصّبه للحق لانه يوم قال الحسين روحي فداه اثناء الطريق : كأني بفارس قد خطر علينا قائلا القوم يسيرون والمنايا تسير بهم اتاه علي قائلا يا اية اولسنا على الحق ، فقال له عليه‌السلام : اي والذي اليه مرجع العباد ، قال علي : اذن لا نبالي بالموت. شوهد سيد الطف في جميع حالاته على جانب عظيم من الصبر والتجلّد لكن وداعه الأخير لعلي الأكبر افقده تجلّده اعتنق ولده ودموعه جارية على كريمته فأخذ يودّعه ولكن بأيّة حالة يصفها بعضهم بلسان الحال :

يا علي يبني انوب ذليت

والموت يا خذني تمنيّت

عنمود الوسط يالشايل البيت

يبني بعد عند اشخليت

انه بيش اجيت اوبيش رديت

يا واحد للحيل هديت

ظهري انحنه ولشوفي اعميت

عساني لهاي الدار لا جيت

ولمّا ودّع اباه وودّع النساء رجع الى الميدان وعيون الحسين عليه‌السلام تشيّعه فصاح الحسين عليه‌السلام بعمر بن سعد مالك قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلّط عليك من يذبحك على فراشك ولم يزل علي يحمل على الميمنة ويعيدها على الميسرة ويغوص في الأوساط فلم يقابله جحفل الاّردّه

١٧٨

ولا برز اليه شجاع الاّ قتله حتى قتل تمام المائتين كما في بعض المقاتل وهو يقول :

الحرب قد بالنت لها الحقائق

وظهرت من بعدها مصادق

والله رب العرش لانفارق

جموعكم او تغمد البوارق

فلم يزل يقاتل قتالً شديدا مع ما فيه من العطش الشديد فقال مرة بن منقذ العبدي أن مرّبي هذا الغلام عليَّ آّثام العرب ان لم اثكل اباه به فطعنه بالرمح في ظهره وضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته واعتنق فرسه فاحتمله الى معسكر الأعداء واحاطوا به حتى قطّعوه بسيفوهم اراً ارا يصف هذه الحالة المؤلمة ابن نصار بلسان الحال :

شبگ على المهر لباله يودّيه

لبوه احسين عن الگوم يحميه

ويلي المهر للعدوان فر بيه

ووچب آه بموسط العسكر

داروا بالسيوف عليه والزان

مثل چتّال سبع المات فرحان

عسى ابعيد البلا ولية العدوان

اراذل او بالمعايب دوم تفخر

فلمّا بلغت روح علي التراقي نادى رافعاً صوته يا ابتاه عليك مني السلام هذا جدي قد سقاني بكأسه شربة لا اظمأ بعدها ويقول ان لك كاساً مذخروة فاتاه الحسين كالصقر المنقض على فريسته وانكب عليه واضعا خدّهُ على خدّهْ وهو يقول :

١٧٩

على الدنيا بعدك العفا. ولسان الحال :

گعد عنده او شافه امغمّض العين

ابدمه شابح امترّب الخدين

متواصل طبر والراس نصّين

حنا ظهره على ابنه او تحسّر

يبويه گول منهو الشرگ راسك

ينور العين من خمّد انفاسك

يعگليمن نهب درعك او طاسك

يروحي اشلون اشوفنّك امطبّر

يبويه من عدل راسك او رجليك

او من غمض اعيونك واسبل ايديك

ينور العين كل سيف الوصل ليك

گطع گلبي او لعند احشاي سدّر

يبويه من سمع يمّك ونينك

او من شبحت لعند الموت عينك

للعشرين ما وصلن سنينك

او حاتفني عليك الدهر الاگشر

ولمّا وقع علي في الميدان امر فتيانه ان يحملوه الى الخيمة فجاؤا به الى الفسطاط الذي يقاتلون امامه وحرائر الرسالة ينظرون اليه محمولاً مخضباً بالدماء موزّع جثمانه بالضرب والطعن فاستقبلته بصدور داميه وشعور منشورة وعولة وصراخ تقدمهن عقيلة بني هاشم زينب الكبرى صارخة منادية : يا حبيب قلباه وثمرة فؤاداه ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء.

لسان الحال

اجت زينب تصيح الله اكبر

يعمه ليش هالنومه ابهل الحر

هوت فوگه تشم خده او تحبه

او تطبگ طبرة الراس او تعصبه

١٨٠