شمس العلوم - ج ١٠

نشوان بن سعيد الحميري

شمس العلوم - ج ١٠

المؤلف:

نشوان بن سعيد الحميري


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
ISBN: 1-57547-638-x
الصفحات: ٥٩٥

ولكل حرفٍ منهن معنى قد ذكر في بابه. ؛

فأما « لكن » فمعناه الاستدراك ، ويأتي للإِيجاب بعد النفي كقولك : ما جاءني أحدٌ لكنْ زيدٌ ، وقد يأتي بعد الإِيجاب إِذا كان بعده كلام تام قائم بنفسه كقولك : جاء القوم لكنْ زيد لم يجيء ، ونحو ذلك.

هذه الحروف تعطف بها الثاني على الأول ويعرب بإِعرابه.

وجميع الأسماء تعطف عليه إِلا المضمر المخفوض فلا يُعطف عليه عند الجمهور ، إِلا بإِعادة الحرف الخافض ، كقولك : مررت بك وبزيد ، ولا تقول : مررت بك وزيد ، وقد جوَّزه بعضهم ، وأنشد : فاذهب فما بك والأيامِ من عجب وقرأ حمزة تساءلون به والأرحام (١) واعلم أن المعطوف على ما عملت فيه إِن وأخواتها يجوز نصبه عطفاً على الاسم ، ويجوز رفعِه على المضمر في الخبر ، ويجوز الرفع مع « إِن » و « أن » و « لكنّ » خاصة على الموضع ، أو على الابتداء وإِضمار الخبر ، كقولك : إِن زيداً قائمٌ وعمراً ، بالنصب ، وعمروٌ بالرفع. قال الله تعالى : ( أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )(٢) قرأ العامة بالرفع ، وقرأ عيسى بن عمر بالنصب.

وكذلك الاسم المعرَّف بالألف واللام إِذا عطف على المنادى المفرد يجوز رفعه ونصبه كقولك : يا زيد والرجل قُوْما. قال تعالى : ( يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ )(٣) قرأ العامة بالرفع عطفاً على « جِبالُ » أو على المضمر في « أَوِّبِي » وقرأ الأعرج بالنصب. قال سيبويه : عطفاً على الموضع أي : ونادينا الجبال والطيرَ. وقال أبو عمرو : أي وسخرنا الجبالَ والطير ، وجوَّز بعضهم أن يكون مفعولاً معه ، وأنشد النحويون :

ألا يا زيدُ والضحاكَ سيرا

فقد جاوزتما خمر الطريق

__________________

(١) سورة النساء : ٤ / ١.

(٢) سورة التوبة : ٩ / ٣ ، وانظر قراءتها في فتح القدير : ( ٢ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ).

(٣) سورة سبأ ٣٤ / ١٠ ، وانظر قراءتها وتفسيرها في فتح القدير : ( ٤ / ٣١٥ ).

١٤١

وكذلك المعطوف على خبر ليس إِذا دخلته الباءُ يجوز خفضُه ونصبُه ورفعُه ، كقولك : ليس زيد بقائم ولا ذاهبٌ ولا ذاهباً ، الخفض على اللفظ ، والنصب على موضع الباء ، والرفع على الابتداء ، وأنشدوا :

فليس بمعروف لنا أن نردَّها

صحاحاً ولا مستنكراً أن تُعقرا

يروى : « ... مستنكر ... » بوجوه الإِعراب.

ل

[ النَّسل ] : يقال : النَّسَل ما يبقى من اللبن على رؤوس الأحاليل. قال :

ترى لأخلافها من تحتها نَسَلا

م

[ النَّسَم ] : جمع نسمة ، وهي النفس.

قال أسعد تُبَّع (١).

شهدت على أحمدٍ أنه

رسولٌ من الله باري النَّسَم

وفي حديث (٢) النبي عليه‌السلام : « بُعثت في نَسَم الساعة » أي في ابتداء أوائلها ، مأخوذ من نسم الريح ، وهو أولها قبل أن تشتد.

و

[ النَّسا ] : قال بعضهم : تثنية النَّسا نسوان.

ي

[ النَّسا ] : عِرْقٌ مستطيل من الورك إِلى الحافر ، وكذلك للإِنسان وغيره ، والاثنان نسيان ، وجمعه أنساء.

و [ فَعَلَة ] بالهاء

م

[ النَّسَمة ] : النفس.

__________________

(١) من أبيات منسوبة إِليه في الإِكليل : ( ٨ / ٢٨٠ ).

(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية : ( ٤ / ١٦١ ).

١٤٢

والنسمة : الإِنسان.

فِعْل ، بكسر الفاء

ع

[ النِّسْع ] : سيرٌ مضفور.

و [ فُعُل ] بضم الفاء والعين

ك

[ النُّسُك ] : جمع نسيكة ، وهي الذبيحة. قال الله تعالى : ( صَلاتِي وَنُسُكِي )(١)

الزيادة

مَفْعَل ، بالفتح

ك

[ المَنْسك ] : لغةٌ في المنسِك. قال الله تعالى : ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً )(٢)

قيل : أي مذبحاً. وقال ابن عباس : أي عيداً.

وقرأ حمزة والكسائي : مَنْسِكاً ، بكسر السين ، والباقون بالفتح. قال أبو إِسحاق : مَنْسَك ، بفتح السين مصدرٌ بمعنى النُّسُك والنُّسوك.

ومَنْسِك ، بالكسر : أي مكان نسك ، والجميع مناسك. قال الله تعالى : ( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ )(٣)

قال الحسن : أي ما أُمروا بفعله في الحج؛ وفي الحديث (٤) عن النبي عليه‌السلام : « خذوا عني مناسككم ».

و [ مَفْعِل ] بكسر العين

__________________

(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٦٢.

(٢) سورة الحج : ٢٢ / ٣٤.

(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٠٠.

(٤) أخرجه البيهقي في سننه : ( ٥ / ١٢٥ ).

١٤٣

ر

[ المَنْسِر ] من الخيل : مثل المِقْنَب.

ويقال : بل المنسر من الخيل ما بين المئة إِلى المئتين.

ويقال : إِن المنسر الجيش العظيم. قال أسعد تُبَّع (١) :

وأباؤه لهم المَنْسِر

ك

[ المَنْسِك ] : الموضع الذي تُذبح فيه النسائك.

م

[ المَنْسِم ] : طرف خُفِّ البعير بمنزلة الظفر للإِنسان.

ويقال : من أين مَنْسِمك : أي وجهتك.

مقلوبه

ج

[ المِنْسَج ] : مِنْسَج الفرس معروف (٢).

قيل : هو مأخوذ من النسج ، لتحركِه.

والمِنْسَج : الأداة التي يمد عليها الثوب للنسج.

ر

[ المِنْسَر ] : مِنْسَر الطائر : مخلبه.

والمنسر : نحو المِقْنَب من الخيل.

ف

[ المِنْسَف ] : الذي يُنسف به الطعام.

و [ مِفْعَلة ] بالهاء

غ

[ المِنْسَغة ] : بالغين معجمة : إِضبارة من الريش ينسغ بها الخباز الخبز : أي يضربه.

__________________

(١) الشاهد في شرح النشوانية : (١٧٨) وهو من قصيدة طويلة في كتاب التيجان : (٤٥٨) ، وصدره : وذو المر علي فلا تنسه.

(٢) وهو : ما شَخَص من فروع الكتفين إِلى أصل العنق ، وانظر اللسان ( نسج ).

١٤٤

همزة

[ المِنْسَأة ] ، مهموز : العصا. قال الله تعالى : ( تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ )(١) قرأ أبو عمرو ونافع بغير همز ، والباقون بالهمز.

فَعّالة ، بفتح الفاء وتشديد العين

ب

[ النَّسَّابة ] : رجلٌ نَسّابة : أي عالم بالأنساب.

فُعّال ، بضم الفاء

ف

[ النُّسّاف ] : طائرٌ له منقار كبير ، عن ابن الأعرابي.

و [ فُعال ] بالتخفيف

ل

[ النُّسال ] : نُسال الطيرِ : ما نسل من الريش.

و [ فعالة ] بالهاء

ف

[ النُّسافة ] : نُسافة الشيء : ما يسقط عنه إِذا نُسف. يقال : كُلِ الخالصً واعزلِ النُّسافة.

ل

[ النُّسالة ] : القطعة من شعر الدابة إِذا سقط عن جسده.

فِعال ، بالكسر

و

[ النِّساء ] : خلاف الرجال.

__________________

(١) سورة سبأ : ٣٤ / ١٤.

١٤٥

فَعول

ح

[ النَّسوح ] : ناقة نَسوح : أي سريعة.

ويقال : هي التي يضطرب حملُها.

ف

[ النّسوف ] من الإِبل : الذي يأكل بمقدَّم فمه.

و [ فَعولة ] بالهاء

ل

[ النَّسولة ] من الدواب : التي تُقتني للنسل.

فَعيل

ب

[ النَّسيب ] : المناسب.

ورجلٌ نسيب : ذو حَسَب.

ج

[ النسيج ] : يقال : هو نسيج وحده : أي سالمٌ من العيب ، لا نظير له. قال ابن قتيبة : وذلك أن الثوب الرفيع لا ينسج على منواله غيره ، وإِن لم يكن رفيعاً جُعل على منواله سدى أثواب كثيرة. وفي الحديث (١) : قال عمر ، رضي‌الله‌عنه : « من يدلني على نسيج وحده؟ فقال أبو موسى : ما نعلمه غيرك ، فقال : ما هي إِلا إِبل موقّع ظهورها ». الموقّع : الذي فيه أثر الدَّبر ، فأراد أنه مثلُ تلك الإِبل في العيب.

ف

[ النسيف ] : كلامٌ نسيف : أي خفيّ.

والنسيف : الموضع المنجرد من جنب البعير لكثرة ركض الراكب برجله.

ل

[ النسيل ] : ما نُسل : أي سقط من ريش الطائر ، ووبر البعير ، وشعر الدابة.

__________________

(١) ذكره ابن الأثير في النهاية : ( ٥ / ٤٦ ).

١٤٦

والنسيل : العسل الذائب ليس فيه شمع.

م

[ النسيم ] : نَفَس الريح. يقال : للريح نسيم طيب.

ي

[ النَّسيّ ] : الكثير النسيان. وقول الله تعالى : ( وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا )(١) أي ناسياً.

وبالهمز

[ النسيء ] ، مهموز : التأخير. قال الله تعالى : ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ )(٢) قرأ نافع في رواية عنه : النسيّ ، بالتشديد بغير همز ، فالنسيء الذي في الآية تأخير حرمة المحرَّم إِلى صفر ، لأنهم كانوا في الجاهلية لا يُغيرون في الأشهر الحرم ، فيشتد عليهم ذلك. فيحكِّمون رجلاً منهم ويقولون : أنسئنا شهراً فيُحلُّ لهم المحرَّم ، ويؤخر حُرمته إِلى صفر ، فنهى الله تعالى عن ذلك.

و [ فعيلة ] بالهاء

ك

[ النسيكة ] : الذبيحة.

همزة

[ النسيئة ] ، مهموز : التأخير. يقال : باعه بنسيئة وفي الحديث (٣) : نهى النبي عليه‌السلام عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئةً.

فِعلان ، بكسر الفاء

و

[ النِّسوان ] : النساء.

__________________

(١) سورة مريم : ١٩ / ٦٤.

(٢) سورة التوبة : ٩ / ٣٧.

(٣) أخرجه أبو داود في البيوع ، باب : في الحيوان بالحيوان نسيئة ... ، رقم : (٣٣٥٦) والترمذي في البيوع ، باب : ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ، رقم : (١٢٣٧).

١٤٧

فَيْعَل ، بالفتح

ب

[ النَّيْسَب ] : الطريق المستقيم. قال (١) :

عيناً ترى الناس إِليها نَيْسباً

أي عين ماءٍ ترى الناس إِليها متوجهين ويقال أيضاً : نيسبان على فيعلان ، بزيادة ألف ونون.

فِعْيَل ، بكسر الفاء وفتح الياء

غ

[ النِّسْيَغ ] ، بالغين معجمةً : العَرَق.

فَعلولة ، بفتح الفاء منسوب بالهاء

طر

[ النَّسْطُوريّة ] ) : فرقة من النصارى.

__________________

(١) مشطور من الرجز لدكين كما في اللسان ( نسب ) ، وبعده :

من صادر اووارد ايدي سبا

(٢) فرقة من النصارى ابتدعها في القرن الخامس نسطوريوس بطريرك القسطنطينية حين اعترض على تسمية مريم العذراء بوالدة الإِله ؛ انظر الموسوعة العربية : ( ٤ / ١٨٣٢ ـ ١٨٣٣ ).

١٤٨

الأفعال

فَعَل بالفتح ، يَفْعُل بالضم

ب

[ نَسَبَ ] : نَسَبَه إِلى أبيه : أي ألحقه به.

والنسيب في الشعر : التشبيب بالنِّساء.

ر

[ نَسَرَ ] : النسر : أَخْذُ الشيء القليل من الطعام ونحوه.

ونَسَرَ البازيُّ اللحمَ بمَنْسِره : إِذا تناوله.

ق

[ نَسَقَ ] : نَسَقَ الشيءَ نَسْقاً : إِذا نظمه.

ونَسَقَ الكلامَ : عَطَفَ بعضه عل بعض.

ك

[ نَسَكَ ] : النُّسْك : العبادة.

ورجلٌ ناسك.

وفي الحديث عن النبي عليه‌السلام : « مَنْ ترك نسْكاً فعليه دم » قال الفقهاء : من ورد من الميقات حاجاً أو معتمراً فجاوزه من غير إِحرام فعليه أن يرجع ويُحرم فيه ، فإِن لم يرجع فعليه دمٌ لذلك.

ونَسَك لله ، عزوجل ، نسيكةً : أي ذبح ذبيحة.

ل

[ نَسَلَ ] : النُّسول : خروج الشيء من الشيء. يقال : نَسَلَ الريشُ من الطائر ، والوبر من البعير ، والثوب من الرجل. وغير ذلك.

فَعَلَ ، بالفتح ، يَفْعِل ، بالكسر

ب

[ نَسَبَ ] : النسيب بالجارية : التشبيب بها.

ج

[ نَسَجَ ] : نَسْجُ الثوب معروف.

ونسج الشاعر الشعرَ : إِذا نظمه ، وهو من ذلك.

١٤٩

ويقال : نسجت الريح الماءَ : إِذا ضربته.

ونسجت الريح الرَّبْع : إِذا ضربته من كل جانب. قال امرؤ القيس (١) :

لِما نسجته من جَنوبٍ وشَمْألِ

ويقال : نسجت الناقةُ في سيرها : أي أسرعت.

ف

[ نَسَفَ ] : نَسَفَ الطعامَ بالمنسف نسفاً : إِذا أخرج نُسافته ، وهي رذاله.

ونسفت الريحُ الترابَ.

ونَسَفَ البناءَ : قلعه من أصله. قال الله تعالى : ( يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً )(٢).

ونسف البعيرُ الكلأ نسفاً : إِذا قَلَعَهُ بمقدَّم فمه.

ونَسَفَ الراكبُ البعيرَ برجله نسفاً : إِذا ضربه بها.

ل

[ نَسَلَ ] : نَسَلَ الذئبُ نَسَلاناً : إِذا أسرع.

قال (٣) :

بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ

ونَسَلَ في المشي : إِذا أسرع وقارَب الخَطْو.

قال الله تعالى : ( إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ )(٤).

م

[ نَسَمَ ] : نسمت الريحُ نسيماً : إِذا هبت هبوباً خفيفاً.

ي

[ نَسَى ] : نَساه : إِذا أصاب نَساه.

__________________

(١) ذكر في إِرواء الغَليل : ( ٤ / ٢٩٩ ).

فتوضح فالمقرة لم يعف رسمها

(٢) سورة طه : ٢٠ / ١٠٥.

(٣) الشاهد دون عزو في اللسان ( نسل ) وقبله :

عسلان الذئب امسي قاربا

(٤) سورة يس : ٣٦ / ٥١.

١٥٠

فَعَلَ يَفْعَل ، بالفتح

خ

[ نَسَخَ ] : النسخ : النقل ، ومنه نسخُ الكتاب.

والنسخ : الإِزالة ، ومنه نسخُ الحكم الذي كان ثابتاً بحكمٍ غيره ، كنسخِ الله تعالى الآية بالآية. قال تعالى : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها )(١) قال ابن عباس : نَنْسَخْ أي نبدل ، وقالِ ابن مسعود : نَسْخُها إِثباتُ خطِّها وتبديلُ حكمها.

ويقال : النسخ في كتاب الله تعالى على ضربين نسخُ حكم ، ونسخ تلاوة.

ويقال : نسخت الشمسُ الظلَّ : أي أزالته وغيَّرتْه.

ونسخ الشيبُ الشبابَ.

ونسخت الرييحُ الأثرَ : أزالته. قال أبو حاتم : النسخ تحويل ما في الخلية من العسل إِلى أخرى ، ومنه نسخُ الكتاب.

ع

[ نَسَعَ ] : نَسَعَ الرجلُ في الأرض : أي ذهب.

غ

[ نَسَغَ ] : نَسَغَ في الأرض : أي ذهب ، وهو من المبدل.

والنَّسْغُ : الغَرْز. يقال : نسغت الواشمةُ يدها.

ونَسَغَه بالكلام : إِذا طعن فيه.

ونَسَغَه بالعصا : إِذا ضربه.

ونَسَغَ دابتَه : إِذا ضربها برجله لتثور.

ونسغَ اللبنَ بالماء : أي خلطه.

همزة

[ نَسَأ ] : نَسَأَ اللهُ في أَجَلَه نَسْأً ، مهموز : أي أخره.

قال أبو عبيدة : قال حكيم العرب (٢) :

__________________

(١) سورة البقرة : ٢ / ١٠٦.

(٢) انظر هذا القول في اللسان ( نسأ ) ورواية أوله : « من سره النَّسَاء ولا نَساء ... إِلخ » ليستقيم السجع.

١٥١

من أراد النَّسء ولا نسء ، فليبكِّر العَشاء. وليباكر الغداء ، وليخفف الرداء ، وليقلَّ غِشْيان النساء يكرى : أي يُؤخَّر.

والرداء : الدَّيْن.

ونسأ القوم : أي أخرَّهم. ومن ذلك النسيء ، وهو تأخير حرمة المحرَّم إِلى صفر.

ويقال : إِن أول من نَسَأَ الشهور القَلَمَّس الأكبر ، وهو عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة. وآخر من نسأ الشهور إِلى أن نزل التحريم أبو ثمامة جُنادة بن عوف منهم. وكان المنادي بالنسيء في الموسم من كنانة ، كل عام قال شاعرهم (١) :

ألسنا الناسئين على مَعَدٍّ

شهور الحلّ نجعلها حراما

وقرأ أبو عمرو : ما ننسخ من آيةٍ أو ننسأها (٢) قيل : أي نؤخرها.

وقال أبو عبيدة : معناه نُمضها ، وأنشد لطرفة (٣) :

وعنسٍ كألواح الإِران نسأتُها

على لاحب كأنه ظهر برجد

وعن ابن كثير إِنما النَّسْئ (٤) بفتح النون وسكون السين.

ونسأ ناقتَه في السير : أي دفعها.

وقيل : نسءُ الناقة ضربُها بالمنسأة ، وهي العصا.

ويقال : نُسئت المرأة : إِذا تأخر حَيْضُها عن وقته فظُنَّ أنها حُبلى. وقال الأصمعى يقال : نُسئت المرأة إِذا حملت أول ما تحمل.

ونسأ اللبنَ : أي خَلطه بالماء.

ونسأ في ظِمْء الإِبل يوماً أو يومين : أي زاد.

__________________

(١) البيت لعمير بن قيس كما في اللسان ( نسأ ).

(٢) سورة البقرة : ٢ / ١٠٦ وانظر هذه القراءة في فتح القدير : ( ١ / ١٢٦ ).

(٣) ديوانه ط. مجمع اللغة العربية : (١٢).

(٤) سورة التوبة : ٩ / ٣٧ ، ولم تذكر هذه القراءة في فتح القدير : ( ٢ / ٣٥٩ ) ، وذكر قراءة أخرى بياء مشددة بدون همزة ، وردها بقول ابن جرير.

١٥٢

فَعِل بالكسر ، يَفْعَل بالفتح

ي

[ نَسِيَ ] : النسيان خلاف الذِّكْر. قال الله تعالى : ( فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً )(١) وفي الحديث (٢) عن النبي عليه‌السلام : « من نسي صلاة أو نامَ عنها فليصلِّها إِذا ذكرها ، وذلك وقتُها ».

والنسيان : الترك. قال الله تعالى : ( نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ )(٣) قيل : أي تركوا طاعة الله فترك ثوابهم. وقيل : نسيهم : أي جزاهم على النسيان.

ونسيَ الرجلُ فهو أنسى : إِذا أصابه داء في نساه.

الزيادة

الإِفعال

خ

[ الإِنساخ ] : أنسخته الكتابَ فنسخه.

وقرأ ابن عامر : ما نُنْسِخْ من آية أو ننسها (٤).

غ

[ الإِنساغ ] : أنسغت الشجرةُ ، بالغين معجمةً : إِذا قُطعت ثم أنبتت.

ل

[ الإِنسال ] : أنسل الطائرُ ريشَه : إِذا أسقطه.

وأنسل الريشُ : إِذا سقط. يتعدى ولا يتعدى.

وكذلك أنسل البعيرُ وَبَرَه ، والحمار شعرَه.

__________________

(١) سورة طه : ٢٠ / ١١٥.

(٢) أخرجه مسلم في المساجد ، باب : قضاء الصلاة الفائتة ، رقم : (٦٨٠).

(٣) سورة التوبة : ٩ / ٦٧.

(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٠٦ وتقدمت.

١٥٣

وأنسلت الإِبلُ : إِذا حان أن يَنْسُل وبرُها.

وكذلك نحوها.

ي

[ الإِنْساء ] : أنساه الشيءَ فنسيه. قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ )(١) وعلى ذلك يفسَّر قوله تعالى : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ).

وقال ابن عباس ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) أي نبدلها ( أَوْ نُنْسِها ) نتركها لا تُبدل ولا تنسخ ، وقال : معنى « نُنْسِها » أي نمحوها فلا يبقى لها لفظ يُتلى.

وقوله تعالى : ( فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ )(٢) قيل : معناه : وجدهم ناسين ، كما يقال : أجبنته ، أي : وجدته جباناً ، و « أَنْفُسَهُمْ » توكيد.

وقيل : معناه أنساهم بعضَهم بعضاً بالعذاب ، كقوله : ( فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ )(٣) قيل : معناه أنساهم ذكرُ الله أنفسَهم فلم يتفكروا في مصيرها.

وبالهمز

[ الإِنساء ] : أنسأ اللهُ في أجله ، وأنسأه الله أجلَه : أي أخّره.

وأنسأه : إِذا أخّر اقتضاء ما عليه من الدَّين ، وكانت العرب في الجاهلية تحكِّم رجلاً منهم وتقول : أنسئنا شهراً : أي أخِّر عنا حُرمة المحرَّم إِلى صفر.

التفعيل

ف

[ التنسيف ] : نسَّف الطعامَ : إِذا أكثر نَسْفَه.

__________________

(١) سورة الأنعام : ٦ / ٦٨.

(٢) سورة الحشر : ٥٩ / ١٩ ، ولم يرد هذا التفسير في فتح القدير : ( ٥ / ٢٠٦ ).

(٣) سورة النور : ٢٤ / ٦١.

١٥٤

ق

[ التنسيق ] : نسَّق الكلامَ : إِذا نظمه.

و

[ التَّنَسِّي ] : نسّاه وأنساه بمعنى.

وقرأ ابن عامر : وإِما يُنَسِّيَنَّك الشيطانُ (١) بتشديد السين ، والباقون بتخفيفها. وعن يعقوب تخفيف نون التوكيد ، والباقون يشددونها.

المفاعلة

ب

[ المناسبة ] : ناسبه : من النسب.

م

[ المناسمة ] : ناسمه : أي شامَّه.

الافتعال

ب

[ الانتساب ] : انتسب إِلى أبيه : أي اعتزى.

خ

[ الانتساخ ] : انتسخ الكتابَ : أي نَسَخَهُ. قال بعضهم : وكل شيء جاء خلف شيء فقد انتسخه.

ف

[ الانتساف ] : انتسفه : أي قَشَرَه.

وانتسفت الريح الترابَ عن وجه الأرض : إِذا قَشَرَتْه.

وحكى بعضهم : انتسف لونه : إِذا تغير.

همزة

[ الانتساء ] : انتسأ عنه ، مهموز : أي تأخر وتباعد. قال الشاعر (٢) :

إِذا انتسؤوا فوت الرماح أتتهم

غوائر نبلٍ كالجراد نُطيرها

__________________

(١) سورة الأنعام : ٦ / ٦٨ وتقدمت ، وانظر قراءتها في فتح القدير : ( ٢ / ١٢٨ ).

(٢) البيت لمالك بن زُغبة الباهلي كما في اللسان ( نسأ ) وفيه : انسؤوا مكان انتسؤوا.

١٥٥

الاستفعال

خ

[ الاستنساخ ] : استنسخ الكتابَ : أي نسخه.

قال الله تعالى : ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )(١).

ر

[ الاستنسار ] : يقال في المثل (٢) : « استنسر البُغاث » : أي صارت نسوراً.

قال (٣) :

إِن البغاث بأرضنا يستنسرُ

همزة

[ الاستنساء ] : أنسأه البيعَ ، مهموز : إِذا سأله أن ينسئه.

التفعيل

ب

[ التنسيب ] : تَنَسَّبه : إِذا ادعى نسبه.

يقال : إِن القريب من يقرب نفسه لا من تَنَسَّبَ.

ك

[ التنسك ] : تَنَسَّك : من النُّسُك ، وهو العبادة.

م

[ التنسم ] : تنسَّم الحيوان : إِذا تَنَفَّس.

وتنسمت الريح : إِذا هَبَ نسيمها.

التفاعل

ب

[ التناسب ] : المناسبة.

خ

[ التناسخ ] : تناسَخ الورثةُ : إِذا مات

__________________

(١) سورة الجاثية : ٤٥ / ٢٩.

(٢) المثل رقم : (٨) في مجمع الأمثال للميدانى : ( ١ / ١٠ ) ولم يروه إِلا بصيغة شطر البيت المذكور.

١٥٦

وارث بعد وارث والمال الموروث لم يقسم ، والعمل فيه أنه إِن كان ورثة الميت الثاني ورثة الأول أسقطتَ الثاني وقسمتَ تركة الأول على الباقين ، وإِن كان ورثة الثاني غيرَ ورثة الأول ولم تنقسم التركة صححتَ مسألة الأول وعرفت حصة الثاني ، وقسمت تركته على ورثته ، فإِن لم تنقسم تركته ، وكانت موافقة لمسألته ضربت وفق مسألة الثاني في جميع مسألة الأول ، وإِن لم تكن موافقة ضربتَ الثانية في الأولى ؛ وكذلك العمل في ثلاثة وأكثر.

وأهل التناسخ (١) : فرقة من فرق الجاهلية يقولون : تنتقل الأرواح إِلى الأجساد ، فالمثاب (٢) ينتقل إِلى جسد عاقل يفرح ويتلذذ ، والمعاقب ينتقل إِلى أجساد البهائم ، وأنكروا البعث والجنة والنار ، وبهذا قال [ بعض ](٣) الرافضة لأنهم زعموا أن الله تعالى يحتجب بأبدان الأئمة ، وينتقل من جسد إِمامٍ إِلى جسد إِمام ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

ف

[ التناسف ] : يقال : هما يتناسفان أي يتسارّان. من النسيف ، وهو الكلام الخفي.

ل

[ التناسل ] : تناسلوا : أي توالدوا.

ي

[ التناسي ] : تناسى الشيءَ : أي أرى أنه نسيه.

وتناساه الشيءَ : أي أنساه إِياه.

قال امرؤ القيس (٤) :

ومثلِكِ بيضاءِ العوارض طَفْلَةٍ

لعوبٍ تناساني إِذا قمت سربالِي

__________________

(١) جاء في معجم خياط ومرعشلي : « التناسخ : انتقال النفس بعد الموت إِلى جسم آخر نباتي أو حيواني أو إِنساني.

وقد قال فيثاغورس بنظرية التناسخ ، ومن المرجح أنه أخذها من الفلسفة الهندية. ويقول الدواني شارح هياكل النور ، إِن التناسخ ينقسم إِلى : نسخ ( من إِنسان إِلى إِنسان ) ومسخ ( من إِنسان إلى حيوان ) وفسخ ( من إِنسان إِلى نبات ) ورسخ ( من إِنسان إِلى جماد ). »

(٢) ما بين معقوفين ليس في الأصل ( س ) ولا ( ب ) أضفناه من بقية النسخ.

(٣) البيت في اللسان بهذه الرواية ، أما في ديوانه : (٣٠) ففيه : تنسيني فلا شاهد فيه.

١٥٧
١٥٨

باب النون والشين وما بعدهما

الأسماء

فَعْل ، بفتح الفاء وسكون العين

ر

[ النَّشْر ] : الريح. قال (١) :

النشر مسكٌ والوجوه دنا

نيرٌ وأطراف الأَلفِّ عَنَمْ

ويقال : النَّشْر أيضاً الكلأ إِذا يبس وأصابه مطرٌ في أول الربيع فنبت فيه نبتٌ كالحَلَمة ، وهو رديء للراعية.

ز

[ النَّشْز ] : ما ارتفع من الأرض ، والجميع نُشوز.

ف

[ النَّشْف ] : ضربٌ من الحجارة أسود فيه ثقوب غير نافذة.

همزة

[ النشء ] ، مهموز : أول ما ينشأ من السحاب.

والنشء : أحداث الناس.

و [ فَعْلة ] بالهاء

ف

[ النَّشْفَة ] : حجرٌ فيه ثقوب ينقّى به الوسخ ، والجميع نَشَف. قال الراجز (٢) :

طوبى لمن كانت له هرشفّهْ

__________________

(١) البيت للمرقش الأكبر ، واسمه ربيعة وقيل عمرو وقيل عوف وهو بن سعد بن مالك عن ضبيعة ، شاعر جاهلي شهد حرب البسوس ، والبيت من قصيدة له ، وهي في المفضليات : ( ٢ / ١٠٥٤ ) وما بعدها كاملة والشاهد في ( ص ١٠٥٦ ) ، وانظر الشعر والشعراء : (١٠٥) ، وشواهد المغني : ( ٢ / ٨٨٩ ).

(٢) الرجز دون عزو في اللسان ( نشف ) ، والهِرْشَفَّة : خرقة أو قطعة كساء ينشف بها الماء.

١٥٩

ونشفةٌ يملأ منها كفَّهْ

و

[ النَّشْوَة ] : السُّكْر.

و [ فُعْلة ] ، بضم الفاء

ب

[ نُشْبة ] : من أسماء الرجال.

ر

[ النُّشْرة ] : رقية وعوذة.

فَعَل ، بفتح الفاء والعين

ب

[ النَّشَب ] : المال. قال (١) :

فقد تركتك ذا مالٍ وذا نَشَبِ

ج

[ النَّشَج ] : واحد الأنشاج وهي مجاري الماء.

ر

[ النَّشَر ] : يقال : رأيت القومَ نَشَراً : أي منتشرين.

وريش نَشَر : أي منتشر.

ويقال : اللهم اضمم لي نَشَري : أي ما انتشر من أمري.

وفي الحديث : قال رجلٌ للحسن : إِني أتوضأ فينتضح الماء في إِنائي. فقال : ويلك ، أو تملك نَشَر الماء؟ » أي ما تفرق منه.

ونَشَر : حي من خولان.

ز

[ النَّشَز ] : المكان المرتفع. وفي الحديث (٢) عن النبي عليه‌السلام : « لا

__________________

(١) عجز بيت لعمرو بن معدي كرب ، ديوانه ط. مجمع اللغة العربية بدمشق : (٦٣) ، وصدره :

امرتك الخير فافعل ما امرت به

(٢) أخرجه البيهقي في سننه : ( ٣ / ١٠٩ ).

١٦٠