شمس العلوم - ج ١

نشوان بن سعيد الحميري

شمس العلوم - ج ١

المؤلف:

نشوان بن سعيد الحميري


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
ISBN: 1-57547-638-X
الصفحات: ٦٩٨

شمس العلوم ومنهجه

يعد هذا الكتاب فتحاً جديداً في تاريخ المعاجم العربية ودليلاً ناصعاً على أن بلاد اليمن هي سند العروبة والإِسلام ، على الرغم من بعدها عن مراكز الخلافة الإِسلامية ، ظلت تزاحم بقوة في مجال التأليف العلمي والأدبي غيرها من البلاد الإِسلامية محافظة بذلك على دورها المميز في مسار التاريخ العربي الإِسلامي وفي خدمة العروبة والإِسلام.

عاش نشوان في عصر كان التأليف المعجمي فيه قد قطع شوطاً كبيراً بحيث يصعب على أي مقتحم لدروب هذا الفن أن يضيف شيئاً جديداً يتجاوز فيه القدماء سواء في المادة اللغوية أم في المنهج الذي ينبغي أن يؤسس عليه تصنيفه.

ولقد تحدث المرحوم أحمد عبد الغفور عطار في كتيبه عن الجوهري صاحب الصحاح (١) ، عن المدارس العربية في وضع المعاجم فتحدث عن أربع منها ، هي مدرسة الخليل ، ومدرسة القاسم بن سلام ، ومدرسة الجوهري ، ومدرسة البرمكي ، ويختم الأستاذ عطار كلامه بقوله : « ولم نذكر مع المدارس الأربع منهجاً جديداً لم نعتده مدرسة ، وإِن كان صاحب هذا المنهج مبتكراً ورائداً ... لأن المنهج لم يكن متبوعاً ، ولم يأت بعده من يهتدي بهديه فبقي فذاً وَحْدَه ومهجوراً ، وهو نهج نشوان بن سعيد الحميري ... في معجمه العظيم ( شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ) ».

وإِذا كان الفارابي ( ٣٥٠ ه‍ / ٩٦١ م ) في معجمه ( ديوان الأدب ) قد سبق نشوان في تأليف أول معجم عربي يتبع نظام الأبنية في ترتيب الألفاظ فإِن معجم نشوان يظل

__________________

(١) الجوهري مبتكر منهج الصحاح ، أحمد عبد الغفور عطار ، دار الأندلس. ط ١. ١٤٠٠ ه‍ ، ص ( ١٠ ـ ١٣ ) ، وراجع مقدمته للصحاح ، ط. دار العلم للملايين (١٩٩٠).

١

هو الأكمل والأشمل ، كما يظل معجماً مميزاً ورائداً بين المعاجم حيث رتبت الكلمات فيه على الترتيب الهجائي المعروف ، ولم يذهب في ذلك مذهب الخليل بن أحمد في كتاب العين.

كما رتب ألفاظه حسب حرفها الأول. وبذلك جمع ميزتين هامتين اعتمدهما فيما بعد ، واقتدى بهما الزمخشري في كتابه ( أساس البلاغة ) ، وأصبحتا ميزتين تأخذ بهما كل المعاجم وخاصة الحديثة.

ومعجم نشوان يختلف عن معجم الفارابي في كون هذا لم يرتب ألفاظ معجمه على حسب حرفها الأول كما فعل نشوان ، وإِن اشتركا في كون المعجمين يقومان على نظام الأبنية ، ويختلف معجم نشوان عن معجم الفارابي في كون أبنيته مرتبة بحسب تسلسل حروف الهجاء وأول الكلمات ، وتقسيماته تكون ضمن هذا التسلسل أسماءً وأفعالاً ، المجردة والمزيدة. ولكل حرف عند نشوان كتاب وأبواب وشطران. أما عند الفارابي فالأسماء الصحيحة والأفعال الصحيحة زمرتان تؤلفان شطرين لكتاب واحد هو كتاب ( السالم ).

ونظام الفارابي أكثر تعقيداً ، حيث ينبغي على الباحث أولاً أن يعرف الكتاب الذي فيه الكلمة : السالم أو المضاعف وهكذا ، ثم في أي شطر : الاسم أو الفعل ، ثم هل هي مجردة أم مزيدة .. إِلخ .. أما نظام نشوان على تعقيده فهو أقرب في مبناه إِلى فكرة المعجم الحديث نسبياً من معجم الفارابي.

إِن الميزة الأولى لمعجم نشوان عن بقية المعاجم السابقة واللاحقة أن نظام ترتيبه يحرس النّقط ويحرس الحركات تجنباً للتصحيف ، ويمنع الكتّاب والقرّاء معاً من تغيير ما عليه كلام العرب من البناء. ويوضح نشوان هذه الميزة في مقدمة كتابه بقوله :

« وقد صنف العلماء ـ رحمهم‌الله ـ في ذلك كثيراً من الكتب ... وضبطوا ما حفظوا وصنفوا من ذلك ، وجمعوه ورووه عن الثقات وسمعوه .. ولم يأت أحد منهم بتصنيفٍ يحرس جميع النقاط والحركات ويصف كل حرف مما صنفه بجميع ما يلزمه من الصفات.

٢

فلما رأيت ذلك ، ورأيت تصحيف الكتاب والقرّاء ، وتغييرهم ما عليه كلام العرب من البناء ، حملني ذلك على تصنيف يأمن كاتبه وقارئه من التصحيف ، يحرس كل كلمة بنقطها وشكلها ويجعلها مع جنسها وشكلها ويردها إِلى أصلها ، جعلت فيه لكل حرف من حروف المعجم كتاباً ، ثم جعلت له ولكل حرف معه من حروف المعجم باباً ، ثم جعلت لكل باب من تلك الأبواب شطرين : أسماءً وأفعالاً ، ثم جعلت لكل كلمة من تلك الأسماء والأفعال وزناً وفعالاً.

فحروف المعجم تحرس النقط وتحفظ الخط ، والأمثلة حارسة للحركات والشكل ورادّة كل كلمة من بنائها إِلى الأصل. فكتابي هذا يحرس النقط والحركات جميعاً ، ويدرك الطالب فيه ملتمسه سريعا .. » ، ولتوضيح المنهج الذي اتبعه نشوان نقول :

لقد اتبع المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في الموسوعة هذه منهجاً في الترتيب سهلاً ميسوراً يجعل منها صفحة مفتوحة للباحث يقع فيها على مبتغاه دون عناء.

فقد رتّبها على أبواب ـ وسمى كل باب منهأ كتاباً ـ وكل كتابٍ يحمل اسم حرف من حروف العربية مسلسلة تسلسلاً ألفبائياً ، وسمى الحرف الأول مع الحرف الذي يليه باباً.

١ ـ يفتتح كتاب الحرف وليكن ( حرف التاء ) مثلاً. بالأسماء المضعّفة التي تبدأ بهذا الحرف ، معتمداً على الترتيب الألفبائي ضمن المادة الواحدة : ( التَّخّ ، التَّلُّ ، التَّمُّ ، التَّوُّ ، ... ) وهكذا.

ـ فإذا ما استوفى ما في المضعف المجرد من أسماء انتقل إِلى الأسماء المزيدة فذكر الأوزان التي تبدأ بتاء في الأصل ، دونما اهتمام بترتيب ما لهذه الأوزان غير أنه يرتب الأسماء المصوغة على هذا الوزن الواحد وفق ترتيبها الألفبائي مثل : مِفْعَل : ( المِتَّلُّ ) .... فِعِّيل : ( التِّنِّين ).

٣

 ـ ثم ينتقل في الباب نفسه إِلى الأفعال المضعّفة ، فيوردها مرتبة وفق أبواب الميزان الصرفي :

فعَل يفعُل : ( ترَّ ) ، ( تَلَّ ).

فعَل يفعِل : ( تبَّ ) ، ( تَخَّ ) ، ( ترَّ ).

ويلاحظ هنا أن الفعل قد يتكرر أكثر من مرة ، وفق حركة عينه في المضارع.

ـ فإِذا ما انتهى من الثلاثي المضعف المجرد انتقل إِلى الثلاثي المضعف المزيد فأورد أوزانه دون ترتيب ، معتمداً المصدر عنواناً رئيساً ثم تحت هذا العنوان يسرد الأفعال التي تشتقُّ منه مرتبة ترتيباً ألفبائياً.

الأفعال : ( أتخّ ) ، ( أتَرَّ ) ، ( أتلَّ ) ، ( أتَمَّ ) ، ( أتنَّ ) وهكذا ...

٢ ـ يأتي بعد ذلك في باب الحرف نفسه إِلى ذكر الثلاثي غير المضعّف بادئاً بالباب ثم الحرف الذي يليه ، مبتدئاً بالباء منتهياً بالهمزة على أنها آخر حرف في الباب بعد الياء.

مثلاً : باب التاء والباء وما بعدهما ، باب التاء والثاء وما بعدهما ، باب التاء والجيم ...... باب التاء والياء ، باب التاء والهمزة.

ثم يأتي على ذكر الأسماء المجرّدة ثم المزيدة ، والأفعال المجردة ثم المزيدة وفق الترتيب الذي ذكرناه آنفاً.

مثال (١) : فَعْل : ( التَّبل ) ،

( الأسماء ) فِعْل : ( التِّبر ) ، ( التِّبن ).

مثال (٢) : الجبز ، الجبس ، الجبل

الأفعال : فَعَل يفعُل ، ( جَزَر ) ، فَعل يفعِل ، ( جَزَر ). ويلاحظ هنا تكرار الفعل في البابين لأنه يأتي مضموم العين في المضارع ومكسورها.

ثم أخيراً يختم كل باب مع الحرف الذي يليه :

٤

ب ( الملحق بالرباعي ) منه. وهكذا ....

ومن يقرأ ( شمس العلوم ) سيجد ولا ريب في نشوان عالماً واسع الاطلاع في مجال التاريخ والأخبار والآثار ، وسيجد فيه إِنساناً محباً لوطنه اليمن ولأهل اليمن. مؤثراً لهم على من سواهم ، خاصة وأنه قد عانى كسلفه الهمداني من عنت الآخرين ومعاودتهم الكرة بعد الكرة من إِنقاص فضل أهل اليمن ودورهم المجيد قبل الإِسلام وبعده.

وبعد ، فلم يقصر العلامة نشوان بن سعيد كتابه ( شمس العلوم ) على الوظيفة المعجمية للغة العربية مفرداتٍ يبين عن معانيها ويحدد دلالاتها بل أغناه بمعارف ومعلوماتٍ زخارة في شتى العلوم الشائعة من علوم الأوائل وعلوم العرب والمسلمين.

قال في مقدمته :

« وقد أودعت في كتابي هذا ما سنح من ذكر ملوك العرب ... ورأيت أن ذكرهم أولى مما ذكر علماء أهل اللغة في كتبهم من ذكر كَلْبٍ للعرب اسمه ضُمران ، وكلب آخر اسمه سخام ، فإِذا كانوا ذكروا أسماء الكلاب ، لأنها وردت في أشعار العرب ، فذكر ملوك العرب في أشعارها أكثر من أن يحصى عدده أو يبلغ أمده.

وأودعت كتابي هذا أيضاً ما عرض ذكره من منافع الأشجار وطبائع الأحجار ، ورأيت أن معرفة المنافع والخواص أكثر فائدة من معرفة الأسماء والأشخاص وضمنته من علم القرآن والتفسير أيسر اليسير.

وأودعته ما وافق من الأخبار والأنساب وعرض من علم الحساب ، وضمّنته ما عنَّ من أصول الأحكام والحلال والحرام ، ونسبت ما ذكرت من ذلك إِلى أول من صنفه في الدفاتر من فقهاء الإِسلام ، دون من رواه وصنفه بعدهم من فقيه أو إِمام .. والفضل للمتقدم.

٥

وأسندت ما رويت إِلى أهل الفضل والعلم والإِيمان من خيار الصحابة ( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ ) ، الذين رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ومدحهم في القرآن.

وأخرجت ما حمل أهل الأديان العصبية والتقليد والحميّة ، وضمّنت كتابي هذا .. ما سنح من أصول عبارة الأحلام المأخوذة من الأمثال المضروبة في الكلام من كلام الله تعالى وكلام أنبيائه عليهم‌السلام وما تجري عليه ألسنة العوام ، وأودعته ما لا بد من تفسيره من علم النجوم ... ».

أما فيما يتعلق باليمن على وجه الخصوص فيمكننا إِجمال المادة التي تضمنها الكتاب فيما يلي :

أولاً : معلومات تاريخية :

١ ـ أسماء الملوك والملكات وما يتعلق بذلك من أنساب أو قصص ، ومثال ذلك :

أذينة ، ذو الأنواح ، ذو بتع ، بلقيس ، التبابعة ، ذو نواس ، ذو يزن.

٢ ـ أسماء أصول القبائل اليمنية المختلفة وسلاسل أنسابها حسب ما وضعه النسابة.

ومثال ذلك :

حمير ، الأزد ، همْدان ، خولان ، الأشاعر ، سيْبان ، سنْحان ، المعافر.

٣ ـ الروايات الإِخبارية ذات القيمة التاريخية ومثال ذلك : خبر الملكة بلقيس ، وأخبار الملك الحميري أبي كرب أسعد ، ودور الأنصار وغيرهم من اليمنيين في الأمصار.

ثانياً ـ معلومات جغرافية :

١ ـ أسماء المناطق والمدن والجبال ومثال ذلك :

براش ، بينون ، روثان ، ناعط ، مارب ، الأحقاف ، أبين ، المهرة.

٦

٢ ـ أسماء المحافد والقصور مثل :

ريدان ، غمدان ، سلحين ..

ثالثاً ـ معلومات لغوية :

(١) ـ مفردات حميرية أوردها في سياق عبارات مثل ( وكذا بلغة حمير هو كذا ) أو ( وحمير تقول في كذا كذا ) أو ( وكذا بالحميري هو كذا ) ونحو ذلك. وهذه المفردات يمكن تصنيفها بما يلي :

١ ـ كلمات لم ترد فيما بين أيدينا حتى الآن من نقوش المسند ، ولم تعد متداولة في اللهجات اليمنية.

٢ ـ كلمات وردت في نقوش المسند ، ولم تعد دائرة في اللهجات اليمنية ، ولا هي في معاجم اللغة ، وهذه كلمات مفيدة ، ومن أمثلتها كلمة : حِنْج ، بمعنى : مِثْل ، حيث قال : « الحنْجُ : المثْل بلغة حمير ، يقولون ، هما حِنْجان ، أي : مثلان ». وفائدة ذكرها مهمة ، لأنها تأتي في نقوش المسند مكتوبة بحرفين فحسب هما الحاء والجيم ( حج ) لأن كتابة المسند تسقط النون الساكنة إِذا جاءت بعد حرف متحرك وتعوض عنها بتضعيف الحرف الذي بعدها ، ولعل أوائل القراء لنقوش المسند كانوا يقرؤونها ( حِجّ ) أو ( حجّ ) فجاء ذكرها عند نشوان محروسة ببابها وهو ( باب الحاء والنون وما بعدهما من الحروف ج ) وفي مكانها من الأبنية وهو بناء ( فِعْل بكسر الفاء وسكون العين ) مزيلاً لكل إِبهام. ومِثْلُها ( الصَّرِيفُ : الفضة ) ونحوها مما فيه أحد حروف اللين التي لا تكتب متوسطة في المساند.

٣ ـ كلمات وردت في نقوش المسند ، وذكرها نشوان ، ولها ذكر في كبريات المعاجم العربية ، وهي لا تزال حية دائرة في اللهجات اليمنية ، وذلك مثل مادة ( صرب ) بمعنى حَصَد. وفي مثل هذه الحالة التي تكون فيها الكلمة لا تزال مستعملة فإِنها

٧

تكون في اللهجات اليمنيّة وافيةَ الذِّكر ، كاملةَ التّصْريف ، واضحَةَ الدلالات في مختلف الاسْتعمالات ، كما أنها ترد في الأشعار والأمثال والحِكم الزّراعية ، فتكتسب رُوحاً وأبعاداً عميقةً في النُّفوس. فمثلاً قال نشوان مما قال : « وحميرٍ تسمي أيلول : ذا الصِّراب ، لأن فيه صِرام الزَّرع » وفي هذا فائدتان ، إِحداهما أنه حدَّد شهراً من شهور السنة وفي ذلك عون لمن بذلوا جهوداً في جمع شهور السنة الحميرية ، فهو قد ذكر الشهر الحميري ومقابله من الأشهر المعروفة وهو أيلول ( سبتمبر ). وثانيتهما أنه بين لنا طريقة نطق اسم هذا الشهر ، لأن كتابته في النقوش بموجب قاعدتها في حذف حروف اللين هكذا ( ذصربن ) ، وهي كتابة تترك لكل دارس طريقته في نطقها ولا تقطع به ، وقد قام نشوان بنقل أداة التعريف وهي نون في آخر الكلمة وقبلها ألف محذوف ، وجعل تعريفه بالألف واللام في أول الكلمة وكتبها بألف بعد الراء ، أي أن القراءة الصحيحة التي كان ينطق بها أصحاب النقوش هي ( ذو صرابان ).

٤ ـ بعض الأمثال الحميرية باللهجة الدارجة.

٥ ـ صورة خط المسند ، وذكر الكلام الحميري الذي أيدته نقوش المسند التي اكتشفت حديثاً ، وكذلك الأخبار والأشعار السابقة.

٨

مخطوطات الكتاب ومنهج التحقيق

منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ، كان قد تبادر إِلى ذهن زميلنا الدكتور حسين بن عبد الله العمري أن يتولى الإِشراف على تحقيق هذه الموسوعة الضخمة فجمع عدداً من نسخها وجرى تعاون وثيق بين الدكتور العمري ودار الفكر بدمشق في محاولة إِخراج الكتاب وتحقيقه.

وفي صنعاء طرح الدكتور حسين على زميليه فكرة الاشتراك في تحقيق كتاب ( شمس العلوم ) وإِصداره ، فكان القرار هو أن يضطلع ثلاثتهم بهذه المهمة ، وبمنهج خاص بهم من أول الكتاب يكون منهجاً وسطاً ، لا بتعليقات مستقصية ضافية كما كان قد تم ، ولا قليلة شديدة الإِيجاز كما هو متبع في أكثر المعاجم ، ولكن بين ذلك قواماً.

وبعد أن اطلعنا على ما سبق من جهد في سبيل تحقيق ( شمس العلوم ) ونشره ، بات من الواضح لدينا بأن أهم عقبة واجهها كل من تَصدَّى لهذه المهمة هي توفر جميع أصول ونسخ مخطوطات الكتاب ، والتي تتوزع في عَددٍ كَبيرٍ من المكتبات العالمية بالإِضافة إِلى مكتبات اليمن ومصر. ولهذا فإِن جهدنا قد انصبَّ بادئ ذي بَدْء في الحصول على تلك المخطوطات ، وهو أمر اقتضى في حالات كثيرة تكبد مشاق السفر إِلى تلك الأماكن ، وذلك لصعوبة الحصول عليها بالمراسلة كما كان الحال في الحصول على نسخة مكتبة الأسكوريال الإِسبانية ، ومخطوطات دار الكتب المصرية ، وكذلك زيارة بعض المكتبات الأوربية الأخرى.

وقد خرجنا من كل ذلك بحصيلة وافرة لا ندعي فيها كمال الاستقصاء ، وإِن كنا قد حاولنا ذلك قدر المستطاع. وبحمد الله تيسَّر لنا بالإِضافة إِلى ما كان بحوزتنا من قبل ما يزيد عن خمس وعشرين نسخة للكتاب كاملة أو ملفقة أو منقوصة ، كان منها ما

٩

اتخذ أصلاً للتحقيق ، ومنها ما استؤنس به على سبيل المقارنة ، ومنها ما أغفلناه لتأخر نساخته أو لسقمه.

وحتى لا نثقل على القارئ الكريم بالوصف المفصل لكل من هذه المخطوطات فقد اكتفينا بتصنيفها إِلى ثلاث فئات ، ومن ثم أعطينا بعض التفاصيل الضرورية بما يؤدي الغرض ويفي بالحاجة ، خاصة إِذا ما علمنا بأن رسالة علمية كاملة نال بها صاحبها حديثاً درجة الدكتوراة من جامعة أبسالا في السويد ، خصصت لوصف مخطوطات الكتاب بشكل مفصل (١).

أولاً ـ النسخ اليمنية :

١ ـ نسخة الجامع الكبير في صنعاء ، مصورة من مكتبة الإِمام يحيى ، في مجلد واحد يضم جزأين ، وعدد أوراق هذا المجلد بجزأيه ٢٢٦ ورقة.

الجزء الأول في هذا المجلد : يبتدئ بأول الكتاب ، وينتهي بآخر الكلام على كتاب الخاء.

الجزء الثاني : يبدأ بأول كتاب الدال ، وينتهي بآخر الكلام على كتاب الشين.

٢ ـ نسخة دار المخطوطات اليمنية : وهي في ثلاثة أجزاء :

الجزء الأول : رقمه ٢١٢٣ يبدأ بأول الكتاب ، وينتهي قبيل نهاية الكلام على كتاب الخاء.

الجزء الثاني : رقمه ٢١٢٤ يبدأ بأول الكلام على كتاب الدال ، وينتهي في آخر كتاب الشين.

__________________

(١) peysenius, mikael : the manuscyipts of payts ١ and ٢ of shamsal ـ ulumbynashwanal ـ himyari : ashidy of the irrelationship. uppsala ٧٩٩١.

١٠

الجزء الثالث : ( كما هو مرقوم على طرته ) ، ورقمه : ٢١٥١ : يبدأ في أثناء الكلام على حرف العين ، وينتهي في أثناء الكلام على حرف القاف مع الراء.

٣ ـ جزء من نسخة أخرى في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء : يبدأ بحرف الطاء مع الباء وينتهي بآخر الكلام على كتاب الياء حيث آخر الكتاب.

٤ ـ نسخة من ضياء الحلوم ، وهو مختصر شمس العلوم لابن نشوان العلامة محمد بن نشوان بن سعيد.

ثانياً ـ ( دار الكتب ) المصرية :

١ ـ الجزء الأول : ( ٣٠ لغة ) بخط ابن المؤلف العالم علي بن نشوان بن سعيد نَسَخَه سنة ٥٩٥ ه‍. ( ولعل هذا من أقدم المخطوطات اليمنية فيما نعلمه حتى الآن ).

٢ ـ الجزآن الثاني والثالث من نسخة أخرى مؤرخة سنة ٧٨١ ه‍ من أول كتاب الدال إِلى أول كتاب النون.

٣ ـ الجزء الخامس من كتاب الطاء حتى العين ( نسخ سنة ٦٢٠ ه‍ ).

٤ ـ قسم حوى من كتاب الصاد حتى آخر كتاب الياء وهو آخر الكتاب ( نسخ عام ٩٧٦ ه‍ )

ثالثاً ـ النسخ الأوربية :

١ ـ نُسخ المكتبة البريطانية ( المتحف البريطاني سابقاً ) (١) :

آ ـ الجزء الأول رقمه ٢٩٠٤ يبدأ عند آخر الكلام على حرف الخاء.

ب ـ الجزء الثاني : رقمه ٢٩٠٧ يبدأ بكتاب الدال ، وينتهي بآخر حرف الشين.

__________________

(١) راجع تفاصيل وصفها في مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني للدكتور العمري ص : ٤٣ ـ ٤٥.

١١

ج ـ الجزء الثالث : رقمه ٢٩٠٨ يبدأ بكتاب الصاد ، وينتهي بحرف القاف مع الراء.

د ـ الجزء الرابع : رقمه ٢٩٠٩ يبدأ بحرف القاف مع الزاي ، وينتهي بآخر الكتاب.

ه ـ الجزء الأول من نسخة أخرى / رقمه ٢٩٠٦ يبدأ بأول الكتاب وينتهي عند آخر الكلام على حرف الخاء.

و ـ الجزء الثاني : رقمه ٢٩٠٦ أيضاً يبدأ يأول الكلام على حرف الدال ، وينتهي بآخر حرف الشين.

ز ـ الجزء الأول من نسخة أخرى : رقمه ٢٩٠٥ يبدأ بأول الكتاب ، وينتهي بآخر حرف الخاء.

٢ ـ نسخة مكتبة بودليان بأكسفورد. ( مجموعة جوان يوري رقم ١٠٦٤ ) ونسختا : huntington ٨.٩.

٣ ـ نسخة برلين ، كاملة ، وهي قسمان :

القسم الأول رقمه ٦٩٦٣ ويضم الجزأين الأول والثاني من الكتاب.

الجزء الأول : يبدأ بأول الكتاب ، وينتهي بآخر حرف الخاء.

الجزء الثاني : يبدأ بأول كتاب الدال ، وينتهي بآخر كتاب الشين.

القسم الثاني رقمه ٦٩٦٤ وهو من نسخة أخرى تكمل الأولى ، ويضم الجزأين الثالث والرابع من الكتاب.

الجزء الثالث : يبدأ بالكلام على حرف الصاد ، وينتهي بآخر الكلام على القاف مع الراء.

الجزء الرابع : يبدأ بالكلام على حرف القاف مع الزاي ، وينتهي بآخر الكتاب.

٤ ـ نسخة توبنجن الألمانية ، تامة : في أربعة أجزاء ( صورناها مع الشكر عن ميكروفيلم مركز التوثيق .. الجامعة الأردنية ).

١٢

 ـ الجزء الأول : يبدأ بأول الكتاب ، وينتهي بنهاية كتاب الخاء.

ـ الجزء الثاني : يبدأ بأول كتاب الدال ، وينتهي بآخر كتاب الشين.

ـ الجزء الثالث : يبدأ بكتاب الصاد ، وينتهي بآخر كتاب القاف.

ـ الجزء الرابع : يبدأ بكتاب الكاف ، وينتهي بآخر كتاب الياء وهو آخر الكتاب.

٥ ـ نسخة مكتبة الأسكوريال ( الإِسبانية ) وهي أهم النسخ ( التي اعتمدناها أصلاً ) وتقع في قسمين برقم ٣٤ و ٦٠٣.

ـ القسم الأول : يبدأ بأول الكتاب ، وينتهي بنهاية كتاب الجيم ( وتاريخ نسخه ٦٢٦ ه‍ ).

ـ القسم الثاني يبدأ بأول الكتاب ، وينتهي بآخر كتاب الياء ( وتاريخ نسخه ٦٢٧ ه‍ ).

٦ ـ النسخ الأمريكية ( مكتبة جامعة يل YALE ). برقم ٦٨٩. من أهم النسخ لو كانت كاملة ، وغير ملفقة وأهم أجزائها هو :

المجلد الثاني ( ٢٤٢ ورقة ) مسطرتها : ٢٦ ١٧ سم يبدأ بحرف الدال وينتهي بحرف الشين. وتاريخ النسخ ٦٠٢ ه‍ / ١٢٠٥ م.

ولما كنا قد اتخذنا من نسخة الأسكوريال أصلاً للتحقيق يحسن التنبيه هنا على أننا اتخذنا ذلك لأربعة أمور :

أولها : أنها باستثناء الجزء الأول من نسخة دار الكتب المصرية ، وكذا جزء آخر من نسخة جامعة ييل الأميركية تعتبر الأسكوريال أقدم النسخ.

وثانياً : لأن ناسخها عالم لغوي مشْهود ، له بالمعرفة ، وهو العالم الأستاذ جمهور بن

١٣

علي بن جمهور بن زيد الهمْداني (١) وقد فرغ من نساخة جزئها الأول « يوم الأحد لإِحدى عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة ٦٢٦ ، وفرغ من الجزء الأخير في ربيع الآخر سنة ٦٢٧ ، كما أثبتنا ذلك في مواضعه من الكتاب.

وثالثاً : لأنها فيما يبدو منقولة عن نسخة المؤلف ، ومن المفيد الإِشارة هنا إِلى أن الناسخ قد أشار في أكثر من موضع منها إِلى أن ابن المؤلف وصاحب ( ضياء الحلوم ) كان على صلة وثيقة بهذه النسخة وعلى علاقة وطيدة بالناسخ ، وانظر : باب الهاء والتاء الصفحة (٦٨٦٣). وقرئت النسخة أيضاً على العلَّامة جمهور ناسخ من قبل أحد تلاميذه في مجالس عدة ، ( آخرها يوم الاثنين لثمان خلون من شعبان من سنة ٦٤٢ للهجرة ) ، أي بعد خمس عشرة سنة من نساخة الكتاب. وهذا يعني بأن الأستاذ جمهور قد عاود القراءة مع تلاميذه للنسخة مراراً ، فتكون بذلك الأوثق والأدق.

ورابعاً : أن نسخة الأسكوريال هي أتم النسخ الموجودة وأكملها ، ولذلك فقد اعتمدناها أصلاً كما تقدم ذكره.

رابعاً : النشرات المطبوعة من شمس العلوم :

١ ـ نشرة القاضي المرحوم عبد الله بن عبد الكريم الجرافي ـ من أول الكتاب حتى نهاية كتاب الشين دون تحقيق ( عن نسخة واحدة سقيمة ) ( القاهرة ١٩٥٣ م ).

٢ ـ نشرة المستشرق تسترشتين ـ K.R.ZETTERSTEEN من أول الكتاب حتى آخر كتاب الجيم ( ليدن : ٥١ ـ ١٩٥٣ م ).

__________________

(١) له كتاب في اللغة مفقود واسمه ( التذكرة في اللغة ).

١٤

٣ ـ منتخبات شمس العلوم ، لعظيم الدين أحمد / ليدن ١٩١٦ ، LEIDEN.

٤ ـ نشرة عُمَان ( حتى نهاية كتاب الشين اعتماداً على إِحدى النسخ المتأخرة الموجودة في المتحف البريطاني ( ونقلاً عشوائياً لنشرة الجرافي! ).

لقد كانت المصادر اللغوية التي استقى منها نشوان كتابه ( شمس العلوم ) متعددةً ، استخدمها بذكاء بالغ ، وانتقاء حصيف ، وأمانة علمية ، قلَّ أن تجد لها مثيلا ، وفي مقدمة تلك المصادر كتاب الصِّحاح للجوهري ، ( ت ٣٩٣ ه‍ / ١٠٠٣ م ) وكتاب العين للخليل ابن أحمد ( ت ١٧٥ ه‍ / ٧٩١ م ) ، وجمهرة اللغة لابن دريد ( ت ٣٢١ ه‍ / ٩٣٣ م ) ، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس ( ت ٣٩٥ ه‍ / ١٠٠٤ م ) ، وديوان الأدب للفارابي ( ت ٣٥٠ ه‍ ). وهو ابنٌ لأخت صَاحب الصِّحاح.

وكانت كتب الحسن بن أحمد الهمداني ( المتوفى بعد ٣٣٦ ه‍ / ٩٤٧ م ) في مقدمة مصادره التاريخية والإِخبارية ، وخاصة كتاب الإِكليل بأجزائه العشرة. ومن مصادره في هذا المجال كتاب التيجان الذي رواه وهب بن منبه ( ت ١١٤ ه‍ / ٧٣٢ م ) وأخبار عبيد بن شرية الجرهمي وكذلك كتاب المعارف وغيره لابن قتيبة ( ت ٢٧٦ ه‍ / ٨٨٩ م ) ولعله استفاد أيضاً من كتبه الأخرى مثل قصيدة نشوان : ( ملوك حمير وأقيال اليمن ) وشرحها المسمى : ( خلاصة السيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة ). وكذلك كتاب الحور العين.

ويأتي في مقدمة مصادره التي استقى منها شواهده الكثيرة : القرآن الكريم ، ثم الحديث النبوي الشريف ، وما تيَّسر له من دواوين الشعراء المتقدمين : شعراء الجاهلية وصدر الإِسلام وهي كثيرة.

ولا ريب أنه استفاد أيضاً من علوم الأوائل ومؤلفاتهم الفلكية والطبية والفلسفية.

وقد حاولنا أن نثبت ذلك في هوامش الكتاب ، وأن نحيل كل شاهد إِلى أصله قدر الإِمكان.

١٥

منهج التحقيق

أ ـ بعد نَسْخِ الكتاب من نسخة الأسكوريال ، التي اعتمدناها أصلاً ، قابلنا النص مع بقية النسخ الخطية المتوفرة لدينا ـ وهي كثيرة ـ وأثبتنا في المتن منها ما رأيناه صواباً ، مما اختلفت فيه النسخ بما يتوافق مع سياق النص وطريقة نشوان والمعاجم العربية التي عدنا إِليها.

ب ـ ولما كان كتاب ( شمس العلوم ) فيه صفة الموسوعية ، حيث أورد فيه نشوان غير المادة اللغوية ، كثيراً من الفوائد المهمة فاشتمل على نحو وصرف وقراءات وتفسير وحديث وفقه وفرق إِسلامية وأسماء رجال وأنساب وأدب وعروض وأشعار ونبات وحساب وغيرها كثير ، فقد قمنا بمعارضة للنص مما أورده في كتابه من مواد بالمعجمات وبغيرها من المصنفات المؤلفة في كل علم من العلوم :

١ ـ عارضنا مادته اللغوية بالمعجمات المعتمدة ، المتوفرة لدينا ، وأثبتنا ما انفرد به نشوان مما لم يرد في غيره من الكتب.

٢ ـ خرجنا ما نقله من أقوال العلماء ممن صرح بأسمائهم من كتبهم ـ إِن كانت لهم كتب وصلت إِلينا ـ أو من مظانها مما هو معتمد ، في بابه.

٣ ـ خرجنا الأشعار والأراجيز التي نسبها إِلى أصحابها أو عرفت نسبتها إِليهم من دواوينهم إِن كانت مطبوعة ، وأشرنا إِلى ما لم نجده من الأشعار التي نسبت إِليهم من دواوينهم. فإِن لم يكن لهم دواوين خرجناها من مظان أخرى معتمدة سمت الشاعر أو أوردت الشعر دون عزوه إِلى قائله وأشرنا إِلى هذه المصادر.

٤ ـ أما ما يتعلق بما استشهد به من القرآن الكريم تفسيراً وقراءات ، فقد رجعنا إِلى الكتب المعتمدة في هذا العلم وخاصة فتح القدير للشوكاني.

١٦

٥ ـ خرجنا الأحاديث النبوية والآثار من مصادرها المعتمدة في هذا الفن ، إِضافة إِلى عزوها إِلى كتب غريب الحديث.

٦ ـ وأما المسائل الفقهية التي أوردها نشوان فقد خرجناها من مصادرها المعتمدة في المذاهب الفقهية من الكتب الأمهات في كل مذهب.

٧ ـ ترجمنا لكثير من الأعلام الذين وردت أسماؤهم ، ووثقنا تراجم أعلام ترجم لهم المؤلف.

٨ ـ وقد أورد نشوان كثيراً من مفردات العلم غير ما تقدم فقد أحلناها إِلى مصادر معتمدة في بابها.

٩ ـ وقد اهتم نشوان بن سعيد الحميري بوصفه يمنياً ، في جانب من كتابه ، بالمادة اليمنية ، إِبرازاً وتوثيقاً فيما يتعلق بالأعلام والأماكن والمفردات اللغوية ، فقمنا بالعناية بهذه المادة ، مفردين لها تخريجات خاصة تدل على أصلها وخصوصيتها ، وكونها غير موجودة في غيره من المعاجم اللغوية ، انفرد نشوان بذكرها وأحلنا ما هو معروف لدينا في النقوش القديمة إِليها أو إِلى اللهجات اليمنية المتداولة إِلى اليوم.

وفي ختام هذه المقدمة لا بد لنا من إِسداء الشكر والتقدير لكل من حفزنا للقيام بهذا العمل وشجعنا على الاستمرار فيه ، والبلوغ به إِلى الغاية المأمولة ، ونخص بالذكر الأخ الكبير الأستاذ الدكتور عبد الكريم بن علي الإِرياني الذي لم يأل جهداً في متابعة هذا العمل حتى خرج للناس اليوم. أما صديقنا العلامة الأخ الكريم الدكتور عدنان درويش مدير دائرة التراث في وزارة الثقافة السورية ، فقد كان معنا نعْم الموجه والمعين منذ البداية ، ولم يدخر وسعاً في سبيل إِنجازنا لهذا العمل.

١٧

وما كان لهذا العمل الموسوعي الكبير بمجلداته العديدة أن يظهر في الثوب القشيب ، لو لا تضافر الجهود التي بذلت من نسخ وإِعداد وطباعة ومراجعة وإِخراج ، كل ذلك جرى في رحاب دار الفكر بريادة مديرها الأخ العالم الفاضل الأستاذ محمد عدنان سالم الذي منحنا من فكره وصبره وحكمته الشيء الكثير ، وكانت له متابعة يومية لمجريات العمل داخل الدار ، ومتابعة المحققين وتذليل كل المصاعب التي تحول دون إِتمام العمل أو تؤخر مسيرته ، وتضافرت جهود جميع العاملين في دار الفكر في سبيل خدمة هذا العمل ، وطالما تفرغت أجهزة الدار لصالح هذا الكتاب ، وتتابعت الاجتماعات واللقاءات ليصل الكتاب إِلى الصورة التي يتمناها كل من يخدم تراثنا العربي الإِسلامي.

وفي هذا السياق لا يسعنا إِلا أن نشكر الأخ الدكتور محمد الدالي الذي أفدنا كثيراً من ملحوظاته القيمة في تحقيقه لأوائل كتاب ( شمس العلوم ) من حرف الألف إِلى حرف الحاء. وكم يحزننا وفاة الصديق العالم المرحوم الأستاذ محمد المصري الذي عمل معنا في نساخة الكتاب ومقابلة أصلين من أصوله. وحين وافاه الأجل كان قد ترك تلميذاً مجتهداً هو ابن أخيه الأستاذ الأديب حسان أحمد راتب المصري الذي أكمل ما كان عمه قد بدأه.

ومنذ بداية دفع هذا العمل للطباعة كان الأستاذ الباحث محمد وهبي سليمان مدير قسم الدراسات والبحوث في دار الفكر بدمشق هو الذي تحمل عنا عناء التنسيق والإِخراج حيث كان لقسم الدراسات في دار الفكر دور في متابعة العمل ، وتسديد ما يمكن تسديده ، حيث قام قسم الدراسات بمراجعة تخريجنا للأحاديث النبوية التي عدنا إِليها في أصولها وتنبيهنا إِلى أي سهو أو نقص في تخريجاتها ، ومن ثم متابعة تصحيح المصفوف من الكتاب في تجاربه الأولى ، وأخيراً فهرسة الكتاب فهرسة شاملة لإِصدارها في جزء خاص ، ليسهل الرجوع إِلى الكتاب وتتم الفائدة منه ، فجزاه الله والعاملين معه في الدار خير الجزاء.

١٨

ولا يفوتنا هنا أن ننوه بالشكر والثناء أيضاً لكثير من العلماء والأصدقاء ممن يعملون في المؤسسات الأكاديمية والعلمية ودور الكتب والمخطوطات الذين رحبوا بنا ويسروا لنا سبل الاستفادة مما لديهم من المصادر والمراجع الثمينة. ونخص بالذكر هنا دار المخطوطات بصنعاء ، ودار الكتب المصرية بالقاهرة بمساعدة صديقنا الأستاذ العالم الدكتور أيمن فؤاد السيد. وكذلك نذكر صديقنا العلامة المؤرخ الأستاذ الدكتور عدنان البخيت إِبان عمله في الجامعة الأردنية.

وتأتي مكتبة الأسكوريال الإِسبانية في طليعة تلك المؤسسات العلمية التي تستحق منا الثناء والشكر بالإضافة إِلى مكتبة جامعة أكسفورد ( بودليان ) ، والمكتبة البريطانية ، ومكتبة جامعة ييل الأميركية وغيرها مما قد نوهنا بذكرها في غير مكان من هذا الكتاب.

وبقدر ما نعترف بجهد الآخرين ، فإِننا وحدنا فقط نتحمل مسؤولية القصور وحسبنا أننا بذلنا أقصى الجهد ، والله من وراء القصد.

المحققون

دمشق ١٧ / ٣ / ١٤٢٠ ه‍ الموافق ل ١ / ٧ / ١٩٩٩ م

١٩

رموز النسخ المخطوطة

س= أسكوريال ، الأصل

م = دار الكتب المصرية

ج = الجامع الكبير

د= دار المخطوطات

ت= توبنغن

ب= برلين

ل = ١ ول ٢ ول ٣ لندن ( المتحف البريطاني )

ك= أكسفورد ( بودليان )

ي= ييال ( جامعة ييل YALE )

المختصر= ضياء الحلوم

٢٠