شمس العلوم - ج ٧

نشوان بن سعيد الحميري

شمس العلوم - ج ٧

المؤلف:

نشوان بن سعيد الحميري


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
ISBN: 1-57547-638-x
الصفحات: ٨٣٤

وقال زيد بن أسلم : معنى ( أَلَّا تَعُولُوا ) : أن لا يكثر مَنْ تعولون.

وعال الأمر : إذا اشتد.

وعالني : إذا غلبني ، ومنه قولهم : عيل عائلُهُ : أي غلب ما هو غالبه. ( وعيل صابره : أي غلب. وفي قراءة عبد الله : وإن خفتم عائلة ) : أي خصلة شاقة ) (٢) ، قال :

كلَّما عنَّ ليْ منهمُ ذِكرٌ

عيل صبري فما أملك الدمعا.

أي غلب صبري.

وعَوْل العيال : القيام بهم.

م

[ عام ] : العَوْم : السباحة ، يقال : العوم لا يُنسي.

ويقال : العوم : من سَيْر الإبل أيضاً.

هـ

[ عاه ] : عِيْهَ المالُ : إذا أصابته عاهة ، فهو مَعُوْه.

فَعَل بالفتح ، يَفْعِل بالكسر

ي

[ عَوى ] الكلبُ عُواءً : إذا صاح.

وعويت الحبلَ عَيّاً : إذا لويته.

وعَوَيْتَه : إذا صرفته.

وعويتُ رأسَ الناقة : إذا عَطَفْتُه (٣).

فَعِل بالكسر ، يفعَل بالفتح

ج

[ عَوِج ] : العِوَج : الانحناء في كلِ

__________________

(١) التوبة : ٩ / ٢٨ ، وتمامها : ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ).

(٢) ما بين قوسين ساقط من ( ل ١ ).

(٣) في ( بر ١ ) « صرفتها ».

٨٠١

منتصب ، كالعود والجدار ونحوهما ، والنعت : أعوج.

والعِوَج ، بالكسر في الدين والأمر ، وفيما كان غير منتصب كالأرض والفراش ، والنعت : أعوج أيضاً.

والرجل الأعوج : السيِّئ الخُلُق ، ومصدره : العِوَج.

والأعوج : الفرس الذي في رجليه تجنب ، والجمع : عُوْج.

ر

[ عَوِر ] : عَورَت العينُ فهي عوراء ، وصاحبها : أعور ، والجميع : عُوْرَ ؛ وفي الحديث عن علي : عين الأعور بمنزلة عيني الصحيح؛ وهذا قول مالك : قال : إذا قلع أعورُ عينَ صحيح لم تقلع عينه لأنها بمنزلة عينين ، فإن قلع صحيح عينَ أعور كان الأعور بالخيار بين أن يقلع مثل عينه وبين أن يأخذ دية كاملة عن عينه. قال أبو حنيفة وأصحابه والشافعي ( وأكثر الفقهاء ) (١) : تقلع عين الأعور لقوله تعالى : ( وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ )(٢) ، وفي الحديث عن النبي عليه‌السلام : « لا تجوز في الضحايا العوراء البيِّن عَوَرُها (٣) ». وفي حديث أبي سعيد الخدري : قلت للنبي عليه‌السلام : أوجبت على نفسي أضحية فأصابها عَوَرٌ فقال : « ضحِّ بها » (٤). قال الشافعي ومن وافقه : إذا حدث بالأضحية والهَدْيِ عيبٌ قبل الذبح أجزأتا. وقال أبو حنيفة : على صاحبهما بدلهما.

والأعور : الذي لا بَصَرَ له بالطريق.

__________________

(١) ما بين قوسين ليس في ( بر ١ ) ؛ وانظر : الموطأ : ( ٢ / ٨٧٥ ) ؛ والأم : ( ٦ / ١٣٢ ).

(٢) المائدة : ( ٥ / ٤٥ ).

(٣) هو من حديث البراء عند أبي داود : في الضحايا ، باب : ما يكره من الضحايا ، رقم (٢٨٠٢) والترمذي في الأضاحي باب : ما لا يجوز من الأضاحي ، رقم (١٤٩٧) وقال : « حيث حسن صحيح » والنسائي في الضحايا ، باب : ما نهي عنه من الأضاحي ... ( ٧ / ٢١٤ و ٢١٥ ) وأحمد في مسنده : ( ٤ / ٢٨٤ ، ٢٨٩ ، ٣٠٠ ).

(٤) هو من حديثه : عند أحمد في مسنده : ( ٣ / ٣٢ ـ ٣٣ ، ٧٨ ، ٨٦ ) ؛ وانظر البحر الزخار : ( ٤ / ٣١٢ ـ ٣١٤ ).

٨٠٢

ويقال للغراب : أعور ، يقال : سمي بذلك لأنه إذا أراد أن يصيح غمض عينيه. والعرب تتشاءم به. وقيل : إنما سَمَّوْه أعور ، لأنهم يتشاءمون به كما يتشاءمون بالأعور.

وعُوَير : تصغير أعور في قولهم : كُسَيْر وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر.

وعوير : اسم رجل.

ص

[ عَوِصَ ] الكلامُ : إذا صار عويصاً.

وموضع عَوْصٌ وأعوص : أي مُلْتَوٍ.

الزيادة

الإفعال

د

[ الإعادة ] : أعدت الشيء فعاد.

وأعاد الصلاةَ : إذا صلّاها مرةً ثانية.

والله تعالى مُبْدِئ الخَلْق ومعيده (١). قال عزوجل : ( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ )(٢).

ذ

[ الإعاذة ] : أعاذِه بالله منه ، قال الله تعالى : ( وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ )(٣).

ر

[ الإعارة ] : أعاره شيئاً ، من العاريَّة.

ل

[ الإعالة ] : أعال الرجلُ : إذا كثر عياله.

وأعال زيدٌ الفرائض : أي جعلها عائلة.

وهو قول (٤) جمهور الصحابة والفقهاء ؛

__________________

(١) العبارة في ( بر ١ ) قلقة ، ونصها : قال الله تعالى : ( اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ).

(٢) البروج : ٨٥ / ١٣.

(٣) آل عمران : ٣ / ٣٦.

(٤) انظر النهاية لابن الأثير ( عول ) : ( ٣ / ٣٢١ ).

٨٠٣

وكان ابن عباس لا يُعيل الفرائض ، ويُدخل النقص على البنات وبنات الابن والأخوات للأب والأم والأخوات للأب ، ويقول : أترى الذي أحصى رمل عالج عدّاً يجعل في فريضةٍ نصفاً وثلثين وسدساً وثلثاً ؛ وذلك أن تخلِّف زوجاً وأمّاً وأختين لأب وأم وإخوة لأم.

ن

[ الإعانة ] : أعانه على أمر كذا : من العون.

هـ

[ الإعاهة ] : أعاهَ القومُ : إذا أصابت ماشيتَهم عاهة.

ومما جاء على أصله

ر

[ الإعوار ] : أعور الرجلُ في الحرب : إذا بدت عورتُه لِقِرْنِه.

ومكانٌ معور : يُخاف منه العدو.

وأعور له الصيد : إذا أمكنه.

وكل ممكن : مُعْوِر.

ز

[ الإعواز ] : أعوزه الشيء : إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه.

والمعوز : الفقير.

ص

[ الإعواص ] : أَعْوَصَ بالخصم : إذا لوى عليه أَمْرَه.

وأعوص : إذا أتى بعويص لا يكاد يُفْطَن له.

ل

[ الإعوال ] : أعولت المرأة : من العويل ، وهو رفع الصوت بالبكاء.

هـ

[ الإعواه ] : أَعْوَهَ القومُ : إذا أصابت ماشيتَهم عاهة.

٨٠٤

التفعيل

ج

[ التعويج ] : عَوَّجه فتعوَّج.

د

[ التعويد ] : عَوَّدَهُ الشيءَ فتعوَّده.

وعَوَّد البعيرُ : إذا صار عَوْداً. وعَوَّدت الناقةُ.

ذ

[ التعويذ ] : عَوَّذَه : من العوذة ، وفي السُّوَرتين المعوِّذتين ، بكسر الواو.

ر

[ التعوير ] : عَوَّر عينَ الركيَّة : إذا كبسها حتى نضب ماؤها.

وعَوَّرْتُ فلاناً عن الأمرِ : إذا صرفته عنه.

وعَوَّر عنه : أي كذَّب وردَّ على مغتابه.

وعوَّر عينَه : أي عارها.

ض

[ التعويض ] : عَوَّضَه : إذا أعطاه عِوَضَ ما ذهب له.

ق

[ التعويق ] : المعوِّق : المُثَبِّط ، قال الله تعالى : ( قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ )(١) أي المثبِّطين عن الجهاد.

ل

[ التعويل ] : عَوَّل عليه : إذا استعان به ، يقولون : عَوِّل عليه ما شئت : أي احمل عليه ما شئت.

وعَوَّل الرجلُ : إذا اتخذ عالَةً ، وهي شبه الظُّلَّة ، قال ساعدة الهذلي يصف الحرب (٢) :

فالطعنُ شغْشَغَةٌ والضرب هَيْقَعَةٌ

ضربَ المعوِّل تحت الديمة العَضَدا

تحت الديمة : أي تحت المطر. والعَضَد : ما قطع من الشجر.

__________________

(١) الأحزاب : ٣٣ / ١٨ ، وتمامها : ( ... وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا ).

(٢) البيت لعبد مناف الهذلي ، ديوان الهذليين : ٢ / ٤٠.

٨٠٥

وقال بعضهم : المعوِّل ههنا : صاحبُ المِعْوَل.

م

[ التعويم ] : يقال : التعويم : وَضْعُ الحَصَد قبضةً قبضةً ، فما اجتمع منه فهو عامة.

ن

[ التعوين ] : عَوَّنَت المرأة : إذا صارت عواناً.

هـ

[ التعويه ] : عَوَّه بالمكان : إذا أقام به ، قال رؤبة :

شأزٍ بِمَنْ عَوَّه جَدْبِ المُنْطَلَق

ي

[ التعوية ] : عَوَّى فلانٌ تعويةً : إذا كذَّب عنه وردَّ على مغتابه.

المفاعلَة

د

[ المعاودة ] : الرجوع إلى الشيء.

ر

[ المعاورة ] : عاورته الشيءَ : إذا فعلْتَ به كما فَعَلَ به.

وعاور المكاييل : أي عايرها.

والمعاورة : المداولة ، قال :

أعوذ بربي أن تكون منيتي

كما مات في سوق البراذين أربد

تُعاوره همدان خَصْفَ نعالها

إذا رُفعت منه يدٌ وُضعت يَدُ

ض

[ المعاوضة ] : من العِوَض.

م

[ المعاومة ] : يقال : عامَلَهُ مُعاومةً : من العام.

وعاومَت النخلةُ : إذا حملت عاماً ولم تحمل عاماً ، وفي الحديث : « نهى النبي

٨٠٦

عليه‌السلام عن بيع المعاومة (١) » ، وهو أن يبيع ثمرَ النخل والكرم وغيرهما أعواماً ، وهذا كنهيه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع السنين.

ويقال : المعاومة : أن يكون لرجلٍ على رجلٍ دَيْنٌ فلا يقضيه ، فَيَزِيدُ له شيئاً ، ويمدُّ له في الأجل.

ن

[ المعاونة ] : عاونه على أمره : أي أعانه.

ي

[ المعاوية ] ) : الكلبة تستخدم لتُعاوي الكلاب.

ومعاوية : من أسماء الرجال ، وفي الحديث (٣) : قال معاوية بن أبي سفيان لشريك بن الأعور الحارثي : إنك شريك وما لله من شريك ، وإنك ابن الأعور ، وإن الصحيح لخيرٌ من الأعور ، وإنك لابن عبد المدان ، وإن المدان لخيرٌ من عبده ، فقال : على رِسْلِك يا معاوية ، فإنك لابْنُ حرب ، وإن السلم لخيرٌ من الحرب ، وإنك لابن أمية ، وما أمية إلا تصغير أمة ، وإنك لمعاوية ، وما معاوية إلا كلبةٌ عاوية.

الافتعال

د

[ الاعتياد ] : اعتاد الشيءَ : من العادة ، وفي الحديث (٤) عن النبي عليه‌السلام : « وعَوِّدوا كل جَسَدٍ ما اعتاد ».

واعتاده الهمُّ : أي أتاه على عادة.

ص

[ الاعتياص ] : اعتاص عليه الشيءُ : إذا لم يتمكن.

__________________

(١) هو من حديث جابر عند مسلم في البيوع ، باب : النهي عن المحاقلة والمزابنة ... رقم (١٥٣٦) ولفظه : « نهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المُحاقلة والمزابنة والمُعَاومة » ؛ وانظر النهاية : ( ٣ / ٣٢٣ ).

(٢) الجمهرة : ( ٢ / ٩٥٧ ).

(٣) الخبر أشار إليه ابن دريد في الاشتقاق : ( ٢ / ٤٠١ ) وما قال في ذلك من شعر.

(٤) ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين ( ٧ / ٤٠٠ ) وفي تذكرة الموضوعات (٢١٦).

٨٠٧

ض

[ الاعتياض ] : اعتاض منه غيرَهُ : من العوض.

ط

[ الاعتياط ] : اعتاطت الناقة : إذا لم تحمل.

ق

[ الاعتياق ] : اعتاقه : أي حبسه ، بمعنى عاقَه.

ومما جاء على أصله

ر

[ الاعتوار ] : اعتور القومُ الشيءَ : إذا تداولوه.

الانفعال

ج

[ الانعياج ] : انعاج عليه : أي انعطف.

اللفيف

ي

[ الانعواء ] : يقال : عَوَيْتُ رأس الناقة فانعوى : إذا عطفته فانعطف.

الاستفعال

د

[ الاستعادة ] : استعاده الحديثَ وغيرَه : إذا سأله أن يعيده.

ذ

[ الاستعاذة ] : استعاذ بالله ، عزوجل : أي عاذ ، قال الله تعالى : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ )(١).

__________________

(١) النحل : ١٦ / ٩٨.

٨٠٨

قال الزجّاج : أي إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ. وقيل : معناه فإذا كنت قارئاً. وقيل : هو من المقدم الذي هو مؤخر ، وتقديره : فإذا استعذت من الشيطان فاقرأ.

والاستعاذة : فيها أقوال قد رويت فيها أخبار وأصحُّها ما نطق به القرآن ، وهو : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ر

[ الاستعارة ] : استعار منه الشيءَ ، فأعاره إياه.

ض

[ الاستعاضة ] : استعاضه : أي طلب منه العوض.

ن

[ الاستعانة ] : استعان به على أمره ، واستعانه ، قال الله تعالى : ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )(١) ، وفي حديث النبي عليه‌السلام : « استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان » (٢).

واستعان الرجل : إذا حلق عانته ، قال (٣) :

لم يستعن وحوامي الموت تغشاه

اللفيف

ي

[ الاستعواء ] : يقال : استعواهم : إذا صاح بهم إلى الفتنة.

التفعُّل

__________________

(١) الفاتحة : ١ / ٥.

(٢) أخرجه الطبراني معاجمه الثلاثة من حديث معاذ ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ٨ / ١٩٥ ).

(٣) عجز بيت دون عزو في اللسان ( عون ) ، وصدره :

مثل البرام غدا في اصدة خلق

٨٠٩

ج

[ التعوُّج ] : تعوّج الشيء : من العِوَج.

د

[ التعود ] : تعوَّد الشيء : من العادة.

ذ

[ التعوذ ] : تعوَّذ بالله من الشيطان : أي عاذَ.

ر

[ التعور ] : يقال : هم يتعورون العواريّ بينهم : أي يتعاورونها.

ف

[ التَّعَوُّف ] : الطَّوَفَان بالليل.

والتَّعَوُّف : أَكْلُ العوافة من الطعام.

ق

[ التعوُّق ] : التَّثَبُّط.

التفاعل

د

[ التعاود ] : تعاود القومُ : إذا عاد بعضهم إلى بعض في الحرب وغيرها.

ر

[ التعاور ] : تعاوروا الشيءَ : إذا تداولوه.

وتعاور القوم فلاناً : إذا تعاونوا عليه بضربٍ أو غيره.

ن

[ التعاون ] : تعاونوا : أي أعان بعضهم بعضاً ، قال الله تعالى : ( وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى )(١).

ي

[ التعاوي ] : تعاوت الكلاب.

وتَعَاوَوا عليه : أي اجتمعوا.

__________________

(١) المائدة : ٥ / ٢ وتمامها : ( ... وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ ).

٨١٠

الافعِلَال

ج

[ الاعوجاج ] : نقيض الاستواء.

ر

[ الاعورار ] : اعْوَرَّتْ عينُه : أي صارت عَوْراء.

٨١١
٨١٢

باب العين والياء وما بعدهما

الأسماء

فَعْلٌ ، بفتح الفاء وسكون العين

ب

[ العَيْب ] : العَيْبُ في الشيء : معروف ، والجميع : العيوب ، وفي الحديث : « قضى عليٌّ في رجل اشترى جارية فوطئها ، ثم وجد بها عيباً أنه يلزمها ولا يردها بعد الوطء ، وقضى له على البائع بعُشْر الثمن » (١). قال زيد بن علي : لأنه كان قدر النقصان. وهذا قول أبي حنيفة وأصحابه ، سواء كانت بكراً أو ثيباً ، وهو قول الثوري والزهري ومن وافقهم. وعن مالك : إنه يردها ، فإن كانت بكراً فعليه ما نقص من قيمتها ، وإن كانت ثيباً فلا شيء عليه. وقال ابن أبي ليلى : يردُّها ويرد معها مهرَ مثلها .. وقال عثمان البتّي : إن لم يُنقصها الوطءُ رَدَّها عليه ولا عُقْر لها ، وإن نقَصَها رَدَّها وعليه النقصان. وقال الشافعي : إن كانت ثيباً ردَّها ولا شيء عليه ، وإن كانت بكراً لم يردَّها وعليه النقصان.

واختلفوا في الرد بالعيب ، هل هو على الفور أم لا؟ فقال الشافعي : هو على الفور ، فإذا سكت بعد وقوفه عليه ( فليس له رَدُّه. وقال أبو حنيفة ومن وافقه : ليس على الفور ، والسكوت بعد الوقوف عليه ) (٢) لا يمنع من ردِّه ، ما لم يرض بعيبه.

__________________

(١) انظر : رد المختار ( باب نكاح الرقيق ) : ( ٣ / ١٦٢ ) ؛ والأم ( باب الاختلاف في العيب ) : ( ٤ / ٨٩ ؛ ٥ / ٩٠ ) ؛ والبحر الزخار : ( ٤ / ٢١٩ ـ ٢٣٢ ).

(٢) ما بين القوسين ليس في ( بر ١ ).

٨١٣

ر

[ العَيْر ] : الحمار ، والجميع : الأعيار. ويقال بكل موضعٍ خالٍ : هو كجوف العَيْر ، لأنه ليس فيه شيء يُنتفع به.

وقيل : هو رجلٌ من الأزد كان بالجَوْف وهو وادٍ باليمن ـ فقتل أهله حتى أفناهم. وأخلى الجَوْفَ منهم فقيل لكل خالٍ : هو كجوف العَيْر ، قال امرؤ القيس (١) :

ووادٍ كجَوْفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُه

به الذئب يعوي كالخليع المعيَّلِ

ويقولون في الذم : هو عُيَيْر وحده ، بالتصغير.

والعَيْر : الناتئ في ظهر القدم.

والعَيْر : العظم الناتئ على ظهر الكتف.

وعَيْر الأُذُن : ما تحت الغضروف ، في باطنها.

وعَيْر النصل : الناتئ منه في وسطه.

وكذلك عَيْر السيف.

وعَيْر الورقة : الخط الناتئ في وسطها.

والعَيْر : جَفْن العين ، ويقال : إنسانها. يقولون : جاء قبل عَيْرٍ وما جرى : أي قبل لحظ العين : يراد به السرعة.

والعَيْر : الوتد.

والعَيْر : سيد القوم.

وعَيْر : جبل بالمدينة ، وفي الحديث : « أنه حرّم ما بين عير إلى ثور » (٢).

ويقال : العَيْر : ما يعلو الماء من غُثائه.

وعلى هذه الوجوه الخمسة يفسر قول الحارث بن حلزة (٣) :

زعموا أن كل من ضرب العَيْ

رَ موالٍ لنا وأنّى الولاءُ

__________________

(١) ديوانه : ٣٧٢ في زيادات الطوسي والسكري ، والمثل في الاشتقاق : ( ٢ / ٤٩٠ ) ، وهو في مجمع الأمثال : ١ / ٢٥٧ بصيغة « أخلى من جوف حمار ».

(٢) الحديث في النهاية لابن الأثير ( عير ) : ( ٣ / ٣٢٨ ).

(٣) البيت من معلقته المشهورة : انظر شرح المعلقات العشر للزوزني وآخرين ١١٨.

٨١٤

قيل : أراد جفن العين : أي كل من ضرب جفناً بجفن من الناس. وقيل : أراد الوتد : أي كل من ضرب أوتاد البيت. وقيل : أراد سيد القوم يعني كليب بن وائل. وقيل : أراد كل من بلغ عَيْراً وهو الجبل. وقيل : أراد كل من ضرب العَيْر ، وهو غثاء الماء : أي كل من ورد الماء.

ويقال : العَيْر : الخشبة التي في مقدم الهودج.

س

[ العَيْس ] : يقال : العَيْس : عَسْب الفحل على الضِّراب. وقال ابن السكيت (١) : العَيْس ماء الفحل.

ن

[ العَيْن ] : عَيْنُ كل ذي بصرٍ من الناس وغيرهم من الحيوان معروفة ، والجميع : أعين وعيون ، وفي الحديث عن النبي عليه‌السلام : « في العينين الدية » (٢) ، قال الله تعالى : الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ (٣). قرأ الكسائي : العينُ ، بالرفع ، وسائر المعطوفات عليها أيضاً عطفاً على الموضع ، والباقون بالنصب إلا قوله ( وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ )(٤) ، فَرَفَعَه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر على الابتداء ، والباقون ينصبونه على العطف ، واختار أبو عبيد قراءة الكسائي.

ويقال : لقيته عَيْنَ عُنة : أي عِياناً.

وفعَل ذلك عَمْدَ عين : إذا تعمده.

ولقيته أول عين : أي أول شيء.

ويقال : هذا عَبْدُ عين : أي يخدم مولاه ما دام يراه ، فإذا غاب عنه ترك الخدمة.

والعَيْن : المتجسس للأخبار ، يقال : رأيت عَيْنَ القوم.

__________________

(١) إصلاح المنطق : (١٧).

(٢) أخرجه مالك في الموطأ ( ٢ / ٨٥٦ و ٨٥٧ ) وهذا بالإجماع انظر : الأم : ( ٦ / ١٣٢ ) ؛ والبحر الزخار : ( ٥ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ).

(٣) المائدة : ٥ / ٤٥.

٨١٥

ومعنى قول الله تعالى : ( وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي )(١) : أي : بعلمي وإرادتي.

ويقال : ما بالدار عينٌ : أي أحد.

وعَيْن الماء : معروفة ، قال الله تعالى : ( مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )(٢). قرأ نافع وأبو عمرو بضم العين ، وهو رأي أبي عبيد ، وقرأ الباقون بكسرها.

والعَيْن : الثقب في المزادة.

وعين الرَّكيّة : النقرة التي فيها.

وعين الميزان : معروفة.

والعين : مطر يدوم أياماً لا يُقلع ، يقال : أصابَتْنا عَيْنٌ غزيرة.

وعين الشمس : معروفة.

والعَيْن : النقد من الدراهم.

والعَيْن : الدنانير ، وفي حديث ابن سيرين (٣) : « كانوا لا يرصدون الثمارَ في الدَّيْن ، وينبغي أن يرصدوا العين في الدين ». قيل : معناه إذا كان لرجلٍ ثمارٌ. يلزم فيها العُشْر وعليه دين ، فالذي عليه لا يكون قصاصاً ، ويجب عليه العشر. وإن كان له عينٌ مثل الدَّيْن لم تجب عليه زكاة ، وكان الدين قصاصاً بالعين. وقوله : إن الدَّين يمنع الزكاة ؛ قول زيد ابن علي وأبي حنيفة وأصحابه ومالك وأحد قولي الشافعي ، وقوله الآخر : إن الدَّيْن لا يمنع الزكاة ، وهو قول زُفَر ومن وافقه.

وأَسْوَدُ العين : جبلٌ ، قال (٤) :

إذا زال عنكم أسود العين كنتمُ

كراماً وأنتم ما أقام لئامُ (٥)

ونفسُ كل شيءٍ : عينه ، يقال : هذا درهمك بعينه : أي بذاته ، وفي الحديث

__________________

(١) طه : ٢٠ / ٣٩ وتمامها : ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ).

(٢) الشعراء : ٢٦ / ٥٧.

(٣) حديثه هذا في غريب الحديث لأبي عبيد : ( ٢ / ٤٤٠ ) ؛ والنهاية لابن الأثير : ( ٢ / ٢٢٦ ).

(٤) نسب البيت في اللسان ( عين ) إلى الفرزدق ، وليس في ديوانه.

(٥) في ( بر ١ ) : « آلائم » ، وهو ما في اللسان ، والخزانة : ٨ / ٢٧٧.

٨١٦

عن النبي عليه‌السلام : « مَنْ وَجَدَ عَيْنَ مالِهِ فهوَ أَحَقُّ به » (١).

وعين كل شيءٍ : خياره.

وأعيان القوم : أشرافهم.

ويقال لأولاد الرجل من الحرائر : بنو أعيان. ويقال : الأعيان : الإخوة للأب والأم.

وعيون البقر : جنس من العنب بالشام.

والعين : هذا الحرف.

و [ فَعْلَة ] ، بالهاء

ب

[ العيبة ] : واحدة العياب.

ويقال : فلانٌ عَيْبَةُ فلان : إذا كان موضع سره ، وفي الحديث : قال النبي عليه‌السلام : « الأنصار كرشي وعيبتي » (٢). وفي حديث آخر : كانت خزاعة عيبة النبي عليه‌السلام : مؤمنهم وكافرهم » (٣). وذلك لحلفٍ كان بينهم في الجاهلية.

ويقال للصدور : عياب ، لأنها تشتمل على الود والبغض كما تشتمل العياب على الثياب ، قال الكميت (٤) :

وكادت عياب الود منا ومنهمُ

وإن قيل أبناء العمومة تَصْفَرُ

أي : تخلو من المودة.

ق

[ العَيْقَة ] ، بالقاف : ساحل البحر ، وناحية الدار.

__________________

(١) هو بهذا اللفظ من حديث سمرة بن جندب عند أبي داود في البيوع ، باب : في الرجل يجد عين ماله عند رجل ، رقم : (٣٥٣١) ؛ ومن حديث أبي هريرة عند أحمد في مسنده : ( ٢ / ٢٢٨ ، ٢٤٧ ، ٢٤٩ ، ٢٥٨ ، ٣٤٧ ، ٣٨٥ ) وفيه زيادة « ... عند رجل قد أفلس ، فهو أحق به ».

(٢) هذا من حديث أنس عند مسلم في فضائل الصحابة باب : من فضائل الأنصار رضي‌الله‌عنهم ، رقم (٢٥١٠) ؛ وأحمد في مسنده : ( ٣ / ١٧٦ ، ١٨٨ ، ٢٠١ ، ٢٤٦ ، ٢٧٢ ) ، والحديث في المقاييس : ( عيب ) : ( ٤ / ١٩٠ ).

(٣) أخرجه أحمد في مسنده : ( ٤ / ٣٢٣ ) من حديث المسور بن مخرمة.

(٤) ديوانه : ١ / ١٨٤.

٨١٧

ل

[ العَيْلة ] : الفاقة ، قال الله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً )(١).

م

[ العَيْمة ] : شهوة اللبن ، وهو مَصْدَرٌ.

فِعْل ، بكسر الفاء

د

[ العيد ] : معروف ، وجمعه : أعياد ، وأصله : من الواو. وإنما جمع على ( أعياد ) بالياء فرقاً بينه وبين جمع ( عود ) من الخشب. وفي حديث ابن عمر : « كان النبي عليه‌السلام يكبِّر في صلاة العيدين اثنتي عشرة ، سبعاً في الأولى ، وخمساً في الأخرى » (٢). وهذا قول الشافعي ومن وافقه في تكبير صلاة العيدين. وقال أبو حنيفة : التكبيرات في صلاة العيدين ست : ثلاث في الأولى ، وثلاث في الأخرى.

وصلاة العيدين : من فروض الكفايات في أحد قولي الشافعي ، وهو مذهب بعض أصحابه ومن وافقهم ، وذهب أكثر أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة إلى أنها سنة. واختلفوا في صلاة العيدين إذا فاتت للعذر وللالتباس ( فقال مالك : لا تُصَلّى بعد ذلك ، وهو أحد قولي الشافعي ) (٣) ، وقوله الآخر أنها تُصلّى من الغد وبعد الغد ، إلا أن تقوم البيِّنَةُ برؤية الهلال من الليل ، فعند الشافعي تصلى من الغد قولاً واحداً. وقال بعض أصحاب أبي

__________________

(١) التوبة : ٩ / ٢٨ ، تمامها : ( ... فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ).

(٢) هو من حديثه ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة أخرجه أبو داود في الصلاة ، باب : التكبير في العيدين ، رقم ( ١١٤٩ و ١١٥٠ و ١١٥١ و ١١٥٢ ) والترمذي في الصلاة باب : ما جاء في التكبير في العيدين رقم (٥٣٦) ، وبسط الإمام الشوكاني عشرة أقوال في عدد التكبير وموضعه ، انظرها في ( نيل الأوطار ) : ( ٣ / ٣٦٨ ).

(٣) مكان هذه العبارة في ( بر ١ ) : ( وذهب أكثر أصحاب الشافعي ) ، وأنظر الأم : ( ١ / ٢٦٢ ـ ٢٧٦ ).

٨١٨

حنيفة : إذا زالت الشمس يوم عيد الفطر ولم تُصَلَّ صلاة العيد لغير عذر لم تُقْضَ بعد ذلك ، وإن تُركت لعذرٍ قُضيت من الغد إلى مثل وقتها يوم العيد ، ولا تُصلّى بعد ذلك.

وقال في صلاة عيد الأضحى : إذا تُركت يوم العيد قُضيت من الغد إلى زوال الشمس ، فإن تركها قضاها في مثل وقتها من اليوم الثالث ، فإن زالت شمس اليوم الثالث ولم يُصَلِّها فلا يصلِّيها بعد ذلك.

والعيد : ما اعتاد الإنسانَ من همٍّ وغيره ، قال (١) :

أمسى بأسماءَ هذا القلبُ معمودا

إذا أقول ضحىً يعتاده عيدا

والعيد : فحلٌ كان نجيباً تنسب إليه النجائب العيدية.

ويقال : هي منسوبة إلى العيد : وهم قومٌ من مَهْرَة بن حَيْدان ، من اليمن.

ر

[ العِيْر ] : الإبل تحمل المِيرة ، لا واحد لها من لفظها ، قال الله تعالى : ( وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها )(٢) : أي أهل العِيْر ، قال (٣) :

أقومٌ يبعثون العيرَ تَجْراً

أَحَبُّ إليك أَمْ قومٌ حِلالُ

س

[ العِيْس ] : إبلٌ بيضٌ في بياضها سواد خفيّ ، جمع : عَيْساء.

ص

[ العِيْص ] : الشجر الملتف.

والعيص : الأصل ، والجميع : الأعياص ، قال جرير (٤) :

فما شجراتُ عيصك في قريشٍ

بعشّات الفروعِ ولا ضواحي

__________________

(١) البيت ليزيد بن الحكم الثقفي كما في اللسان ( عود ).

(٢) يوسف : ١٢ / ٨٢.

(٣) البيت دون عزو في اللسان ( حلل ).

(٤) ديوانه : (٩٩) من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان ، والبيت له في المقاييس ( عيص ) : ( ٤ / ٤٥ ؛ ١٩٥ ).

٨١٩

والعِيص : ابن إسحاق بن إبراهيم.

ط

[ العِيْط ] : جمع : عائط من النوق ، وهي التي ضربها الفحل فلم تلقح.

وعِيط : كلمة تقال عند الغَلَبة.

والعيط : جمع : أَعْيَط.

ن

[ العِيْن ] : البقر الوحشية ، جمع : عَيْناء ، وهي واسعة العين تشبه بها أعين النساء ، قال الله تعالى : ( وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ )(١).

و [ فِعْلَة ] ، بالهاء

ش

[ العِيْشة ] : من العيش ، قال الله تعالى : ( فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ )(٢).

م

[ العِيْمة ] : خيار المال.

ن

[ العِيْنة ] : النسيئة ، يقال : باعه بِعِيْنةٍ.

والعينة : خيار المال.

فَعَلٌ ، بفتح الفاء والعين

ب

[ العاب ] : العيب.

ر

[ العار ] : ما يُعَيَّر به.

و [ فَعَلَة ] ، بالهاء

ل

[ العالة ] : الفقراء ، جمع : عائل.

__________________

(١) الدخان : ٤٤ / ٥٤.

(٢) الحاقة : ٦٩ / ٢١.

٨٢٠