طلوع سعد السّعود - ج ٢

الآغا بن عودة المزاري

طلوع سعد السّعود - ج ٢

المؤلف:

الآغا بن عودة المزاري


المحقق: الدكتور يحيى بوعزيز
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٤
الجزء ١ الجزء ٢

إعلان نابليون لسكان الجزائر

إعلان من حضرة لمبرور سلطان الفرانسويين إلى كافة المسلمين أهل المملكة الجزائرية أن الدولة الفرانسوية لما وضعت قدمها بوطن الجزائر منذ خمس وثلاثين سنة لم يكن مرادها في اندثار شمل سكان الوطن المذكور بل المراد في خلاصهم من الظلم المترادف عليهم منذ أحقاب. وقد جاءت بحكم أحلم وأعدل وأبلغ رشدا مما كانت عليه التصرفات التركية أخلفناها. ومع ذلك فإنكم في السنين الأولى من الاستيلاء حصل لكم قلق حيث رأيتم أمة أجنبية تتصرف فيكم فلذلك قاتلتم من خلصكم من الظلم فمعاذ الله أن نظن أن ما صدر منكم وقتئذ كان ذنبا يوجب الملام عليكم بل نوقر ما جبلتم عليه من الخصال الحربية التي حملتكم على رفع السلام ساعتئذ حال كونكم منتظرين فبل الإذعان إلينا إجراء حكم الله ولكن قد نفذ حكمه بما أراد فليس إلا الرضى بما قدرته الحكمة الإلاهية (كذا) الخفية عنا أسرارها التي تبلغ المرء إلى الخير في الغالب ويضطر المرء إلى نيل مراده مع خيبة قصده وعكس اجتهاده ، فمثل ما وقع بكم حل بأسلافنا منذ عشرين قرنا بأن هجمت عليهم أمة أجنبية فلم يرضوا بطاعتها وقاتلوها ثم هزموا ومن يومئذ تجددت حالتهم إلى ما كان أحسن منها وهو مبدؤا (كذا) تاريخ ارتقائهم ، وإن القولوة (كذا) أي أسلافنا لما انهزموا تخلقوا بأخلاق الرومانيين المنتصرين عليهم وبالاتصال الملازم مع اختلاف فضائلهم الأدبية ومضادة عادتهم تولدت منه على مرور الأزمنة هذه الأمة الفرانسوية التي وقت الله لها وقتا لتنشر في الدنيا ما ألهمها الله به من زرع محاسنها فمن يعلم أنه لا يأتي يوم تجد أمة العرب فيه مساعدة على الاستقلال بتصرفات أمورها كما كانت قبل في القرون الماضية مالكة لبعض سواحل البحر الأوسط ولا يكون ذلك / إلا بعد صلاح أحوالها واختلاطها بالأمة الفرانسوية فارضوا أيها العرب بما حكم الله ، وقد قال تعالى في سورة البقرة «وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» على هذا الملك بقدرته ، نريد أن نصرفها في جلب فوائدكم وخيركم وأن مرادي لا يخفى عليكم فقد قررت لكم ملكية الأراضي التي كنتم تستغلونها تقريرا بتّا (كذا) مستمرا ووقرت مقام كبرائكم ، ومرغوبي أن نزيد في رفاهيتكم ونشرككم معنا في تصرفات الوطن زيادة عما أنتم عليه الآن. كما أن

٢٦١

مرغوبي في مشاركتكم في أنواع خيرات التمدن ، لكن ذلك مقرون بشرط وهو أن تطيعوا وتحترموا أنتم كل من ينوبني في الحكم والتدبير وأخبروا إخوانكم المغرورين بأن تكرار سعيهم في النفاق يعود بالنحس عليهم ، فالمليونان من العرب لا يقدر (كذا) على مضادة أربعين مليونا من الفرانسويين ومن الحمق أن يتعنت الواحد على العشرين وذلك ظاهر. ومع هذا فقد حلفتم لدي على الوفاء بالعهد وذمتكم توكد عليكم الميثاق بالوفاء ، والتمام حسبما هو مذكور في كتابكم الشريف بسورة التوبة ، ونستكثر خير جماعة كثيرة منكم الذين لم يغيروا صدقهم باتباع الآراء الفاسدة المتولدة من الجهل والتعمق والغلو في الدين حيث تحققتم بأني سلطانكم فاعلموا أني حام لكم وأن كل من عاش طائعا في ظلم حكمنا فله حق مساوي في اعتنائنا. واذكروا ما هو مرسوخ بأذهانكم من انتسابكم إلينا إذ كنتم منذ عشرة أعوام أخذتم حظا من صيت نصر جنودنا ووقف أولادكم بإزاء أبنائنا في المعارك الواقعة بالكرم والإيطالية (كذا) والصين والميكسيك ، ولا ينحل الارتباط المنعقد في ميادين الحروب. وقد شاهدتم ما أمكنكم التحقق به من طاقتنا وما نفعل مع عدونا وقت عداوته ومحبنا وقت محبته فاعتمدوا يا معشر العرب على الدولة الفرانسوية حيث أن أحوالكم وأحوالها متحدة واعترفوا بأن من يهدي الله فهو المهتدي حسبما نطق به القرآن في سورة الأعراف. كتب بالجزائر في الخامس من شهر ماي سنة ١٨٦٥.

ولما جال السلطان بإقليم الجزائر ووصل إلى وهران ، ونظر إلى مخزنها الفائق للأقران ، أعجبه غاية الإعجاب ، وأكثر من الثناء عليه وصاله بالصلة التي تحير فيها أولوا الألباب. وفي سنة ست وستين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف حركت الدولة بمحالها ومخزنها على فقيق ، وصممت على ذلك في القول الحقيق. وسبب ذلك أنه لما مات سي محمد بن حمزة كما سبق قام مقامه أخوه سي أحمد بن حمزة فجيش الجيوش وغزى بهم على فرقة من أولاد زياد ، كانت قادمة للبيض فأخذها وأضافها إليه وارتحل بها لناحية الغرب للترداد فلحقه الكلونيل دكلوب بمحلته وقاتله شديدا وقاومه عتيدا. ولما سمع الجنرال الكبير بوهران ، جهز الجيوش لقتاله في كل زمان ومكان ، فأدركت نجوع دراقة والكثير من أولاد / ازياد وظفرت بالمخالفين ، وأخذتهم أخذة

٢٦٢

رابية وغنمت الغنيمة التي ليست في وصف الواصفين ، وأتبعت أثر أحمد بن حمزة إلى أن تركت مدينة فقيق خلفها. وأخذت عرب الظهرة كعرب الطرافي وغيرهم وألزمتها بالرجوع لمحلها ولا تعرف حلفها ، وذلك في المحل المسمى اثنا عشرة قارة وقارة وبلاد المحروق. ودخل للبايلك من تلك الغنيمة خمسة وعشرون ألف فرنك في القول المصدوق. قال ، ولما رجع السلطان من جولانه لباريز أعقبه الشر العظيم والوفاء المفرط للجائز والمجيز.

مجاعة عام ١٨٦٧

وفي سنة سبع وستين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة أربعة وثمانين ومائتين وألف ، حصلت المجاعة العظمى بسائر البلاد ، ووقعت تلك المسغبة الكبرى التي أفنت كثير العباد.

جلب الماء لمدينة وهران

وفي تلك السنة جلبت الدولة لوهران ماء يفري في الموازب الحديدية (٢٧٨). ثم في أعوام السبعين والثمانين المسيحية جلبوا لها أيضا ماء البريدية. وفي سنة سبعين وثمانمائة وألف الموافقة لسنة سبع وثمانين ومائتين وألف ، جهزت الدولة جيشا للصحراء الغربية من وهران فجالوا بها بالتحرير ، وحصل القتال بينهم وبين أهل عين الشعير ، ووادي قير ، ولم يحصلوا في ذلك على طائل ، ولم يدركوا النائل. ومرا لمدينة القنادسة ، وصاروا في جولاتهم بالحالة الحادسة.

الحرب الفرنسية البروسية عام ١٨٧٠

فبينما هم في تلك الجهة يموجون ، وإذا بالبروس وهم الألمان فاضوا عليهم في برهم وصاروا لهم من كل ناحية يخرجون ، فتركوا حال الإقليم الجزائري وتوجهوا لقتال البروس. ودام القتال الشديد بينهم إلى أن سلم نابليون

__________________

(٢٧٨) إيفري قرية صغيرة على الضفة اليسرى لواد الرّحي الذي يعرف اليوم بواد راس العين ، حيث حي راس العين. والموازيب يقصد بها القنوات الحديدية.

٢٦٣

نفسه وألقى سلاحه للبروس ، وذلك في أول ستانبر (كذا) من السنة المذكورة الجروس. ثم حصل الصلح بين الفريقين ، بعد القتال الشديد وموت الكثير من الجانبين. وصار أمر الدولة جمهوريا شوريا. ولم يبق لهم الحكم السلطاني من ذلك الوقت للآن تحقيقيا ، وهو سنة تسعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ثمانية وثلاثمائة وألف. ولوفاء المسلمين بالعهود ، لم يحصل منهم شيء من نقض المواثق والعهود. فلم يكن منهم نفاق ولا مخالفة ولا شق للعصا بل بقوا على ما كانوا عليه من المؤالفة.

الجنرال أتراش : TROCHO

ثم تولى الجنرال أترش أبرزدان (كذا) ، ومعناه رائس (كذا) الدولة الجمهورية للاتقان. في رابع ستانبر (كذا) سنة سبعين وثمانمائة وألف ، وتسمى بكل عمالة من افرانسا عامل ، وكثر القتل والهرج الغير المشاكل.

الرئيس تيير

ثم تولى اتياري (تييرTHIERS) رئاسة الجمهور (كذا) في الثامن والعشرين من جانفي سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وألف الموافقة للثامن والثمانين ومائتين وألف. فهدن افرانسا بأسرها وعقد الصلح بينها وبين الألمان على أن ترك لهم للزس (كذا) ولرين (كذا) بالبيان. ونقد لهم إثر القتال خمسة ملايير ، وانبرم الصلح انبرام التخايير.

وفي هذه السنة اتفق أولاد سيدي الشيخ الشراقة برئاسة سي أحمد بن أحمد بن حمزة والغرابة تحت رئاسة الحاج العربي ولد سيدي الشيخ بن الطيب مع نجوع الغرب على الدخول للتل من ناحية سبد (كذا) للهجوم على الذين في طاعة الدولة. وأرادوا إظهار ما بهم من القوة الكاملة والصولة فخرج لهم الكلونيل مالواز (MELOISE) بمحلته من تلمسان ، وصمم على قتالهم في كل مكان وزمان : فكان المصاف بينه وبينهم بمحل يقال له ماقورة. فألزمهم بالقتال إلى أن أطردهم وكانت تلك الواقعة تعرف بواقعة ماقورة. وفي التاسع والعشرين

٢٦٤

من أوت سنة اثنين وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ثمان وثمانين ومائتين وألف ، دخل أهل التل بأجمعهم مخزنا وغيرهم تحت الحكم العمومي وهو السبيل (٢٧٩) وخرجوا عن الحكم الخصوصي وهو الملتير (كذا) فسمي عام التبديل. وانتقل الحكم الخصوصي للصحراء ، وهما بمنزلة الجناحين للطائر فلا يطير بأحدهما دون الأخرا (كذا).

الرئيس جول قريفي : JULES GREVY

ثم تولى جول قريفي الرئاسة في سنة تسع وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ست وتسعين ومائتين وألف ، فلم يستقم له الأمر من عام توليته إلى رابع عشر جليت سنة ثمانين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة سبع وتسعين ومائتين وألف ، فاستقام له الأمر وتقرر ، وتمكن من الملك وتحرر.

ثورة الشيخ بوعمامة والحملة على تونس

وغزو الطونكان

وفي سنة إحدى وثمانين الموافقة للثامن والتسعين من القرنين المذكورين ، جهز جيشا للثائر بالصحراء وهو أبو عمامة البوشيخي الدرقاوي تلميذ السيد محمد بن العربي العلاوي الفلالي بغير المين ، فأجلاه من الأرض وجعل بالصحراء مدونا (كذا) جليلة بها الحكام. وصيرها أمهد وأمدن من التل بغاية الاحتكام وأصل القضية من شهر مارس من السنة المذكورة ، اتفق الأحرار الشراقة والطرافي والأغواط على التخليط والخروج عن الإذعان مع أبي عمامة في القولة المشهورة فثارت الفتنة وحل القتال بين الفريقين إلى أن حل ما حل بالفسيان (كذا) فانبرونير (WEINBRENER) بمحل يقال له الجرامنة ، فجهزت الدولة الجيوش ومعهم المخزن لإجلائه من الأرض إلى أن أجلي ولم يبق له أثر بالصحراء ذات الجرامنة. وفيها جهز جيشا لغزو تونس فوقع القتال بين تلك

__________________

(٢٧٩) يقصد الحكم المدني من الكلمة الفرنسية : Civil. والميليتير يقصد بها الحكم العسكري من الكلمة الفرنسية : Militaire.

٢٦٥

الجيوش وخمير إلى أن انهزت خمير. وحل بهم ما حل من الضرور وذهاب الخير. ثم تقدمت الجيوش لتونس فاستولت عليها بسائر ضواحيها ، وكافة بواديها بنواحيها. ثم في سنة الثلاث والثمانين الموافقة لسنة ثلاثمائة وألف بالتعيين ، جهز جيشا. لغزو طونكان فاستولى عليها بغاية ما كان. ثم اطلعت الدولة على تخليط كبير فعله زوج ابنته ، فشددوا إلى أن سلم في الوظيف جبرا عليه بغيته ، وذلك سنة ثمان وثمانين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام خمسة وثلاثمائة وألف.

سعدية كارنو : SADI CARNOT

ثم تولى سعدية (كذا) كارن (CARNOT) في عام التسليم / وهو العام المار بغاية التحكيم ، وهذا الرائيس (كذا) هو الموجود الآن في عام التسعين والثمانمائة والألف ، الموافق للعام الثامن والثلاثمائة وألف. وهو من بيت الرئاسة والعلم ، والسياسة والحكم ، فكان جده الأول وزير الحرب بوقت البوبليك (كذا) الأول وكان في غاية الربط للأمور والتدريب ، بحيث نظم العسكر غاية التنظيم إلى أن غلب عدوه بالشجاعة والسياسة والترتيب. وكان جده الآخر في غاية من العلم لكونه هو الذي ترجم ما أتى به الشاعر سعدية الفارسي ، من تلك اللغة إلى لغة الفرانسي (كذا) ولذلك سمي بسعدية كارن لترجمته لقصيدة سعدية قارن.

تكميل وتذييل جليل

ـ أول مرشال (كذا) تولى بالجزائر فاتحها الكنت دوبرمون (DEBOURMONT) تولى في خامس العشرين ميب (كذا) سنة ثلاثين وثمانمائة وألف مسيحية ، وبقي حاكما بها إلى ثاني ستانبر (كذا) من تلك السنة قولة صريحية.

ـ ثم الكنت كلوزيل (CLAUZEL) في المرة الأولى تولى في ثاني ستانبر (كذا) سنة ثلاثين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ست وأربعين ومائتين وألف ، وبقي بها إلى حادي عشرين فبراير من تلك السنة ، المقررة المبينة.

ـ ثم البارون برتيزن (BERTHEZE ? NE) تولى في ثاني دسانبر من السنة المذكورة ، المقررة المشهورة.

٢٦٦

ـ ثم دوك دورفيقوا (كذا) (LEDUC DEROVIGO) تولى من سنة إحدى وثلاثين إلى سادس جوان من سنة ثلاث وثلاثين.

ـ ثم الكنت دوري درلون (DROUET D\'ERLON) تولى من سادس جوان سنة ثلاث وثلاثين إلى ثامن أوت من خمس وثلاثين.

ـ ثم الكنت كلوزيل (CLAUZEL) في المرة الثانية تولى من ثامن أوت سنة خمس وثلاثين إلى ثالث عشر جانفي سنة سبع وثلاثين.

ـ ثم الكنت دني دودنرمون (DENIS DE DAMRE ? MONT) قولة مقضينة ، تولى من ثالث عشر جانفي سنة سبع وثلاثين إلى ثاني عشر أكتبر (كذا) من تلك السنة وقتل بقسنطينة.

ـ ثم الكنت فالي (VALLE ? E) تولى من ثاني عشر أكتبر (كذا) سنة سبع وثلاثين ، إلى عشرين جانفي سنة إحدى وأربعين. وهو الذي انتقض في وقته الصلح الثاني بالتحائر ، بسبب مروره في البر من قسنطينة على البيبان إلى الجزائر.

ـ ثم بيجوا (كذا)(BUGEAUD) تولى في عشرين جانفي سنة إحدى وأربعين وبقي في تصريفه إلى حادي عشر ستانبر (كذا) من سنة سبع وأربعين فسلم في وظيفه.

ـ ثم الدوك دومال (LEDUC D\'AUMALE) قولة حليفة ، تولى في حادي عشر ستانبر (كذا) من سنة سبع وأربعين وبقي إلى ثالث مارس من سنة ثمان وأربعين فأخّر وبقي نائبا بمحله سنقرلي (كذا) لأنه خليفة (٢٨٠).

ـ ثم كفيناك (CAVAIGNAC) تولى من ثالث مارس سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وألف إلى حادي / عشر ماي من تلك السنة وحكم شهرين بالوصف.

ـ ثم شنقرلي (شانقارني) تولى من حادي عشر ماي سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وألف ، إلى ثاني عشرين جوان من تلك السنة فأخر وبقي ماري (MARIE) خليفة عنه في غاية الوصف.

__________________

(٢٨٠) يقصد شانقارني : Changarnier.

٢٦٧

ـ ثم شارون (CHARON) تولى من ثاني عشرين جوان سنة ثمان وأربعين ، إلى رابع نوانبر (كذا) سنة خمسين.

ـ ثم الكنت دوتبول (D\'AUTEBOULE) تولى من رابع نوانبر سنة خمسين إلى ثالث عشرين أبريل من سنة إحدى وخمسين ، وبقي بمحله بليسي (PELISSIER) خليفة ، إلى أن تسمى الحقيقي بغاية التوصيفة.

ـ ثم رندون (RANDON). تولى من ثالث عشرين أبريل سنة إحدى وخمسين ، إلى سابع عشرين جليت من سنة ثمان وخمسين.

ـ ثم نابليون جروم (JE ? ROM NAPOLEON) عم السلطان بالخرايرية ، تولى من سابع عشرين جليت سنة ثمان وخمسين إلى رابع عشرين جوان من تلك السنة.

وجلس بباريز وهو يحكم على الإيالة الجزائرية.

ـ ثم الكنت دو شاسلوا لوبة (CHASSELOUP ـ LAUBAT) تولى في الرابع والعشرين من جوان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة وألف ، إلى رابع عشرين مارس من سنة تسع وخمسين. ومكث بباريز ويحكم على إقليم الجزائر كالذي قبله في الوصف.

ـ ثم بيليسي دوك دومالاكوف (PELISSIER DUC DE MALAKOFF) تولى في رابع عشرين مارس سنة تسع وخمسين ، وبقي متصرفا في الحكم به إلى أن مات في ثاني عشرين ماي سنة أربع وستين.

ـ ثم دوك معون (ماكماهون). تولى في الثاني والعشرين ماي سنة أربع وستين وبقي إلى سادس عشرين جليت سنة سبعين.

ـ ثم البارون دوري (دوريو : DURIEU) خليفة في تلك السنة.

ـ ثم السان خليفة.

ـ ثم ليشمتين (LITCHLIN) خليفة.

ـ ثم دوبوزي (DU BOUZET) الذي كان بريفي (كذا) بوهران. تولى على يد الحكم الجمهوري وبقي ثلاثة أشهر غير ثمانية أيام في التحريري.

٢٦٨

ـ ثم ألكسيس لامير (ALESIS LAMBERT) الذي كان بريفي (كذا) بوهران أيضا ، وبقي شهرين غير تسعة أيام محضا.

ـ ثم الكنت دوقيدن (DE GEYDON) وهو ميراند صغير تولى في الحادي والعشرين من مارس سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وألف ، وبقي إلى سابع عشر جوان سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة وألف.

ـ ثم شانزي (CHANZY) تولى في سابع عشر جوان سنة ثلاث وسبعين وبقي إلى ثامن عشر فبري (كذا) سنة تسع وسبعين.

ـ ثم ألبير قريفي (ALBERT GREVY) صنورائس (كذا) الدولة الجمهورية تولى في ثامن عشر فبري (كذا) سنة تسع وسبعين ، وبقي إلى سادس عشرين نونبر (كذا) سنة إحدى وثمانين.

ـ ثم ترمان (TIRMAN) تولى في سادس عشرين نونبر (كذا) سنة إحدى وثمانين وثمانمائة وألف ، وهو الموجود الآن سنة تسعين وثمانمائة وألف.

الضباط الذين حكموا وهران

ـ وأول جنرال دفزيون (كذا) (GENERAL DIVISION) بوهران ، ومعناه رايس (كذا) القسمة لعمالة وهران ، داريمن (DAMREMONT) تولى بالمرسى الكبير في رابع جانفي سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وألف مسيحية بالتحرير ولم يجلس بالبرج الأحمر وإنما كان ماكثا بالمرسى الكبير /.

ـ ثم خير الدين التونسي وجلس بالبرج الأحمر ، تولى سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وألف في الأشهر.

ـ ثم المركيز دوفودواس تولى سنة إحدى وثلاثين أيضا بتقييد القرطاس.

ـ ثم بوي (BOYER) تولى في سابع عشر أوت تلك السنة المقررة المعينة.

ـ ثم ديميشل (DESMICHELS) تولى سنة ثلاثة وثلاثين.

ـ ثم تريزيل (TREZEM) صاحب الزبوج والمقطع تولى سنة خمس وثلاثين.

٢٦٩

ـ ثم دوليتان (DELETANG) تولى سنة ست وثلاثين.

ـ ثم ابروسار (BROSSARD) الموافق للأمير في أحواله تولى سنة سبع وثلاثين.

ـ ثم قهنك (GUEHENEUC) تولى سنة ثمان وثلاثين.

ـ ثم لمرسيار (LAMORICIERE) المكنى عند العرب بأبي هراوة تولى سنة أربعين.

ـ ثم كفنياك (CAVAIGNAC) تولى سنة ثمان وأربعين.

ـ ثم بليسي (PELISSIER) تولى بعده بشهرين سنة ثمان وأربعين.

ـ ثم منطوبان (MONTOBAIN) وتسميه العرب بن طوبة ، تولى سنة خمس وخمسين قولة مكتوبة.

ـ ثم دو منطانبري (MARTIMPRY) وتسميه العرب مرطبلي تولى سنة سبع وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام أربع وسبعين ومائتين وألف.

ـ ثم دوليني (DELIGNY) وتسميه العرب أدلي تولى سنة تسع وخمسين وثمانمائة وألف.

ـ ثم ومفان (WIMPFFEN) صاحب وادي قير تولى سنة تسع وستين وثمانمائة وألف.

ـ ثم هسترازي (WALSIN ESTERHAZY) تولى سنة سبعين.

ـ ثم وسمون (WISMON) تولى سنة إحدى وسبعين.

ـ ثم سريس (CERIZ) تولى سنة ثمان وسبعين.

ـ ثم دلبيك (DELBIC) تولى سنة إحدى وثمانين.

ـ ثم طوماسة (THOMASSIN) تولى سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة وألف في القول الأشهر.

ـ ثم ديتري (DETRIE) تولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة وألف وهو الموجود الآن بالبرج الأحمر.

٢٧٠

الحكام المدنيون لوهران

وأول حكام السبيل بوهران وهو الحكم العمومي بإيضاح البيان :

ـ الديركتور (كذا) سبيل مرسي لكب. (MERCIER LACOMB) تولى في أول ستانبر (كذا) سنة سبع وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة أربعة وستين ومائتين وألف.

ـ ثم الديركتور (كذا) سبيل پريني تولى في سابع عشر مارس من سنة ثمان وأربعين.

ـ ثم صار البريفيات (كذا) بوهران وأولهم قري تولى في اثنين وعشرين فبري من سنة تسع وأربعين.

ـ ثم دفيل درميت تولى في حادي عشرين جوان سنة خمسين.

ـ ثم ماجوريل تولى في الحادي والثلاثين من اكتبر (كذا) سنة إحدى وخمسين.

وصدر الأمر السلطاني في سنة أربعة وستين بغير قول قال ، على أن يكون البريفي (كذا) على يد الجنرال.

ـ ثم ابروسلار (BROSSARD) تولى في خمس وستين. ثم دبرزي ، ثم لانتيري. ثم دلونك ، بالتبيين ، ثم مياس. ثم نوفى. ثم بتريل.

ـ ثم لوزي ماتي ثم دونقير (DENE ? GRIER) وهو الموجود وقتئذ بوهران المواتي.

تولى في مارس سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة وألف / الموافقة سنة ثلاثمائة وألف.

٢٧١

مساحة عمالة وهران

واعلم أن مساحة عمالة وهران بأجمعها أحد عشر مليونا من الهيكتارات وخمسمائة ألف هيكتار. واثنان وسبعون ألف هيكتار وسبعمائة هيكتار واثنان وسبعون هيكتارا باشتهار. منها للحكم العمومي وهو السبيل مليونان من الهيكتارات وتسعمائة ألف هيكتارا ، وتسع وسبعون ألف هيكتار وتسعمائة واثنان وسبعون هيكتارا بغير اختصار. ومنها للحكم الخصوصي وهو الملتير (كذا) ثمانية ملاين (كذا) من الهيكتارات وخمسمائة ألف هيكتار (كذا) بالعيان ، واثنا وسبعون ألف هيكتار (كذا) وثمانمائة هيكتار (كذا) وهيكتاران بالبيان.

الطبقات الفرنسية الحاكمة بالجزائر

وهؤلاء النصارى هم في الحكم على ثلاثة أقسام ، خصوصي ، وعمومي ، وشرعي ، فيهما (كذا) بالتزام ، فالخصوصي هو الحربي وهو المنتير (كذا) سمي بذلك لتصرفه في الجنود وأمور الحرب في القول الشهير ، والعمومي هو السياسي وهو السبيل ، وله التصرف في الأمور السياسية والترتيل. وطبقات الخصوصي سبعة فيما يقال ، وهي الكبلار (كذا) ، والمرسلوجي (كذا) ، والفسيان (كذا) ، والقبطان (كذا) ، والكماندات (كذا) ، والكلونيل ، والجنرال. وطبقات العمومي أربعة في غاية التوظيفي وهي المير (كذا) ، والدمنسترتور (كذا) ، والسوبريفي ، (كذا) ، والبريفي. والشرعي هو المتصرف في الأمور الشرعية لا غيرها ، سواء كانت مالية أو بدنية جناية أو غيرها ، وطبقاته أربعة باعتدال وهي : الجوج ، (كذا) ووكيل الدولة ، والبرزدان ، (كذا) والبركرور (كذا) جنرال. وأما الضبطية وسائر أصحاب الشرطة من البليسية (كذا) وغيرهم باتقان ، فهم تحت تصرف الأحكام الثلاثة التي هي الشرعي والخصوصي والعمومي لأنهم لهم أعوان. وجميعهم تحت نظر والي الولات (كذا) بالجزائر ، وهو تحت نظر رائس (كذا) الدولة بافرانسا في القول الثاقب الناير.

٢٧٢

المقصد الخامس

مخزنها وهو عين المراد

٢٧٣
٢٧٤

المقصد الخامس

في ذكر مخزنها وهو عين المراد ، والتعرض إلى سيرته التي لا يكون فيها الانتقاد.

اعلم أنار الله قلبي وقلبك بأنواره وأفاض علينا وعليك ما يكون به النفع في الدارين من علومه وأسراره ، أن المخزن هو الناصر للدولة كيف ما كانت وحيث ما وجدت وتملّكت وبانت والنسبة إليه مخزن ومخازني مفرد المخازنية في تحقيق المباني ، سمي بذلك لأنه يخزن بصدره ما يؤلمه إلى وقت الظفر وحصول الانتقال ، فيفعله بصاحبه وبه يلزمه. وقد يطلق المخزن (كذا) مجازا على دار الحكم نفسها في المستبن ، ومنه قولهم إني ذاهب إلى دار المخزن.

أقسام مخزن وهران

ومخزن وهران على قسمين ، وهما : المخزن الشرقي ، والمخزن الغربي بغير مين ، فالشرقي هو نجع المكاحلية وأولاد سيدي عريبي ، وصبيح ، وأولاد العباس ، وغيرهم من أهل النواحي الشرقية من مينا لشلف بغير التباس ، / والغربي هو نجع الدواير والزمالة والغرامة ، والبرجية ، لا غير هؤلاء الأربعة في القولة المحكية. فمنها الدوائر والبرجية فهم أخوة بالتحقيق والخدمة بينهما متفاوضة في القول الحقيق ، وجميعهما الفريق الكبير ، وغيرهما هو الفريق الصغير ، وأصل الرياسة في الدواير إنما هي للبحايثية.

ثم في إيالة الترك صارت تدول على ثلاثة وهم : البحايثية والكراطة (كذا) ، والبناعدية. وصارت في إيالة الدولة (١) للدوايدية ذات المحايثية ، وهي

__________________

(١) يقصد بإيالة : عهد ، وبالدولة عهد الاحتلال الفرنسي.

٢٧٥

نوبة بين هؤلاء الأربعة فرق بالترتيب وأكثرها للبحايثية بينهم نوبة أيضا بحسب الترتيب. وأصل الرئاسة في البرجية نوبة بين فريقين في إيالة الترك ، وهما النقايبية والبلاغة الزيانيون بحسب الشّرك. وفي إيالة الأمير صارت لغيرها إلى وقت الدولة صارت لها دين الفريقين. ثم تمخضت للنقايبية بغير المين.

أصل قبائل البحايثية ونسبها

فأما البحايثية فهم من أولاد المسعود وهم من سويد بلا خلاف ، وإنما اختلف في سويد على قولين بغية الائتلاف فذهب ابن خلدون في تاريخه الكبير في الخبر على أولاد مالك بن زغبة بشجرتهم إلى أنهم من قبائل العرب الهلاليين وأنهم من المحال. وذهب ابن الخطيب التلمساني (٢) وأبو مهدي بن موسى بن عيسى المغيلي المازوني ، وأبو راس الحافظ في أحد قوليه : إلى أنهم من بني مخزوم ويقال لهم المضارب لا من المحال. واختلف في هذا القول أيضا على قولين : فقال ابن الخطيب التلمساني أنهم من ذرية خالد بن الوليد بغير مين. زاد ابن خلدون في نظمه أن جدهم للأب هو خالد بن الوليد ، وأن جدهم للأم هو الزبير بن العوام بغير التوليد. وقال الشيخ موسى بن عيسى المغيلي المازوني في تاريخيه ، والحافظ أبو راس في عجائب الأسفار ، أنهم من ذرية صعصعة بن حادثة الذي هو من ذرية هشام بن إسماعيل المخزومي ونصه بالاشتهار. والإمام المازوني المذكور هو الذي جعل كتابا في نسب قبائل المغرب الأوسط بغاية ما يكون ، وقد ذكر فيه أن المحال أهل البطحا (٣) من بني هلال ، كما قال ابن خلدون ، وأن الذين يقال لهم المضارب كأولاد دفيش وأولاد حميدة العبد ، وأولاد وزمار ، وأولاد عريف ، وأولاد أبي بكر ، وأولاد المسعود الذين منهم البحايثية كثير الأعراج ، هم من بني مخزوم من ذرية صعصعة بن حارثة من ذرية هشام بن إسماعيل المخزومي ، وقد أجمل ابن خلدون ، والمشاهد الآن من إقرار المحال للمضارب بالسيادة والتعظيم والتسليم لهم يشهد للمازوني لا لابن خلدون. وقد كانوا قبل تلاشيهم وركود ريحهم لا يزوجون بناتهم للمحال ، مع

__________________

(٢) الأصح هو السلماني ، لأن ابن الخطيب أندلسي غرناطي ، وسلماني.

(٣) مكانها اليوم هو المطمر غرب غليزان على بعد عشر كلم منها.

٢٧٦

أن المحال لا يتوهمون ذلك ولا يطمعون فيه تعظيما لهم ولا يخطر لهم ببال. قد أخذا ذلك عن آبائهم. فهم على ذلك بأولادهم / وأحفادهم.

ومن المضارب نفر بقبيلة الشكالة ، ونفر بأولاد فارس ، ونفر بوادي سلي ، وغيرهم ، وكلهم درس ذكرهم وعفت مراسمهم وصارت مظلمة كليل دامس. ولم تبق لهم الصولة إلا في البحايثية الذين بدواير وهران. فإنهم للآن في غاية الرئاسة في كل زمان ومكان. قال وقد يقال أن الولي الصالح سيدي أحمد الناصر بن عبد الرحمان كثير المسالك المدفون بالصحراء بالوادي المشهور ، أنه من بني مخزوم والله أعلم بحقيقة ذلك. وقال الحافظ أبو راس في القول الآخر في كتابه : سلسلة الذهب ، فيمن ثبت له الشرف بالمغرب الأوسط باشتهار النسب ، أنهم شرفاء الآل ، وهم من ذرية عبد القوي النصبي فهم إخوة النقايبية والمخاترية بغير الإشكال. ه. فشجرتهم على أنهم من المحال ، أحد بطون بني هلال ، هم أولاد البشير الباحث الثالث بن أحمد نجد الملقب بحث الباحث الثاني بن أحمد الباحث الأول بن عودة بن محمد بن عبد الله بن عطية بن نور الدين بن سعيد بن يحيى بن عثمان ابن عمر بن مهدي بن عيسى بن عبد القوى بن حمدان بن مقداد بن مجاهر بن سويد بن عمر بن مالك بن زغبة بن أبي ربيعة بن هلال بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن يزيد بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وشجرتهم على أنهم من المضارب من ذرية صعصعة ، هم سويد بن مضرب بن عمر بن ربيعة بن عمر بن يزيد بن صعصعة بن حارثة بن حفصة بن هشام بن إسماعيل بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو قريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزال بن معد بن عدنان.

وعلى أنهم من المضارب من ذرية خالد بن الوليد فهم سويد بن عامر بن ربيعة بن اعمر بن سليمان بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ، وهو قريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان.

٢٧٧

وشجرتهم على أنهم من الآل من جهة أبيهم فهم البحايثية أولاد البشير بن أحمد نجد بن أحمد بحث بن بن عودة بن محمد بن عبد الله بن عطية نور الدين بن المسعود بن يحيى بن عثمان بن اعمر بن مهدي بن عيسى بن عبد القوي الثالث بن علي بن أحمد بن عبد القوي الثاني بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبد القوي الأولى بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم. وعلى الشرف من جهة أمهم هم البحايثية أولاد البشير بن أحمد نجد بن كاملة / بنت أحمد بن حنظلة الزياني بن أبي يقور محمد بن داوود بن أحمد بن يحيى بن فارس بن يوسف بن أبي زيان بن عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن أبي حمّ (كذا) موسى بن يوسف بن عبد الرحمان بن يحيى بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يزوجن بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن الريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه وابن فاطمة بنت محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم. وكان جدهم المسعود على كل قول من مشايخ العرب فكانت له الرئاسة على سويد في الدولة المرينية والزيانية بالبيان. فكانت سويد شيعة لبني مرين كما كانت بنوا عامر شيعة لبني زيان. وكان المسعود يأخذ نوبته مع ابن عمه وزمار بن عريف. ولما حرك أبو الحسن المريني على الزيانيين بتلمسان ونزل بتاسالة في القرن الثامن (٤) بغاية التعريف وفد عليه المسعود مع ابن عمه وزمار بن عريف وقومهما في القول المشهور فعقد أبو الحسن لوزمار عليهم دون المسعود في المذكور. ولما رأى ذلك فر منه ولحق ببني عامر في الفقر في السر والإعلان. وأجلبوا على وزمار بدعاء ابنه صرارشة أبي عبد الرحمان ، فجمع لهم وزمار الجموع وقاتلهم إلى أن هزمهم بعد القتال الشديد الطويل.

وفيه مات المسعود في ثامن القرون بالترتيب. وخلف أربعة أولاد بغير

__________________

(٤) الهجري. الموافق لعام ١٣٤٧ م.

٢٧٨

اشتباه ، وهم : نور الدين عطية ، وعيسى ، وسعيد ، وعطاء الله. فتنسل من عطية البحايثية ، وتنسل من عيسى العوايسية : وتنسل من سعيد السعايدية بالإثبات. وتنسل من عطاء الله العطوات ، ثم تولى ابنه عطية رئاسة قومه مزاحمة لوزمار إلى أن مات محضا. فقام ابنه عبد الله مقامه في رئاسة قومه إلى أن مات أيضا. فقام بعده ابنه محمد برئاسة قومه سويد مع تجين. ثم قام بعده بالرئاسة ابنه بن عودة بالتبيين. ولما مات قام بعده برئاسة قومه ابنه أحمد بحث ، الذي في العطاء لا يعدّ وأنا يحث ، فهو بفتح الباء الموحدة من تحت وسكون الحاء المهملة وضم الثاء المثلثة في صدورها. ومعناه المفتش في الأمور ، الباحث عليها غاية لاستخراجها وظهورها. لقب بذلك لشدة بحثه على الأمور الدينية والدنياوية في جميع أحواله واحترامها ، إلى أن يعرف حقها من باطلها ، وصحيحها من فاسدها ، وحلالها من حرامها. وجاء لملاتة في وسط القرن الحادي عشر. وسبب مجيئة على ما اشتهر ، أن أخاه لأمه وهو سعيد بن محرز الهلالي لما قتله المهدي بن يعقوب العامري غيلة وفر هاربا خشية على نفسه في الأيام والليالي ، جاء أحمد بحث بن عودة المسعودي في إثره يبحث عليه في الأمكنة والأزمنة ليقتص منه في رسمه ، فسمي بالباحث ويبحث واشتهر به إلى أن غلب لقبه على اسمه ، فقيل لذريته البحايثية جمع باحث ، وتوارث / ذلك خلفا عن سلف فهذا سبب تسميتهم بالبحايثية بالتوارث ، ولما وصل أحمد بحث لملاته ألفى المهدي بن يعقوب العامري قاتل أخيه لأمه سعيد بن محرز الهلالي بغمرة خلف جبل هيدور وهو جبل وهران فقتله أحمد بحث المسعودي أخذا بثار أخيه حينذاك ولذلك حصلت العداوة بين البحايثية وبني عامر وصارت مطردة للآن وكل زمان غابر. ثم أن أحمد بن حنظلة الزياني لما رأى أحمد بحث في غاية الثبات والشجاعة ، والفروسية والقوة والعقل والمعرفة الكاملة والبراعة وعلو القدر والهمة والأنافة (كذا) والبسالة والغاية القصوى في اللبابة والظرافة ، سأله عن نسبه ، ومنصبه ، وحسبه ، فأخبره بأنه هو أحمد بن بن عودة من أولاد المسعود بن سعيد بن يحيى بن عثمان السويدي المضربي ، المخزومي بغير فرار من الحربي. وحين تحقق ابن حنظلة بنسبه ، واطلع على مقامه ومنصبه ، زوجه من ابنته السانية القدر الفائقة في الجمال والفخر ، وهي الحرة العذراء أمة الله كاملة ،

٢٧٩

المحذرة في بيت رئاسة أبيها بنعمة شاملة. وكانت في غاية الحسن والجمال ، والقدّ والاعتدال ، فاقت نساء وقتها في المعرفة وجميع الأحوال وتخلى له عن رئاسة القوم والجلوس بالتختي ، فمكث بها بضواحي وهران رافلا في عدل الرئاسة إلى أن مات في عام ثمانين وألف (٥) فدفن في سيدي بختي ، فهو الباحث الأول من جدود البحايثية بغير مين ، وقد ترك زوجه حاملا فأتت بولدين ذكرين توأمين ، وهما مصطفى أبو كاملة ، وأحمد الصغير نجد محضا ، ومنه تنسل البحايثية أيضا.

فتولى مصطفى رئاسة قومه مزاحمة لأخيه أحمد نجد ، وخلف بعد موته ابنه بن عودة ، وهو خلف ثلاثة أولاد : الصحراوي ، وأبا كاملة ، وعابد الجعد. فخلف الصحراوي عليا وأحمد ، وقد خلف عليّ عبد القادر ، والصحراوي ، ولم يعقبا بولد. وخلف أحمد ابنه القايد ، ثلاثة أولاد : سي أحمد ، والبشير ، وعليا ، بغير الزايد ، فسي أحمد هو حي الآن ، وخلف البشير ولدين : عامر ، وقدورا ، كليهما في الحيوة (كذا) الآن. وخلف علي ابنه أحمد وهو حي بالبيان ، وخلف أبو كاملة خمسة أولاد وهم : عبد الرحمان ، واعمر ، وعامر ، وعبد الله ، والموفق الكبير ، بالبيان. فخلف عبد الرحمان ولدين : محمد ، ومنصورا ، فمنصور هو حي للآن ، ومحمد خلف محمد وهو حي أيضا قولا محصورا. وخلف اعمر محمدا ومات ولم يعقب شيئا. كما أن عامرا لما مات لم يعقب شيئا. / وخلف بن عبد الله ولدين : دالي ، والحاج ، فخلف دالي ابنه عليا وهو حي من أهل الإنتاج. وخلف الحاج ابنه عدة وهو خلف المولود ، وبن عثمان ، ومات بلا عقب بغاية البيان. والموفق الكبير لا عقب له أصلا ، وعابد خلف أربعة أولاد : أبا عزة ، وعدة ، والأكحل ، وأحمد ، حررناه نقلا. فخلف أبو عزة ابنه عدة وهو حي الآن ، والثلاثة الباقون وهم عدة والأكحل وأحمد لم يعقبوا شيئا بغاية البيان. وهذه صفة شجرتهم بالوصف السابق ، وإنما فيه زيادة الإيضاح لاتصال كل من اللاحق بالسابق :

__________________

(٥) هجرية الموافق ١٦٦٠ ـ ١٦٧٠ م.

٢٨٠