نفحات القرآن - ج ٧

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

نفحات القرآن - ج ٧

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 964-531-001-7
ISBN الدورة:
964-8139-75-X

الصفحات: ٣١٩

«الأسباط» : جمع سبط على وزن (قِسْط) تعني هنا قبائل بني إسرائيل التي كان لكلّ واحدة منها نبيّاً ، خلاصة القول هي أنّ عدد الأنبياء الذين أشار الله إلى قصصهم وحياتهم في القرآن يتجاوز ال ٢٦ نبيّاً ، لاختصاص هذا العدد بمن صرّح القرآن بأسمائهم فقط.

١ ـ عدد الأنبياء في الأحاديث والروايات الإسلامية :

هناك في الروايات الإسلامية بحث واسع حول عدد الأنبياء والرسل ، من جملتها ما جاء في رواية مشهورة أنّ عددهم هو ١٢٤ ألفاً ، كما بلغ عددهم في بعضها ٨ آلاف نبي فقط أربعة آلاف منهم من بني إسرائيل وأربعة آلاف من غيرهم (١).

جاء في حديث عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام أنّ النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «خلق الله عزوجل مائة الف نبي وأربعة وعشرين الف نبي ، أنا أكرمهم على الله ولا فخر (لأنّ ذلك من لطف الله) ، وخلق الله عزوجل مائة الف وصي وأربعة وعشرين الف وصي ، فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم» (٢).

ونقرأ في حديث آخر للنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن أبي ذرّ رحمه‌الله ، قلتُ : يارسول الله كم النبيّون؟ ، قال : «مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبيّ. قلت كم المرسلون منهم؟ قال ثلاث مائة وثلاثة عشر جمّاً غفيراً» (٣).

وفي حديث آخر ينقل الإمام الباقر عليه‌السلام عن النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «كان عدد جميع الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين الف نبي ، خمسة منهم اولوا العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد» (٤).

* * *

٢ ـ الأنبياء اولوا العزم في القرآن

تمّت الإشارة في القرآن المجيد إلى الأنبياء اولوالعزم وذلك. حين كان الخطاب موجّهاً

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٥٣٧.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١١ ، ص ٣٠ ، ح ٢١.

(٣) المصدر السابق ، ص ٣٢ ، ح ٢٤.

(٤) المصدر السابق ، ص ٤١ ، ح ٤٣.

٣٠١

إلى نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ). (الاحقاف / ٣٥)

للمفسرين كلام طويل عن هويّة اولي العزم من الأنبياء وهناك احتمالات وتفاسير متعدّدة حول هذا الموضوع يفتقر معظمها إلى الدليل.

ومن جملتها :

١ ـ الأنبياء كلّهم اولوالعزم لتمتّعهم بعزم راسخ وإرادة قويّة! لكن هذا التفسير إنّما يصحّ حينما تكون «مِنْ» في جملة «من الرسل» بمعنى البيان في حين أنّ ظاهر الآية يدلّ على كونها تبعيضية ، وقد نقل المرحوم الطبرسي في مجمع البيان هذا الكلام عن أكثر المفسّرين (١).

٢ ـ الأنبياء اولوا العزم ٣١٣ نبيّاً ، كما جاء في الدرّ المنثور عن جابر بن حيّان (مرسلاً) أنّه قال : «بلغني أنّ اولي العزم من الرسل كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر».

٣ ـ ويقول البعض بأنّهم اولئك الثمانية عشر نبيّاً المذكورة أسماؤهم في الآيات ٨٣ ـ ٨٦ في سورة الأنعام (٢).

٤ ـ أنّهم اولئك الأنبياء الذين تحمّلوا مزيداً من الصبر أمام أذى أقوامهم ، وواجهوا كثيراً من الشدائد والمشاكل ، وهم تسعة : نوح ، إبراهيم ، إسماعيل ، يعقوب ، يوسف ، أيّوب ، موسى ، داود ، عيسى عليهم‌السلام (٣).

لكن من الواضح أنّ الأنبياء الذين صمدوا أمام المشاكل والمصاعب لم ينحصروا بهؤلاء ، إذ الكثير منهم ذاق مشاكل ومصاعب أقسى وأمرّ ، فضلاً عن عدم كون الإبتلاء بالمشاكل دليلاً على كونهم من اولي العزم.

٥ ـ أنّهم كانوا أنبياءَ صبروا أمام أذى الأعداء ، وهم ستّة : نوح وإبراهيم وإسحاق (إسماعيل) ويعقوب ويوسف وأيّوب.

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٩ و ١٠ ، ص ٩٤.

(٢) تفسير روح البيان نقل هذا التفسير عن الحسن بن الفضل ، ج ٢٦ ، ص ٣١.

(٣) المصدر السابق.

٣٠٢

لكن وكما قلنا فالأنبياء الصابرون لا ينحصرون بهؤلاء ، بل إنّ أنبياء مثل لوط ويحيى وجرجيس وأمثالهم تحمّلوا ضغوطاً وأذىً كثيراً.

٦ ـ أنّهم كانوا أنبياء مأمورين بالجهاد ومحاربة الأعداء إعلاءً لدين الله ، وكانوا ستّة : نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان.

سقم هذا التفسير واضح أيضاً إذ لم يقاتل الأعداء كلّ هؤلاء الستّة كما لم يتخلّ عن القتال غيرهم مطلقاً (١)!

٧ ـ أفضل تفسير ورد حول اولي العزم في القرآن المجيد هو أنّهم أنبياء جاءوا بشريعة جديدة ، وكانوا أربعة من السابقين (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى) حيث يكتملون بنبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسة ، والتعبير ب (اولو العزم) إنّما هو لأجل أنّ الأنبياء أصحاب الشريعة الجديدة تقع على عاتقهم مسؤولية خطيرة ، وبالتالي يحتاجون إلى العزم والإرادة لأدائها ، هذا المعنى نقل من حديث عن «الإمامين الباقر والصادق» عليهما‌السلام.

المرحوم الطبرسي نقل هذا القول في مجمع البيان عن ابن عبّاس ، كما جاء هذا التفسير في «روح المعاني» عن الإمامين العظيمين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وكذا عن ابن عبّاس ، كما ينقل عن المفسّر المعروف السيوطي أنّ هذا من أصحّ الأقوال ، وينقل عن بعض العظام من العلماء أنّ الأسماء المقدّسة لهؤلاء الأنبياء الخمسة قد ذكرت ضمن هذا البيت الشعري :

اولوالعزم نوحٌ والخليل الممجَّدُ

وموسى وعيسى والحبيب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢)

* * *

٣ ـ الكتب السماوية للأنبياء

بديهي أنّ لكلّ واحد من الأنبياء اولي العزم (طبقاً للتفسير الأخير الذي ذكرناه) كتاباً سماوياً حيث إنّ اسم البعض منها معروف بالكامل ، فالقرآن المجيد هو الكتاب السماوي

__________________

(١) هذه الأقوال والتفاسير نقلت بشكل رئيسي من تفاسير مجمع البيان ؛ وروح المعاني ؛ والدرّ المنثور ذيل الآية ٣٥ من سورة الأحقاف.

(٢) تفسير روح المعاني ، ج ٢٦ ، ص ٣٢.

٣٠٣

لنبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله والإنجيل كتاب المسيح عليه‌السلام والتوراة كتاب موسى عليه‌السلام.

لكن ما هو اسم الكتاب السماوي لنوح وإبراهيم؟ بالإمكان الإستنتاج من الآية ١٩ من سورة الأعلى (صحف إبراهيم وموسى) أنّ اسم كتاب إبراهيم هو الـ «صحف» ، بالضبط كما ذكروا اسم الـ «صحف» لكتاب نوح أيضاً.

كما ورد اسم البعض من الكتب الاخرى في القرآن من جملتها الـ «زبور» الذي أنزله الله على داود (وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً). (النساء / ١٦٣)

والظاهر أنّ الإسم الآخر للزبور هو المزامير (جمع مزمور أي الأشعار الروحية بالصوت الجذاب).

«الزبُور» : لم يكن كتاباً سماوياً حاوياً على الأحكام والشريعة الجديدة.

وبعبارة اخرى فالكتب السماوية النازلة على الأنبياء على ضربين :

١ ـ الكتب السماوية الحاوية على الأحكام التشريعية الجديدة ، والتي تعلن عن دين جديد كالكتب الخمسة النازلة على الأنبياء الخمسة اولي العزم.

٢ ـ الكتب الخالية من الأحكام الجديدة ، المشتملة على النصائح والمواعظ والوصايا والأدعية والمناجاة ، كتابـ «الزبور» أو الكتاب المنسوب لـ «إدريس» عليه‌السلام هو من هذا القبيل.

نختم هذا البحث برواية عن النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يقول أبو ذرّ : قلت يارسول الله كم الأنبياء؟ فقال : «مائة الف نبي وأربعة وعشرون الفاً. قلت كم المرسلون منهم؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر».

ثمّ يضيف قائلاً : فسألته : كم أنزل الله من الكتب السماوية؟ قال : «١٠٤ كتب ، ١٠ كتب على آدم و ٥٠ كتاباً على شيث و ٣٠ كتاباً على إدريس و ١٠ كتب على إبراهيم (التي يبلغ مجموعها مائة كتاب) والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان» (١).

* * *

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦.

٣٠٤

٤ ـ الفرق بين الرسول والنبي

«نبي» من مادّة «نبأ» بمعنى «الرسالة» أو «الرسالة المهمّة» ، وإنّما يطلق «النبي» على الأنبياء الإلهيين ، نظراً لإيصالهم رسالة الله إلى الخلق ، وقيل أحياناً إنّ هذه المفردة مأخوذة من مادّة «نَبْوَة» (على وزن حمزة) بمعنى الرفعة والسمو ، وإطلاق هذه المفردة على الأنبياء إنّما هو لعلو مقامهم ومرتبتهم.

«رسول» هي في الأصل من مادّة «رِسْل» (على وزن فِعْل) التي أصلها الحركة بتؤدة وسكينة على حدّ قول الراغب في المفردات ، وحيث إنّ المبعوثين من قبل الله مأمورون بمعاملة الناس بهدوء وسكينة فقد اطلقت لفظة «رسول» عليهم ، لكن لكلمة «الرسول» معنىً واسعاً شاملاً لكلّ من الملائكة وكذلك الأنبياء الإلهيين ، وقد استعمل كلا المعنيين في القرآن بشكل مكثّف.

على أيّة حال فاستعمال كلّ من لفظتي «نبي» و «رسول» ومشتقّاتهما كثير جدّاً في القرآن ، وحول الفرق بينهما أي من الذي يسمّى نبيّاً ومن يسمّى رسولاً؟ فالحديث طويل.

جاء في روايات متعدّدة منقولة عن أهل البيت عليهم‌السلام أنّهم قالوا في معرض الإجابة عن السؤال عن الفرق بينهما : «النبيُ الذي يرى في منامه (ويستلم الوحي الإلهي عن هذا الطريق) ويسمع الصوت (صوت الملك) ولا يعاين الملك ، والرسول الذي يسمع الصوت ، ويرى في المنام ، ويعاين الملك» (١).

كما يعتقد البعض أنّ «النبي» هو الذي يستلم الوحي ، سواء كان مكلّفاً بإبلاغه أم لا ، لكن لو سألوه فسيجيب حتماً ، أمّا الرسول فهو صاحب شريعة ، ومأمور بإبلاغها دون انتظار للسؤال أو الطلب.

وبعبارة اخرى ف «النبي» هو كالطبيب الماهر الذي يقابل المرضى في عيادته ، فهو لا

__________________

(١) هذا هو الحديث الذي نقله المرحوم الكليني عن زرارة عن الإمام الباقر عليه‌السلام اصول الكافي ، ج ١ ص ١٧٦ كما نقل نفس هذا المضمون في رواية اخرى عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام (بتغيير بسيط) ، وورد نفس هذا المضمون في روايتين اخريين إحداهما عن الإمام الباقر والاخرى عن كلا الإمامين (الباقر والصّادق عليهما‌السلام) في اصول الكافي بتفاوت بسيط ، المصدر السابق ، ص ١٧٦ و ١٧٧.

٣٠٥

يذهب وراء المرضى ، امّا لو راجعه أحدهم فلن يقصّر في علاجه ، امّا الرسول فهو كالطبيب السيّار الذي يطوي المدن والقرى والجبال والسهول والصحارى ، ويتوجّه إلى كلّ مكان ليتعرّف على المرضى ويشرع في علاجهم ، إذ هو في الحقيقة عين نابعة يسعى معينها وراء العطاشى ، وليس كمخزن الماء الذي يبحث عنه الظمئان!

الجمع بين هذا المعنى والذي سبقه هو في غاية السهولة ، إذ كلّما كانت المسؤولية أكبر كلّما كان استلام الوحي أوضح ـ وبعبارة اخرى فهناك تناسب طردي بين حجم المسؤولية وبين وضوح استلام الوحي ـ فالنبي يرى في المنام فقط أو يسمع صوت المَلَك ، أمّا الرسول فيعاين المَلَك في اليقظة أيضاً.

كما اعتبر البعض الرسل أصحاب شريعة جديدة امّا الأنبياء فليس من الضروري أن تكون لهم شريعة.

التأمّل في آيات القرآن يبيّن أنّ مقامي «النبوّة» و «الرسالة» قد جمعا في كثير من الموارد في شخص واحد ، مثل نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي اعطي له كلّ من عنواني النبي وكذلك الرسول في الآيات القرآنية (١).

وكذلك الكثير من الأنبياء الإلهيين الآخرين كانوا يتمتّعون بمقامي النبوّة والرسالة ، (وبناءً على هذا فالذين يقولون بوجود نسبة العموم والخصوص المطلق بينهما ، إنّما ينطلقون من هذه الآيات).

لكنّهما ظهرا في بعض الآيات كمعنيين متقابلين وكأنّهما مفهومان متغايران ، كما جاء ذلك في قوله تعالى : (مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِىٍّ ...). (الحجّ / ٥٢)

إذ يجب أن يكون الرسول والحالة هذه مكلّفاً بالسعي لإبلاغ الرسالة الإلهيّة إلى الخلق

__________________

(١) نقرأ في سورة (الأعراف / ١٥٧) حول نبي الإسلام : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ) ، وجاء في سورة (الأحزاب / ٤٥) : (يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) ، ونقرأ في سورة (مريم / ٥١) حول موسى : (وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مُوسى إِنَّهُ كَانَ مُخلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً) وفي نفس السورة الآية ٥٤ حول إسماعيل : (وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً ...) ، إذ يبدو من هذه الآيات أنّ كلا هذين المفهومين قد جمعا في شخص واحد.

٣٠٦

والإنذار والبشارة دون «النبي».

نستنتج من هذا البيان أنّ لكلّ من هاتين المفردتين معنيين إثنين ، تجتمعان في أحدهما وتتقابلان في الآخر.

* * *

٥ ـ لماذا ظهر الأنبياء الكبار من منطقة خاصّة؟

يثار أحياناً السؤال عن ظهور الأنبياء اولي العزم أصحاب الشريعة والكتاب السماوي من الشرق الأوسط طبقاً لصريح تواريخهم ، فقد ظهر نوح عليه‌السلام في أرض العراق (١) ، وكان مركز دعوة إبراهيم عليه‌السلام العراق والشام كما سافر إلى مصر والحجاز.

وظهر موسى عليه‌السلام في مصر ثمّ جاء إلى فلسطين ، وكان مركز ولادة وظهور ودعوة المسيح عليه‌السلام الشام وفلسطين ، وظهر نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحجاز.

كما عاش الأنبياء الآخرون غالباً في هذه المناطق وبشكلٍ بحيث يمكن القول : إنّ منطقة الشرق الأوسط كانت مركزاً لظهور الأنبياء في العالم!

فما هو السبب وراء ظهور كلّ اولئك الأنبياء من هذه المنطقة من العالم بالذات؟ وهل ياترى كانت المناطق الاخرى في غنىً عن بعثة الأنبياء أو قبولهم؟

* * *

الجواب :

لدى التأمّل في كيفية نشوء المجتمعات البشرية وظهور حضارتها لا يبقي هناك إبهام في هذه المسألة يبعث على التساؤل والاستفهام ، إذ إنّ أقطاب مؤرّخي العالم يصرّحون بأنّ الشرق (خصوصاً الشرق الأوسط) كان مهداً للحضارة الإنسانية ، وأنّ المنطقة التي يطلق

__________________

(١) نقرأ في حديث عن الإمام الصّادق عليه‌السلام أنّه قال : «كانت الكوفة ومسجدها في زمن نوح عليه‌السلام وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات ممّا يلي غربي الكوفة» (تفسير العياشي ، تفسير سورة هود ، ح ١٩).

٣٠٧

عليها اسم الهلال الخصيب (الهلال الخصيب إشارة إلى المنطقة التي تبدأ من وادي النيل وتمتدّ إلى مصبّ دجلة والفرات وشطّ العرب ، وتظهر في الخارطة على شكل هلال كبير) هي مهد الحضارات العظيمة في العالم.

حضارة مصر القديمة التي تعدّ أقدم حضارة عرفتها البشرية ، وحضارة بابل في العراق وحضارة اليمن في جنوب الحجاز ، وكذلك حضارة ايران والشامات ، كلّها نماذج للحضارات البشرية المعروفة.

والآثار التاريخية الباقية في هذه المناطق والكتابات الحجرية ، كلّها شواهد حيّة على هذا المدّعى.

إنّ عودة الحضارة الإنسانية في هذه المناطق إلى سبعة آلاف سنة أو أكثر من جهة ، والملازمة الشديدة بين الحضارة البشرية وبين ظهور الأنبياء الكبار ، نظراً للحاجة الماسّة للناس المتحضّرين إلى الأديان الإلهيّة أكثر من غيرهم ، ضماناً للقوانين الحقوقية والاجتماعية ، وتفجيراً لطاقات فطرتهم الإلهيّة ، مع الحدّ من الإعتداءات والمفاسد من جهة اخرى ، دفعتنا للقول بأنّ حاجة إنسان اليوم إلى الدين خصوصاً في الدول الصناعية المتطوّرة هي أكبر من أي زمان آخر.

الأقوام المتوحشّة أو البعيدة عن ألوان المدنية ليس لها ذلك الإستعداد لتقبّل الأديان ، بل ليس لها القدرة على نشرها على فرض تقبّلها لها.

لكن حينما يظهر الدين في المراكز المتحضّرة لا يلبث أن يمدّ بجذوره ليشمل باقي النقاط ، وذلك لاستمرارية تردّد الآخرين على مثل هذه المناطق ، أملاً في حلّ مشاكلهم فضلاً عن تمركز وسائل الدعاية والإعلام فيها أكثر من غيرها.

يمكن أن يقال : إذن فلماذا ظهر الإسلام الذي هو أكبر الأديان السماوية في منطقة متأخّرة حضارياً؟

وللاجابة عن هذا السؤال نقول : لو دقّقنا النظر في الخارطة الجغرافية لرأينا أنّ هذه المنطقة المتأخّرة أي «مكّة» كانت في الواقع همزة وصل بين آثار خمس حضارات كبيرة

٣٠٨

وعريقة ، بل هي بمثابة مركز الدائرة بالنسبة لتلك الحضارات.

ففي الشمال حضارة الروم الشرقية والشامات ، وفي الشمال الشرقي حضارة ايران والكلدانيين والآشوريين ، وفي الجنوب حضارة اليمن ، وفي الغرب حضارة مصر القديمة.

ولنفس هذا السبب بالضبط وضع الإسلام وضمن مرحلة انتشاره واتّساعه كلّ امتدادات هذه الحضارات الخمس تحت سيطرته وصهرها في بودقته حيث أخذ إيجابياتها وألغى سلبيّاتها ، كما أضاف إليها مسائل عقائدية وعملية مهمّة حتّى أشرقت شمس الحضارة الإسلامية على كلّ هذه المناطق من أقصاها إلى أقصاها.

الخلاصة هي أنّه ومع الأخذ بنظر الإعتبار لما ذكرناه سابقاً يتّضح السبب وراء بعث الله الحكيم لأنبيائه العظام من منطقة الشرق الأوسط ، ولماذا كان مشرق الأرض قاعدة لانطلاق الأديان الإلهيّة الكبيرة؟

* * *

٦ ـ تكامل الأديان

مقدمة : تاريخ الانبياء جزء من تاريخ الاديان

تعرّض القرآن وفي آيات عديدة لبيان تاريخ الأنبياء ومن هنا سمّيت الكثير من سور القرآن بأسماء الأنبياء العظام أو أسماء اممهم ، حتّى أنّ تاريخ نبي عظيم مثل موسى بن عمران عليه‌السلام تمّ التعرّض له في عدّة سور ومن مختلف الأبعاد.

بديهي أنّ ذكر هذه التواريخ وبهذه الكثافة ليس لقضاء الوقت أبداً ، بل لأجل أنّ الكثير من مميّزات الأديان السماوية والأفكار والأخلاق الدينية والمعارف الإلهيّة ، يمكنها أن تتجسّد بشكل حي بين ثنايا هذه التواريخ وأن تنعكس أمثلتها الحيّة من خلالها.

من هنا يمكن القول ومن أجل التعرّف على مسألة النبوّة ، والحقائق المتعلّقة بأنبياء الله ورسله ، ينبغي التحقيق في تواريخهم بدقّة ، أو بعبارة اخرى فانّ التحقيق في تاريخ الأنبياء يعدّ قسماً من تاريخ الأديان والمسائل المتعلّقة بالنبوّة.

ولا شكّ في أنّ هذا التحقيق يمكنه أن يكمل ما ورد في مختلف فصول هذا الكتاب ، بل

٣٠٩

وأن يجسّد المسائل العلمية المعقّدة أمام الأنظار.

لكن نظراً لسعة الأبحاث المتعلّقة بتاريخ الأنبياء في القرآن المجيد ، بحيث تتطلب تخصيص العديد من المجلّدات لذلك ، فسنتجنّب الخوض فيها فعلاً ، وسنعرض إلى «تاريخ الأنبياء في القرآن المجيد بشكل موضوعي» عند إتاحة الفرصة إن شاء الله ، وهو بحث مفيد وجذّاب.

* * *

كما قيل في الأبحاث المتقدّمة ، فاصول الأديان السماوية إنّما وجدت واحدة ، والتفاوت إنّما يكمن في الفروع والجزئيات فقط.

نفس هذا الأمر يثير الاستفسارات التالية : لماذا ظهر الأنبياء اولوالعزم واحداً بعد الآخر بين المجتمعات البشرية بكتب وأديان جديدة؟ وما الحاجة إلى الأديان الجديدة مع وجود الأديان السابقة ، حينما تكون الاصول واحدة؟! ولماذا يعلن أخيراً عن الخاتمية بحيث إنّ البشرية لا تحتاج بعد ذلك إلى نبي جديد أو دين جديد؟!

الإجابة عن هذا الاستفسارات تتّضح من خلال التمعّن في مضمون الأديان الإلهيّة ، صحيح أنّهم جميعاً قد جعلوا من التوحيد أساساً للدين ، لكن من البديهي أنّ إدراك الأقوام البدائية لهذه المسألة لم يكن كإدراك الذين واجهوا المسألة بعدهم بآلاف السنين.

أو بعبارة اخرى فالجزئيات المتعلّقة بالتوحيد في الذات والأفعال وفي العبادة والخالقية والحاكمية ليست بذلك الشيء الذي يتناسب والمستوى الفكري للأقوام الاولى ، إذ كانوا يقتنعون بمفاهيم بسيطة وإجمالية عن مسألة التوحيد ، ولم يخوضوا أبداً في هذه الجزئيات المعقّدة.

وهذا الشيء نفسه يمكن أن يقال بالنسبة للمسائل الاخرى المتعلّقة بـ «المعاد» و «منزلة الأنبياء» وأوصافهم ، وكذلك الجزئيات المتعلّقة بـ «العبادات» ، إذ كلّما زادت معرفة أهل الأرض بهذه المسائل ، ونَمَتْ القابليات جيلاً بعد جيل تمّ تعليمهم المزيد من الجزئيات.

فضلاً عن أنّ التطوّر الحضاري كان قد عقّد الحياة البشرية يوماً بعد آخر ، وهذا التعقيد

٣١٠

استلزم بدوره سنّ قوانين جديدة لحلّ المشاكل الناتجة عن ذلك ، ولذا ظهر الأنبياء للوجود واحداً بعد الآخر من أجل إنقاذ الناس وحل مشاكلهم.

هذه المسألة يمكن بيانها بشكل أفضل من خلال هذا المثال : خذ بنظر الإعتبار المراحل الدراسية للأطفال والفتيان والشباب ، بدءاً بالمرحلة الإبتدائية والمتوسطة وانتهاءً بالمرحلة الجامعية ، ومرحلة التخصُّص ، إذ العلوم المختلفة التي تدرّس في هذه المراحل ثابتة تقريباً ، لكنّها مختلفة بحسب المستويات ، فالطلبة كلّهم يدرسون الرياضيات مثلاً ، ابتداءً بطلبة المدارس الإبتدائية ومروراً بطلبة الإعداديات وانتهاءً برسالة الدكتوراه في الرياضيات ، في حين أنّ مستوياتها متفاوتة كثيراً ، إذ كلّما زاد استعداد الطالب كلّما ارتفع مستوى الدروس أكثر ، ومن هنا تأتي المراحل الدراسية الخمس (الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية والجامعية والدكتوراه).

والأديان الخمسة التي بعثها الله للبشرية شبيهة بعض الشيء بهذه المراحل ، نوح عليه‌السلام كان مسؤولاً عن تربية وتعليم الناس في أوّل مرحلة ، إبراهيم عليه‌السلام في المرحلة الاخرى وكذلك موسى وعيسى ، كان كلّ واحد منهم معلّماً واستاذاً لإحدى هذه المراحل ، لتصل النوبة إلى آخر مرحلة ، ويتكفّل خاتم الأنبياء محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالتعليم فيها.

ومن هنا يتّضح الجواب عن السؤال الثاني الذي كان يدور حول كيفية إمكان تكامل الأديان في منطقة واحدة والإعلان عن خاتميتها؟!

الدليل واضح ، إذ كما أنّ الإنسان يصل في مراحله الدراسية إلى ما يطلق عليه بـ «التخرّج» ، أو بعبارة اخرى أنّه يصل إلى المستوى الذي يكون قد استلم فيه الاصول العامّة والنهائية من معلّمه ، بحيث يتمكّن لوحدِهِ من حلّ المسائل المستحدثة في ظلّ تلك العموميّات.

فنبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً قد جاء بتعاليم واصول تُحلّ عن طريقها كافّة المشاكل المستقبلية ، كما يمكن للمسلمين مواصلة طريق تكاملهم في ظلّ تلك الاصول والتعاليم ، والقرآن المجيد ذلك الكتاب الذي يكشف التمعّن فيه عن حقائق جديدة متناسبة مع متطلّبات كلّ عصر.

٣١١

هذا الكلام لا يعني أنّ إنسان عصرنا قد بلغ مرتبة تغنيه عن الأنبياء كما يتوهّمه بعض المغفّلين ، بل على العكس فهو يعني أنّ اصول تعاليم خاتم الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله واسعة جامعة وبشكل بحيث يمكن من خلالها التغلّب على مشاكل العصر ومسائله.

ولابدّ انّك تسأل لماذا لم تعط هذه الاصول لنوح عليه‌السلام من البداية؟ نقول في جواب هذا السؤال : وذلك لنفس السبب الذي لم تدرّس دروس مرحلة الدكتوراه في المرحلة الإبتدائية وذلك لعدم وجود القابلية والاستعداد لتقبّلها.

وسيأتي إن شاء الله شرح أوفى لهذه المسألة في بحث الخاتمية من مباحث النبوّة الخاصّة.

وهنا تصل المباحث الكليّة للنبوّة (النبوّة العامّة) ، نهايتها شاكرين الله على هذا التوفيق.

* * *

ربّنا! اجعلنا من التابعين الحقيقيين الخُلَّص المخلصين لأنبيائك العظام.

إلهنا : أيقظ امم العالم الغافلة من سباتها

العميق لتجتاز بسلوكها طريق الأنبياء والأولياء

مشاكل الحياة الجمّة وتنال سعادة الدارين ولتتيقّن

بأنّ طي هذا الطريق مرهون باتّباع الوحي والإيمان

بالله والأنبياء.

الهنا : وفّقنا لنشر تعاليم الإسلام ، وخاتم

الأنبياء التي تنبض بالنشاط والحيوية في كلّ أرجاء

المعمورة بوسائل الإتّصال المتطوّرة لنروي ظمأ

العطاشى بزلال تعاليمهم

آمين ياربّ العالمين والحمد لله أوّلاً وآخراً.

الحادي عشر من شهر صفر ١٤١٣

٣١٢

الفهرس

فلسفة بعثة الأنبياء عليهم‌السلام في التصور القرآني...................................... ٥

القرآن الکریم والهدف من إرسال الرسل عليهم‌السلام..................................... ٧

جمع الآیات وتفسیرها.......................................................... ٩

أهداف وفلسفة بعثة الأنبياء.................................................... ٩

١ و ٢ ـ التربية والتعليم......................................................... ٩

٣ ـ إقامة القسط والعدل...................................................... ١٣

٤ ـ حريّة الإنسان............................................................ ١٥

٥ ـ النجاة من الظلمات....................................................... ١٧

٦ ـ البشرى والإنذار.......................................................... ١٨

٧ ـ إتمام الحجّة.............................................................. ١٩

٨ ـ رفع الاختلاف........................................................... ٢٠

٩ ـ التذكير (بالنسبة للبديهات والمستقلات العقليّة)............................... ٢٣

١٠ ـ الدعوة إلى الحياة الإنسانية الطيبة.......................................... ٢٥

ثمرة البحث................................................................. ٢٦

توضيحات.................................................................. ٢٧

١ ـ فلسفة بعثة الأنبياء والرسل في الروايات الإسلامية............................. ٢٧

٢ ـ الغاية من إرسال الرسل في التصور العقلي.................................... ٢٩

٣١٣

أ) عجز الإنسان عن التقنين الدقيق............................................ ٢٩

ب) التنسيق بين التكوين والتشريع............................................. ٣٢

ج) التربية العلمية............................................................ ٣٣

٣ ـ أسلوب المخالفين......................................................... ٣٥

الخصائص العامّة للأنبياء عليهم‌السلام................................................ ٤١

الخصائص العامّة للأنبياء عليهم‌السلام................................................ ٤٣

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ٤٤

١ ـ صدق الحديث........................................................... ٤٤

٢ ـ الالتزام بالعهود والمواثيق.................................................... ٤٥

٣ ـ الأمانة.................................................................. ٤٦

٤ ـ الرغبة والشفقة الفائقتان................................................... ٤٨

٥ ـ الإخلاص والإيثار الكامل................................................. ٤٨

٦ ـ البرّ والإحسان........................................................... ٥٠

٧ ـ عدم الخشية من غيرالله تعالى............................................... ٥١

٨ ـ التوكّل المطلق على الله تعالى................................................ ٥٢

٩ ـ الإخلاص المنقطع النظير................................................... ٥٣

١٠ ـ اللين والمحبّة وحسن الخُلُق................................................. ٥٤

١١ ـ الفوز في المحن الشاقّة.................................................... ٥٦

ثمرة البحث................................................................. ٥٧

شروط الرسالة................................................................. ٥٩

التقوى والعصمة............................................................. ٦١

٣١٤

جمع الآیات وتفسیرها........................................................ ٦٣

کیف یکون المذنبون دعاةً للتقوى.............................................. ٦٣

من هم أهل البيت........................................................... ٧٢

ثمرة البحث................................................................. ٨٠

تنزيه الأنبياء عليهم‌السلام............................................................ ٨١

تنزيه الأنبياء................................................................. ٨٣

١ ـ آدم عليه‌السلام............................................................... ٨٣

ثمرة البحث................................................................. ٨٧

٢ ـ نوح عليه‌السلام............................................................... ٨٨

٣ ـ إبراهيم عليه‌السلام............................................................. ٨٩

٤ ـ يوسف عليه‌السلام............................................................. ٩٨

٥ ـ موسى عليه‌السلام............................................................. ٩٨

٦ ـ داود عليه‌السلام............................................................. ١٠٦

٧ ـ سليمان عليه‌السلام.......................................................... ١٠٩

٨ ـ يونس عليه‌السلام............................................................ ١١٤

٩ ـ نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله...................................................... ١١٧

١٠ ـ الأنبياء السابقون بشكل عامّ........................................... ١٣٠

اسطورتا الآیات الشيطانية والغرانيق........................................... ١٣٠

نقد الروايات المرتبطة بأسطورة الغرانيق......................................... ١٣٣

ثمرة البحث................................................................ ١٣٨

أقوال وآراء حول عصمته الأنبياء عليهم‌السلام....................................... ١٣٩

أقوال وآراء حول عصمته الأنبياء عليهم‌السلام........................................ ١٤١

٣١٥

يقول في بحث عصمة الأنبياء عليهم‌السلام.......................................... ١٤١

الأدلّة العقليّة على عصمة الأنبياء عليهم‌السلام...................................... ١٤٥

١ ـ العوامل الداخلية ـ النفسية................................................ ١٤٥

٢ ـ دليل الإعتماد.......................................................... ١٤٨

٣ ـ مخالفة الغاية وعدم تحقق أهداف البعثة..................................... ١٥٠

٤ ـ لا يمكن الإغراء بالجهل والتشجيع على الخطأ............................... ١٥١

٥ ـ عدم أهلية غير المعصوم لتلقّي الوحي...................................... ١٥٣

٦ ـ أدلّة أخرى............................................................. ١٥٣

أسئلة متعدّدة.............................................................. ١٥٥

١ ـ هل لعصمة الأنبياء صفة «جبريّة»........................................ ١٥٥

٢ ـ هل تنسجم العصمة مع التقيّة............................................ ١٥٨

المنزلة العلمية للأنبياء عليهم‌السلام................................................. ١٦١

المنزلة العلمية للأنبياء....................................................... ١٦٣

ما هو علم الأسماء.......................................................... ١٦٤

توضيحان................................................................. ١٦٨

١ ـ حدود علم الأنبياء عليهم‌السلام................................................ ١٦٩

٢ ـ القرآن والعلوم الأخرى للأنبياء عليهم‌السلام...................................... ١٦٩

مصادر علم الأنبياء عليهم‌السلام.................................................... ١٧٥

مصادر علم الأنبياء........................................................ ١٧٧

الأنبياء عليهم‌السلام وعلم الغيب.................................................... ١٨٣

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٨٦

٣١٦

النتيجة................................................................... ١٨٩

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ١٩٠

الثمرة من مجموع آیات علم الغیب............................................ ١٩٧

روایات علم الغیب......................................................... ٢٠٠

حدود علم الغيب وكيفيته................................................... ٢٠٤

إثبات علم القادة الإلهيين عن طريق العقل..................................... ٢٠٩

إثبات علم القادة الإلهيين عن طريق العقل..................................... ٢١١

العلوم الأخرى للأنبياء في القرآن المجید......................................... ٢١٢

١ ـ تعلّم موسى من الخضر.................................................. ٢١٢

٢ ـ اطلاع داود على أعداد وسيلة دفاعية..................................... ٢١٤

٣ ـ معرفة يوسف بتفسير الأحلام............................................. ٢١٥

٤ ـ العلم بمنطق الطير....................................................... ٢١٦

طرق معرفة سفراء الله........................................................ ٢١٩

طرق معرفة سفراء الله....................................................... ٢٢١

١) الاعجاز............................................................... ٢٢٣

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٢٤

الإعجاز، أول دليل على النبوة............................................... ٢٢٤

ثمرة البحث................................................................ ٢٣٠

توضيحات................................................................ ٢٣٠

١ ـ ما هي حقيقة الإعجاز.................................................. ٢٣٠

٢ ـ العلاقة بين الإعجاز والنبوة............................................... ٢٣٦

٣١٧

٣ ـ الاختلاف بين معجزات الأنبياء عليهم‌السلام..................................... ٢٣٨

٤ ـ السحر لا يضاهي المعجزة................................................ ٢٣٩

٥ ـ منطق منكري الإعجاز.................................................. ٢٤٤

٢) التحقيق في مضمون دعوة الأنبياء عليهم‌السلام................................... ٢٥١

٣) جمع القرائن............................................................ ٢٥٣

روحية المتّهم وسوابقه........................................................ ٢٥٤

إرشادات القرآن حول هذين الدليلين.......................................... ٢٥٥

٤) شهادة الأنبياء السابقين................................................. ٢٥٩

مسألة الوحي................................................................ ٢٦٣

«كيفية الإرتباط بعالم الغيب»............................................... ٢٦٣

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٦٦

طرق الإرتباط بعالم الغيب................................................... ٢٦٦

توضيحان................................................................. ٢٧٠

١ ـ أقسام الوحي وكيفيته في الروايات الإسلامية................................ ٢٧٠

٢ ـ الوحي في كلمات الفلاسفة المتقدّمين والمتأخّرين............................. ٢٧٢

إنتقادات.................................................................. ٢٧٣

نقد وتحليل................................................................ ٢٧٥

الأصول العامّة لدعوة الأنبياء عليهم‌السلام........................................... ٢٧٧

الأصول العامّة لدعوة الأنبياء................................................. ٢٧٩

جمع الآیات وتفسیرها....................................................... ٢٨١

وحدة المسير لدى الأنبياء جميعاً.............................................. ٢٨١

ثمرة البحث................................................................ ٢٩٣

٣١٨

الأنبياء عليهم‌السلام في القرآن المجید.............................................. ٢٩٥

الأنبياء في القرآن المجید...................................................... ٢٩٧

١ ـ عدد الأنبياء في القرآن................................................... ٢٩٧

٢ ـ الأنبياء أولو العزم في القرآن.............................................. ٣٠١

٣ ـ الکتب السماویة للأنبياء................................................ ٣٠٣

٤ ـ الفرق بين الرسول والنبي................................................. ٣٠٥

٥ ـ لماذا ظهر الأنبياء الكبار من منطقة خاصّة.................................. ٣٠٧

٦ ـ تكامل الأديان......................................................... ٣٠٩

مقدمة: تاريخ الأنبياء جزء من تاريخ الاديان.................................... ٣٠٩

٣١٩